القائمة إغلاق

الوقار..هو المفتاح لاختبار حضور الله وقوته Respect..Key of Experiencing Presence of God

عندما نظرت في البداية إلى الساعة في صباح يوم الثلاثاء الموافق 10 يوليو عام 1987 كانت الثالثة صباحاً. وعندما نظرت إلى الساعة بعدما انتهت الزيارة الإلهية كانت السادسة إلا ستة دقائق.

وإثناء ذلك الوقت كنتُ قد مأخوذاً في الروح، مثلما حدث ليوحنا وهو على جزيرة بطمس, ..وَفِي يَوْمِ الرَّبِّ، صِرْتُ فِي الرُّوحِ(سفر الرؤيا1: 10). عندما تكون في الروح – وقد حدث معي ذلك مرات عديدة – لا تعرف وقتها أين تكون. لأنك تكون مأخوذاً في عالم الروح.

عندما رأيت يسوع في صباح ذلك اليوم رأيته بوضوح كما لو أن شخص يقف أمامي. وقد أُخذت معه لسطح مركز ريما للمؤتمرات. ومع ذلك, استطعت أن أرى الاجتماع من الداخل. شاهد أحد الخدمات مكشوفاً أمامي ورأيت نفسي حاضراً في الاجتماع. وبينما كنت انظر رأيت الحضور يصفق كما هو المعتاد في الدوائر الكارزماتية. ثم قال لي يسوع شيء أدهشني ولابد أن تفهمه جيداً. قال لي، “التصفيق ليس تسبيحاً ولا عبادةً, إنه تهليل وهتاف”.

لم اسمع أحد يقول مثل هذا الكلام من قبل أبداً. من حين لآخر, كنت ارتبك في الأوقات التي كان الحضور يصفق فيها عندما كانت أحدهم يعطى نبوة أو رسالة بألسنة أو ينال أحد الشفاء. كانت عمل المسحة يتوقف وكنا نفقد ما كان الروح القدس ينقله لنا. لذلك كانت كلمات الرب يسوع صدمة لي. وبعدما أكمل حديثه عرفت سبب ارتباكي وبدأت أرى ما عليَّ فعله حتى يمكنني التعاون مع الروح القدس لأقصى درجة, فنمتع بملء البركة وعمق حركة الروح في كنائسنا.

مساعدة أم إعاقة؟

لكي ندرك جيداً مكانة التسبيح في اجتماعاتنا، ينبغي أن نعرف قبل كل شيء ما هو التصفيق.

قال لي يسوع أن التصفيق هو صورة من صور التهليل والهتاف. كما قال أيضاً إنه ليس تسبيحاً أو عبادة. إذاً، إن لم يكن التصفيق يعتبر تسبيح أو عبادة فأين مكانته إذاً بين اجتماعاتنا؟

سوف أوضح معنى التصفيق بالمثال التالي: عندما ينال الفتى الصغير هدية عيد ميلاده من والديه فإنه يصفق بيديه أو حتى يقفز ويهلل. لكنه لا يعبد والديه ولا يحمدهما أو حتى يشكرهما, إنما هو يعبر عن استثارته وفرحته بما ناله. بمعنى آخر, إن تصفيقه كان لفائدته الشخصية وحسب.. إنه تعبير عن مشاعره.

لذلك عندما نصفق في اجتماعاتنا، فإننا نفعل ذلك بسبب نشوتنا وفرحتنا وليس تسبيحاً أو عبادة لله. وفى تلك الزيارة الإلهية ناقش معي يسوع موضوع التصفيق وقال لي، “لا يوجد شاهد كتابي واحد في العهد الجديد يدعو إلى التصفيق. يقول الكتاب في مزمور 47: 1, ” يَا جَمِيعَ الأُمَمِ صَفِّقُوا بِالأَيَادِي، وَاهْتِفُوا لِلهِ هُتَافَ الابْتِهَاجِ”. فالتصفيق في هذا العدد يدل على النصرة, وليس صورة للعبادة أو التسبيح. وهذه هي المرة الوحيدة التي يُذكر فيها التصفيق أمام الرب دلالة على النصرة. كما توجد هناك شواهد أخرى في العهد الجديد حيث كان الشعب يصفقون بأيديهم لأسباب كثيرة – لكن لا يوجد سبب واحد منها يأتي بالارتباط بعبادة الرب”.

