سألني أحدهم، “ما هو أكثر شيء أكد عليه يسوع أثناء زيارته لك والتي إستمرت ثلاثة ساعات؟”. بدون تفكير, كان أكثر شيء أكد عليه يسوع أثناء زيارته لي هو موضوع هذا الفصل.
قال لي يسوع، “إن خطتي لكل مؤمن في العهد الجديد هو أن يمتلئ بالروح”.
لقد أشرنا سابقاً إلى حقيقة أن مؤمني العهد القديم لم يتمتعوا بسكنى الروح القدس أو الامتلاء به. كان النبي والكاهن والملك وحدهم هم الذين يقومون بعمل خاص ولديهم مسحة الروح. وتلك المسحة لم تكن ساكنه فيهم، إنما كانت تأتي عليهم من حين لآخر. أي، ما ندعوهم “علمانيون” في العهد القديم لم يكن لديهم روح الله ساكناً فيهم أو عليهم. وهذا يعتبر من إحدى الأسباب في كون العهد الجديد أفضل جداً من القديم. لأنه يضمن سكنى روح الله بصورة مستمرة في كل شخص يُولد من جديد.
كما يؤكد العهد الجديد أيضاً على ضرورة أن يمتلئ كل مؤمن بالروح القدس. لقد إستشهد لي يسوع برسالة أفسس 5: 18، 19 وشرح لي كثير من التفاصيل التي سأذكرها في هذا الفصل.
في العهد القديم، كان شعب الرب يعبدون الله بالجسد، لأن الروح القدس لم يكن يسكن فيهم أو حتى يحل عليهم. لذلك كانت عبادتهم عبادة طبيعية تتم من خلال الجسد. مع ذلك، فالعهد الجديد يؤكد على أن تكون العبادة بالروح. لهذا السبب يدعونا الكتاب المقدس أن نمتلئ بالروح القدس ونحافظ على ملء مستمر منه.
والآن، دعونا ننظر إلى ما قاله الروح القدس من خلال بولس الرسول في رسالة أفسس الإصحاح الخامس:
18 لاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ، فَفِيهَا الْخَلاَعَةُ، وَإِنَّمَا امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ
يمكننا أن نقرأ هذا العدد هكذا: “لا تسكروا بالخمر بل إسكروا بالروح..”. هل سكرت بالروح من قبل؟ يمكنك أن تمتلئ بالروح جداً لدرجة أنك تترنح مثل الرجل السكران. فعندما إمتلأ التلاميذ بالروح وإبتدأوا يتكلمون بألسنة بدا عليهم مظهر السكارى.
أعمال 2: 1-4
1 وَلَمَّا جَاءَ الْيَوْمُ الْخَمْسُونَ، كَانَ الإِخْوَةُ مُجْتَمِعِينَ مَعاً فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ،
2 وَفَجْأَةً حَدَثَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ كَأَنَّهُ دَوِيُّ رِيحٍ عَاصِفَةٍ، فَمَلَأَ الْبَيْتَ الَّذِي كَانُوا جَالِسِينَ فِيهِ.
3 ثُمَّ ظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ، وَقَدْ تَوَزَّعَتْ وَحَلَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ،
4 فَامْتَلَأُوا جَمِيعاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ مِثْلَمَا مَنَحَهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.
إن العهد الجديد يربط دائماً بين الإمتلاء بالروح والتكلم بألسنة. كما نرى في سفر الأعمال وبعد عشرة سنوات من إنسكاب الروح القدس على التلاميذ حدثت حادثة أخرى تؤكد أن الكتاب المقدس يربط بين الإمتلاء بالروح والتكلم بالألسنة.
أعمال 10: 44-46
44 وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ، حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ
45 فَدُهِشَ الْمُؤْمِنُونَ الْيَهُودُ لأَنَّ هِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ فَاضَتْ أَيْضاً عَلَى غَيْرِ الْيَهُودِ
46 إِذْ سَمِعُوهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ، وَيُسَبِّحُونَ اللهَ .
كما نرى في سفر الأعمال إصحاح 19، عندما وضع بولس يديه على مؤمنين أفسس ابتدأوا يتكلمون بألسنة.
