إنه لأمر خطير أن تفكر في أفكار إبليس، لأن أفكاره تقود إلى الاكتئاب والظلمة والضيق. وفى النهاية تقود إلى الخطأ. لم تحفظ تلك السيدة -التي رأيتها في رؤيا عام 1952- ذهنها، مما أوقعها في الخطأ. ولأنها رفضت المسيح، فسوف تقضى الأبدية في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت (رؤيا 20: 15).
كنت لا أزال راكعًا على ركبتي في مطبخ بيت الرعوية أصلي مع الراعي الذي كنت أعقد عنده اجتماعًا. وكما ذكرت سابقًا أن ذلك الراعي كان الزوج الأسبق لتلك المرأة.
عندما سألت الرب يسوع عن السبب الذي من أجله رأيت الرؤيا، قال لي: “أردت أن أريك في البداية كيف تسود الأرواح الشريرة والشياطين على البشر، حتى المؤمنين.. إن سمحوا لهم بذلك. والسبب الثاني هو أني أريدك أن تنتهر ذلك الشيطان الذي في تلك المرأة، وتآمره بأن يتوقف عن مضايقته وإرهابه وإعاقته لخدمة عبدي ’—–‘”. ثم ذكر الرب اسم زوج تلك السيدة الأسبق؛ الراعي الذي كنت أصلى معه.
لم يخبرني هذا الراعي أي شيء عن زوجته الأولى أبدًا. كنت أعلم أن زوجته تركته منذ سنوات عديدة، لكني لم أعلم أي شيء عن الموقف حتى رأيت تلك الرؤيا وأنا أصلي في غرفة المعيشة.
على الرغم من ذلك، أخبرني يسوع في الرؤيا أنه لا يمكنني التعامل مع تلك المرأة بنفسي؛ إذ ليس لأحد –حتى الله ذاته– السلطان على الروح البشرية.. لأن البشر لديهم حرية إرادة. لكن لا زال لدي سلطان على الروح الشرير الذي يؤثر على تلك المرأة.
أخبرني يسوع أنه بإمكاني أن أتعامل مع الروح الشرير الذي يسيطر عليها؛ لأن ذلك الشيطان يعيق خادم الرب في عمل الخدمة. أكتشفت لاحقًا أنها كانت تتصل بزوجها الأسبق –الراعي– وتهدده بالمجيء إلى المدينة التي يسكن بها والتسبب له في مشاكل.
ولكوني عضو في جسد المسيح، فلدي سلطان على الشيطان الذي يعيق خادم الرب ويضايقه. لكن هذا لا يعني أن تلك السيدة كانت ستتحرر من ذلك الروح الشرير؛ فهي لم ترد أن تتحرر، بل أرادت ذلك الشيطان في حياتها ورفضت أن تتخلص منه. بالإضافة إلى ذلك، فهي قد ارتكبت الخطية التي لا تُغتفر بإنكارها للمسيح. لكن بعد أن تعاملت مع الروح الشرير المؤثر عليها، لم يعد ذلك الشيطان يضايق ويهاجم الراعي خادم الرب. سألت يسوع: “يا رب، ارني كيف أتعامل مع ذلك الروح الشرير في تلك المرأة”.
أجابني الرب: “قل ببساطة، آمرك أيها الروح الشرير، يا مَن تعمل وتُظهر نفسك في حياة ’—‘(وذكر يسوع اسم تلك السيدة) مسببًا ضيق وإرهاب وإعاقة لحياة ’—-‘ ( وذكر يسوع اسم الراعي) أن تتوقف عن أعمالك نحو خادمي. آمرك أن تتوقف وتكف عن إرهابه في اسم الرب يسوع المسيح”.
فقلت: “هل هذا هو كل ما عليَّ فعله؟”
كنت أعتقد أنه ينبغي أن أجهِّز نفسي وأستعد لمعركة كبيرة أو شيء من هذا القبيل. أحيانًا ما نعتقد، بسبب تعاليمنا التدينية، أننا نحتاج أن نصلي لمدة أسبوع قبل أن نمارس سلطاننا على إبليس. أو نظن أنه علينا أن نصوم عن وجبات كثيرة قبل أن نتعامل مع إبليس.
لكن سلطاننا على إبليس في اسم يسوع مبنيٌ على حقوقنا وامتيازاتنا التي في المسيح. وسلطاننا على الشيطان لا يعتمد على مقدار ما نصلي ونصوم، بل يعتمد على إدراكنا لهويتنا في المسيح. لكن من جانب آخر، فإن الصلاة والصوم تساعدنا لنكون أكثر حساسية لقيادة الروح القدس.
أجاب يسوع: “هذا هو كل ما عليك أن تفعله”.
فقلت: “حسن يا رب، لكنها في ولاية أخرى وأنا هنا”.
أجابني الرب: “لا توجد مسافات في عالم الروح. تستطيع أن تأمر الشيطان عن التوقف في مضايقته أو إرهابه أو إعاقته لشخص آخر في مكان بعيد، وهو سوف يتوقف عن أفعاله تجاه ذلك الشخص”.
هكذا تعاملت مع هذا الروح الشرير الذي كان يعمل من خلال تلك المرأة مثلما أخبرني يسوع. وعندما تكلمت هكذا، أجابني ذلك الروح الشرير. لقد أخبرني يسوع أنني سوف أبدأ أرى وأسمع في عالم الروح، فذلك هو عمل موهبة تمييز الأرواح. لم يرى هذا الراعي أو يسمع أي شيء، لكني كنت أرى وأسمع ذلك الروح وهو يتكلم إليَّ.
أجاب الروح الشرير أنه بالتأكيد لا يريد أن يتوقف عن أفعاله تجاه ذلك الراعي، لكنه يعلم أنه عليه أن ينفذ ذلك ما دمتُ قد أمرته بهذا. إذ أمرته أن يطيع في اسم يسوع. وبينما كنتُ لا أزال في عالم الروح، رأيت الروح الشرير يهرع مثل كلب مضروب. عندما حدث ذلك، بدأت أضحك. إذ يوجد ضحك في الروح، وهو علامة للنصرة.
ثم عدت بعد ذلك إلى العالم الطبيعي، وأدركت أن الراعي كان يضحك هو أيضًا معي. لم أعرف كم ظللنا نضحك في الروح. لكن بعدما انتهينا، أخبرت الراعي أنني كنت في عالم الروح مُحاطًا بسحابة من المجد.. ثم تذكرت أنه كان يضحك هو أيضًا. فأكد لي أنه كان يضحك بالفعل. أخبرني أنه لم يرى أو يسمع أي شيء، لكنه كان يعلم أنني كنت أرى وأسمع شيئًا ما.
سألته عما كان يضحك، فأجابني أنه تلقى اليوم رسالة هاتفية وخطابًا من زوجته الأولى تخبره فيهما أنها سوف تأتي للمدينة لتسبب مشاكل له ولخدمته. لكن بينما كان يصلي معي، أحس في روحه أن الشيطان الذي يعمل من خلالها قد تم التعامل معه. وبالإيمان استطاع ذلك الراعي أن يرى الشيطان وهو يهرب. أخبرته أنني رأيت بالفعل ذلك الروح المسئول عن ذلك وهو يهرب مثل كلب مضروب. هذا ما كنا نضحك بشأنه.. إذ كنا نحن الاثنان في عالم الروح.
تأكد من الرؤى والإعلانات الروحية
دائمًا ما أرغب في التأكد من صحة الرؤى والإعلانات الروحية التي أنالها، وذلك من خلال كلمة الله ومن الواقع. بمعنى أني لا أقبل الرؤى والإعلانات الروحية بسبب وقوعها وحسب. لذا وصفت للراعي ما رأيته في تلك الرؤيا بالتفصيل. أخبرته عن ذلك الخادم (رئيس الطائفة التي كانت تلك السيدة تتبعها) وهو يتوجه إلى الفندق الذي تقيم فيه زوجة ذلك الراعي الأولى مع رجل آخر. سردت ما قالته زوجته الأولى لهذا الخادم.
أكد الراعي قائلاً: “هذا بالضبط ما حدث. الرجل الذي رأيته في الرؤيا هو المشرف العام للطائفة التي نتبعها. وهذا هو ما أخبرني إياه بالضبط”. لم أكن أعلم أي شيء عن تلك الأمور في الواقع، ولم يكن هناك أية وسيلة أخرى أعرف بها ذلك إلا عن طريق روح الله. لكني أود أن أفحص الأمور التي أراها في الروح وأتأكد منها. فأنا لا أقبل كل ما يحدث في الروح وأقبله أو أحاول أن أبني عقيدة عليه.
كان ذلك الراعي قد تزوج بامرأة أخرى في ذلك الوقت. لم أكن أعلم أن زوجته الأولى كانت تهدده بأن تسبب له مشاكل. بالطبع كان الشيطان الساكن في تلك المرأة يريد أن يسبب مشاكل لهذا الراعي في كنيسته وفى الوسط المحيط ليبعده عن عمل الخدمة. هذا ما كان يقصده الرب عندما قال أن الروح الشرير العامل من خلال تلك المرأة كان يضايق ويعيق خادمه.
عندما تزوج هذا الراعي مرة أخرى، تم فصله من الطائفة التي كان تابعًا لها لأنه مطلق. لكن عندما تكلم إليَّ الرب في الرؤيا، دعا هذا الراعي: “خادمي”. أليس غريبًا أن أعضاء هذه الطائفة لم يدعوه حتى “أخ”!
مضايقة الكنيسة
شرح لي يسوع في تلك الرؤيا أن الشخص لا يحتاج أن تعمل معه موهبة تمييز الأرواح لكي يتعامل مع إبليس عندما يتسبب في مضايقات أو إرهاب أو إعاقة لعضو في جسد المسيح. فنحن لدينا سلطان في مثل تلك المواقف أن نأمر إبليس أن يتوقف عن أفعاله الرديئة تجاه المؤمن.