ثم أكمل يسوع، “هكذا يتضح, إنه لا يوجد شاهد واحد في العهد الجديد حيث كان أحد يصفق بالأيدي. مع ذلك فهناك شواهد كثيرة في العهد الجديد تشير إلى رفع الأيدي للرب إثناء العبادة”. في الحقيقة، إن التوجيه الكتابي الوحيد الذي أُعطي لنا في العهد الجديد يتعلق بأيادينا، هو أن نرفعهم لله في عبادة. تكلم الروح القدس من خلال بولس، “فَأُرِيدُ إِذَنْ، أَنْ يُصَلِّيَ الرِّجَالُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، رَافِعِينَ أَيَادِيَ طَاهِرَةً..” (1 تيموثاوس2: 8). كما نعرف جميعنا أن التسبيح هو شكل من أشكال الصلاة. فالصلاة ليست – كما يعتقد الكثيرون- “أعطني أعطني أعطني..” بل هي شركة وتواصل مع الله. ومن إحدى صور الصلاة هو التسبيح والعبادة. لذلك لن نخطئ إن قرئنا هذا العدد هكذا، “أريد أن يسبح الرجال ويعبدون في كل مكان رافعين أيادي طاهرة..”. كما يتضح لنا، أن العالم يصفق ويهلل عندما يريد أن يحتفل بشيء أو يعبر عن امتنانه وشكره، لكننا لا نراهم أبداً يرفعون أيديهم. لكن كنيسة الرب يسوع المسيح ترفع يديها في عبادة وتسبيح للرب.

قال لي يسوع، “العالم يصفق .. لكن القديسين يسبحون ويعبدون بأيدي مرفوعة”.

ثم وضح لي بهذا المثل: “يمكنك أن تمر بملهى ليلي وتنظر بالداخل لما يجرى. ستجد أن الجالسون هناك ربما يشاهدون فلماً يرون فيه رقصاً. وعندما يعُجبون جداً بالأداء تجدهم يصفقون. أو ربما تمر بكافيتريا حيث يشاهد الحاضرون كرة قدم. وعندما يحرز أحدهم هدف تجد جميع الحاضرين يصفقون. أو ربما تمر بدار للثقافة حيث يلقى أحدهم شعراً أو قصيدة وعندما ينتهي منها ستجد الحاضرون يصفقون بأيديهم تعبيراً عن إعجابهم. لكنك لن ترى في أي من هذه الأماكن أحداً يرفع يده..”.

هذا لا يعنى أن التصفيق خطأ في حد ذاته, لكننا نحتاج أن نميز بين التصفيق الذي هو التعبير الطبيعي لأهل العالم وبين رفع الأيادي الذي هو تعبير كتابي للعالم الروحي الذي نتبعه. كما نحتاج أن نفرَّق بين التصفيق ورفع الأيادي في التسبيح, لأن التصفيق في التوقيت الخاطئ يوقف عمل المسحة في الاجتماع. على سبيل المثال، أحياناً كثيرة عندما يتحرك الروح القدس في اجتماع بموهبة ألسنة وترجمة ألسنة أو بنبوة يبدأ الجميع يصفقون في منتصف إستعلان الموهبة. فعندما يتحمس الحاضرون يصفقون، لكن تصفيقهم يعيقهم عن سماع ما يقوله الروح القدس. ومثل هذا التصفيق لا يمكن أن يكون بالروح, وإلا فإن الروح القدس يعيق نفسه بنفسه. ولا يمكن أن يحدث شيء كهذا.

