القائمة إغلاق

الاستعداد لاستقبال يسوع 1 The Preparation to Meet Jesus

لسماع العظة على الساوند كلاود Sound Cloud

لمشاهدة العظة على الفيس بوك Facebook

لينك العظة على اليوتيوب YouTube

من المهم أنْ لا تنظر لموضوع الاستعداد للاختطاف على إنه أمرٌ ضخمٌ، وتبدأ في السلوك  بهيبة تجاهه، فكلما كانت علاقتك مع الرب حية  وليست مواسم بل مُستمِرة ستحيا حياة مجيدة.

الاختطاف هو مستوى آخر من المجد، فالآن أنت تعيش في مجدٍ، ويُعَدّ الاختطاف أيضًا مستوى مجد آخر، هذا الأمر يشبه السُلُم في تَدَرُجه، فنحن في الاختطاف سنأخذ أجسادًا ممجدة أي تمتلئ بالمجد ونتحرك فيها كأنها المرحلة الثانية من المجد.

“فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ،‏وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ، وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ، وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ،‏ وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هذَا الْعَالَمِ تَزُولُ. ‏فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ، ‏وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. ‏إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقًا: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا. ‏هذَا أَقُولُهُ لِخَيْرِكُمْ، لَيْسَ لِكَيْ أُلْقِيَ عَلَيْكُمْ وَهَقًا، بَلْ لأَجْلِ اللِّيَاقَةِ وَالْمُثَابَرَةِ لِلرَّبِّ مِنْ دُونِ ارْتِبَاكٍ” (١ كورونثوس ٢٩:٧←٣٥)

إبليس واعٍ جدًا للوقت، وهذا نقرأه في سِفْر رؤيا يوحنا “لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلاً” (رؤيا ١٢:١٢)

كلمة “يَسْتَعْمِلُونَ” يُقْصَد بها “يستخدمون أو يستغلون”، مِنْ الضروري لنا كأبناء لله أنْ نفهم ونقدر أهمية الوقت ومدى قِصَره، فهو نظامٌ معيشيٌ نتحرك به.

إنْ أردنا تفسير الشاهد أعلاه سيكون كالآتي؛ بما أنّ الوقتَ قصيرٌ، مِنْ الآن فصاعدًا يجب أنْ يكون المتزوجون بنساءٍ كأنّ ليس لهم، والذين يبكون كأنهم لا يبكون،…. وهذا يعني ألا تتأثر بالعالَم وما فيه مِنْ تكنولوجيا، مواقع التواصل الاجتماعي، مَدْح الناس،…إلخ، بمعنى آخر يجب ألا يكون للعالَم تأثيرٌ عليك مُتعامِلًا معه بصورة مؤقتة؛ لأنه بالفعل هكذا.

استعمل ما لديك لمجد الرب؛ لتَكُنْ التكنولوجيا  أداة لنَقْل الإنجيل وتسهيل الوقت والحفاظ عليه، وليس أنْ تنبهر بالاختراع نفسه أو مواصفاته ناسيًا إنك تستعمله لأجل الإنجيل.

عندما رأى الرب يسوع أنّ يوم السبت عند اليهود أَخَذَ وضعية الإله، قال لهم: ‘السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ” (متى ٢٧:٢) ولهذا السبب علينا أنْ نستعمل الأشياء ولا نسمح لها أنْ تستعملنا، فنحن مَنْ نسود على الشيء وليس العكس. عندما يتحكم فينا الشيء، يصير  في هذه اللحظة ربًا علينا، فيسوع كان يشفي في السبت، أما اليهود فقد رأوا الأمر بصورة مختلفة.

استعمل ما لديك مِنْ أجهزة ووسائل لتوفير الوقت وأنت تنجز أمورك، فبهذه الطريقة تصبح الأشياء في خدمتك وليس العكس.

“لأَنَّ هَيْئَةَ هذَا الْعَالَمِ تَزُولُ. ‏فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ”

أي لا ترتبطوا بالأشياء التي تجعلكم منتبهين بكثرة لأمور الحياة، فيولد هذا  لديك ضغطًا، كلمات الروح القدس لك الآن “أنْ تعتمد عليه في أمورك مُفَكَرًا فيها بطريقة الكلمة، حينئذ تصبح غير متأثر بظروف الحياة”.

“غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّب”

غير المتزوج يعطي كامل انتباهه للرب كيف يرضي الله، حتى وإنْ كان الشخص مرتبطًا يجب ألا تعطي هذا الأمر مساحة أكبر من الرب؛ لأن شريك الحياة ليس أفضل من الرب، ومِنْ الخطر أنْ يحل محله، فراحتك في الرب وليس في أي أمرٍ آخر، وهنا يقصد الانفصال القلبي عن هذا العالم.

“أَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَه”

 ٭المتزوج هو شخصٌ مُنْقَسِم التركيز لإرضاء الطرف الآخر.

٭لفظ “مقدس” يُعْني منعزل ومُخَصَّص.

٭“هذَا أَقُولُهُ لِخَيْرِكُمْ، لَيْسَ لِكَيْ أُلْقِيَ عَلَيْكُمْ وَهَقًا، بَلْ لأَجْلِ اللِّيَاقَةِ وَالْمُثَابَرَةِ لِلرَّبِّ مِنْ دُونِ ارْتِبَاكٍ”  يقول بولس لهم “لأضمن إنكم غير منقسميّ التركيز للرب، فهو هنا يتكلم عن أمرٍ قلبيٍّ.

تَعامَل مع أي شيءٍ على إنه وقتيٌّ لن يستمر طويلًا، ناظرًا إلى المحطة القادمة، فلا مشكلة مِنْ أنْ تملك أشياءً، ولكن لا تجعلها تمتلكك. ربما تكون مرتبطًا، هذا رائع، لكن لا تجعل هذا الارتباط يأخذك من الرب ويُشتِتَك عنه، فالمقصود هُنا حالة قلبية.

هذا مثالٌ لنفهم أكثر؛ عندما يكون لديك جهاز كمبيوتر وتقوم بتحميل برامج كثيرة عليه، تجده حينئذ لا يعمل بكفاءة لأنه مُشتت من البرامج الكثيرة.

يقول بولس هنا: “لا أجعل الشيء يتسلط عليَّ، فأنا من أمنح الشيء قوة كوني أُبالغ في استخدامه أم لا، والعلاج هنا هو ضبط القلب، فهناك أشخاصٌ لا يمتلكون شيئًا لكن قلبهم مرتبطًا بالعالم.

حتى لا تتحرك بخوف نحو أخبار مجيء الرب افْعل الآتي:-

٭اضْبط قلبك.

٭اتّحِد بالمؤمنين.

لفظ ” اتحاد” هو نَفْس اللفظ الذي اُسْتُخدِم في (٢ تسالونيكي ١:٢) “ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ”. لفظ “اجْتِمَاعِنَا” أي “اتحادنا”، فلا يمكنك أنْ تحيا منفردًا في الأرض بل لا بدّ أنْ يكون لك  جسدٌ حيٌ، فيوجد أشخاص يتعاملون مع الكنيسة بصورة سطحية، في حين إنه مكتوب عن الكنيسة إنها عمود الحق وقاعدته في الأرض (١ تيموثاوس ١٥:٣)، وهذا يعني إنها وكالة الرب في الأرض.

الكنيسة ليست مبنى، بل أشخاص -حجارة حية- أي تأخذ وتعطي، ويسوع نفسه هو رأس الزاوية الذي يُضْبَط عليه المبنى كله (الجسد).

“وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ (صخرة صغيرة)، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ (صخرة كبيرة) أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا” (متى ١٨:١٦)

يريد الرب هنا أنْ يقول لبطرس: “على اكتشافك يا بطرس إني أنا هو المسيح أبني كنيستي”، وهذا يوضح أنّ الكنيسة في مراحل نمو وبنيان، فَلَنْ تُخْتَطَف الكنيسة ما لم تكن وصلت لأقصى مراحل النضوج.

“مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ” (أفسس ٢٠:٢) ‏

مِنْ هنا نفهم أنّ الكنيسة قائمة على واضعي العقيدة والشريعة في كلمة الله.