لا تحتاج في مثل هذه المواقف أن تعمل معك موهبة من مواهب الروح لتقف وتمارس سلطانك على إبليس. كذلك قال لي يسوع أن المؤمن لا يحتاج لكلمة علم أو حتى شخص آخر يصلي له لكي يمارس سلطانًا على إبليس. أي مؤمن لديه السلطان ليستخدم اسم يسوع ويقاوم إبليس (متى 18: 18؛ مرقس16: 17؛ لوقا10: 19؛ فيلبي 2: 9، 10). ثم وضح قائلاً: “فى أي وقت يقوم أحدهم بداخل الكنيسة أو خارجها بفعل أو قول أو تصرف يسبب مضايقة أو إرهاب أو إعاقة أو تعطيل لخدمة الكنيسة.. فلا تحتاج لموهبة تمييز الأرواح أو كلمة العلم لتتأكد أن إبليس هو المسبب للمشكلة. إنما عليك أن تأمر الروح الشرير المسؤول عن هذه الأفعال ضد المؤمن أن يتوقف ويكف عن أفعاله الرديئة في اسمي –في اسم يسوع. لا تحتاج أن تتعامل مع الشخص مباشرة، بل تعامل مع الروح الشرير الذي يعمل من الوراء”.
هكذا يتضح، أن كثيرين يخضعون لا شعوريًا لإبليس، سواء مؤمنين أم خطاة. وأحيانًا بسبب الجهل، يخضع البعض لا شعوريًا لإبليس، فيصبحون أداة في يده عن غير قصد. لكن يظل هناك بعض ممَنْ يخضعون بإرادتهم لإبليس.. حتى من المؤمنين.
على الرغم من أن المؤمنين لديهم السلطان ليتعاملوا مع أي روح شرير يعمل من خلال شخص ما ليضايق جسد المسيح، إلا أنه ليس لدينا السلطان لنتعامل مع الشخص المسبب للمشكلة. فسلطاننا لا يمتد أبعد من ذلك؛ لأنه ليس لدينا سلطان على إرادة البشر، إذ قد يرغب الشخص في وجود الروح الشرير. لا يقدر إنسان أن يحرره طالما أنه يريد أن يحتفظ بالروح الشرير.
لهذا السبب عندما تقيد الروح الشرير الذي يعمل من الوراء، فلن يتسبب هذا في تحرر الشخص المسبب للمشكلة من الروح الشرير. لأن لديه حرية إرادة، وربما يريد للروح الشرير أن يبقى. لكن ممارسة سلطاننا توقف تلك الأرواح الشريرة عن مكائدها ضد المؤمن.
تحدث المشاكل في تلك الزاوية عندما يحاول المؤمنون أن يتعاملوا مع الأشخاص من الناحية الطبيعية، بدلاً من التعامل مع الأرواح الشريرة التي تؤثر على أولئك الأشخاص في العالم الروحي. ففي أحيان كثيرة نحاول أن نتعامل مع الأشخاص في الوقت الذي ينبغي فيه أن نتعامل مع الأرواح الشريرة.. فنتسبب في فوضى.
والآن، لا تسيء فهمي. يأتي وقت تحتاج فيه أن تتعامل مع الأشخاص من الناحية الطبيعية. لكن يسوع كان يتكلم عن تلك الحالات التي كان العدو يعمل فيها من خلال بعض الأشخاص ليعيق الكنيسة، جسد المسيح. فإن كان هناك أحدهم يعيق أو يرهب أو يعطل الكنيسة، فهذه كلها أعمال لأرواح شريرة من خلال الشخص.
لكن التعامل مع حياة المؤمنين لتحريرهم من الشياطين هو أمر مختلف. في أغلب الأحيان يتطلب الأمر تدخل إرادتهم. ماذا يريدون أن يفعلوا تجاه الأمر؟ هل يريدون أن يتحرروا؟ فالبعض يريدون الوضع كما هو، ولا يرغبون في التحرر من الشياطين. وفى تلك الحالة، لا يوجد شيء يمكن فعله تجاه الأمر. لكن عندما يريد البعض أن يتحرروا بصدق، فلابد أن نتعامل مع الروح الشرير الذي فيهم بقيادة الروح القدس.
ومن ناحية أخرى، ينبغي أن ندرك أنه ليست كل مشكلة في الحياة سببها روح شرير.. كما أنه ليس كل شيء خاطئ في الحياة يحدث بسبب روح شرير. لا شك أنه في النهاية يُعد إبليس وراء كل شر في العالم. لكن إذ أننا نحيا في العالم الذي يرأسه إبليس (2 كورنثوس 4: 4)، فلابد للمشاكل والتجارب والمحن أن تأتي.
قال يسوع: “فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ” (يوحنا 16: 33). لكنه وعدنا أيضًا بالنصرة في كل موقف: “شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (1 كورنثوس 15: 57).
كما قلتُ سابقًا، توجد أوقات يحتاج فيها المؤمنون أن يتعاملوا مع الشخص المسؤول من الناحية الطبيعية، لأن ليس كل ما يحدث هو بسبب روح شرير. فعلى سبيل المثال، يحتاج الآباء أن يدربوا ويهذبوا أولادهم من الناحية الطبيعية، تمامًا مثلما يصلوا لأجلهم ويسهروا عليهم روحيًا.
لكن هناك وجهًا آخر للعملة. ففي أوقات كثيرة يحدث أن أشخاص صالحين –وحتى من المؤمنين المولودين ثانية والممتلئين بالروح القدس– يخضعون لا شعوريًا لإبليس، ويسببون مشاكل في الكنيسة. في تلك الحالات تحتاج أن تتعامل مع الروح الشرير المسبب لتلك المشاكل بأن تمارس سلطانك في المسيح.
وفى معظم الحالات تحتاج أن تتعامل مع الروح الشرير على انفراد. لكن في بعض الأحيان يحتاج الخادم أن يتعامل علانية في الاجتماع مع الروح الشرير الذي يعمل من خلال الشخص.
لكن لا شك أنه يمكنك أن تقول في صلاتك الشخصية السرية: “آمرك أيها الروح الشرير يا مَنْ تعمل في حياة فلان وفلان مسببًا مضايقات وإعاقة لهذه الكنيسة (أو لهذا الشخص) أن تتوقف وتكف عن أفعالك الرديئة في اسم يسوع”.
كنت أعلِّم عن بعض هذه الأمور في إحدى كنائس الإنجيل الكامل. وكان هناك راعٍ في كنيسة مجاورة في إحدى المدن الكبرى على خلاف مع بعض أعضاء كنيسته. فأعطاه راعي الكنيسة التي كنت أعظ فيها شرائط عن هذا الموضوع ليسمعها. بعد مرور سنتين، أخبرني راعي الكنيسة المجاورة: “كانت توجد ثلاثة عائلات في كنيستي يتسببون في كل المشاكل التي تخطر على بالك. في الحقيقة، كان واحد منهم من كبار الخدام، والآخر هو المشرف العام لمدارس الأحد، والثالث عضو بلجنة الكنيسة. لقد بلغ الأمر بتقدم الخادم بطلب لطردي من الكنيسة”.
ثم أكمل قائلاً: “لقد حاولت لفترة طويلة أن أتعامل مع هذه العائلات الثلاثة من الناحية الطبيعية، لكني لم أحقق أي شيء. كان يبدو أنني لم أنجح في شيء، بل ظلوا يسببون كل المشاكل التي تتخيلها في الكنيسة. لكن بعدما سمعت شرائطك، أدركت أن هناك روحًا شريرًا يؤثر على هؤلاء الأشخاص مسببًا كل تلك المشاكل”.
كما ترى، يمكن لإبليس أن يخاطب ذهن المؤمنين، ثم يكررون ما يقوله إبليس لهم ويخلقون انقسامات ونزاع (يعقوب 3: 14- 16). فالكتاب المقدس يقول أن إبليس هو المشتكي على المؤمنين، وباستطاعته أن يؤثر على المؤمنين ليشتكى أحدهم على الآخر (رؤيا 12: 10).
ثم أخبرني الراعي أنه أثناء خلوته الشخصية مارس سلطانه ببساطة على الأرواح الشريرة المسببة للمشاكل في كنيسته، وأمر تلك الأرواح أن تتوقف عن أفعالها الرديئة تجاهه. أخبرني هذا الراعي لاحقًا: “كان هؤلاء الأشخاص يسببون لي مشاكل لمدة ثلاثة سنوات، ثم تغيروا تمامًا بين ليلة وضحاها. كانوا أناسًا مؤمنين صالحين. لكنهم لم يدركوا أنهم يخضعون لإبليس، وأن الشياطين كانت تستخدمهم ليعارضوا الكنيسة. لكن بمجرد أن تعاملت مع الروح الشرير المسبب لتلك المشاكل، صار هؤلاء الأشخاص من أكثر المساعدين الأمناء لي”.
إني مقتنع أن جسد المسيح لديه سلطان أكثر مما عرفناه ومارسناه من قبل. لكن بدلاً من أن ننهض ونستخدم ما هو حق لنا، صرنا نميل كثيرًا للاستسلام آملين أن تتحسن الأمور يومًا ما. لكننا نحتاج أن نتذكر قول الكتاب أننا لا نصارع مع دم ولحم (أفسس 6: 12). كثيرًا ما نحاول أن نتصارع مع الدم واللحم –مع أشخاص بشريين– بدلاً من التعامل مع الأرواح الشريرة المسببة للمشاكل.
والآن لا تسيء فهمي: فكما قلت سابقًا، تأتي أوقات سوف تتعامل فيها مع اللحم والدم.. أوقات سوف تحتاج أن تتعامل مع البشر من الناحية الطبيعية. لكننا في أوقات كثيرة جدًا نحاول أن نفعل الأمر بأكمله من الناحية الطبيعية بطاقة الجسد، مصارعين ضد اللحم والدم. لكن شكرًا لله لأجل اسم يسوع ولأجل النصرة التي سبق وأحرزها لنا على قوى الظلمة.
الجزء الثاني من رؤيا عام 1952
كما ذكرت سابقًا أنه كان هناك ثلاثة أجزاء لتلك الرؤيا التي رأيتها عام 1952. قد أراني يسوع في الجزء الأول منها السيدة المؤمنة التي تسلَّط عليها روح شرير وسيطر عليها إلى أن امتلكها في النهاية عندما أنكرت المسيح.
وفى الجزء الثاني علَّمني يسوع كيف أتعامل مع روح شرير في شخص وأخرجه. رأيت في الجزء الثاني رجلاً لم أكن أعرفه، لكني كنت أعلم أنه لم يكن مؤمنًا ولم يُولد من قبل الميلاد الجديد. قال لي يسوع في الرؤيا: “سوف أريك كيف تسيطر الأرواح الشريرة على إنسان وكيف يمكنك أن تخرجهم من الشخص”.