باعتباري خادم مُستخدم من الله في موهبتي النبوة وترجمة الألسنة، كان يحدث كثيراً إنه بينما أكون في منتصف النبوة أو الترجمة أجد الجميع يبدءون بالتصفيق. وإن لم أكن حذراً فسوف تتوقف المسحة, لأن هذا التصفيق يشتتني ويجعل من الصعب علي أن اسمع ما يقوله الروح. وفى أوقات أخرى كانت المسحة تتوقف بغض النظر عن حرصي الشديد في الحافظ على انسيابها، لأن الروح القدس يكون قد حزن. إن التصفيق في منتصف إظهارات الروح القدس يبين عدم احترام ووقار نحوه. وأحيان كثيرة كنت أدرك إنه هناك المزيد مما يريد الروح القدس أن يقوله وأحتاج أن أعطي الرسالة بأكملها, لكن ماذا تفعل في موقف كهذا؟ فحتى وإن لم يتوقف عمل المسحة فلن يسمع أحد ما أقوله من صوت التصفيق والهتاف. وإن لم يسمع أحد فما فائدة أن يستعلن الروح القدس عن نفسه؟

أحيان كثيرة كنت أعظ تحت مسحة الروح القدس – اقصد أني أستقبل منه كلمة بكلمة – عندما أجد الجميع يقفون ويصفقون متجاوبين مع ما أقوله. حسناً، كان يظهرون مواقفهم وتأييدهم لما يقوله الروح القدس, لكنه ليس الوقت لأجل التسبيح أو التهليل. كنت مضطراً أن أتوقف عن العظة لأن الجميع كان سيفوتهم ما أقوله. فعندما تقول شيئاً تحت مسحة الروح، فجميع الحاضرين يحتاجون أن تصغي لما تقول. وكما ينبغي أن يكون هناك احترام ووقار للروح القدس دون مقاطعته أو إعاقته.

يمكن أن نرى تأثير هذا التصرف في العلاقات الطبيعية بين موظف ورئيسه. ماذا سيحدث إن كان هناك اجتماع للموظفين مع رئيسهم يتحدثون فيه عن موضوعات هام ثم فجأة وقف أحدهم وابتدأ يصفق؟ ألن يكن هذا تصرفاً غير مقبولاً. أخوتي، عندما نعبد الله فإنه يكون حاضراً في وسطنا. ولوقت طويل قد اعتدنا على التصفيق بين ترنيمة وأخرى إثناء عبادتنا. ربما يحدث ذلك لأن المؤمنين يريدون أن يعبروا عن تجاوبهم بطريقة ما, لكنهم لا يعرفون بالتحديد ما هي الطريقة المناسبة. يريدون أن يظهروا رد فعل, لكنهم لا يعرفون ما هي الطريقة الصحيحة، فيبدءون بالتصفيق. مع ذلك، فهذا السلوك يعيق تسبيحنا لأنه يشتت انتباهنا عن الرب. لكن فكر معي، كم سيكون أفضل بكثير إن ابتدأنا نرفع أيادينا في عبادة مع كلمات شكر ومدح للرب الذي يحبنا؟

متى نصفق ومتى نعبد ؟

والآن لا تسئ فهمي. فالبعض يتهمني بأني أمنع التصفيق تماماً. وهذا ما لم أقوله ولم يخبرني به يسوع أيضاً. لا يوجد خطأ من أن نصفق في ظروف ومواقف معينة.

إثناء زيارة يسوع لي, كان محور حديثه عن التصفيق وما هو الوقت الصحيح لاستخدام التصفيق. كان يريدنا أن نصحح طريقة تعبيرنا ورد فعلنا باستخدامنا للتصفيق في كنائسنا اليوم. وبدلاً من أن نضع التصفيق في المرتبة الأولى ويكون له الأولوية عن رفع الأيدي, فإنه ينبغي أن يأتي في آخر الكل. كما ينبغي أن يكون بطريقة منتظمة وعلى المستوى الأدنى وليس على المستوى الأقصى – كما هو الحال في كنائسنا اليوم. لذلك نحتاج إن نعرف متى يكون التصفيق ملائماً ومتى يكون غير ملائم.

إن كان فريق الترنيم يرنم ترانيم سريعة الإيقاع فلا يوجد مانع من أن يصفق الحضور بأيديهم تماشياً مع الإيقاع. لكن عندما تنتهي هذه الترانيم ويبدأ قائد التسبيح يقود الحضور إلى العبادة، فحينئذٍ ينبغي أن يرفعوا أيديهم ليسبحوا الرب ويعبدوه كما يخبرنا العهد الجديد. كذلك لا ينبغي أن نهلل أو نصفق للمرنمين أو الخدام إثناء أوقات خدماتهم الخاصة. فما لديهم من مواهب قد أعطاهم إياها الله لكي يستخدموها لمجده وحمده، وليس لامتداح البشر. فإن كنا نريد أن نعبر عن إعجابنا وامتداحنا، فينبغي أن نرفع أيادينا ونعبد الله. لكن التصفيق للمرنمين والخدام ليس تسبيحاً لله، لكننا ينبغي أن نسبح الله وحده ونرفع له أيادي مقدسة ونعبده.

