القائمة إغلاق

أفتدينا من لعنة المرض Redeemed from Sickness

 غلاطية 3: 13

13 لَقَدْ حَرَّرَنَا المَسِيحُ مِنْ لَعنَةِ الشَّرِيعَةِ بِأَنْ وَضَعَ نَفسَهُ تَحْتَ اللَّعْنَةِ بَدَلاً مِنَّا. فَكَمَا هُوَ مَكتُوبٌ: مَلْعُونٌ مَنْ يُعَلَّقُ عَلَى خَشَبَةٍ.

لقد افتدانا المسيح من لعنة الناموس بأن صار لعنة من أجلنا.

تثنية 28: 15-22 , 27-29 , 35, 58-61

15 وَلَكِنْ إِنْ عَصَيْتُمْ صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَلَمْ تَحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَنَا آمُرُكُمُ الْيَوْمَ بِهَا، فَإِنَّ جَمِيعَ هَذِهِ اللَّعْنَاتِ تَحِلُّ بِكُمْ وَتُلاَزِمُكُمْ

16 تَكُونُونَ مَلْعُونِينَ فِي الْمَدِينَةِ وَمَلْعُونِينَ فِي الْحُقُولِ

17 وَتَكُونُ سِلاَلُكُمْ وَمَعَاجِنُكُمْ مَلْعُونَةً

18 وَتَحِلُّ اللَّعْنَةُ بِأَبْنَائِكُمْ وَغَلاَّتِ أَرْضِكُمْ وَنِتَاجِ بَقَرِكُمْ وَنِعَاجِكُمْ

19 وَتَكُونُونَ مَلْعُونِينَ فِي ذَهَابِكُمْ وَإِيَابِكُمْ

20 وَيَصُبُّ الرَّبُّ عَلَيْكُمُ اللَّعْنَةَ وَالْفَوْضَى وَالْفَشَلَ فِي كُلِّ مَا تُنْتِجُهُ أَيْدِيكُمْ، حَتَّى تَهْلِكُوا وَتَفْنَوْا سَرِيعاً لِسُوءِ أَفْعَالِكُمْ، إِذْ تَرَكْتُمُونِي

21 وَيَتَفَشَّى بَيْنَكُمُ الْوَبَاءُ حَتَّى يُبِيدَكُمْ عَنِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا ِلامْتِلاَكِهَا

22 وَيَضْرِبُكُمُ الرَّبُّ بِالسِّلِّ وَالْحُمَّى وَالرَّعْشَةِ وَالالْتِهَابِ وَالْجَفَافِ وَاللَّفْحِ وَالذُّبُولِ، فَتُلاَزِمُكُمْ حَتَّى تَفْنَوْا

27 وَيُصِيبُكُمُ الرَّبُّ بِدَاءِ قُرْحَةِ مِصْرَ وَبِالْبَوَاسِيرِ وَالْجَرَبِ وَالْحِكَّةِ …

28 وَيَبْتَلِيكُمُ الرَّبُّ بِالْجُنُونِ وَالْعَمَى وَارْتِبَاكِ الْفِكْرِ

29 فَتَتَحَسَّسُونَ طُرُقَكُمْ فِي الظُّهْرِ كَمَا يَتَحَسَّسُ الأَعْمَى طَرِيقَهُ فِي الظَّلاَمِ، وَتَبُوءُ طُرُقُكُمْ بِالإِخْفَاقِ، وَلاَ تَكُونُونَ إِلاَّ مَظْلُومِينَ مَغْصُوبِينَ كُلَّ الأَيَّامِ، وَلَيْسَ مِنْ مُنْقِذٍ

31 وَيَبْتَلِيكَ الرَّبُّ بِقُرُوحٍ خَبِيثَةٍ تُغَطِّي الرُّكْبَتَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ، حَتَّى لاَ تَجِدَ لَهَا شِفَاءً مِنْ قِمَّةِ الرَّأْسِ إِلَى أَخْمَصِ الْقَدَمِ