أعمال 19: 1-6
1 وَبَيْنَمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ وَصَلَ بُولُسُ إِلَى أَفَسُسَ، بَعْدَمَا مَرَّ بِالْمَنَاطِقِ الدَّاخِلِيَّةِ مِنَ الْبِلاَدِ. وَهُنَاكَ وَجَدَ بَعْضَ التَّلاَمِيذِ،
2 فَسَأَلَهُمْ: «هَلْ نِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ عِنْدَمَا آمَنْتُمْ؟» أَجَابُوهُ: «لاَ! حَتَّى إِنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ بِوُجُودِ الرُّوحِ الْقُدُسِ!»
3 فَسَأَلَ: «إِذَنْ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ قَدْ تَعَمَّدْتُمْ؟» أَجَابُوا: «عَلَى أَسَاسِ مَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا!»
4 فَقَالَ بُولُسُ: «كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ، وَيَدْعُو الشَّعْبَ إِلَى الإِيمَانِ بِالآتِي بَعْدَهُ، أَيْ بِيَسُوعَ».
5 فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا تَعَمَّدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.
6 وَمَا إِنْ وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَتَّى حَلَّ عَلَيْهِمِ الرُّوحُ الْقُدُسُ، وَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى وَيَتَنَبَّأُونَ.
عندما يضع أحدهم يده عليك لتمتلئ بالروح القدس لا تحاول أن تتكلم بلغتك المعتادة أو تشكر الرب أو تصيح أو تهلل بلسان عادي. فهذا يعيق عمل الروح القدس الذي يعطيك النطق الخارق للطبيعي بالألسنة. إذ ينبغي عليك أن تخضع نفسك للروح القدس حتى يستطيع أن يكمل عمله.
على سبيل المثال، عندما أصلى للبعض لأجل الإمتلاء بالروح القدس يبدأون في الصياح والتهليل بلغتهم المعتادة. وهكذا يعيقون الروح القدس ويحرمون أنفسهم من التكلم بألسنة. إن التهليل والصياح جيد في وقته لكن ليس في هذه الحالة. فعندما نصلى لأجل الإمتلاء بالروح القدس علينا أن نخضع له حتى نستطيع أن نتكلم بألسنة. ففي جميع أمثلة العهد الجديد كان أولئك الذين يمتلئون بالروح القدس يتكلمون بألسنة دائماً.
أفسس 5: 18، 19
18 لاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ، فَفِيهَا الْخَلاَعَةُ، وَإِنَّمَا امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ
19 مُحَدِّثِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَنَاشِيدَ رُوحِيَّةٍ، مُرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ بِقُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ
نلاحظ أن المفتاح لهذا الشاهد: “إمْتَلِئُوا بِالرُّوحِ”. كان المؤمنين في أفسس قد قبلوا بالفعل الإمتلاء بالروح القدس من خلال خدمة بولس, كما نرى في أعمال 19: 1-6. لكنه بعد سنوات يكتب إليهم عن الإمتلاء بالروح. فما الذي كان يقصده بذلك؟ ألم يسبق لهم أن إختبروا الإمتلاء بالروح القدس؟
قبل أن أجيب عن هذا السؤال أريد أن أوضح شيء من حياتي الشخصية. إن أكثر الصفحات التي بُليت من كثرة الإستخدام في جميع الكتب المقدسة التي حصلت عليها كانت الرسائل. لماذا؟ لأن الرسائل هي الخطابات التي كُتبت لي. إن الأناجيل الأربعة لم يُكتبوا لي, إنما كُتبوا لأجلى. كذلك العهد القديم, لم يُكتب لي إنما لأجلى. فما الفرق؟
كل رسالة من رسائل العهد الجديد قد كُتبت لي ولك. لقد كُتبوا خصيصاً لأجل المؤمنين – جسد المسيح. فالرسائل هي ذلك الجزء من الكتاب المقدس الذي عشت فيه كل تلك السنوات. لقد كنتُ مشتاقاً لأكتشف ما يقوله الله للكنيسة على وجه الخصوص. إنني لستُ مهتماً بما يقوله عن اليهود لكني مهتم بما يقوله لي.
