القائمة إغلاق

الإنجيل هو قوة الله للخلاص The Gospel is the Power Of God Unto Salvation

تقول رسالة رومية 16:1-17 إن “إنجيل المسيح (هو) قوة الله للخلاص لكل من يؤمن، لأنه فيه معلن بر الله بإيمان كما هو مكتب ’أما البار فبالإيمان يحيا’”. على الرغم من أننا سمعنا هذا الآيات كثيرا من قبل إلا أننا نادرا ما فكرنا في معناها الحقيقي. كلمة الإنجيل تعني البشارة المفرحة. لقد أتى الله إليك ببشارة تحمل أمرا مفرحا، وكلمة الله هي الإنجيل، بمعنى أن الكلمة هو البشارة المفرحة، وتتضمن تلك البشارة المفرح قوة الله للخلاص.

وكما رأينا من قبل، فإن كلمة خلاص تعني أكثر من مجرد الحصول على الولادة التي من فوق. فكلمة خلاص باليونانية تعني “خلاص وتحرير وحفظ من كل شرور هذا الدهر وشفاء وسلامة العقل”.

يحوى الإنجيل إذن قوة الله للخلاص في كل مجال من مجالات الحياة، فكلمة خلاص لا تتضمن مجرد إعادة إحياء روحك فقط، بل تتضمن الحفظ وسلامة العقل وشفاء لجسدك، وحماية وحرية في أوقات الضغوط والظروف الصعبة أيضا. يهتم الله بكل جانب من جوانب حياتك وليس بأحد جوانبها فقط.

وعود الله تجعلك شريكا في طبيعته الإلهية

تقول رسالة بطرس الثانية 3:1-4 “كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة”.

يخبرنا الله بأمور كثيرة هنا، فيقول أنه قد أعطانا كل ماله علاقة بالحياة، أو بمعنى آخر أعطانا كل ما نطلبه حتى نستطيع أن نحيا، فهذه الأشياء مودعة لنا في السماء، ويمكننا أن نأخذ منها هنا في هذه الحياة بسبب معرفتنا بالله وبوعوده العظمى والثمينة. فتعطينا هذه الوعود نصيبا في الطبيعة الإلهية.

قوة الله معلنة في كلمته وفي وعوده وفي الإنجيل، فعندما تقبل وعود الله وتعتبرها وعودا عظمى وثمينة، وعندما تستمع إلى هذه الوعود وتطبقها، ستنطلق قوة الله للعمل فيك وستمكنك من الهروب من الفساد الموجود في هذا العالم، فالإنجيل هو البشارة المفرحة التي تنقل لك قوة الله وتعطيك كل ما تحتاجه للحياة وللتقوى. فتعطيك الكلمة المقدرة على أن تغلب العالم، وأيضا تعطيك القدرة على الهروب من الفساد الذي فيه، ومن هجمات العدو، وأيضا تمنحك المقدرة على أن تحيا حياة منتصرة، فيمكن أن يكون الإنجيل أو كلمة الله بالنسبة لك هو قوة الله للخلاص في كل مجال من مجالات حياتك. فهذه هي البشارة المفرحة.

فمهما كان عنادك وبؤس ماضيك وخبرات الفشل التي مررت بها أو خبرات خيبة الأمر التي اجتزت فيها، فالله يملك بشارة مفرحة لك وهذه البشارة المفرحة هي أن يسوع المسيح مات ودفع ثمن خطاياك، فقد وُضع يسوع كذبيحة خطية نيابة عنك، وانتصر على الشيطان وجرده من أسلحته، وقام منتصرا وجلس عن يمين الله الآب، فوق كل رئاسة وسلطان في العالم الروحي، وفوق كل مشكلة أو ضيق أيضا. هذا بالإضافة إلى أنه يحيا اليوم ويشفع فينا في كل حين.

البشارة المفرحة هي أن اسم يسوع فوق كل اسم ويجب أن يخضع كل اسم آخر لاسم يسوع. أعطانا يسوع السلطان ككنيسة أن نستخدم اسمه. البشارة المفرحة هي التي تخبرنا أنه بعد سقوط الإنسان في الخطية، وبعدما أصبح تحت سيطرة الفساد واللعنة، حمل يسوع خطيتنا وعواقبنا عن كل مجال من مجالات الحياة بنفسه. لقد تحمل يسوع عقابنا بالكامل وكان بديلا عنا، وهذه البشارة المفرحة أمرا نحتاج أن نراه ونفهمه. فعندما نفهم معنا الصليب بالنسبة لنا يمكننا أن نقبل ما يقدمه لنا الصليب من هبات وعطايا.