رأيت في الرؤيا روحًا شريرًا يأتي ويجلس على كتف ذلك الشخص الخاطئ ويهمس في أذنه. لم أعلم ما قاله الروح الشرير للإنسان لأن يسوع لم يروِ لي هذا الجزء. لكن يسوع قال لي: “لقد ابتدأ هذا الرجل يصغي إلى إبليس”. لكن هذا الرجل لم يصغِ وحسب، إنما ابتدأ يتأمل في أفكار إبليس. وإذ ظل يقبل أفكار الشيطان، دخل روح شرير إلى ذهنه.
ثم رأيت في الرؤيا وإذ جسد هذا الإنسان أصبح شفافًا وكأنه مصنوع من زجاج.. مثل جسد المرأة التي رأيتها. رأيت نقطة سوداء في ذهن الرجل كعملة معدنية صغيرة. ثم وضح لي يسوع أن ذلك الروح الشرير جاء من الخارج أولاً وهاجم ذهن الرجل بأن تسلَّط على تفكير هذا الرجل. وهكذا ابتدأ إبليس عمله ضد هذا الإنسان؛ من خلال ذهنه وأسلوب تفكيره.
ثم قال يسوع: “لأن هذا الرجل أصغى للروح الشرير وفتح ذهنه لإيحاءات إبليس، استطاع الروح الشرير أن يدخل إلى ذهنه”. وعندما فعل الرجل هذا، تسلَّط الروح الشرير على ذهنه وتفكيره. فأُعجب بالتأمل في أفكار إبليس.
وكما أوضح لي يسوع حالة المرأة المؤمنة التي تسلَّط عليها الشيطان وامتلكها، كذلك أخبرني أن هذا الرجل كان بإمكانه أن يفعل شيئًا بنفسه تجاه إبليس وتجاه تفكيره في هذه الأفكار.. حتى على الرغم من أنه لم يكن مؤمنًا.
فعلى الرغم من أن هذا الرجل كان غير مؤمن، إلا أنه كان لا يزال يتمتع بحرية إرادة، ولم يكن عليه أن يفكر في مثل هذه الأفكار. كان باستطاعته في أي وقت أن يختار التوقف عن هذه الأفكار، حتى لو لم يدرك أنها أفكار إبليس. كان بإمكانه في أي وقت أن يغيِّر طريقة تفكيره، ولم يكن يحتاج أي أحد ليفعل ذلك له.
سواء كان المرء مؤمنًا أو غير مؤمن، فبإمكانه أن يختار ما يريد أن يفكر فيه –سواء أفكار جيدة أو سلبية– لأن لديه حرية إرادة. لكن هذا الرجل ظل خاضعًا لأفكار إبليس حتى سيطرت عليه هذه الأفكار الخاطئة. ثم قال لي يسوع: “الآن، أصبحت طريقة التفكير هذه تسيطر على ذلك الإنسان وامتلك إبليس ذهنه”.
تستطيع أن تختار ما تفكر فيه
كثيرًا ما نسمع الناس يقولون طوال الوقت: “لا أستطيع فعل شيء تجاه ما أفكر فيه”. كلا، تستطيع أن تفعل شيئًا إن أردت ذلك. يقول الكتاب المقدس أنك تستطيع أن تتحكم في أفكارك الخاصة.. أنت، ليس الله، وبالطبع ليس إبليس.
إن الأمور التي نفتكر فيها لذات أهمية كبيرة للغاية. والله يريدنا أن نحفظ أفكارنا مُركزة عليه وعلى كلمته (إشعياء 26: 3). لكن إن أردت أن تقبل أفكارًا خاطئة، فالله لن يوقفك ولن يتخطى إرادتك. وإن قبلت أفكارًا خاطئة، فسوف تفتح بابًا لإبليس في حياتك.
والآن لا تسيء فهمي، فالله لا يتساهل مع الأفكار الخاطئة. لقد أعطانا توجيهات في كلمته بشأن ما نفكر فيه (فيلبي 4: 8). لكن إن أصررت على التفكير في أفكار خاطئة، فالله لن يوقفك. إذ يرجع الأمر بشأن ما تفكر فيه لك.. وليس لله. تستطيع أن تفكر أفكارًا خاطئة إن أردت ذلك، أو بإمكانك أن ترفضها وتتحول عن التفكير الخاطئ.
أحيانًا يفتح المؤمنون بابًا لإبليس ليدخل، سواء شعوريًا أو لا شعوريًا. أو ربما يفعلون ذلك عن جهل بسبب نقص المعرفة بكلمة الله. لكن مما لا شك فيه هو أنهم يسمحون لإبليس بالدخول إلى حياتهم من خلال أسلوب تفكيرهم. والسماح الناتج عن الجهل يظل سماحًا.
كيف يأخذ الروح الشرير أرواحًا شريرة أخرى معه
بعدما سيطر الروح شرير على ذلك الرجل، قص لي يسوع في الرؤيا التالي: “إن الروح الشرير الذي يسيطر على هذا الإنسان هو واحد من حكام ظلمة هذا العالم –واحد من الرتب العليا للأرواح الشريرة. وحكام ظلمة هذا العالم هم هؤلاء الأرواح التي تسيطر على الإنسان حتى تمتلكه في النهاية، إن سمح لهم الشخص بذلك. كما أن هناك درجات للامتلاك”.
ثم أوضح يسوع أنه عندما يسيطر أحد حكام ظلمة هذا العالم على شخص خاطئ، فأنه يسمح لأرواح أخرى بالدخول معه. ثم قال يسوع: “سوف أريك كيف تسمح الرتب العليا من الأرواح الشريرة بدخول أرواح أخرى معهم”. ثم رأيت في الرؤيا أن الروح الشرير الذي في ذهن الإنسان أمسك بشيء مثل مقبض باب في ذهن هذا الرجل.
نظرت وإذ بهذا الشيطان الذي سكن في الإنسان يسمح لأرواح شريرة أخرى كثيرة (كانوا يشبهون الذباب الكبير) أن تدخل إلى الإنسان من خلال الفتحة الصغيرة التي في ذهنه. فدخلت أرواح شريرة كثيرة تشبه الذباب الكبير إلى ذهن الإنسان من خلال تلك الفتحة، حتى أني لم أعرف عددهم. كانت تلك الأرواح تشبه الذباب الكبير، لكن الروح الحاكم الذي همس في أذن الرجل في البداية كان يشبه قردًا صغيرًا أو قزمًا.
حدثني يسوع عن تلك الأرواح الشريرة التي تشبه الذباب وأوضح لي أنهم أرواح ذوي رتب أقل يطيعون ما يُقال لهم. وهم ليسوا على قدر كبير من الذكاء والتمييز.
هل نجد ذكرًا في الكتاب المقدس لتلك الأرواح الشريرة الأقل رتبة والتي تشبه الذباب؟ نعم. لقد ذكَّرني يسوع بالحادثة المذكورة في إنجيل متى 12: 24 عندما أتهمه الفريسيون بأنه يخرج الشياطين ببعلزبول وليس بإصبع الله (متى 12: 24- 28). أخبرني يسوع أن بعلزبول يعني “رئيس الذباب” أو “رئيس القمامة”. بمعنى آخر، أن بعلزبول أو إبليس هو السيد، ولديه السيادة على كل الشياطين والأرواح الشريرة.
أوضح يسوع لي في الرؤيا أن واحدًا من الرتب العليا للشياطين –حكَّام الظلمة– يقترب في البـداية مـن الشخص ليجد مدخلاً إليه محاولاً أن يسيطر عليه ويتحكم فيه.. هذا إن سمح له الشخص بذلك.
وبمجرد أن يجد حاكم الظلمة مدخلاً للإنسان، فإنه يسمح لأرواح شريرة أخرى أقل رتبة أن تدخل أيضًا. وأثناء الرؤيا شاهدت أنه بمجرد ما أن سمح ذلك الشيطان ذو الرتبة العليا لباقي الأرواح الأخرى بالدخول، تعمق إلى داخل الإنسان.. إلى روحه. ثم قال لي يسوع: “والآن سكن ذلك الروح الشرير في الإنسان وامتلكه”.
شرح يسوع أنه حتى في حالة ذلك الرجل الخاطئ، تسلَّط عليه الروح الشرير في البداية عندما بدأ يهمس بأفكار إبليس إلى ذهنه. وفيما أخضَع الرجل فكره لتأمل هذه الأفكار، بدأت أفكار إبليس تسود عليه. وإذ استمر في إخضاع تفكيره لذلك الروح الشرير، تمكن إبليس في النهاية –بسماح من الإنسان– من أن يسكن في روح هذا الإنسان ويمتلكه.
أوضح يسوع لي قائلاً: “في البداية يسيطر شيطان ذو رتبه عليا –واحد من حكام الظلمة– على الإنسان، وهو ذات الروح الذي يمتلكه ويسكن فيه. فعادة ما يسكن في الإنسان واحد من حكام الظلمة. ثم بعد ذلك يسمح ذلك الشيطان ذو الرتبة العليا بدخول أرواح أخرى معه”. بالطبع، كانت كل تلك الأرواح الشريرة بداخل الإنسان، لكن كان هناك شيطان واحد ذو رتبة عليا هو الذي خدع الإنسان في البداية ودخل إلى ذهنه وامتلكه بالكامل.
الامتلاك الكامل
بعدما أراني الرب كيف تجد الأرواح الشريرة مدخلاً إلى الإنسان، قال لي: “منذ هذه الليلة، عندما تكون متواجدًا في محضر شخص يمتلكه إبليس بالكامل، فأن الأرواح الشريرة ستتعرف عليك. وسيدركون أن لديك سلطانًا عليهم”.
كان يسوع يتكلم عن السلطان الذي لدى كل مؤمن في اسم يسوع. ثم أكمل قائلاً: “عندما يكون هناك شخص يمتلكه إبليس بالكامل، فإن الشيطان يمكنه أن يستخدم صوت الإنسان ويتكلم قائلاً: ’إني أعرف مَن أنت‘. سوف تعرفك الأرواح الشريرة مثلما عرفوا مَن أنا، ومثلما عرف الشيطان الذي كان في السيدة الشابة التي في فيلبي مَن هو بولس وسيلا (أعمال 16: 17).
