القائمة إغلاق

الطرق الكتابية لتقديم خدمة التحرير من الأرواح الشريرة The Right Deliverance Ministry

ماذا يقول الكتاب المقدس عن الطريقة التي نقدم بها خدمة التحرير للآخرين؟ نعلم أن التحرير أمر كتابي، لأنه في كل مكان مضى إليه يسوع أثناء خدمته الأرضية، كان يحرر المرضى والمتسلط عليهم إبليس.

فيسوع هو مثالنا وعلينا أن نتبع خطواته في كل ما عمله ومارسه (1 بطرس 2: 12؛ 1 يوحنا 2: 6). نأتي الآن لسؤال هام، وهو كيف قدم يسوع التحرير للآخرين؟

خدمة يسوع للتحرير

تذكر دائمًا من أثناء خدمة يسوع بالتحرير لم يكن نخدم هنا على هذه الأرض كابن لله. فالكتاب المقدس يقول أنه جرَّد نفسه من كل قوته ومجده عندما أتى إلى هذا العالم صائرًا مثل البشر (فيلبي 2: 7).

حقًا أن يسوع كان لديه الروح القدس بدون كيل (يوحنا 3: 34)، في حين أن المؤمنين ينالون الروح القدس بكيل (رومية 12: 3). لكن يسوع في خدمته الأرضية كان يخدم مثل أي مؤمن ممسوح بالروح القدس. لقد قال يسوع بنفسه أنه كان عليه أن ينال مسحة الروح لكي يخدم المأسورين (لوقا 4: 18، 19). بمعنى آخر، يسوع لم يخدم بالتحرير لأنه كان ابن الله. إنما مُسح من الروح القدس ليخدم، تمامًا مثلما نحتاج نحن أيضًا لمسحة الروح القدس.

كان يسوع يضع كلمة الله أولاً حتى في خدمة التحرير. فهو قال أنه مُسح من الروح القدس لكي يكرز بالحرية للمأسورين ويشفي المرضى والمتسلط عليهم إبليس. لقد كرز يسوع بالتحرير.. هذا يعني أنه كان يكرز بالإنجيل. وهو دائمًا ما وضع كلمة الله في البداية، وكان ممسوحًا بالروح القدس.

تمامًا كما فعل يسوع، نحتاج نحن أيضًا أن نضع كلمة الله أولاً ونعتمد على مسحة الروح القدس لنكرز ونخدم بالشفاء والتحرير.

أعمال 10: 38

38 فَقَدْ مَسَحَ اللهُ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَبِالْقُدْرَةِ، فَكَانَ يَنْتَقِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ يَعْمَلُ الْخَيْرَ، وَيَشْفِي جَمِيعَ الَّذِينَ تَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ.

يدعو الكتاب المقدس المرض بأنه تسلط شيطاني. لذلك نعلم أن كل الأمراض والأسقام هي نتيجة مباشرة أو غير مباشرة لتسلط شيطاني.

ووفقًا للإنجيل، أحيانًا ما توجد علاقة بين شفاء المرض وإخراج الشياطين. يقدم لنا الكتاب المقدس بعض الأمثلة لمواقف احتاج يسوع فيها أن يتعامل مع أرواح شريرة قبل أن ينال المرضى شفاء أجسادهم.

لوقا 4: 40، 41

40 وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانَ عِنْدَهُمْ سُقَمَاءُ بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ قَدَّمُوهُمْ إِلَيْهِ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَشَفَاهُمْ.

41 وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضًا تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: ’أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!‘ فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.

لوقا 6: 17، 18

17 وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ الَّذِينَ جَاءُوا لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ

18 وَالْمُعَذَّبُونَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ.

لوقا 7: 21

21 وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ.

يتضح من كل تلك الشواهد الكتابية أن إخراج الشياطين كان متعلقًا بشفاء المرضى.

لكن بدراسة خدمة يسوع للتحرير، سترى أن الكتاب المقدس يفرِّق بين شفاء المرضى وإخراج الشياطين. بمعنى آخر، لم يسعَ يسوع ليخرج الشياطين دائمًا كي يشفي المرضى، لأنه ليس كل مريض به شيطان هو المسبب للمرض.

ما نستخلصه من هذا الأمر هو أنه لا توجد قواعد ثابتة؛ إذ عليك أن تتبع قيادة الروح القدس عندما تخدم للمرضى والمأسورين.. كما فعل يسوع.

ادرس الأناجيل بنفسك لترى كيف كان يسوع يتعامل مع الأرواح الشريرة. ستكتشف أنه في بعض الأوقات اضطر يسوع أن يتعامل مع أرواح شريرة كي يشفى المرضى.

وفى أوقات أخرى كان يسوع يشفى المريض من خلال وسائل مختلفة (متى 8: 16؛ 9: 22، 29). كذلك أيضا استخدم يسوع طرقًا مختلفة في التعامل مع الشياطين والأرواح الشريرة. فلم يكن يخرجهم دائمًا، بل كان يتعامل معهم بوسائل مختلفة أيضًا.

دعونا ننظر إلى أحد الأمثلة في خدمة يسوع حيث نرى ارتباطًا بين الأرواح الشريرة والأمراض. هنا قدم يسوع خدمة التحرير عن طريق مسحة الروح القدس من خلال وضع الأيدي.

لوقا 13: 11- 13، 16

11 وَإِذَا امْرَأَةٌ كَانَ بِهَا رُوحُ ضُعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَتْ مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ الْبَتَّةَ.

12 فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا وَقَالَ لَهَا: ’يَا امْرَأَةُ إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضُعْفِكِ‘.

 13 وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ، فَفِي الْحَالِ اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ اللهَ…

 16 وَهَذِهِ، وَهِيَ ابْنَةُ إِبْرَهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هَذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟

يقول الكتاب أن علة هذه السيدة كان سببها روح شرير “روح ضعف” (ع 11). قال يسوع أن الشيطان هو الذي قيدها. في هذه الحالة، كان هناك روح ضعف في جسد السيدة مسببًا لها هذه المشكلة الجسدية.

لكن لاحظ كيف تعامل يسوع مع الروح الشرير. ففي هذه الحالة لم يُخرِج الشيطان، بل وضع يديه على المرأة وأمر بالإيمان “… يَا امْرَأَةُ إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضُعْفِكِ” (ع 12)، فتحررت المرأة.

هكذا ترى، عندما حلت مسحة وقوة الروح القدس، انفكت السيدة في الحال وتحررت من روح الضعف.

ربما تشارك الأرواح الشريرة بطريقة مباشرة في العلل الجسدية. لكن يسوع في القصة السابقة لم يُخرِج روح الضعف، إنما وضع يديه على السيدة، فكسرت مسحة الروح القدس نير عبودية إبليس.

في مناسبات أخرى أخرج يسوع الأرواح الشريرة من البعض بطريقة مختلفة. كيف فعل ذلك؟ عن طريق كلمته.

متى 8: 16

16 وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَجَانِينَ كَثِيرِينَ، فَأَخْرَجَ الأَرْوَاحَ بِكَلِمَةٍ، وَجَمِيعَ الْمَرْضَى شَفَاهُمْ.

أحيانًا ما تكون الأمراض نتيجة لأسباب طبيعة، لكنها تظل بطريقة غير مباشرة تسلطًا شيطانيًا. فإن كان المرض نتيجة أسباب طبيعية، إذًا يحتاج هذا الشخص إلى شفاء وحسب.. دون الحاجة لإخراج أرواح شريرة منه.

وعلى الجانب الآخر، هناك روح شرير يضاعف من المرض أو العلة، لكنك لن تعلم هذا إلا عن طريق الروح القدس فحسب.

إن لم يعلن لك الروح القدس عن وجود روح شرير، تستطيع أن تساعد الناس ليحصلوا على شفائهم بأن تعلِّمهم كلمة الله. لكني مقتنع تمامًا أن هناك عددًا من الأمراض المختلفة التي يجب أن تتعامل معها من خلال التعامل مع أرواح شريرة وحسب.