إن إنجيل يسوع هو قوة الله للخلاص لكل من يؤمن فالإنجيل هو البشارة المفرح الخاصة بسبب مجئ يسوع هنا إلى أرضنا. تقول رسالة يوحنا الأولى 8:3 “لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس”، هللويا. أتى يسوع لينقض أعمال إبليس السارق الذي لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك. أتى يسوع ليضع نهاية لهذا السارق وليعطي الناس حياة أفضل (يو 10:10).

الإنجيل قوة الله للخلاص في كل مجال من مجالات الحياة

هذا هو ما يخبرنا به الإنجيل. دفع يسوع ثمن خطايانا وهزم إبليس ليعطينا شيئا أفضل، أعني حياة أفضل، تلك الحياة التي يحيا بها الله نفسه. لقد أتى يسوع إلى العالم ليجلب لنا الخلاص والنجاة والحرية والشفاء وسلامة العقل. تلك المجالات التي قد يتمكن إبليس من سرقتها أو ذبحها أو هلاكها.

يهتم الإنجيل بحياتنا بجملتها، وليس بأحد جوانبها فقط، قد يقول بعض الناس “نعم ولكن الميلاد الذي من فوق أهم بكثير من أي شئ آخر”. نعم الميلاد الذي من فوق هو أهم شئ بالطبع، فلا يوجد أهم من أن يحصل شخص على الخلاص ويهرب من الموت الأبدي، ولكن لماذا تقسّم الإنجيل؟ إذا كان الله قد وفر لنا خلاصا تاما يغطي كل مجال من مجالات الحياة إذن فإننا لا نحتاج إلى أن نختار ولا نملك حق الإختيار.

لقد دفع يسوع ثمنا غاليا جدا لخلاصنا، فما جاز فيه أمر غير عادي، فالأمة لا تُحتمل، لهذا السبب يريد يسوع أن يرى ثمار الأمة، فيريد أن يرى أننا نستخدم تلك الأشياء التي إشتراها لنا، يقول سفر إشعياء 11:53 “ومن تعب نفسه يرى وشبع”. وتقول الترجمة السويدية لهذا الآية: “يرى ثمر آلام نفسه يشبع”، فكلما قبلنا ما دفع يسوع ثمنه لنا، كلما سيرى يسوع ثمرا وكلما إمتلأ أكثر بالسعادة والرضا.

مواهب الله أعطيت لنا لنستخدمها

تخيل أن هناك أبا قرر أن يهدي ابنه دراجة بخارية، وكله هذا القرار الكثير، حيث كان يجب عليه أن يعمل عدد ساعات اكثر ليحصل على النقود اللازمة لشراء الدراجة. وأخيرا وبعد جهد كبير أصبح قادرا على شراء دراجة جديدة وإحضارها لمنزله ليعطيها لابنه. وعندما رأى الابن الدراجة قال لأبيه “شكرا”، ووضعها في الجراج ولم يستخدمها قط، لكنه شكا من قدّم دراجته ومن أنها لا تعمل، راستمر في ركوب دراجته القديمة التي أصبحت لا تصلح لشئ. وكثيرا ما تتعطل.

هل تعتقد أن هذا سيجلب السعادة إلى أبيه؟ لا، ولكن هذا الأمر سيُحزن أبيه. إننا نتبع نفس هذا الأسلوب ونحزن الروح القدس، عندما لا نقدّم ما فعله يسوع لأجلنا، ولا نُظهر له إمتناننا بقبور ما قدّمه لنا واستخدامه. كلما قبّلنا ما تممه يسوع لأجلنا على الصليب، كلما أدخلنا السرور إلى قلب أبينا السماوي.

ماذا فعل يسوع لأجلنا بالتحديد؟ بماذا تخبرنا البشارة المفرحة؟ لن تستطيع قبول أي شر سوى ما تفهمه وما تستوعبه فقط. فإذا كان كل ما تعرفه هو أن الإنجيل يتضمن الميلاد الذي من فوقك لروحك، فسيكون هذا هو كل ما ستحصل عليه، وسيكون الإنجيل هو قوة الله لخلاص في هذا المجال فقط ولكن عندما تكتشف أن الإنجيل يهتم بحياتك بجملتها، سيُصبح الإنجيل قوة الله في كل مجال من مجالات حياتك.

