القائمة إغلاق

صلاة الإيمان Prayer of Faith

يقول يسوع في إنجيل متى 22:21 “وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه”. ويعد هذا الوعد وعدا ضخما يصعب على الذهن إستعيابه قبوله. ففي الواقع تبدى عقولنا اعتراضها، وعادة ما تحاول أن تقلل من قيمة ما قاله يسوع أو أن تفسره بعيدا عن السياق الذي ذُكر فيه. سيقابل الذهن الذي لم تجدده الكلمة تلك المقولة الواضحة بعدم إيمان حتى ولو كانت صادرة من يسوع نفسه. فتخبرنا رسالة رومية 6:8 “لأن اهتمام الجسد (الذهن الغير متجدد بكلمة الله) هو موت ولكن إهتمام الروح (الذهن المتجدد) هو حياة وسلام” يصعب على الذهن الجسدي بما فيه من أفكار وتصورات لم تخضع بعد لطاعة المسيح (2كو 5:10) أن يقبل مواعيد الله حرفيا. فعادة ما يبحث هذا الذهن الجسدي عن أعذار أو تحفظات حتى يتجنب الإيمان بالكلمة وقبولها كوعد شخصي يصلح لحياة ذلك الذهن اليوم وتلك كانت مشكلة بني إسرائيل.

امزج الإيمان بالمواعيد

وعد الله بني إسرائيل بأن يكون إله العهد بالنسبة لهم، فقد كان راعيهم ومسدد احتياجاتهم وشافيهم، كان برهم وعلم نصرتهم، وسلامهم والإله الذي هو دائما معهم. وقد وضع الله كل صفاته الشخصية تحت تصرف بهي إسرائيل بسبب العهد الذي قطعه معهم. وعلى الرغم من ذلك تخبرنا رسالة العبرانيين 2:4 “لأننا نحن أيضا قد بُشرتنا كما أولئك لكن لم تنفع كلمة الخبر أولئك إذ لم تكن ممتزجة بالإيمان في الذين سمعوا”.

لقد إستمعوا إلى الكلمة مثلنا، لكنهم عندما سمعوا الكلمة وسمعوا الوعود التي يقدمها الله لهم لم تتحول تلك الوعود إلى واقع ملموس في حياتهم ولم تستجاب صلواتهم لماذا؟ لأن مواعيد الله لم تكن ممتزجة بالإيمان.

تتشابه وعود الله بالدقيق في العجين، فعلي الرغم من ذلك لن ينتج عن مثل هذه العجينة خبزا إلا إذا تم إضافة الخميرة إلى العجينة وخُلطا معا، قد يكون لديك كثيرا من الدقيق تماما مثل المواعيد الكثيرة التي حصلت عليها ولكن بدون إضافة الخميرة أو الإيمان لن تنتج خبزا.

منحك الله الإيمان هذا المقوم الحيوي والذي ينمو بكلمة الله. فعندما تؤمن بوعود الكلمة وتمزجها بالإيمان وتستقبل تلك الوعود كوعود شخصية لك وتعتبرها وعود ذات علاقة وثيقة بما تمر به الآن وفي هذا المكان، وتثق بأنه يمكن تطبيق تلك الوعود على حياتك تبدأ تلك العملية التي تنتج معجزة في حياتك.

يقول يسوع كل (ليس بعض الأشياء أو أشياء قليلة ولكن) “كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه” (مت 22:21، يو 7:15، 24:16، مر 22:1،24). عندما يقول الله شيئا فهو يعني تماما ما يقوله خاصة عندما يكرره كثيرا. لم يضع الله حدودا للصلوات التي يمكنك أن ترى استجابتها. لماذا؟ لأن الله نفسه غير محدود وقد وضع كل قدرته بإرادته تحت تصرفك لأن أحبك.

