القائمة إغلاق

التكلم…علامة الفيض بالروح Speaking the Sign of the Infilling of the Spirit

سألني أحدهم، “ما هو أكثر شيء أكد عليه يسوع إثناء زيارته لك والتي استمرت ثلاثة ساعات؟”. بدون تفكير, كان أكثر شيء أكد عليه يسوع إثناء زيارته لي هو موضوع هذا الفصل.

قال لي يسوع، “إن خطتي لكل مؤمن في العهد الجديد هو أن يمتلئ بالروح”.

لقد أشرنا سابقاً إلى حقيقة أن مؤمني العهد القديم لم يتمتعوا بسكنى الروح القدس أو الامتلاء به. كان النبي والكاهن والملك وحدهم هم الذين يقومون بعمل خاص ولديهم مسحة الروح. وتلك المسحة لم تكن ساكنه فيهم، إنما كانت تأتي عليهم من حين لآخر. أي، ما ندعوهم “علمانيون” في العهد القديم لم يكن لديهم روح الله ساكناً فيهم أو عليهم. وهذا هو من إحدى الأسباب في كون العهد الجديد أفضل جداً من القديم. لأنه يضمن سكنى روح الله بصورة مستمرة في كل شخص يُولد من جديد.

كما يؤكد العهد الجديد أيضاً على ضرورة أن يمتلئ كل مؤمن بالروح القدس. لقد استشهد لي يسوع برسالة أفسس 5: 18، 19 وشرح لي كثير من التفاصيل التي سأذكرها في هذا الفصل.

في العهد القديم، كان شعب الرب يعبدون الله بالجسد، لأن الروح القدس لم يكن يسكن فيهم أو حتى يحل عليهم. لذلك كانت عبادتهم عبادة طبيعية تتم من خلال الجسد. مع ذلك، فالعهد الجديد يؤكد على أن تكون العبادة بالروح. لهذا السبب يدعونا الكتاب المقدس أن تمتلئ بالروح القدس ونحافظ على ملء مستمر منه.

والآن، دعونا ننظر إلى ما قاله الروح القدس من خلال بولس الرسول في رسالة أفسس الإصحاح الخامس:

أفسس 5: 18

18 لاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ، فَفِيهَا الْخَلاَعَةُ، وَإِنَّمَا امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ

يمكننا أن نقرأ هذا العدد هكذا: “لا تسكروا بالخمر بل اسكروا بالروح..”. هل سكرت بالروح من قبل؟ يمكنك أن تمتلئ بالروح جداً حتى أنك تترنح مثل الرجل السكران. فعندما امتلأ التلاميذ بالروح وابتدئوا يتكلمون بألسنة بدا عليهم مظهر السكارى.

أعمال 2: 1-4

1 وَلَمَّا جَاءَ الْيَوْمُ الْخَمْسُونَ، كَانَ الإِخْوَةُ مُجْتَمِعِينَ مَعاً فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ،

2 وَفَجْأَةً حَدَثَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ كَأَنَّهُ دَوِيُّ رِيحٍ عَاصِفَةٍ، فَمَلَأَ الْبَيْتَ الَّذِي كَانُوا جَالِسِينَ فِيهِ.

3 ثُمَّ ظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ، وَقَدْ تَوَزَّعَتْ وَحَلَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ،

4 فَامْتَلَأُوا جَمِيعاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ مِثْلَمَا مَنَحَهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.

إن العهد الجديد يربط دائماً بين الامتلاء بالروح والتكلم بألسنة. كما نرى في سفر الأعمال وبعد عشرة سنوات من انسكاب الروح القدس على التلاميذ حادثة أخرى تؤكد أن الكتاب المقدس يربط بين الامتلاء بالروح والتكلم بالألسنة.

أعمال 10: 44-46

44 وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ، حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ

45 فَدُهِشَ الْمُؤْمِنُونَ الْيَهُودُ لأَنَّ هِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ فَاضَتْ أَيْضاً عَلَى غَيْرِ الْيَهُودِ

46 إِذْ سَمِعُوهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ، وَيُسَبِّحُونَ اللهَ .

