القائمة إغلاق

موهبة النبوة Gift of Prophecy

“(1كو1:12-11) (1)وَأَمَّا بِخُصُوصِ الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَلاَ أُرِيدُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَمْرُهَا. (2)تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ، عِنْدَمَا كُنْتُمْ مِنَ الأُمَمِ، كُنْتُمْ تَنْجَرِفُونَ إِلَى الأَصْنَامِ الْخَرْسَاءِ أَيَّمَا انْجِرَافٍ. (3)لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَنَّهُ لاَ أَحَدَ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «اللَّعْنَةُ عَلَى يَسُوعَ!» وَكَذَلِكَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. (4)هُنَاكَ مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ، وَلَكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ. (5)وَهُنَاكَ خِدْمَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ، وَالرَّبُّ وَاحِدٌ. (6)وَهُنَاكَ أَيْضاً أَعْمَالٌ مُخْتَلِفَةٌ، وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، وَهُوَ يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْجَمِيعِ. (7)وَإِنَّمَا كُلُّ وَاحِدٍ يُوهَبُ مَوْهِبَةً يَتَجَلَّى الرُّوحُ فِيهَا لأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ. (8)فَوَاحِدٌ يُوهَبُ، عَنْ طَرِيقِ الرُّوحِ، كَلاَمَ الْحِكْمَةِ، وَآخَرُ كَلاَمَ الْمَعْرِفَةِ وَفْقاً لِلرُّوحِ نَفْسِهِ، (9)وَآخَرُ إِيمَاناً بِالرُّوحِ نَفْسِهِ. وَيُوهَبُ آخَرُ مَوْهِبَةَ شِفَاءِ الأَمْرَاضِ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ، (10)وَآخَرُ عَمَلَ الْمُعْجِزَاتِ، وَآخَرُ النُّبُوءَةَ وَآخَرُ التَّمْيِيزَ بَيْنَ الأَرْوَاحِ، وَآخَرُ التَّكَلُّمَ بِلُغَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ (لَمْ يَتَعَلَّمْهَا)، وَآخَرُ تَرْجَمَةَ اللُّغَاتِ تِلْكَ (11)وَلَكِنَّ هَذَا كُلَّهُ يُشَغِّلُهُ الرُّوحُ الْوَاحِدُ نَفْسُهُ، مُوَزِّعاً الْمَوَاهِبَ، كَمَا يَشَاءُ، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ.

”       مواهب الإلهام ثلاثة:النبوة- التكلم بألسنة- وترجمة ألسنة, هذه المواهب “تقول شىء” .النبوة فى العهد الجديد تختلف إختلافاً تاماً عن العهد القديم. فالنبوة هى: نطق خارق للطبيعة بلغة معروفة.التكلم بكلام خارق للطبيعة بعمل الروح القدس من خلال شخص بلغة معروفة. لقد إكتشفت تعريف أذهلني جداً عن معنى النبوة. فكلمة نبوة بالأصل اليوناني “propheteia” وهى مشتقة من كلمتين: “pro” وتعنى الإتيان بـ ” و “pheteia” وتعنى الكلام فيكون المعنى لكلمة نبوة “propheteia” هو الإتيان بالكلام” – “الإتيان بنطق” وهى تأتى من الأصل العبرى الذى يعنى: الإتيان بشىء- التكلم ببراعة. فهذا هو الأصل العبرى واليونانى لمعنى “نبوة” والنبوة لا تستخدم-لأجل التخمين أو التوقع بشيء فى المستقبل (التكهن بالمستقبل) لكن النبوة هى ترجمة وإعلان مشيئة ومشورة الله.ليست للتنبؤ علاقة بالمستقبل. هذه النقطة هى التى لا يدركها الكثيرين فى العهد الجديد. والآن سأوضح لك من المكتوب كيف أن الكتاب يُفَرِق بين النبوة فى العهد الجديد والقديم. يوجد إختلافين. فموهبة النبوة ليس لها أى علاقة بالنبوة فى العهد القديم حيث كانت النبوة فى العهد القديم تُخبر بما سيحدث فى المستقبل. 

