2 حلقة: مدينتان
برنامج: من البداية للنهاية
لمشاهدة الحلقة على الفيس بوك أضغط هنا
لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب
لسماع الحلقة على الساوند كلاود
برنامج من البداية للنهاية
(راديو الحق المغير للحياة).
الحلقة الثالثة عشر: مدينتان (الجزء الثاني).
تنويه: العظة مكتوبة بـالذكاء الاصطناعي، لم تُراجع من خدمتنا بعد… إن وجدت أخطاءً في الكتابة تواصل معنا واذكرها لنا.
- مُلخص لما سبق.
- في أي مدينة تعيش؟
- خطر العلاقة السطحية: مثال لوط وإبراهيم.
- “أهو وقت؟”: درس جيحزي وأليشع.
- مثال موسى: رفض بريق العالم من أجل الأبدية.
- سؤال وجواب: تعارض الشغل مع ميعاد الاجتماع.
- الاتزان الروحي في عالم متغير.
- محاولات بابل لطمس هويتك الروحية.
- حرب الهوية: كيف تعرف ذاتك وتثبت في عالم متغير؟
- خطوات عملية للخروج من “السحبة” واستعادة الهوية.
مُلخص لما سبق:
نحن نتكلم عن مدينتين، وهاتان المدينتان أساسهما في الحقيقة أساس روحي.
وقد أكدنا في المرة الماضية على حقيقة العالم الروحي. هو ليس مجرد شيء خيالي، هلامي طائر في الهواء، أو شيء معنوي، لكنه شيء حقيقي جدًا، ونحن نرى تأثيره على عالم العيان (المرئي). مرة قال الرب يسوع لبطرس، قال له: “يا بطرس، هل تظن أنني لا أقدر أن أطلب اثني عشر جيشًا من الملائكة ليأتوا ويدافعوا عني؟”، عندما استل بطرس السيف ليدافع عنه. فمن هنا فهمنا أن الرب يسوع كان واعيًا بوجود عالم الروح، وأن الملائكة موجودة، وكل هذه الأمور موجودة. فدائمًا، القس رامز، كان يخبرنا أن العالم الروحي هو حقيقي أكثر جدًا من العالم المادي الذي نراه.
هذا حقيقي. مرة قال القس رامز إنه لو نظرنا إلى الأمر من منظور عالم الروح، سنكتشف أن هذا العالم الذي نعيش فيه هو الأقل حقيقة. من كثرة ما يكون الشخص لامسًا لعالم الروح ويراه، وهذا هو ما يحاول الكتاب أن يفتح أعيننا عليه. لأن إبليس يغرق العالم في المادية: ما تراه، ما تسمعه، ما تحسه، مشاعرك، كل الحالة المزاجية التي تمر بها. الرب يريد أن يسحبنا إلى الحقائق الروحية لكي نرى الحقيقة.
- المدينتان: بابل الروحية مقابل مدينة الله
فالمدينتان أساسهما روحي. ما هما المدينتان؟ مدينة اسمها بابل، كان لها شكل أرضي، لكنها في الحقيقة مدينة روحية. ونحن ندرسها لأن الكتاب أخبرنا في سفر الرؤيا—وقد تفاجأنا—بأن هذا الاسم مازال موجود.
يعني، لو أنها كانت مدينة وانتهت، أو مملكة وانتهت، لكان الموضوع قد انتهى. لكننا نكتشف في سفر الرؤيا أنها لا تزال موجودة، ونظامها (السيستم) موجود، لأنها شيء روحي في الأساس.
المدينة الثانية هي مدينة الله، التي سيأتي وقت لنستفيض فيها أكثر وأكثر.
تكلمنا عن مؤسس هذه المدينة، وكان نمرود في تكوين الإصحاح العاشر، ومعنى اسمه “تمرد وعصيان”. وكان هذا أول جبار، وهو الذي بدأ هذه القصة كمحاولة لإحياء قايين من جديد. قايين هو أول من بدأ مدينة. ومدينة تعني حكومة خاصة، شغل خاص. ما الخطأ في المدينة؟ لا يوجد خطأ في المدينة، لكن الحقيقة هي أن الإنسان كان مصممًا أساسًا ليحيا في المدينة التي سيعملها الله، التي رسمها له الله، وهي مدينة روحية في الأساس ولها شكل أرضي مادي. لامك جاء بعد قايين وأحب أيضًا أن يسترجع تاريخ قايين، فسمى ابنه “توبال قايين”. لامك الذي هو من نسل قايين، وليس لامك الذي هو من نسل شيث، لأن هناك لامك رائع من نسل شيث. فسمى ابنه “توبال قايين” لأنه يريد أن يسترجع قايين أيضًا. ليس هذا فقط، بل قال كلمات مثل قايين، وقال: “إذا كان الرب قد وعد قايين أن من يقتل قايين يُنتقم منه سبعة أضعاف، فأنا أيضًا من يمسني…”، حاول أن ينسب كلمات قايين لنفسه بأضعاف. فنمرود حاول أن يحيي الأمر مرة أخرى في إقامة مملكة، إقامة مدينة اسمها بابل. نحن قلنا إن الموضوع ليس في البرج، الموضوع هو مدينة تحتوي على برج. هذا هو الأساس، وهذا ما تركز عليه كلمة الله. نمرود وحده كان صيادًا للناس، كان يحاول أن يصنع خداعًا ليصطاد الناس، هذا معنى كلمة “كان صيادًا” أو “جبار بأس”. من الواضح أنه كان من النفيليم، يُعتقد أنه كان من النفيليم لأنه ذُكر عنه نفس التعبير الذي جاء عن النفيليم.
قال للناس هكذا: “تعالوا امشوا ورائي، سعادتكم ستكون فيَّ”. كان يتحدى الله. كلمة “جبار صيد أمام الرب” معناها أنه كان يتحدى الله. بنى المدينة والبرج لأن إبليس يعرف أن هناك مدينة روحية، فيحاول أن يقلد.
- خطر التقليد الشرير (النسخة الـ High Copy)
هو يقلد دائمًا. طوال الوقت يصنع تقليدًا ليقول: “لماذا تمشون وراء الله؟ ليس عنده شيء جديد. ما هو عند ربنا…” وهذه هي اللغة التي تجدها الآن: “أنا مشيت وراء ربنا، ماذا كسبت يعني؟ أنا الآن على الأقل أكسب!”.
تمامًا كما يشرح لنا القس رامز عن كيف أن سحرة فرعون فعلوا مثل موسى. “ما الجديد؟ يا موسى، ماذا أتيت به من جديد؟ أنا أعرف كيف أفعلها”. لهذا السبب، يتحير الناس كثيرًا. إبليس يحاول أن يعمل النسخة الـ “High Copy”، النسخة العالية الجودة، لدرجة أن الناس تتلخبط فلا تعرف، فيقولون: “بماذا تفرق المسيحية عن ديانات العصر الجديد؟”. نسمع عن شيء مثل العصر الجديد، فيه تأمل، وفيه تواصل مع الطبيعة، وإخراج القوة التي عندك، وأشياء كهذه. تُخرج الطاقات التي عندك.
فطوال الوقت يسعى إبليس لهذا. لكن—وهذه نقطة أريد أن أركز عليها —الموضوع ليس في إخراج القوة.
الموضوع هو: هذه القوة ذاهبة إلى أين؟ وهل تصنع علاقة أم لا؟ الكتاب قال عن إبليس إنه سيأتي في فترة الضيقة وسيعطي الوحش قوته، سيؤيده بسلطان. لكنها ذاهبة في اتجاه خاطئ. فالموضوع ليس في القوة في حد ذاتها، الموضوع هو إلى أين توصلك هذه القوة؟ لأي غرض تُستخدم؟ هل تؤدي بك إلى علاقة؟ هذا ما يريده الله من الإنسان، أن تأخذه القوة إلى العلاقة. في يوم من الأيام، موسى أمام الصخرة استخدم القوة، وضرب الصخرة، مع أنه كان من المفترض أن يكلمها. والقوة أتت بنتيجة، فالصخرة انفجرت وخرج ماء، والشعب شرب وكان مسرورًا. لكن الله لم يكن مسرورًا.
قال لموسى: “أنت لم تمجدني”. إذن، هناك فرق بين القوة والمجد. يمكن لشخص أن يعمل شيئًا ويكون شكله جميلاً، وحتى روحيًا وجيدًا، لكنه لا يمجد الله، فلا يكون الله مسرورًا به. قال له: “أنت لم تقدسني ولم تمجدني أمام الشعب”. ومن ذلك الوقت، بدأ موسى يُحرم من دخول الأرض. فالموضوع ليس قوة. الموضوع هو شخص الله، الذي يقصد علاقة مع الإنسان. وفي هذه العلاقة، ستأخذ القوة، هذا أمر تلقائي. لأنه الطبيعي منها.
- السمة الأساسية لبابل: الأنانية والتمحور حول الذات
في بابل، تكلمنا المرة الماضية عن مميزات هذه المدينة. تكلمنا عن أن أكثر ما يميزها هو الأنانية، التمحور حول الذات، اللف والدوران حول النفس، الحواس، “أنا وكل العالم يدور حولي، أنا وكل الأسرة تدور حولي، أنا وزوجي”. هذا ليس شيئًا جيدًا، هذا أخطر ما يمكن.
وقد يكون مفتاحًا لمشاكل كثيرة جدًا جدًا، والناس لا تدرك أن أساسها هو هذه النقطة. يعلقونها على شماعات أخرى كثيرة، لكن المحور الأساسي هو هذه النقطة، نقطة الأنانية، نقطة أنه الشخص مشغول بنفسه، مشغول بأنه هو فقط الذي يظهر.
الرب يسوع أرانا أن العظمة الحقيقية تكمن في الاتضاع، في أن الشخص ينزل ويحمل أثقال الآخرين، مثلما قال: “أنا المعلم، فعلت معكم هذا وغسلت أرجلكم”. فكلما بدأ شخص يفكر في نفسه بطريقة خاطئة، ليست بطريقة إلهية، سيبدأ يقول: “لماذا لم يأتوا إليّ؟ لماذا لم يزوروني؟ لماذا لم يسألوا عني؟ لماذا لم يعطوني؟”. فهو طوال الوقت لا يعرف أنه يفكر في نفسه، متمحور حول نفسه. هذه هي نفس الخطية التي وقع فيها إبليس، نظر إلى نفسه، أُعجب بنفسه، وقال: “لماذا لا أكون الله؟”.
وحاول أن يوقع فيها آدم، وقال لهما: “تصيران كالله”. لماذا لا تكونا مثله؟ لم يكونا يعرفان، آدم وحواء، المفروض أنه كان عندهما علم إلهي بأنكم مخطط لكم أن تكونوا من نفس النوع الإلهي، وتأخذوا الحياة الإلهية. فأنتم مخطط لكم أن تكونوا آلهة من الأساس. لستم مجرد بشر عاديين، بل بشر إلهيون. هذا مخطط لكم، لكنه أتى بها بالطريقة الخاطئة.
لم يمشِ من الطريق الشرعي. بنفس الطريقة، من يمشي بطريقة الأنانية والتمحور حول النفس، هو لا يعرف أنه يستدعي نظامًا، كأنه يذهب ليعيش في هذه المدينة.
نعم، أنه يستدعي فكر إبليس، يستدعي الطريقة التي يتحرك بها، فتُفتح عليه أبواب خطيرة. وهذا هو أصل المشاكل في أسر كثيرة أو في حياة ناس كثيرين، أن هذا الشخص يفكر في نفسه ولا يفكر في الآخر. الرسول بولس في فيلبي الإصحاح الثاني يتكلم عن أن الروح القدس من خلال الرسول بولس كشف لنا كيف أن يسوع منذ الأزل كان يفكر فينا، فقال: “فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا ٱلْفِكْرُ ٱلَّذِي فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا“ فيلبي ٢: ٥.
ما هو هذا الفكر؟ هذا الفكر كان فيه قبل أن ينزل، “ٱلَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ ٱللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا لِلهِ“ فيلبي ٢: ٦. يعني، لم يتمسك بالأحقية والامتيازات الإلهية، لكنه فكر في البشر أكثر مما فكر في نفسه.
“سيأتي هذا على حسابي أنا، سأترك المجد الإلهي وأنزل إليهم، أنا مستعد أن أفعل ذلك”.
فهذا هو فكر التمحور الموجود في المدينة. قالوا: “نصنع لأنفسنا”. الله يبحث عمن يصنع له في الأرض. تكلمنا عن داود كيف فكر في الرب وقال: “كيف يسكن الرب في خيمة وأنا جالس في بيت، في قصر؟ لا، أنا أريد…”. فهناك أناس قلوبهم ملتهبة تجاه الرب، وبوركوا بسبب هذا الأمر. الرب قال له: “رائع أن هذا الأمر في قلبك”.
والرب ما زال يبحث عمن يفكر. إذا كان الرب قد فكر فينا، فالطبيعي والتلقائي أن أفكر فيما يختص به. سنتكلم عن هذا أكثر.
في سفر الرؤيا، تكلم الكتاب عن بابل أنها مسكن للأرواح الشريرة، ومرتع لها.
