القائمة إغلاق

القيامة: حب وقوة يسوع The Resurrection: Jesus’ Love & Power

قوة القيامة

  • تأمل في محبته

“أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ.” (1يو1:3)

تأمل ودقق النظر وركز في محبة الله الآب، فالرب يسوع قد أظهر أقصى حب للبشرية بموته وقيامته.

  • سفر أشعياء: الأصحاح الثالث والخمسون

“مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.  مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.” (اش53)

تعامل مع موت يسوع أنه ليس أمر عام بل خاص بك لأن ثمنك هو ثمن يسوع شخصياً وقوة الله استعلنت لك؛ لذلك اكتشف قوة الله (اليد الإلهية) التي تمت لك في الخلاص والتي تدخلت لانقاذ البشرية.

“مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟”: الرب شمر عن ذراعيه ليُظهر قوته فيتسائل اشعياء من ضخامة الأمر الذي يفوق العقل البشري من يُصدق ذلك؟! واظهار قوة الله يعني حل مشكلة الخطية.

“لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا”: يقصد هنا بالاحزان كل أنواع الآلام وكل أنواع الأمراض كما قيل في مت17:8 ” لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: «هُوَ أَخَذَ أَسْقَامَنَا وَحَمَلَ أَمْرَاضَنَا” انها اتمام لنبوة اشعياء واﻻحزان هي كل ما ينتج عن الخطية وإذا كنت ﻻ ترى قوة الله في حياتك هذا ﻷنك تدرك الحق الكتابي وما صنعه هذا اﻻله فيك وحينما تُدرك ذلك لن تكون متمحوراً حول ذاتك.

“تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ”: التأديب هو العقوبة التي أخذها الرب يسوع عنك لتنعم أنت بالسلام وتحيا حياة بها سلام داخلي ووفرة وشفاء وحماية إلهية وحرية من الخطية. فلا تعتقد أن الله سيُظهر قوته في مواقف حياتك لأنه بالفعل أظهر قوته لك في موت وقيامة يسوع وحينما تلجأ للحلول البشرية دون اﻻهتمام بالكلمة أنت بذلك تقول للرب “أنا لا أهتم بما فعلته وهو غير كافي لحل مشاكلي” وحينما لا تصدق الرب أنت تهينه كما قال الرب لموسى “وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «حَتَّى مَتَى يُهِينُنِي هَذَا الشَّعْبُ وَحَتَّى مَتَى لا يُصَدِّقُونَنِي بِجَمِيعِ الآيَاتِ التِي عَمِلتُ فِي وَسَطِهِمْ؟” (عد11:14) وكذلك من يتحدث بألم عن ظروف حياته هو يستهين بالرب لأنه يراه غير قدير ليقف معه وهو لا يدري أنه يهين الرب.

 (10) “أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ.”: مسرة الآب هو أنت فهو أراد أن يرى جيل يحمل الطبيعة الإلهية ليكون هو بكراً بين أخوة كثيرين فهو أول من أخذ الطبيعة الإلهية حتى يعطيها للإنسان الذي خلقه من البداية ليكون شريك في الطبيعية الإلهية؛ لذلك حينما تعبد الرب فكر في هذا الحق أنك صرت شريك في الطبيعة الإلهية وتأمل في محبته لك لأن الرب يسوع أحبك أقصى محبة يمكن أحد أن يحبها لغيره. فالذي صنعه الرب ضخم جداً؛ لذلك وأنت تتأمل في عمل الرب انتبه لقوة القيامة التي صارت فيك ﻷنك قبلت الرب يسوع وولدت من الله وهنا أنت مفعول به.

  • سرعة موت الرب يسوع

 “وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟”(أش8:53) يتسائل هنا ويتعجب من موته في هذا السن الصغير!

“وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ إِذْ كَانَ الاِسْتِعْدَادُ – أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ (يوم الأجازة)  -جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ مُشِيرٌ شَرِيفٌ وَكَانَ هُوَ أَيْضاً مُنْتَظِراً مَلَكُوتَ اللَّهِ فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ.  فَتَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ أَنَّهُ مَاتَ كَذَا سَرِيعاً. فَدَعَا قَائِدَ الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ: «هَلْ لَهُ زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟” (مر42:15›44)

مات الرب يسوع سريعاً حتى أن بيلاطس البنطي تعجب من ذلك وحدث ذلك بسبب أنه وضع عليه خطايا العالم كله ككتلة واحدة وبسبب ثقل الخطية التي وضعت عليه حتى أن يوحنا المعمدان قال “هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ.” (يو29:1) وشُبه أيضاً بالحية النحاسية التي هي إبليس؛ لذلك أُخذ سريعاً من الأرض فهو قبل أن يسقط في أقذر مكان في الأرض.