ثم أعطاني يسوع إنجيل مرقس 5: 6 و7 وما فعله مع مجنون كورة الجدريين ليثبت ذلك: “وَلَكِنْ عِندَمَا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ، رَكَضَ نَحوَهُ وَسَجَدَ أَمَامَهُ وَصَرَخَ بِصَوتٍ عَالٍ وَقَالَ: مَاذَا تُرِيدُ مِنِّي يَا يَسُوعُ يَا ابنَ اللهِ العَلِيِّ؟ أُنَاشِدُكَ بِاللهِ أَلاَّ تُعَذِّبَنِي”.
لقد عرف الشيطان الذي يسكن في هذا الإنسان مَن هو يسوع، فقال: “مَاذَا تُرِيدُ مِنِّي يَا يَسُوعُ يَا ابنَ اللهِ العَلِيِّ؟” (ع 7). من الناحية الطبيعية، لم يكن بإمكان هذا المجنون أن يعرف من نفسه مَن هو يسوع؛ لأنه كان يسكن القبور ولم يكن يختلط بالمجتمع.
قال لي يسوع في الرؤيا: “على وجه التحديد، عندما تكون متواجدًا في محضر شخص يمتلكه إبليس بالكامل، فسوف تعرفك الأرواح الشريرة ويتكلمون إليك مستخدمين صوت الإنسان قائلين: ’نحن نعرف مَن أنت‘”.
ثم وضح يسوع أنه عندما يستحوذ شيطان على إنسان بالكامل، فإن صوت الروح الشرير عندما يتكلم من خلال الإنسان يمكن أن يُسمع في الوسط الطبيعي. لا يحتاج الأمر إلى موهبة تمييز الأرواح لتسمع ذلك، لأن الروح الشرير الساكن في الإنسان يستخدم أحباله الصوتية ليتكلم في الوسط الطبيعي.
قال لي يسوع: “إن كنت موجودًا في ذلك اليوم، لاستطعت أن تسمع في الوسط الطبيعي بأذنيك الجسديتين هذا الرجل وهو يتكلم إليَّ. لكن في الحقيقة، كان الشيطان الذي يسكن في هذا الرجل هو المتكلم، وليس الرجل نفسه”.
بمعنى آخر، عندما صرخ الشيطان الذي في المجنون بصوت عالٍ: “مَاذَا تُرِيدُ مِنِّي يَا يَسُوعُ يَا ابنَ اللهِ العَلِيِّ؟ أُنَاشِدُكَ بِاللهِ أَلاَّ تُعَذِّبَنِي” (ع 7)، فإن كلامه قد سُمع في الوسط الطبيعي. كان واحد من حكام الظلمة يتكلم من خلال الرجل مستخدمًا صوته. وكان بإمكان أي إنسان متواجد أن يسمع ما يقوله.
أخبرني يسوع أيضًا أنني لو كنتُ متواجدًا في ذلك اليوم، لسمعتُ الشيطان الذي يسكن المجنون يجيب على يسوع قائلاً: “اسْمِي لَجِئُونُ، لأَنَّنَا جَيْشٌ كَبِيرٌ” (ع 9). كان الشيطان “لجئون” الذي يسكن المجنون هو الذي استخدم أحباله الصوتية ليتكلم إلى يسوع.
قال يسوع: “لكن لو كنتَ أو أي إنسان آخر متواجدًا هناك في ذلك اليوم، لما سمعتَ كل الشياطين تتكلم إليَّ وتقول: ’أَرسِلْنَا إلَى هَذِهِ الخَنَازِيرِ لِنَدخُلَ فِيهَا‘ (ع 12). فذلك لم يمكن أن يُسمع إلا في الوسط الروحي، عن طريق عمل موهبة تمييز الأرواح وحسب”.
عندما تكلم كل الشياطين وطلبوا هذا من يسوع، لم يكونوا يتحدثون من خلال هذا المجنون مستخدمين صوته، إنما كانوا يتكلمون في عالم الروح، وكان يسوع يسمعهم لأن موهبة تمييز الأرواح كانت تعمل في حياته.
أخبرني يسوع أنه بسبب عمل موهبة تمييز الأرواح في حياتي، فإني سوف أرى وأسمع في عالم الروح، وذلك عندما أكون في الروح. هذا الأمر قد يخيف البعض، لكنه لا يجب أن يكون كذلك؛ “لأَِنَّ اللهَ الَّذي فِيكُمْ أَعظَمُ مِنْ إبليسَ الَّذِي فِي العَالَمِ” (1 يوحنا 4: 4).
على سبيل المثال، أحيانًا عندما أخدم في صفوف الشفاء، كانت الأرواح الشريرة التي في الأشخاص تتكلم قبل أن أنطق بكلمة واحدة للشخص. كانت تلك الأرواح الشريرة تتكلم إليَّ في عالم الروح. كانت الناس تسمعني وأنا أخبر تلك الأرواح بأن ترحل، لكن لم يسمع أحد تلك الأرواح الشريرة وهي تتكلم –لأنه لا يمكن سماعهم إلا في العالم الروح وحسب من خلال موهبة تمييز الأرواح.
وأحيانًا بينما أخدم في صفوف الشفاء، كانت الأرواح الشريرة تتكلم إليَّ بكل وضوح: “لا أنوي أن أرحل”. لكني كنت أكتفي بالقول: “لابد أن ترحل في اسم يسوع. اترك هذا الشخص في اسم الرب يسوع”. وكانت الأرواح الشريرة ترحل دائمًا، ويتحرر أولئك الأشخاص. وكثيرًا ما كنت أراهم في الروح وهم يغادرون، على الرغم من عدم وجود برهان ملحوظ لذلك على الشخص. إن كلمة الله تعمل ونحن لدينا سلطان على كل قوى الشيطان (لوقا 10: 19).
يسوع ومجنون كورة الجدريين
قال يسوع لي: “عندما تتعامل مع الأرواح الشريرة، سوف تعرف نوع الشيطان الذي تتعامل معه بإعلانٍ، سواء عن طريق كلمة علم أو موهبة تمييز الأرواح. عندما توجهتُ إلى مجنون الجدريين، استطعتُ أن أميز نوع الروح الشرير الذي كان يمتلكه. كان روحًا نجسًا.. ’لأَنَّهُ (يسوع) قَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنَ الإِنْسَانِ يَا أَيُّهَا الرُّوحُ النَّجِسُ‘ (ع 8)”.
ثم أوضح يسوع: “كما تعرف، إني لم أكن أخدم من خلال بعض القوة الحالة فيَّ لكوني ابن الله. فعندما أتيت لهذا العالم، جرَّدتُ نفسي من كل قوتي العظيمة ومجدي كما يقول الكتاب في رسالة فيلبي 2: 6- 8. لكني كنتُ أخدم تحت مسحة روح الله من خلال مواهب الروح مثل أي مؤمن آخر يخدم.
“ولأني كنت أخدم تحت مسحة روح الله، كان عليَّ أن أتكل على الروح القدس ليعلن نفسه من خلالي. وفى تلك الحالة، أعلن الروح القدس عن نفسه من خلالي بواسطة موهبة تمييز الأرواح. لهذا عرفتُ أن روحًا نجسًا كان يسيطر على هذا الإنسان”.
إن نلتَ إعلانًا عن نوع الروح الشرير المتواجد بالشخص من خلال كلمة العلم، فسوف تعرف طبيعة الروح الشرير الموجود. وإن نلتَ إعلانًا عن نوع الروح الشرير المتواجد بالشخص من خلال موهبة تمييز الأرواح، فسوف ترى وتسمع ما نوع ذلك الروح.
أوضح يسوع لي قائلاً: “في المعتاد، إن كان هناك روح شرير واحد وآمرته بأن يخرج، فسوف يخرج”. ثم قال يسوع شيئًا أزعجني: “لقد أدركتُ وميزتُ أن هناك روحًا نجسًا بهذا المجنون. لكن عندما أمرت ذلك الروح النجس بالخروج، لم يخرج. لذلك سألته عن اسمه (ع 8 و9)”.
يمكنك أن ترى هذه الواقعة في إنجيل لوقا حين أمر يسوع الروح الشرير بأن يخرج، لكنه لم يخرج حتى اكتشف يسوع اسمه وعدده.
لوقا 8: 28- 30
28 فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ صَرَخَ وَارتَمَى أَمَامَهُ، وَقَالَ لَهُ بِصَوتٍ مُرتَفِعٍ: مَاذَا تُرِيدُ مِنِّي يَا يَسُوعُ يَا ابنَ اللهِ العَلِيِّ؟ أَتَوَسَّلُ إلَيكَ أَلاَّ تُعَذِّبَنِي.
29 قَالَ هَذَا لأَِنَّ يَسُوعَ كَانَ قَدْ أَمَرَ الرُّوحَ النَّجِسَ بِأَنْ يَخرُجَ. وَقَدْ تَمَلَّكَهُ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً، فَكَانَوا يَربُطُونَهُ بِسَلاَسِلَ وَقُيُودٍ، وَيَضَعُونَهُ تَحتَ الحِرَاسَةِ. لَكِنَّهُ كَانَ يَكسِرُ القُيُودَ، وَيَقتَادُهُ الرُّوحُ الشِّرِّيْرُ إلَى البَرِّيَّةِ.
30 فَسَأَلَهُ يَسُوعُ: مَا اسمُكَ؟ فَقَالَ: “اسْمِي لَجِئُونُ، لأَنَّنَا جَيْشٌ كَبِيرٌ”. إذْ كانَتْ أَروَاحٌ شِرِّيرَةٌ كَثِيرَةٌ قَدْ دَخَلَتهُ.
أوضح يسوع لي أن ذلك الروح النجس لم يخرج من الإنسان حتى سأله يسوع عن اسمه. فأفصح الروح الشرير عن اسمه: “اسْمِي لَجِئُونُ، لأَنَّنَا جَيْشٌ كَبِيرٌ” (ع 9). قال يسوع أن في تلك الحالة كان اسم الروح وعدده متماثلين: “لجئون”.
كان لجئون اسمه وعدده أيضًا. لذلك عندما تعامله مع مجنون الجدريين، كان يسوع نفسه بحاجة لمعرفة اسم الروح قبل أن يخرجه.
