القائمة إغلاق

أفتدينا من لعنة الفقر Redeemed from Poverty Curse

غلاطية  3: 13, 14, 29

13 لَقَدْ حَرَّرَنَا المَسِيحُ مِنْ لَعنَةِ الشَّرِيعَةِ بِأَنْ وَضَعَ نَفسَهُ تَحْتَ اللَّعْنَةِ بَدَلاً مِنَّا. فَكَمَا هُوَ مَكتُوبٌ: مَلْعُونٌ مَنْ يُعَلَّقُ عَلَى خَشَبَةٍ.

14 وَهَكَذَا فَإِنَّ البَرَكَةَ الَّتِي أَعطَاهَا اللهُ لإِبْرَاهِيمَ، سَتُنقَلُ إِلَى بَقِيَّةِ الأُمَمِ مِنْ خِلاَلِ المَسِيحِ يَسُوعَ، فَيَقبَلُونَ بِالإِيمَانِ الرُّوحَ الَّذِي وَعَدَنَا بِهِ اللهُ.

29 فَإِنْ كُنْتُمْ لِلمَسِيحِ، فَأَنتُمْ إِذَاً نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَهَكَذَا تَرِثُونَ مَا وَعَدَهُ اللهُ بِهِ.

لقد فدانا يسوع المسيح من لعنة الناموس.

لكن ما هي لعنة الناموس؟ إن الطريقة الوحيدة لتكتشف اللعنة هي أن ترجع إلى العهد القديم. إن تعبير “الناموس” كما ذُكر في العهد الجديد عادة يشير الى الشريعة أي الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس. وإذا رجعنا إلى هذه الأسفار الخمسة سنجد أن اللعنة أو العقاب لكسر وصية الله تشمل ثلاثة جوانب: الفقر والمرض والموت الروحي.

1 تيموثاوس 4: 8

8 فَالرِّيَاضَةُ الْبَدَنِيَّةُ نَافِعَةٌ بَعْضَ الشَّيْءِ. أَمَّا التَّقْوَى فَنَافِعَةٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ فِيهَا وَعْداً بِالْحَيَاةِ الْحَاضِرَةِ وَالآتِيَةِ.

يحـاول البعـض أقناـعنـا بأنـه لا يوجـد لنـا أي وعـد فـي هـذه الحيـاة سـواء مـن

بركات أو ماديات أو أي شيء آخر. لكن الشاهد السابق يؤكد عكس ذلك. فهو يبرهن أن لدينا وعود هذه الحياة. وفقاً لسفر التثنية 28: 15-17, 38-40 فأن لعنة الفقر سوف تأتى على أولاد الله لو لم يطيعوه. فهي لعنة سوف تلحق بهم لأنهم فشلوا في طاعة وصايا الله وناموسه.

قال بولس في رسالته إلى أهل فيلبى, “وَإِنَّ إِلَهِي سَيَسُدُّ حَاجَاتِكُمْ كُلَّهَا إِلَى التَّمَامِ، وَفْقاً لِغِنَاهُ فِي الْمَجْدِ، فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (فيلبى 4: 19). إن كل احتياجاتك تتضمن احتياجات مالية ومادية واحتياجات أخرى. في الحقيقة, يتكلم بولس في هذا الفصل عن الاحتياجات المادية والمالية.

يسوع بنفسه قال: “أَمَّا أَنْتُمْ، فَاطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرِّهِ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ” (متى 6: 33). إن هذه الأشياء التي سُتزاد لنا هي أشياء مادية لهذه الحياة.. مأكل وملبس الخ..

لدى البعض اعتقاد بأنه من علامات الإتضاع المسيحي والتقوى هي أن يعيش المؤمن في فقر وليس لديه أي شيء. يظنون أنه عليك أن تعيش في هذه الحياة بملابس ممزقة وحذاء بالي- وبالكاد تحيا. لكن ليس هذا ما قاله يسوع. فهو أخبرنا قائلاً, “..وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ “. فلم يقل أن جميع هذه ستُؤخذ منا, بل ستُعطى لنا. مجداً للرب.