النبوة فى العهد الجديد ليس للكلام عن المستقبل, لكنها هى الإتيان بالكلام. أما فى العهد القديم فهى للإعلان عن المستقبل. أنبياء العهد القديم كانوا يتنبأون عن المستقبل (يخبرون عن المستقبل) أما نبوة العهد الجديد (موهبة النبوة) هى نطق خارق للطبيعة . فيه يتكلم الروح القدس من خلال شخص بلغة معروفة. أى بلغة الشخص الأصلية. أى العربية- الإنجليزية .. هذه الموهبة ليست شيء طبيعى لكنها خارق للطبيعة. فهى نطق خارق للطبيعة (أى كلام غير مستوحى من الواقع الطبيعي) (مصدر الكلام ليس من الواقع الطبيعي). فهو كلام خارق للطبيعة (أعلى من الطبيعى) بالروح القدس من خلال شخص ينطقه بلغته الأصلية. أى ليست ألسنة ..

هذه الموهبة هى أهم موهبة فى مواهب الإلهام.هذا لأن النبوة تعادل الألسنة وترجمة الألسنة معاً.إذا إجتمعوا الألسنة وترجمة الألسنة فهم يعادلون النبوة .. لهذا السبب النبوة تأتى على قائمة مواهب الإلهام. وترجمة الألسنة تأتى فى أخر مواهب الإلهام.هذا بسبب أن ترجمة الألسنة الموهبة الوحيدة من 9 مواهب التى تعتمد إعتماد كلى على موهبة أخرى, أى ألسنة وترجمة ألسنة تكافئ نبوة. لهذا السبب نجد أن النبوة هى أكثر موهبة أهمية فى هذا القسم.

(1كو5:14) ” إِنِّي أَرْغَبُ فِي أَنْ تَتَكَلَّمُوا جَمِيعاً بِلُغَاتٍ مَجْهُولَةٍ، وَلَكِنْ بِالأَحْرَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. فَإِنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَفْضَلُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِاللُّغَاتِ إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ (مَا يَقُولُهُ) لِتَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَاناً.” يستخدم الكثيرين هذا الشاهد ليكذبوا التكلم بألسنة أو يضعف موقف الألسنة. إذ يدَعون أن بولس يقول أنه لا يقدر الألسنة .أنا لا أؤمن بهذا لأن لدى حس كافى لأميز ما تقوله الكلمة عن التكلم بالألسنة. ففى بداية عدد 5 يقول لهم “أريد أن جميعكم تتكلمون بألسنة” صعب جداً أن نتجاهل هذا العدد لنقول أن بولس يتجاهل التكلم بألسنة. لأن من يتنبأ أعظم ممن يتكلم بألسنة إلا إذا ترجم حتى تنال الكنيسة بنياناً ” وجدت الكثيرين ممن يعارضون الألسنة يقولون لى هل أنت تتنبأ؟ إن لم تكن فأصمت. كل هؤلاء يأتون بتعبيرات ليس لها أى أساس كتابى. أغلبيتهم يستشهدون بالمقطع الأول من الآية ويتوقفون قبل نهايتة. يتوقفون عند “إلا” ويقولون أن التنبؤ أفضل من الألسنه.هل تعرف لماذا قال بولس ذلك؟. هل تريد المفتاح لهذه الآية؟. السبب الذى قصده بولس هنا هو أن تبنى كنيسة أفضل من أن يُبنى شخص بمفرده. حيث أن النبوة تبنى الكنيسه كلها أما الألسنه فتبنى الشخص بمفرده .لهذا السبب عندما تجتمع الكنيسه تكون النبوة أفضل من الألسنه. أما على المستوى الشخصى فتكون الألسنة أهم.