ستجد الروح القدس في الرسائل يؤكد على ضرورة الإمتلاء بالروح. لقد طلب بولس من أهل أفسس – الذين سبقوا وإمتلأوا بالروح في أعمال 19 أن يمتلئوا بالروح. في البداية، ربما يبدو ذلك متناقضاً. فعندما تدرك جيداً ما كان بولس يعنيه من هذا الشاهد ستجد إنه كان يقصد شيئاً أكثر من مجرد الإمتلاء بالروح القدس مع إختبار التكلم بألسنة, الذي سبق لهم أن إختبروه بالفعل.
يخبرنا معلمو اللغة اليونانية أن الترجمة الحرفية لأفسس 5: 18 تقول, “.. حافظوا على ملء مستمر من الروح القدس”. كان بولس يشجع المؤمنين أن يحافظوا على ملء مستمر من الروح القدس, والذي سبق لهم أن إمتلأوا منه بالفعل- من خلال التكلم المستمر بالألسنة. بمعنى آخر، ينبغي أن يحافظوا على حالة مستمرة من الإمتلاء بالروح والتكلم بلغة خارقة للطبيعي لكي يكونوا ممتلئين بالروح دائماً.
كما إنه من الملفت للإنتباه أن بولس كان يكتب إلى كنيسة أفسس بأكملها وليس للخدام أو الأشخاص البارزين وحسب. بمعنى آخر, على كل مؤمن أن يحافظ على ملء مستمر من الروح القدس ويعبد الله بالروح. والطريقة التي نحافظ بها على ملء مستمر من الروح وسلوك دائم في الروح هو عن طريق التكلم بلغة فائقة للطبيعي بالألسنة. هذه هي إحدى صور العبادة في العهد الجديد.
من الفوائد العديدة للتكلم بألسنة (اللغة الإلهية الفائقة للطبيعي) هو إننا عن طريقها نستطيع أن نعظّم ونعبد الله بطريقة أفضل بكثير مما نفعله بلغتنا العادية. يقول الكتاب في سفر الأعمال 10: 46, “إِذْ سَمِعُوهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ، وَيُسَبِّحُونَ اللهَ “. ثم مضى بولس يذكر العديد من المظاهر الأخرى للإمتلاء بالروح القدس في رسالة أفسس5: 19.
المزامير, والتسابيح, والأغاني الروحية
ليتك تنتبه جيداً للشاهدين التاليين وتلاحظ كيف يرتبط النطق الفائق للطبيعي, الذي يعطيه الروح القدس للمؤمن, بالعبادة “للرب”.
أفسس 5: 18، 19
18 لاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ، فَفِيهَا الْخَلاَعَةُ، وَإِنَّمَا إمْتَلِئُوا بِالرُّوحِ
19 مُحَدِّثِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَنَاشِيدَ رُوحِيَّةٍ، مُرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ بِقُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ
كذلك يعتبر كولوسى3: 16 هو شاهد مماثل لأفسس5: 18 وهو من إحدى الشواهد التي تتكلم بصورة رائعة عن تقديم العبادة للرب.
16 لِتَسْكُنْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ فِي دَاخِلِكُمْ بِغِنًى، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ، مُعَلِّمِينَ وَوَاعِظِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضَاً، مُرَنِّمِينَ بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَنَاشِيدَ رُوحِيَّةٍ فِي قُلُوبِكُمْ لِلهِ، رَافِعِينَ لَهُ الْحَمْدَ
كان بولس يوجه كلامه لكل مؤمن عندما قال إنه ينبغي علينا أن يكلم كل واحد نفسه بمزامير وتسابيح وأغاني روحية. نحتاج أن نتكلم لأنفسنا بهذه الكلمات الخارقة للطبيعي في صلاتنا الشخصية وفى تواصلنا مع الله.
أحياناً كثيرة يعطيك الله مزمور في فرصة صلاتك الشخصية يكون غرضه فائدتك الشخصية وحسب. فالمزمور هو نشيد أو قصيدة روحية، قد تكون مقفاة أو لا، لكن يظل بها عنصر الشعر. إعتدت أحياناً أن أجلس وحدي أثناء الليل في هدوء تام وتظل هذه التسابيح تفيض مني.