الله إله العهد وقد منحك الله حقوقا دفع فيها الدم الثمين بسبب دم العهد الجديد، لقد أمدك الله بالوعود لكل مجال من مجالات حياتك بدون استثناء فلا يوجد حدود في الحياة مع الله. ومن ناحية أخرى وضع يسوع شرطا لكيفية وضع أمور الله تحت تصرفنا، ويطلق على هذا الشرط الإيمان. لقد ذكر يسوع نفسه هذا ولم يذكره واعظ أو معلم لكنه يسوع بنفسه الذي ذكره، فإذا كان يسوع قد ذكر أن الإيمان هو شرط للحصول على مواعيد الله، فإنه من الأفضل لنا أن نخضع لكلمته ولن نستفيد إذا حاولنا تفسير الإيمان بعيدا عن كلمة الله، ولن نستفيد إذا تضايقنا منها. فلا يمكننا تجنبها أو محاولة إنكار صلاحية تلك المواعيد لعصرنا هذا، فالله لديه طرق أفضل بكثير.

قال يسوع “كل شئ مستطاع للمؤمن” لا ليشعر الناس بعجزهم ولكن ليرفعهم. وعندما يقول يسوع “أيها الجيل غير المؤمن الملتوى” (مت 17:17)، أو “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شئ غير ممكن لديكم” (مت 20:17). فهو لا يوبخ الناس لعدم مقدرتهم على امتلاك الإيمان ولكن غرضه الحقيقي هو حثهم على أن يضعوا إيمانهم في الله. فعندما تحثك كلمة الله على أن تؤمن تخلق بداخلك أشواق لترى أباك السماوي يصنع المستحيل.

الإيمان ليس مطلبا لكنه عامل مساعد

يُعلمنا الروح القدس عن الإيمان، والغرض من هذا التعليم هو تنشيط إيمانك حتى تستطيع الحصول على المواعيد التي في قلبك، وبذلك تسمح للمعجزات أن تحدث في حياتك، لهذا يود الشيطان أن يُظهر أن تعليم الإيمان يثقلك بمطالب كثيرة، فيريدك أن تتفوه بكلمات مثل هذه “هذا فوق طاقتي” وبهذا يجعلك تهجر الإيمان وتترك كل شئ وعلى الرغم من ذلك فلو فعلت هذا الأمر لن تحل مشاكلك.

فإذا قال يسوع أن من يؤمن سيحصل على استجابات لصلاته، إذن فقد منحك سبيلا للإيمان، وسيساعدك على تنشيط إيمانك والحصول على ما يشتاق الله أن يعطيك فالله معك وليس ضدك والإيمان ليس بالأمر المعقد. فعندما تعرف الله وتفهم شخصيته ستُدرك أن كل ما يقوله حق وسيصبح إيمانك “إيقان بأمور لا تُرى” (عب 1:11). ستكون مسيرة إيمانك مريحة (2تي 12:1) لأنك “عالم بمن آمنت”.

يمكن للإيمان أن يكون جزءا طبيعيا جدا من حياتك، فقد خلقنا الله من أجل المعجزات، فيجب أن تكون معجزات الله أمر طبيعي بالنسبة لنا، فنشتاق إلى رؤيتها، والله يعد أن يتمم هذه المعجزات. فالمعجزات ليست مجرد معوقات تعترض الحياة المملة والتافهة. لكن المعجزات هي العرف السائد وبما أن “البار بالإيمان يحيا”. فكل حياتنا يجب أن تكون حياة مملوءة بالإيمان المعجزات غير العادية.

سيصبح الإيمان أمرا عاديا بالنسبة لك مثلما تستخدم رجليك في السير، فعندما تسير لا تفكر في أنك يجب أن ترفع رجليك عن الأرض بمقدار 3 بوصات. أليس كذلك؟ لا. لكنك تفعل هذا. فهذا جانب طبيعي في حياتك.