النبوة هى أعظم مواهب الإلهام.هاهو الفرق بين النبوة والألسنة. النبوة هى الله يتكلم للإنسان, الألسنة هى الإنسان يتكلم لله. النبوة تتم بين إنسان وإنسان. الألسنة تتم بين الإنسان والله. النبوة هى نطق خارق للطبيعة بلغة معروفة. الألسنة هى نطق خارق للطبيعة بلغة غيرمعروفة.

الترجمة هى إظهار خارق للطبيعة لما قيل فى الألسنة. وجميعها هو نطق خارق للطبيعة.الألسنة نطق خارق للطبيعة بلغة غير معروفة, والترجمة هى تفسير خارق للطبيعة لكلام قيل بطريقة خارقة للطبيعة.هذا هو الفرق.الألسنة + ترجمة = نبوة (عندما نقصد التكلم فى الإجتماعات العامة)

أريدك أن تلاحظ هذا أن إصحاح 13 من كورنثوس أتى بعد إصحاح 12 وقبل إصحاح 14 . إصحاح 14 يظهر لنا كيف تعمل هذه المواهب. فالمحبة يشار إليها بأنها الطريق الأفضل لعمل هذه المواهب ,أى إن عملت معك هذه المواهب ولم تسير فى المحبة فلن تفيدك هذه المواهب شئ.المحبة هى الأساس للمواهب الروحية أى بدون أن تعمل فى المحبة فلن تفيدك المواهب بشئ. تذكر أن إيمانك يعمل بالمحبة (غلا5) وكل شىء آخر يعمل بالمحبة. بولس قصد ذلك ليظهر لنا أن الطريق الوحيد لعمل هذه المواهب هو المحبة. المسيح سبق وقال أن كل وصايا الناموس تعتمد على المحبة. هذا ما كان يقصده بولس اذ قضى إصحاح كامل ليخبرنا عن المحبة وإن سلكنا بها ستكون المواهب لها قيمة عظيمة فى حياتنا. إن سلكت بالمحبة فستجد نفسك تشتاق أن تساعد الآخرين وهذه المواهب ستساعدك على ذلك .لكن إن كنت تريد أن المواهب تعمل فى حياتك فقط ليراك الناس ليقولوا ياه أنظر ما فعل…. أنظر ما صنع.. فهذا ليس حسنا.

(1كو1:14-5)” (1)اسْعَوْا وَرَاءَ الْمَحَبَّةِ، وَتَشَوَّقُوا إِلَى الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، بَلْ بِالأَحْرَى مَوْهِبَةِ التَّنَبُّوءِ. (2)ذَلِكَ لأَنَّ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ يُخَاطِبُ لاَ النَّاسَ بَلِ اللهَ . إِذْ لاَ أَحَدَ يَفْهَمُهُ، وَلكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَلْغَازٍ. (3)أَمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ، فَهُوَ يُخَاطِبُ النَّاسَ بِكَلاَمِ الْبُنْيَانِ وَالتَّشْجِيعِ وَالتَّعْزِيَةِ. (4)فَالَّذِي يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ يَبْنِي نَفْسَهُ؛ وَأَمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ، فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ. (5)إِنِّي أَرْغَبُ فِي أَنْ تَتَكَلَّمُوا جَمِيعاً بِلُغَاتٍ مَجْهُولَةٍ، وَلَكِنْ بِالأَحْرَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. فَإِنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَفْضَلُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِاللُّغَاتِ إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ (مَا يَقُولُهُ) لِتَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَاناً. ” سمعت الكثيرين يقولون: هذا الشخص يتكلم بألسنة ولا يفهم ما يقول. حسنا ما الخطأ فى ذلك. الكتاب يقول ذلك. هذه الأعداد توضح لنا أن الألسنة هى أن الإنسان يتكلم إلى الله والنبوة هى الله يتكلم للإنسان. هكذا نفهم لماذا قال الله أن النبوة أعظم من الألسنة. لأن من يتكلم بلسان يبنى نفسه (شخص واحد) أما من يتنبأ يبنى الكنيسة (مجموعة من الأفراد). انى أريدكم أن تتكلموا بألسنة لكن الأولى أن تتنبأوا لماذا ؟ لتنال الكنيسة بنيان. الله يهتم بشخص واحد لكنه أيضا يهمه مجموعة من المؤمنين كذلك. لهذا السبب فضَل فى الكنيسة النبوه عن الألسنة.