59 فَإِنَّ الرَّبَّ يَجْعَلُ الضَّرَبَاتِ النَّازِلَةَ بِكُمْ وَبِذُرِّيَّتِكُمْ ضَرَبَاتٍ مُخِيفَةً وَكَوَارِثَ رَهِيبَةً دَائِمَةً وَأَمْرَاضاً خَبِيثَةً مُزْمِنَةً

60 وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ كُلَّ أَمْرَاضِ مِصْرَ الَّتِي فَزِعْتُمْ مِنْهَا فَتُلاَزِمُكُمْ

61 وَيُسَلِّطُ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ أَيْضاً كُلَّ دَاءٍ وَكُلَّ بَلِيَّةٍ لَمْ تَرِدْ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ هَذَا، حَتَّى تَهْلِكُوا

نستطيع أن نلاحظ بوضوح من الأعداد السابقة بأن المرض لعنة من لعنات الناموس. لقد كانت كل تلك الأمراض المرعبة التي ذُكرت بالتفصيل هنا – بالإضافة إلى كل مرض وكل داء يمكن أن يخطر على بالك وفقاً لعدد 61 – هو جزء من العقاب الذي كان يقع على أولئك الذين يكسرون وصايا الله.

إن معظم ترجمات الكتاب المقدس لهذه الأعداد تجعلنا نؤمن بأن الله نفسه هو الذي يمرٌض ويٌبلي شعبه بهذه اللعنات. لأنه يقول, “َويُصِيبُكُمُ الرَّبُّ..”.

يذكر الدكتور روبرت يونج –معلم اللغة اليونانية والعبرية- في كتابه “ملاحظـات

على ترجمة الكتاب المقدس” أنه في الأصل العبري يأتي الفعل في الآية السابقة في صيغة “السماحية” وليس “المسببية”. في الواقع, كان يجب أن يُترجم هذا الشاهد كالآتي: “سوف يسمح الرب لكم بأن ….”. بمعنى آخر, سوف يسمح الرب لهذه الأمراض أن تبتليكم..

كما نجد أيضاً في مواضع كتابية أخرى كثير من تلك الأفعال التي تُرجمت بصيغة “المسببية”, في حين كان ينبغي أن تترجم بصيغة السماحية. على سبيل المثال: نقرأ في أشعياء 45: 7, “أَنَا مُبْدِعُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، أَنَا صَانِعُ الْخَيْرِ وَخَالِقُ الضُّرِّ، أَنَا هُوَ الرَّبُّ فَاعِلُ كُلِّ هَذِهِ”. هل الله يصطنع الشر؟ كلا, فهذا يجعل من الله شيطان. ربما يسمح الرب بالشر, لكنه لا يخلقه. كذلك يقول سفر عاموس 3: 6, “أَيُدَوِّي بُوقٌ فِي الْمَدِينَةِ وَلاَ يَعْتَرِي الشَّعْبَ الْخَوْفُ؟ أَيَقَعُ بَلاءٌ فِي الْمَدِينَةِ مَا لَمْ يَكُنِ الرَّبُّ قَدْ أَرْسَلَهُ؟” إذا كان الله يرتكب الشر, فلا حق له أن يحكم على الإنسان عندما يرتكب إثم أو خطية ما. لكن الحقيقة هي أن الله لم يفعل شراً إنما سمح به وحسب. وهناك فرق شاسع بين فعل الشيء وبين السماح به.

عندما أرتد الملك شاول, يقول الكتاب: “وَفَارَقَ رُوحُ الرَّبِّ شَاوُلَ وَهَاجَمَهُ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ رُوحٌ رَدِيءٌ يُعَذِّبُهُ”. (1 صموئيل 16: 14). فما حدث بالضبط هو أن شاول بعصيانه قطع الشركة مع الله, فسمح الرب لروح الشرير أن يزعجه. فالأصل العبري لهذه الأعداد يأتي بصيغة السماح, لكن لا يوجد في لغاتنا المعتادة ما يوافق صيغة السماح, فتُرجمت الأفعال بصيغة “المسببية”.