لم تشعر أن السير أمر عادي عندما تعلمته! حقيقي تعثرت عدة مرات، وكانت هناك فرص عديدة لتقلع عن السير نهائيا. لا يمكث والطفل على الأرض عندما يقع ويقول “هذا لن يجدي، لهذا أعتقد أني سأمكث باقي حياتي هنا. سأجعل الآخرين يحملونني ويقومون نيابة عني بعملية المشي”. ولا تعقد فصولا خاصة للأطفال لنخبرهم أن تعلم المشي ليس أمرا ضروريا. ولا نختلق لهم الأعذار قائلين “الله يحبك حتى لو كنت لا تمشي” ولا نلقنهم دروسا لنحاول التخفيف من شعورهم بالضغط الذي يجبرهم على المشي.

لا. فهناك شئ ما بداخل كل طفل يجعله ينهض مرة ومرات حتى يستطيع المشي. ويفرح هؤلاء الذين يراقبون الطفل ويمدوه بالتشجيع ويشاركوا في كل خطوة يخطوها. تسير حياتنا الروحية على نفس هذا المبدأ.

كل مؤمن قبل روح الإيمان

هناك شئ ما في داخل كل مؤمن يُدعى روح الإيمان (2كو 13:4) يشجع المؤمن ويقويه ويعينه على الإيمان. وعلى الرغم من هذا فهناك أمور معينة يجب أن يستخدمها الروح ألا وهي الكلمة والمواعيد وإرادتك. عندما تُبذر الكلمة في قلبك وتشغل إرادتك بوعود الله لدرجة الرغبة فيما يرغب فيه الله ستكتشف ما الذي تعنيه رسالة رومية 26:8 عندما تذكر “الروح أيضا يعين ضعفاتنا”.

وكلمة “يعين” هذه في اليونانية تعني “أن يقوم بالأمر بالإشتراك مع”، أي أن روح الله يشترك معك للعمل فيك ومن أجلك ضد المشكلات التي تحيط بك. الروح يعينك أن تتمسك بالكلمة التي زُرعت في قلبك حتى تؤمن بما قاله الله والذي قد يناقض ظروفك مثلما فعل إبراهيم (رو 18:4-21).

ويجب أن يكون نمط الحياة السابق ذكره أمر طبيعي بالنسبة لك، فسيُمكنك من رؤية من هو في مجال الروح بدلا من رؤية الاتجاهات الطبيعية والمادية فقط. يمكن أن يصبح الإيمان أمرا طبيعيا مثل السير تماما فيمكنك أن تسير مسافات طويلة دون أن تشغل نفسك بآلية السير (ألست سعيدا لأنك لم تحضر دروسا تحاول أن تخبرك أن السير ليس بالأمر المهم).

إن إيمانك مثل المحرك الذي يدور حتى بدون التفكير فيه، فهو ليس مطالما أن محركة مملوء بالوقود أي طالما أنك في شركة مع يسوع ومع كلمة الله.

تذكر رسالة يعقوب 5:1-8 “إنما أن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يُعيّر فسيعطي له. ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة لأن المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه. فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئا من عند الرب. رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه”.

عندما قال الله هذه الآيات كان له هدف منها فهي لم تُذكر لتُحبطنا، فالله يريد أن يساعدنا على الحصول على إستجابة عندما نصلي. فقد أخبرنا الله في الآية الخامسة أننا إن كان يعوزنا شيئا، وفي هذه الآية يشير إلى الحكمة فالله يملك ما يعوزنا وهو يريد أن يمنحنا إياه، يا له من وعد ثمين لرؤية استجابات لصلواتنا.

ولكن هناك شرط مرتبط بهذا الوعد، فتخبرنا الآية السادسة “ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب بالبتة”. الشرط هو أنه يجب أن تصلي بإيمان. لماذا؟ لأن الشك سيُدمر قدرتك على الحصول على أي شئ من الله. ففي الآية السابعة يتكلم يعقوب عن المرتاب فيقول “فلا الشك يخبر الله بأننا لا نثق فيه حقا ولأن الشك في الأصل يُعد تمرد على الله نفسه”. وهناك سبب آخر ألا وهو أن المرتاب يجعل من نفسه فريسة سهلة للشيطان الذي يتسنح له الفرصة أن يسرق إستجابة صلاة ذلك الإنسان.