- لا تحيا هناك بتفكيرك
وبينما نتكلم عنها، أقول لك: لا تحيا هناك عبر تفكيرك.
لأن الشخص يمكن وهو في مكان أن يعيش في مكان آخر. الكتاب قال عن الشعب وهم يسيرون في البرية بعد أن خرجوا من أرض مصر، قال: “رَجَعُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مِصْرَ“ أعمال ٧: ٣٩. كانوا يسيرون مع موسى وقلوبهم في مكان آخر.. قلوبهم كانت في مصر. لهذا السبب، كنا نجدهم من وقت لآخر يتذكرون مصر: الكرّات بتاع مصر، البقدونس بتاع مصر، قدور اللحم. طوال الوقت يشغلون ذهنهم به، لأنهم كانوا قد تركوا قلوبهم هناك.
فالذي نريد أن نؤكده في هذه الحلقة هو أن طريقة تفكيرك هي التي تضعك في أي مملكة. في أي مدينة، نحن في احتكاك طوال الوقت مع عالم الروح. أؤكد على هذه النقطة، طوال الوقت، كما قال القس رامز، نحن “ندوس على أزرار روحية”. لو انكشف لنا عالم الروح، لن نرى الناس طبيعيين. يعني، ستنظر إلى الناس هكذا وتجد مجموعة شياطين مجتمعين على شخص وهو لا يشعر. سنجده يمشي هكذا مجردًا ولا يعرف أن هناك شياطين راكبة على كتفيه، تتكلم معه باستمرار. لو التقطنا صورة بأشعة، مثلما في الطب مثلاً، نحن لا نرى ما بداخل الجسم بأعيننا المجردة، فنحتاج أن نراه بجهاز أشعة، بأشعة مقطعية، بأشعة رنين، شيء يخترق ليريني ما بداخل هذا النسيج. فلو هناك أشعة روحية، ستبين ذلك، لأن الكتاب المقدس هو جهاز الأشعة الخاص بنا، هو جهاز الأشعة الذي يمكنني أن أكتشف به ما يحدث.
السبب وراء ما يحدث لي، وسأقدر أن أشرح أيضًا، لن أحكم، لكن سأشرح وأقول ما يحدث. عند الصليب، عندما جاءوا ليقبضوا على الرب يسوع، من يرى الأمر عاديًا، لو أحضرنا شخصًا يهوديًا من ذلك الزمن وقلنا له: “ما القصة يا عم؟ لماذا يحدث هذا؟”، كما قال القس، سيقول هذا الشخص: “هذا يسوع، والكتبة والفريسيون يقولون إنه مهرطق، يدعي أنه الله، قال إنه سيهدم الهيكل وسيبنيه، فهو يستحق هذا، إنه نبي كذاب”. سيراها هكذا. لو أحضرنا شخصًا رومانيًا من الدولة الرومانية، سيقول: “بالنسبة لي، لا يهمني ما يقوله. ما يهمني هو استقرار البلد. طالما أن هذا سيهيج ويعمل ثورة في البلد…”. لكن يسوع رآها في شيئين، قال لهم: “هَذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ ٱلظُّلْمَةِ“ لوقا ٢٢: ٥٣. ماذا يا يسوع؟ هؤلاء الناس الذين أتوا ليقبضوا عليك هم بشر! قال: “أنا أرى سلطان الظلمة، لا أراكم أنتم”. فكان يرى ما وراء الأمور. فعالم الروح متداخل بقوة، متراكب على عالمنا، لأن عالمنا خرج من عالم الروح. ولو رأيناه بالأشعة الروحية، سنرى هذا ما يحدث.
- التمييز الروحي: هل هو للجميع؟
وهل هذا متاح لنا كمؤمنين، أن نعرف طوال الوقت كيف نميز هذا؟ أم أنه للقامات الروحية مثلاً، أو لأناس معينين هم الذين يعرفون كيف يميزون هذا؟
هناك شيء تكلم عنه الكتاب، موهبة اسمها “تمييز الأرواح”. هذه ضمن المواهب في كورنثوس الأولى الإصحاح الثاني عشر. “تمييز الأرواح” هي موهبة، وتساوي أن الشخص يعرف كيف يرى في عالم الروح ويميز ما يحدث في عالم الروح، إذا كان شيئًا إلهيًا، شيئًا خاصًا بالملائكة، أو شيئًا خاصًا بالشياطين.
وهناك شيء آخر مختلف، وهو شيء وُضع في أرواحنا تلقائيًا، طريقة تلقائية يعرف بها الشخص كيف يميز. كأن هناك “جهاز استقبال إشارة” خارج من روح الشخص، يعرف أن يميز تلقائيًا ما يحدث. تبقى المشكلة ليست في أنني ألعب في هذا الجهاز أو أشتغل عليها، بل أنت مكبر روحك إلى أي مدى؟ أنت مضبط جهازك إلى أي مدى؟ هل أنت ضابط “جهاز استقبل الاشارة” بتاعك أم لا؟ فكلما تحدت روح الشخص عبر أنه يتعرض لنور الكلمة، يصلي بألسنة، موجود في جسد تحت رعاية روحية، تلقائيًا سيحصل هذا التمييز.
فيقدر أن يفهم في الأمور. فمعظم الناس قد تفسر الأمر بشيء، وهو له تفسير آخر مختلف. يسوع كانت له تفسيرات مختلفة. في عز ما قالوا له: “تعال انظر إلى مباني الهيكل”، يعني، “افرح وانظر إلى العظمة التي نحن فيها”. هذا الهيكل، هيرودس عندما قاد تجديده، أخذ وقتًا طويلاً، تجاوز الأربعين سنة ليجدده. فيسوع قال لهم: “أترون هذا الذي تنظرون إليه؟ لا يُترك حجر على حجر”. رآها بطريقة مختلفة تمامًا. وفي عز ما كان الناس يحيون يسوع ويهللون له وهو داخل أورشليم، يسوع بكى. كانت طريقته مختلفة لأنه يرى ما في العالم بطريقة مختلفة. فكلما كبرت نفسي في الكلمة، سيحصل هذا تلقائيًا. يعني، لست محتاجًا أن أقول: “أريد أن أشتغل على الجانب التمييزي في روحي”.
لا، سيحصل كنتيجة.
أو “يا رب، أعطني روح تمييز لتقول لي ما هي المشكلة التي عندي”. لا، هو حاصل تلقائيًا في أرواح من وُلد من الله. هذا شيء تلقائي موجود في أرواحنا، أننا نعرف كيف نميز، وأن هذه هي الطريقة التي أعطاها لنا الروح القدس وأعطاها لنا الرب لكي نسلك ونميز كيف نسير في الحياة، ونميز نحن في أي مملكة، ونُؤخذ إلى أي مكان.
القس رامز قال: من كثرة ما تعرف الكلمة، أنت تصبح خبير قلوب.
يعني، بينما شخص يقول لك جملة عادية، أنت ترى ما وراءها. طبعًا، لا تحكم على الناس وتدينهم، لكنك أصبحت ترى الحقيقة، لأن الكتاب قال لنا إن الله لا ينظر ولا يحكم مثل الإنسان. قال إن الإنسان لا يعرف إلا أن يرى العينين، الإنسان يحكم أو ينظر إلى العينين، لكن الرب ينظر إلى القلب. حسنًا، أنا وُلدت من هذا الإله، إذن فيّ نفس الإمكانيات أن أعرف كيف أرى ما وراء الشكل الخارجي، ما وراء العيون، ما وراء الأفكار، ما وراء الكلمات. فأعرف أن أرى ما وراء كل هذا، الذي لن يلقطه البشر العاديون، وإن لقطوه، قد يلقطون أشياء بسيطة جدًا منه.
- سحر بابل: كيف تُسحب النفوس؟
الشيء الذي بعد ذلك في بابل، تكلمنا عنه، هو السحر الخاص بها. الكتاب تكلم عنها في سفر الرؤيا الإصحاح ١٨ والإصحاح ١١، عن “السحبة” التي تعملها بابل. وكلمة “سحر” معناها تأثير، ليس بالضرورة سحرًا بمعنى حجاب، أو شخص رش ماء، أو شخص عمل تحويطة معينة، أو شيئًا معينًا. سحر بمعنى تأثير شيطاني يحصل على الشخص، فالشخص يُسحب وراء هذا التأثير.
هذا معنى كلمة “سحر”. قال في رؤيا ١٨، الكتاب عن بابل إنها تتاجر، ومن ضمن تجارتها ليست فقط المواد التي تكلم عنها، مثلًا في رؤيا ١٨: ١٣، ليست فقط تتاجر في القرفة والبخور والأطياب واللبان والزيت، قال أيضًا إنها تتاجر في الأجساد ونفوس الناس. حسنًا، نحن يمكن أن نفهم أن شخصًا يتاجر في الأجساد، هذا مفهوم، لكن أن يتاجر في النفوس؟
نعم، لأن هناك “سحبة” تحصل للشخص. أول ما يبدأ الشخص لا يحب الحق، يحصل تراكم من الأرواح الشريرة و”سحبة” للشخص وراء شيء معين، أشياء يكون لها بريق أمام الشخص، فيبدأ الشخص يُسحب فيها، يُؤخذ فيها، يجد قيمة في حياته أنه يذهب فيها.
يعني، أريد أن أعطي أمثلة للمشاهدين معنا، ما هي الأشياء التي يمكن أن أُسحب فيها فعلاً، ويكون وراءها فكر مدينة بابل، الطريقة التي يتحرك بها إبليس؟
سأقول تعبيرًا عامًا: كل ما هو ليس إلهيًا، كل ما هو ليس تفكيرًا في مملكة الله، في كلمة الله، كل ما هو ليس تفكيرًا في الروح القدس، يساوي أن الشخص يُسحب فيه. قد يكون شخص مسحوبًا في شغل البيت، ليل ونهار. “طيب، اجلسي أمام الكلمة”. “معلش، لا أجد وقتًا”.
هل هو مجرد التفكير، أم في مكان أبعد منه؟ يعني، كيف أفرق بين أنني انسحبت، وبين أنه من الطبيعي أن أهتم مثلاً بهذه الأمور البسيطة وأعطيها وقتًا وأفكر فيها لتُعمل بشكل صحيح، وبين أنني أُسحب فيها، وممكن أن أُؤخذ مع مرة بعد مرة بعد مرة، فأجد نفسي قد أُخذت فيها بقوة؟
في أي مدينة تعيش؟ تمييز “السحبة” الروحية:
- كيف تفرق بين الاهتمام الطبيعي و”السحبة” الروحية؟
تمام. أسأل نفسي هذا السؤال: “لماذا أعيش؟”.
هل أنا أعيش فقط من أجل رسالتي؟ هناك أناس بالنسبة لهم، رسالتهم في الحياة هي أن يزوّجوا أولادهم، ويصنعوا لهم مستقبلاً جيدًا، “وهذه رسالتي في الحياة، وأنا أنهيت رسالتي، وشكرًا”.
لا، لا توجد رسالة في الحياة هكذا. لا يوجد شخص كانت دعوته هكذا في كلمة الله. هذه ليست رسالة في الحياة.
فأسأل نفسي: هل هذه الأمور أبعدتني عن الأمور الإلهية؟ هل أفقدتني هدفي وغرضي، دعوتي؟ أنا مدعو للعلاقة مع هذا الإله، وداخل هذه العلاقة أنا أعرف كيف أفعل أشياء. إن كان هناك شيء سيطر وسحبني زيادة، وأخذ وقتي… كيف تُقاس؟ لقد أخذ وقتي. كلماتي مسحوبة فيه. تفكيري مسحوب فيه.
أنا مستعد أن أضحي من أجله.
مثلاَ: عندي مباراة.
أنا مستعد أن أضحي بأي شيء لكي أحضر المباراة. عندي الجلسة الفلانية أو الخروجة الفلانية التي أنتظرها من حين لآخر، سأضحي بأي شيء لكي أحضر هذه الخروجة. فما هو غالٍ، ما هو نفيس، هو الذي يكون قلبي فيه. كما قال الرب يسوع: “حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ…” متى ٦: ٢١. الشيء الغالي في حياتك، قلبك سيذهب إلى هناك. أنت كيف تراه؟ أين كنزك؟
فإن أخذت الكلمة، والروح القدس هو كنزي، هو القيمة… كما يقول في مزمور ١٩: “عندما وجدت كلمتك، كمن وجد غنيمة وافرة”. كنز عظيم. أنا بدأت أتعامل معها… تخيل لو أن شخصًا يمشي في الشارع، وفجأة وقع على حقيبة وتبين أن فيها ملايين، ولم تكن ملكًا لأحد، سيكون مسرورًا وعائدًا… خلاص، أنا شكلي… هو يفكر بهذه الطريقة. كم شخص يفكر هكذا في كل مرة يجلس فيها أمام الكلمة ويجد آية تمر أمامه؟ طِر بها كما ستطير أنت! هو قال له هكذا: “ٱبْتَهَجْتُ أَنَا بِكَلَامِكَ كَمَنْ وَجَدَ غَنِيمَةً وَافِرَةً“ (مزمور ١١٩: ١٦٢). أنا أبتهج مثل شخص، بنفس الابتهاج ونفس الفرح.