ثم أوضح يسوع أنه عندما أكون في الروح (أو عندما تعمل هذه المواهب من خلال أي مؤمن عندما يكون في الروح)، فإني استطيع من خلال موهبة تمييز الأرواح أو كلمة العلم أن أعرف نوع الروح الذي يسكن في الشخص. لكن يسوع أخبرني أنه أحيانًا سيكون من الضروري أن أعرف اسم الروح الشرير وفي أحيان أخرى عدده، حتى أتمكن من إخراجه أو إخراجهم. إن لم يخرج الروح الشرير عندما آمره بالخروج، فيجب أن أسأله عن اسمه وعن عدده؛ كم عدد الأرواح الشريرة الموجودة في الشخص.
وإذ كنتُ لا أزال في الرؤيا، أخبرني يسوع أن أذهب إلى ذلك الرجل الخاطئ الذي رأيته في الرؤيا. وفى اللحظة التي فعلت فيها ذلك، تكلم إليَّ الروح الشرير، مثلما أخبرني يسوع، قائلاً: “أنا أعرفك. أنا أعرف مَن أنت”. قلت له: “نعم، أنا أعلم أنك تعرفني. كما تعلم أن لدي سلطان عليك في اسم يسوع”.
ثم قال لي يسوع: “الآن، أخبر الروح الشرير أن يخرس. لا تدعه يتكلم”.
لن تجد في الكتاب المقدس أن يسوع أجرى حوارًا مع الشياطين. لكنه كان يخبرهم دائمًا: “اخرسوا” (مرقس 1: 25؛ لوقا 4: 35).
لكن يسوع أوضح أن الاستثناء الوحيد لهذا هو عندما تأمر الروح الشرير ليخرج لكنه لا يخرج، فعندئذٍ سوف تحتاج أن تسأله عن اسمه وعدد الأرواح الشريرة المتحدة معه. هذه هي الحالة الوحيدة التي خاطب فيها يسوع روحًا شريرًا.. وكان استفهام عن اسمه وحسب (مرقس 5: 9).
وبينما كنتُ لا أزال في الرؤيا، أمرت الروح الشرير الذي كان في ذلك الشخص أن يصمت في اسم يسوع. علمت في داخلي عن طريق إعلان الروح القدس نوع الروح الشرير الساكن في هذا الإنسان ويتكلم إليَّ.. كان روح خداع. فقلت: “يا روح الخداع الشرير، آمرك أن تخرج من هذا الإنسان في اسم يسوع”. لكن لم يحدث شيء ولم يخرج الروح الشرير.
أكد يسوع مرة أخرى في الرؤيا: “عندما تعرف نوع الروح ويظل لا يريد أن يخرج، فعندئذٍ تحتاج أن تعرف عددهم”. فسألت الروح الشرير الذي كان يسكن في الإنسان: “ما اسمك أو كم عددك؟” (إذ لم يكن “روح خداع” اسمه، بل نوعه).
أجاب ذلك الروح الشرير في الإنسان: “يوجد معي تسعة عشر روحًا”. كان هذا هو كل ما أحتجت أن أعرفه. فقلت: “آمرك أنت والتسعة عشر الآخرين أن تخرجوا من هذا الإنسان في اسم يسوع”.
ثم رأيت في عالم الروح جميع أولئك الأرواح يغادرون الإنسان.
أين تذهب الأرواح الشريرة بعدما تخرج من الإنسان؟
كما تذكر في إنجيل مرقس 5: 13، فإن الشياطين دخلت في الخنازير وألقت الخنازير بنفسها في البحر وهلكت. كذلك يخبرنا الكتاب المقدس أن الأرواح الشريرة “تَوَسَّلَتِ إلَى يَسُوعَ أَلاَّ يَأمُرَهَا بِالذَّهَابِ إلَى الهَاوِيَةِ” (لوقا 8: 31).
لذلك سألت يسوع: “أين تذهب الأرواح الشريرة بعدما تخرج من الإنسان؟” لقد سمعت خدامًا يحاولون إخراج أرواح شريرة ويرسلونهم إلى الهاوية أو الجحيم (رؤيا 20: 3). لذا سألت يسوع إن كان يجب أن أرسل تلك الأرواح إلى الجحيم أو الهاوية.
أجاب يسوع: “لا. لا تستطيع أن ترسل أرواحًا شريرة إلى الجحيم أو الهاوية. فالكتاب المقدس يقول أنني عندما كنت أدخل إلى المجمع، كانت الشياطين تصرخ: ’مَاذَا تُرِيدُ مِنَّا يَا ابْنَ اللهِ؟ هَلْ أَتَيتَ هُنَا لِتُعَذِّبَنَا قَبْلَ الوَقتِ المُحَدَّدِ؟‘ (متى 8: 29).
أكمل يسوع: “كما ترى، لم يكن وقتهم قد حان بعد. ألا تعرف أنه لو كان من الممكن إرسال تلك الأرواح الشريرة إلى الهاوية عندما كنتُ على الأرض، لكنتُ أرسلتهم كلهم إلى هناك. وبالتالي كان ليتبقى لكم أعداد أقل لتتعاملوا معها”.
لماذا لم يحن الوقت بعد حتى تُطرح هذه الأرواح الشريرة في الهاوية؟ لأن إبليس لا يزال “إِلهُ هذَا الدَّهْرِ”، إلى أن ينتهي “إيجار” الإنسان على الأرض الذي لا يزال إبليس يستخدمه (2 كورنثوس 4: 4). فإبليس له حق شرعي، لكن ليس حقًا أخلاقيًا، ليكون هنا.
سألت يسوع: “ماذا يحدث عندما تخرج هذه الأرواح الشريرة من الناس؟”
قال لي: “ألم تقرأ في كلمتي أنه عندما يخرج الروح النجس من الإنسان، فإنه يمضي في أماكن جافة يطلب راحة (متى 12: 43)”. ثم رأيت في الرؤيا ذلك الروح الشرير الذي كان يسكن الإنسان وهو يسير في أماكن جافة.
أكمل يسوع: “عندما تخرج أرواح شريرة من الناس، فإنهم يسيرون في أماكن جافة. يظلون هنا على الأرض، يبحثون عن أماكن راحة. وعندما لا يجدوا مكان راحة، يحاولون أن يرجعوا مرة أخرى ’لبيتهم‘ الذي خرجوا منه – هذا إن سمح لهم الشخص بالرجوع (متى 12: 44). فيمكثون في ذلك الشخص إلى أن يخرجهم أحد مرة أخرى، أو إلى أن يموت الشخص”.
عندئذ يكون جسد الإنسان أو نفسه هما مسكن للشيطان. وعندما يموت الإنسان، فإن الشيطان يترك ذلك الجسد ويبحث عن شخص آخر ليسكنه.
بعد عدة سنوات من تلك الرؤيا، كنتُ واقفًا في غرفة مستشفى حيث مات شخص كان يعاني من مشاكل خطيرة في المعدة. (بالطبع، ليست كل المشاكل المعوية هي بسبب وجود شيطاني لكنها يمكن أن تكون كذلك.) عندما مات هذا الإنسان، قفز منه شيء إليَّ. شعرت وكأني أُصبت برصاصة، وابتدأت معدتي تشتعل كاللهب. فقلت: “لا. لا يمكنك يا إبليس. لن تدخل فيَّ في اسم يسوع”. فتركني هذا الشيطان في الحال.
كلمة تحذير
نحتاج أن ندرك شيئًا بخصوص الأمور الروحية. لابد أن يُنظر لكل رؤيا أو إعلان في نور كلمة الله. بمعنى آخر، حين ترى رؤيا، لا تقبلها وتسرع لتبني عليها عقيدة وتبدأ تعلِّم بها في كل مكان تذهب إليه. لابد أن تقارنها مع كلمة الله لترى إن كانت تتوافق معها أم لا.
إن حدث ونلتُ إعلانًا روحيًا من أي نوع، فلا أسرع لأطبقه أو لأعلِّم به. بل أتوقف وأفكر فيما رأيته وأتامل فيه في نور كلمة الله، قبل أن أشارك بما تعلمته وأكتسبته. لقد أخبرني الرب ذات مرة أنه يفضِّل أن أكون متباطئًا جدًا عن أن أكون متسرعًا جدًا.
أخبرني أن هناك أشخاصًا تلقوا إعلانات قليلة، فاختطفوها وأسرعوا بها وفي أحيان كثيرة وقعوا في الخطأ. وكانوا يتسببون في فوضى عارمة في النهاية. لذلك من الأفضل أن تكون حريصًا وتترك الرب يقودك ويرشدك للطريقة التي تستخدم بها الإعلانات الروحية، دون أن تتسرع وتشارك بها قبلما يريك ذلك.
بعد مرور شهرين من تلك الرؤيا، وجدت فرصة لأشارك بما تعلمته فيها بشأن طريقة التعامل مع الشياطين. كنت أعقد اجتماعًا في إحدى الكنائس في تكساس حين سألني أحد أعضاء لجنة كنيسة في مدينة مجاورة أن أعقد عنده اجتماعًا بعد انتهاء اجتماعاتي الحالية. بعدما أنهيت اجتماعاتي في الكنيسة الأولى، قدت سيارتي للمدينة المجاورة، ومضيت إلى الفندق الذي رتبت الكنيسة لأقيم فيه.
في عصر ذلك اليوم أتصل بي هذا العضو الذي دعاني في البداية وكلمني على الهاتف. سألني: “أخ هيجن، هل تستطيع أن تساعدني؟ أنت لم تقابل ابني أبدًا، لكنه في الثامنة والثلاثين من عمره وهو لم يخلُص أبدًا. إنه يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات. يأتي في بعض الأحيان ليمكث معنا، لكننا لا نستطيع أن نفعل معه أي شيء. إذ تأتيه نوبات ويصبح متوحشًا ويبدأ يكسر الأثاث. لقد أضطررنا أن نطلب الشرطة لتأتي وتضعه في الحبس لحمايتنا”. كان يبدو وكأن إبليس يحاول أن يقود هذا الشاب للجنون.
ثم أكمل هذا الأخ: “الآن هو معنا، وقد جاءته واحدة من تلك النوبات. لقد أمسك بقطعة أثاث كبيرة، وكسرها إلى قطعتين بيديه المجردتين. كانت قطعة كبيرة جدًا حتى أن رجلين أو ثلاثة لا يقدروا على كسرها. ثم التقط بيانو وألقى به نحو الحائط، كما تلتقط كتابًا وتلقي به”.