عادة ما يكون هناك صراع فيما يتعلق برؤية إستجابة الصلاة. فالشيطان يفعل كل ما في وسعه ليؤخر تلك الإستجابة أو ليعطلها. وعلى الرغم من أنه لا يستطيع أن يمنع ما تكلم به الله إلا أنه قادر على إعاقتنا من الحصول عليه. ويُعد الشك أحد المعوقات التي يستطيع الشيطان استخدامها. فالشك تقص في الإقتناع بأن ما قاله حق، أي أن ذلك الإنسان الذي يشك يثق في الظروف وما يحيط به أكثر من ثقته في الله. فالشك يعني أنك تؤمن بشئ غير ذلك يريدك الله أن تؤمن به.

يؤمن كل إنسان بشئ ما ولكن الله يريدك أن تؤمن بما يقوله أكثر مما يقوله أي شخص آخر، فقد جعل الله هذا الأمر هكذا لسبب، يريدك الله، أن تكون قادرا على الحصول على ما يعطيه لك وقادرا على حفظه، فعندما تحفظ روحك حية بالسلوك بالروح وبالإيمان لن يستطيع الشيطان الوصول إليك. تقول رسالة يوحنا الأولى 18:5 “بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه”. نعلم جميعا أن الشرير يمس المؤمنين بالفعل محاولا قتلهم وسرقتهم وتدميرهم، ولكن السلوك بالإيمان يجعل وصول الشيطان إليك أمرا مستحيلا. فأنت محمي بالتالي قادر على الحصول على ما تريد من الله.

لا تسمح للظروف أن تسيطر عليك

يجعلك الشك مثل الموج الذي تخبطه الريح وتدفعه (يع 6:1). طالما يبدو أن الأمور تمر بلا مشاكل فكل شئ على ما يرام، إذ تشعر بالسعادة طالما يقدرك الناس، ولكن إذا اجتزت في صعاب ينتابك شعور بأن الله قد تركك وتشعر بالإحباط طالما هناك شخصا يقاومك أو موقفا يعترض طريقك.

وهذه علامة تؤكد أنك تضع ثقتك في الظروف والناس ولا تضعها في الله الحي وكلمته. فتتشابه مع الموج معتمدا تماما على المؤثرات الخارجية وتصبح ضحية للظروف وعندما يسألك الشخص على حالك تجيب “إني بخير ولكن المشكلة في الظروف”، بمعني آخر تسيطر عليك ظروفك وتملي عليك ما يجب أن تشعر به، وعلى أي حال فالله لا يريدك أن تكون هكذا.

لا يريدك الله أن تكون ذا رأيين ومتقلقل في جميع طرقك (يع 8:1-9). فلا يريد الله أن يسيطر عليك الشعور بعدم الأمان والارتباك في كل ما تفعل وفي كل قرار تتخذه، لكنه يريد الأمان والاستقرار والرأي والواحد أن يحكمك ويوجه حياتك.

كيف سيحدث هذا؟ لن يحدث هذا إذا استمررت في جعل حياتك مرتكزة على الظروف الطبيعية، ولكنه سيحدث عندما تختبر المعجزات وتؤمن بكلمة الله، فلا يوجد لك شئ ثابت ترتكز عليه في هذا العالم الذي نحيا فيه، ولكن في مجال العالم الروحي يُعد يسوع وكلمته صخرة ثابتة لا تتغير يمكنها أن تمنح حياتك الاستقرار الذي تحتاج إليه.

فليس لزاما عليك أن تكون مثل الموجة التي تدفعها الريح، ولكن يمكنك الحصول على الإيمان الثابت والراسخ المبني على الله وعلى كلمته، فعندما يكون عندك احتياج يمكنك أن تأتي إلى الله وتطلب منه دون شك وستحصل على ما طلبت وهذه الطلبة يطلق عليها اسم صلاة الإيمان.