لأي شيء تهلل؟ يعني، هناك أناس يهللون لكرة القدم، يهللون لشيء معين. ما يفرحك وما يحزنك هو الشيء الذي أنت مسحوب فيه. هناك “سحبة” روحية رائعة، وهي أن تُسحب إلى الروح القدس.
لأن الكتاب تكلم، الرب يسوع تكلم عن أن هناك جذبًا للروح القدس: “لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ ٱلْآبُ…” يوحنا ٦: ٤٤. ففي جذب، هذا الجذب صحيح.
وهناك “اجتذابات” أخرى تعمل، ولكن مع الأرواح الشريرة. بولس قال لأهل غلاطية هكذا: “مَنْ رَقَاكُمْ؟“ غلاطية ٣: ١. “رقاكم” يعني عمل لكم رقية. الرقية هي سحر. من سحبكم؟ “…حَتَّى لَا تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟“. من سحبكم لكي تُسحبوا “بَعْدَمَا ٱبْتَدَأْتُمْ بِٱلرُّوحِ، أَتُكَمِّلُونَ ٱلْآنَ بِٱلْجَسَدِ؟“ غلاطية ٣: ٣. أنتم بدأتموها صح، ماشين بالروح، لماذا تكملون بحواسكم؟
- خطر العلاقة السطحية: مثال لوط وإبراهيم:
غالبًا، الناس الذين يُسحبون في هذه الأشياء هم الناس الذين لم يأخذوا خطوات جدية مع الله، علاقتهم بالرب علاقة سطحية، وقتية. هو واقف من الخارج. لوط دائمًا يُقال عنه تعبير “لوط السائر مع أبرام” ليس له علاقة شخصية مع الرب، هو مُعرَّف بأبرام.
يعني، أنا أحب أن أسأل كل شخص: “بماذا أنت مُعرَّف؟”. هناك شخص مُعرَّف بالكنيسة: “أنا فلان الذي أحضر الكنيسة الفلانية. أنا فلان الذي أفعل كذا. أنا فلان الذي أخدم الخدمة الفلانية”. إبراهيم عُرف بالله، فقيل: “إبراهيم خليل الله”.
خليل الله.
أما لوط، “سائر مع أبرام”. هذا هو تعريفه. لهذا السبب، لا نقرأ عنه كثيرًا، لأنه اختار هذا الاختيار: “أنا مجرد… تعريفي مرتبط بأبرام، ليس مرتبطًا…”. كأنه يساوي أنه يسير مع القطيع، يسير في “الزيطة”، يفعلون كذا فأفعل. لم يختر أن تكون له علاقة شخصية، مع أن الرب فاتح هذا لكل شخص، ليس مقتصرًا على أناس معينين. مثلما قال الشعب لموسى: “لا، اخرج أنت وتكلم مع الرب، نحن سنبقى في الأسفل. أنت كن الوسيط بيننا”. هناك أناس اختاروا هكذا. فهؤلاء هم الناس الذين يلجأون كل قليل ليرفعوا سماعة الهاتف: “معذرة، صلِّ لي، عندي المشكلة الفلانية. يا رب، هل لديك شيء يشغلك بخصوصي؟ قل لي شيئًا اليوم. قل لي ماذا أرسل الله لي اليوم؟ طيب، صلِّ من أجل هذا الموضوع وقل لي ما هو رأي الرب فيه”.
هذا سحر. الناس الذين يذهبون إلى المشعوذين والسحرة يفعلون هكذا: “اقرأ لي الطالع. قل لي، هذه الفتاة هل ستتزوج أم لا؟ قل لي، هل عندي أعمال أم لا؟”. أليس الناس يذهبون إلى السحرة ليفعلوا هكذا؟ “اعمل لي شيئًا، تحويطة فلانية”. يعني، نوع من التحصين ليحميني ويحمي الأولاد. أريد أن أقول إن هذا أمر خطير، أن نتعامل مع الله بهذه الطريقة. هل صار الله نتعامل معه بنفس الطريقة؟ لقد اختزلت الله في مكان أذهب إليه عند الحاجة وأقول له: “اعمل لي كذا، اعمل لي كذا، أنا أريد كذا”. هذه طريقة تعامل الناس مع الأرواح الشريرة. فمن الخطورة أن يتعامل شخص مع الله بهذه الطريقة.
الله يقصد علاقة مع الإنسان، يقصد ما هو أبعد. لكن، اختر أنت.
لأنه لم تكن هناك علاقة حقيقية، نزل مع إبراهيم إلى أرض مصر. أعجبته أرض مصر، أعجبه ما فيها. فلما خرج من أرض مصر، افتعل قصة وعمل خصامًا بينه وبين إبراهيم، عمه مباشرة.
بدلاً من أن يظل سائرًا مع إبراهيم—وإبراهيم هو الوحيد الذي كان مباركًا في ذلك الوقت، الرب قال له: “سأباركك وستكون بركة لكل الناس”—فبدلاً من أن يظل ملتصقًا بالبركة، قال: “لا، أنا يعجبني شيء آخر”.
- عندما يُعشش العالم في القلب
بعد أن خرج مع إبراهيم من مصر، ظل قلبه جالسًا في مصر. لدرجة أنه رأى مكانًا فوجده يشبه مصر، فقال: “حسنًا، سأذهب وأسكن هناك”. نعم، أعجبه جدًا.
سأقرأ هذا الشاهد من تكوين ١٣.
يقول هكذا، عدد ١٠: “فَرَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى كُلَّ دَائِرَةِ ٱلْأُرْدُنِّ أَنَّ جَمِيعَهَا سَقْيٌ، قَبْلَمَا أَخْرَبَ ٱلرَّبُّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، كَجَنَّةِ ٱلرَّبِّ، كَأَرْضِ مِصْرَ“.
من أين أتى بـ “أرض مصر” هذه؟ هو ذهب في يوم من الأيام، كان مع إبراهيم وذهب ومر على أرض مصر ورأى الأشياء، فانبهر بها. مثلما يذهب شخص إلى مكان فينبهر به، أو يتعرف على أناس معينين بأسلوب معين فينبهر بهم. بدلاً من أن يكون انبهاره بالناس الرائعين الذين يحبون الرب، كما قال في مزمور ١٦: “كل مسرتي بهم”. بمن؟ “بالناس الذين يحبونك”، الناس الممجدين في الأرض، “ٱلْقِدِّيسُونَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْأَرْضِ وَٱلْأَفَاضِلُ، كُلُّ مَسَرَّتِي بِهِمْ“ (مزمور ١٦: ٣). أنا فرحي في هؤلاء الناس.
فهو انجذب إلى أناس آخرين، يضحكون بأسلوب معين، يأكلون بطريقة معينة، يخرجون خروجات معينة، يمزحون بطريقة معينة، انسحب. هو انسحب إلى أرض مصر. لهذا السبب، رأى سدوم بنفس الطريقة: “نعم، هي هذه. كان نفسي…”، من الواضح أنه كان يتمنى أن يجلس في مصر، لكن لم يكن ممكنًا طبعًا لأنهم خرجوا مطرودين، فرعون طردهم، فلم يكن ممكنًا.
عاش بها في ذهنه وفي قلبه.
فقلبه كان هناك وذهنه كان هناك، إلى أن وقع على المكان الذي سيذهب إليه. فماذا فعل؟
“حِينَمَا تَجِيءُ إِلَى صُوغَرَ. فَٱخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ…”. إذن، رفع عينيه، الموضوع لم يتم بين يوم وليلة. مر على مصر، مصر “عششت” في قلبه. بدلاً من أن يطرد هذه الأفكار ويقول: “لا، أنا ملتصق بإبراهيم، أنا ملتصق بشخص مبارك، أنا ملتصق بشخص سيغير العالم، الرب قال له: أنت بركة لكل العالم”، لا. لقد “عششت” مصر في قلبه، افتعل الخصام، رفع عينيه، بدأ يختار. بعد ذلك، يقول الكتاب: “ٱرْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقًا. فَٱعْتَزَلَ ٱلْوَاحِدُ عَنِ ٱلْآخَرِ“. هل يترك أحد إبراهيم؟ الناس ذهبت لتصنع عهودًا مع إبراهيم بسبب البركة التي كان مباركًا بها، وهو أخذ جنبًا.
يقول الكتاب: “سَكَنَ فِي مُدُنِ ٱلدَّائِرَةِ، وَنَقَلَ خِيَامَهُ إِلَى سَدُومَ“. ذهب ونقل خيمته إلى هناك، عند البوابات في الخارج. ثم بعد ذلك، عندما جاءت الملائكة لتزوره في إصحاح ١٩، نكتشف أنه كان له بيت في الداخل، وجالس… ليس فقط كان له بيت، بل هو كان يظن أنه من النبلاء في سدوم. لكنهم استهزأوا به وقالوا: “هذا لم يمضِ على مجيئه وقت، هذا ابن الأمس، يأتي ويحكم بحكمه الفصيل”، واستهزأوا به.
فأحب سدوم وتعلّق قلبه بها بسبب ارتباطها بمصر. هذه “سحبة”، كان مسحوبًا فيها.
ورغم أنه حدث سبي في ذلك الوقت وأُخذ لوط، وإبراهيم ذهب واسترده، كنا نتوقع أنه سيتعلم الدرس وعيناه مكسورتان ويقول له: “لقد أخطأت يا إبراهيم يا عمي لأنني ابتعدت عنك، أخطأت لأنني لم ألتصق بك، أخطأت لأنني ذهبت والتصقت بشيء خاطئ. سأرجع”. لا، رجع ثانية إلى سدوم، إلى أن انتهت حياته نهاية مريعة.
فقد بقية أولاده، وامرأته فقدها، كل ممتلكاته في سدوم، صفر. هو ذهب إلى سدوم لأنه أعجبه الشكل، أعجبه المنظر، كله صفر. حتى البنتان اللتان خرجتا معه، خرجتا وزنتا مع أبيهما وأنجبتا موآب وعمون، أنجبتا أيضًا نسلاً شريرًا.
- خطر التبريرات الروحية
ربما، إحدى المبررات التي كانت لدى لوط وهو ذاهب إلى سدوم، ربما جلس هكذا، عندما يقرر شخص قرارًا، أحيانًا يجلس ليبرر لنفسه بطريقة روحية.
نعم، يضع أعذارًا. “هؤلاء الناس أشرار، فلا بد أن يذهب شخص ويكلمهم عن ربنا. لا بد أن يذهب شخص ويشهد لهم. لا يمكن أن نجلس أنا وإبراهيم هكذا، لا بد أن يذهب شخص…”. هو يريد أن يذهب، هو يريد أن يستمتع، هو يرى أن قلبه هناك، كنزه هناك.
لكن، ربما هناك أناس يضعون هذه الأعذار: “حسنًا، سأذهب وأصادق المجموعة الفلانية، سأجلبهم ليسوع”. هو في الحقيقة لا يذهب ليجلبهم ليسوع، هو يذهب لأن قلبه في الشيء الذي يفعلونه.
شخص آخر: “سأتواصل التواصل الفلاني”. لو أن شخصًا مثلاً خادم، وللأسف ناس كثيرون يقعون في هذه النقطة: “سأتواصل التواصل الفلاني”، ويبدأ يتواصل مع سيدات، ويكتشف بعد ذلك أنه تورط في علاقات خاطئة. القس رامز علمنا كم هي مهمة مبادئ الخدمة: السيدة تتابع مع سيدة، والرجل يتابع مع رجل، إلا لو كانت سيدة ستتابع مع امرأة وزوجها، أو العكس.
فالناس تكون لديها… شخص يكون لديه ألف مبرر لنفسه: “سأذهب وأفعل كذا”، وهو لا يعرف…
شكله روحي.
الموضوع شكله روحي، لكنه مسحوب. مسحوب في وسائل التواصل الاجتماعي، مسحوب في أن اليوتيوب طول الوقت عيناه على اليوتيوب: أكلات جديدة، موضة جديدة، تكنولوجيا جديدة. هذه “سحبة” من ضمن الانسحابات التي تأخذ الناس عن التركيز على الأمور المهمة، الأمور الروحية.
- أين تقضي وقتك؟ وما هو المهم بالنسبة لك؟
فابدأ فكر بهذه الطريقة. أنا أحب أن أقول لكل شخص يسمعني: فكر بهذه الطريقة. ما هو المهم الذي أفعله؟ هل له قيمة أم لا؟
هناك شخص، كما كنتِ تتكلمين معي قبل الحلقة، اهتمامه بالناس: “لا، الناس صعب، الناس تعبانة، الناس يصعبون عليّ”. فلدرجة أن كل وقته أعطاه للناس. هو لم يأخذ وقته، لم يجلس مع الرب، أصبح كل وقته مأخوذًا.
المشكلة هي الانتباه. يعني، من الجيد أنني أهتم مثلاً بالناس، أهتم بشغلي، أهتم… حتى الزيادة، الاهتمام الزائد المفرط، هذا “سحبة” وأنا لا أشعر. أنا أدخل بها، أضع نفسي في المدينة الخاطئة، بالطريقة التي أُسحب بها دون أن أفكر في فكرة الكتاب تجاه هذا الأمر. كان القس دائمًا يتكلم: “ما يأخذ تفكيرك، يأخذ قلبك، من غير أن تدري”.