حينما يكون هناك متكلم ضيف، فلا يوجد أي مانع من أن نحيه بتصفيق مناسب وفى حدود المعقول لأننا لا نعبد ولا نمجد إنسان. إثناء زيارة يسوع لي، ابتدأت مواقف كثيرة تتوارد لذهني والتي لم أكن اعتريها أي اهتمام من قبل. على سبيل المثال، اعتدنا أن نقول، “دعونا نعطى تصفيقاً للرب”. مثلما نفعل كما لو أن رئيساً للبلاد قادم أو شخصية بارزة سوف تحضر. لا ينبغي أن نرحب بالله بالطريقة التي نستخدمها مع الأشخاص البارزين, مقدمين له “تصفيق”.

قال بولس لأهل كورنثوس في رسالته الأولى إليهم, “وَقَدْ كُنْتُ عِنْدَكُمْ فِي حَالَةٍ مِنَ الضَّعْفِ وَالْخَوْفِ وَالارْتِعَادِ الْكَثِيرِ” (1 كورنثوس 2: 3). لم يكن بولس يخاف من أمراض أو فشل أو أي شيء آخر. إنما كان لديه خوف مقدس واحترام ومهابة لله. كان الناسخون العبرانيون الذين كتبوا الكتاب المقدس لديهم مثل هذه المهابة والاحترام لله. حتى إنه عندما كانوا يكتبون اسم الله كانوا يتوقفون ليستحموا ويغيرون ملابسهم. لقد فقدنا مثل هذا الاحترام والوقار لله. فليس أمراً مقبولاً أن نعطي الله “تصفيق” كما نفعل مع الأشخاص الهامين ونحضره لمستوى البشر, لأنه اسمي وأقدس. فالعهد الجديد يعلمنا أن نرفع أيادينا وأصواتنا في عبادة لله.

قال لي يسوع، “ينبغي على الرعاة أن يعلَّموا شعبهم قليلاً فقليلاً عن الطريقة التي يتحرك بها روح الله فيعرفون متى ينسابون معه ومتى يهدئون ويسكنون عندما يتحرك في وسطهم. ينبغي أن يعلموهم كيف يصمتون عندما يُستعلن الروح القدس, فيرفعوا أيديهم ويعبدوه”.

الوقار

بينما كان يسوع يستعرض معي موضوع التصفيق ورفع الأيدي، قال لي عبارة أذهلتني: “عندما تتعلم بالفعل كيف تعبدني وتقدم لي تسبيح بطريقة صحيحة ومناسبة ستجد مسحة أقوى وأعظم وسيتحرك الروح القدس بطريقة عظيمة في وسطهم”. نحتاج أن نتعلم كيف نحافظ على إستعلان حضور الله في وسطنا ولا نقوم بأفعال تشتت هذا الحضور وتبطل عمل قوة الله. لذلك علينا أن نهدأ ونوقر حضور الله حتى يمكننا أن نرى إظهارات الروح القدس التي طالما اشتقنا إليها.

لم نرى شيء مما سوف نراه عندما يقف جسد المسيح في موضع التسبيح والعبادة الصحيح. لقد حدث ذلك مرات عديدة في مؤتمراتنا. ففي أحدي اللقاءات اندمجنا في مثل هذا الجو من التسبيح والعبادة لله حتى إنه كان هناك خمسة أشخاص على كراسي متنقلة. نهض منهم ثلاثة ووقفوا في الحال دون أن يضع أحد يده عليهم. لكي نتمتع بمثل هذه الإظهارات كان علينا أن نتعلم كيف تنساب مع الروح القدس.