كما نرى في سفر الأعمال إصحاح 19، عندما وضع بولس يديه على مؤمنين أفسس ابتدءوا يتكلمون بألسنة.  

أعمال 19: 1-6

1 وَبَيْنَمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ وَصَلَ بُولُسُ إِلَى أَفَسُسَ، بَعْدَمَا مَرَّ بِالْمَنَاطِقِ الدَّاخِلِيَّةِ مِنَ الْبِلاَدِ. وَهُنَاكَ وَجَدَ بَعْضَ التَّلاَمِيذِ،

2 فَسَأَلَهُمْ: «هَلْ نِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ عِنْدَمَا آمَنْتُمْ؟» أَجَابُوهُ: «لاَ! حَتَّى إِنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ بِوُجُودِ الرُّوحِ الْقُدُسِ!»

3 فَسَأَلَ: «إِذَنْ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ قَدْ تَعَمَّدْتُمْ؟» أَجَابُوا: «عَلَى أَسَاسِ مَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا!»

4 فَقَالَ بُولُسُ: «كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ، وَيَدْعُو الشَّعْبَ إِلَى الإِيمَانِ بِالآتِي بَعْدَهُ، أَيْ بِيَسُوعَ».

5 فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا تَعَمَّدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.

6 وَمَا إِنْ وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَتَّى حَلَّ عَلَيْهِمِ الرُّوحُ الْقُدُسُ، وَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى وَيَتَنَبَّأُونَ.

عندما يضع أحدهم يده عليك لتمتلئ بالروح القدس لا تحاول أن تتكلم بلغتك المعتادة أو تشكر الرب أو تصيح أو تهلل بلسان عادي. فهذا يعيق عمل الروح القدس الذي يعطيك النطق الخارق للطبيعي بالألسنة. إذ ينبغي عليك أن تخضع نفسك للروح القدس حتى يستطيع أن يكمل عمله.   

على سبيل المثال، عندما أصلى للبعض لأجل الامتلاء بالروح القدس يبدءون في الصياح والتهليل بلغتهم المعتادة. وهكذا يعيقون الروح القدس ويحرمون أنفسهم من التكلم بألسنة. إن التهليل والصياح جيد في وقته لكن ليس في هذه الحالة. فعندما نصلى لأجل الامتلاء بالروح القدس علينا أن نخضع له حتى نستطيع أن نتكلم بألسنة. ففي جميع أمثلة العهد الجديد كان أولئك الذين يمتلئون بالروح القدس يتكلمون بألسنة دائماً.

أفسس 5: 18، 19

18 لاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ، فَفِيهَا الْخَلاَعَةُ، وَإِنَّمَا امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ

19 مُحَدِّثِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَنَاشِيدَ رُوحِيَّةٍ، مُرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ بِقُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ

نلاحظ أن المفتاح لهذا الشاهد: “امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ”. كان المؤمنين في أفسس قد قبلوا بالفعل الامتلاء بالروح القدس من خلال خدمة بولس, كما نرى في أعمال 19: 1-6. لكنه بعد سنوات يكتب إليهم عن الامتلاء بالروح. فلما كان يقصده بذلك؟ ألم يسبق لهم أن اختبروا الامتلاء بالروح القدس؟

قبل أن أجيب عن هذا السؤال أريد أن أوضح شيء من حياتي الشخصية. إن أكثر الصفحات التي بُليت من كثرة الاستخدام في جميع الكتب المقدسة التي حصلت عليها كانت الرسائل. لماذا؟ لأن الرسائل هي الخطابات التي كُتبت لي. إن أناجيل الأربعة لم يُكتبوا لي, إنما كُتبوا لأجلى. كذلك العهد القديم, لم يُكتب لي إنما لأجلى. فما الفرق؟

كل رسالة من رسائل العهد الجديد قد كُتبت لي ولك. لقد كُتبوا خصيصاً لأجل المؤمنين – جسد المسيح. فالرسائل هي ذلك الجزء من الكتاب المقدس الذي عشت فيه كل تلك السنوات. لقد كنتُ مشتاقاً لاكتشف ما يقوله الله للكنيسة على وجه الخصوص. إنني لستُ مهتماً بما يقوله عن اليهود لكني مهتم بما يقوله لي.