لوقا 6: 38

38 أَعطُوا الآخَرِينَ فَتُعطَوا. فَسَيَضَعونَ (الآخرون) في أحضانِكُمْ كَيلاً كَبِيْرَاً مُلبَّدَاً مَهزُوزَاً فَائِضَاً. فَبِالكَيلِ الَّذِي تَكِيلُونَ بِهِ لِلآخَرِيْنَ سَيُكَالُ لَكُمْ.

أولا: دعني أتساءل: هل هذا هو حق كلمة الله؟ هل يسوع يخبر بالحقيقة هنا أم إنه يكذب؟ إني أؤمن إنه يخبر بالحقيقة. ألا تؤمن أنت أيضاً بهذا؟ لاحظ أنه يقول: “فَسَيَضَعونَ (الآخرون)..“. بالطبع إن الله هو الذي يحرك البشر, لكنه يقول “فَسَيَضَعونَ (الآخرون) في أحضانِكُمْ ..”.

أتذكر واحد من أصدقائي سألني ذات مرة منذ وقت بعيد, “أخ هيجن, هل وعظت من قبل من إنجيل لوقا 6: 38؟”

أجبت, “بالطبع قد استخدمت هذا الشاهد, لكني لا اعرف إن كنت قد استخدمته كنص رئيسي لعنوان عظة من قبل أم لا. لكنى استشهدت به مرارا كثيرة أثناء خدماتي”.

أجاب هذا الرجل قائلاً: “منذ وقت قريب جاءنا أحد الخدام في كنيستنا وظل يعظ لمدة أسبوعين. كان يشير في كل ليلة إلى هذا الشاهد الكتابي. ثم القي في إحدى الليالي عظة كاملة عن هذا النص. بالنسبة لي, لم أكن أهتم كثيراً بهذا الشاهد حتى استفاض فيه هذا الخادم بدرجة كبيرة. ثم في الاجتماع الأخير له بدأ راعي كنيستنا يجمع تقدمة لهذا الخادم. ثم وقف هذا المبشر وقال, ‘أخوتي, إنني منقاد بروح الرب لأن أجمع تقدمة لأجل الكنيسة هنا لشراء جهاز تكيف’”.

استمر صديقي هذا, الذي كان يعلَّم في فصل الكتاب المقدس للرجال يضم مائة شخص, يخبرني بما حدث في آخر ليلة لهذه الاجتماعات. قال الخادم لشعب الكنيسة الذي كان يُقدَّر عدده بنحو 1800 شخص, “أريد أن احصل على عشرة ألاف دولار هذه الليلة. اعرف أن المبلغ يبدو ضخماً وأنتم قد أعطيتموني تقدمة هذه الليلة, لكنى أريد أن أتحداكم’. ثم قرأ لنا هذا الشاهد الذي ظل يتكلم عنه في كل ليلة: “أَعطُوا الآخَرِينَ فَتُعطَوا. فَسَيَضَعونَ في أحضانِكُمْ كَيلاً كَبِيْرَاً مُلبَّدَاً مَهزُوزَاً فَائِضَاً. فَبِالكَيلِ الَّذِي تَكِيلُونَ بِهِ لِلآخَرِيْنَ سَيُكَالُ لَكُمْ “.

ثم قال, ‘لا أريدكم أن تقدموا ما تستطيعون عليه, بل ما لا تستطيعون. إذا شعرت انك تستطيع أن تقدم خمسين دولاراً وليس مائة, فلتقدم المائة دولار. وإذا كنت تقدر على خمسمائة دولار وليس ألف, فلتقدم الألف. فهنا تكمن البركة وهذا هو حق كلمة الله’.

ثم أضاف, ‘وأنا سوف أضع كتابي المقدس هنا على المنبر وأريدكم أن تأتوا وتضعون أموالكم على هذا الشاهد الكتابي وتقولون: ‘إلهي العزيز, إني اسلك وفقاً لكلمتك’. وأنا سوف أصلى لكم بصفة خاصة, وأنا اعلم أن الله سيعوضكم وستعمل كلمة الله معكم. وإن لم ينجح الأمر فأنا أعدكم بأني سأرد أموالكم ولن أعظ عن هذا الشاهد مرة أخرى’”.