وفى تلك الحالات، ما لم نتعامل مع الروح الشرير من خلال قوة ومسحة الروح القدس، فستظل تضع يداك على الناس وتمسحهم بزيت حتى تسقط كل شعرة برؤوسهم، ولن تحصل على نتائج.

تلك الحالات المرضية لا تستجيب للطرق الكتابية المعتادة لخدمة الشفاء. ففي تلك الحالات لابد أن نتعامل مع الروح الشرير من خلال مسحة وقيادة الروح القدس.

لهذا السبب لا تستجيب بعض الحالات المرضية للعلاج بالطريقة الطبيعية. فالمرض الذي هو نتيجة وجود فعلي لروح شرير لا يمكن علاجه بطرق طبيعية. لذا إن كان روح شرير هو السبب المباشر للمرض أو السقم، فبإمكان المؤمن أن يقف على كلمة الله بإيمان ويثق في الله لأجل تحريره. مع ذلك، ينبغي أن نتعامل مع الروح الشرير من خلال قوة الروح القدس وكلمة الله.

نرى في إنجيل مرقس 9: 17- 29 مثالاً آخر تعامل فيه يسوع مع روح شرير. كان هذه المرة مع صبى مجنون. كيف تعامل يسوع مع الروح الشرير في هذه الحادثة؟ بأن انتهره وأخرجه من الصبي. لكن يسوع استطاع أن يفعل ذلك من خلال ذات مسحة الروح القدس التي كانت عليه عندما لمس المرأة المقيدة بروح ضعف وحررها.

ليست كل الأمراض والأسقام نتيجة لوجود روح شرير دائمًا.

فعلى سبيل المثال، تعامل يسوع في إنجيل مرقس 7: 32- 37 مع الرجل الأصم والأخرس. من الواضح أنه لم يكن هناك روح شرير متداخلاً مع هذه العلة لأن يسوع وضع أصابعه في أذني الرجل وقال: “انْفَتِحْ”، فانفتحت أذناه وتكلم بطلاقة. لم يتعامل يسوع مع أي روح شرير على الإطلاق. كان من الواضح أن مشكلة هذا الرجل كانت نتيجة أسباب طبيعية، لذا احتاج إلى شفاء وحسب. لكن في حادثة أخرى، عندما خدم يسوع لرجل أصم لا يستطيع الكلام، احتاج أن يُخرِج منه روحًا شريرًا قبل أن يشفيه.

متى 9: 32- 33

32 وَفِيمَا هُمَا خَارِجَانِ، إِذَا إِنْسَانٌ أَخْرَسُ مَجْنُونٌ قَدَّمُوهُ إِلَيْهِ.

33 فَلَمَّا أُخْرِجَ الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ الأَخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ قَائِلِينَ: لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ مِثْلُ هَذَا فِي إِسْرَائِيلَ!

لكن النقطة التي أريد أن أوضحها هي أن يسوع لم يضع نموذجًا في تعامله مع الأرواح الشريرة. حتى أثناء خدمته للتحرير، كان يسوع يتبع قيادة الروح القدس.. فكان يخدم بقوة ومسحة الروح القدس.

التحرير عن طريق المسحة

لقد كانت كلمة الله التي علَّم بها يسوع ومسحة الروح القدس هما اللتات جاءتا بالتحرير لأولئك الذين قيدهم إبليس. واليوم علينا أن نخدم بالتحرير عن طريق كلمة الله وبمسحة وقوة الروح القدس.

لوقا 6: 17- 19

17 ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمْ، وَوَقَفَ فِي مَكَانٍ سَهْلٍ، هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ كَبِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ، مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَا

18 جَاءُوا لِيَسْمَعُوهُ وَيَنَالُوا الشِّفَاءَ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ. وَالَّذِينَ كَانَتْ تُعَذِّبُهُمُ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ كَانُوا يُشْفَوْنَ

19 وَكَانَ الْجَمْعُ كُلُّهُ يَسْعَوْنَ إِلَى لَمْسِهِ، لأَنَّ قُدْرَةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِيهِمْ جَمِيعًا.

نلاحظ من عدد 17 أن الجموع كانت تأتي لتسمع يسوع وتُشفى. لقد كانت المسحة التي في كلمة الله هي التي كانت تحرر الناس. فالإيمان يأتي بسماع كلمة الله، وعن طريق الإيمان ننال مواعيد الله- وضمنها التحرر من كل أشكال القيود.

إن الإيمان بكلمة الله هو المفتاح الذي يفتح السماء وينشط قوة الله لتعمل في حياة الله، بغض النظر عن شكل النشاط الشيطاني أو التأثير الذي يتضمنه الأمر. عندما كان يسوع يعلِّم الجموع كلمة الله –كرز بالتحرير للمأسورين– وكانوا يؤمنون بالكلمة، كانوا يُشفون ويتحررون.

إن الجموع التي كانت تبحث لتلمس يسوع كانوا مرضى ومأسورين بأرواح نجسة. إن كلمة شفاء المذكورة في عدد 18 تعني كمال وتحرير.

فى المقطع السابق، لم يُذكر أن روحًا شريرًا قد خرج من أحد. وعلى حد معرفتنا لم يُذكر أنه كان هناك تمييز لوجود أرواح شريرة، لكن مع ذلك عندما سمع أولئك الذين كانت تضايقهم أرواح نجسة تعليم يسوع، تحرروا. ما الذي حررهم؟ إنها كلمة الله التي كان يسوع يعلِّم بها وقوة الروح القدس. إن سلك الشخص في الإيمان بكلمة الله الممسوحة، فذات الكلمة التي شفت الشخص ستطرد الروح الشرير، بغض النظر عن نوع التأثير الشيطاني.

بدراستنا للإنجيل نستطيع أن نرى أن يسوع كان يقدم الشفاء والتحرير بطرق متنوعة. لكن بغض النظر عن الطريقة التي خدم بها يسوع للتحرير، فإن قوة الله المحررة ستظل متاحة دائمًا لتطلق الناس أحرارًا. كذلك أيضًا لم يقم يسوع حلقات طويلة ومتكررة للتحرير لكي يحرر الناس من القيود الشيطانية. فبغض النظر عن الطريقة التي اتبعها، كان شفاء الشخص وتحرره دائمًا يتحققان.

إن خدمة التحرير كتابية، لكننا لا نستطيع أن نتخطى الكلمة وقيادة الروح القدس. لأنه هكذا وقع البعض في أخطاء ومبالغات بشان خدمة التحرير، مسببين ضررًا لجسد المسيح. لذلك دعونا نلتصق بكلمة الله، ونتبع مثال يسوع في تقديم التحرير للمرضى والمأسورين.

في خدمتي الخاصة، لاحظت أن هناك أشخاص يعانون من ذات المرض أو العلة، لكنهم كانوا يُشفون ويتحررون بطرق مختلفة كيفما يقود الروح القدس.

الصرع.. بين الشفاء والتحرير

إن إبليس هو إله هذا العالم (2 كورنثوس 4: 4)، لذلك توجد أرواح خادعة هدفها تعذيب البشر بالخوف والعمى والصمم وأرواح نجاسة وأرواح بكم وأرواح ضعف وأرواح شريرة أخرى على الأرض.

ستلاحظ أن كلاً من الأرواح السابق ذكرها في الكتاب المقدس. بإمكانياتك البشرية لن تستطيع أن تميز إن كان سبب العلة الجسدية التي لدى شخص ما هو نتيجة وجود روح شرير أو لسبب طبيعي. مع ذلك، فالروح القدس يعرف كل شيء، وسوف يقودنا إلى كل الحق، ويُرينا كيف نخدم للفرد. على سبيل المثال، قد وضعت يديَّ على بعض ممن لديهم صرع وقد شفوا، لأن الصرع كان نتيجة خلل جسدي. لم يكن هناك أي روح شرير متدخلاً في الأمر. لكن على الجانب الآخر، وضعت يدي على آخرين ممن لديهم صرع، فأظهر لي الروح القدس أن هناك شيطانًا متدخل في الأمر ويسبب هذا الصرع.

