القائمة إغلاق

الإيمان بالغنى Faith for Prosperity

الله إله الغنى والوفرة، ويظهر لنا اسمه الذي أعلنه بعهده معنا ألا وهو “إيل شداي” إنه الإله الذي فيه أكثر من كفايتنا، فهو “القادر أن يفعل فوق كل شئ أكثر جدا مما نطلب أن نفتكر حسب القوة التي تعمل فينا” (أف 20:3). ففي الله أكثر من الكفاية ليسدد كل احتياج من احتياجاتك. فالله لا محدود ومصادره لا تنضب أبدا ولا يمكن تصور قدرته وقد جعل نفسه قريبا منك.

خلق الله العالم وحده، وخلق الجبال والأنهار والسموات. وقد خلقها من أجلنا. خلق الله كل شئ ليضع الإنسان في وسط العالم ويعمله على شبهه. وقد جعل الله الأرض مكانا ليخدمه فيها الإنسان ويحبه ويعظمه ويتمتع بشركته معه ويكون عاملا معه. يخبرنا مزمور 16:115 “السموات سموات للرب أما الأرض فأعطاها بنى آدم”.

الله يعطي بغنى

خلق الله آدم وحواء بدون فقر أن عوز أي مجال من مجالات حياتهم، فقد أعطاهما كل ما احتاجا إليه بل أكثر من حياته الغنية. تخبرنا رسالة فليبي 19:4 “فيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع”. الله إله غنى سدد احتياجات كلا من آدم وحواء، وباركهما ووضعهما في جنة جميلة ولم يضعهما في الصحراء. ودعى الجنة عدن وهي كلمة عبرانية تعني “غنى، ووفرة وفرح”. لماذا أعطى الله الجنة هذا الاسم بالذات؟ لأنه كان يرغب للإنسان أن يعيش ويتمتع بالوفرة في كل مجال من مجالات حياته.

اذن ما هو الغنى؟ الغنى هو الحصول على أكثر مما نحتاج حتى نستطيع أن نعطي الآخرين ونسدد احتياجاتهم أيضا.

يعتقد بعض الناس أن الغنى مقصورا على الأموال والممتلكات المادية فقط. لكن هذا غير صحيح حيث تغطي حياة الله الغنية كل شئ، وكل جزء من كياننا فتشتمل على الوقت والطاقة والإهتمامات والحب والصحة والحكمة والمعرقة أي كل مجالات حياتنا.

تتدفق بركات الله وغناه بلا حديد، فالله يعطي دائما من عناه حيث أن هذه هي طبيعته، فالله محبة والمحبة لا تأخذ، لكنها تبحث عن سبل لتعطي.

أعظم إظهار لحب الله لنا كان عندما أعطانا ابنه يسوع المسيح، ولكن هذه العطية على الرغم من روعتها وقيمتها الغالية إلا أنها كانت مجرد بداية لبركات الله لأولاده، فالله مانح كريم يستخدم كل ما يملك ليسدد احتياجاتك.

قبل ما تدخل الخطية إلى العالم لم يكن هناك فقر أو عوز. فقد أتى الفقر والعوز نتيجة الخطية واللعنة، ويجب أن نفهم وندرك في قلوبنا أن الفقر والعوز لا يأتيا كبركة من بركات الله، فهما لعنة وليسا بركة. وقد نتجا عن الخطية وهجمات الشيطان، فالشيطان يسرق ويقتل ويخرب كسارق (يو 10:10).

نحن في عهد مع الله

عندما بدأ الله في التحدث إلى إبراهيم دعاه وباركه. وقد امتدت هذه البركات لأجيال حتى عطت كل أمة إسرائيل، وقد كانت بركة لكل مجال من مجالات الحياة بما فيها الجانب المادي.

عندما اختار الله إبراهيم كان الله في طريقة لإعداد طريقا للبشرية لكي يرجعوا به إلى مكانهم لأصلي في مجالات العبادة والحياة والوفيرة التي فقدوها بسبب السقوط كان الله يشكل لنفسه شعبا يأتي من خلاه المسيا ويحطم لعنة الخطية ونتائجها المدمرة. انفصل إبراهيم عن الناس وباركه الله ليكون بركة للبشرية جمعاء وأبا لجمهور من الأمم (تك 1:12-3، 1:17-8). لقد قطع الله عهدا مع إبراهيم وسار إبراهيم بالإيمان أمام الله.