فيمكن اليوم أن نشجع كل شخص: فكر، ما الذي تفكر فيه كثيرًا؟ ما الذي على مدار اليوم أخذ قلبك؟ ما الذي على مدار اليوم أخذ تفكيرك؟ شغل بيت، مسؤولية، أيًا كان. حتى لو تبدو—ضعوها بين قوسين—أنها حاجة جيدة أو رائعة. القس يعلّم في هذا الوقت، ونحن في الأواخر الأيام، لا يوجد وقت لأن تُسحب، لا يوجد وقت لأن تكون مشغولاً عن الرب، لا يوجد وقت لأن يُوضع قلبك في شيء آخر. “أصل انشغلت عن الرب. أصل دخلت الجامعة فانشغلت عن الرب. أصل أنجبت طفلاً، فالطفل مسؤولية ويحتاج رعاية…”.
“أنت لا تعرف ما الذي أمر به، كم هو صعب!”.
“نعم، لا تعرف ما الذي أمر به. من أين أجد لها وقتا؟ من هنا أم من هنا؟”. الحقيقة أن الموضوع في قلبك، ليس في المشغولية. يمكنك وسط المشغولية أن تجد… أن يكون الرب هو الأولوية في حياتك، وهو سيساعدك على المشغولية.
فالموضوع في القلب. فأتكلم الآن مع أي شخص مؤمن: احذر من “السحبة”، احذر من المشغوليات، حتى وإن كانت مبررة في شكل بيت، في شكل أنني كونت أسرة، أنجبت طفلاً، أنا في الثانوية العامة الآن وعندي امتحانات. علاقتك مع الرب هي التي تحدد كل شيء، ليست الظروف هي التي تحددها. يعني، ليست الامتحانات هي التي ستحدد أن علاقتي مع الرب ستقل قليلاً، ليس دخولي في تحدٍ معين هو الذي سيحدد علاقتي مع الرب فيؤثر عليها. العكس هو الطبيعي: علاقتي مع الرب هي التي تؤثر على كل الأمور الأخرى، إلا لو أنا سمحت بذلك تحت عذر أن الشخص متكاسل أو “أنا مشغول”. “أنا مشغول”. مثلما حكى الرب يسوع قصة الرجل الذي أقام عرسًا ودعا المدعوين، فالكتاب يقول إنهم بدأوا يستعفون برأي واحد. يقول له: “أنا اشتريت فدان بقر وذاهب لأجربه”. يعني، هل حان وقت تجربته الآن؟ وكيف اشتريته ولم تجربه؟ أنت ذاهب لتجربه الآن؟ “لقد اشتريت حقلاً وذاهب لأراه”. كيف اشتريته أصلاً وأنت ذاهب لتراه؟ أكيد رأيته قبل ذلك.
الفكرة في أن الشخص قد اتخذ قراره، لكنه يتعذر، يتعذر بأمر لكي يريح ضميره الذي يقول له: “لا، أنت لست على صواب”. فيريح ضميره عبر هذا الأمر.
- “أهو وقت؟”: درس جيحزي وأليشع
سأقرأ آية كم تلمس قلبي، هذه الآية التي قالها أليشع لخادمه في ملوك الثاني الإصحاح الخامس، عدد ٢٤. عندما رفض أليشع أن يأخذ تقدمة من نعمان السرياني، طبعًا لم يعجب هذا جيحزي، غلامه. فقال: “كيف يرفض سيدي التقدمة؟ كيف تأتي هذه؟ نحن محتاجون”. فجرى وراء نعمان، وحكى له قصة وألف تأليفة ليأخذ منه تقدمة. وأليشع كان قاصدًا ألا يأخذ.
في ملوك الثاني ٥: ٢٤، ولما وصل إلىه طبعًا أخذ التقدمة، لدرجة أن نعمان الرجل قال له: “سأبعث معك جنودًا ليوصلوك بالشيء”، لأنه أخذ كمية.
“أَخَذَهَا مِنْ أَيْدِيهِمَا وَأَوْدَعَهَا فِي ٱلْبَيْتِ، وَأَطْلَقَ ٱلرَّجُلَيْنِ فَٱنْطَلَقَا“. يعني، جاء عند نقطة معينة، أول ما اقتربوا، تحركوا لكي لا ينكشف أمره.
“وَأَمَّا هُوَ فَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَ سَيِّدِهِ“. وكأن شيئًا لم يحدث.
“فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: مِنْ أَيْنَ يَا جِيحْزِي؟“. “أين كنت؟ من أين أتيت؟”. هو يظن أنه لا أحد يشعر، لا أحد يرى. “أنا كما أنا، موجود، أنا في خدمتك”. فقال، رد جيحزي: “لَمْ يَذْهَبْ عَبْدُكَ إِلَى هُنَا أَوْ هُنَاكَ“. “لم أذهب إلى أي مكان، أنا جالس مكاني”. تحتاج أن تكون صريحًا مع نفسك. يعني، هناك أناس لدرجة أنهم من كثرة ما يصدقون أنفسهم والأشياء التي يفعلونها، يتعذرون بهذه الأعذار لدى الرب. يعني، “أنت ترى يا رب، وأنت تعرف”، وهي أعذار. فهو كتب وقال له: “لم أذهب إلى أي مكان”.
“فَقَالَ لَهُ: أَلَمْ يَذْهَبْ قَلْبِي حِينَ رَجَعَ ٱلرَّجُلُ مِنْ مَرْكَبَتِهِ لِلِقَائِكَ؟“. “ألم أكن أراك؟ ألم أكن معك؟”.
“أَهُوَ وَقْتٌ…؟“. هذا ما أريد أن أركز عليه. “أَهُوَ وَقْتٌ؟“. يعني، كأني أقولها لك: “هل هذا وقته؟”. هل هذا وقته لأن تُسحب؟ هل هذا وقته لأن تنشغل بشيء غير الرب؟ طبيعي سنعمل الأعمال التي نعملها في الأرض، إذا كنت أعمل، إذا كنت أدرس، إذا كان لي عمل، هذا الطبيعي. لكن أن تُسحب فيها، هذا ليس الطبيعي.
- مثال موسى: رفض بريق العالم من أجل الأبدية
عندما سنتكلم عن هذه المدينة، سنكتشف أننا مواطنون في المدينة السماوية، مجرد نعيش هنا على الأرض فترة وسنرجع ثانية إلى مدينتنا. مثل الرحالة.
يعني، ببساطة، لا أحد يبني بيتًا على كوبري. عمرنا ما رأينا أحدًا يبني بيتًا على كوبري. الكوبري ما هو إلا توصيلة، الجسر ما هو إلا توصيلة من مكان لمكان.
بنفس الطريقة، ليكن عندك هذه العقلية. شعب إسرائيل وهم خارجون، عندما كانوا سيعبرون على أدوم، قال له هكذا: “أعبر برجلي فقط”. “أنا فقط رجلي ستعبر في أرضك، أنا لم آتِ لكي أجلس”.
هناك أناس “سيستموا” حياتهم على أنهم أتوا ليجلسوا. هذا يختلف طبعًا عن أن يكون عندك طموح للغد، لكنني أتكلم عن أن يكون الله خارج حساباتك.
سحبة القلب.
“السحبة” التي هي… فقال له: “أَهُوَ وَقْتٌ لِأَخْذِ ٱلْفِضَّةِ وَلِأَخْذِ ٱلثِّيَابِ وَٱلزَّيْتُونِ…؟“. في الحقيقة، جيحزي لم يأخذ زيتونًا، لم يذهب ويقل لنعمان: “أعطني…”. لكن أتاري أفكاره… نعم، “سآخذ هذا المال وسأبدأ أشتري حقل زيتون وسأبدأ…”.
“…وَكُرُومٍ وَغَنَمٍ وَبَقَرٍ…؟“. هو لم يأخذ كل هذا من نعمان، لكن رسمة قلبه كانت ترسم له شيئًا بعيدًا عن الرب.
“…وَعَبِيدٍ وَجَوَارٍ؟“. قال له بعد ذلك: “ستأخذ اللعنة التي مع هذه الأشياء”، لأنه تصرف بطريقة خاطئة. فالأرض بمثابة كوبري، ليس مسموحًا لك أن تتعلق به. تعلقك هو بالرب.
لدينا مثال عكسي، موسى. رغم أنه كان في قصر فرعون، أمامه كل الخزائن، أمامه كل شيء، لم تلمع أمام عينيه. كانت بالنسبة له… كان يرى الصورة الحقيقية صح. ففي عبرانيين ١١ عندما يتكلم، يقول هكذا عنه… هللويا.
في عبرانيين ١١، من عدد ٢٤: “بِٱلْإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ…”، ليس فقط كبر جسديًا، لكن أيضًا كبر ونضج روحيًا، “…أَبَى أَنْ يُدْعَى ٱبْنَ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ“. لم يحب هذا اللقب. و”أبى”—كما شرح القس—لا تعني مجرد رفض عادي، لا، هذا رفض عمدي: “لا أحد يقول لي هكذا مرة أخرى”. “أنا لست متشرفًا بالتصاقي أو بانتسابي لفرعون”.
إبراهيم كان متشرفًا بانتسابه للرب. موسى أيضًا قيل عنه “كليم الله”. فهؤلاء الناس تشرفوا: “أنا منتسب لهذا الإله”. بولس: “أعرف إنسانًا في المسيح”.
وهكذا أنت، صار انتسابك للرب، لم يعد انتسابك: “أنا فلان من العائلة الفلانية”. هناك أناس يفتخرون بهذه الأشياء: “أنا فلان الدكتور”، ويركز جدًا على “الدكتور”، “المهندس”، “البروفيسور”.
“أنا أفعل شيئًا ومميز”.
طبيعي لو قيلت، ليست خطأ. لكن أقصد: هل قلبك فيها؟ هل تستمد منها قيمة معينة؟
فقال لهم: “لا أحد يناديني هكذا مرة أخرى. أنا لا أفتخر بانتسابي لفرعون”.
“أَبَى أَنْ يُدْعَى ٱبْنَ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ، مُفَضِّلًا بِٱلْأَحْرَى…”. لا، هو فضل شيئًا آخر، شيئًا لا يساويه، شيئًا أقل بكثير. “…أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ ٱللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِٱلْخَطِيَّةِ، حَاسِبًا عَارَ ٱلْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ“. أمامه كل خزائن مصر، لم تلمع أمام عينيه كما لمعت أمام جيحزي، فجرى ليأخذ هذه الأشياء.
لأنه كان يرى شيئًا آخر، “لِأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ…”. “أنا أرى، أنا أرى الأبدية وأنا أعيش على الأرض. أنا أعيش من أجل الأبدية”.
فهي مجرد الرحلة البسيطة هذه، لكن أنا أرى من ورائها الأبدية. فكل شيء أفعله، أنا مدفوع بالأبدية. هي الدافع الخاص بي، هي المحرك الخاص بي. “…لِأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْمُجَازَاةِ“.
في الحقيقة، الكتاب عندما يقول “عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِٱلْخَطِيَّةِ“، ليست فقط الخطية المقصودة أنه يستمتع في القصر ويعيش حياته، لكن أيضًا أنه لا يعمل دعوته. موسى فهم أنه مدعو ليتحرك من أجل هذا الشعب. فكان موسى—بلغة العهد الجديد—كان فاهمًا، كما قال يوحنا: “العالم يمضي وشهوته، لكن من الذي سيثبت؟ الذي يصنع مشيئة الله”. في يوحنا الأولى، إصحاح ٢، عدد ١٧ يقول هكذا: “وَٱلْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا ٱلَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ ٱللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ“. بالنسبة لموسى، كان التمتع الوقتي بالخطية هو ألا يصنع مشيئة الله.
أنه عنده دعوة لا يريد أن يتركها.
ربما قالوا له: “يا موسى، اجلس. أنت ستفيدنا في المستقبل. ستفيد هذا الشعب المتعب. ربما تمسك في يوم من الأيام مكان فرعون. أنت سندنا في القصر، أنت الذي لنا في القصر، أنت الذي ستساعدنا في يوم من الأيام”. بالنسبة له، كانت دعوته أهم. فكأنه كان يطبق كلمات يوحنا بالضبط: “الذي يصنع مشيئة الله هو الذي يثبت”. لهذا، موسى عظيم إلى يومنا هذا، موسى رائع ونفتخر به، لأنه اختار اختيارات صحيحة في الحياة. لم يختر أن يُسحب وراء بريق مصر، لم يختر أن يُسحب وراء بريق المسميات وبريق الأسر.
وهكذا ونحن سائرون في الأرض، هناك أناس يُسحبون وراء بريق المباني، بريق الشقق، بريق المولات، الخروجات. لا، إن نظرت إلى هذا في ضوء ما سيأتي في يوم من الأيام، كل هذه الأشياء ستشتعل وستحترق. أين قلبك؟ جيحزي كان قلبه في أشياء نعمان، وللأسف أخذها وأخذ معها البرص، أخذ معها المرض.