كنت أعظ في اجتماع ذات مرة حينما تقدم كثيرون إلى صف الشفاء، فكنت أضع يدي على الناس. ذهبنا في السنة التالية إلى ذات المكان، وتقدمت سيدة لتشهد عن حادثة شفاء ابنها في الاجتماع الأول. كان في الثانية عشر من عمره وكان يعاني من الصرع طوال حياته.

ثم قالت: “عندما صليت لابني، حلت قوة الله الشافية عليه. وسقط تحت قوة الله، ولم تعاوده نوبات الصرع إطلاقًا”.

يتضح من القصة السابقة، أن ذلك الفتى كان يحتاج إلى شفاء وحسب، دون الحاجة إلى طرد روح شرير من جسده. وإلا لكان الرب أظهر لي ذلك بالروح القدس.

لكن في حادثة أخرى مع الصرع، أراني الروح القدس أن روحًا شريرًا كان مسببًا للمرض. تقدم شاب إلى صفوف الشفاء في أحد اجتماعاتي، وكان يعانى من نوبات صرع منذ أن كان في الصف الثانوي. عندما وضعت يدي عليه، علمت عن طريق موهبة كلمة العلم أن روحًا شريرًا كان متدخلاً في نوبات الصرع التي يعانى منها، وأني احتاج أن أُخرِج هذا الروح الشرير منه حتى يتحرر، ففعلت ذلك. ثم انهينا الاجتماعات بعد أيام قليلة وتركنا البلد.

ثم عقدت اجتماع بعد مرور سنة في نفس المدينة ورأيت نفس الشاب. عندما نظرت إليه قال لي الروح القدس: “عندما كنت هنا السنة الماضية، أخرجت منه روحًا شريرًا. ولمدة اثني عشر شهرًا لم يعانِ من نوبة صرع واحدة، لكن في الأسبوعين الماضيين تعرض لثلاثة نوبات صرع”. قال لي الروح القدس: “عندما كان يعانى من الصرع سابقًا لم تكن تأتيه النوبات ليلاً وهو نائم. لكن في الأسبوعين الماضيين، صار يستيقظ في الليل على نوبات الصرع. والسبب وراء معاودة هذه النوبات هو لأنه ذهب إلى الفراش خائفًا. قبل أن تعظ، ادعوه ليأتي إلى هنا واخرج هذا الروح الشرير منه مرة أخرى”.

كما ترى، في هذه الحادثة لم يخبرني الرب أن روحًا شريرًا كان مسببًا لنوبات الصرع وحسب، لكنه أخبرني أيضًا كيف سمح هذا الرجل بعودة الروح الشرير إليه مرة أخرى. في بعض الأحيان تحتاج أن تعرف إن كان هناك سبب للأمر –أو هل فتح الشخص بابًا لإبليس سامحًا بدخول المرض أو السقم– قبل أن تخدم للآخرين بنجاح.

لذا قبل أن أبدأ الخدمة، دعوت هذا الرجل للأمام وقلت له: “عندما كنت هنا السنة الماضية صليت لك وتحررت من نوبات الصرع، ولمدة اثني عشر شهرًا لم تعانِ من نوبة واحدة. فقال: “هذا صحيح ولكن…”.

قلت له: “انتظر لحظة. قبل أن تقول أي شيء، دعني أخبرك بما حدث حتى تعرف أن الله تحرك بطريقة خارقة للطبيعة لأجلك. وإن أخطأت فيما أقول، قل لي: ’لقد أخفقت‘. ففي النهاية، أنا إنسان وقد أخفق مثل أي إنسان. لقد تعرضت في الأسبوعين الماضيين لثلاثة نوبات صرع أيقظتك من النوم. لكن عندما كانت تأتيك تلك النوبات في الماضي، لم تستيقظ أبدًا بسببها في منتصف الليل”.

اتسعت عيناه وقال: “هذا صحيح.. لابد أنك قارئ أفكار أو منجِّم”.

أليس من الغريب أن يظن المؤمنون أن قارئي الأفكار أو العرافين يمكنهم أن يعلنوا أمور كهذه، لكن إلهنا المسكين فقد كل مقدرته على الإعلان!

سألته: “هل تعلم لماذا بدأت تستيقظ في منتصف الليل على هذه النوبات؟”

أجاب: “لا، هل تعرف أنت؟:

أجبته: “بالتأكيد؟؟ عندما ذهبت للفراش خائفًا، فتح الخوف بابًا لإبليس”.

فقال: “الآن تيقنت أنك تقرأ الأفكار. هذا بالضبط ما حدث”.

قلت: “أنا لا أقرأ الأفكار. تلك المعرفة لم تأتني من ذهني بالمرة. في الحقيقة، لا يعرف ذهني شيئًا عن هذا الأمر”.

إن التواصل في عالم الروح ليس باختبار ذهني. إن اتبعنا الروح القدس وكلمة الله دون تدخل الفكر البشرى في الأمر، لأصبح حالنا أفضل. إن الله يعمل من خلال روح الإنسان المخلوقة ثانية، لكنه لا يتدخل من خلال ذهن الإنسان؛ لأنه لم يُولد ثانية.

قال لي هذا الشاب: “لقد اعتدت أن أتعامل مع الخوف قبل ذهابي للفراش. لكن في تلك الليالي بالتحديد عندما جائتني نوبات الصرع، لم أتخلص من الخوف قبل أن أذهب في النوم”.

يمكن للخوف أن يفتح بابًا لإبليس. على سبيل المثال، إن ذهبت للفراش ليلاً وتركت باب منزلك مفتوحا، فلن تدري من قد يدخل. فربما يدخل لص ويسرقك أو حتى يقتلك. لذلك فمن الأفضل أن تغلق باب بيتك وتؤمِّن منزلك. ينطبق ذات الأمر على العالم الروحي، لذا يُفضل أن تغلق الباب أمام إبليس.

إن الخوف روح، لكن الله لم يعطينا روح الخوف (2 تيموثاوس1: 7). هذا يعني أن لديك سلطانًا عليه. ولأنه لا يأتي من الله، فلا شان لك به. إن كان الخوف يتعبك، تخلص منه في اسم يسوع.

هكذا قلت لهذا الشاب: “سوف أُخرِج منك هذا الروح الشرير مرة ثانية. وسأريك كيف تغلق الباب في وجهه”. ثم قلت: “في اسم يسوع آمر الروح الشرير المسبب لهذا الصرع بالخروج”. ثم قضيت خمس وأربعين دقيقة أعلِّمه كيف يقاوم إبليس ويحافظ على شفائه ويغلق باب حياته أمام إبليس. مضت سنوات كثيرة منذ أن شفى هذا الرجل، ولم تعاوده أبدًا نوبات الصرع مرة أخرى.

المسحة تكسر نير العبودية

نرى في خدمة يسوع للشفاء أن كثيرين قد تحرروا من أرواح شريرة بمسحة الروح القدس. بمعنى أنه لم يكن هناك داعي لإخراج أرواح شريرة في كل مرة. فمسحة الروح القدس كانت تخرجهم. لقد رأيت ذلك في خدمتي أيضًا. يمكنني أن أخبرك عن اختبارات عديدة عن أشخاص تحرروا من تسلط شيطاني بمجرد أن أتت عليهم مسحة وقوة الله.

على سبيل المثال، بعد مرور شهور كثيرة من عقدنا لاجتماع في مدينة ديترويت، كتبت إليَّ سيدة تخبرني عن اختبارها. كتبت في الخطاب: “أخ هيجن، لقد كنت أعاني من مشاكل في معدتي، فأتيت لاجتماعك لأحصل على شفائي. عندما وضعت يدك عليَّ وصليت لأجلي، حلت مسحة الروح القدس عليَّ، وسقطت على الأرض تحت قوة الله. وبعد مرور كل هذه الشهور لا أزال مشفية”.

ثم أكملت: “لقد نلت الخلاص منذ ثماني سنوات، لكن قبل خلاصي كنت أتبع جماعة سحرة. لكن بعدما خلُصت وامتلأت بالروح القدس، كنت لا أزال أواجه مشاكل مع ظهور للشياطين في حضوري. فظللت أسمع أصوات أثناء الليل، وطرق على الحائط مع إظهارات شيطانية أخرى.