صلاة الإيمان

ترتكز صلاة الإيمان على الإيقان فيما يختص بإرادة الله. لهذا يجب أن تعرف إرادته قبل أن تصلي فكثيرا ما صلينا بدون إيمان ولهذا لم نحصل على أي شئ من الله (يع 7:1).

عندما يظهر احتياج ما في حياتك، أو يكون لديك شئ تريد أن تطلبه من الله ابحث عما يقوله فيما يختص بهذا الأمر أولا. وهذه نقطة كثيرا ما نتجاهلها بسهولة، فبدلا من البحث عما يقوله الله نتجه إلى الله صارخين: “يا الله افعل هذا الشئ بسرعة”، ثم ننظر حولنا بأس ونتعجب “لماذا لم يفعل الله شيئا؟”sHH ثم نمضي في حياتنا مملؤين بالإحباط والارتباط لأنه لم يحدث شيئا.

قد نكون قد سمعنا تعليما يقول “ربما لم تكن إرادة الله أن يستجيب فكل هذا لخيرك” أو “كل الأشياء تعمل معا للخير” أو “الله يعمل بطرق غامضة”. يملأ هذا النوع من التعليم قلب الله بالحزن. فالله ليس إله تشويش لكنه وواضح ولديه طريق واضح لكل واحد منا، فلديه إجابات علي أسئلة كثيرة أكثر من تلك التي لا تجروء على أن تسـألها.

الإيمان يعني الطاعة (رو 5:1) لهذا السبب يتوقع الله منك أن تأتي إليه بالأسلوب الذي وضعه. فيجب أن تأتي إليه بيقين “أنه يجازي الذين يطلبونه” وقبل أن تشرع في الصلاة هناك أمورا محددة عليك أن تفعلها. أولا عليك أن تعرف ما هي إرادته، فلا يمكنك أن تدع الآخرين يوجهون حياتك أو يتخذون قرارات نيابة عنك. يريد الله أن يتحدث إليك مباشرة.

أتذكر أن أتى إليّ شخص في أحد الأيام بخصوص أمر هام وطلب مني أن أصلي لأجله، فسألته إذا كان قد كرس يوما للصلاة بشأن هذا الأمر، فقال “لا”، فسألته إذا كان قد خصص بعض الساعات أو حتى ساعة واحدة من أجل الصلاة وقراءة الكلمة بحثا عن آيات تتعلق بإرادة الله نحو مشكلته فكانت الإجابة “لا” أيضا، فأجببت “إذن لا فائدة من صلاتي لأجلك فأنت تريد أن أحل لك المشكلة”.

لا يجب استخدام صلاة الآخرين كوسيلة للهروب من المسئولية الشخصية يجب علينا أن نصلي بعضنا لبعض وأن نحمل أثقال بعض، ولكن إن لم تكن راغبا في قضاء وقت مع الله والبحث عن إرادته نحول فلن تحصل على يقين شخصي وستظل ضحية سهلة لهجمات الشك وعدم الإيمان والخوف والظروف المتناقضة عليك أن تقوم بواجبك وتقض وقتا مع الكلمة فتعلم ما يريد الله أن يقوله لك شخصيا، وسينمو اليقين في قلبك وستكون قادرا على أن تصلي صلاة الإيمان.

إذا كان لديك ساعة لتقضيها مع أشخاص لا تعرفهم فمن الأفضل أن تقضي معهم خمسين دقيقة في التعليم وعشر دقائق في الصلاة بدلا من أن تفعل العكس. تفتح الصلاة غير المتيقنة من إرادة الله الباب للتشويش والهجمات.

لقد تحدثنا عن صلاة الإيمان، تلك الصلاة المبنية على حقيقة أنك رأيت بوضوح إرادة الله وفهمتها. على أية حال هناك أنواع كثيرة من الصلاة التي يجب أن تكون على دراية بها، وأحد هذه الأنواع هي صلاة التسليم.