ستجد الروح القدس في الرسائل يؤكد على ضرورة الامتلاء بالروح. لقد طلب بولس من أهل أفسس – الذين سبقوا وأن امتلئوا بالروح في أعمال 19 أن يمتلئوا بالروح. في البداية، ربما يبدو ذلك متناقضاً. فعندما تدرك جيداً ما كان بولس يعنيه من هذا الشاهد ستجد إنه كان يقصد شيئاً أكثر من مجرد الامتلاء بالروح القدس مع اختبار التكلم بألسنة, الذي سبق لهم أن اختبروه بالفعل.

يخبرنا معلمو اللغة اليونانية أن الترجمة الحرفية لأفسس 5: 18 تقول, “.. حافظوا على ملء مستمر من الروح القدس”. كان بولس يشجع المؤمنين أن يحافظوا على ملء مستمر من الروح القدس, والذي سبق لهم أن امتلئوا منه بالفعل- من خلال التكلم المستمر بالألسنة. بمعنى آخر، ينبغي أن يحافظوا على حالة مستمرة من الامتلاء بالروح والتكلم بلغة خارقة للطبيعي لكي يكونوا ممتلئين بالروح دائماً.

كما إنه من الملفت للانتباه أن بولس كان يكتب إلى كنيسة أفسس بأكملها وليس للخدام أو الأشخاص البارزين وحسب. بمعنى آخر, على كل مؤمن أن يحافظ على ملء مستمر من الروح القدس ويعبد الله بالروح. والطريقة التي نحافظ بها على ملء مستمر من الروح وسلوك دائم في الروح هو عن طريق التكلم بلغة فائقة للطبيعي بالألسنة. هذه هي إحدى صور العبادة في العهد الجديد.

من الفوائد العديدة للتكلم بألسنة (اللغة الإلهية الفائقة للطبيعي) هو إنه عن طريقها نستطيع أن نعظّم ونعبد الله بطريقة أفضل بكثير مما نفعله بلغتنا العادية. يقول الكتاب في سفر الأعمال 10: 46, “إِذْ سَمِعُوهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ، وَيُسَبِّحُونَ اللهَ “. ثم مضى بولس يذكر العديد من مظاهر الأخرى للامتلاء بالروح القدس في رسالة أفسس5: 19.

المزامير, والتسابيح, والأغاني الروحية

ليتك تنتبه جيداً للشاهدين التاليين وتلاحظ كيف يرتبط النطق الفائق للطبيعي, الذي يعطيه الروح القدس للمؤمن, بالعبادة “للرب”.

أفسس 5: 18، 19

18 لاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ، فَفِيهَا الْخَلاَعَةُ، وَإِنَّمَا امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ

19 مُحَدِّثِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَنَاشِيدَ رُوحِيَّةٍ، مُرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ بِقُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ

كذلك يعتبر كولوسى3: 16 هو شاهد مماثل لأفسس5: 18 وهو من إحدى الشواهد التي تتكلم بصورة على تقديم العبادة للرب.

كولوسي 3: 16

16 لِتَسْكُنْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ فِي دَاخِلِكُمْ بِغِنًى، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ، مُعَلِّمِينَ وَوَاعِظِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضَاً، مُرَنِّمِينَ بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَنَاشِيدَ رُوحِيَّةٍ فِي قُلُوبِكُمْ لِلهِ، رَافِعِينَ لَهُ الْحَمْدَ

كان بولس يوجه كلامه لكل مؤمن عندما قال إنه ينبغي علينا أن يكلم كل واحد نفسه بمزامير وتسابيح وأغاني روحية. نحتاج أن نتكلم لأنفسنا بهذه الكلمات الخارقة للطبيعي في حياة صلاتنا الشخصية وفى تواصلنا مع الله.

أحياناً كثيرة يعطيك الله مزمور في فرصة صلاتك الشخصية يكون غرضه فائدتك الشخصية وحسب. فالمزمور هو نشيد أو قصيدة روحية، قد تكون مقفاة أو لا، لكن يظل بها عنصر الشعر. أعتدت أحياناً أن أجلس وحدي أثناء الليل في هدوء تام وتظل هذه التسابيح تفيض مني.