أخذ الرب يسوع الخطية التي هي روحية وليست جسدية ولكنها تؤدي إلى ثمار جسدية وحينما قال الرب يسوع في بستان جسثيماني “يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ” (لو42:22) هنا هو أسلم إرادته وأخضعها لإراة الآب التي كان يعرفها وهي الصليب.

نزل الرب يسوع روحاً ونفساً إلى أقسام اﻷرض السفلى وتم التعامل معه كخاطي وكان أنبياء العهد القديم يشاهدون ذلك وقصة الغني ولعازر توضح لنا أن هناك أقسام في الجحيم.

  • الرب يسوع يرى الجمال الإلهي في الموقف

“لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هَذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ (حركة في الروح وليس خوف) وَشَهِدَ وَقَالَ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي. فَكَانَ التّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ.  وَكَانَ مُتَّكِئاً فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ (يوحنا الحبيب) كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ. فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ مَنْ هُوَ؟  أَجَابَ يَسُوعُ: «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ.  وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه  لأَنَّ قَوْماً إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئاً لِلْفُقَرَاءِ. فَذَاكَ لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلْوَقْتِ. وَكَانَ لَيْلاً.  فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ يَسُوعُ: «الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللَّهُ فِيهِ.” (يو21:13›31)

هذه أواخر مراحل تعاون يهوذا الأسخريوطي مع ابليس، فهو قد خطط سابقاً لكي يُسلم الرب يسوع وكان يبحث عن فرصة ليفعل ذلك ولكن نرى الرب يسوع يقول له بجراءة “مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ” كأنه يقول له أنا لست خائفاً ومستعداً للمواجهة كما ركض داود إلى جليات “وَرَكَضَ نَحْوَ الصَّفِّ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّ” (1صم48:17) وهنا لم يرثي لحاله أو خاف من شيء بل رأى الجمال الإلهي الذي سيحدث حتى انه قال لهم “الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللَّهُ فِيهِ” اي ستروا المجد الآن؛ لذلك دائماً انظر للجمال الإلهي في اي ظروف صعبة تجتاز فيها وهذه هي قوة الله التي تظهر في حياتك.

  • لم يتمسك الرب يسوع بمكانته كإله

“فَإِنْ كَانَ وَعْظٌ (تشجيع) مَا فِي الْمَسِيحِ. إِنْ كَانَتْ تَسْلِيَةٌ (تعزية) مَا لِلْمَحَبَّةِ. إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي الرُّوحِ. إِنْ كَانَتْ أَحْشَاءٌ وَرَأْفَةٌ، فَتَمِّمُوا فَرَحِي حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْراً وَاحِداً وَلَكُمْ مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفْتَكِرِينَ شَيْئاً وَاحِداً، لاَ شَيْئاً بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضاً. فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضاً: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.” (في1:2›11)

“لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ”: اي لم يتمسك بشراسة أو بشدة بمكانته كإله ولم يعتبر هذه المكانة ولم يكن متمحوراً حول نفسه أو أنانياً لكنه تنازل عن المجد وطالما هو فعل ذلك أنت تستطيع أن تفعل مثله ولا تعتبر نفسك ولا تهتم بأمورك الشخصية بل يصير الأخرين هم الأولوية لديك وتفكر في الأخرين كما لم يفكر هو في نفسه بل فكر فيك أنت وتنازل أقصى تنازل حتى وصل أنه صار لعنة كما تقول الكلمة في غل13:3 “مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ”.

نزل الرب يسوع إلى الهاوية إلى عقر دار إبليس وذاق العذاب في هذا المكان وقبل أن يتدنى لهذا المستىوى وفي هذه اللحظة تفتحت القبور وهناك من رأى أناس من العهد القديم ﻷن الخالق الذي تنتبه له كل المخلوقات وصل لمرحلة التدني من أجل البشر، فهو لم يتمحور حول ذاته ولم ينظر إلى كرامته حينما تفعل خطية لأنه ﻻ يفكر في نفسه ولا يتضايق منك حينما تُخطئ بل هو نزل إلى أقصى مراحل الموت لكي ﻻ تذوق أنت الموت؛ لذلك لابد أن تعرف من هو يسوع من الكلمة وليس من تخميناتك أو مشاعرك فهو يفكر فيك دائماً؛ لذلك قال بولس الرسول ﻻ تفكر في نفسك بل فكر في اﻷخرين وإذا ادركت محبته لك ستتوقف عن التفكير في نفسك.