صلاة التسليم وعلاقتها بصلاة الإيمان

يمكنك اللجوء إلى صلاة التسليم عندما يصعب معرفة إرادة الله، وتختلف صلاة التسليم عن صلاة الإيمان. صلى يسوع هذا النوع من الصلاة في بستان جسثيماني عندما سلم حياته في يدي الأب قائلا: “لا تكن إرادتي بل إرادتك”. صلى هذه الصلاة في الأوقات التي تحتاج إلى تسليم حياتك وإرادتك لله حتى تتمم مشيئته.

يمكنك أيضا أن تصلي هذه الصلاة عندما تكون غير متأكدا من إرادة الله، فعلى سبيل المثال قد يكون أمامك اختيارين ولكنك غير متأكد من أيهما تختار. صلي صلاة التسليم واسأل الله أن يعلن لك إرادته وعندما تعرف إرادته لن تحتاج أن تصلي هذه الصلاة مرة أخرى، لكنك ستحتاج إلى استخدام نوع آخر من الصلاة لتكون فعالة في هذه الحالة.

إن كلمة الله هي إرادته. فعندما ترى إرادته في الكلمة يمكنك أن تصلي وفقا لها، وعندما تعلم إرادته لن تحتاج إلى إعلان أخر بمواعيد الله وطلب أن تتمم هذه المواعيد في حياتك. لماذا؟ لأن يسوع مات ودفع الثمن من أجلك حتى تحصل على ما تحويه وعوده.

لا يجب أن تأتي إلى الله لمجرد أنك بموقف صعب، فلا يجب أن تسيطر عليك مشكلتك ولكن يجب أن تكون متيقنا من الحل. وتحرك الله أساسا بإيمانك وليس بإحتياجك، فإذا كانت الإحتياجات هي ما يحرك الله سيُخلص العالم كله ويُشفي اليوم، ولكن هذه ليست القضية. فالله يتحرك الإيمان فمن يدعو باسم الله ويؤمن به يخلص. تقول رسالة رومية 11:10-13 “لأن الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزى، لأنه لا فرق بين اليهودي والينوناني، لأن ربا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به. لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص”.

ليكن الله هو الله

يجب أن تقترب لله بإيقان أنه عنده حل لإحتياجك، فبهذا الأسلوب يمكنك أن ترى الحل وليس المشكلة فقط، فأنت مقتنع بأنه “يجازي الذين يطلبونه” (عب 6:11) وتعلم أنه يسمعك عندما تصلي، فيمكنك الآن أن تصلي صلاة الإيمان عالما أن الاستجابة ستأتي، فأنت تعلم أنه سيجيب، قد لا تعلم كيف أو أين أو متى فهذا الأمر يرجع لله وليس لك.

ليس من شأنك أن تقرر كيف سيسدد الله احتياجك، فلديه وفرة وتنوع أكثر مما يمكنك أن تتصوره، فليس من شأنك أن تقرر متى سيستجيب ولكن تذكر أن الله لا يماطل وليس من شأنك أيضن أن تقرر من الذي سيستخدمه الله ليجيب صلواتك فلن يهمك هذا الأمر، فالله لا يحابي الوجوه ويجب أن تكون مثله.

يخطئ العديد من الناس في فهم هذه النقطة فعلى سبيل المثال قد يصلوا من أجل النهضة في مدينتهم ولكن عندما تأتي النهضة بطريقة مختلفة عن الطريقة التي تصوروا أنها ستأتي بها أو من خلال أشخاص غير هؤلاء الذين اعتقدوا أن الله سيستخدمهم يمتلئوا بالغضب ويزداد غضبهم فيقاوموا ما صلوا لأجله. لماذا؟ لأنه حتى قبلما يصلوا كانوا قد قرروا كيف ستأتي النهضة، ومن الذي سيستخدمه الله عندما تأتي مسبقا.

لا تحاول أن تعوق الله بهذا الأسلوب، فالله ليس محدودا كما تعتقد! افعل ما أخبرك أن تفعله، صلي ودع الله يقوم بدوره ويأتي بالإستجابة، لا تلعب دور الروح القدس محاولا أن تشوف على الإستجابة أو تديرها فما سيفعله الله أفضل كثيرا مما ستفعله أنت.