لكن منذ أن حلت قوة الله عليَّ بصورة قوية عندما وضعت يديك عليَّ، لم أعد أسمع تلك الأصوات، ولم يكن هناك أي ظهور للشياطين في منزلي مجددًا”.

التحرر من السرطان من خلال استعلان الروح القدس

أريد أن أظهر لك أن الله لديه طرق متنوعة لتحرير شعبه. والآن سوف أسرد عدة قصص عن التعامل مع أشخاص كانوا مصابين بسرطان، وكيف قادني الروح القدس بطرق متنوعة لأخدم كل واحد منهم. أريدك أن ترى ضرورة الانقياد بالروح القدس. لأنك لا يمكن أن تضع قواعد ثابتة في الخدمة للآخرين.

كنت أعقد نهضة بولاية تكساس عام 1952، حين أخبرني أحد الخدام عن ابنة أخته التي كانت تموت بسرطان في الرئة. كانت في الثالثة والعشرين من عمرها، وكان لديها طفلان. أثناء الأسبوع الأول من اجتماعاتي كانت تحضر الخدمات، وقد صليت لها. وفى الأسبوع الثاني، وضعت يدي عليها في مرتين مختلفتين وصليت لأجلها.

حضرت تلك السيدة الشابة الخدمات مرة أخرى في الأسبوع الثالث. لم أتوقع أبدًا ما كان سيحدث.. فعندما وضعت يدي عليها هذه المرة، حلت سحابة بيضاء من الروح القدس وغطتني. اختفى المنبر، وبدا وكأني أنا وهذه المرأة نقف بمفردنا في هذه السحابة من المجد. لم يرى أحد ما رأيته أو يسمع ما سمعته، لكنهم سمعوا جميعًا ما كنت أتكلم به. وبينما كانت تلك السحابة البيضاء تحاوطني، رأيت في عالم الروح مخلوقًا صغيرًا –شيطانيًا– متعلقًا على جسد هذه المرأة. كان يبدو مثل قرد صغير متعلق على فرع شجرة. كانت هذه السيدة مؤمنة، لذلك لم يسكنها روح شرير. لكنه كان يتسلط على جسدها. كان هذا المخلوق الذي يشبه الشيطان متعلقًا على جسدها على رئتها اليسرى، حيث ابتدأ السرطان.

فتكلمت إلى هذا الشيطان وقلت: “عليك أن تتركها في اسم يسوع”.

فأجابني هذا المخلوق دون أن يسمعه أحد من الحاضرين، لأني كنت أرى وأسمع في عالم الروح.. إذ كان هذا عمل لموهبة تميز الأرواح.

قال هذا الشيطان الشبيه بالقرد: “أعلم أنه عليَّ أن أرحل مادمتَ قد أمرتني بذلك. لكني لا أريد الرحيل”.

فقلت له: “آمرك أن تتركها في اسم الرب يسوع المسيح”. فسقط هذا الشيطان من على جسدها ووقع على الأرض. ورقد على الأرض يرتعد ويرتجف، تمامًا ككلب صغير مضروب.

فقلت: “لا تترك جسدها وحسب، بل غادر هذا الاجتماع في اسم يسوع”. عندما قلت ذلك، نهض هذا الشيطان وجرى بالممر وخرج من الباب.

كانت هذه السيدة قد نالت الخلاص منذ كان عمرها ثماني سنوات، لكنها لم تمتلئ قط بالروح القدس. إلا أنها في تلك اللحظة رفعت يديها، وابتدأت تتكلم بألسنة. ثم رجعت في ذات الأسبوع إلى عيادة السرطان، فقال لها الأطباء: “رئتاك خاليتان تمامًا من السرطان. لا توجد أية مشكلة بهما إطلاقًا. ماذا حدث؟”

أخبرتهم بالتحديد بما جرى، وحكت لهم ما رأيته وفعلته. فأجابها الأطباء: “حسنًا، أيًا يكن هذا الرجل، فكل احترامنا وتقديرنا له. لا شك أن لديه الإجابة، في الوقت الذي لم نحصل نحن عليها. لكننا سنعطيك شهادة موثقة بأنه كان لديك سرطان على كلتا رئتيك، وأنك شفيت منه”.

لست أنا الذي لدي الإجابة، بل الله. إن لم تأتِ مواهب الروح القدس، سأظل دائمًا أعلِّم وأكرز وأخدم للناس بكلمة الله. لأني لا استطيع أن أجعل مواهب الروح القدس تعمل بإرادتي (1 كورنثوس 12: 11).

لكن ما أريدك أن تعرفه هو أني لو لم أصبح في الروح، لما استطعت أن أعرف أن هناك روحًا شريرًا يتسلط على جسد هذه السيدة. فلا يمكنك أن تخمن بشأن هذه الأمور. حتمًا كنت أخدم للناس مستندًا على الإيمان في كلمة الله. وكان هناك كثيرون يخلصون ويُشفون ويمتلئون بالروح القدس. لكن عندما كنت في الروح، كشف لي الله عن وجود روح شرير سبب سرطان الرئة لتلك السيدة. ثم زودني الله بطريقة خارقة للطبيعة لأتعامل مع الشيطان الذي كان يعزز من المرض في جسدها.

لو كان بإمكاني أن أجعل مواهب الروح القدس تعمل، لاستطعت أن أتعامل مع ذلك الروح منذ الليلة الأولى التي جاءت فيها تلك السيدة للاجتماع. ولو لم يكن الروح القدس قد عمل من خلالي لكنت وقفت عاجزًا. إن الله لديه طرقه الخاصة في إتمام الأمور، ومن الأفضل أن ندعه يفعل ما يريد أن يفعله. لا تحدث إظهارات خارقة للطبيعة في كل اجتماع، لأنه لا يمكن لأحد أن يجعل مواهب الروح تعمل بنفسه. فلا يمكن لأي شخص أن يصطنع شيئًا أو يحاول منع شيء ما بنفسه. وإن حاول ذلك، سيجعل نفسه عرضة لأرواح شريرة ويقع في الخطأ.

ولمجرد أن الروح القدس أعلن عن نفسه بهذه الطريقة بالتحديد في أحد الاجتماعات، فذلك لا يعنى أني استطيع أن اجعل ذات الإظهار يحدث في الاجتماع التالي. وإلا لأنحرفت عن الطريق وفتحت بابًا لإبليس.

لا يستطيع أي مؤمن أن يجعل مواهب الروح تعمل. وإن حاولتَ ذلك، ستعطي إبليس مكانًا ليعمل من خلالك وستفتح بابًا لخداع الشيطان. فالمواهب الروحية تعمل كما يريد الروح القدس.

هكذا ترى أنه ليس بالضرورة أن تتعامل مع كل حالة سرطان بذات الطريقة في كل مرة، أو أن تتعامل مع أي مرض آخر بذات الطريقة في كل مرة. لكن عليك أن تخبر الناس دائمًا بما تقوله كلمة الله. لا تحاول أن تبني عقيدة بناءً على اختبار تسبب في تحرير أحدهم، فتحاول أن تخدم الجميع بذات الطريقة.

اتبع قيادة الروح القدس، وإن استعلنت موهبة من مواهب الروح القدس لتخدم بها للشخص، فهذا حسن. عندئذ يمكنك أن تتبع قيادة الروح القدس وتخدم لهذا الشخص بقوة ومسحة الروح القدس. لكن إن لم يختر الروح القدس أن يعلن عن نفسه في مواهب روحية، فاستمر وعلِّم الناس كيف يقاوموا الأمراض والأسقام بكلمة الله. فكلمة الله تعمل دائمًا.

طريحة الفراش بسبب السرطان

أتذكر حادثة أخرى كنا نخدم فيها لسيدة مريضة بالسرطان. ذهبت مع زوجتي وراعٍ آخر لنصلي لزوجة راعٍ كانت طريحة الفراش بسرطان في مراحله الأخيرة. كان السرطان قد ابتدأ في رئتها اليسرى وانتشر إلى الغدد الليمفاوية. ذهبت إلى الطبيب بعد فوات الأوان، فقال لها: “لقد تأخرتِ للغاية. لا أستطيع فعل أي شيء لكِ”.