إن الله لا يرسل البلايا أو الأمراض على شعبه كما يفُهم من هذه الأعداد. فكلمة الله لا تعلمنا أن هذه الأشياء تأتي مباشرة من عند الله. فعندما يكسر شعب الله هذه الوصايا يخرجوا من تحت سقف الحماية الإلهية ينتهز الشيطان الفرصة ليجلب عليهم كل هذه البلايا. إن خطاياهم وتعدياتهم هي التي جلبت عليهم كل هذه الأمراض.

يذكر سفر التثنية 28 قائمة بأنواع عديدة من الأمراض كلعنة نتيجة كسر الناموس. من ضمن هذه الأمراض: الوباء, والالتهاب الوبائي والحمى (بكل أنواعها من تيفود وجدري ..) والجفاف واللفح والذبول والجنون والعمى والجرب والحكة (جميع أمراض الجلد). ووفقاً لعدد 60 نستطيع أن نضيف إلى تلك القائمة “ كُلَّ أَمْرَاضِ مِصْرَ ..”. وعدد 61 يشمل جميع الأمراض التي يمكن أن تخطر على بالك: “كُلَّ دَاءٍ وَكُلَّ بَلِيَّةٍ لَمْ تَرِدْ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ هَذَا”.

وهكذا نستخلص من هذه الأعداد أن المرض والسقم هما جزءان من لعنة الناموس. لكن شكراً للرب لأن يسوع “َقَدْ حَرَّرَنَا المَسِيحُ مِنْ لَعنَةِ الشَّرِيعَةِ بِأَنْ وَضَعَ نَفسَهُ تَحْتَ اللَّعْنَةِ بَدَلاً مِنَّا” (غلاطية 3: 13).

هل المرض بركة أم لعنة ؟

هل المرض بركة أم لعنة؟ إن كلمة الله تعلن أنه لعنة. سيحاول البعض أن يقنعوك لتؤمن بأن الله “يبارك” شعبه بالأمراض والأسقام. (لو كان الله يفعل ذلك لتنازلت عن هذه البركة لغيري). لكنه وفقاً لكلمة الله, فإن المرض لعنة والصحة بركة.

إن المرض يجلب الشقاء والتعب, والمرض يصاحبه الألم والمعاناة. إنه يستعبد عائلات وأفراد ويجبرهم على رعاية مرضاهم الذين يحبونهم والاعتناء بهم. إن المرض عدو للجنس البشري. إنه سارق ولص؛ لقد سرق أمهات كثيرات من شبابهن وصحتهن وجمالهن وفرحتهن. لقد سرق الزوج من زوجته وحرم الأطفال من أمهاتهم, لأنهن لم يعدن قادرات على تلبية احتياجات أولادهن. لقد سرق المرض شباب كثير ولحق بهم في منتصف عمرهم.فامتلئوا بالقلق والخوف محطماً إيمانهم.

لقد سلب المرض والسقم الناس من سعادتهم وصحتهم وأموالهم التي ينفقونها في أشياء كثيرة جيدة.

هل المرض هو إرادة الله؟

إن الإمراض والإسقام ليسوا هم إرادة الله لشعبه. إنه لا يريد أن تأتى لعنة على أولاده بسبب عصيانهم. إنه يريد أن يباركهم بالصحة.

قال لي كثيرون, “حقاً إننا نؤمن أن الله كان الطبيب الشافي لشعب إسرائيل في العهد القديم, وقد أراد لشعب إسرائيل أن يتمتعوا بالصحة. لكننا لم نعد نحيا بعد تحت العهد القديم..”. بالفعل هذا صحيح, لكن إن العهد القديم قد قدم الشفاء بينما العهد الجديد لم يقدم شيء, فإني أتعجب ما إذا كان العهد القديم أفضل من الجديد؟

شكراً لله, لأن الكتاب يقول أن العهد الجديد أفضل بكثير من العهد السابق:

عبرانين 8: 6

6 فَرَئِيسُ كَهَنَتِنَا، إِذَنْ، قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ مِنْ خِدْمَةِ الْكَهَنُوتِ الأَرْضِيِّ، لِكَوْنِهِ الْوَسِيطَ الَّذِي أَعْلَنَ لَنَا قِيَامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ أَفْضَلَ مِنَ الْعَهْدِ السَّابِقِ، وَلِكَوْنِ هَذَا الْعَهْدِ الْجَدِيدِ يَنْطَوِي عَلَى وُعُودٍ أَفْضَلَ.

ليتني أذكرك بأن هذا الشاهد هو في العهد الجديد: “لَقَدْ حَرَّرَنَا المَسِيحُ مِنْ لَعنَةِ الشَّرِيعَةِ بِأَنْ وَضَعَ نَفسَهُ تَحْتَ اللَّعْنَةِ بَدَلاً مِنَّا” (غلاطية 3: 13). إنها ليست مشيئة الله أن نكون مرضى. ففي أيام الكتاب المقدس الأولى, لم تكن مشيئة الله لبني إسرائيل أن يكون أحد منهم مريضاً- مع أنهم كانوا في ذلك الوقت خداماً لله وعبيد له. أما اليوم, فنحن أولاد الله. فإن لم تكن مشيئته لعبيده أن يمرضوا, فلا يمكن أبداً أن تكون إرادته لأولاده أن يكونوا مرضى. فالمرض والسقم لا ينبعان من المحبة, لكن الله محبة.

نقرأ في إنجيل لوقا 13 أن يسوع كان يعلَّم في أحد المجامع يوم السبت, حين جاءت إليه امرأة منحنية. كانت تعاني من التهـاب فـي المفاصـل أو شـيء مثـل ذلـك ولـم تقدر أن تنتصب. فدعاها يسوع وقال لها: “يَا امْرَأَةُ إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضُعْفِكِ” (ع 12).

عندما غضب رئيس المجمع لأن يسوع شفى المرأة يوم السبت, قال يسوع: ” وَهَذِهِ وَهِيَ ابْنَةُ إِبْرَهِيمَ قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هَذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟” (ع 16). قال يسوع أن الشيطان هو الذي قيَّد هذه المرأة.

قال بطرس في عظته لأهل كرنيليوس:

أعمال 10: 38

38 فَقَدْ مَسَحَ اللهُ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَبِالْقُدْرَةِ، فَكَانَ يَنْتَقِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ يَعْمَلُ الْخَيْرَ، وَيَشْفِي جَمِيعَ الَّذِينَ تَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ..

يوضح هذا الشاهد أن أولئك الذين شفاهم يسوع كان إبليس متسلطاً عليهم. ستجد كثيرين اليوم يحاولون إقناعك بأن الله يرسل المرض على شعبه ليباركهم. سوف يخبرونك, “ابتعد عن تلك الاجتماعات التي يصلون فيها لأجل المرضى ليشفوا, لأن هذا من الشيطان”. إن كان كلامهم صحيح, فالله والشيطان إذاً قد تبادلا الأعمال. منذ ألفي عام كان الشيطان يتسلَّط على الناس ويسوع يحررهم, إما اليوم فالعكس يحدث!

يقول الكتاب المقدس أن يسوع المسيح ” هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ” (عبرانين 13: 8). لم يتغير يسوع أبداً. منذ بداية خدمته العلنية حتى نهايتها ظل يسوع ينقض أعمال إبليس. لا تخبر أحد إطلاقاً بأن المرض هو مشيئة الله. كلا, هذا خطأ. إن الشفاء والصحة هما إرادة الله لكل البشرية. لأنه إن كان المرض هو مشيئة الله, فإن السماء سوف تكتظ بالمرضي والسقماء!