يقول الكتاب المقدس إن الإنجيل هو “قوة الله للخلاص لكل من يؤمن”. فإذا لم تكن مؤمنا بأن الإنجيل هو البشارة المفرحة لعائلتك ولحياتك ولمستقبلك ولصحتك، سواء كان عدم الإيمان هذا بسبب الجهل، أو بغير إرادتك، لن تعمل قوة الله في هذه المجالات ولن تر نتائج إعجازية في حياتك، لن يكون هناك حصادا حيث لم تبذر الكلمة من قبل، بل ستغيب النصرة وتختفي ويظهر الفساد.

تخبرنا رسالة يوحنا الأولى 4:5 “لأن كل من وُلد من الله يغلب العالم، وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا”. لقد ذكرنا من قبل أن الإيمان يأتي بكلمة الله، وعندما تغذى إيمانك على قوة الكلمة، سيكون هذا الإيمان قادرا على أن يغلب العالم وينتصر على فساده ومعارضته وهجماته. تقول رسالة أفسس 16:6 “حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة”. يصبح الإيمان بالكلمة ترس يطفئ جميع السهام الملتهبة التي يوجهها إبليس إلى حياتك، أينما وحيثما ظهرت، فالإيمان في حد ذاته يمتلك القدرة الإعجازية على أن يغلب العالم.

البشارة المفرحة هي لليوم

الإيمان ما هو إلا تصديق إنجيل يسوع المسيح وما فعله لأجلنا، فعندما ندرك أن ما فعل يسوع تام وكامل، سيصبح الإنجيل هو قوة الله للخلاص في كل مجال من مجالات حياتنا، لقد حاول الشيطان أن يسلبنا العديد من المجالات بقدر الإمكان محاولا أن يحول دون أن نكون أحرارا. ويتبع الشيطان العديد من الأساليب التي من بينها أن يحد الإنجيل، فهو يعلم أن الإنجيل إن لم يكن مطبقا في أحد مجالات حياتك، لن يحق لك أن تتوقع أي شئ من الله في هذا المجال. وسيخبرك إبليس أنه لا يوجد وعود خاصة باحتياجك، وبالتالي فأنت لا تملك شيئا لتقف به أمام الله، ولا يمكنك أن تتوقع منه معجزة.

نعم لا تستطيع التعدي على مواعيد الله، فنحن نصلي وفقا لكلمته، ولكن مجدا لله الذي أعطانا “كل ما هو للحياة والتقوى” (2بط 3:1) “والذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح” (أف 3:1).

هناك وعود لكل مجال من مجالات الحياة، وعندما ندرك هذا الحق الكتابي سيُجرب الشيطان كذبته التالية والتي تقول “لقد كانت المعجزات تحدث عندما نذهب إلى السماء”، فهو يريد أن يبعد البشارة المفرحة عن هذه اللحظة، أي عن الزمن الحاضر، ولا يريدك أن تحصل على شئ الآن، لكنه يحاول جاهدا أن يبعد عنك هذا الأمر الآن بأن يجعله أمرا حدث في الماضي فقط ولن يتكرر أو أنه سيحدث في المستقبل البعيد.

وعلى أية حال فالكتاب المقدس يقول الآن هو وقت خلاص. ويمكن الحصول على الخلاص هنا والآن ولكل شخص بما فيهم أنت. وبما أن الله لا يحابي الوجوه فكل من يؤمن (رو 16:1)، “لأن ربا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به” (رو 12:10)، “وكل من يؤمن به لا يُخزى” (رو 11:10).

مات يسوع لنحيا

ماذا يقول الإنجيل؟ يدور الإنجيل بأكمله حول يسوع من هو، وماذا فعل؟ وما الذي يفعله اليوم؟ لقد سبق وفقنا من قبل أن يسوع أتى لينقض أعمال إبليس. ومن المهم أن نرى أنه أتى كبديل عنا وليأخذ مكاننا على الصليب حتى لم يعد لزاما علينا أن نأخذ مكان العار والعقاب والإدانة هذا بل نأخذ مكانه. لقد كان يسوع “الذبيحة المقدسة” الذي بدّل مكان مجده بأن يدان بدلا منا حتى نستطيع أن نشاركه مجده، فالصليب هو مكان المبادلة.