لو قلبك فيها، تأخذها بما تحتويه من لعنات. لوط لأنه أحب شيئًا آخر خارج إبراهيم، خارج البركة، أخذ اللعنة، وظلت تتابعه حتى وهو جالس، لم يكن مرتاحًا. الرسول بطرس قال لنا إنه كان يعذب نفسه، جالسًا في حالة يعذب فيها نفسه. فأنت جالس ولست مرتاحًا، فلماذا لا تخرج؟
وهنا أتكلم مع الناس: لو أنت جالس ولست مرتاحًا في الوضع الذي أنت فيه، اختر أن تخرج من الوضع الذي أنت فيه. لا تستمر في الوضع الذي أنت فيه. أيًا كان المكان الذي كنت تقف فيه، أيًا كان ما ميزته اليوم أو ما أشارت إليه كلمة الله في المكان الذي تقف فيه، اختر أن تخرج من هذا المكان. اختر أن تذهب إلى مملكة الله، مدينة الله المختلفة. يمكن أن نتحدث عنها أكثر، لكن انتبه لهذا، هذا مهم جدًا. إن الروح القدس اليوم يأتي ليرينا: “احذر أن تكون قد انسحبت في يوم من الأيام. احذر أن تكون قد انسحبت بفكرة، حتى لو تبدو جيدة. احذر أن تكون قد انسحبت في أماكن أبعدتك عن المصدر الأساسي والعلاقة مع الله”.
سؤال وجواب: تعارض الشغل مع ميعاد الاجتماع:
- هل غيابي عن الاجتماع بسبب الشغل يُعد “سحبة”؟
لدينا سؤال جاءنا في الاستراحة، يقول: “لو أن موعد الاجتماع يتعارض مع موعد عملي، ويمكن مشاهدة الاجتماع على فيسبوك، فذهبت إلى عملي ثم شاهدت الاجتماع لاحقًا، هل هذا يُعد ‘سحبة’؟”.
القلب أن الشخص ذهب إلى عمله وشاهد الاجتماع، رائع أنه لم يترك هذا الجانب. لكن ليس من الطبيعي أن يكون هذا هو الدائم الخاص بي، أن يكون عملي متعارضًا مع الاجتماع طوال الوقت وأنا أترك الاجتماع. الرسول بولس تكلم عن هذا في عبرانيين ١٠: “غَيْرَ تَارِكِينَ ٱجْتِمَاعَنَا“. فماذا لو أن العمل هكذا وحالته هكذا؟ صلِّ، وخذ الأمر بجدية أنك تصلي. مهم أنك تتواجد مع الجسد.
بالنسبة لقصة “السحبة”، أكثر شخص يمكن أن يعرفها هو الشخص نفسه، ومن يتابعه روحيًا هو الذي يقدر أن يقول للشخص: “أنت مسحوب أم لا”. لأنه قد يكون الأمر مبررًا لدى الشخص: “هذا عملي، ماذا أفعل؟ هل أترك عملي؟ هل يريد الله أن أترك عملي ولا أجد ما آكله؟”. يمكن أن يبررها الناس بهذه الطريقة. وقد تكون فعلاً مضطرًا للأمر. فأكثر من سيحكم في “السحبة” هو أنت، أنت تبقى عارفًا قلبك، هل أنا فعلاً مأخوذ؟ هل أنا فعلاً حقيقي مع نفسي؟
- خطر الانفصال القلبي حتى داخل الاجتماع
ممكن أكون داخل الاجتماع ومأخوذ أيضًا.
نعم، ممكن فعلاً. ممكن أن يحدث العكس. هناك أناس يكونون بأجسادهم داخل الاجتماع، لكن قلوبهم، كما قلنا عن الشعب، كانوا في البرية ذاهبين إلى أرض كنعان، لكن قلوبهم كانت في مكان آخر، قلوبهم كانت في مصر. كانوا جالسين وهم في مصر.
فرائع القلب أن شخصًا يتابع ولا يترك، لكن لو أن هذا هو الطبيعي، لا، الاجتماع مهم. يعني، عندما سنتكلم عن المدينة التي صنعها الرب، الكتاب يقول إن الرب يحب جدًا اجتماعات هذه المدينة. يعني، سنقرأ المزامير وهم يتنبأون عن المدينة، وأن الرب يعشق أصلاً… “أَحَبَّ ٱلرَّبُّ أَبْوَابَ صِهْيَوْنَ“. هذه المدينة اسمها “صهيون”، وهي مدينة روحية، ليست صهيون الأرضية المادية. الرب أحب أبواب صهيون، أماكن الاجتماع الخاصة بها. ولدرجة أننا سنقرأ في مزمور أنه قال لهم: “اجمعوا إليّ أتقيائي، القاطعين عهدي على ذبيحة”. أنا أحب أن أجتمع مع أولادي، مع جسدي.
ويمكن، لو أنني لا أعرف كيف أميز، يمكن أن أرجع إلى قيادتي الروحية. وهذا دور مهم جدًا للقيادة، أن تميز معي أين أقف أنا، هل أنا مسحوب أم أن هذا فعلاً أمر أحتاج أن أواجهه بإيمان وصلوات لكي يتغير. ولدينا ناس كثيرون، كثيرون، كثيرون، فعلاً أشغالهم ترتبت بطريقة معجزية لتتضبط على الطبيعي.
الحياة الروحية تضبط الحياة المادية والجسدية، هذا هو الطبيعي. لا تمشِ بالعكس، ليست حياتي المادية هي التي تضبط لي… ليس عملي، ليس ارتباطي، ليس أولادي هم الذين يضبطون حياتي الروحية. العكس.
لسنين طويلة، اعتاد الناس على العكس، وجعلوا هذا مبررًا. وخرجت منها ألفاظ مثل “العمل عبادة”، الألفاظ التي هي على أساس أن يبرر الشخص نفسه: “ما هو العمل عبادة!”.
طيب، أين الرب في حياتك؟ ما الذي يأخذه؟
“أنا أصلي قبل أن أنام، أنا أقرأ إصحاحًا في اليوم”.
هذا يساوي لوط السائر مع أبرام، فلان الذي يقرأ إصحاحًا في اليوم، وهو غير مرتبط بالرب، جميل القلب أنه يقرأ في اليوم، هذا رائع، ليس خطأ. لكن هناك مكان أعمق يمكنك أن تدخله، لماذا تعيش على الحافة؟
الاتزان الروحي في عالم متغير:
- “الوقت منذ الآن مقصر”: كيف نعيش في الأيام الأخيرة؟
سأختم بشيء في الجزء الماضي: ما هو الاتزان في الأمر؟ كان قد شرحها القس رامز في كورنثوس الأولى الإصحاح السابع. ما هو الاتزان في الأمر بين الأمور العالمية التي نعملها؟
في كورنثوس الأولى ٧، من عدد ٢٩، لكي لا يكون الشخص مسحوبًا، أناسًا في وقت ما تركوا الرب، بعد أن كان في يوم من الأيام مشتعلاً، يقول لك: “أنا كنت أخدم وكنت أفعل… منذ أن تزوجت، منذ أن اشتغلت في الوظيفة الفلانية، منذ أن سافرت السفر الفلاني”.
وهذه كثيرًا ما نسمعها من زوجات ونحن في الرعاية: “منذ أن اشتغل، كان مسبحًا وكان مؤمنًا رائعًا وخادمًا، وفجأة ترك كل شيء”.
الموضوع ليس العمل، ليس الظروف، الموضوع في قلب الشخص. في سفر الأمثال، الآية تقول هكذا: “إِنِ ٱرْتَخَيْتَ فِي يَوْمِ ٱلضِّيقِ ضَاقَتْ قُوَّتُكَ“ أمثال ٢٤: ١٠. بمعنى، لو أنك ضعفت في يوم الضيق، فاعرف أصلاً أنك من الأساس كنت ضعيفًا، وما يوم الضيق إلا أنه أظهر وكشف هذا الشيء. مثل الشخص الذي لم يتعلم جيدًا كيف يقود السيارة، فطالما أن الطريق سريع ومستقيم، ويسير وحده دون سيارات، لا أحد يكتشف شيئًا. بمجرد أن يدخل في زحمة سيارات، ويدخل في ملفات وأشياء ومنعطفات، يبدأ يظهر الأمر. فالحقيقة هنا أنك لم تتدرب بالكلمة من قبل. فأنت تظن: “زوجتي هي السبب. أنا منذ أن تزوجت هذه الزيجة وأنا تعلمت الشتيمة وبدأت أدخن وبدأت أفعل وبدأت أشتم، لم أكن أشتم”.
الحقيقة هي قلبك. وهناك أناس يربطون علاقتهم بنظام “لو أن الرب”، أيضًا الذين يقولون بطريقة عكسية: “لو أن الرب أنهى لي هذا الموضوع، أنا سأسلم حياتي للرب وسأعرف الرب، أو أنا سأرجع بتركيزي مع الرب ثانيةً وسأرجع وأجلس أمامه وأسبح وأصلي”، وكأن كل شيء مرتبط بهذا الطلب.
وفي الحقيقة، هذا لا يحدث، لأنك تربط الرب بالظروف. وكانت ستظهر لك أشياء أخرى. يعني، حتى لو مر هذا الأمر، لكن هذه هي الفكرة.
هذا قرار أنت تتخذه، وتلتصق بروحك بأنك ستقدر أن تفعله، وأنك أنت خامتك طبيعي هكذا. يعني، ليس طبيعيًا أن تكون منجذبًا، أنت تابع لهذه المدينة. ربما لو هناك وقت في هذه الحلقة أو الحلقات القادمة، سنتكلم عن الناس الذين وُلدوا في المدينة، والرب قعد، الكتاب يقول، سجل أسماءهم، مثل سجل المواليد الذي يكون في أي بلد، فلما يولد طفل يذهبون ويسجلونه. الرب سجل أسماء الناس الذين وُلدوا داخل هذه المدينة، وكتبها بنفسه.
- التعامل مع العالم كأنك لا تستعمله
في كورنثوس ٧: ٢٩: “فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ: ٱلْوَقْتُ مُنْذُ ٱلْآنَ مُقَصَّرٌ“. خلاص، اقتربنا، لا يوجد وقت. فبولس يقول لهم هذا الكلام، وهو لنا أكثر في هذا الوقت. يعني، بولس كتب هذا الكلام منذ ما يقرب من ألفي سنة، فهذا الكلام لنا أكثر الآن. “لِكَيْ يَكُونَ ٱلَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ“. ليس معناه أن الشخص لا يتزوج، لكن أن يتعامل في الحياة، ليس بمجرد أن يتزوج “وَٱلَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لَا يَبْكُونَ، وَٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لَا يَفْرَحُونَ“. كأنه يقول: “تعامل… مشاعرك ماتت تجاه العالم”. هنا يتكلم عن الفرح والحزن والأمور العالمية، لأن هناك أمورًا إلهية تفرح،… “وَٱلَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَا يَمْلِكُونَ“. تعامل معها كأنك لا تملكها، هذه تخص الرب. وهذه واحدة من مبادئ الرعاية: أي أمر، لو أنك ضبطت قلبك: “أنا سأحضره وسأستخدمه للرب”، تلقائيًا أنت أدخلت البركة في هذا الشيء.
لماذا نعطي العشور؟ لماذا نعطي التقدمات؟ لماذا نعطي الباكورة؟ بمثابة أننا نقول للرب: “أنت لك شيء فيما يخصنا، في دخلنا. أنت ليس فقط لك شيء في عقلي يا رب أفكر فيك، ليس فقط لك شيء في جسدي أن أرفع يدي…”. أي شيء خارج هذا الإله، هو لعنة في العالم. لكن الذين يسيرون مع هذا الإله هم الذين يقعون تحت جو البركة.
فأنت، مع هذا الإله، تعامل بنفس المنطلق: “أنا أحضرت هذا الموبايل لكي أستخدمه للرب”. ليس “للرب” يعني أنك ستضعه هكذا وتغلقه وتقول: “لن أستخدمه، هذا خاص بالرب، عندما يأتي الرب يسوع سأعطيه له هدية”. لا، لن تفعل ذلك، لكنك ستستخدمه الاستخدام الصحيح الذي يمجد الله. فيقول: تعامل بنفس المنطلق. “وَٱلَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هَذَا ٱلْعَالَمَ…” يعني، هو يقول لك: “استعمل العالم”، ليس معناه لا تتزوج، لا تشتري. لا، تزوج واشترِ، لكن ليس هذا هو الذي “آكل” قلبك. الذي “آكل” قلبك هو الرب. “…كَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَعْمِلُونَهُ“. تعامل بنفس الأمر.
ماذا لو جاء الرب الآن، هل أنت مستعد أن تترك؟ هل هناك أشياء غالية في حياتك، لو جاء الرب وقال لك: “تعال إلى هنا”، تقول: “لا يا رب، أنا لم أنهِ الكلية بعد، لم أشتغل بعد، لقد اشتريت هذا الشيء للتو، أنا للتو تزوجت ولم ألحق أن أفرح بحياتي، أو ابني للتو قادم في الطريق”؟
هذا مع أن هناك أمورًا غالية. هنا الرسول يقول: “الذي يستعمل العالم، تعامل وكأنك لا تستعمله”. ثم قال عبارة مثلما قالها يوحنا: “لِأَنَّ هَيْئَةَ هَذَا ٱلْعَالَمِ تَزُولُ“. يوحنا قالها: “العالم يمضي وشهوته”. فانظر، كل الذي تراه هذا، في يوم من الأيام سيشتعل. لا تضع قلبك فيه، استعمله، استعمله صح من أجل مملكة الله. قلبك ليس هنا، هذا هو المفتاح.