لابد أن تتذكر أن يسوع في خدمته الأرضية كان بمثابة إستعلان لمشيئة الله. لقد جاء ليكشف لنا عن قلب ومشيئة الآب. فهو كلمة الله. (يوحنا 1: 14, عبرانيين 1: 1, 2). إذا أردت أن تعرف مشيئة الله عن المرض, فلتنظر إلى يسوع. لقد كان يجول يشفى جميع المرضى.

أشعياء 53: 4, 5

4 لَكِنَّهُ حَمَلَ أَحْزَانَنَا وَتَحَمَّلَ أَوْجَاعَنَا، وَنَحْنُ حَسِبْنَا أَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَاقَبَهُ وَأَذَلَّهُ،

5 إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ مَجْرُوحاً مِنْ أَجْلِ آثَامِنَا وَمَسْحُوقاً مِنْ أَجْلِ مَعَاصِينَا، حَلَّ بِهِ تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا، وَبِجِرَاحِهِ بَرِئْنَا.

أقتبس البشير متى هذه الأعداد قائلاً:

متى 8: 17

17 لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِلِسَانِ النَّبِيِّ إِشَعْيَاءَ الْقَائِلِ: «هُوَ أَخَذَ أَسْقَامَنَا، وَحَمَلَ أَمْرَاضَنَا.

كتب الروح القدس من خلال الرسول بطرس في زمن الماضي مشيراً إلى الجلجثة:

1 بطرس 2: 24

24 وَهُوَ نَفْسُهُ حَمَلَ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ (عِنْدَمَا مَاتَ مَصْلُوباً) عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطَايَا فَنَحْيَا حَيَاةَ الْبِرِّ. وَبِجِرَاحِهِ هُوَ تَمَّ لَكُمُ الشِّفَاءُ

لقد قرأت بقلم الدكتور “جون اليكسندر دوي” عن الطريقة التي نال بها إعلاناً عن موضوع الشفاء الإلهي. كان جون اليكسندر يرعى كنيسة في نيو تاون والتي تقع على حدود مدينة سيدني باستراليا, عندما انتشر وباء بواسطة الفئران أصاب 1875 شخص. كان الناس يموتون مثل الذباب. وقد دفن أربعين عضواً من كنيسته في أقل من شهر. ثم مات في يوم واحد أربعة من أعضاء كنيسته وكانوا ينتظرون الدفن. لم يكن لهذا الوباء علاج. بعدما زار كثيرين من أعضاء شعبه المرضى, رجع جون إلى المنزل وجلس في مكتبه ويداه مكتوفتين ورأسه بين زراعيه وكان يبكى أمام الله.

صرخ للرب قائلاً, “هل سيموت جميع هؤلاء؟ هل ستأخذ جميع الشعب؟ من أين جاء هذا الوباء؟ هل أنت السبب في كل هذا؟” كان قلبه يتمزق من صورة العائلات التي تمزقت جراء هذا الوباء ومن أجل الأطفال التي تشردت وتيتمت. ثم لمعت أمامه كلمات الروح القدس التي تكلم بها من خلال بطرس الرسول في سفر الأعمال 10: 38 كالنور لتكشف له هوية الشيطان كالمدمر والله كالشافي.

كتب جون اليكسندر بعد عدة سنوات وقال, “لقد جفت دموعي في الحال وتقوى قلبي ورأيت طريق الشفاء والباب مفتوح على مصراعيه. فقلت للرب, ‘ساعدني الآن لأكرز بكلمتك لكل الذين يموتون حولي وأخبرهم كيف لا يزال الشيطان يدمر ويسوع لا يزال يحرر لأنه “يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ”’.

لم يقدر أن ينتظر كثيراً. وبعد عده دقائق جاءه شابين إلى مكتبه لا يستطيعان أن يلتقطا أنفاسهما قائلان: “تعالى فوراً.. إن ماري تحتضر”.  فأسرع جون وراءهما في الشارع دون أن يرتدى قبعاته. كان غاضباً جداً لأن الشيطان هاجم هذه الشابة البريئة التي من شعب كنيسته.

