القائمة إغلاق

الصلاة بالاتفاق Prayer by Agreement

لقد منحنا العلي طرق عديدة لكي نُحدث تغييرات فى الأرض ، وأحدها هو الصلاة بالاتفاق. قال يسوع فى متي 18 : 19 ” … إن أتفق اثنان منكم علي الأرض فئ أي شئ يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبي الذي في السماوات …”

وهذه هي كلمات السيد بنفسه ، فلابد وأن تكون حقيقة .

” وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات. فكل ما تربطه علي الأرض يكون مربوطا فى السماوات. وكل نحله علي الأرض يكون محلولا فى السماوات ” ( متي 16 : 19 ) .

وكلمة ” مفتاح ” فى الشاهد تتكلم عن السلطان ، والقوانين ، والرياسات ، وهنا ، لم يعن يسوع أن يقول أنه إن ربطت الشيطان علي الأرض ، سيكون أيضا مربوطا فى السماء. لا ، فإبليس لا يتعامل فى السماء ، لذلك فلا يحتاج العلي أن يُقيده هناك ! ولكن عندما ” ترتبط ” شيئا علي الأرض ، يعني ببساطة أن ما تجزم به مُدعم من العلي فى السماء لأن هناك أمداداً له فى كلمته. وفي ترجمة الأخبار السارة فى الكتاب ( الطبعة الإنجليزية الحديثة ) يقول : ” … ما تُحرمه وتمنعه علي الأرض سيكون محرماً فى السماء ، وما تسمح به علي الأرض سيُسمح به فى السماء ” مجدا للعلي !

متطلبات الصلاة بالإتفاق

” وأقول لكم أيضا. إن اتفق اثنان منكم علي الأرض فى أي شئ يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبي الذي فى السماوات” (متي 18 : 19 )

وفي هذه العبارة التي قالها يسوع ، تجد متطلبات الصلاة بإتفاق :

1- يجب أن يكون المشاركين علي الأرض .

2- يجب أن يكونوا اثنين علي الأقل .

3- يجب أن يتفقوا .

4- يجب أن يطلبوا أو يُقدموا طلبا محددا .

وعلي الكثير من المسيحيين أن يتعاموا من هذا السلطان لأنه فى أغلب الأحيان يميلون للأستجداء إلي العلي فى صلواتهم . والسبب فى أننا نستطيع ( بل ويجب ) أن نُقدم أمورا ونُجزم فيها لأن العلي أكد لنا فى كلمته أن طلبتنا سوف تُدعم من السماء. وتذكر ، أن الكتاب يقول .

” ليس العلي إنسانا فيكذب . ولا أبن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل ؟ أو يتكلم ولا يفي ” ( عدد 23 : 19 )

فهو لا يرجع فى كلامه ؛ ولديه القوة الكافية ليُدعمها بالعمل .

وهناك سردا لافتا للنظر فى الكتاب عن كيفية عمل الصلاة باتفاق. فهيرودس ، فى أثناء اضطهاده للكنيسة ، قد قتل يعقوب. وعندما لاحظ أن هذا أرضي الشعب ، تمادي فى إلقاء القبض علي بطرس ، وفي تمام النية ليفعل به ما قد فعله بيعقوب. ولكن بموت يعقوب ، قد تعلمت الكنيسة درسا ولم تسمح بنفس المصير يأتي علي بطرس .

” ولما أمسكه وضعه فى السجن. مسلما إياه إلي أربعة أرابع من العسكر ليحرسوه. ناوية أن يقدمه بعد الفصح إلي الشعب. فكان بطرس محروسا فى السجن. وأما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجه إلي العلي من أجله” ( أعمال 12 : 4 – 5 ) .

فلابد وأن اجزم أعضاء الكنيسة الأولي بكلمة العلي فيما يخص الوضع مع بطرس. ويمكنني أن أتخيلهم فى إجتماعتهم ، وممسكين بأيديهم معا ومُقرين أقرارات خاصة فى اسم يسوع من اجل الإفراج عنه. ولا يمكن انهم قد صلوا ، ” يا رب ارحم بطرس ، من فضلك انقذه !” وإن كانوا قد فعلوا هذا ، لم يكن قد أتي إلينا هذا الإختبار المجيد الذي قد ألهم أجيالا فى الكنيسة !

لم يسألوا العلي ليفعل أي شئ لأن يسوع قد علمهم مسبقاً كيف يُصلوا ؛ وقد علمهم أن لا يُكرروا الكلام باطلا مثل المرائيين من يعتقدون أنه بكثرة كلامهم يُسمع لهم وهكذا ، ببساطة أقر هؤلاء المؤمنين اعلانات بمجاهرة فى أسم يسوع فتثبتت كلماتهم .