يتضمن العهد دائما طرفين، وفي هذه الحالة نجد أن الله الذي فيه أكثر من الكفاية هو المبادر (تك 1:17). إن الدخول في عهد يعني أن تضع نفسك وكل ما تملك وكل ما يمكنك أن تفعل تحت تصرف المتلق. يتطلب العهد أمانة والتزام على كل المستويات من كلا الطرفين. لقد سمعنا الكثير من التعليم عن مدى أهمية تكريس أنفسنا لله. وهذه حقيقة، ولا يمكننا التغاضي عن نتائج مثل هذا التكريس عندما يكرس أحد أطراف العهد نفسه للطرف الآخر فقد وضع كل ما يملك تحت تصرف الطرف الآخر.

عندما قطع الله عهدا مع إبراهيم توقع الله تكريس إبراهيم الكامل فكان يجب أن يكون روح إبراهيم ونفسه وجسده وكل ما كان يملك مكرسا تماما لله.

فهلا ما نفعله عندما نعترف بأن يسوع ربا على حياتنا. فنكرس أنفسنا له بالكامل ونرغب في خدمته وتبعيته وتمجيده أكثر من أنفسنا وإذا كان الله يريد وقتا تضع وقتنا كله تحت تصرفه ونعطيه قدربتنا وإذا أراد أن يستخدم أيدينا لنضعها على المرضى أو أقدامنا لتحمل إلانجيل أو أفواهنا لتعظ به أو أموالنا أو ممتلكاتنا لنمول بها البشارة بالإنجيل. فكل هذا الأشياء نضعها تحت تصرفه لأننا له بالكامل بسبب العهد الذي قطعناه معه فهو ربنا وقد كرسنا أنفسنا له وأعطيناه كل ما نملك. لم نعد ملكا لأنفسنا لأننا قد اشترينا بثمن (1كو 19:6-20).

ينابيع الله أصبحت ملكنا بسبب العهد

يعد التكريس شرطا أساسيا للحياة المسيحية. فإذا أردنا أن نرى غنى حياة الله ومواعيده، علينا أن نكرس أنفسنا له. لكن الله لا يريد التوقف عند هذه النقطة إذا يريد تنقية دوافعنا حتى نحيا بكل القلب ولا نحيا في متعة الخطية القصيرة بأنانية. وبدلا من أن نسعى لتحقيق مصالحنا نطلب أولا ملكوت الله وبره.

في إنجيل متى 33:6 يقول يسوع “لكن اطلبوا أولا ملكوت الله بره وهذه كلها تزاد لكم”. وإلى ماذا تشير كلمة كلها؟ عندما قال يسوع هذه الآية كان قد انتهى لتوه من التحدث عن الطعام والملابس (مت 25:6-32). واخبرنا بألا نقلق على هذه الأمور. فيقول “فإن هذه كلها تطلبها الأمم لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها” (مت 32:6). يعلم الله جيدا كل احتياجتنا في مختلف مجالات الحياة بما في ذلك الطعام والملابس والسكن وغيرها، ويعلم أيضا احتياجاتنا المادية، ويملك الله ما يمكن أن يعطيه على كافة المستويات. إن الشركاء في عهد ما عليهم أن يساعدوا بعضهم البعض بإستجابتهم لاحتياجات أحدهم الآخر ويسدد احتياجاتنا، ويود الله أن نضع احتياجاتنا أمامه ونراه وهو يسدد هذه الإحتياجات بالمعجزات.

لقد أمدنا بكل ما يملكه يسوع المسيح، لهذا السبب ستطاع دواد أن يقول “الرب راعي فلا يعوزني شئ” (مز 1:23). يتشابه الله مع الأب الذي ذُكر في مثال الابن الضال والذي قال “أنت معي في كل حين وكل مالي فهو لك” (لو 31:15).

كان المسيحيون يواجهون صعوبات كثيرة عادة في قبول بركات الله في المجال المادي، وعلى مر السنين تغلغل مذهب العرفان القائم على الفلسفة اليونانية إلى الكنيسة أكثر من تغلغل وانتشار الإعلان الكتابي. وينطوى هذا الأسلوب من التفكير على الإزداراء بالعالم المادي والحسي على الرغم من أنه يرفع من قيمة كل ماله علاقة بالروحيات. يزدري مذهب العرفان هذا من كل ما هو مادي وهو مذهب غير كتابي على الإطلاق.