 النبي هو الشخص الذي يضع العقيدة للشعب بصورة مفهومة، فهو كليم الله، ولا يتمثل دوره في الإخبار بالمستقبل فحسب، وهنا كان بولس يضع عقيدة أن الرسل والأنبياء هم من يبنون الكنيسة.

“مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ. جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ” (أفسس ٣:٤←٥)

يقول بولس إنكم منذ البداية تعلمون ما دُعيتم إليه منذ قبولكم ليسوع وهو إنكم سوف تدخلون في جسد.

“وَأَمَّا أَنَّهُ “صَعِدَ”، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ” (أفسس ٩:٤-١٠)

نزل يسوع إلى الهاوية، المكان الذي كان يقود منه إبليس مملكته الشريرة، فيسوع مَرّ على كل هذه المناطق؛ لكي تكون تحت سيطرته؛ لأن إبليس أراد أنْ يَسْتَقِل بمنطقة الهاوية هذه بمفرده.

“وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ،‏لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ،‏ إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ. كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ. بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ،‏ الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ مُرَكَّبًا مَعًا، وَمُقْتَرِنًا بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِل، حَسَبَ عَمَل، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ” (أفسس ١١:٤←١٦)

٭الراعي ليس شخصًا اجتماعيًا يٌعطي مشورة، بل شخصًا يعطي كلمة الله التي هي المشورة فهو مُعَلِّم.

٭”تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِين” تعني تنضيجهم ونموهم.

٭”لِعَمَلِ الْخِدْمَة” لا خروج للخدمة إلا بعدما تنضج وتُرْسَم شخصية يسوع فيك.

٭”لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيح” هي المرحلة النهائية لبناء الكنيسة والتي تكون عَبْر خَمْس وظائف الخدمة المذكورة في هذا الشاهد. ليس مِنْ الضروري تَوفُر الخمس وظائف في كل كنيسة، لكن لا بدّ مِنْ وجود عقيدة كتابية مُتكامِلة في الكنيسة.

٭”إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ الله”

هذا نتيجةً لخضوع الشخص للخمس وظائف. تُحْسَب هذه الآية نبوية؛ أي استطاع بولس أنْ يحققها في جيله، وخاصة أيضًا بكنيسة الله بأكملها؛ فَلِكي نُخْتَطَف لا بدّ مِنْ معرفة عميقة، حيث يصل الإنسان لمستوى ملء المسيح، وهذا لن يحدث في السماء كما يعتقد الكثيرون بل هنا على الأرض.

٭”كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيم”

هذا هو إثبات أنّ هذا المستوى (بلوغ قامة ملء المسيح) لكي تحياه هنا على الأرض، فالسماء لن يكون فيها تعاليم غريبة (ريح تعليم).

٭”كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيم”

هذه هي الخلاصة التي يجب أنْ يصل إليها جسد المسيح. لذلك إنْ كنت مُنتميًا لجسدٍ ما، مِنْ المهم أنْ يكون حيًا، فطبقًا لحيويته أنت ستحيا.

أحيانًا يخبرك الروح القدس أنْ تعتزل أشخاصًا معينين يجعلونك تتراخى، فستجد مَنْ يقولون: “لا أحد يعرف أين الحقيقة” “ليس هناك مَنْ لديه الحق الكامل”، وجُمَل أخرى شبيهة بهذه، ولكن هؤلاء على خطأ؛ لأن خلاصة بنيان جسد المسيح هي أنْ ننتهي جميعنا لوحدانية الإيمان، ومعرفة ابن الله معرفة حقيقية كاملة.

أيُعقل أنْ يتركك هذا الإله تائهًا في الأرض، بِلاَ إجابات لأسئلتك؟!! حاشا لله! حيث إنّ مُعلِم العهد الجديد هو شخص الروح القدس، ولكن عليك أنْ تجوع للمعرفة الكتابية، تَذَكَر كلمات الرب “طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ” (متى ٦:٥).

نموك ونضوجك هنا على الأرض أمرٌ في غاية الأهمية، فوجودك على الأرض ليست فترة ضائعة بل نموك في السماء هو تكملة لما عرفته هنا على الأرض، وليس كما اعتقد كثيرون إنه حتى ولو لم يكن الشخص يعرف شيئًا، عند صعوده للسماء سيعرف كل شيء فجأةً، هذا مفهومٌ خاطئٌ بالفعل.