وهكذا ، يجب علينا أن نُصلي . وكم اود لو صلي المسيحيون أكثر مثل هذه الصلوات عندما يتزاورون أحدهم مع الآخر. إذ يجتمع بعض المؤمنين وكل ما يتكلمون عنه هو مدي سوء ما آلت إلي الأمور وما أكثر الشر الذي يحدث فى العالم. وإن تعلمنا فقط أن تتماسك أيادينا معا وننادي من أجل تغيير فى اسم يسوع ، سيُصبح عالمنا أفضل بكثير ! هذا ما يجب علي المسيحيين أن يقوموا به !

ففي حالة بطرس ، كان قد القي فى السجن ، ومربوط بسلاسل وتحت حراسة جنود ، مع حكم باعدامه صباح اليوم التالي. ولكن الكنيسة لم تستطع أن تنام ؛ فاجتمعوا معا وقدموا صلاة بلجاجة من أجل اطلاق صراح بطرس ، بينما هو نائم! حتي عندما شك بعض من يُصلون من أجل بطرس استجاب العلي أيضا هذا لأن فى صلاة الاتفاق ، إن شك أحد أو بعض المُجتمعين لا يُنقص أو يُضعف الاتفاق. وسوف نري هذا عندما نقرا اكثر فى هذه القصة فى أعمال 12 .

” فلما قرع بطرس باب الدهليز جاءت جارية اسمها رودا لتسمع. فلما عرفت صوت بطرس لم تفتح البابا من الفرح بل ركضت إلي داخل وأخبرت أن بطرس واقف علي الباب. فقالوا لها : ” أنت تهذين!” وأما هي فكانت تؤكد أن هكذا هو. فقالوا : ” إنه ملاكه !” . وأما بطرس فلبث يقرع. فلما فتحوا وراؤه اندهشوا ” . (أعمال 12 : 13- 16) .

إن الصلوات من أجل الإفراج عن بطرس قد أستجيبت ؛ وقد أرسل العلي ملاكا ليفكه من الحراسة المشددة فى السجن التي اقرها هيرودس ( أعمال 12 : 7 – 12 ) . وعندما ذهبت رودا إلي الباب وسمعت صوت بطرس، نست أن تفتح الباب وركضت بسرعة بفرحة لتُخبر الآخرين بالأخبار السارة .

فأعلنت : ” يا إخوتي ، اجتماع الصلاة قد أتنتهي . إنه وقت اجتماع التسبيح ، لأن الرسول بطرس عند الباب !” وفي الحال قال بعضهم إنها تهذي وختم الآخرون بأن هيرودس قد قتل بطرس ولابد وأنها قد رأت شبحه. وعندما استجمعوا فى النهاية الشجاعة الكافية ليفتحوا البابا نتيجة لإصرار بطرس علي القرع ، يقول الكتاب ” تعجبوا”. ولكنهم هم نفس الأشخاص الذين كانوا يُصلون لتوهم طالبين إطلاق سراح بطرس. وها هو ، واقفاً عند الباب ، وكانوا يتعجبون إن كان حقاً هو أم ملاكه !

فما يهم هنا هو الاتفاق الذي لنا من جهة ما نطلب من أجله. وتذكر ، أن صلاة الإيمان تتطلب أن لا يكون لك شك في قلبك بالمرة ، ولكن الصلاة بالاتفاق ليست مُتشددة بهذا الشرط. فالمتطلب الأساسي هو الاتفاق بين المشاركين فى وقت الصلاة. حتى وإن أتت الشكوك فى قلب أحدهم فيما بعد ، فلا تُستبعد الطلبة لأنها قُدمت بشك. وهكذا ، لا يمكن أن تُلغي ببساطة بسبب شك أحدهم. ولكي تُستبعد طلبة يجب علي جميع المشاركين أن يجتمعوا معاً مرة أخري لإلغائها .

وفي كثير من الأحيان عندما يتفق الناس فى طلبة لا يكونوا فى وعي لهذه القواعد ؛ فعندما يشك أحدهم ، يظن أنه قد ألغي الاتفاق. ولكن هذا ليس صحيحاً. فإن اتفقا فيها أثنين. ولكن هذا ليس صحيحاً. فإن اتفقا فيها اثنين ، يجب أن يلغيها كلا الطرفين ! وإلا ، لا يمكن أن تُلغي .