ماذا حمل يسوع على الصليب؟ أخذ خطايانا لنصير نحن بره (2كو 21:5). تأديب سلامنا وقع علين لنأخذ سلاما (إش 5:53). أخذ أسقامنا وبجلدته شُفينا (إش 4:53-5). مات لنحيا. احتُقر ورُذل ورُفض لنكون مقبولين ومحبوبين، ولنا شركة مع الآب كأبنائه. افتقر لنستغني بفقره (2كو 9:8). صار لعنة لأجلنا لتصير لنا بركة إبراهيم (غل 13:3-14)، وتنازل عن مكان مجده لنشاركه فيه ونجلس معه في السماويات (أف 6:2).

كل هذا مكتوب في الإنجيل، دفع يسوع ثمن خطايانا وتحمل نتائجها حطم قوة الخطية والشيطان وأتى بنا إلى مملكة جديدة. تخبرنا رسالة كولوسي 13:1 “الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته”، وجعلنا شركاء ل “كل بركة روحية في السماويات” (أف 3:1)، في كل مجال من مجالات حياتنا.

نصرة يسوع تعمل اليوم

لقد سقط الإنسان في كل مجالات الحياة، ولكن هناك خلاصا تاما بيسوع. لقد أخذ يسوع كل خطاياك وأمراضك على نفسه حتى نتمتع بحياة أفضل. قد يقول أحدكم “سيحدث هذا في السماء فقط”. لا! إن الشفاء والحرية هما لليوم أيضا، ستكون السماء مكانا رائعا، ولكن النصرة حقيقة لنا هنا والآن! فترس الإيمان يطفئ جميع سهام الشرير الملتهبة هنا أيضا! لن نحتاج إلى محاربة الشيطان في السماء لأنه لن يكون هناك!

إيمانك يغلب هذا العالم وإيمانك له تأثير هنا الآن! لا يوجد شئ مما في هذا العالم في السماء! يقول بعض الناس “الغفران هو لليوم ولكن الشفاء في السماء فقط”. هذا ليس صحيحا. فالثمن الذي دفعه يسوع على الصليب كان ثمنا لخطاياك ولأمراضك أيضا، لكننا بعدم إيمان فصلنا بين الأمراض والخطايا، وهو ما لم يفعله الله.

يعلن لنا سفر إشعياء 4:53-5 أن يسوع حمل كلا من خطايانا وأمراضنا. ويقول مزمور 3:103 “الذي يغفر جميع ذنوبك”. الذي يشفي كل أمراضك”. فمن الواضح أن الصليب عالج هذان الأمران، يحمل الإنجيل بشارة مفرحة ألا وهي النصرة على كل من الخطية والمرض. حينما كان يسوع هنا على الأرض لم يغفر خطايا الخطاة فقط ولكنه شفى المرضى أيضا (مز 9:2-11)، فقد غفر خطايا المفلوج وشفاه في ذات الوقت، وعند هذه المرحلة فد يقول أحدكم “نعم ولكن يسوع فقط هو الذي يشفي”. لا إذا كان الشفاء قاصرا على تلك الأيام فقط فإن الغفران أيضا قاصرا على تلك الأيام. وإذا كان الشفاء مقصورا على نُخبة  منتقاة فالغفران أيضا هو لفئة محدودة.

كل ما تممه يسوع على الصليب هو لكل واحد منا، فنهاك حقوق العهد الذي اشتراه يسوع بدمه لكل شخص يؤمن بإنجيل المسيح. فالإنجيل هو قوة الله للخلاص لكل من يؤمن وهو أيضا قوة لكل مجال من مجالات الحياة. وإذا وضعت الكلمة قيدا على شيئا ما، فعليك أن تذعن له، فلا يمكنك أن تصلي دون الإذعان لهذا الشرط أو القيد لئلا تموت على سبيل المثال بما أن الموت الجسدي هو العدو الأخير الذي لم يوضع بعد تحت أقدام يسوع. سنموت جميعا في يوم ما. لم يأت يسوع ليأخذنا كآخر جيل من الأحياء، ولكن يسوع حطم ألم الموت وسلطانه. فبالنسبة للمؤمن الموت ما هو إلا باب إلى الأبدية (1كو 54:15-57)، وحتى يحدث هذا يريدك الله أن تحيا حياتك كلها غالب، وتعلم قوة الله التي في الإنجيل في الحياة الحاضرة.