عندما تخلق مثل هذا المناخ من العبادة الحقيقية، سيتحرك الله بروحه القدوس بطريقة فائقة للمعتاد, حتى يصبح من السهل جداً الحصول على ما لنا في المسيح. فعلى سبيل المثال، يتكلم الكتاب المقدس عن وضع الأيدي للشفاء, لكن في مثل هذا الحضور الإلهي والإظهار القوى لروح الله لن تحتاج أن يضع أحد يديه عليك. فبغض النظر عما يكن احتياجك، سوف تحصل عليه بسهولة. لكن عندما يبدأ المؤمنون يسلكون بالجسد ستجد عمل المسحة يتوقف وحضور الله يفارق الاجتماع مثل الطير الذي يفر مسرعاً. لأن الروح القدس يحزن من تلك الأعمال.

أحياناً كثيرة يتحرك الروح القدس بطريقة فائقة للمعتاد وتزداد مسحة الروح القدس فابدأ اخدم الشعب بطريقة خارقة للطبيعي. كنت أدعو أشخاصاً معينين وأخبرهم في الحال، “إن روح الله يكشف لي عن المشكلة التي لديك…”. لقد خدمت ألاف المرات بهذه الطريقة – وفى جميع المرات لم يفشل أحد في نوال شفائه. لدينا ألاف الاختبارات عن أولئك الذين نالوا الشفاء بهذه الطريقة طوال سنوات خدمتي. مع ذلك، فهناك أوقات عندما كانت المسحة تزداد، فيبدأ الشعب بالتصفيق. فكان عدم الاحترام لحضور الله وغياب الوقار يحزن الروح القدس, فكانت المسحة تتوقف. كنتُ اشعر بها وكأن طير كان واقفاً على كتفي وفر. هكذا كان عمل المسحة يتوقف. ربما لم يكن أحد من الحضور يشعر بما حدث, لكنهم لم يدركوا أن ما فعلوه قد أعاق بعض المرضى والمحتاجين إلى التحرير من استقبال شفائهم. وفى بعض الأحيان تكون حالاتهم مستعصية مثل السرطانات والأورام.

يقول الكتاب المقدس عن المسحة إنها تحطم النير، “وَيَتْلَفُ النِّيرُ بِسَبَبِ السَّمَانَةِ [الأصل العبري : المسحة]” (إشعياء10: 27). وعندما تتوقف المسحة يقف الفرد عاجزاً عن مساعدة الناس.

توجد نهضة للروح القدس يريد الله أن يصنعها وسطنا. إنه ينتظر علينا أن نصنع شيئاً بخصوصها اليوم. لذلك دعونا لا نعيقه, بل بالأحرى نتعاون معه ونوَّقر حضوره. فعندما يتحرك الله في وسطنا ينبغي أن نجلس صامتين في وقار. وإن أردنا أن نهلل ونهتف بعدما ينتهي من عمله فحسناً. بمعنى آخر, بعدما يقفز الأعرج ويرقص المقيد فحينئذٍ نستطيع أن نقفز ونرقص معه.

كنتُ أعظ في إحدى كنائس الإنجيل الكامل منذ عدة سنوات حينما طلب الرب مني أن أضع يدي على الناس ليمتلئوا بالروح القدس. إن وضع الأيدي للامتلاء بالروح القدس أمر كتابي لكن في ذلك الوقت عام 1950 لم يكن أحد يعرف بذلك. قدمت دعوة لأولئك الذين يريدون الامتلاء بالروح القدس أن يتقدموا إلى المنبر, فتقدم سبعة أشخاص.

بدأت أعلَّمهم قليلاً عن موضوع الامتلاء بالروح القدس موضحاً لهم إنه عطية يحتاجوا أن يقبلوها. كان لابد أن أقدم لهم تعليماً لأنه بدون ذلك كانوا يعتقدون أنه عليهم أن ينتظروا أمام الله حتى يأتي الروح القدس ليحل عليهم. ولما كان بإمكانهم أن ينالوا شيئاً. حتى لو انتظروا خمسين عاماً!