تذكر الغرض من النبوه: (عدد3) أَمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ، فَهُوَ يُخَاطِبُ النَّاسَ بِكَلاَمِ الْبُنْيَانِ وَالتَّشْجِيعِ وَالتَّعْزِيَةِ. هذا مقياس جيد لتحكم على النبوة لقد سمعت الكثير من الوعظات التى يدعى أنها نبوة فى حين وجدت أنها ليست نبوة على الإطلاق. كثير من الخدمات يفترض أنها تكون نبوة فى حين لم أجد موهبة للنبوة بالمرة. أحياناً أخرى سمعت كلام علم وأجد الناس تقول عنه أنه نبوة. عندما تعرف الفرق تستطيع أن تحدد أى موهبة لتعمل. لكن عندما لا تعرف ستجد كل الأمور متداخلة ومتشابهة معك. النبوة دائما وبدون إستثناء وعظ- تشجيع- تعزية. الله لا يتصرف بطريقة غامضة أو عشوائية, عندما يعطى نبوة ستعرف أنها نبوة. فالكتاب يقول أن النبوة للبنيان والوعظ والتشجيع. كلمة بنيان لتُبنَىَ روحياً وتتقوى أى عندما تستمع لنبوة ستُبنى وتتقوى روحياً.

كنت حاضراً  أحد الإجتماعات وكان عدد الحاضرين يتجاوز عدة آلاف. وبدأ الواعظ يتنبأ ببنيان ووعظ وتشجيع وبدأ كثير من الحاضرين ينتقدون ما حدث ويقولون: كيف يتكلم هذا دون أن تكون رسالة قد أعطيت بألسنة حتى يترجمها؟

بدأت أخبرهم أن هذه نبوة وليست ترجمة ألسنة. فالكتاب يوضح أن ألسنة+ ترجمة ألسنة تساوى نبوة, وهذا يحدث فى الكنيسة لبناء المؤمنين . البنيان(الوعظ) يعنى تثقيف وتقوية وتعزية –التشجيع تشجع شخص يعنى تحثه- تحفزه- تنبهه- تحذره .فمثلا تحذره ألا يأخذ قرارات حمقاء. كل هذا يندرج تحت النبوة أما التعزية فتعنى النصح- التعضيد- الإطمئنان- بهجة. هذه طريقة بسيطة لتتذكرها. فالنبوة للبنيان والتشجيع والتعزية. مجدا لله على النبوة فهى تبنيك- تحفزك وتنشطك- تطمئنك وتبهجك .تثقفك بالبناء- تشجعك بالحث والتنشيط- تعزيك بالطمأنينة والسرور. دائما دون تغير. بعد الآن لا تخطئ فى إكتشاف النبوة. فمثلا إن قام أحد وقال: هذا الشخص سيسقط عليه قضاء ويموت. طبعا هذه ليست نبوة. لهذا السبب عليك أن تميز النبوة. أتى إلىَ شخص ذات مرة وقال لى أن سيدة فى الكنيسة أعطته نبوة.قلت له ما هى ؟ قال لى: قالت له أنه سيمرض وبعد ذك يموت وقبل ذلك زوجته ستطلقه ويفقد كل شىء. فقلت له: هل هذه الرسالة تشجعك- تعزيك- تبنيك ؟ أجابني: بالطبع لا. قلت له: بالطبع هى ليست نبوة. هذه فقط رسالة من عقل فارغ. النبوة دائما تشجع- تعزى- تبنى.