دخل جون إلى حجرة ماري ووجدها مصابة بتشنجات. كان طبيبها قد فقد الأمل وكـان يستعـد للرحيـل. ثـم ألتفـت الطبيـب إلـى جـون وقـال, “سيـدي, أليسـت طـرق اللـه غامضة..؟” كان الإعلان الذي ناله جون من كلمة الله يحترق في قلبه. فقال بصوت مرتعد, “طرق الله.. كيف تجرؤ أن تقول هكذا على طرق الله. كلا أيها الطبيب, إن هذا عمل الشيطان”. ثم سأل الطبيب, الذي كان عضواً في كنيسته, “هل تستطيع أن تصلي صلاة الإيمان التي تشفي المريض؟”

أجابه الطبيب, “أنت متوتر جداً أيها الراعي. من الأفضل أن نقول ‘لتكن مشيئتك..’”. تم تركه وغادر.

كتب جون قائلاً, “إن كلمة ‘متوتر’ لم تكن كافية لتصف الحال الذي كنتُ عليه. كنتُ متأثراً جداً بكلمة الله وممتلئاً بغضب مقدس مبغضاً هذا المرض اللعين الذي كان يتمم مشيئة الشيطان”.  ثم أكمل قائلاً, “إنها ليست مشيئة الله مطلقاً أن ترسل هذا الوباء اللعين. لذلك لن أقول أبداً ‘لتكن مشيئتك’ على أعمال الشيطان, والذي أرسل الله

ابنه ليدمرها. وهذا الوباء هو واحد منها’. يا إلهي, كانت كلمة الله تحترق في قلبي”.

ثم صلى جون اليكسندر صلاة الإيمان لمارى قائلاً: “أبى السماوي, إنني أقف على كلمتك الآن واعترف بالوعد. إن كلمتك حق: ‘أنا هو الرب شافيك’. فلتشفها الآن. إن كلمتك حق: ‘أنا الرب لا أتغير’. فلتعلن يا رب عن نفسك بأنك أنت هو الإله الشافي. تقول كلمتك: ‘وهذه الآيات تتبع المؤمنين.. يضعون أيديهم على المرضى فيُشفون’ إني أؤمن بهذا الوعد لذا أضع الآن يديَّ على هذه الفتاة في اسم يسوع. إن كلمتك تقول أن صلاة الإيمان تشفى المريض, لذا أثق أن هذه الفتاة تبرأ الآن في اسم يسوع. أمين”. وفجأة توقف الفتاة عن التشنج وذهبت في نوم عميق لدرجة أن أمها ظنت أنها ماتت. فأجاب جون, “كلا أنها لم تمت. لقد شفاها يسوع مثلما فعل في منزل بطرس عندما شفى حماته ولمسها ‘فتركتها الحمى’”.

ثم بعد عدة دقائق أيقظ جون ماري, فقامت وتحولت إلى أمها قائله, “أمي.. اشعر أنني بحالة جيدة جداً”. تذكر جون حين أقام يسوع ابنه يايرس من الموت طلب أن يعطوها لتأكل. فقال لماري, “هل أنت جائعة؟”

أجابت: “نعم.. إني جائعة جداً”. فأوصى جون خامة ماري أن تحضر لها كوب من الشيكولاته وبعض الخبز والزبد. ثم شكر الله بهدوء وتوجه إلى الغرفة المجاورة حيث كان يرقد أخوها وأختها مرضى بنفس الداء. وبعد أن صلى لهما نالا الشفاء أيضاً.

ويقول جون, “بعدما غادرت المنزل الذي أنتصر فيه يسوع الشافي, امتلأ قلبي بلحن الانتصار. وكنت مندهشاً للغاية من اكتشافي أن يسوع المسيح هو أمس واليوم وإلى الأبد”. من هذا اليوم فصاعداً, بدأ جون إليكسندر يعظ شعبه عن الشفاء الإلهي ويصلى لأجل شفائهم ولم يفقد فرداً واحداً بهذا الوباء أبداً.