بعدما وضحت لهم الأمر من كلمة الله بدأت أضع يدي عليهم. امتلاء أول شخص في الحال بالروح القدس وابتدأ يتكلم بألسنة. عندما رأى الحضور ذلك ابتدءوا يصيحون ويهللون ويركضون. اضطررت أن أعود إلى المنبر واصرخ حتى ألفت انتباههم لكي يقدروا أن يسمعوني. (لم يكن هناك مكبرات صوت في ذلك الوقت). قلت, “انتظروا دقيقة. انتظروا.. انتظروا.. انتظروا”. فجلسوا جميعاً. قلت، “لا تبددوا قوة الله بصياحكم وتهليلكم. لا يزال هناك ستة أشخاص ينتظرون الامتلاء بالروح القدس. دعونا لا نشتت حضور الله حتى يمتلئوا جميعاً، ثم بعد ذلك أفعلوا ما تريدون”. رجعت لأضع يدي على باقي الأشخاص وابتدءوا يمتلئون واحداً فواحداً ويتكلمون بألسنة. عندما امتلأ آخر شخص بالروح القدس تكلم بألسنة بدأت اركض في ممرات الكنيسة وفوق المنبر وأنا ارقص واهلل. ثم قلت لهم، ‘حان الوقت الآن لنهلل’. لقد حان الوقت المناسب لفعل ذلك, فدعونا نرقص وتهلل”.

هكذا يتضح، إن كثيرين يريدون أن يشاركوا الآخرين فرحتهم. لكن إن فعلوا ذلك في التوقيت الخاطئ لسوف يشتتون حضور الله ويبددون مسحته.

إثناء تلك الزيارة الإلهية، تعامل الرب معي بقوة لكي يحضر جسد المسيح ليكون في الوضع الذي يستطيع روح الله أن يتحرك في وسطنا. فقد قال لي الرب، “توجد نهضة آتية للروح القدس. وإن لم يتعلم شعبي كيف يسايرون تلك الحركة ويحافظون عليها فسوف يفقدونها”.

ثم أكمل، “إن أولئك الخمسينيين القدامى يعرفون بعض الشيء عن نهضة الروح القدس. أما الجيل المعاصر فلا يعرف شيئاً عن حركة روحي القدوس ولا يعرفون شيئاً عن العبادة الحقيقية”. عندما نتكلم عن العبادة فلابد أن نربطها دائماً بالوقار والمهابة. وكما قلت سابقاً، عندما كنت أرعى كنيسة فارم سفيل كنا حريصين على توقير واحترام الروح القدس في اجتماعاتنا. فكانت تحدث معنا معجزات يومياً. أما الآن فلا نرى مثل ذلك في الحركة الكارزماتية. ففي تلك الأوقات يا الهي.. لقد رأيت حضور الله يملأ الهيكل مثل سحابة من المجد. عندما أتكلم عن الهيكل فأنا اقصد جماعة المؤمنين. عندما كان حضور الله يملأ اجتماعاتنا لم يكن أحد يجرؤ على الحركة. كانت هيبة حضور الله تملأ الكنيسة. وكانت أمور عظيمة أخرى يصعب على الكلمات أن تصفها. لقد رأيت حضور الله المهوب يملأ الهيكل. فكل اشتياقي أن يرى جسد المسيح مثل هذا الحضور بصورة مستمرة.

بعد مرور سنة تقريباً من تلك الزيارة الإلهية ابتدأنا نختبر في اجتماعاتنا حركة قوية للروح القدس في وسطنا. كان نعقد أحد المؤتمرات الصيفية وكان فريق التسبيح يرنم تسبحه موحاه للوقت من الروح القدس. بعدما انتهوا من العدد الأول للترنيمة ابتدأ الجميع يصفقون. فوقف قائد التسبيح وابتدأ يحث الحضور أن لا يصفقوا. فصمتوا حتى انتهوا من الترنيمة.

ثم فجأة ملأ حضور الهي لا يوصف القاعة بأكملها. كان يبدو مثل السحابة البيضاء. لم نعظ في تلك الليلة ولم يتكلم أحد. ابتدأ الروح القدس يتحرك وسطنا بشفاء وآيات معجزية. ثم سألت الجميع بعد ذلك كيف لاحظوا زيادة المسحة بعدما توقفوا عن التصفيق وانشغلوا بعبادة الله.

كجسد المسيح، علينا أن نعود لحالة الوقار والاحترام لحضور الله. لأنه يوجد حضور مقدس ومهوب لله. عندما توَّقر الله ونعطيه الكرامة والعبادة اللائقة به فسوف يملأ حضوره المكان المجتمعين فيه. ففي حضوره تكون المسحة التي تحطم كل نير والتي تشبع الاشتياق العميق لقلوبنا.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$