إلق على الرب همومك عالما أنه سيعتني بها (1بط 7:5)، فلا يجب أن تقلق على الإستجابة عندما تعلم أنه يرعاك، على أية حال إن لم تؤمن بقلبك ستقلق وستحاول فعل الأمور بمجهودك. وعندما تفعل هذا فإنك تمنع الله من الاهتمام بمشكلتك وتحول تذكر رسالة فليبي 6:4-7 “لا تهتموا بشئ في كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدي الله وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع”.

إذا أعلمت صلواتك وطلباتك لدي الله والقيت عليه همومك سيحفظك في سلام. كيف؟ بمعرفة أن الله يعتني بهمومك ويسمعك عندما تصلي، وأنه يريد أن يجيب صلوتك وقادرا على استجابتها. يحفظ الله عقلك في سلام تام، فلا تعتمد على فهمك كيف؟ ومتى؟ ومن الذي سيستخدمه الله في استجابة الصلاة؟

شاهد استجابة صلواتك بعينا الإيمان

“لذلك أقول لكم لك ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم” (مز 24:11)، متى يجب أن تؤمن بأنك قد حصلت على ما صليت لأجله؟ متى سترى الاستجابة؟ ومتى ستشعر أن كل الأمور على ما يرام؟ ومتى ستنجح الأمور؟ عندما تصلي بإيمان!

عليك أن تؤمن أنه عندما تكون المشكلة قائمة ويبدو أن الاستجابة مستحيلة تماما، ففي الوقت الذي تقف فيه أمام تؤمن بأنك قد حصلت بالفعل على الاستجابة، فأنت تحصل على هذا الأمر بالإيمان حتى قبل أن ترى الاستجابة. وعلى رغم من أنه يمكن في نفس الوقت أن ترى الاستجابة بعينا الإيمان تذكر أن الإيمان هو “الإيقان بأمور لا تُرى” (عب 1:11) فأنت تراها قبل أن تصبح واقعا مرئيا وتؤمن بأنك قد حصلت عليها قبل أن تحدث في الواقع. يقول يسوع أنه عندما تؤمن بأنك عندما تؤمن بأنك قد حصلت عليها حتى قبل أن تراها، ستكون لك.

هذا ما فعله إبراهيم، كان جسده مائتا، ولكنه لم يركز على هذا، لكنه ركز عينيه على الوعد، وعلم أن الله قد وعده بإبن وحفظ الله كلمته لإبراهيم وسيفعل معك نفس الأمر. يمكنك أن تصلي وتؤمن أنك حصلت على الإستجابة فقبل أن ترى شيئا فعلا، ليس عليك أن تستمر في صلاتك لنفس الأمر على الرغم من أنك تحاول بشتى الطرق إقناع الله بأن يسدد إحتياجك. فالله ليس له رأيين حتى ينتظر أن تكلمه عن معونتك. يخبرنا إنجيل متى 11:7 “فكم بالحرى أبوكم الذي في السموات بهب خيرات للذين يسألونه”. إن رغبه الله في استجابة صلاتك أكبر من رغبتك في الوقوف أمامه، فهو لا يحتاج إلى إقناع في حين أنك تحتاج.

بعد أن تصلي صلاة الإيمان، تكون الكلمة قد خرجت وبدأت في العمل وتكون استجابتها في الطريق، لا تحتاج أن تصلي لله من أجلها بل يمكنك أن تشكر الله لما هو في طريقه إليك. لماذا؟ لأن رسالة يوحنا الأولى 14:5 تخبرنا “وهذه هي الثقة التي لنا عندما أنه إن طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا. وإن كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسوع، كأننا نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه”.