الصلاة بالاتفاق هي معاهدة

إن مبدأ الاتفاق لا يُشير فقط أن يأتي مسيحيين أو أكثر ليٌقدموا طلبة لتسديد احتياج. ولكنها نوع من الصلاة تحمل فرماناً وتُطلق أموراً محددة يجب أن تثبت ، كما نري فى سفر أيوب : ” وتجزم أمرا فيثبت لك …” (ايوب 22 : 28 ) .

فصلاة الاتفاق هي ترسيخ حكما قضائيا له فرمان بسلطان – وليس استجداءً من أجل إحداث شئ ما. وهكذا تأسست الكنيسة علي المكتوب ، لتعمل عمل الانجيل. وهكذا نحن نُحقق مشيئة العلي فى الأرض. فنأتي معاً ونتفق ونطلب فرمانا ًلما يجب أن يحدث ، بُناءً علي معرفتنا لإرادة العلي .

فمثلاً ، عندما يُعين الناس فى الخدمة وتوضع عليهم الأيدي ، هذا ليس فقط من أجل بركتهم ؛ ولكن مثل هذا التكريس يُساعد علي تمهيد الطريق لإنجاز أعمال عظيمة فى حياتهم ومن خلالهم ، ويثبت العلي بدوره ، تلك الأمور المؤسسة علي الاتفاق .

إن الكنيسة لها قوة عظيمة جداً لم يعرفها بعد الكثير من شعب الرب. ولذلك مازال بعض المسيحيين يتصرفون مثل الأشخاص العادية الذين بلا قوة. ولكن الحقيقة ، هي أن لك نوع من القوة فوق طبيعي ، أكثر مما يكفي لتُحقق كل ما تريده مهما كان. وما تحتاجه هو المعرفة بالكلمة  والمجاهرة بالروح القدس .

لا يوجد شئ لا يمكننا عمله عندما نتفق !

” وأقول لكم أيضا : إن اتفق اثنان منكم علي الأرض فى أي شئ يطلبانه فإن يكون لهما من قبل أبي الذي فى السماوات ” ( متي 18 : 19 ) .

قال يسوع أنه إن اتفق اثنين منا علي الأرض ، سيكون لنا ما نطلبه من الآب. فكر فى هذه الكلمة ” أي شئ ” ؛ فهي تشمل ” اللاحدود ” . حمدا للعلي !

إن الكنيسة هي جسد المسيح ؛ فنحن نُمثله ونعمل اليوم عمله علي الأرض. فنحن سفرائه .

وأقر يسوع أن كل شئ ممكن للمؤمن . وأنت هكذا. لذلك فبصلاة الاتفاق يمكنك أن تفعل أي شئ ؛ ويمكن أن تًحدث معجزات فى اسم يسوع المسيح .

كنت فى مكتبي فى مساء أحد الأحاد عندما أتت واحدة من أعضاء كنيستنا لتراني ، وكانت تبدو حزينة . وطلبت منها أن تجلس وتُخبرني ما هي مشكلتها ، واخبرتني كيف أنها قدمت طلب تأشيره دخول ووجدت أنه من الصعوبة الحصول عليه. وقدمت السفارة تأشيرة دخول لأختها ولكنها رفضت طلبها. وعندما أنتهت من سرد مشكلتها ، بدأت فى البكاء ، ولكني بدأت فى الضحك .

ثم قُلت لها ، ” هل تذكري ما قاله يسوع إن اتفقا اثنين علي الأرض فى طلبة تكون لهما ؟”

وشرحت لها أنه إن اتفقنا لا يمكن أن يُعيقنا شئ ، ويمكننا أن نحصل علي أي شئ نُريده .

وصليت الصلاة اتفاق بسيطة معها قائلاً ، ” يا ابويا ، أشكرك فى أسم الرب يسوع المسيح لأنها قد حصُلت علي تأشيرة دخول. ولا يمكن لأحد أن يعيقُها.”

وقُلت لها أن ترجع هناك وسوف تجد تأشيرة الدخول لها. وعندما رجعت إلي السفارة ، قدم لها تأشيرة الدخول كما اتفقنا فى الصلاة. هذه هي قوة الصلاة باتفاق !

نشرت بإذن من كنيسة سفارة المسيح  Christ Embassy Church والمعروفة أيضا بإسم عالم المؤمنين للحب و خدمات القس كريس أوياكيلومي – بنيجيرياBeliever’s Love World – Nigeria – Pastor Chris Oyakhilome  والموقع www.ChristEmbassy.org  .

جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات القس كريس أوياكيلومي.

Taken by permission from Christ Embassy Church , aka Believer’s Love World &  Pastor Chris Oyakhilome  Ministries  , Nigeria. www.ChristEmbassy.org .
All rights reserved to Life Changing Truth..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$