توجد بعض النقط الإرشادية بخصوص موهبة النبوة. فهذه الموهبة إلى حد ما محدودة المجال لأن الله وضع بعض الحدود لهذه الموهبة. وهذا يتضح فى (1كو22:14)” )إِذَنِ التَّكَلُّمُ بِلُغَاتٍ مَجْهُولَةٍ هُوَ عَلاَمَةٌ لاَ لأَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ، بَلْ لأَجْلِ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ. وَأَمَّا التَّنَبُّؤُ، فَلَيْسَ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، بَلْ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ”. النبوة هى أن الله يتكلم للإنسان والألسنة هى الإنسان يتحدث إلى الله. هل تعرف ما هو السبب فى هذا الفرق؟ الله لا يتكلم إلى الخطاة إلا بالتبكيت 0سمعنا عن قصص خطاه كثيرين تحدث إليهم الله وخلصت حياتهم. فالله رحيم وهو منعم على غير الشاكرين والأشرار.لكن ما نتكلم عنه الآن هو مواهب الروح فى الكنيسة. فالخطاه ليسوا جزء من الكنيسة. المولودين ثانيا فقط هم أعضاء الكنيسة.

(1كو27:14)” فَإِذَا صَارَ تَكَلُّمٌ بِلُغَةٍ، فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ، أَوْ ثَلاَثَةٌ عَلَى الأَكْثَرِ، كُلٌّ فِي دَوْرِهِ”هذا لا يعنى بالضبط أن ثلاثة أشخاص يتكلمون بألسنة فى وقت واحد فالكتاب يذكر أن هذا تشويش. (سمعت فى بعض الكنائس أن ثلاثة خدام يعظون معا فى وقت واحد) نحن لا نقدر أن نستمع إلى ثلاثة كارزين أو ثلاثة يتكلمون بألسنة فى وقت واحد, لأنه بكل تأكيد سيحدث تداخل.وكيف إذن يقول فليترجم” ؟ كيف يمكن للمترجم أن يعمل إذن ولأى شخص من الثلاثة سيترجم له ؟ لكن يمكن أن يحدث هذا بأن يتكلم أحد بألسنة بعد أن ينتهى يبدأ الثانى وهكذا. ” فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ، أَوْ ثَلاَثَةٌ عَلَى الأَكْثَرِ، كُلٌّ فِي دَوْرِهِ وَلْيُتَرْجِمْ أَحَدُكُمْ.” لأنه لا يمكن لشخص واحد أن يترجم ثلاثة رسائل فى وقت واحد. هل تعلم أنه عندما يعطى الله رسالة بألسنة لابد أن يعطى معها ترجمة ألسنة أيضا. لأن الله عندما يعطى رسالة بألسنة فى وسط الجماعة فالغرض هو بناء الكنيسة إذن لابد أن يعطى ترجمة ألسنة, لكن ماذا يقول (عدد28) وَلْيُتَرْجِمْ أَحَدُكُمْ. فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَكُمْ مُتَرْجِمٌ، فَعَلَى الْمُتَكَلِّمِ أَلاَّ يَقُولَ شَيْئاً أَمَامَ الْجَمَاعَةِ، بَلْ أَنْ يَتَحَدَّثَ سِرّاً مَعَ نَفْسِهِ وَمَعَ اللهِ .هذا لا يعنى أن الله لم يعطى ترجمة ألسنة أو أن الألسنة التى أعطاها ليست من الله. فكثير من المرات يكون لدى شخص من الجالسين ترجمة ألسنة لكنه يخجل أن يقولها .لذا فى حالة مثل هذه إن لم توجد ترجمة ألسنة فليصمت من يتكلم بلسان. وليباركك الله.