قال صديقي الذي كان يعلَّم في فصول الكتاب المقدس, “كان هناك العديد من رجال الأعمال في فصلى. جاءني اثنين منهم قبل ذلك وطلبا منى الصلاة لأجل أعمالهما لأنها ستعلن إفلاسها. وإذا لم يتدخل الرب خلال الثلاثين يوم التالية فسوف ينهون أعمالهما ويفلسون”. ثم أكمل وقال: “أخ هيجن, أنا شاهد على هذه الحقيقة: لقد أعطى أحد هؤلاء الرجال خمسمائة دولار في هذا اليوم والآخر أعطى مئتين وخمسين دولار. كانا يقترضان هذه النقود, لكن في خلال شهر تخلصا كلاهما من الديون وباركهما الله بصورة عجيبة”.

قال الله في سفر ملاخي 3: 10 هذه الكلمات: “هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ وَجَرِّبُونِي بِهَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوى السَّمَاوَاتِ وَأُفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ“. في الحقيقة, نحن لا نقدم أكثر من عشورنا.

قال لي أحدهم: “أخ هيجن, ألا تعرف أن دفع العشور كان في العهد القديم تحت ناموس موسى فحسب؟ لن أظهر جهلي بالكتاب المقدس بأن أقول عبارة كهذه. لقد دفع إبراهيم العشور قبل ناموس موسى بخمسمائة عام. وقد دفع يعقوب العشور قبل الناموس بمائتين وخمسين عاماً.

قال أحدهم, “حقاً, لا يوجد شاهد كتابي في العهد الجديد يوصي بدفع العشور”. مَن يقل هذا عليه أن يقرأ رسالة العبرانيين 7: 8. ماذا عن هذه الشاهد, ألا يوجد في العهد الجديد؟ ” أَضِفْ إِلَى ذَلِكَ أَنَّ الْكَهَنَةَ الْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ نَسْلِ لاَوِي، الَّذِينَ يَأْخُذُونَ العُشُورَ  بِمُوجِبِ الشَّرِيعَةِ، هُمْ بَشَرٌ يَمُوتُونَ. أَمَّا مَلْكِي صَادَقُ، الَّذِي أَخَذَ الْعُشُورَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، فَمَشْهُودٌ لَهُ بِأَنَّهُ حَيٌّ.” إنه يتكلم عن يسوع المسيح.

بركات إبراهيم صارت لنا

في كل مرة تكتشف أمراً جيداً في كلمة الله أو تجد وعد بشيء جيد وشاهد كتابي تقف عليه, تجد احدهم يقفز ويقول, “كان هذا لليهود وحسب, وليس لنا اليوم”.

أريدكم أن تعلموا أن بركات إبراهيم صارت لنا اليوم. إنها لا تخص نسل إبراهيم الجسدي وحسب, بل تخصنا نحن أيضاً. تذكر ما يقوله الكتاب في رسالة غلاطية 3: 14, 29: “فَإِنْ كُنْتُمْ لِلمَسِيحِ، فَأَنتُمْ إِذَاً نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَهَكَذَا تَرِثُونَ مَا وَعَدَهُ اللهُ بِهِ”.

إن بركات إبراهيم صارت لنا, ولن يستطع أحد أن يسلبها منا بعد الآن. هؤلاء المشككون وغير المؤمنون أعداء الفرح وزارعو الشك لن يقدروا أن يحرمونا من هذه البركة بعد الآن. إن بركات إبراهيم صارت لي ولك من خلال يسوع المسيح. هاليلويا.

كانت بركات إبراهيم لها ثلاثة جوانب: أول شيء أن الرب قد وعد إبراهيم بأنه سيكون غنى.