هذه قوة فوق المستوى الطبيعي. تذكر أن الكتاب يقول عن مجنون الجدريين أنه كان يقُطع الرُبُط والحبال. (مرقس 5: 4). هذا لأن قوة خارقة للطبيعة كانت تسكن فيه. هكذا طلب مني هذا العضو: “هل تقدر أن تأتي وتساعدنا؟”
قدت سيارتي إلى منزله. وعندما وصلت هناك، أخذني هذا الرجل وزوجته إلى ابنهما الذي كان يجلس متراخيًا على أريكة واضعًا رأسه بين يديه. لم يقم هذان الزوجان بتعريفنا ببعض عندما دخلنا الحجرة. ولم يكن ابنهما يعلم أنهما قد دعاني. كما لم يعرف مَن أنا، فلم نكن قد تقابلنا من قبل. لكن في اللحظة التي دخلت فيها الحجرة، نظر إليَّ ابنهما في الحال وقال: “أنا أعرفك. أعلم مَن أنت. لقد رأيتك الساعة الثانية وعشر دقائق بعد الظهر عندما دخلت المدينة”.
ثم استمر ليخبرني بالشارع الذي سرت فيه، ويذكر كل منحنى أخذته بالسيارة، داعيًا كل شارع باسمه. ثم أخبرني عن اسم الفندق الذي نزلت فيه. لقد أخبرني بالتحديد عن الطريق الذي أتيت منه إلى تلك المدينة، وعن الوقت الذي وصلت فيه بالتحديد. لا يقدر إنسان أن يعرف هذه الأمور. كان الشيطان الذي يسكن في هذا الشاب يستخدم صوته، ويعلن هذه الأمور له. فأجبته: “أعلم أنك تعرفني، لكن في اسم يسوع آمرك أن تصمت. في اسم يسوع اخرج منه”.
وفي لمح البصر، تغيرت ملامح الرجل وتحولت شخصيته تمامًا. فلمع وجهه، وبدا طبيعيًا جدًا. لم تكن هناك علامات خارجية تدل على تحريره، ولم أر أي أرواح تتركه ولم يحدث أي شيء مرئي إطلاقًا. لكن هذا الرجل تحرر بالكامل.
نخطئ عندما نعتقد أنه لابد أن يكون هناك اظهارات خارجية تؤكد على تحرر الشخص من الأرواح الشريرة. فسواء رأيت الأرواح الشريرة وهى تغادر الإنسان أو لا، فالأمر الأهم هو أن يتحرر الشخص.
الجزء الثالث لرؤيا عام 1952
كان هناك جزء ثالث لرؤيا عام 1952 يتعلق بالشياطين والأرواح الشريرة وطريقة التعامل معهم. في هذا الجزء الثالث أعطاني يسوع توجيهات إضافية عن كيفية التعامل مع الشياطين. وإليك ما حدث: بينما كان يسوع يحدثني أثناء الرؤيا، قفز فجأة شيطان بين يسوع وبيني. كان يشبه القرد إلى حد كبير، لكن وجهه كان يميل أكثر للبشر.
وقف الشيطان بيني وبين يسوع وبدأ يقفز في الهواء إلى أعلى وأسفل، مسببًا سحابة سوداء أو حاجز داكن. عندما فعل ذلك أصبح من الصعب رؤية يسوع. ثم ابتدأ هذا القرد يقفز إلى أعلى وأسفل محركًا يديه ورجليه، صارخًا بصوت حاد: “ياك ياك.. ياك ياك”.
على الرغم من هذا استمر يسوع في التحدث. كنت أسمع يسوع وهو يتكلم، لكني لم أستطع أن أميِّز كلماته. وبسبب تلك السحابة الداكنة، لم أتمكن في النهاية من رؤية يسوع. ربما استمر هذا لبضع ثوانٍ، لكنها بدت وكأنها دقائق عديدة.
قلتُ في نفسي: “ألا يعرف يسوع أني لا أستطيع سماع ما يقوله؟ ألا يدرك أنني لا أتلقى ما يتكلم به”. ثم فكرت قائلاً: “لماذا لا يأمره بأن يتوقف؟ ألا يعرف أني لا أستطيع سماعه؟”
أخيرًا، وبدون تفكير، وجهت إصبعي إلى ذلك الشيطان الصغير وقلت له: “آمرك أن تكف وتتوقف في اسم يسوع”. عندما قلت تلك الكلمات، سقط هذا الروح على الأرض. واختفت السحابة السوداء، وظل مُلقى على الأرض ينوح ويرتعد مثل جرو صغير مضروب.
أشار يسوع إلى ذلك الروح الشرير وقال: “لو لم تكن قد فعلتَ شيئًا تجاه هذا الروح الشرير، لما استطعتُ أن أفعل شيئًا”.
قلتُ للرب في دهشة: “ربي، أعتقد أني أسأت فهمك. أنت لم تقل أنك ’لما استطعت‘ –ثم أشرتُ إلى ذلك الروح المُلقى هناك يرتعد ويرتجف– بل قلتَ أنك ’لما فعلت‘.. أليس كذلك؟”
أجاب يسوع وهو يشير إلى ذلك الروح: “قلتُ: ’لو لم تكن قد فعلتَ شيئًا تجاه هذا الروح الشرير، لما استطعتُ أن أفعل شيئًا‘”. فهززت رأسي، معتقدًا أن هناك مشكلة في سمعي. وقلت: “يا رب، هناك خطأ ما. إني لا أسمع جيدًا. أنت لم تقل أنك ’لما استطعت‘، بل قلت أنك ’لما فعلت‘.. أليس كذلك؟”
فأجابني بنفس الإجابة السابقة: “لو لم تكن قد فعلتَ شيئًا تجاه هذا الروح الشرير، لما استطعتُ أن أفعل شيئًا”.
فقلت: “كلا يا رب، لابد أن هناك خطئًا ما. إني لا أسمع جيدًا”. ثم كررت السؤال للمرة الثالثة. أعتقد أني عرفت عندئذ كيف بدا يسوع عندما غضب وأخذ سوطًا وطرد الصيارفة خارج الهيكل (مرقس 11: 15). بدا لي وكأن هناك شرر نور يتطاير من عينه. ثم قال: “لا، لقد قلت ’لما استطعت‘”
فقلت: “لا يمكنني أن أقبل هذا يا رب. إنه يخالف تمامًا كل ما وعظت به وسمعته. سيدي، إن ذلك يطيح بمعلوماتي اللاهوتية:. إذ كنا نصلي دومًا: “يا رب، انتهر إبليس.. يا يسوع، قاوم إبليس”.
أجابني الرب: “في بعض الأحيان تحتاج أن تحدِّث وتطوِّر معلوماتك اللاهوتية”.
فقلت: “يا رب، لم أسمع شيئًا كهذا في حياتي من قبل. يا رب لن أقبل أي رؤيا أو أية مقابلة إلهية –ولا يهمني حتى إن كنت قد رأيتك أو سمعتك تتكلم إليَّ بوضوح كما يتحدث إليَّ إنسان في الوسط الطبيعي. لن أقبل هذا ما لم تثبت لي ما تقوله من كلمتك المقدسة. يقول الكتاب: “لِكَيْ تثْبُتَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ” (متى 18: 16). لذلك لن أقبل ما تقوله حتى تعطني ثلاثة شهود من العهد الجديد.
نحن نحيا تحت العهد الجديد. لذلك فلست مهتمًا بشأن العهد القديم. لا تسيء فهمي، بالطبع أؤمن بالعهد القديم وأدرك قيمته. لكني لن أحاول أن أرجع إلى العهد القديم أو أعيش تحت قواعده وأحكامه. فهو كُتب لأشخاص أموات روحيًا لم يُولدوا ميلادًا جديدًا. لكننا في العهد الجديد قد صرنا خليقة جديدة، وأرواحنا البشرية قد وُلدت من جديد.
ابتسم يسوع وقال: “سأعطيك أكثر مما طلبت. سأعطيك أربعة شهود”.
قال لي: “إن صلاتك لي –أنا الرب يسوع المسيح– أو إلى الله الآب لكي يفعل شيئًا تجاه إبليس هي مضيعة لوقتك”.
فقلت: “يا إلهي – لقد أضعت وقتًا كثيرًا إذًا”. ولا يزال كثيرون اليوم يضيعون وقتهم.
ثم أكمل قائلاً: “لقد فعلت أنا والله الآب كل ما سوف نفعله إلى الأبد بشأن إبليس، حتى الوقت الذي ينزل فيه ملاك الرب من السماء ويقيد الشيطان بسلاسل ويطرحه في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت لألف سنة (رؤيا 20: 1- 3). حتى ذلك الوقت، لن تفعل السماء شيئًا تجاه إبليس.
كما ترى، الله قد أرسل يسوع الذي سبق وفعل شيئًا تجاه إبليس. “… وَلِهَذَا جَاءَ اِبنُ اللهِ، لكَيْ يُدَمِّرَ أَعْمالَ إبلِيسَ” (1 يوحنا 3: 8). لقد هزم المسيح إبليس بموته ودفنه وقيامته (كولوسي 2: 15). والآن يتوجب على المؤمن أن يمارس سلطانه الشرعي على إبليس.
قال يسوع: “في كل رسائل العهد الجديد التي كُتبت للكنيسة (للمؤمنين).. عندما كان الكاتب يذكر شيئًا بخصوص إبليس، كان يخبر المؤمنين دائمًا أن عليهم فعل شيء ما بشأن إبليس. والآن سوف أعطيك أربعة شهود يثبتون أن المؤمنين لديهم سلطان على إبليس بأنفسهم”.
المؤمنون وليس الله
يجب أن يمارسوا سلطانًا على إبليس
بدأ يسوع بإنجيل متى 28: 18 ليريني أن المؤمنين هم أولئك الذين لديهم سلطان هنا على الأرض فوق إبليس.
متى 28: 18
18 فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ.
ثم أكمل يسوع: “والآن إن توقفت في القراءة عند نهاية العدد الثامن عشر، ستقول لي: ’ربي يسوع، ها لديك السلطان على الأرض ضد إبليس والأرواح الشريرة. تستطيع أن تفعل شيئًا هنا على الأرض مع إبليس؛ لأن هذا العدد يقول أن لديك سلطان على الأرض‘. لكني في الحال أخذت السلطان الذي لي على الأرض ومنحته للمؤمنين.. للكنيسة. لقد قلت على الفور: ’فَاذْهَبُوا…‘”.