  • أنت مولود من الله ولست في عهد معه

“وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ.” (2كور15:5)

حينما قبلت يسوع رب وسيد أنت لم تعد ملك نفسك؛ لذلك لا يوجد ما يسمى بتجديد لأنك لست في عهد يحتاج إلى تجديد بل أنت ولدت منه، فأناس العهد القديم كانوا في عهد مع الله ونحن نتاج هذا العهد “أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الأَنْبِيَاءِ وَالْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ بِهِ اللهُ آبَاءَنَا قَائِلاً لِإِبْراهِيمَ: وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ” (أع25:3) والكنيسة ليست عروس المسيح بل هي جسد المسيح أنت صرت واحد معه ولحم من لحمه وعظم من عظامه ” أَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ” (أف30:5)

  • معركة في القبر وهزيمة للموت

“لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذاً مَاتُوا.” (2كور14:5)

كون الرب يسوع مات روحياً وأبدياً وجسدياً ولذلك يقول في أش9:53 “وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ” التي تأتي في اللغة العبرية “ميتات” وأيضاً قال الرب يسوع عن نفسه “وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ.” (رؤ18:1) وطالما هو مات من أجلك فأنت مت وبنفس المبدأ إذا قام من أجلك فأنت قمت وإذا صعد إلى السماء من أجلك فأنت صعدت معه وإذا جلس عن يمين الآب من أجلك فأنت أيضاً جلست عن يمين الآب ولذلك يقول في أف6:2 “وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ،”. إدرك أن مملكة النور والظلمة ترى أن كل ما فعله يسوع نسب لك وترتعب مملكة الظلمة من الشخص الذي يدرك هذا الحق.

كان كل خاطي ينزل إلى الهاوية يركع أمام لوسيفر لأنه متكبر ويريد أن يركع له الجميع وحينما نزل الرب يسوع إلى الهاوية إلى عقر دار إبليس وتواجه مع مملكة الظلمة حاولت اﻷرواح الشريرة أن تجعله يركع أمام لوسيفر ولكنه رفض ونفضهم من على اكتافه “إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ اشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ.” (كو15:2)، ودخل في معركة معه انتهت بانتصاره وكان يشاهد ذلك كل مؤمنين العهد القديم، فهو دخل في اللا زمان وكأنه قضى اﻻبدية هناك وسبى وحرر كل ما جمعه ابليس من غنائم وحرر مؤمنين العهد القديم الذين فرحوا باختراق هذا المكان الذي صار حراً منه وبذلك تمت المصالحة بين الأرض والسماء لأن الأرض انفصلت عن السماء بعد السقوط ولكن الآن لا يوجد فاصل بين السماء والأرض أو الأمور الروحية والأرضية.

  • بموته أباد الموت

“فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ. لأَنَّهُ حَقّاً لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ.” (عب14:2›16)

الموت هو كيان قد أباده الرب يسوع بعد أن اشترك في البشرية واجتاز فيه من أجلك وهو لم يفعل ذلك مع الملائكة ووجد هذا الكيان (الموت) للقضاء على إبليس ولكن إبليس استغله ليُميت الكثيرين؛ لذلك قانون الموت ﻻ يعمل فيك الآن بل قانون الحياة والقيامة وأنت ﻻ تنتظر شيء يُشعلك وأنت تصلي لكنك فقد تُذكر نفسك بالحق.

  • شَرِكَةَ آلاَمِهِ

“بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضاً خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ وَأُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ، الْبِرُّ الَّذِي مِنَ اللهِ بِالإِيمَانِ. لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهاً بِمَوْتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ. لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً، وَلَكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضاً الْمَسِيحُ يَسُوعُ. أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلَكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ (الهدف) لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ فَلْيَفْتَكِرْ هَذَا جَمِيعُ الْكَامِلِينَ (الناضجين) مِنَّا، وَإِنِ افْتَكَرْتُمْ شَيْئاً بِخِلاَفِهِ فَاللهُ سَيُعْلِنُ لَكُمْ هَذَا أَيْضاً. وَأَمَّا مَا قَدْ أَدْرَكْنَاهُ، فَلْنَسْلُكْ بِحَسَبِ ذَلِكَ الْقَانُونِ عَيْنِهِ، وَنَفْتَكِرْ ذَلِكَ عَيْنَهُ. كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي مَعاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ، وَلاَحِظُوا الَّذِينَ يَسِيرُونَ هَكَذَا كَمَا نَحْنُ عِنْدَكُمْ قُدْوَةٌ. لأَنَّ كَثِيرِينَ يَسِيرُونَ مِمَّنْ كُنْتُ أَذْكُرُهُمْ لَكُمْ مِرَاراً، وَالآنَ أَذْكُرُهُمْ أَيْضاً بَاكِياً، وَهُمْ أَعْدَاءُ صَلِيبِ الْمَسِيحِ، الَّذِينَ نِهَايَتُهُمُ الْهَلاَكُ، الَّذِينَ إِلَهُهُمْ بَطْنُهُمْ (رغباتهم البشرية) وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ. فَإِنَّ سِيرَتَنَا (جنسيتنا) نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضاً نَنْتَظِرُ مُخَلِّصاً هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،” (في8:3›20)