- مفتاح الأمان في عالم زائل
وهذا هو مفتاح القلق لمن يضع قلبه في العالم. لأنني بمجرد أن أضع قلبي في عملي، أنا مرعوب. جاءت فترة كورونا، العمل قل، فرعبي سيزداد. يعني، ممكن لا أجد عملاً. حدث وباء معين وأنا أضع أملي في شيء معين، في قليل من المال في البنك، فالمال بدأ يُسحب على مصاريف الأدوية والأشياء هذه. بمجرد أن تضع قلبك في الرب، لن تخشى من أي شيء. قالوا هكذا في مزمور ٤٦: “اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي ٱلضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا“.
أنت تختبر في الضيق كم هو مُعين. يعني، ليس فقط في الظروف العادية، بل في الضيقات وُجد شديدًا، تختبر شدة قدرته. “لِذَلِكَ لَا نَخْشَى” ، شخص يفتح صدره ويقول: “أنا جاهز لأواجه أي شيء، وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ ٱلْأَرْضُ، وَلَوِ ٱنْقَلَبَتِ ٱلْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ ٱلْبِحَارِ“. مهما حدث لن اتأثر.
كثيرًا ما نرنم هذه الترانيم، لكننا لا ندرك أننا يمكن أن نعيشها، هذه الكلمات حقيقية جدًا، ليست في الخيال، ليست أمنيات نقولها، لكنها فعلاً، فعلاً لكل مؤمن له أن يعيش هذه الحياة، يعيش هذا الشكل الرائع، كيف يستمتع. وهذا لا يعني أنه سيفقد كل شيء، بل سيذوق الطعم الحقيقي.
الرب يسوع شجع الناس وقال لهم: ” استثمروا في الأمور الإلهية، استثمروا في السماء”. فقال لهم: “إن وضعتم أموالكم في الأرض، سينقب السارقون ويفسد السوس”. فما كان يتكلم فقط عن العطاء، العطاء المادي تجاه ملكوته، لكنه كان يتكلم عامة: “أين قلبك؟”. لو قلبك في الأرض، فهناك أشياء ستفسد في الأرض. إن استثمرت في السماء، سواء أفكار، سواء وقت، سواء ماديات، إن استثمرت، هل هناك… لا يوجد سوس. وهذا لا يعني أنني أعمل أشياء هنا وأذهب لأكافأ عليها هناك. المكافآت ستتم هنا، لأن الرب قال إن الشخص سيكافأ مئة ضعف في هذا الزمان. فالشخص سيكافأ في هذا الزمان، لكن أنت وضعت الاستثمار، أصبحت حكيمًا وعاقلاً، ووضعت… “هذا البنك يعمل استثمارًا صحيحًا، اسمه البنك السماوي، هذا الذي يعمل استثمارًا صحيحًا، هو هذا الذي سأضع فيه قلبي”. تجد نفسك مطمئنًا في عز ما الناس مرعوبة وخائفة، في عز ما الناس… يعني، تنتظر… الكتاب قال إن الناس من هول ما سيأتي، سيغشى عليهم، مرعوبون فقط من: “يا ترى، ما الذي سيأتي؟ يا ترى، ما الذي سيأتي؟”. أنت تجد نفسك في مكان مختلف. سنتكلم على هذه المدينة، سنعرف أن الساكن في هذه المدينة حالته مختلفة عن الناس الذين في الخارج، مع أنه يعيش مثلهم، يسير مثلهم على الأرض، لكن حالته مختلفة.
محاولات بابل لطمس هويتك الروحية:
- تشويه الهوية: درس دانيال وأصحابه
من ضمن الأشياء التي تفعلها بابل، بخلاف “السحبة”، هي محاولة تشويه هويتك. من أنت؟ بابل تفعل هكذا. رأينا هذا متى؟ عندما سبت مملكة بابل في يوم من الأيام شعب المملكة الجنوبية، الذين كانوا من أسباط إسرائيل. وكان من ضمن الناس الذين أُخذوا أناس رائعون من العائلة الملكية، وهو دانيال وأصحابه: حنانيا وميشائيل وعزريا. أرادوا أن يزيلوا، يطمسوا الهوية. كأني مثلاً قلت إن هذا اللون رمادي أو هذا اللون أصفر، وأريد أن أزيل اللون الأصفر، فأريد أن أطمسه، فسأحضر لونًا أسود وأضعه عليه لكي أداريه.
فماذا فعلوا؟ غيروا أسماءهم. والأسماء التي لُقبوا بها، بيلشاصر، شدرخ، ميشخ، عبدنغو، التي نقرأها، هذه أسماء بابلية، أسماء آلهة أصلاً. فربطوهم بآلهتهم. بدأوا يعلمونهم اللغة الكلدانية الخاصة بهم. بدأوا يجعلوهم يمارسون الأشياء التي تُمارس في بابل. فهناك محاولة دائمًا من نظام بابل أن تضيع هوية الشخص وسط ما هو سائر في الحياة، وسط ما هو سائر.
- هل يحدث طمس الهوية الآن؟ وكيف؟
هل هذا ممكن أن يحدث الآن أو هو حاصل فعلاً؟
أنك تفكر وتتكلم بلغة ليست لغتك، بلغة العالم. يعني، سنرى في الحلقات القادمة ما هي اللغة التي من المفترض أن تتكلم بها. أنت أصبحت في مملكة، هذه المملكة لها قوانينها، كما أقول: هذه البلد لها لغتها، أمريكا لغتها إنجليزية، فرنسا لغتها فرنسية، مصر لغتها مصرية. فممكن أنت تكون تعيش في المدينة، لكنك تتكلم لغة مدينة أخرى. أليس هناك مثلاً عرب يعيشون في أمريكا ويتكلمون العربية، مع أنهم يعيشون في أمريكا؟ فممكن أن تتكلم مثل الناس، لا أتكلم عن مجرد اللغة، اللغة المجردة، لكن أتكلم عن “من أنت؟”.
كيف تتعامل؟ كيف ترى نفسك؟ من الذي يتكلم لك؟ ما هي الأشياء التي اعتدت عليها؟ ما هي الرسمة التي رسمتها لنفسك، من أين أتيت بها؟
- عقلية الفيل المربوط: هل تعيش بإيمان سلبي؟
سأذكر قصة مشهورة تُحكى دائمًا عن الرجل الذي ذهب إلى السيرك، فرأى فيلاً ضخمًا ورآه مربوطًا بحبل ضعيف. فالرجل استغرب، قال لهم: “ألستم خائفين أن يهرب؟ هذا فيل ضخم جدًا. مجرد لو… وهو مربوط في عمود ضعيف أيضًا”.
فحُكيت له القصة. قالوا له: “عندما يكون هذا الفيل لا يزال صغيرًا، لا يزال طفلاً، يكون هذا العمود وهذا الحبل كافيين لجعله، مهما ذهب شمالاً يمينًا، لا يعرف كيف يتحرك. فيكبر وهو بداخله عقلية أنه مربوط. ‘أنا حاولت زمان ولم أستطع، فأنا هذا هو آخري'”. فانطبع بداخله إيمان في نفسه، لكنه إيمان سلبي: “أنا آخري هكذا، لن أعرف كيف أفعل أكثر من ذلك”. لهذا السبب، نفس الحبل… لم يضطروا أن يحضروا عمودًا كبيرًا ضخمًا، مع أن قوة الفيل زادت وتضخم، لكنه يعيش بعقلية الفيل الصغير. فهناك أناس في مملكة الله يعيشون بعقلية أطفال، يعيشون بعقلية بلدهم، يعيشون يتكلمون كلمات أخرى مختلفة عن الكلمات الإلهية.
- “اذهب عني يا شيطان”: وعي يسوع الروحي
القس شرح مرة أن الرب يسوع أوقف بطرس عندما قال له: “اذهب عني يا شيطان”. بطرس ماذا كان يقول وقتها؟ كان يقول: “لا يا رب، لا تذهب إلى الصليب، حاشاك”، وبدأ ينتهر يسوع. يسوع يفهم أهمية الكلمات.
هذه ليست “دروشة” زائدة، هذه هي الحقيقة. لأن كلمة الله هي المقياس الخاص بي، هي التي تقول لي ما هي “الدروشة” وما هي الحقيقة. هذا لا يعني أنني لن أخرج، لن أتكلم مع الناس. لا، سأفعل ذلك، لكن وأنا واعٍ لما وراء الأمور. واعٍ بأن هذه المكالمة عندما جاءتني، وأنا حزنت بعدها وتضايقت بعدها، أتاري أن هناك أرواحًا شريرة ترمي شيئًا من ورائها، لأن الأرواح الشريرة يمكن أن تستخدم حتى مؤمنين.
بطرس، في نفس الحادثة التي قال فيها ليسوع: “حاشاك يا رب”، الرب قال له: “اذهب عني يا شيطان”. قبلها مباشرة بدقائق، كان قد حدث إعلان من الآب، ويسوع امتدح بطرس، قال له: “طوبى لك يا سمعان ابن يونا، إن لحمًا ودمًا لم يعلن لك”، عندما قال له: “أنت هو المسيح ابن الله الحي”.
فالشخص، حسب “جهاز استقبال الإشارة” الخاص به، أين يضبطه، ممكن أن يلقط من السماء، من أمور عالم الروح الصحيحة، وممكن أن يلقط من أرواح شريرة.
فالفكرة هي أنني واعٍ. أنا واعٍ بأن ما حدث هذا، وراءه شيء. طبيعي، لا يوجد شيء يحدث، الذي يسميه الناس “طبيعي”. كل شيء وراءه سبب، كل شيء وراءه شيء. ولهذا، الذكي لا يمرر أي شيء وكفى. في يوم من الأيام، داود جلس ثلاث سنين لا يوجد مطر في أرضه، بدأت تحصل مجاعة. داود ليس معتادًا على هذا. يعني، لو نحن فسرناها، سنقول: “طبيعي، ما المشكلة؟ حدث تغير في الطقس، حدث تغير في أي شيء”. داود يفهم الشريعة، أن هذه واحدة من اللعنات: “سأجعل أرضك حديدًا والسماء نحاسًا”، فلا يكون هناك مطر، فلا تكون هناك بركة.
فبسرعة ذهب وسأل الرب، قال له: “ما الذي حدث؟ هذا ليس طبيعيًا”. يعني، السنة الأولى مرت، قلنا يمكن عادية. السنة الثانية… بدأ يفيق ويسأل. وهكذا بولس أيضًا، عندما كان يتضرع من أجل الشوكة، التي هي ملاك الشيطان، الاضطهاد الذي كان حاصلًا، وثلاث مرات، يعني، أخذ إجابة وقتها، لكنه بدأ يتساءل، يعني، لم يترك الأمور عائمة، فبدأ يسأل: “ما الأمر؟”.
حرب الهوية: كيف تعرف ذاتك وتثبت في عالم متغير؟
فجميل أن أقف وأسأل: “ما الأمر؟”، لأن كل شيء وراءه سبب، يعني لا يوجد شيء يحدث هكذا مجردًا.
يمكن قليلًا لأننا نكون رابطين فكرة كوني كمؤمن، خلاص، يعني إبليس لن يسكن، كأنني ابتعدت عنه، لكنني لست مدركًا للبعد الروحي، أنني في هذه المملكة. فهذا ما يجعلنا ندرك الآن أنه، لا، أنا بالفعل في عالم الروح. عالم الروح هذا، كما أن فيه ملائكة، فيه أيضًا إبليس، طوال الوقت يحاول أن يرمي، يرمي أفكاره، يعني يرمي طريقته، يرمي، كما قلنا، تقليده.
تقليد الشيء الصحيح لكي يبدو أنه مقبول. لأنه لو رمى شيئًا غريبًا، لن يُقبل. وهذا ما يمكن أن نُخدع فيه في وقت ما.
وهذا لا يخيفنا أيضًا، أنه يعني “إبليس وراءنا وراءنا”، متى سننتهي؟ لا، يعني نحن نتكلم عن استراتيجيته لكي “لا نجهل أفكاره”، ليس لكي نتكلم عنه كثيرًا ونعظمه. لا، المملكة فيها كلام كثير لنتكلم عنه.
لكن طرقه التي صارت مبررة ومفسرة لدى الطب النفسي—هذا اكتئاب، هذا نوع الـ “بايبولر”، أحيانًا اكتئاب وأحيانًا يكون الشخص في حالة من النشوة—أصبحت مفسرة طبيًا. فالشخص أصبح… هذا عادي، يعني هذا مرض، الطب اكتشف أنه مرض. المهم، كلمة الله ماذا تقول عنه؟
- الحرب الحالية هي حرب هوية
الحرب الحالية، كما قال القس رامز، هي حرب هوية.