متى 28: 19 و20
19 فَاذهَبُوا، وَتَلمِذُوا جَميعَ أُمَمِ الأَرضِ، وَعَمِّدوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالابْنِ وَالرُّوحِ القُدُسِ
20 وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يُطِيعُوا كُلَّ مَا أَوصَيتُكُمْ بِهِ….
مرقس 16: 15 و17
15 وَقَالَ (يسوع) لَهُمْ: اذْهَبُوا إلَى العَالَمِ أَجْمَعَ، وَبَشِّرُوا جَميعَ النَّاسِ….
17 وَهَذِهِ البَراهينُ المُعجِزيَّةُ تُرافِقُ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ: يُخرِجُونَ الأَروَاحَ الشِّرِّيرَةَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَةٍ لَمْ يَتَعَلَّمُوهَا.
ثم أكمل: “إن أول علامة ترافق المؤمنين هي أنهم يخرجون شياطين باسمي. لا يقدر المؤمنون أن يخرجوا شياطين إن لم يكن لديهم سلطان على الأرواح الشريرة. لقد منحتُ الكنيسة ذلك السلطان. في الواقع، من الأفضل أن تقول: ’في اسم يسوع يمارس المؤمنون سلطانًا على الشياطين‘”.
كثيرًا جدًا ما يتساءل المؤمنون: “لماذا يسمح الله للشياطين بفعل هذه الأمور الشنيعة على الأرض؟ لماذا لا يفعل شيئًا تجاه إبليس؟”
كما توجد أيضًا الكثير من الأمور التي تحدث في الحياة ونتساءل بشأنها. لكن الحقيقة هي أن الله ينتظرنا لكي نمارس سلطاننا ونفعل شيئًا مع إبليس. وكلمته تدعم السلطان الذي أعطانا إياه.
لكن في أوقات كثيرة ننحني ونترك إبليس يسود علينا، منتظرين الله ليفعل لنا شيئًا تجاه إبليس. في حين أننا نحتاج أن نقاومه بثبات بالكلمة حتى يهرب. نحتاج أن نفعل شيئًا تجاه الظروف المضادة التي تعترض حياتنا، وذلك بأن نمارس سلطاننا على إبليس ونثبت ضده بكلمة الله معترفين بما هو لنا.
ثم أعطاني يسوع يعقوب 4: 7 كشاهد كتابي ثانٍ يثبت أن المؤمنين لديهم سلطان هنا على الأرض على إبليس.
يعقوب 4: 7
7 اخضَعُوا للهِ، وَقَاوِمُوا إبلِيسَ فَيَهرُبَ مِنكُمْ.
كان الرسول يعقوب يكتب إلى الكنيسة –إلى مؤمنين– عندما أخبرهم أن يقاوموا إبليس. قال يسوع لي: “لم يقل يعقوب: ’فلتدعوا راعي كنيستكم أو أخوتك من المؤمنين ليقاوموا إبليس لكم‘. إنما قال أن دورك أن تقاوم إبليس بنفسك. لن تستطيع أن تقاوم إبليس ما لم يكن لديك سلطان عليه”.
بالفعل أدركت ذلك الحق. فيعقوب لم يقل: “اذهبوا وآتوا بيسوع ليقاوم إبليس”. أو “اذهبوا وادعوا إلي الله ليقاوم إبليس عنكم”، لكنه قال: “قَاوِمُوا إبلِيسَ فَيَهرُبَ مِنكُمْ” (ع 7). أنت هو الفاعل المعني في هذه العبارة.
بحثت مؤخرًا عن معنى كلمة “يهرب” في القاموس، ووجدت من ضمن معانيها: “أن يبتعد في فزع”. إن الشياطين والأرواح الشريرة لا تخاف منا، بل تخاف من يسوع الذي نمثله. ولأننا في المسيح، فسوف يهربوا منا عندما نمارس سلطانًا عليهم في اسم يسوع.
ربما يقول أحدهم: “سوف أكتب طلبة صلاة للواعظ فلان حتى يصلى لي.. سوف أكتب للأخ هيجن فهو لديه إيمان. إن صلى، فسوف يتركني إبليس وحدي”. كلا، فعلى كل مؤمن أن يمارس السلطان على إبليس بنفسه. لا نحتاج أن نأتي بأحدهم ليفعل شيئًا تجاه إبليس لأجلنا.
لا يقدر إبليس أن يأخذ أي سلطان في حياتك، ما لم تعطه أنت هذا السلطان. بالطبع، إن لم تمارس سلطانك عليه أو تقاومه في المحن والتجارب التي يجلبها عليك، فلن يحدث شيئًا تجاه الموقف. لأنك أنت هو الشخص الذي لديه السلطان على الأرض في اسم يسوع.
ثم أعطاني يسوع رسالة بطرس الأولى 5: 8 كشاهد كتابي ثالث ليثبت سلطان المؤمن على إبليس.
1 بطرس 5: 8 و9
8 كُونُوا مُتَعَقِّلِينَ مُتَيَقِّظِينَ. لأَِنَّ عَدُوَّكُمُ الشَّيطَانُ يَتَجَوَّلُ مِثْلَ أَسَدٍ يَزأَرُ بَاحِثًا عَمَّنْ يَلتَهِمُهُ.
9 فَقَاوِمُوهُ وَأَنتُمْ أَقوِيَاءُ (راسخون) فِي إيمَانِكُمْ….
يقول الكتاب: “لأَِنَّ عَدُوَّكُمُ الشَّيطَانُ”؛ هكذا نعلم أن لدينا عدوًا. إن كلمة عدو تعنى مقاوم أو شخص يقف ضدنا. لكن تذكر، إن ذلك المقاوم هو عدو مهزوم. لذلك فهو يسلك مثل أسد زائر وحسب. لا يقول الكتاب أنه أسد زائر. لكن هذا لا يعني أنه عدو غير حقيقي. كلا، فهو حقيقي للغاية.. لكن يسوع المسيح هزمه.
لماذا يجول إبليس كأسد زائر؟ لأنه يبحث “عَمَّنْ يَلتَهِمُهُ”. إنه لا يحاول التهام الخطاة؛ لأنهم بالفعل ملكًا له. لكنه يحاول أن يلتهم المؤمنين.. وسوف يفعل ذلك إن سمحوا له. ماذا ستفعل بشأن إبليس؟ هل ستدفن رأسك في الرمال مثل النعام آملاً أن يرحل؟ هل ستتركه يلتهمك؟ لا وألف لا.. اثبت بسيف الروح وباسم يسوع في النصرة التي حققها يسوع ضده حتى يهرب.
عندما ظهر لي يسوع في تلك الرؤيا عام 1952، كان وقتها هو أوج نهضة الشفاء. كان البعض قد جنحوا في ما يتعلق بإبليس والأرواح الشريرة، مثلما يحدث اليوم. لذلك احتاج يسوع أن يصحح تلك الزاوية المتعلقة بإبليس ويعيد الاتزان لجسد المسيح حتى يعود لمنتصف الطريق مرة أخرى.
إن مشكلتنا تكمن في أننا نريد شخصًا آخر يتولى مسئولية إبليس عنا. لاحظ أن بطرس قد كتب هذه الرسالة إلى مؤمنين، وليس لخطاة. كان يوصي المؤمنين أن يقاوموا إبليس. لكنه لم يكن ليوصيهم أن يقاوموا إبليس لو كان يستحيل عليهم فعل ذلك.
بعدما أوضح يسوع تلك الشواهد مثبتًا لي أن المؤمنين لديهم سلطان على إبليس، قال: “لو كان بطرس يشبه بعض مؤمني اليوم، لقال: ’قد جاءنا خبر أن الله يستخدم أخينا بولس المحبوب بطريقة خارقة للطبيعة. فهو يضع يديه على ملابس ومناديل، فتترك الأمراض والأرواح الشريرة الناس وتغادر. لذلك اقترح عليكم أن تكتبوا لبولس وتحصلوا على بعض تلك المناديل‘. لكن بطرس لم يقل هذا للمؤمنين. لكنه قال لهم: ’افعلوا أنتم شيئًا تجاه إبليس بأنفسكم‘”.
لننظر مرة ثانية إلى رسالة بطرس الأولى 5: 9: “… فَقَاوِمُوهُ وَأَنتُمْ أَقوِيَاءُ (راسخون) فِي إيمَانِكُمْ”. أنت هو الفاعل المعني في هذه العبارة: “قاوم (أنت) إبليس، فيهرب منك”. “قاوم (أنت) إبليس راسخًا في إيمانك بكلمة الله”. هذا يعود بنا إلى حقيقة أنك أنت هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يقاوم إبليس في حياتك. قاوم إبليس بالإيمان بما يقوله الله في كلمته.
قال لي يسوع: “لهذا السبب، لو لم تكن قد فعلتَ شيئًا تجاه الشيطان، لما استطعتُ أن أفعل شيئًا”. عندئذ أدركت ما قصده يسوع. كعضو في جسد المسيح، كان لدي السلطان على ذلك الشيطان الذي قفز بيني وبين يسوع. ولو لم أمارس سلطاني على ذلك الروح الشرير، لما كان قد حدث له أي شيء.
لهذا السبب ينبغي أن تقاوم إبليس بالكلمة حتى يهرب منك. لكن لو لم يكن ذهنك مجددًا بكلمة الله، فأنت في مأزق.. لأنك غالبًا لن تعرف كيف تقف في مكانتك الشرعية في المسيح حتى تستطيع أن تقاوم العدو. وبسبب نقص المعرفة، تسمح لإبليس أن يهزمك لأنك لم تعرف مَن أنت في المسيح ولا السلطان الذي تمتلكه بالحقيقة.
ثم أعطاني يسوع رسالة أفسس 4: 27 كشاهد كتابي رابع يثبت أن المؤمنين لديهم السلطان على إبليس.
أفسس 4: 27
27 وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا.
كان بولس يكتب إلى مؤمنين يقول لهم: “لا تعطوا إبليس أي مكان فيكم”. وإن كان الكتاب يحذرنا ألا نعطي مكانًا لإبليس، فهو بهذا يسلِّم بإمكانية إعطاء إبليس مكان في حياتنا. وعلى الجانب الآخر، إن كنت تستطيع أن تمنعه من الحصول على مكان فيك، فهذا يعني أن لديك سلطانًا عليه حتمًا.