(عدد29) وَلْيَتَكَلَّمْ أَيْضاً اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْمُتَنَبِّئِينَ وَلْيَحْكُمِ الآخَرُونَ.لقد سمعت فى بعض الأحيان 5-6 رسائل نبوة فى الإجتماع الواحد. هذا ليس من الله, لأن الله لا يحتاج أن يأخذ اليوم كله يعطى رسائل ليخبرنا بما يريده. الله لا يحتاج إلى كل هذه الكثرة وكل هذه المدة. الأنبياء محدودين بما يقوله الكتاب من 2-3 فى الإجتماع الواحد. الله عندما يريد أن يقول شىء لا يحتاج ليوم بأكمله وعدد كبير من الأنبياء. كلا. يستطيع ان يقول ما يريده فى وقت قصير وعدد محدود. عندما نتكلم عن 2 أو 3 أنبياء فنفس الإرشادات التى وضعت فى الألسنة كذلك هذا. أى واحد يتكلم وبعد الإنتهاء يتكلم الآخر.

هذه هى الموهبة الوحيدة التى يوصى بها الكتاب أن نحكم عليها. الكتاب لا يوصينا أن نحكم على أى موهبة أخرى. إذن كيف نقدر أن نحكم على نبوة ؟ أولاً بمدى توافقها مع كلمة الله. أنا لا أعتبر من قال هذه النبوة إن كنت أنا أو أنت أو الدكتور .. أو القس … لا يفرق هذا عندى فإن لم تكن متوافقة مع كلمة الله فلن أقبلها. فكلمة الله هى أول شئ تحكم به على النبوة. فإن وقف شخص ما  ليتكلم (لقد سمعت هذا ذات مرة) “إن كانت مشيئة الله لك الشفاء….” هذا الكلام لا يتوافق أبداً مع كلمة الله بل عكس (أش53). وهكذا إن لم تكن الرسالة على  نفس نمط المكتوب فلن أقبل ما سمعت.أحكم على الرسالة بمضمونها ومدى صحتها. كما يمكن أن تحكم على النبوة بمدى صلتها بالإجتماع.كل إجتماع له مضمون مستقبل.فلا يمكن أن تجد إجتماعين متشابهين فى كنيستين مختلفتين لأن الحضور مختلف فى كل كنيسة لذا مضمون الإجتماع يختلف. فمسحة الله تختلف من مكان لآخر. فالترانيم تختلف من إجتماع لآخر والعظات تختلف أيضا. لهذا السبب نقدر ان نحكم على النبوة بمدى إرتباطها بالجو العام للإجتماع. فمثلا إن كنا نعقد اجتماعا لأجل الشفاء والتحرير وبدأ الحضور يتجاوب مع الدعوة وبدأ الناس ينالون الشفاء وتحركنا بوضع الإيدى والصلاة ثم يقف واحد ويقول “الرب تكلم إلىَ قائلا ستخرج إرساليات إلى الصين أكثر من أى وقت آخر فى التاريخ” نحن الآن لا نتكلم عن الإرساليات إنما نتكلم عن الشفاء. فهذه النبوة ليست لها أى علاقة بالحضور.كنت حاضراً إجتماع مثل هذا وكنا مجتمعين لأجل الصلاة للشفاء والتحرير وفجأة وقف شخص وقال: الرب يقول لى: يجب أن تصلى الآن لكل الإرساليات فى أنجولا.” فقلت فى ذهنى ما علاقة هذا بما نحن مجتمعين فيه الآن. لا شىء. لذا أحكم على الرسالة بمدى إرتباطها بجو الاجتماع.

(عدد30) وَإِنْ أُوحِيَ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الْجَالِسِينَ، فَلْيَسْكُتِ الْمُتَكَلِّمُ الأَوَّلُ ماذا يعنى هذا العدد ؟ لقد أمضيت وقتا طويلاً لأفهم ما المقصود من هذا العدد. هذا يعنى أنه لو نبوة أعطيت لشخص يتكلم هذا الشخص وبعد ذلك إن أعلنت لفرد آخر ليسكت المتكلم الأول ولا يقاطع الآخر. ليكن كل شىء بلياقة وبترتيب. فإن تكلم أحد أولا يحتاج أن يصمت إن تكلم شخص آخر ولا يقاطعه فى الكلام أو يزيد عليه أو ينقص منه. شخص واحد فقط يتكلم فى المرة.