هل أنت تعرف من أنت؟
إن كنت تعرف من أنت، ستعبر وسط الظروف ووسط التحديات. إن لم تكن تعرف، ستُدهس من الظروف، من الأحداث. والرائع أنه مسموح لنا أن نعرف من نحن. يعني، مسموح لنا أن نخرج من العقلية الخاطئة التي يحاول إبليس أن يرميها ويصنعها.
متى الإصحاح الثالث والرابع يحكيان لنا عن نقطة مهمة جدًا. الكتاب لم يُكتب على هيئة إصحاحات، والأعداد كُتبت للتسهيل. فكأنك تقرأ جزئية أواخر متى ثلاثة مع أوائل متى أربعة كأنهما جزء واحد. ومتى كان يريد أن يرينا شيئًا. في المعمودية، الرب يسوع شُهدت شهادة من الآب عنه: “هَذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي بِهِ سُرِرْتُ“. بعد ذلك ببضعة أعداد مباشرة، أول شيء استخدمه إبليس في التجربة مع الرب يسوع، استخدم ماذا؟ “إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللهِ…”. هو، يسوع، للتو سمع ماذا؟
“أنت ابني، هذا هو ابني الحبيب”. فسمعها “ابني”. فإبليس يأتي ليشككه في ماذا؟
في الهوية. “أنت ابن؟ إن كنت ابن الله…”. سؤال فيه تشكيك. “هل أنت فعلاً هكذا؟ طيب، لماذا ليس مهتمًا بك؟ لماذا لا يحضر لك خبزًا؟ افعل شيئًا أنت، تحرك أنت”. فطوال الوقت، يعني أريد أن أقول: كونها حدثت مع يسوع، فلا تستغرب أن تحدث معك “ماذا؟ هل أشك أنني…؟”. لا تستغرب، طبيعي، هذه أفكار مرمية عليك، ليست طالعة منك. لو أنك وُلدت من الله، فهي ليست طالعة منك. لكن إبليس سيستخدم هذا، أنه طوال الوقت يسعى لضرب الهوية، لكي لا تعرف من أنت، لا تعرف من أين أتيت، لا تعرف إلى أين أنت ذاهب. يجعلها تذوب هكذا، لدرجة أن هناك أناسًا يفتخرون بأن “أنا مثلاً عشت حياتي في المكان الفلاني ولم يعرف أحد أنني مسيحي”. هو مسرور وهو يقول هكذا. وكأنه ذاب وسط المجتمع. لا، الكتاب قال عنا إننا نور.
طبيعي، الظلمة ستكرهك.
فإبليس حتى فكرة الهوية الروحية يفسدها. يفسد هوية الإنسان حتى الإنسانية والفكرية، أنه “أنت هويتك، حتى أنت تنتمي لمن؟”. فكأنه يفسد هذا، وقد بدأ يفعله في الأطفال الصغار من الآن. “لا يفرق، المهم أن تكون براحتك، ما تراه، ما تحسه”. كأن هذا هو هدفه الأساسي.
يفسد هذا، لكنه يسهله ويجمله ويعطيه شرعية: “عادي أن تكون أي شيء”.
- تشويه الهوية الجسدية والجنسية
هذا حقيقي. هو يشتغل على الهوية الروحية، ونجح مع بعض الناس. طبيعي، ما هو روحي سينجح مع ما هو جسدي.
فالآن أصبح فعلاً في بعض البلاد، لا تكتب أن طفلك هذا ذكر أم أنثى. لا تكتب له هذا ولد أم بنت، اتركه يختار. من أين أتينا بهذه؟ ليست هذه هي الطريقة الإلهية.
الرب “ذكرًا وأنثى خلقهم” من تكوين الإصحاح الأول. الأمر مرتب لدى الله، وهو دائمًا يريد أن يفسد أي ترتيب.
بحجة المثلية الجنسية، يحاولون أن يقولوا إن لها أسبابًا… “أصلها أسباب جينية، أصلها أسباب… اكتشفوا أنه أصلاً…”. هذه أكاذيب، هذا الكلام عارٍ من الصحة، لا يوجد شيء اسمه هكذا.
حتى وإن حاولوا أن يعملوا أبحاثًا، لا يوجد شيء كتابي اسمه هكذا. الكتاب هو الذي يحكم. لم يتركنا نخمن.
أنا أعرف أن هناك أناسًا ربما تعمقوا في دراسة الأمر، لكن لو سرت وراء الأمر، ستكتشف أنه مليء بالأكاذيب، لكي يكون مبررًا لدى الشخص: “أنت مسكين، ليس لك ذنب. أنت عندك ميول هكذا، ماذا ستفعل؟ أنت رجل عندك ميول لرجل، أنتِ امرأة عندك ميول لامرأة، أنت طبيعي، ماذا ستفعل؟ هذا مرض”. فيعطون تعبير “مرض” للشخص لكي لا يشعر الشخص بالخطأ. يعني، “خلاص، ماذا سأفعل؟ شاء الله أن أكون مصابًا بهذا المرض”.
وهذه نفس القصة: “هؤلاء الناس بتوع ربنا، ونحن ليس لنا في هذه القصص يا سيدي. ليس لنا في هذه القصص، اتركونا، ليس لنا في هذه الدروشة”.
الكتاب تكلم في كورنثوس الأولى الإصحاح السادس، بولس قال لهم، قال لأهل كورنثوس: “كان فيكم أناس هكذا. كان فيكم أناس شاذون جنسيًا، كان فيكم مضاجعو ذكور”، وعرفوا الرب وتغيروا. فالموضوع، لا تتعامل معه كأنه أمر مرضي لديك فتسلك فيه. لأنه يسعى فعلاً من خلال ديزني ومن خلال نتفليكس وأشياء كهذه، منذ زمن، أن يحصل تشويه للهوية الجنسية. “فاترك الشخص يعيش براحته، اتركه يعيش”. ويحصل “ترانسجندر” الآن، وهو أن يغير الشخص نفسه ليصبح امرأة، أو الولد أو البنت تصبح رجلاً. يريد أن يشوه كل شيء. والكتاب في رومية الإصحاح الأول قال هكذا: بمجرد أن يفقد الشخص معرفة هذا الإله…
يعني، جاءت في ترجمة من الترجمات، ترجمة “الرسالة”، أنه يفقد معرفته بنفسه، فلدرجة أنه لا يعود يعرف نفسه، فيبدأ يميل وينجذب لأشياء خاطئة، ليست الأشياء الإلهية الموجودة. إبليس يريد أن يهدم دائمًا الأساس الإلهي، وهو الأسرة. ما هو لو أنا هدمت “الرجل رجل والست ست”، فهذا يساوي أنني سأهدم الأسرة. يعني، خلاص، لا توجد أسرة. ومن حيث لا توجد أسرة، سأعرف كيف أهدم الله، لأن الله يريد أن يكون أسرة. يعني، سأعرف كيف أهدم الفكر الإلهي. وفي هذا الوقت، يريد أن يهدم هذه المبادئ. فسواء يلعب في الهوية الروحية، أو حتى في الهوية الجسدية لدى الناس، وخاصة لدى الأطفال. فيزرع هذا الفكر مبكرًا، يسعى مبكرًا جدًا ليزرع هذا الفكر، ويعمل شخصيات كرتونية بالنوعين، لا يعود الطفل يعرف نفسه هو ماذا، وسينشأ على حسب ما يُقال له.
يعني، نجد مثلاً طفلاً ولدًا ينشأ يتعامل كبنت، لأن هذا هو ما سمعه، هذا هو ما تم، ما قيل له. هذه هي الطريقة التي رآها، ليس لأنه هو فيه مشكلة.
هذا يختلف طبعًا عن بعض الأمور التي يكون فيها مشكلة في الهرمونات، لكن سيظل الولد ولدًا وستظل البنت بنتًا بنفس الطريقة. فهذه محاولة من المحاولات أيضًا التي نراها حاليًا من قِبل بابل، ضرب الهوية، ليس فقط الروحية للشخص، وبالتالي الجسدية، بل أيضًا الهوية الجنسية للناس. فالشخص لا يعود عارفًا وهو سائر في الحياة من هو.
- مواجهة التعطيل الروحي
واحدة من هذه الأشياء أيضًا هي أنهم منعوا دانيال أن يصلي، لم يريدوا أن يعبد دانيال. فلا تستغرب، لأنه يكون هناك محاولات وتجد تعطيلاً. كل مرة ستجد أنك تريد أن تأخذ وقتك، تريد أن تصلي أو تريد أن تدرس الكلمة، تجد تعطيلاً. طبيعي، إبليس لا يحب هذا الشيء، لكنك تأخذ طريقًا صحيحًا، فيحاول أن يصنع معطلات. إبليس—لكي نفهم الأمر—لن يوقف عمله، وهو صنع المشتتات.
دورك أنت ألا توقف عملك، أن تظل مركزًا. هذه هي القصة. وأنت سائر على الطريق، حولك سيارات كثيرة. طبيعي، ستجد… لو أن ذهني ذهب معهم، من يذهب ومن يأتي، وأعد كم سيارة… لا. أنا دوري أن أنشغل بالطريق فقط. كما نجد اللافتة: “لا تنشغل بغير الطريق”. دورك أن تظل مركزًا. ركز روحيًا. لا تقل: “هم، إبليس…”.
سيفضل يصنع ألاعيبه، شقاوته، أنه يريدك أن تتشتت. أنت دورك، استمر في صنع عملك. هو دوره… يعني هذا هو الدور المسرحي الذي يقوم به. نعم، هو طالع في المسرحية بهذا الدور. أنت طالع أيضًا بدور أنك مركز. حافظ على هذا التركيز.
خطوات عملية للخروج من “السحبة” واستعادة الهوية
- “أنا مسحوب وضائع، ماذا أفعل؟“
وأقدر أن أفعل ذلك لو أنني الآن اكتشفت أنني في هذا المكان، اكتشفت أنني مشتت، اكتشفت أنني مسحوب في هذا المكان. ما الذي أفعله؟ يعني، ما هي الخطوات التي لو أردت أن تساعدني، كيف أفعلها؟ أنا لا قادر أن أتكلم ولا أقدر أن أفعل شيئًا، أنا مستنزف، أنا مسحوب، مسحوب ولا أعرف من أنا، ماذا أفعل؟
تمام. لو أنت مؤمن، لو أن شخصًا مؤمنًا يسمعنا وواقع في هذا المكان، هناك مخرج.
فهناك أمل. يعني، لا تعش بالخبرة القديمة الخاصة بك: “أنا لي وقت طويل لم أقم”. لا، يمكنك أن تقوم على رجلك. لكن الذي تفعله، ضع ثقتك في الروح القدس، أنه يخدمك الآن حتى وأنت تسمعنا، يقيمك ويساعدك. وابدأ تكلم. لو أنك كنت تتكلم بألسنة ولك وقت متوقف، استرجع ثانيةً الألسنة، تكلم بالألسنة، الألسنة لم تتوقف.
“أنا لست قادرًا أن أفعلها، أحس أنني ثقيل، لست قادرًا. يعني، أحاول أن أصلي فآخذ لي دقيقتين هكذا وخلاص”. هذه كذبة. يعني، هذه في حد ذاتها، أن أفكر بهذه الطريقة، أنا مخدوع في نفسي وأنا لا أعرف. هذه كذبة من إبليس. تمامًا مثل قصة الفيل. لو ذهبنا إلى الفيل الكبير، الأب الكبير هذا، وقلنا له: “يا فيل، تحرك، تحرك”، سيقول: “لا، لن أقدر أن أفعلها”. “لماذا؟”. “أصل وأنا صغير حاولت”. هذه كذبة. نحن لأننا من الخارج، نرى. لأننا ننظر من الخارج، نرى الحقيقة: لا، هذا ضخم، مجرد لو حرك رجله هكذا، خلاص، العمود والحبل المربوط به…
بنفس الطريقة، الكلمة تقول لك حقيقتك. دورك، صدّقها الآن. حقيقتك أنك تقدر أن تخرج.
يكفي أنك تصدق هذه. حاسس، مش حاسس، لا يهم. الإحساس ليس هو الذي يفرق. “يا، زمان كانت عندي أشواق للرب وكنت أدخل أصلي وأبكي، والآن لا توجد مشاعر”. ليست مشكلة، لا توجد فيها مشكلة. حتى لو لا توجد مشاعر، امشِ بإيمان. هذا وقت أن مشاعرك ليست هي التي تقيّم علاقتك بالله. لا، اخطُ هذه الخطوة بإيمان. الرب قال لبطرس: “تعال على الماء”. بطرس صدّق وراح رافعًا رجله وأخرجها من القارب. بنفس الطريقة، امشِ بنفس الأسلوب. حاسس، مش حاسس، حاسس أنني تعبان، أُنهكت، استُنزفت، كلها أكاذيب. روحك، لو أنك مولود من الله، تحتوي نفس الخامة الإلهية. تقدر أن تقوم وتقدر أن تنفض أي شيء. رعب إبليس الوحيد هو أن تعرف.
لهذا السبب، يسعى لكي لا تعرف. لم يكن يريدك أن تسمع هذا الكلام، لكن رائع أنك سمعته. رائع أنك تنفض الغبار.