ذهبنا لنصلي لأجلها، فقد كانت طريحة الفراش. قال الطبيب: “كان ينبغي أن تكون ميتة بالفعل. لا نفهم كيف عاشت كل هذه الفترة الطويلة”.

اجتمعنا جميعنا لنصلي لأجل تلك السيدة وكنا ننتظر إرشاد الله في الصلاة. كنا في منزل الرعوية نصلي لأجلها بصورة شبه متواصلة ليومين وليلتين. كنا ننام أربع ساعات في كل ليلة، وكنا نقضي باقي الوقت في الصلاة وطلب الرب.

هل تكمن المشكلة عند الطرف المرسِل أم المستقبِل؟

في النهاية، ونحو الساعة الرابعة صباحًا في ليلة اليوم الثالث قلت للراعي: “طوال خمس عشرة سنة في الخدمة، لم أصلِ لله كل هذه المدة بخصوص أي شيء دون أن أحصل على استجابة. لابد أن هناك أمرًا فاتنا في مكان ما. لا نحتاج أن نصلي كل هذه المدة لأجل شيء قد وعد به الله بالفعل في الكلمة. أعتقد أن هذا هو ما فاتنا. لقد ركزنا على الطرف المرسِل. فكنا نطلب من الله أن يشفي هذه السيدة.

لكننا في الواقع، لم نصل لأي شيء؛ لأن الله من جانبه قد شفى هذه السيدة بالفعل. لقد وضع كل أسقامها في يسوع على الصليب. لذلك عندما نصلي لأجلها في الصباح، دعونا لا نركز على الطرف المرسِل بل على الطرف المستقبِل”.

إن مؤمنين كثيرين يخفقون في هذه الزاوية. فعندما لا تعمل صلواتهم، لا يتوقفون ليصغوا لروح الله ويكشفوا السبب. لكن علينا أن نترك الروح القدس يصححنا إن كنا نحتاج إلى تصحيح. وان كنا قد توجهنا في اتجاه خاطئ، نحتاج أن نعود أدراجنا ونأخذ الطريق الصحيح.

هكذا اجتمعنا في تلك الغرفة في الصباح التالي في الثامنة صباحًا.. الراعي وزوجته، وزوجتي وأنا، وزوج السيدة المريضة –الذي كان راعيًا أيضًا– وزوجته المريضة. ثم أخبرتهم بما أراني إياه الرب.

ركعنا جميعنا بجوار الفراش لنصل ثانية. وطلبنا من الله ليرينا ما يريد الروح القدس أن يقوله بشأن وضع تلك السيدة.

تكلم فجأة بداخلي قائلاً: “قم وقف عند طرف السرير”.

فتوقفت عن الصلاة بألسنة وعدت إلى تفكيري البشري. قلت في ذهني: “ما الفائدة من الذهاب لأقف عند طرف السرير؟” ثم تجاهلت الفكرة. كان الأمر بأكمله جديدًا عليَّ. إذ لم أكن أعرف صوت الروح القدس مثلما أعرفه الآن.

ثم عاودت الصلاة مرة أخرى، ثم سمعت هذه الكلمات مجددًا: “اذهب وقف عند طرف السرير” لكني رجعت إلى تفكيري البشري قائلاً: “إن الوقوف عند طرف السرير لن يشفي هذه المرأة”.

لكن هل توقفت من قبل لتفكر في هذا الأمر؟ لقد تفل يسوع على الأرض وصنع طينًا وطلى به عيني الأعمى وقال: “اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ”.

من الناحية الطبيعية، لا يمكن للطين أن يشفي أحدهم. لكن الإيمان والطاعة هما ما يقدره الله. لذلك يكون من الأفضل أن نتبع قيادة الروح القدس ونفعل ما يخبرنا به. فهذه الطريقة تأتي بنتائج دائمًا. إذ سيقودك الروح القدس دائمًا في توافق مع كلمة الله، وما سيخبرك به سوف ينجح دائمًا.

تكلم إليَّ الروح القدس بذات الأمر للمرة الثالثة. لكن هذه المرة ذهبت ووقفت عن طرف السرير واستمررت في الصلاة بالسنة. ثم وقفت زوجتي فجأة، وهي لا تزال تصلي بألسنة، وجاءت ووقفت عند طرف السرير بجواري. لم تفتح عينها أبدًا أثناء تلك الفترة. وفيما بعد أخبرتني أنها لم تكن تعلم بوجودي هناك.

ثم فجأة، وبينما كانت زوجتي تصلي بألسنة، تغيرت لغة الألسنة، وبدأت تتكلم بما ندعوه رسالة بالألسنة. لكني سمعت ما قالته كما لو كانت تتكلم إليَّ بالانجليزية. قال الروح القدس من خلالها: :اذهب إلى مقدمة السرير وقل: ’اخرجي منها يا أرواح الخوف والشك في اسم يسوع‘”. فتحركت إلى مقدمة السرير وقلت: “اخرجي منها يا أرواح الخوف والشك في اسم يسوع”.

كانت عيني مفتوحتين، ورأيت ما حدث في اللحظة التي قلت فيها ذلك. رأيت ما يشبه خفاشًا كبيرًا أسود اللون حجمه ضعف حجم رأس الإنسان، يخرج من صدر هذه السيدة الأيسر ويهرب من النافذة. أخبرني لاحقًا الراعي الذي كان جالسًا في تلك الناحية من الفراش: “عبر شيء من أمامي وهرب من النافذة. لم أرَ شيئًا، لكني شعرت به مثل طائر يحلق”

وقفت تلك السيدة في الحال وهي مشفية تمامًا وسبحنا جميعًا الله ورقصنا في البيت. وأكلت معنا في عصر ذلك اليوم وهي متحررة بالتمام.

الآن هناك شيء أريد أن أوضحه. نحن لم نشن “حربًا” على إبليس كي تُشفى هذه السيدة، لكننا صلينا لله بإيمان وتوقعنا منه أن يمنحنا قيادة. لقد شُفيت هذه السيدة عن طريق استعلان لإحدى مواهب الروح القدس. فعلى الرغم من أنه قد يكون لديك اختبار للروح القدس مبني على كلمة الله، إلا أنك لا تستطيع أن تذهب وتبني عقيدة على اختبار.. حتى لو كان هذا الاختبار يتوافق مع كلمة الله.

كما لا يمكنك أن تمضي وتعلِّم الآخرين كي يحاولوا أن يحصلوا على اختبار مشابه أو إظهار مماثل للروح القدس. إنما عليك أن تدع الله يُعلن عن نفسه كما يشاء هو، وليس كما تشاء أنت.

اكتفي بأن تعلِّم الناس كلمة الله، واترك الله يكمل الباقي. سيجعل الله كلمته تعمل جيدًا في حياة الناس إن تجرءوا أن يلتزموا بها. بالطبع إن لم يلتزم المؤمنون بكلمة الله، فلن يجد الله شيئًا يجعله جيدًا في حياتهم.

لكن اختبار مثل هذا ربما لا يتكرر مجددًا في الخدمة مع الآخرين. يمكن أن تأتي الاختبارات وتمضي، لكن ستظل كلمة الله تعمل دائمًا. فإن استطعنا أن نجري كل شيء بقواعد ثابتة، لما احتجنا الروح القدس. لذلك ابنِ حياتك وخدمتك على كلمة الله، وليس على الاختبارات والإظهارات.

كان بإمكاني إن أضلل الناس وأضيع خدمتي إن ذهبت وعلمت هذا الاختبار كعقيدة. لقد رأيت ذلك عندما كنت شابًا مبتدئًا في الخدمة. خدام كثيرون، ممن كانوا ناشئين في أيامي، فشلوا في الخدمة لأنهم لم يكونوا مؤسسين على الكلمة. لقد بنوا خدمتهم على المواهب الروحية. كانوا أشخاصًا رائعين ولديهم مواهب رائعة من الروح القدس تعمل في حياتهم. لكن لم يكن لديهم أساس من كلمة الله في حياتهم. فوقعوا الواحد تلو الآخر في الخطأ والخداع وسقطوا بجوار الطريق.