أليـس أمـراً غريبـاً أن الطـبيـب –الـذي كـان عضـواً فـي كنيسة جـون- ظـل يعـالـج المرضى ويصف لهم أدوية, لكن عندما تخطى المرض قدرات العلاج الطبي ابتدأ يدعو ذلك إرادة الله؟ يحيرني جداً أولئك الذين يسرعون في تناول الأدوية والذهاب للأطباء والمستشفيات ويفعلون كل ما بوسعهم لينالوا الشفاء, لكن عندما تقترح على أحدهم أن تصلي لأجل شفائه يقول, “ربما لا تكون مشيئة الله أن يشفني”.

لماذا يتساءلون عن مشيئة الله في المقام الأول؟ فإن لم تكن مشيئة الله هي أن يكونوا أصحاء, فلماذا يتناولون أي أدوية أو علاج؟ فبسعيهم للشفاء سوف يخرجون عن مشيئة الله. إنني لا أقصد أن تفقدوا الثقة في العلاج الطبي. فالأطباء يحاربون نفس الشيطان الذي نحاربه نحن, لكني أحاول فقط أن أشير إلى أن مثل هذا هو منطق بشرى وتفكير خاطئ وقد سرق أناس كثيرين من بركة الشفاء والصحة.

كانت الدكتورة ليليان يومانس طبيب جراح لسنوات عديدة في أحدى أكبر مستشفيات نيويورك. ابتدأت تتناول كميات صغيرة من الأدوية المخدرة لتنشط أعصابها وتساعدها على النوم في الأيام التي تكون فيها مرهقة من كثرة العمل. حتى اعتادت في النهاية على هذه الأدوية وبالأخص المورفين- فبدأت تتعاطاه. كان تتعاطى يومياً أكثر من خمسين مرة الجرعة المعتادة للرجل البالغ بجانب أدوية أخرى. وعلى الرغم من أن الدكتورة ليليان قد خضعت لأحدث طرق العلاج في وقتها بالإضافة إلى محاولاتها اليائسة لتتوقف عن هذه المخدرات, إلا أنها كانت تزداد سوءًا. وصفتها ممرضتها الخاصة بأنها “هيكل عظمي في داخله شيطان”. وصف أصدقائها حالتها بأنها بلا رجاء.

 كانت الدكتورة ليليان قد نالت الخلاص وهي شابة, إلا أنها ارتدت بعد ذلك. وعندما وجدت نفسها على مشارف الموت, بدأت تقرأ كتابها المقدس الذي أهملته لفترة طويلة وعادت للشركة مع الله وشُفيت في عام 1898 من إدمان هذه الأدوية المخدرة التي كانت ستؤدي بحياتها.

بعدما نالت الشفاء, أخذت تبشـر بالإنجيـل لمـدة أربعيـن عامـاً. وعندمـا ورثـت مـع أختها بيت حولته “لدار للإيمان”. كانت تضع فيه جميع الذين فشل الطب في علاجهم ولا يزالون يطلون الشفاء. قالت الدكتورة ليليان أن تقريباً جميع هؤلاء الناس قد نالوا الشفاء بعدما ظلت تعلمهم من كلمة الله حتى تولد الإيمان في قلوبهم (أرواحهم) فاستطاعوا أن يستقبلوا الشفاء من الله.

ذكرت في أحدى كتبها القصة التالية على مساعدتها لأحد المرضى في بناء إيمانه لينال الشفاء. أحضروا في أحد الأيام سيدة في مرحلة متأخرة جداً من مرض الالتهاب الرئوي. أعلن الأطباء عدم قدرتهم على مساعدتها. فنقلوها في سيارة إسعاف واحضروها إلى بيت الدكتورة ليليان. فرأتها وإذ بها تحتضر. ولأن الدكتورة ليليان كانت لا تزال في تمارس الطب, أدخلتها إلى “دار الإيمان” ووضعتها على علاج مكثف في الحال.