لدينا مائة وخمسين مزمورًا في العهد القديم كان روح الله هو الملهم وراءها، وهـي بركـة لنـا
لأنها مزامير ممسوحة بالروح. فكثير من مزامير داود قد أُعطيت له بينما كان يجتاز خلال تجارب ومحن. كانت له، وباركته وشجعته. فالمزمور يمكن أن يُقرأ أو يُرتل، وقد رتل اليهود بعضًا منها.
كان هناك دومًا أغنية روحية أو ترنيمة تُغنى. نادرًا ما أرنم، إلا إن كان بالألسنة، لأني لست مرنمًا. ( قال بولس: “أُصَلِّي بِالرُّوحِ… أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ”، أي بالألسنة.) عادة ما أتكلم بمزامير. وزوج ابنتي “بدي هاريسون” يرنم ما يعطيه إياه روح الله من تسابيح وأغاني روحية في حينه.
التسبيح هو لحن ترنيم وعبادة موجه مباشرة لله.
الترنيمة الروحية هي أغنية تتضمن إعلان الكلمة الذي يعطيك إياه روح الله أثناء تأملك في كلمة الله: “لِتَسْكُنْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ فِي دَاخِلِكُمْ بِغِنًى، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ، مُعَلِّمِينَ وَوَاعِظِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضَاً، مُرَنِّمِينَ بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَنَاشِيدَ رُوحِيَّةٍ فِي قُلُوبِكُمْ لِلهِ، رَافِعِينَ لَهُ الْحَمْدَ” (كولوسى3: 16). هذا لا يعني بالضرورة كلمة الله المكتوبة, لأنه في ذلك الوقت لم يكن العهد الجديد مكتوباً بين أيديهم. لكنه يتضمن كلمة الله التي يحضرها لك روح الله والتي ربما تكون شاهداً أو كلمة تشجيع أو كلمة نصح.
كثيرون يقرأون أفسس5: 18، كولوسى3: 16 ويفسرون هذه الشواهد في ضوء نظرتهم الشخصية. فاعتقدوا أن المقصود بها هو الترانيم المدونة في كتاب الترنيم والتسبيح الخاص بكنائسهم. مع ذلك، فهذا الشاهد لا يمكن أن يعنى هذا لأنه في الوقت الذي كتب فيه بولس هذا الكلام لم يكن لديهم كتاب ترنيم!
عندما يتكلم الكتاب عن المزامير والتسابيح والأغاني الروحية، فهذا لا يعنى الأناشيد التي تأخذها من كتاب الترانيم. فمعظمها قد تم تأليفها بعدم إيمان، وغير مستوحاة بالروح القدس. إنما الكتاب يتكلم عن شيء يعطيك إياه روح الله إرتجالاً. فهو يقصد الترانيم والتسابيح والأغاني الروحية التي يعطيك إياها الروح القدس مباشرة من السماء. وهى لابد أن تتوافق مع المكتوب لأن أي شيء يعطيه الروح القدس لابد أن يكون كتابي.
أوضح يسوع أن هذا النطق الخارق للطبيعي هو واحد من صور العبادة في العهد الجديد. فالعبادة الحقيقية لابد وأن تكون في الروح والحق.
بمجرد أن تمتلئ بالروح القدس وتتكلم بألسنة، عليك أن تستمر في التكلم بهذه اللغة الخارقة للطبيعي. فالكتاب المقدس في رسالتي أفسس 6: 18، 19، كولوسى3: 16 يتكلم عن النطق الفائق للطبيعي الذي يعطيه الروح القدس للتو من خلال روح النبوة. فالتنبؤ هو من إحدى مظاهر إستعلان الروح القدس (1كورنثوس12: 10).
ما هي النبوة؟
النبوة هي نطق موحى بالروح القدس بلسان معروف. وتُعرَّف موهبة النبوة البسيطة كالآتي: “أَمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ، فَهُوَ يُخَاطِبُ النَّاسَ بِكَلاَمِ الْبُنْيَانِ وَالتَّشْجِيعِ وَالتَّعْزِيَةِ” (1كورنثوس14: 3). لا ينبغي أن يتداخل مفهوم النبوة البسيطة مع موهبة وخدمة النبي، التي تتضمن في كثير من الأحيان إعلان يتعلق بالمستقبل فيما يُعرف بكلمة الحكمة.