نظر الله إلى العالم المادي الذي خلقه ودعاه حسن (تك 4:1،10،12،18،21،25،31)، ففي الواقع يقول الله عن كل ما خلقه أنه حسن سبع مرات. لماذا؟ لأنه علم أن الشيطان سيهاجم خليقته وسيحاول أن يخدعنا بأن يجعلنا نؤمن بأن العالم شر علينا اجتنابه.

على الرغم من هذا ليس علينا أن نحاول الهرب من الخليقة. لقد خلقنا الله لنستخدم الخليقة ونتمتع بها ونحافظ عليها ولم يخلق الله ليحتقر ما قد صنعه.

الله له غرض من وضعنا في هذا العالم المادي. بارك الله إبراهيم وإسحق في العهد القديم على كافة المستويات باركهم بالجمال والحمير وخدم والذهب والممتلكات والأراضي وجداول المياه والنصرة في كل حرب وصراع يدخلون فيه وهكذا (تك 2:13، تث 1:28-14). وعندما ترك شعب إسرائيل أرض مصر حملوا ذهب المصريين وفضتهم.

المال وسيلة لنشر الإنجيل

لم ير إبراهيم أن الغنى عائق عن خدمه الله، لكنه رأى أن الغنى وسيلة لخدمة الله. لا يعارض الله الغنى لكنه يحارب الطمع والقلب الذي لا ينشغل إلا بنفسه فقط. فأصل الشرور محبة المال وليس المال نفسه (1تيم 9:6-10). إن الخطية الحقيقية هي الشهوة، ولكن بالإبتعاد عن هذه الخطية يمكن أن يصبح المال وسيلة فعالة لله لنشر إنجيله في العالم. نعم ولكن ألم يقل يسوع للشاب الغنى أن يذهب ويبيع كل ما يملك حتى يستطيع أن يتبعه؟ بالطبع قال يسوع هذا وعندما سمع الشاب هذا الكلام حزن “فإغتم على القول ومضى حزينا لأنه كان ذا أموال كثيرة” (مر 22:1). ثم قال يسوع “ما أعسر دخول ذوى الأموال إلى ملكوت الله” (مر 23:10).

يبدو كما لو أن المال والممتلكات ليس لهما أية أهمية سوى جلب المشكلات من ورائها، وجعل إتباع يسوع مسألة صعبة، لكن هذه ليست الحقيقة! فلم تكن مشكلة هذا الشاب الغنى امتلاك ممتلكات كثيرة ولكن كانت مشكلته أن تلك الممتلكات سيطرت عليه. لهذا السبب مضى الشاب حزينا ومغتما. عادة ما تحزن عندما تترك شخصيا عزيزا عليك، ومن الواضح أن هذا الشاب الغنى أحب أمواله أكثر مما أحب يسوع. فلا يمكنك أن تحب كلا من الله والمال ولكن يمكنك أن تخدم الله بممتلكاتك.

يتحدث إنجيل لوقا 3:8 عن مجموعة من النساء كن يتبعن يسوع ولتلاميذه ويعينوهم “من أموالهن” (لو 3:8). لم يتركن كل شئ وكل ما كان يملكن وتبعن يسوع لكنهم اتبعن يسوع وخدمنه بكل ما كن يملكن. لا يمكنك أن تعطي ما لا تملك. فالله لا يعارض امتلاكك للأشياء لكنه يعارض امتلاك الأشياء لك.

عندما نكمل قراء قصة الشاب الغني نرى أن التلاميذ بدأوا يتساءلون عمن يمكنه أن يحصل على الخلاص إذا كان هناك صعوبة في دخول الغنى إلى ملكوت الله. أجاب يسوع على أسئلتهم باستخدام ما حدث توا ليعلمهم شيئا عن الممتلكات المادية (مر 24:10-31). فقال بطرس “ها نحن تركنا كل شئ وتبعناك، فأجاب يسوع وقال ليس أحد ترك بيتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو إمرأة أو أولادا أو حقولا لأجلي ولأجل الإنجيل إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتا وإخوة وأخوات وأمهات وأولاد أو حقولا مع أضطهادات وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية”.

ما هو قصد يسوع؟ يقول يسوع أنك إذا سلمت كل ما تملك له وحافظت على الحرية التي تسمح لك بترك كل شئ عندما تتطلب الضرورة ذلك من أجل إمتداد ملكوت الله فستأخذ مئة ضعف في هذا الزمان. فإذا كنت قد سلمت نفسك لله فهو أيضا قد سلم نفسه لك مئة ضعف ومستعد أن يسدد كل احتياجاتك بغنى ولو كان ذلك الشاب الغني قد فهم هذا لكان أعطي كل ما يملك فرحا ليسوع.