- الخطوات العملية للنهوض
طيب، هناك أناس يخافون: “لكني سأرجع وأبدأ من الصفر”. لا، لا تقلق، لن تبدأ من الصفر، ستبدأ من حيث توقفت. الروح القدس سيساعدك وسيمسك بيدك، هذا هو ما تفكر فيه. بل فعلاً، سيجري معك وسيصنع تعويضًا في حياتك. لا تنظر إلى الأمور التي توقفك. ستقول: “لكن أنا عندي كذا، لكن أنا الفترة التي توقفت فيها…”. مثل الذي جلس وقتًا لم يذاكر، كمثال، وجالس يقول: “لكن سأرجع وأعمل… أنا متراكم عليّ هذه المادة وهذه المادة”. أو جلست وقتًا لم تنظف البيت: “أنا لسه هنظف… هذا سيأخذ مني…”. ليست مشكلة، ابدأ. هناك مساعدة من الروح القدس. لا تحبط نفسك بالشيء الذي أمامك، الروح القدس معك ليساعدك. لا تحبط نفسك بكلماتك. على العكس، هذه هي الخطوة الثانية. الخطوة الأولى: صدّق.
الخطوة الثانية: تكلم بقى. قل: “أنا سأفعل كذا”. قل: “أنا أشتعل روحيًا. أنا أتكلم الكلام الذي تقوله كلمة الله عني. أنا بر الله”. لو حاسس بإدانة بسبب الأمور التي وقعت فيها، لا تندم على الماضي، خلاص، لست محتاجًا أن تنظر إلى الوراء. لا أحد ينظر إلى الوراء ويعرف كيف يتقدم إلى الأمام.
لا يوجد شخص يقود السيارة ورأسه إلى الخلف، سيصطدم، سيؤذي نفسه وسيؤذي الناس. بنفس الطريقة، لا تنظر إلى الوراء. إحساس الندم، ارفضه. إحساس… “نعم، أخطأت، أنا عرفت أنني أخطأت الآن. أنا أنطلق مع الروح القدس، الروح القدس يأخذني إلى مستوى أعلى. شككت في وقت، يا، لم يكن نفسي أن أفعلها”. خلاص، استفق سريعًا. “جيد، أنا تعلمت الدرس”. استفق سريعًا وانتبه لما هو قادم.
ارجع للرعاية الروحية. هذه واحدة من الأشياء المهمة. إذن، رقم واحد: ثق. تكلم. رقم ثلاثة: ارجع للرعاية الروحية. لو لك رعاية روحية، ارجع إليها. لا تفصل، لا تعزل نفسك عن جسدك، الذي هو الكنيسة، أو عمن يرعاك روحيًا. ما أكبر الخطورة في أن ينعزل الشخص! إبليس هو هذا ما يريده. وافتح قلبك على الرعاية الروحية.
افتح قلبك، إن كان عندك… حاسس أن هناك مشكلة بينك وبين الراعي الروحي، اذهب وصارحه بها. لا تترك الأمور عالقة، لا تترك الأمور فيها فواصل وأنت لا تعرف كيف تشارك. لا، اكسر الفواصل. اذهب وقل: “أنا كنت زعلان يا فلان، يا من ترعاني روحيًا” أو “فلان، أنا كنت زعلان منك لأنني أحس أنك لا تسأل عني، لأنني أحس أنك يعني لا تفكر فيّ، لأنني أحس…”. ستسمع إجابة مختلفة. لكن افتح هذه الأمور.
وفي نفس الوقت، لو أن شخصًا من النوع الثاني، يعني الذي يعتزل، لأن الكتاب قال إن هناك أناسًا يعتزلون لكنهم يطلبون شهوة أنفسهم، لأنه لا يريد أن يُصحح. هناك شخص: “لا، أنا لو ذهبت سيقول لي: أنت مخطئ في كذا وكذا”.
أو شخص يعتقد: “خلاص، ما أنا عارف، سأفعلها”. هذه في حد ذاتها خدعة توقفك. حتى وأنت عارف، رغم أنك عارف وهذا رائع، لكن أحيانًا يكون سبب من ضمن أسباب وقوفك هو أنك لا تشارك، لا تقول. أنت عارف، لكنك لا تفعل. أنت لا تعلم أنك بمجرد أن تشارك، أنت تستمد وتسحب طاقة روحية من الشخص الذي يساعدك روحيًا. مثلما سحبت المرأة من يسوع قوة، هذه القوة اشتغلت في جسدها للشفاء. أنت تسحب قوة روحية ستستخدمها من أجل أن تقوم روحيًا، من الشخص الذي يرعاك روحيًا. فأنت تظن: “ما أنا عارف، خلاص”. أو هناك شخص خائف أن يظهر بمظهر… “طيب، لو عرف عني الآن أنني في الفترة الماضية كنت أسمع كذا أو أتابع كذا أو دخلت في العلاقة الفلانية”. لا تخف، لا يكن يهمك منظرك قدر ما يهمك: “أنا أريد أن أكبر روحيًا. أنا خلاص، الوقت منذ الآن مقصر، خلاص، لا يوجد وقت. لأستفيق الآن وآخذ هذه الخطوات، وأقبل التصحيح”. أحب التصحيح، اعشق التصحيح.
حتى ولو كان يبدو مؤلمًا لك. كل كلمة قيلت لك فيها… آلمتك، هي في الحقيقة لم تؤلم روحك، هي آلمت نفسك، لأن نفسك كانت متمسكة بهذا الأمر. كل تأديب، الكتاب يقول: “كُلُّ تَأْدِيبٍ فِي ٱلْحَاضِرِ لَا يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ“ عبرانيين ١٢: ١١. لكن في الآخر، سيخدمك أنت.
سيخدمك أنت، سيُخرج الثمر فيك أنت، سيجعلك أنت تشترك في التفرد والتميز الإلهي. فأحب التأديب، لا تهرب منه. الكتاب يقول إن الشخص الجاهل لا يذهب إلى الحكماء، لا يذهب إلى الموبخ، لأنه: “لا أريد أن أسمع كلمتين”. هو لا يسمعك “كلمتين” مثل العالم لكي يدينك.
أنت كنت محتاجًا أن تسمع هاتين الكلمتين لكي تفيق. ستأتي في يوم من الأيام وتشهد وتقول: “يا لولا فلان الفلاني، لولا أنه قال لي الحقيقة، أنا كنت أستمر في سماع أصوات أخرى، أصوات أرواح شريرة تقول لي: كمل هكذا وامشِ هكذا، أنت ماشي حلو، لا يوجد شيء حاصل”. هناك أناس مطمئنون لهذا الأمر: “أنا يعني لا آخذ وقتي وماشٍ بتكاسل والدنيا ماشية، لا يوجد شيء، الدنيا طبيعية”.
دون أن تدري، أنت تعد فخاخًا وتعد دمارًا لنفسك وأنت لا تعرف. ليس معنى أن الدنيا ماشية طبيعية أن الروح ماشية طبيعية فعلاً. فليس كوني… يعني الدنيا هادئة والشغل ماشي كويس والفلوس تأتي كويس والعيال كويسين، أن… لا. لتحب. أنت موجود لكي تحب هذا الإله. هو أحبك وأنت موجود لكي تبادله الحب وتكون في حالة من الاشتعال.
كان دائمًا القس رامز يقول لنا: “ابنه من بدري”. من بدري جهز. قال: “من بدري خزّن الكلمة، لكي يوم يُرمى عليك شيء، أنت تعرف كيف تقف أمامه”. فتعرف كيف تقف. أنت خلاص، الأساسي عندك هو “من أنت”. فلما يأتي شخص ويخبطك فيها، لن ينفع. لما يأتي شخص ويسألك: “ما اسمك؟”، خلاص، أنا متأكد من أنا، من أبي، وكل هذا الأمر.
فلمن هو مؤمن، اعمل هذه الخطوات الثلاث: ثق، ليس فقط ثق لكن أيضًا تكلم، والأمر الثالث، الجأ بقى، اذهب إلى جسدك، اذهب إلى الرعاية الروحية. إن كنت بلا رعاية، اسعَ لأن تكون لك رعاية روحية.
- دعوة لمن هو خارج المملكة
لو أن شخصًا لا يزال أصلاً لم يدخل هذه المملكة، لا يزال لم يولد من الله، أشجعك، أنت لم تسمع هذا الكلام مصادفة. الرب يقول هكذا ويتكلم لك: “ٱلْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلَا تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ“ عبرانيين ٣: ٧-٨.
لا تفكر أنك عشت ووصلت إلى الآن بالمهارات الخاصة، بالذراع، بذكائك. كانت هناك حماية إلهية تعمل عليك.
الآن، افتح قلبك للرب. لو أنك لم تعرف الرب بعد، افتح قلبك له. دانيال في مرة قال للملك: “الله الذي بيده نسمة حياتك”. أنت تعرف أن النفس الذي يخرج ويدخل، حياتك هذه أصلاً مستمدة من هذا الإله. حافظ عليك طوال هذا الوقت من أجل أن تسمع هذا، ومن أجل أن تقبل وتعرفه. هو يريد أن يدخل معك في علاقة حقيقية، يريدك أن تعيش مستوى أعلى من الذي تعيشه الآن. يريد أن ينقلك من المخاوف، يريدك أن تنام مرتاحًا بالليل.
يريدكِ أن تكوني مطمئنة وشبعانة. يريدك أن ينتهي موضوع الشعور بالذنب من حياتك، لأن الخطايا قد دُفع ثمنها تمامًا. لو أنك لم تأخذ هذه الخطوة بعد، أشجعك، صلِّ معي الآن. أغمض عينيك لكي تكون مركزًا، افتح قلبك. هو يتكلم لك اليوم: “إن سمعتم صوته”. هذه كانت كلمات الروح القدس. “لا تقسوا قلوبكم”. لا تقسِ قلبك، اسمع الروح القدس، لا تقسِ قلبك. ولا تحبط في نفسك وتقول: “ما أنا لا أعرف كيف أمشي، ما أنا أرجع كل مرة”. الآن، حياتك ستتغير للأبد، طبيعتك ستتغير. تكلم وقل هكذا:
“يا رب، أنا آتي إليك. أثق في غفران الخطايا الذي صنعته لي. أنا أقبل عمل يسوع في حياتي. أصدق أنه جاء ومات من أجلي، دفع ثمن الخطية وقام من أجلي. أنا أقبل الحياة الإلهية في روحي. أنا أقبل أن أصير ابنك. يسوع هو ربي، هو مخلصي. من هنا ورايح، أنا أحيا العمر له، لا أعيش لأجل نفسي ثانيةً، لا أمشي على رأسي ثانيةً، أنا أمشي على ما يقوله لي. أنا أعيش الحياة الرائعة والمجيدة”.
أشجعك أيضًا، هناك اختبار رائع اسمه اختبار أن تمتلئ بالروح القدس، أن تتكلم بألسنة جديدة. الأمر ليس اختياريًا، لا تتعامل معه على أنه أمر اختياري. أمر سيفيدك جدًا وسيساعدك أن تنطلق في حياتك الروحية. اعطش للروح القدس. الرب قال إن الروح القدس يُعطى للعطشانين. “إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ…”. قال هذا عن الروح. اعطش للروح القدس، أن تمتلئ بالروح وتصلي بألسنة. الآن، باسم يسوع، اقبل الروح القدس في حياتك. امتلئ بالروح القدس، تكلم بلغة جديدة. أنت من تُخرجها، الروح القدس لا يتكلم بألسنة، هو يساعدك، أنت الذي تُخرجها. تكلم بها وصدّق أنك تتكلم هذه اللغة. ستصير حياتك مجيدة من هنا ورايح. ستصير الأمور الواقفة في حياتك تسرع، تسرع. ستعرف ماذا ستفعل أمام المواقف والأمور، لن تحتار ثانيةً، لأنك لم تعد وحدك، أصبح هناك المساعد، المعين، صار موجودًا بداخلك، يتحد معك.
- صلاة من أجل الشفاء والتحرير
أيضًا، لأجل أي أعراض، أي شخص يسمعنا، أي أعراض، سواء تسمعنا في البث المباشر أو تسمعنا في تسجيل، أي أعراض في جسمك، باسم يسوع، ننتهرها، ليس لها وجود. كانت هناك أمور موجودة لأنك فتحت أبوابًا، اغلق الآن الأبواب، سواء أبواب فكرية أنك تحمل مرارة من أحد، زعلانة من أحد، اغلقي هذه الأبواب. أو تصنع أمرًا خاطئًا وأنت تعرف أنه خطأ، الآن توقف عنه. هناك قوة من الروح القدس تساعدك أن تتوقف عنه. أو أمور أنت سالبها، آخذها من أحد، لتردها. دع قوة الحياة بالكامل تعمل فيك. مثلما الكهرباء تشتغل في بيت فتشغل كل الأجهزة، تعطي إنارة، هذه الحياة ستعمل في حياتك. البهجة سترجع إليكِ ثانيةً. الأحلام الرائعة، ليس الخوف والأحلام السلبية والأرق، الأحلام الرائعة سترجع إليكِ ثانيةً. لتعيشي حياتك من هنا ورايح في مجد. لتسترد كل بيتك، تسترد أولادك، حتى لو كنت قد فقدتهم لأنك في فترة انحرفت، تقدر أن تسترديهم، لاسم يسوع. آمين
__________
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
__________
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