في الحقيقة، لا يقدر إبليس أن يأخذ أي مكان فيك، ما لم تمنحه إياه، سواء بسماح منك أو بجهلك أو فشلك في ممارسة السلطان الذي لك بالفعل.
كيف تمنع إبليس من أن يأخذ مكانًا في حياتك؟ أولاً، عليك أن تخضع لله. حينئذٍ وحسب تكون في الموضع الصحيح لتقاوم إبليس. ثم بعد ذلك عندما تقاومه، سوف يهرب منك (يعقوب 4: 7).
عندما أعطاني يسوع هذه الشواهد، أدركتُ كيف فاتنا الحق. لقد كانت الكنيسة تحاول أن تجعل الله يوبخ إبليس لأجلنا. وحاولنا أن نجعل يسوع يتعامل مع الشيطان في حياتنا. كما حاولنا أن نأتي بخدام ليمارسوا سلطانًا على الشيطان لأجلنا. لكن كل هذا لن ينجح؛ لأن يسوع قد منح هذا السلطان لكل واحد منا.
ثم قال لي يسوع: “هؤلاء هم الأربعة شهود الذين أخبرتك أني سأعطيك إياهم، بدلاً من اثنين أو ثلاثة. أنا هو الشاهد الأول، والثاني يعقوب، والثالث بطرس، والرابع بولس”.
ثم أكمل قائلاً: “والشواهد الكتابية المذكورة تؤكد حقيقة أن المؤمن لديه سلطان على الأرض؛ لأني قد سلَّمت السلطان الذي لي على إبليس للكنيسة.. جسد المسيح. وإن لم يفعل المؤمنون أي شيء تجاه إبليس، فلن يتغير شيء بشأنه في حياتهم”.
لقد سبق الله وفعل كل ما سوف يفعله بشأن إبليس في حياتنا؛ إذ أرسل الله يسوع ليجرِّد إبليس من سلطانه. لذلك إن سمحنا لإبليس أن يأخذ حريته في حياتنا، فهذا لأننا لم نقاومه بكلمة الله.
بعض الإثباتات الكتابية الأخرى
رومية 6: 14
14 وَلَنْ تَسُودَ الخَطِيَّةُ عَلَيكُمْ، لأَِنَّكُمْ لاَ تَحيَونَ تَحتَ الشَّرِيعَةِ، بَلْ تَحتَ نِعمَةِ اللهِ.
كتب بولس للمؤمنين قائلاً: “..لَنْ تَسُودَ الخَطِيَّةُ عَلَيكُمْ”. والخطية وإبليس هما كلمتان مترادفتان. لذلك لن يكون من الخطأ أن نقرأ هذا العدد هكذا: “لن يسود إبليس عليكم”.
لماذا لا ينبغي أن يسود إبليس عليك؟ لأنك إن كنت مولودًا من جديد، فأنت لست تحت ناموس الخطية والموت، بل تحت النعمة (رومية 6: 14، 8: 2). إبليس ليس ربًّا عليك، بل يسوع المسيح (كولوسي 1: 13). لذلك فإن الخطية وإبليس لن يسودا عليك، ما لم تسمح لهما بذلك.
كتب يوحنا رسالة للمؤمنين يتناول فيها ذات الموضوع:
1 يوحنا 4: 1- 4
1 أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ مَنْ يَقُولُ إنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِالرُّوحِ، بَلِ امتَحِنُوا مَا يُقَالُُ لِتَعرِفُوا إنْ كَانَ مِنَ اللهِ. لأَِنَّ العَدِيدَ مِنَ الأَنبِيَاءِ الكَذَبَةِ اِنتَشَرُوا فِي هَذَا العَالَمِ.
2 هَكَذَا تُمَيِّزُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحَ يَعتَرِفُ بِأَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ أَتَى إلَى الأَرضِ بِجَسَدِ إنسَانٍ يَكُونُ مِنْ رُوحِ اللهِ.
3 وَكُلُّ رُوحَ لاَ يَعتَرِفُ بِأَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ أَتَى إلَى الأَرضِ بِجَسَدِ إنسَانٍ، لاَ يَكُونُ مِنْ رُوحِ اللهِ، وَهُوَ ضِدُّ المَسِيحِ. قَدْ سَمِعتُمْ أنَّ ضِدَّ المَسيحِ سَيَأتِي، وَهُوَ الآنَ فِي العَالَمِ.
4 أَيُّهَا الأَولاَدُ، أَنتُمْ مِنَ اللهِ، وَقَدْ هَزَمتُمْ أُولَئِكَ، لأَِنَّ اللهَ الَّذي فِيكُمْ أَعظَمُ مِنْ إبليسَ الَّذِي فِي العَالَمِ.
يقول العدد الأول: “.. لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ مَنْ يَقُولُ إنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِالرُّوحِ”. إن هذا العدد ينطبق علينا اليوم تمامًا. كثيرون اليوم يؤمنون بكل روح وبكل اختبار روحي أو رؤيا أو إعلان، لكن لا ينبغي أن يحدث ذلك. علينا أن نمتحن تلك الاختبارات الروحية في نور كلمة الله: “َكُلُّ رُوحَ لاَ يَعتَرِفُ بِأَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ أَتَى إلَى الأَرضِ بِجَسَدِ إنسَانٍ، لاَ يَكُونُ مِنْ رُوحِ اللهِ” (1 يوحنا 4: 3).
لا تؤمن بكل روح. يقول يوحنا: “امتَحِنُوا مَا يُقَالُُ لِتَعرِفُوا إنْ كَانَ مِنَ اللهِ” (ع 1).
نلاحظ أن الكتاب المقدس يربط بين الأنبياء الكذبة والأرواح الشريرة. هذا لأن الأنبياء يتصلون بعالم الروح وينبغي أن يكونوا تحت إلهام الروح القدس. لكن كثيرًا ما يكونون تحت تأثير أرواح خاطئة لأنهم لا يعرفون كيف يميزون الفرق.
يقول عدد 4: ” أَيُّهَا الأَولاَدُ، أَنتُمْ مِنَ اللهِ”. هذا يشير إلى مكانتنا في المسيح وعلاقتنا الصحيحة مع الله. كما يشير أيضًا إلى سلطاننا على إبليس؛ لأننا كأبناء الله، فنحن جالسون في السماويات مع المسيح (أفسس1: 20).
لكن ماذا يقول الجزء الثاني من الشاهد؟ ” أَيُّهَا الأَولاَدُ، أَنتُمْ مِنَ اللهِ، وَقَدْ هَزَمتُمْ أُولَئِكَ…” (ع 4). مَن “أُولَئِكَ” المُشار إليهم في الآية السابقة؟ إنهم الأرواح الشريرة التي ذكرها يوحنا سابقًا. بمعنى آخر، عندما هزم يسوع الشيطان، كان انتصار يسوع على إبليس هو انتصارنا نحن؛ لأننا في المسيح. ووفقًا لهذه المكانة، علينا أن نضاعف من هزيمة إبليس في حياتنا بأن نقاومه بكلمة الله.
لا يقول الكتاب: “سوف تغلبون الأرواح الشريرة والشياطين تدريجيًا”. لكنه يقول: “قَدْ هَزَمتُمْ أُولَئِكَ، لأَِنَّ اللهَ الَّذي فِيكُمْ أَعظَمُ مِنْ إبليسَ الَّذِي فِي العَالَمِ” (ع 4).
يقول الكتاب: “… الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْد” (كولوسي 1: 27). لقد جرَّد يسوع الرياسات والسلاطين جاعلاً إياهم لا شيء، مشهرًا إياهم جهارًا، ومنتصرًا عليهم في الصليب (كولوسي 2: 15). وإذ غلب يسوع الشياطين وكل الأرواح الشريرة، فنحن قد غلبناهم أيضًا.. لأننا في المسيح. هذه حقيقة حدثت في الماضي بالفعل.
عندما غلب يسوع إبليس وكل جنوده من أرواح شريرة وشياطين، اعتبر الله أن ما فعله يسوع قد فعله كل مؤمن؛ هذا لأننا في المسيح. لقد كان يسوع بديلاً عنا، وهزم الشيطان لأجلنا.. وليس لأجل نفسه.
لذلك إن كنتَ مولودًا من جديد، فالإله الأعظم يسكن بداخلك.. ذلك البطل المنتصر على إبليس يحيا بداخلك.
قال جون ج. لاك ذات مرة أنه غضب على أولئك الذين يجولون يتكلمون عن الشياطين طوال الوقت معظِّمين إبليس، حتى أنه أراد أن يزجرهم. كانوا يعظِّمون إبليس بالحديث عنه وعن قوته وما يفعله في حياتهم وعلى الأرض. قال أن البعض يتكلمون عن إبليس كأنه عملاق كبير ومارد ضخم، والله هو قزم صغير ربما يبلغ طوله قدمين! وتجد مثل هؤلاء يقولون: ” ينبغي أن تحترس من إبليس”. إذ يركز هؤلاء للغاية على إبليس، ونادرًا ما يتحدثون عن يسوع. لكن كلما عظَّمتَ إبليس، كلما كبر وتعظَّم في حياتك.
يبدو أن البعض يهابون إبليس ويخافون من قدرته ويؤمنون به أكثر من الله. أما أنت، فخذ مكانتك في المسيح، وقف بثبات على كلمة الله، وكن حريصًا بشأن الاختلاط المستمر بأولئك الذين يتكلمون دائمًا عن إبليس ولا يعظِّمون كلمة الله.
لا تساير كل “موضة” روحية منتشرة. لازم الكلمة واكرز بها، لا بما يفعله إبليس. التزم بمنتصف الطريق في العقيدة، وتجنب التطرف.. بالأخص فيما يتعلق بالشياطين.
لست بحاجة للتفتيش عن إبليس.. لكن إن أعترض طريقك، فاقمعه. لديك السلطان عليه في اسم يسوع. لذا قاومه بالكلمة حتى يهرب منك. إبليس يعلم أنك عندما تكتشف هويتك في المسيح وتبدأ تقف في السلطان الشرعي الذي لك عليه، فلن يتمكن من التحكم بك فيما بعد.
نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.
Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.