لدينا مائة وخمسين مزمورًا في العهد القديم كان روح الله هو الملهم ورائها، وهـي بركـة لنـا

لأنها مزامير ممسوحة بالروح. فكثير من مزامير داود قد أُعطيت له بينما كان يجتاز خلال تجارب ومحن. كانت له، وباركته وشجعته. فالمزمور يمكن أن يُقرأ أو يُُرتل، وقد رتل اليهود بعضًا منها.

كان هناك دومًا أغنية روحية أو ترنيمة تُغنى. نادرًا ما أرنم، إلا إن كان بالألسنة، لأني لست مرنمًا. ( قال بولس: “أُصَلِّي بِالرُّوحِ… أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ”، أي بالألسنة.) عادة ما أتكلم بمزامير. وزوج ابنتي “بدي هاريسون” يرنم ما يعطيه إياه روح الله من تسابيح وأغاني روحية في حينه.

التسبيح هو لحن ترنيم وعبادة موجه مباشرة لله.

الترنيمة الروحية هي أغنية تتضمن إعلان الكلمة الذي يعطيك إياه روح الله إثناء تأملك في كلمة الله: لِتَسْكُنْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ فِي دَاخِلِكُمْ بِغِنًى، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ، مُعَلِّمِينَ وَوَاعِظِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضَاً، مُرَنِّمِينَ بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَنَاشِيدَ رُوحِيَّةٍ فِي قُلُوبِكُمْ لِلهِ، رَافِعِينَ لَهُ الْحَمْدَ (كولوسى3: 16). هذا لا يعني بالضرورة كلمة الله المكتوبة, لأنه في ذلك الوقت لم يكن العهد الجديد مكتوباً بين أيديهم. لكنه يتضمن كلمة الله التي يحضرها لك روح الله والتي ربما تكون شاهداً أو كلمة تشجيع أو كلمة نصح.

كثيرون يقرءون أفسس5: 18، كولوسى3: 16 ويفسرون هذه الشواهد في ضوء نظرتهم الشخصية. فاعتقدوا إن المقصود بها هو الترنيم المدونة في كتاب الترنيم والتسبيح الخاص بكنائسهم. مع ذلك، فهذا الشاهد لا يمكن أن يعنى هذا لأنه في الوقت الذي كتب فيه بولس هذا الكلام لم يكن لديهم كتاب ترنيم!

عندما يتكلم الكتاب عن المزامير والتسابيح والأغاني الروحية، فهذا لا يعنى الأناشيد التي تأخذها من كتاب الترانيم. فمعظمها قد تم تأليفها بعدم إيمان، وغير مستوحاة بالروح القدس. إنما الكتاب يتكلم عن شيء يعطيك إياه روح الله ارتجالاً. فهو يقصد الترانيم والتسابيح والأغاني الروحية التي يعطيك إياها الروح القدس مباشرة من السماء. وهى لابد أن تتوافق مع المكتوب لأن شيء يعطيه الروح القدس لابد أن يكون كتابي.

أوضح يسوع أن هذا النطق الخارق للطبيعي هو واحد من صور العبادة في العهد الجديد. فالعبادة الحقيقية لابد وأن تكون في الروح والحق.

بمجرد أن تمتلئ بالروح القدس وتتكلم بألسنة، عليك أن تستمر في التكلم بهذه اللغة الخارقة للطبيعي. فالكتاب المقدس في رسالتي أفسس 6: 18، 19، كولوسى3: 16 يتكلم عن النطق الفائق للطبيعي الذي يعطيه الروح القدس للتو من خلال روح النبوة. فالتنبؤ هو من إحدى مظاهر إستعلان الروح القدس (1كورنثوس12: 10).

ما هي النبوة؟

النبوة هي نطق موحى بالروح القدس بلسان معروف. وتُعرَّف موهبة النبوة البسيطة كالآتي: “أَمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ، فَهُوَ يُخَاطِبُ النَّاسَ بِكَلاَمِ الْبُنْيَانِ وَالتَّشْجِيعِ وَالتَّعْزِيَةِ” (1كورنثوس14: 3). لا ينبغي أن يتداخل مفهوم النبوة البسيطة مع موهبة وخدمة النبي، التي تتضمن في كثير من الأحيان إعلان يتعلق بالمستقبل فيما يُعرف بكلمة الحكمة.