“هل تعنى أن الله سيجعلنا أغنياء؟” نعم, هذا ما أقصده.

“هل تقصد أنه سيجعلنا جميعاً مليونيرات؟” كلا, لم أقل ذلك.

إن الله يريدنا أن نكون أغنياء. لكن البعض لا يفهم ماذا تعني كلمة “غني”. إن القاموس يعرَّف معنى كلمة “غني” على إنها: “إمداد كامل” أو “تسديد للإحتياحات بفيض وفوق حد الكفاية”. مجداً للرب. يوجد إمداد كامل في المسيح يسوع.

كان لدىَّ سيارة حديثة ذات مرة, لكنها كانت تستهلك وقود كثير. كانت هذه السيارة تشتهر بتوفيرها للوقود, فذهبت إلى ميكانيكي. قال لي, “أيها الواعظ, إليك سبب المشكلة. يوجد بالمكربن (جهاز خلط البنزين بالهواء) طريقتين للضبط. يمكن أن يُضبط على إمداد وفير للوقود فيعطي عزم أقوى أو أمداد قليل فيعطي عزم أقل. لقد كان مضبوطاً على الإمداد الوفير”. لم يعدنا الله بإمداد قليل ضعيف, بل إمداد بفيض وغنى. لدينا إمداد يفوق حد الاحتياج, مجداً للرب.

لقد وعظت منذ سنوات قليلة ماضية في مدينة نيو جيرسي في الكنيسة الخمسينية التي كان يرعاها الأخ أ. أ. سويفت. كان في ذلك الوقت يبلغ من العُمر سبعين عاماً. لم أكن أعظ باستفاضة عن هذه الأمور في ذلك الوقت, بل كنت أتطرق لبعض الشيء عن هذا الأمر. كنت اعلم إنه حق كتابي, لكن لم يكن أحد قد وعظ من قبل بأن الله قد افتدانا من لعنة الفقر. لذلك كنت متحيراً هل استفيض فيه أم لا.

ولأني كنت اعرف أن الأخ سويفت كان رجلاً حقيقياً لله ويُعتبر واحد من المعلمين البارزين في الكتاب المقدس, فتكلمت معه عن بعض من هذه الشواهد الكتابية.

قال لي الأخ سويفت, “انت على حق يا أخ هيجن في كل ما تقوله تماماً. عليك أن تعظ بهذا في كل مكان تذهب إليه. لقد وعد الله أن يغٌني كل واحد منا”.

ثم أضاف قائلاً, “دعني أخبرك كيف اكتشفت عن هذا الموضوع. لقد قبلت الامتلاء بالروح القدس عام 1908, ثم ذهبت مع زوجتي عام 1911 إلى الصين كمرسلين (كان ذلك قبل أن تنشأ جماعات الإنجيل الكامل).

“كنت قد وُلدت ونشأت في لندن ثم ذهبت إلى كندا وبعدها إلى الولايات المتحدة. لذلك كان لدي بعض العلاقات بإرسالية في انجلترا وكانت تعضدنا. كانوا يعطوننا ألف ومائتا ستة وثلاثون دولاراً أمريكي في العام, أي مائة وثلاثة دولارات في الشهر. كنا ننفق معظم هذا المبلغ أو كله أثناء العام بينما كنا مرسلين في الصين. لكن في كل مرة كنت اذهب فيها لأصلى- كان لديَّ مكان خاص للصلاة- كان روح الله يتعامل مع قلبي ويقول, “قدم استقالتك من الإرسالية. إذا علم مديري الإرسالية أنك تؤمن أن التكلم بألسنة هو برهان الامتلاء بالروح القدس لن يعضدوك فيما بعد, لأنهم لا يؤمنون بأن التكلم بألسنة هو برهان الامتلاء بالروح. لقد التزمت الصمت وحرصت ألا تعلن عن هذا الأمر, لكن هذا يعني أنك تأخذ نقوداً بادعاء باطل وزائف. فأنت لا تستطيع أن تعظ بما يقوله الكتاب المقدس. ربما تفعل ذلك لجماعة قليلة في الخفاء, لكن إذا خرجت وناديت به فسوف تكون نهايتك. أريدك أن تذهب بحق كلمة الله’”.