تحدث عن الحل ولا تتحدث عن المشكلة

ياله من إعلان رائع! فإذا كنت تعلم أن ما تطلبه يتمشي مع إرادة الله (وهو الأمر الذي تعلمه عندما تصلي وفق كلمته فتستوفي شروط الوعد)، يمكنك أيضا أن تعلم أنك قد حصلت بالفعل على ما طلبت. متى؟ حتى قبل أن تراه! فأنت تقبله كما لو كان حقيقة واقعة في اللحظة التي صليت فيها من أجل هذا الأمر.

إذا كنت تعلم بالفعل أنك قد حصلت على الأمر فلن تحتاج إلى الصلاة من أجله فيما بعد، وإذا صليت ستكون صلاتك حتما صلاة عدم إيمان تُظهر أنك غير متأكد من أنك حصلت على ما صليت لأجله. فقد دخل الخوف وأصبحت الشخص الذي يشير إليه يعقوب عندما يقول “فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئا من عند الرب. رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه” (يع 7:1-8).

إذا كنت قد حصلت بالفعل على استجابة لصلاتك يجب أن تثق أنها في طريقها إليك. ابدأ بشكر الله على أن الاستجابة في طريقها، واعترف بما تقوله كلمة الله عن مكانتك، وقل ما تقوله عن ظروفك ولا تقل ما تحاول ظروفك أن تقوله عن الله! تحدث عن الحل بدلا من التحدث عن المشكلة واستخدم الأسلحة التي منحك الله اياها لتقاوم بها الشيطان، وهاجمه وضع عليه الضغوط واجعله غير قادر على إعاقة استجابتك من أن تأتي أو تأخيرها. يحتم هذا الصراع أن تصلي للأمور. فلا يوجد معوقات بينك وبين الله ولا تحتاج أن تصلي حتى تقترب منه. يقول الله أنك تملك “ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع” (عب 19:10)، وأننا يمكن أن “نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه” (عب 16:4) فقد فُتح الطريق إلى عرش الله بدم يسوع.

كان لهذا أهمية كبيرة لدي اليهودي الذي تلقي تعاليم عن قداسة عرش الله، فلا لرئيس الكهنة الدخول إلى قدس الأقداس، والذي كان مسموحا له أن يدخله مرة في السنة. ولا يمكن لأحد غيره الدخول في قدس الأقداس أو حتى يعلم ما بداخله فمن سيحاول الدخول أو معرفة ما بداخله سيموت ولكن الآن يقول لنا الله أن أي شخص يمكنه أن يأتي في أي وقت بسبب دم يسوع ليحصل على ما يحتاج ويجد “نعمة عونا في حينه”.

هذا يعلن أن الله يريد أن يعين كل شخص ويريد أن يسمعه ويجيبه، يتضمن الكتاب المقدس كل ما يحتاجه أي شخص في مواجهة كل المواقف ليزعزع مملكة الشيطان. يبذل الشيطان قصاري جهده ليمنع هذا الإعلان الخاص بأن الإنجيل يغطي كل شئ وكل احتياجاتنا، فأحد الخطط التي يستخدمها هو أن يجعل الصلاة تظهر كما لو كانت أمرا معقدا ولا يمكن فهمه حتى نفكر في أن استجابة الله لصلواتنا أمرا مستحيلا حقا. وهذا كذب.

لا تحتاج أن نصلي مرارا لله فالطريق إليه ممهد وواضح، ولكن يجب أن نصلي ضد المعوقات التي يستخدمها الشيطان عدونا.

نصلي مقاومين الؤساء والقوات متمسكين بما يقول الله وعندما نستخدمه الأسلحة التي منحنا إياها. يشتاق الله إلى استجابة صلوات كل منا، لأنه سيؤول المجد له عندما نحمل الثمار الكثيرة (يو 7:15-8).

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

1 Comments

  1. لينا

    ممكن صلاة من اجل زوجي أمير شيكو جلطة دماغية حادة ويوجد تلف في مخ لكي تعمل من جديد الرب يتمجد ويتصرف ويشفيه تماما يصحى ويتفس ويتحرك ويتكلم ارجوكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$