التواضع أن تأخذ وعود الله بجدية

لا يريدك الله أن تُفرق بين ما جمعه الله معا في الإنجيل، فهو يريدك أن تقدر كل ما أتمه يسوع لك على الصليب وتقبله. فلا يوجد شئ يدخل السرور إلى قلبه أكثر من أن يراك تقبل ما منحك إياه وتقدره.

إن الحديث بصوت عال عن وعد الله لا يُعدّ تكبرا، بل على العكس تواضعا فالتواضع هو أن تؤمن بأن ما يقوله الله حق، وهو أن تسمح لأفكارك الشخصية وتكهناتك أن تخضع لما تقوله الكلمة. وعلى أية حال عادة ما تحاول الكبرياء تبرير الكلمة، فالكبرياء تسأل وتنتقد عندما يعطي الله شيئا ما، وأحيانا ما تتخفى الكبرياء وراء قناع “تواضع” الديني الذي يعلن “أن هذا أمرا عظيما ولا يمكن تصديقه” أو “نعم، ولكن ليس لإنسان بائس ومسكين مثلي. يكفيني سعادتي بالخلاص”.

هذا ليس تواضعا، فالتواضع هو اكتشاف ما يقوله الله وتنفيذه، فإذا كان ما يقدمه الله لك يشمل كل مجالات الحياة، فأنت متواضع حينما تتوقع بجراة النصرة في كل مجال من مجالات الحياة، فهذا سيأتي بفرح عظيم إلى قلب يسوع الذي دفع أعلى ثمن ليمنحك النصرة.

يقول بعض الناس: “ولكن هذا يبدو أنانية وحبا للذات، ألا يُطلعنا الإنجيل على طبيعة الله”؟ نعم، إنه يُطلعنا على طبيعة الله، والله هو محور الكتاب المقدس، فالله هو الإله الذي نعبده ونكرمه ويسوع هو الإله الذي نرفعه ونعليه، ولكن الإنجيل هو البشارة المفرحة بأن “هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد (لاحظ الغرض من بذل الله لابنه الوحيد)، لكي لا يهلك (لاحظ أن هذا يشمل حياة كل شخص واحتياجاته) كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية” (يو 16:3).

قد يقول بعض الناس “أننا لا نؤمن بالله لنأخذ منه شيئا. أليس كذلك؟ فلا يمكن أن يكون الإيمان أنانيا إلى هذا الحد”. نعم هذا ما تفعله بالضبط. تؤمن بيسوع لتنال حياة أبدية فعندما تعترف به كرب تنال الغفران والبر والحياة الجديدة. أرسل الله يسوع حتى تحصل على شئ وتكون شيئا وتقدر على فعل شيئا ما.

يقول التواضع الزائف “أنا لا شئ، ولا أريد شيئا، ولا أتوقع شيئا”، في حين يقول المؤمن “لم أكن شيئا ولكن بيسوع أنا أمتلك شيئا رائعا، أنا شخصا ما يمكنني أن أفعل شيئا، لقد نلت الحياة الأبدية، أنا ابن الله وأنا هنا لأخدم الله ولأمجده”.

لقد أرسل الله يسوع ليمنحك شيئا وعندما تقبل هذا الشئ ستمتلك بدورك شئ لتمنحه للآخرين. قال بطرس في سفر أعمال الرسل 6:3 “ليس لي فضة ولا هذب ولكن الذي لي فإياه أعطيك باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش”. ما احتياج هذا الرجل؟ قوة الشفاء من الله. وما الذي يمتلكه بطرس؟ قوة الروح القدس. لقد نالها أولا لنفسه وعندما قبّلها أصبح قادرا على أن يمنحها للآخرين (فاقد الشئ لا يعطيه).

الإنجيل هو قوة الله في كل مجال من مجالات حياتك، عندما تمتلئ كأسك ستفيض وستجري من بطنك أنهار ماء حي، وستعطي الآخرين مما منحك الله وستتكلم عما رأيت وسمعت واختبرت وعن كيفية تسديد يسوع لاحتياجاتك وغفرانه لخطاياك ومنحه إياك النصرة واستجابة لصلواتك وإرشاده لك في الحياة هو ما يجب عليك منحه للآخرين. فالله يريدك أن تحيا في ملء الإنجيل حتى يتبارك الآخرين أيضا.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$