فقلت, “يا رب كيف أتصرف الآن؟ إن فعلت ذلك فسوف تنقطع المعونة, وأنا أعيش هنا مع زوجتي وأولادي في الصين. لقد كان الوضع قاسياً عندما كنت في أمريكا دون تعضيد, فكم سيكون الحال هنا في الصين؟”

أجابني الله, “أريدك أن ترد المال الذي تأخذه من هذه الإرسالية إليهم مرة أخرى. لن يليق بك أن تسرق منهم. اذهب إلى مكان آخر وابدأ عمل جديد”.

قال الأخ سويفت, “كيف يا رب؟ كيف يمكنني أن ابدأ عمل جديد هنا في الصين عام 1912 دون أن يعضدني أحد؟”.

قال الرب, “لكن هذا هو ما أريدك أن تفعله”.

قال الأخ سويفت, “يا رب, لن أنجح في هذا أبداً”.

أجاب الرب, “ألم تعلم أني وعدت أن تكون غنياً؟”

أجاب الأخ سويفت, “إن كنت قد وعدت بشيء فأنا لا أعرف عنه شيئاً. لكني بالتأكيد سوف أكون سعيداً إن عرفت ذلك”.

ثم سألني الروح القدس, “هل قرأت من قبل رسالة غلاطية 3: 13, 14 والتي تقول أن الرب قد افتداك من لعنة الناموس بأن صار لعنة من أجلك حتى تحَّل بركة إبراهيم على الأمم- الذي أنت من ضمنهم؟ إن أول شيء وعدت به إبراهيم هو أني سوف أجعله غنياً”.

عندئذٍ قال لي الأخ سويفت, “منذ ذلك اليوم ابتدأت عيني تنفتح عن هذا الأمر. أمسكت بكتابي المقدس وبدأت أقرأه وحتماً تيقنـت مـن ذلـك. فأرسـلت استقالتـي وذهبت إلى مكان آخر وبدأت عمل جديد.

لا تظن أنك لن تواجه امتحانات.. لكن ليس لأنه توجد تحديات وتجارب والأمور تبدو أنها لا تعمل فهذا يعني إنها حقيقية. فالله أجلاً أم عاجلاً سوف يحسم الأمور. قريباً أو مؤخراً سيأتي يوم التعويض.

ثم أكمل قائلاً, “بدا الوضع في أول ستة أشهر وكأن زوجتي وأنا وأولادي الصغار نتضور جوعاً حتى الموت. انقطعت عنا كل المعونات من انجلترا ولا أحد يساعدنا من أمريكا.. ماذا نفعل؟

“احتفظت بهدوئي وسلامي ولم أصلى كثيراً, لكني كنت أذكر الله بكلمته. كنت اعلم أنه سيفعل شيئاً بخصوص الأمر.

 “عندما انتهت السنة وكنت احسب مقدار دخلي, وجدت أن الله أرسل لي ثلاثة ألاف وسبعمائة وخمسين دولاراً أمريكياً”.

كان هذا المبلغ في عام 1912 يعادل أكثر من خمسة عشر ألفاً في هذه الأيام. لقد حصل الأخ سويفت في ذلك العام على أكثر من ثلاثة أضعاف ما كان يحصل عليه سابقاًً. لقد وعده الله أنه سيكون غنياً, ومجداً لله لأنه فعل.

قال أحدهم, “كيف يا أخ هيجن, أنني أخاف من المال”.

فسألته, “لماذا؟”

قال, “لأن الكتاب يقول أن المال هو أصل لكل الشرور..”.