قلت لبعضهم: “بينما تأتون وتذهبون، سأظل هنا أكرز وأعلم؛ لأني قد أسست خدمتي على كلمة الله، وليس على المواهب الروحية”. لا يمكنك أن تبني حياتك وخدمتك على مواهب الروح وتنجح. كلا، بل ابنِ حياتك وخدمتك على كلمة الله، واترك الإظهارات والأعمال تأتي حينما يريد روح الله ذلك.

كن أمينًا وضع الكلمة أولاً، وابنِ كل شيء على كلمة الله وليس على الاختبارات.

الشفاء عن طريق المسحة

سأشارك باختبار آخر عن شفاء سرطان لم أتعامل فيه مع أي روح شرير على الإطلاق. جاءني شاب إلى أحد اجتماعاتي كان يعاني من سرطان في الرئة.

أعطاه الأطباء مهلة ستة أشهر، ثم يموت بعدها. صليت لأجله مرتين، لكني كنت أعلم في روحي أن إيماننا لم يتواصلا مع الله. أحيانًا تضع يديك على الآخرين، فيبدو وكأنك أمسكت بطرف سلك مكهرب.. فتعلم أن بداخلهم إيمان ويؤمنون بالله. لكن في أحيان أخرى تضع يدك على آخرين، فيبدو وكأنك وضعت يدك على مقبض باب. فبطريقة أو بأخرى ينقطع سريان قوة الله. وبالطبع تكون المشكلة عند الطرف المستقبِل؛ لأن الله مستعد ليشفي دائمًا.

في إحدى الاجتماعات حل علينا إلحاح شديد للصلاة وسقط الجميع على الأرض يصلون. ركع هذا الشاب المصاب بالسرطان عند المنبر يصلي. كنت أتحرك للأمام والخلف في الاجتماع مصليًا.

جاءني إلحاح مفاجئ من الروح القدس لأتوجه لهذا الشاب. بدا الأمر وكأن يدًا خفية أمسكت بيدي ووضعتها على رأسه. وبدلاً من الصلاة، وجدت نفسي أقول: “لقد شُفيت من السرطان الآن. امتلئ من الروح القدس، لدي لك مكان في الخدمة.. في كرمي” وفي الحال بدأ هذا الشاب يتكلم بألسنة.

رجع هذا الشاب بعد ذلك إلى المستشفى، فسأله الأطباء: “هل يمكنك أن تمكث بضعة أيام؟ نحن لا نفهم ما حدث، لكن السرطان اختفى”. أبقوه في المستشفى لخمسة أيام، وأجروا له كل أنواع التحاليل، لكنهم لم يعرفوا سبب اختفاء السرطان. لكن شكرًا لله لأننا نعلم السبب.. لقد شفاه الله بقوة الروح القدس.

حتى ذلك الوقت لم أكن قد صليت لهذا الشاب ولم أخرج أي شيء منه. في الحقيقة لم أتعامل مع أي أرواح شريرة، ومع ذلك فقد تحرر بالكامل وشُفي من السرطان. قال الأطباء: “لم نكن لنصدق أنه كان مصابًا بالسرطان، لكن لدينا تقارير تثبت ذلك”.

يخطئ البعض عندما يعتقدون أنك تحتاج أن تخرج أرواحًا شريرة من كل شخص مريض، لأنهم تعاملوا ذات مرة مع روح شرير في مناسبة معينة. وبهذه الطريقة يقعون في الخطأ. أخبرني الراعي بعد سنوات لاحقة أن هذا الشاب ظل يرعى كنيسة طوال الخمسة سنوات الماضية. لقد قال له الله: “لدي لك مكان في كرمي”.  

الشفاء من خلال الإيمان بكلمة الله

خدمت لسيدة أخرى، كان لديها سرطان وشفاها الرب بطريقة مختلفة تمامًا عن المرات السابقة التي شفى فيها حالات سرطان سابقة.

كنت قد عقدت خيمة اجتماعات في كنيسة للإنجيل الكامل. وبعدها بشهور أستلمت خطابًا من راعي الكنيسة يخبرني فيه عن سيدة في اجتماعه مصابة بسرطان في مراحله الأخيرة. كانت قد حضرت أحد اجتماعاتي، لكني لم أعرف ذلك.

كانت هذه السيدة تتابع مع أكبر الأطباء في أمريكا للعلاج. أخبرها الأطباء أنه أمامها ستة أشهر لتعيش، ثم أرسلوها لبيتها لتموت هناك. لقد صلى لها تقريبًا كل خدام الشفاء في أمريكا في ذلك الوقت لأجل شفائها. وقد وضعت يدي عليها مرتين، لكنها لم تستقبل شفائها.

قال لي الراعي: “كانت مريضة جدًا، لدرجة أنها اضطرت أن تأتي لاجتماعاتك في سيارة إسعاف كل يوم. كان يوجد غرفة جانبية بها سماعة، فكانت تجلس في تلك الغرفة تسمعك تعلِّم بكلمة الله”.

لم يعلم أحد بوجود هذه السيدة. لم أعرف بذلك أبدًا ولم أصلِ لها. استمرت تلك الاجتماعات لمدة أسبوعين، فحضرت هذه السيدة عشرة اجتماعات، واستمعت إلى عشرة دروس كتابية عن الإيمان. طبقت هذه الدروس عمليًا وشفيت تمامًا. أخبرني الراعي أنها أصبحت سليمة تمامًا. عندما رجعت إلى العيادة، أجروا عليها كل الاختبارات ولم يجدوا آثارًا للسرطان.

لم تدخل موهبة تميز الأرواح في حادثة تحرير هذه المرأة. على الرغم من أنه لم يصلِ لها أحد، إلا أنها نالت التحرير من خلال إيمانها بكلمة الله.

لا يمكنك أن تخدم للآخرين بمواهب الروح القدس، ما لم يختار الروح القدس أن يعلن عن نفسه بهذه الطريقة. لكنك تستطيع أن تخدم للناس دائمًا بتعليمك إياهم ما تقوله كلمة الله.

يستطيع الناس أن يتحرروا من أية قوة للعدو تحاول أن تقيدهم وتأسرهم في عبودية، وذلك بمكوثهم تحت مسحة الكلمة وتطبيقهم لكلمة الله في حياتهم. فبمجرد ما أن يسمع الناس كلمة الله، يتبقى عليهم أن يطبقوها بأنفسهم. لأن الكتاب المقدس يطوب العمل بالكلمة (يعقوب 1: 22، 25).

مع ذلك، فالروح القدس يمكنه أن يعمل من خلال مواهب الروح المتنوعة مثل النبوة أو كلمة العلم أو تمييز الأرواح لكي يطلق الناس أحرارًا. لذلك دعونا نبتهج بما يفعله الله. فهذه هي النقطة التي نريد أن نركز عليها. فلنترك الله يكون هو المسيطر، وندعه يتحرك بأية طريقة يختارها. لقد سردت تلك الحالات المختلفة عن أشخاص كانوا مرضى بالسرطان، وكل واحد منهم تحرر بطريقة مختلفة تمامًا وفقا لقيادة الروح القدس.. لكنهم قد تحرروا جميعًا.

استمر في الكرازة بالكلمة. إن كان هناك إظهارات لمواهب الروح القدس، فحسنًا. إن لم يكن، فاستمر في الكرازة بالكلمة على أي حال. أعلن الكلمة للجميع، فهي بذار الله المقدسة الغير قابلة للفساد والتي تأتي بنتائج تدوم للأبد (1بطرس 1: 23- 25).

إن كلمة الله تعمل دائمًا لأن الكتاب المقدس يقول أن الله ساهر على كلمته ليجريها. وكلمته لا يمكن أن ترجع إليه بدون نتائج (إرميا 1: 12؛ إشعياء 55: 11).

إن كنت أمينًا في تعليم الناس ما تقوله الكلمة، فسوف تنتج حصادًا وفيرًا في حياة الآخرين. يقول الكتاب، “أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ” (مزمور 107: 20). فهو لا يقول: “أرسل الله مواهبه الروحية وشفاهم وحررهم من تهلكاتهم”. على الرغم من أن الله ربما يختار أن يتحرك بهذه الطريقة في بعض الأحيان.