تقول رسالة كورنثوس14: 31، “تشَوَّقُوا إِلَى التَّنَبُّوءِ..”. بمعنى آخر, على جميع المؤمنين أن يتنبئوا. فكل مؤمن ينبغي أن يتكلم إلى نفسه بمزامير وتسابيح وأغاني روحية إثناء حياة صلاته الشخصية. فهذه هي إحدى صور عمل موهبة النبوة. (يعتقد البعض إنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ ما لم يصعد على منبر في الكنيسة ويقدم رسالة جماعية. لكن هذا ما هو إلا التطبيق الأقل شيوعاً لهذه الموهبة).

إنني أتكلم دائماً إلى نفسي بمزامير في فرصة صلاتي الشخصية. فأحيان كثيرة أظل مستيقظاً لساعة أو اثنتين في منتصف الليل وأنا أتكلم لنفسي بمزامير. وأحيان أخرى أظل الليل كله أتكلم إلى نفسي الليل بمزامير.

يستطيع الشخص أن يتكلم بمزامير وأغانىي روحية على مستوى الاجتماع العام إن أُتيحت فرصة لذلك. دعونا ننظر مرة أخرى إلى رسالة كولوسي 3: 16 : لِتَسْكُنْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ فِي دَاخِلِكُمْ بِغِنًى، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ، مُعَلِّمِينَ وَوَاعِظِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضَاً، مُرَنِّمِينَ بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَنَاشِيدَ رُوحِيَّةٍ فِي قُلُوبِكُمْ لِلهِ، رَافِعِينَ لَهُ الْحَمْدَ“. هكذا يتضح أن المزامير والتسابيح والأغاني الروحية يمكن أن تُستخدم في الاجتماع العام لنصح وتعليم الآخرين.

لننـظـر الآن إلـى مـا كتبـه بولـس لكنـيسـة كـورنثـوس: “كُلَّمَا تَجْتَمِعُونَ مَعاً، سَيَكُونُ لِكُلٍّ مِنْكُمْ

مَزْمُورٌ، أَوْ تَعْلِيمٌ، أَوْ كَلاَمٌ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ، أَوْ إِعْلاَنٌ، أَوْ تَرْجَمَةٌ. فَلْيَتِمْ كُلُّ شَيْءٍ بِهَدَفِ الْبُنْيَانِ” (1كورنثوس14: 26). كم واحد ينطبق عليه هذا الشاهد؟ كل فرد! السبب في أن كل عضو في الكنيسة المبتدئة كان لديه مزمور أو أغنية أو قصيدة روحية هو لأنهم كانوا يتكلمون لأنفسهم أولاً بهذه المزامير في فرصة صلاتهم الشخصية.

فوائد التكلم بمزامير وتسابيح وأغاني روحية :

1. يجعلنا نتواصل مع الله بصورة حقيقية ونعبده في الروح والحق.

2. يُعد وسيلة للتثقيف الروحي: يقدم لنا تشجيع مستمر ويساعدنا على بناء أنفسنا في الرب.

3. إنه وسيلة يفصلنا عن العالم بفساده ويجعلنا مدركين دائماً لحضور الله في داخلنا. فعندما نعيش مدركين لحضوره بداخلنا بصورة مستمرة فسوف ينعكس ذلك على طريقة معيشتنا.

إنها خطة الله لكل مؤمن أن يمتلئ بالروح القدس ويحافظ على ملء مستمر منه من خلال التكلم إلى نفسه بمزامير وتسابيح وأغاني روحية.