ابتدأت الدكتورة ليليان تقرأ لها الكتاب المقدس. قضت ساعتين تقرأ عليها شواهد كتابية تتعلق بالشفاء الإلهي, وخصوصاً تثنية 28 وغلاطية 3: 13. ثم طلبت من هذه السيدة أن تتكلم لنفسها في كل لحظة تستيقظ فيها: “إن اللفح (الالتهاب الرئوي) وفقاً لتثنية 28: 22 هو لعنة من لعنات الناموس. لكن وفقاً لغلاطية 3: 13, إن يسوع قد افتدانا من لعنة الناموس. لذلك أنا لا أعانى من هذا الالتهاب”.

سألتها الدكتورة ليليان في الصباح التالي ما إذا كانت فعلت ما قالته لها. فأجابت أنها قد رددته لحوالي عشرة ألاف مرة لكنها لم تفهم ماذا يعني. ثم استمرت الدكتورة ليليان تقرأ لها مزيد من الإصحاحات وطلبت منها أن تفعل ذات الشيء اليوم التالي. تكررت ذات القصة في الصباح التالي ولم تفهم شيء. لكن في الصباح الثالث, كانت لا تزال المرأة غير فاهمة, ولم تكن الدكتورة ليليان قد صلت معها لأجل الشفاء حتى على الرغم من أنها كانت تقيم في “دار الإيمان” لثلاثة أيام. (اعتقد أننا أحياناً نتسرع ونصلى لأجل الناس في حين أننا يجب أن نرشدهم أولاً لكلمة الله). في مساء ذلك اليوم الثالث, كانت الدكتورة ليليان وأختها تجهزان العشاء عندما سمعا صوت ضجيج في الحجرة العليا. وجدا تلك السيدة المريضة تسرع بالنزول على السلالم وهى تصرخ بأعلى صوتها, “يا دكتورة ليليان.. ألا تعلمي؟ لقد افتداني يسوع وأنا لم اعد أعانى من التهاب رئوي. لقد ذهب..”

لقد أدركت الدكتورة ليليان أن الطريق إلى قلب الإنسان هو من خلال الذهن. لقد علمت أنه إذا استمرت تلك السيدة أن تقول لنفسها, “إن اللفح (الالتهاب الرئوي) وفقاً لتثنية 28: 22 هو لعنة من لعنات الناموس. لكن وفقاً لغلاطية 3: 13, إن يسوع قد افتدانا من لعنة الناموس. لذلك أنا لا أعانى من هذا الالتهاب” بما يكفي, لسوف يُغرس هذا الحق في قلبها.

لذلك أشجعك الآن أن تأخذ ذات الأعداد وتستبدل كلمة “الالتهاب” بأي مرض أنت تعاني منه أو شخص عزيز لديك تريده أن يُشفى. لأن سفر التثنية 28: 61 يقول أن كل مرض هو لعنة من لعنات الناموس. وسوف ينجح الأمر معك أيضاً.

قبل رحيلها مباشرة, نشرت الدكتورة ليليان كتاب يحتوي على مزامير وألحان وأغاني روحية (كولوسي 3: 16) أعطاها روح الله لأختها. قالت الدكتورة ليليان أنه عندما كانت تصلى هي وأختها, كانت أختها تصلى بألحان وتراتيل بألسنة وكانت تترجم ما تقول. أحياناً كانت تصيغهم في صورة نبوة وكانت الدكتورة ليليان تكتبهم ثم جمعتهم في هذا الكتاب. تقول أحدى هذه الأغاني الروحية الموحاه من رسالة غلاطية 3: 13 التي أعطاها الروح القدس لأخت الدكتورة ليليان:

قد فداني يسوع من لعنة الناموس .. عندما كان معلقاً على صليب العار

وكل شيء بغيض احتوته اللعنة .. قد حررني يسوع منه

لم اعد تحت لعنة.. لم اعد تحت لعنة .. فقد حررني يسوع

بدل المرض صار لي الشفاء, وبدل الفقر صار لي الغنى ..عندما افتداني يسوع.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$