تقول رسالة كورنثوس14: 31، “تشَوَّقُوا إِلَى التَّنَبُّوءِ..”. بمعنى آخر, على جميع المؤمنين أن يتنبأوا. فكل مؤمن ينبغي أن يتكلم إلى نفسه بمزامير وتسابيح وأغاني روحية أثناء صلاته الشخصية. فهذه هي إحدى صور عمل موهبة النبوة. (يعتقد البعض أنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ ما لم يصعد على منبر في الكنيسة ويقدم رسالة جماعية. لكن هذا ما هو إلا التطبيق الأقل شيوعاً لهذه الموهبة).
إنني أتكلم دائماً إلى نفسي بمزامير في فرصة صلاتي الشخصية. فأحياناً كثيرة أظل مستيقظاً لساعة أو اثنتين في منتصف الليل وأنا أتكلم لنفسي بمزامير. وأحيان أخرى أظل الليل كله أتكلم إلى نفسي بمزامير.
يستطيع الشخص أن يتكلم بمزامير وأغانىي روحية على مستوى الاجتماع العام إن أُتيحت فرصة لذلك. دعونا ننظر مرة أخرى إلى رسالة كولوسي 3: 16 : لِتَسْكُنْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ فِي دَاخِلِكُمْ بِغِنًى، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ، مُعَلِّمِينَ وَوَاعِظِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضَاً، مُرَنِّمِينَ بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَنَاشِيدَ رُوحِيَّةٍ فِي قُلُوبِكُمْ لِلهِ، رَافِعِينَ لَهُ الْحَمْدَ”. هكذا يتضح أن المزامير والتسابيح والأغاني الروحية يمكن أن تُستخدم في الاجتماع العام لنصح وتعليم الآخرين.
لننـظـر الآن إلـى مـا كتبـه بولـس لكنـيسـة كـورنثـوس: “كُلَّمَا تَجْتَمِعُونَ مَعاً، سَيَكُونُ لِكُلٍّ مِنْكُمْ
مَزْمُورٌ، أَوْ تَعْلِيمٌ، أَوْ كَلاَمٌ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ، أَوْ إِعْلاَنٌ، أَوْ تَرْجَمَةٌ. فَلْيَتِمْ كُلُّ شَيْءٍ بِهَدَفِ الْبُنْيَانِ” (1كورنثوس14: 26). كم واحد ينطبق عليه هذا الشاهد؟ كل فرد! السبب في أن كل عضو في الكنيسة المبتدئة كان لديه مزمور أو أغنية أو قصيدة روحية هو لأنهم كانوا يتكلمون لأنفسهم أولاً بهذه المزامير في فرصة صلاتهم الشخصية.
فوائد التكلم بمزامير وتسابيح وأغاني روحية :
1. يجعلنا نتواصل مع الله بصورة حقيقية ونعبده في الروح والحق.
2. يُعد وسيلة للتثقيف الروحي: يقدم لنا تشجيع مستمر ويساعدنا على بناء أنفسنا في الرب.
3. إنها وسيلة تفصلنا عن العالم بفساده وتجعلنا مدركين دائماً لحضور الله في داخلنا. فعندما نعيش مدركين لحضوره بداخلنا بصورة مستمرة فسوف ينعكس ذلك على طريقة معيشتنا.
إنها خطة الله لكل مؤمن أن يمتلئ بالروح القدس ويحافظ على ملء مستمر منه من خلال التكلم إلى نفسه بمزامير وتسابيح وأغاني روحية.