ربما يقول أحدهم، “لكنني لا أعرف كيف افعل ذلك. فلم اختبر شيئاً كهذا من قبل. كيف يمكنني أن ادخل إلى هذا المناخ الروحي؟”

انهض موهبة الروح القدس التي بداخلك

لقد امتلاء مؤمنون كثيرون بالروح القدس واختبروا التكلم بألسنة، لكنهم منذ ذلك الحين لم يتكلموا مرة أخرى بألسنة إطلاقاً. لقد امتلئوا ذات مرة لكنهم لم يحافظوا على اختبارهم متجدداً ومنتعشاً. لم يطيعوا التوجيه الهام المذكور في أفسس 5: 18 “لاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ، فَفِيهَا الْخَلاَعَةُ، وَإِنَّمَا امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ”.

قال لي البعض، “لكني لا اعلم إن كان يمكنني أن أتكلم مرة أخرى أم لا”. بعدما امتلأت بالروح القدس فهو لا يزال ساكناً فيلك. فهو ذلك الشخص الذي يعطيك النطق للتكلم بألسنة. كل ما تحتاج فعله هو أن تنظر إليه وتتوقع منه أن يعطيك كلمات لتنطقها. وبعد ذلك, أخضع له.

بمعنى آخر، عليك أن تنهض موهبة الله التي نلتها في روحك.

نلاحظ أن الكتاب المقدس يتكلم عن هذا الموضوع على وجه التحديد:

2 تيموثاوس1: 6

6 لِهَذَا السَّبَبِ أُنَبِّهُكَ أَنْ تُلْهِبَ نَارَ مَوْهِبَةِ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ عَلَيْكَ.

تقول الترجمة الموسعة  Amplified لهذا الشاهد: “لأجل ذلك أذكرك بأن تنهض [تشعل, توهج، تنفخ اللهب, تظل مشتعلاً] موهبة الله الثمينة [لتلك النار الداخلية] التي فيك بوضع يدي..”.

ما هي تلك الموهبة التي يتكلم عنها بولس هنا؟

هناك تطبيقان لهذه الكلمة: التطبيق الأول نجده بوضوح في رسالة تيموثاوس الأولى 4 14:

1 تيموثاوس 4: 14

14 لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الْخَاصَّةَ الَّتِي فِيكَ وَالَّتِي أُعْطِيَتْ لَكَ بِالتَّنَبُّوءِ وَوَضْعِ الشُّيُوخِ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْكَ

يشير بولس في العدد السابق إلى موهبة الخدمة التي يعطيها الله للبعض عندما يفرزهم ويخصصهم للخدمة. على سبيل المثال، نقرأ في سفر الأعمال 13: 2، “فَبَعْدَمَا صَامُوا وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا أَيْدِيَهُمْ أَطْلَقُوهُمَا”. لقد نال بولس وبرنابا موهبةً من الروح القدس عندما اُفرزا للخدمة.

أما التطبيق الثاني لهذه الموهبة فهو يشير إلى عطية الامتلاء بالروح القدس. فكثيراً ما يُشار لهذا الاختبار على أنه موهبة. فعندما وضع بولس يديه على تيموثاوس امتلأ بالروح القدس. وهذا التطبيق هو المقصود به في 1 تيموثاوس1: 6. 

2 تيموثاوس 1: 6

6 لِهَذَا السَّبَبِ أُنَبِّهُكَ أَنْ تُلْهِبَ نَارَ مَوْهِبَةِ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ عَلَيْكَ.

نرى هذا وصية بولس لما يحتاج تيموثاوس أن يفعله. فهو يوصيه بأن “تُلْهِبَ نَارَ مَوْهِبَةِ اللهِ “.

تحتاج أن تنهض الروح القدس الذي بداخلك. ويمكنك فعل ذلك من خلال الصلاة بألسنة, ثم بعدها تبدأ تتكلم لنفسك بمزامير وتسابيح وأغاني روحية (أفسس5: 19). هذه هي الطريقة التي ندخل بها إلى عبادة العهد الجديد.

إن كان التكلم بمزامير وتسابيح وأغاني روحية هو خطة الله لكل مؤمن في ظل العهد الجديد، أفلا ينبغي علينا أن نجتهد لنعيش هذه الخطة؟ بالنسبة لي، فقد اخترت أن أعيش حياة ترضى الله. اخترت أن اتبع خطته وليس خططي. اخترت أن أتمتع بملء ما أعده لي. فماذا عنك؟

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$