تحرير مختلي العقل

أريد الآن أن أسرد عدة قصص عن التعامل مع حالات اختلال عقلي، لكي أظهر لك كيف تنطبق ذات المبادئ في كل مرة. لقد لاحظت على وجه الخصوص بشأن التعامل مع مختلي العقل أنهم لو كانوا لا يزالوا واعين ذهنيًا، فيمكنك أن تصل إليهم عن طريق الكرازة بالكلمة.. فيقبلوها ويتحرروا. لكن إن كانت أذهانهم لا تعمل بصورة جيدة، فستحتاج لإظهارات الروح القدس، وإلا لما استطعت أن تساعدهم.. مع العلم أنك لا تستطيع أن تخلق هذه الإظهارات بنفسك.

أحضرت إحدى الأخوات سيدة مختلة العقل إلى واحدة من اجتماعاتي. كانت تلك السيدة المجنونة في انتظار السلطات لتأتي وتودعها في مصحة عقلية. كانت تجلس في الاجتماع وتتصرف مثل طفل صغير.

كانت تقف في منتصف العظة وتقول: “أريد أن أذهب إلى دورة المياه” أو “أريد أن أشرب”. وكانت الأخت التي تصطحبها، تحاول أن تجلسها. في الخدمة الأولى لم تمنح هذه السيدة المجنونة أي انتباه لدرس الكتاب. وفي الاجتماع الثاني كانت تتصرف بذات الطريقة. لكن قبل أن تنتهي العظة، لاحظت أن عينيها كانت مثبتين عليَّ، وكانت تصغي عن قصد. ثم في اليوم الثالث أحضرت معها كتابها المقدس. وأثناء درس الكتاب، كانت تفتح كتابها المقدس وتتابع معي.

ثم أحضرت معها في اليوم الرابع دفتر وكانت تدون ملاحظات. قبل أن تنتهي العشرة أيام مدة الخدمة، كانت قد خلصت وامتلأت بالروح القدس وتكلمت بألسنة واستعادت ذهنها كاملاً. لقد تحررت تمامًا.

أعتقد أننا نستخف أحيانًا بشيء قاله الرسول بولس: “لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ…” (رومية 1: 16). إن إنجيل الرب يسوع المسيح –كلمة الله الحي– هو قوة الله للخلاص. لكن خلاص من أي شيء؟ خلاص من كل ما تحتاج أن تتحرر منه.

لم يضطروا أبدًا أن يودعوا هذه السيدة في مصحة عقلية. وعندما عدت إلى هذا المكان بعد خمس سنوات، كانت لا تزال هذه السيدة وزوجها يواظبان على حضور الكنيسة وكانا مشتعلين للرب. لكن النقطة التي أريد أن أوضحها هي أني لم أصلِ لها أبدًا، ولا وضعت يدي أو أخرجت منها أي شياطين. إذًا ما الذي حرر هذه السيدة؟ إنه إنجيل الرب يسوع المسيح. إن كلمة الله هي قوة الله للخلاص والتحرير والشفاء والنصرة. إنها كلمة الله التي فعلت كل ذلك.

لقد رأيت أشخاصًا يأتون لاجتماعاتي، وكانت أذهانهم مدمرة تمامًا بسبب المخدرات. لكن عندما دخلت كلمة الله إلى قلوبهم وغُرست في أرواحهم، استعادوا أذهانهم بالكامل. والآن لا تزال أذهان هؤلاء الأشخاص صحيحة تمامًا كأي شخص آخر عاقل.

توجد قوة في كلمة الله. وتعليم الكلمة هو أحد الطرق التي يمكنك أن تساعد بها أولئك المختلين عقليًا. لا يهم إذا كانت حالة أذهانهم نتيجة تأثير مباشر أو غير مباشر لقوى شيطانية. فكلمة الله لا تزال تعمل.

استلمت خطابًا من سيدة تقول: “إني في الثامنة والثلاثين من عمري، وقضيت منتصف عمري في مصحة عقلية. ثم أعطاني أحدهم كتاب عنوانه: ’تفكيرك صحيح أم خاطئ‘. فابتدأت بعدها أحصل على المزيد من كتبك واقرأها حتى أستعدت ذهني تمامًا”.

لم يُخرِج أحدهم من هذه السيدة أي شيطان على الإطلاق. وذات الأطباء الذين اقروا أنها ستحتاج دائمًا إلى مصحة عقلية، أعلنوا أنها سليمة وسمحوا لها بالخروج. فمضت وكرست حياتها لمساعدة أولئك الذين في مصحات عقلية.

إذا مزج الناس إيمانهم بكلمة الله وآمنوا بها، فسوف تعمل كلمة الله لأجلهم، بغض النظر عن الأمر الذي يحتاجون التحرير منه. ففي حالات الاختلال العقلي، علِّم أولئك الذين لا تزال عقولهم واعية. اغرس الكلمة فيهم. وإن لبثوا في موضع النصرة في الكلمة، فسوف يتحررون. كيف يقفون في موضع نصرتهم؟ بالإيمان.. بإيمانهم في كلمة الله التي هي قوة الله. علِّمهم أن يطلقوا قوة الله لتعمل لأجلهم بأن يؤمنوا بكلمة الله ويسلكوا بموجبها.

وإن كان روح شرير يمتلك أذهان الأشخاص بالكامل، حتى أنهم غير واعين بالمرة وغير قادرين على الجلوس أمام تعليم كلمة الله، فستحتاج أن تعتمد على الروح القدس ليريك ماذا تفعل. لكن في كل الأحوال، يوجد تحرير في الرب يسوع المسيح.

موهبة الإيمان الخاص

والآن دعني أعطيك مثالاً آخر لشخص مختل العقل. كانت هذه السيدة غير واعية، إلا أنها تحررت عن طريق استعلان موهبة الروح القدس.

لم تكن تلك السيدة مولودة ثانية، وكانت قد فقدت عقلها نتيجة علة جسدية. لم تكن متقدمة في السن، لكنها لم تكن تعرف الرب. في بعض الأحيان يبدو أن البعض يشيخون سريعًا دون حياة الله العاملة فيهم (رومية 8: 11). لقد شاخت في العمر مبكرًا. قال أحد الأطباء أن قدرات ذهنها هي قدرات طفل في الثانية من عمره.

صليت مع زوجتي لهذه السيدة لمدة ساعتين. لم نكن نصارع إبليس أو نحارب قوى شيطانية أو حصون، إنما كنا نتحدث إلى الله. نصلي ونتعبد منتظرين أمامه لنرى إن كان الروح القدس سيعلن عن نفسه ويرينا المشكلة مع هذه السيدة وكيفية التعامل مع موقفها. لم يرينا الروح القدس أي شيء، فقالت في النهاية ابنة تلك السيدة: “تعالي يا أمي، علينا أن نعود الآن”. ساعدت الابنة هذه السيدة لتقوم ووضعت عليها المعطف. ثم بدأت زوجتي أوريثا تتكلم إلى الابنة، فجلست السيدة على الأريكة. فجلست بجوارها ولاحظت أنها تدمدم وتخرج أصواتًا غريبة. كانت هناك نظرات حادة في عينيها كما لو أنها دخلت في نوبة ما.

وبينما كنت جالسًا أراقبها، تحرك بداخلي حنان عميق ومحبة مصحوبة بدموع، حتى أني قلت للرب: “لماذا يا سيد لم أستطع أن أساعد هذه السيدة الغالية؟ لماذا لم أقدر على مساعدتها؟ إن لم أقدر أن أصل إليها وأساعدها لتنقذ، فسوف تذهب إلى الجحيم”.

نحو ذلك الوقت كانت زوجتي قد أنهت حديثها مع الابنة. فالتفتت الابنة لتقيم والدتها وتهزها من كتفيها لتخرجها من النوبة التي دخلت فيها.