٭”الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ مُرَكَّبًا مَعًا”

هذا يحدث عندما يكون الشخص مُنْدَمِجًا ومُرْتَبِطًا بأخوتك المؤمنين (الجسد). وهنا لا يقصد وجودك بالجسد دون القلب؛ لأن حالتك القلبية هامة جدًا، كما أن الجسد يساهم أيضًا في حمايتك.

دعونا نضرب مثالاً لمزيد مِنْ الفَهْم؛ الأسد جبار الوحوش لكنه لا يَنْقَضّ على سِرب من القطيع، بل على شاةٍ مثلًا شردت عن المجموعة؛ ليتمكن مِنْ الانفراد بها، وهكذا عندما أراد بولس أنْ يُسلِم زاني كورنثوس للشيطان، عزله عن الجسد الذي كان ينتمي إليه، فهو بمثابة حماية له، وأي شخص يتحرك بدون جسدا يصير في خطر.

سَيَتم الاختطاف بهذه الطريقة ذاتها، طالما أنت  مُنْدَمِجٌ مع جسد حي هذا سيساعدك في سماع صوت البوق، ولكن إنْ كان هذا الجسد غير نَشِطْ روحيًا، حتمًا سيؤثر عليك ووقتها لن يكون هناك استجابة منك للاختطاف؛ لأنك منتميٌ لجسدٍ مُتسَيبًا روحيًا.

انتبه للآتي؛ وجودك في جسد روحي هو ما يولد اجتماعيات وليس العكس، فإحدى الأعراض التي تميز الشخص الذي يسير بطريقة صحيحة روحيًا، ملازمته للمنزل لدراسة الكلمة وقضاء أوقات في الصلاة.

أدرك سمعان الشيخ أنّ المسيّا سيأتي في زمنه، وأُعْطَيّت له استنارة بإنه سوف يرى المسيّا بعينيه، فبينما كان يصلي اُقْتيد بالروح القدس للهيكل في ذات الوقت الذي أتى فيه يسوع، ورآه ثم قال: “الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ” (لوقا ٢٩:٢-٣٠)، وكما أدرك سمعان مجيء يسوع الأول هكذا نحن أيضًا سندرك مجيئه الثاني بهذه الحساسية ذاتها.

ما يعترف به الله هو الصواب وليس ما تعترف به أنت، فلا تبرّر لدى نفسك أمورًا مُعتقداً أن هذا هو الصواب، بل يجب أن تعتمد على كل ما هو كتابي كي تستعد للاختطاف بالطريقة التي يريدها الله، بنفس هذه الطريقة ستذهب للسماء وتنمو أكثر.

اُخْرُج مِنْ كل ما يجعلك مرتبكًا ومُشَتَتًا كما قال بولس “أُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ” (١كورنثوأنّ٣٢:٧) بحيث لا تتأثر بما هو خارجي، ولا تجعل العالم يُبَكيك أو يُفَرِحك بل تأثر بما تقوله الكلمة فَحَسب، فالذي يبكي على حاله هو في حالة ضياع أما مَنْ يبكي على النفوس مُتَشفِعًا لأجلهم، هنيئًا له فهو قد انتقل من مرحلة إدراك أن حياته لم تَعُد تخصه بل تَخُص الرب.

انظر إلى كرسي المسيح، فهو يومٌ هامٌ جداً حيث تُكْشَف كل الأُمور، لذلك انتبه أنْ تَضبط ذهنك وحياتك للرب فتعرف كيف تتعامل مع الظروف.

“فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ شُرَكَاءَ الشَّيَاطِينِ” (١كورنثوس ٢٠:١٠)

احذر أنْ تفتح قلبك على أمور العالم ومبادئه، ولا أقصد إنك تُكَفِر الناس بل المسألة أنْ تنغلق داخليًا عنهم رافضًا مبادئهم على الرغم مِنْ إنك مازالت في هذا العالم “وَإِلاَّ فَيَلْزَمُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الْعَالَمِ” (١كورنثوس ١٠:٥)

 

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

FacebookFacebook MessengerWhatsAppViberEmailCopy LinkPrint

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$