أعطوا تعطوا

إن معرفتك بأن الله يعطي دائما مقابل ما قدمته ستجعلك إنسانا يعطي بسرور ولن تتمسك بأي ممتلكات بسبب الطمع أو الخوف بل ستكون قادرا على عطاء ما يريدك الله أن تعطيه لأنك تعلم جيدا أنه وفقا للعهد الذي قطعته مع الله سيهتم الله بك وسيمدك بأكثر من حاجتك. في إنجيل لوقا 38:6 يقول يسوع “اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا”.

يعطي الله دائما مقابلا لما أعطيته مهما كان هذا الذي قدمته، قد يقول بعض الناس، اليس هذه أنانية أن تعطي لمجرد أن تأخذ؟ يجب عليك ألا تعطي لتأخذ فقط ولكن عليك أن تعطي لأن الله يريدك أن تعطي، وحبك للآخرين يجعلك تريد أن تسدد احتياجاتهم. وعلى أية حال فإنه عندما تعطي ستأخذ فهذا قانون في هذه العملية لقد قال يسوع نفسه “اعطوا تعطوا”. كان يسوع يتحدث عن قانون الزرع والحصاد ذلك القانون الذي يملك تطبيقه على كل مجال من مجالات الحياة بما فيها المجال المالي.

يشير الرسول بولس إلى هذا في الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس 6:9 عندما يقول “هذا وأن من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد”. يتحدث بولس الرسول عن المال في هذه الآيات فهو يشير على الكورنثوسيين فيما يتعلق بمسألة جمع الأموال من أجل العطاء وعندما يفعل بولس هذا فهو يطبق قانون الزرع والحصاد.

ثم في الآية 10 يشبه بولس المال بالزرع فعندما يزرع الزارع الرذور يتوقع دائما حصادا. فلا يوجد خطأ عندما تؤمن أنك ستحصل على حصاد مما بذرته حتى لو كان هذا البذر مالا، بالإضافة إلى هذا فإن الحصاد دائما أعظم مما يبذر أصلا مما يسمح لك بالإستمرار في الحصاد ومباركة الآخرين.

لن يجعلك الزرع فقير لكنه سيجعلك أغني

يقول العالم “القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود” أي لا تضيع أموالك حتى لا تحتاج. لكن الله يقول “اعطوا تعطوا”. يقول سفر الأمثال 24:11 “يوجد من يفرق فيزداد أيضا أو من يمسك أكثر من اللازم وإنما إلى الفقر”. يقول قانون الله الروحي أنه يجب أن تزرع قبل أن تحصد وقبل أن تزرع وتبذر ممتلكاتك تحتاج إلى إمتلاك المتلكات. فالفرق هو أنك لن تحتاج إلى شئ لتحفظ به ما تملكه.

لهذا السبب يقول الرسول بولس في الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس 11:9 “مستغنين في كل شئ لكل سخاء ينشئ بنا شكرا لله”. لماذا يخبر بولس أهل كورنثوس أنهم سيستغنوا إذا كان الغنى خطية؟ لأن الغنى ليس خطية! فقد كان طمع الشاب الغني وشهوته للمال هما الخطية التي وقع فيها. فعندما يحذر بولس الإغنياء في الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 17:6-18 لم يخبرهم بترك كل ما يملكون ليعيشوا زاهدين في ملابس مسوح رماد محاولين الهرب من العالم المادي لكنه قال لهم ألا “يستكبروا ولا يلقوا رجاؤهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شئ بغنى للتمتع”. وقال لهم أيضا “إن يكونوا أسخياء العطاء كرماء في التوزيع”.

بمعنى آخر يجب علينا ألا نضع ثقة خادعة في يقينية أموالنا وحساباتنا في البنوك وأيدا عاتنا والسندات التي نملكها، فقد تهب الرياح وفقا لأهدافنا في يوم ما، وقد تأتي بما لا تشتهيه في اليوم التالي. لا ولكن يجب أن نضع رجاءنا في الله إله العهد الذي لن ينتركنا أبدا ولن ينسانا، فيمكننا التمتع بكل ما أعطاه لنا وأن نشارك بما عندنا لنبارك به الآخرين وندعم عمل الرب وبهذا سيحصل الإنجيل على المال الذي يحتاجه ليصل إلى أقصى أطراف الأرض.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$