قالت الابنة: “هيا يا أمي، علينا الذهاب”. وفجأة طرفت الأم عينيها وأدارت رأسها، ونظرت إليَّ مباشرة. طوال الوقت الذي قضته في منزلنا، ربما لساعتين أو ثلاثة ساعات، لم تكن مدركة لأي شخص ولم تتفوه بأية كلمة مفهومة. لكنها تحولت فجأة إليَّ وقالت: “ألن أتحسن أبدًا؟”

عندما قالت ذلك، شعرت أن شحنة كهربائية صدمتني من الرأس وسرت فيّ. علمت بالتحديد ما هي.. لقد كانت استعلان لموهبة الإيمان الخاص. لقد وضع الروح القدس في روحي موهبة الإيمان الخاص لكي أخدم هذه السيدة المجنونة (1كورنثوس 12: 9). لم يكن إيمانًا عاديًا، أو إيمانًا عامًا.. الإيمان المعروف لنا جميعًا (رومية 10: 17). إنما كان استعلان لواحدة من مواهب الروح، موهبة الإيمان.

هنا نخفق في الأمر بأحيان كثيرة. ففي مثل هذه الحالة، كان يمكنك أن تصرخ وتصيح على إبليس طوال اليوم بالإيمان المعتاد ولا يحدث شيء. أو كان بإمكانك أن تصرخ وتصيح على إبليس من الناحية الطبيعية، ولكنت بهذا أعطيت إبليس مكانًا وسمحت له أن يعمل من خلالك. ففي بعض الأحيان، يتطلب الأمر موهبة إيمان خاصة وعمل الروح القدس، ليأتي التحرير. وإلا لظللت تقول لتلك السيدة المجنونة: “اشفي، اشفي. أيها الذهن اعمل جيدًا”، وتتكلم كما تريد، وسيبقى الشخص مختلاً كما قبل.

لكن في اللحظة التي منحت لي موهبة الإيمان، أجبت هذه السيدة بمسحة الروح القدس: “نعم، سوف تتحسنين.. في اسم يسوع”. لم أشك للحظة أنها كانت ستتحرر إن قلت ذلك. كان هذا هو كل ما قلته، بكل هدوء وبكل بساطة. لم يكن هناك أي مظاهر خارجية ملحوظة على السيدة. ثم أقامت الابنة والدتها ورجعا للمنزل.

بعد مرور حوالي سنتين، جاءت ابنة هذه السيدة لتزورنا. كان أول سؤال سألناه لها: “ماذا حدث لوالدتك؟”

أجابت: “لقد أخذت والدتي إلى المنزل. لم يكن هناك أي تغير في اليوم التالي أو اليوم الذي بعده. لكن في اليوم الثالث، نحو الثالثة بعد الظهر وبسرعة البرق، رجع عقلها كاملاً”.

ثم أكملت الابنة: “لقد تحدثت لوالدتي عن يسوع قبل أن تفقد عقلها، لكنها كانت تقول لي دائمًا: ’لا أؤمن بمثل هذه الأمور. إن أردتِ أن تؤمني لنفسك، فحسنًا. لكن لا تحدثي والدك أو تحدثيني عن يسوع أو الكتاب المقدس فيما بعد‘.

“ظللت أصلي لها، ولم أقل كلمة واحدة مجددًا عن يسوع. لكن اللحظة التي استعادت فيها ذهنها، ركعت على ركبتيها وسلمت قلبها للرب. دخل أبي إلى الحجرة ورأى أمي تتوب وتقبل يسوع مخلصًا، فركع هو أيضًا على ركبتيه وقال: ’صلِ من أجلي. أريد أن أخلُص أنا أيضًا‘. وأعطى قلبه ليسوع”.

لم أُخرِج شيطانًا من هذه السيدة ولم أضع يدي عليها. كل ما فعلته هو أني تبعت قيادة الروح القدس، وتكلمت تحت مسحة روح الله. في الواقع، لقد كان عمل موهبة الإيمان. وأنا قد أطعت الله. لم أحاول أن أعمل شيئًا بنفسي بالجسد.

لقد أعطيت هذه الأمثلة من خدمتي لأوضح أن الله يشفي ويحرر الناس بطرق متنوعة، وجميعها متوافقة مع كلمة الله. كما استخدمت هذه الأمثلة من خدمتي لأوضح أنه لا يمكننا أن نعمل مواهب الخدمة بأنفسنا ولابد أن نعتمد اعتمادًا كليًا على الروح القدس في كل شيء نفعله. إن حاولنا أن نخدم بقواعد ثابتة، سنكون بهذا نعمل بالجسد.. ولن نفشل وحسب، بل وقد نفتح بابًا لإبليس كذلك. إن خدمت بالجسد، ستسقط في النهاية في خداع الشيطان؛ لأن إبليس يعمل في نطاق الجسد والحواس. لذلك التصق بكلمة الله واتبع قيادة الروح القدس، وسوف يقودك روح الله دائمًا في توافق مع كلمة الله.

ابنِ كل ما تفعله على كلمة الله، وليس على الإظهارت الخارقة للطبيعة. إن علَّمت وفقًا لمبادئ الله ووفقًا للمكتوب، ستجد اختبارات تحرير عظيمة؛ ففي النهاية معرفة كلمة الله هي التي تحررنا.

نحن مؤمنون منتصرون

سواء كنت خادمًا للتحرير أو تصلي لأجل المرضى أو ضد إبليس في حياتك، تذكر دائمًا أن إبليس عدو مهزوم. إن كنت مؤمنًا، فأنت جالس مع المسيح الآن في السماويات. إن نصرة يسوع على إبليس هي نصرتك.. لأنك فيه بالفعل.

أين يتمركز سلطان الظلمة؟ في إبليس. لكننا تحررنا من سلطان الشيطان. كما تحتاج أن تتذكر دائمًا أنه مهزوم ومجرَّد من سلطانه.

لهذا السبب لن أحارب إبليس. فإني أسير ببساطة فوقه واضعًا إياه في مكانته الحقيقية؛ لأني مؤمن منتصر.

ليتك تقف وتفكر في هذا الأمر: هل يمكن لشيء أن يمارس سلطانًا على جسدك دون أن يمارس سلطانًا على رأسك؟ لا يمكن أن يحدث ذلك. فكل ما يتعلق برأسك أصبح يتعلق بجسدك.

وحيث أن يسوع المسيح، رأس الكنيسة، قد انتصر على الشياطين والأرواح الشريرة وعلى إبليس نفسه.. فكذلك نحن أيضًا لأننا أعضاء جسده، ونصرته هي نصرتنا. لهذا السبب يجب أن ندعو أنفسنا مؤمنين منتصرين. هذا ما نحن عليه الآن، وليس عندما نذهب للسماء.. بل هنا والآن.

ولأننا تحررنا من سلطان الشيطان، فهو ليس له سلطان على جسد المسيح بأي صورة أو شكل أو هيئة أو طريقة. بل نحن الذين لدينا سلطان عليه في المسيح. لقد أشهر يسوع إبليس علانية بنصرته عليه في الصليب.

حقًا علينا أن نتعامل مع قوى شريرة، لكننا نتعامل معهم ونحن لدينا سلطان عليهم. إذ هم قوى مجرَّدة، ونحن كنيسة منتصرة نتمتع بالنصرة التي حققها يسوع لأجلنا بالفعل. لذلك لا نحتاج أن نحارب إبليس. كل ما علينا فعله هو أن نتصدى له بكلمة الله حتى يهرب منا.

وبدلاً من أن تسود عليك هذه القوى المنزوعة السلاح، فلتسد أنت عليهم. في الحقيقة، لو لم ترى نفسك عاليًا تنظر إلى أسفل عندما تتعامل مع الشيطان، فأنت لست عاليًا بعد بدرجة كافية. اصعد واجلس في السماويات مع المسيح، حيث موضعك الحقيقي كمؤمن منتصر. هلليلويا.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

3 Comments

  1. Naguib Metry

    شكرا لكم . اريد منكم كتاب عن معمودية الروح القدس و التكلم بالسنة

  2. aida

    سلام ونعمه احبائي. موضوع رائع
    سلام ونعمه احبائي. موضوع رائع الرب يبارك خدمتكم. انا محتاجه للتواصل مع اح الخدرام لاستشاره مهمه والصلاه الرب يبارككم واشكركم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$