فأجبته, “لم يقل الكتاب ذلك أبداً. بل قال, “فَإِنَّ حُبَّ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ شَرٍّ؛ وَإِذْ سَعَى بَعْضُهُمْ إِلَيْهِ، ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ” (1 تيموثاوس 6: 10). يمكنك أن تكون مذنباً بهذه الخطية وأنت لا تمتلك قرشاً واحداً. ليس من الخطأ أن تمتلك مال, لكم من الخطأ أن يمتلكك المال. فإن أصبح المال سيداً على الإنسان فهذا شر. فالإنسان يمكن أن يحب المال جداً حتى أنه يسعى ليجمعه أينما ذهب وبأي طريقة. فإن قطعت يديه فسوف يحصل عليه بأصابع قدميه. وإن قطعت أصابع قدميه فسوف يلتقطه بأسنانه. وإن خلعت أسنانه سوف يبتلعه. إن المال في داخله وهو يسود عليه.

يقول الكتاب أن الفضة والذهب آلهة (حجي 2: 8), ويقول أيضاً أن البهائم على ألاف الجبال هي للرب (مزمور 50: 10). فلماذا وضع الله كل هذه الأشياء هنا؟ بالتأكيد لم يضعهم لإبليس وأولاده. لأنه إن فعل ذلك فهذا يعني أنه يحب أولاد الشيطان أكثر من أبنائه. هذا يشبه رجل ترك أولاده جوعي ولم يدفع لهم إيجار المنزل بينما ذهب ودفع الإيجار لامرأة أخرى وأطعم أولادها. هل يحب الله الشيطان أكثر من محبته لنا, هل يمكن أن يكون ذلك صحيح؟

قال لي أحدهم, “أخ هيجن, اعتقد أني ‘أيوب’ آخر؟

قلت له, “ماذا تعنى بـ ‘أيوب’ آخر؟ مجداً للرب, إن كنت أيوب العهد القديم فستنال الشفاء وتحصل على ضعف كل ما لديك. يقول البعض, “يا لتعاسة أيوب. لقد عاش في الحياة مريضاً ومتألما وفقيراً”.

كيف؟ إن كل ما حدث لأيوب قد استغرق تسعة أشهر. وإن كان أيوب قد مرض ثانية فنحن لا نعرف ذلك. وإن كان قد أفتقر مرة أخرى لكان الكتاب يذكر ذلك.

لقد شفى الله جسده وأعطاه عشرة أولاد آخرين. ثم أعطاه ضعفين كل ما كان يمتلكه: ضعف الماشية والجمال والأتن والغنم. ثم عاش أيوب مائة وأربعين سنة إضافية حتى رأى الجيل الرابع لأولاده. مجداً للرب. إن كان الازدهار خطية, لكان الله قد أخطأ بفعل كل هذه الأمور.

أمثال 19: 17

17 مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ، وَيُكَافِئُهُ الرَّبُّ عَلَى حُسْنِ صَنِيعِهِ.

دائماً ما نجد في المجتمع أشخاصاً غير محظوظيـن. ولأن اللـه قـد باركنـا وجعلنـا مزدهرين, لذلك فإنه لا يريدنا أن نكون تعساء أشقياء. بل يريدنا أن نساعد الآخرين, لذا قال, “ مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ “. إن جاء إليك الرب ذات يوم وقال, “احتاج إلى مائة دولار”. هل ستعطيه؟ وإن جاء إليك أحد إخوتك وأراد أن يقترض منك مائة دولار, هل ستعطيه إياه؟

” مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ”, هذا ما يعلنه الكتاب. والرب يقول, “..وَيُكَافِئُهُ الرَّبُّ“. وإني أؤمن إنه يفعل ذلك ولا يكذب.

كيف سيرد الرب لك ويعوضك؟ لا اعرف, لكن اعتقد أننا نستطيع أن نجد صورة لذلك في إنجيل لوقا 5: 4-7 حين استعار يسوع مركب بطرس. فقد عوض بطرس بأنه أعطاه مركبتين ممتلئتين بالسمك. هناك شيء آخر لابد أن تتذكره: الرب ليس بخيل!

أنني أتمسك دائماً بهذا الاعتراف: أنا في جانب الله. أنا في جانب البركة. سوف أتمتع بكل الامتيازات التي لي في المسيح. هاليلويا.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$