ربما يقول أحدهم، “لكنني لا أعرف كيف أفعل ذلك. فلم أختبر شيئاً كهذا من قبل. كيف يمكنني أن أدخل إلى هذا المناخ الروحي؟”
أنهض موهبة الروح القدس التي بداخلك
لقد إمتلأ مؤمنون كثيرون بالروح القدس وإختبروا التكلم بألسنة، لكنهم منذ ذلك الحين لم يتكلموا مرة أخرى بألسنة إطلاقاً. لقد إمتلأوا ذات مرة لكنهم لم يحافظوا على إختبارهم متجدداً ومنتعشاً. لم يطيعوا التوجيه الهام المذكور في أفسس 5: 18 “لاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ، فَفِيهَا الْخَلاَعَةُ، وَإِنَّمَا امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ”.
قال لي البعض، “لكني لا اعلم إن كان يمكنني أن أتكلم مرة أخرى أم لا”.الإجابة: بعدما إمتلأت بالروح القدس فهو لا يزال ساكناً فيك. فهو ذلك الشخص الذي يعطيك النطق للتكلم بألسنة. كل ما تحتاج فعله هو أن تنظر إليه وتتوقع منه أن يعطيك كلمات لتنطقها. وبعد ذلك, إخضع له.
بمعنى آخر، عليك أن تنهض موهبة الله التي نلتها في روحك.
نلاحظ أن الكتاب المقدس يتكلم عن هذا الموضوع على وجه التحديد:
2 تيموثاوس1: 6
6 لِهَذَا السَّبَبِ أُنَبِّهُكَ أَنْ تُلْهِبَ نَارَ مَوْهِبَةِ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ عَلَيْكَ.
تقول الترجمة الموسعة Amplified لهذا الشاهد: “لأجل ذلك أذكرك بأن تنهض [تشعل, توهج، تنفخ اللهب, تظل مشتعلاً] موهبة الله الثمينة [لتلك النار الداخلية] التي فيك بوضع يدي..”.
ما هي تلك الموهبة التي يتكلم عنها بولس هنا؟
هناك تطبيقان لهذه الكلمة: التطبيق الأول نجده بوضوح في رسالة تيموثاوس الأولى 4 14:
1 تيموثاوس 4: 14
14 لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الْخَاصَّةَ الَّتِي فِيكَ وَالَّتِي أُعْطِيَتْ لَكَ بِالتَّنَبُّوءِ وَوَضْعِ الشُّيُوخِ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْكَ
يشير بولس في العدد السابق إلى موهبة الخدمة التي يعطيها الله للبعض عندما يفرزهم ويخصصهم للخدمة. على سبيل المثال، نقرأ في سفر الأعمال 13: 2، “فَبَعْدَمَا صَامُوا وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا أَيْدِيَهُمْ أَطْلَقُوهُمَا”. لقد نال بولس وبرنابا موهبةً من الروح القدس عندما اُفرزا للخدمة.
أما التطبيق الثاني لهذه الموهبة فهو يشير إلى عطية الإمتلاء بالروح القدس. فكثيراً ما يُشار لهذا الإختبار على أنه موهبة. فعندما وضع بولس يديه على تيموثاوس إمتلأ بالروح القدس. وهذا التطبيق هو المقصود به في 1 تيموثاوس1: 6.
2 تيموثاوس 1: 6
6 لِهَذَا السَّبَبِ أُنَبِّهُكَ أَنْ تُلْهِبَ نَارَ مَوْهِبَةِ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ عَلَيْكَ.
نرى هنا وصية بولس لما يحتاج تيموثاوس أن يفعله. فهو يوصيه بأن “تُلْهِبَ نَارَ مَوْهِبَةِ اللهِ “.
تحتاج أن تنهض الروح القدس الذي بداخلك. ويمكنك فعل ذلك من خلال الصلاة بألسنة, ثم بعدها تبدأ تتكلم لنفسك بمزامير وتسابيح وأغاني روحية (أفسس5: 19). هذه هي الطريقة التي ندخل بها إلى عبادة العهد الجديد.
إن كان التكلم بمزامير وتسابيح وأغاني روحية هو خطة الله لكل مؤمن في ظل العهد الجديد، أفلا ينبغي علينا أن نجتهد لنعيش هذه الخطة؟ بالنسبة لي، فقد إخترت أن أعيش حياة ترضى الله. إخترت أن اتبع خطته وليس خططي. إخترت أن أتمتع بملء ما أعده لي. فماذا عنك؟
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.