أدرك بولس الرسول أن مكانته في المسيح لأن المسيح مكان هو مدينة الله وهو ذات الله؛ لذلك هويتك لا تُحدد بالبلد التي ولدت فيها أو الشهادة التي حصلت عليها.

“وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ”: اي الاشتراك في آلام الخدمة وأن تعرفه هو شخصياً وتخدمه وتشترك في آﻻم الخدمة حتى إذا وصل الأمر بك أن تموت من أجل أخواتك كما تنازل الرب يسوع إلى أقصى مرحلة وهي الموت؛ لذلك لا يسر قلب الآب أن تبكي على آﻻم المسيح أو تُعذب نفسك حتى تشترك في آﻻمه بل ما يسر قلبه أن يرى نسلاً اي يراك أنت تحيا له وفي قصده ومشيئته وأن تستفيد بما فعله من أجلك وﻻ تحيا لذاتك.

“لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً، وَلَكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضاً الْمَسِيحُ يَسُوعُ”: يوضح بولس الرسول أنه يسعى لكي يصل للمكان الذي أراده الله أن يكون فيه وهذا هو الهدف الذي أتى خصيصاً من أجله.

“فَإِنَّ سِيرَتَنَا (جنسيتنا) نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ”: طالما صارت جنسيتك سماوية فلا تفكر في الأمور الأرضية بل فكر في كل ما هو سماوي وتأمل في المجد دائماً الذي لك لأنك حينما قبلت يسوع رب وسيد على حياتك صارت جنسيتك سماوية وإدرك أن السلوك بالجسد يجعلك غير مشتعل روحياً “وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً” (2كور14:2)؛ لذلك اشعل روحك عن عمد وتفاعل مع الكلمة بروحك.

  • الاستفادة من قوة القيامة

اﻻستفادة من القيامة هو أن تحيا حياة القيامة والانتصار على الموت في اﻷرض لأن صعوده جعل لك جنسية سماوية اي جعل روحك سماوية وجلوسه جعل لك التسيد والسلطان  ولذلك أنت ﻻ تحيا لنفسك وإذا فعلت ذلك تسير بعقلية مختلفة عن ملكوت الله.

لم يحزن الرب يسوع ﻻي سبب حتى وهو يُضرب ويُهان وهو حامل للصليب قال لهم: “يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ” (لو28:23) فهو ﻻ يرثي على نفسه ﻷنه كان يرى الأمر بمنظور مختلف وكلما تكتشف الحق في كلمة الله وتصدقه وتسلك به كما فعل المفلوج حينما قال الرب له “قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ” (يو8:5) فهو تجاوب مع الكلمة وهنا ظهرت قوة القيامة وأقامت جسده؛ لذلك تجاوب مع الكلمة حتى تستطيع أن تغلب وتنتصر وتُظهر قوة القيامة في الأرض وهو الأمر الذي يغتاظ إبليس منه حينما تعلم جيداً أنه لا يستطيع أن يغلبك ولا توجد ضريبة لتبعيتك للرب وخدمتك له. فيسوع قد جاء لتحيا حياة القيامة هنا على اﻷرض و تعذب لكي ﻻ تعاني أنت بل تسير في موكب يسوع اﻻنتصاري.

كان الرب يسوع مشحوناً دائماً بقوة وحينما جاء الجند للقبض عليه سقطوا على الأرض نتيجة هذه القوة ولكنهم قاموا وصلبوه والبعض منهم كا تذكر المراجع أنهم أدركوا أنه شخص غير عادي.

كان يسوع قادر أن يوقف القبض عليه حتى أنه قال “أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟” (مت53:26) وهذا يعني أنه كان يستطيع أن يأتي بملائكة وهذا يوضح امكانية تدخل الملائكة في الأرض.

الروح القدس يعمل الآن على تنقية دوافعك وأفكارك وقيمك مما يجعلك لا تسلك بالبشرية ولذلك ستجد من يتعجب منك لأنك لا ترى الظروف صعبة مثلهم كما رأى داود القوة في المواقف وركض إلى جليات.

.

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$