(عدد31) فَإِنَّكُمْ جَمِيعاً تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَنَبَّأُوا وَاحِداً فَوَاحِداً، حَتَّى يَتَعَلَّمَ الْجَمِيعُ وَيَتَشَجَّعَ الْجَمِيع كل شخص بمعونة الروح يقدر أن يتنبأ. ليتعلم الجميع ويتعزى الجميع. هذا لا يعنى أن الجميع يتنبأون فى إجتماع واحد. لكنه كان يشير إلي أنه لا يوجد أى مانع لأى مؤمن مولوداً ثانية أن يتنبأ. معظم المؤمنين الذين لهم فترة طويلة في الكنيسة تنبأوا وهم لا يعلمون بذلك. يعرفون أن ما يقولونه من الله لكن لا يدرون ما هو هذا أو ما تعريف ذلك.

(عدد32) وَلَكِنَّ مَوَاهِبَ النُّبُوءَةِ هِيَ خَاضِعَةٌ لأَصْحَابِهَا ماذا يعنى هذا العدد ؟هذا العدد له تطبيقان. نشكر الله أننا لا نرى هذا الجانب يحدث كثيراً. فقد رأيت فى بعض الأحيان شخص ما يندفع فى وسط الإجتماع ويصيح ليتنبأ دون تفكير أو ضبط. (أستاء كثيرا عندما أرى أمراً مثل هذا يحدث ولا أود أنه يتكرر) وبعد ذلك يقولوا أنهم كانواغير قادرين على ضبط أنفسهم. كلا. أنتم قادرون على ذلك, لأن الكتاب يقول هذا : أن أرواح الأنبياء خاضعة للأنبياء. هذه المواهب تحت تحكمنا وسيطرتنا أكثر جداً مما نتصور. وأريد ان أوضح شيئاً وهو أن كثيرون لا يُستَخدَمون فى هذه المواهب لأنهم ينتظرون نوع معين من قوة الله لتحل عليهم وتفقدهم سيطرتهم وتحكمهم على أنفسهم ويدفعهم الله ليفعلوا شىء- لكن الله لا يعمل بهذه الطريقة. لهذا السبب تعد هذه الأمور خطيرة لأنه عندما يحدث هذا فهو دليل على السلوك بالجسد. أما الجانب الآخر لهذه الآية فيحدث كثيرا لدينا .عندما يحثك الله لقول شىء لا تتردد أو تخجل من هذا.كثيرين يخافون ويخجلون أن يقولوا ما كلمهم به الله وهكذا تظل أرواحهم خاضعه لهم .

لهذا عندما يخبرك الله أن تقول شىء أو تتكلم بنبوة فلا تقلق أوترتبك.إن كان يريد ذلك فافعل هذا. لقد أخبرنى الرب بأمور كثيرة وأنا أعظ. أخبرنى عن أمور على وشك أن تحدث(دون ان أعرف إسم الشخص)وتتحقق.فمثلا أعلم فى بعض الأحيان أن رسالة بألسنة ستعطى وأعرف ذلك قبل أن تبدأ بخمسة دقائق.بداخل روحى أعرف هذا.فعندما تكون فى الإجتماع ويتكلم الله إليك ويخبرك أنه يريدك أن تقف لتقول شىء فإفعل هذا, 99% ممن يخبرهم الله لا يقول لهم شىء أكثر من أن يخبرهم بأن يقفوا ليقولوا شئ. فأنت لن تعرف ما ستتكلم به من البدايه إلى النهاية. ربما لا تعرف شىء عن  الرسالة سوى كلمة واحدة .هذا كل ما تحتاجه فقط ..كلمة- قم وتكلم بها.فى كثير من الأحيان ستجد الحاضرين يخبرونك بعد ذلك أنهم كانت لديهم كلمة واحدة عن هذه الرسالة التى تكلمت بها لكنهم لم يرفضوا أن يقولوها. فروحك خاضعة لك .يمكن أن تمنع روحك- تكتمها- تخمدها عندما ترفض أن تتكلم. فعندما تفعل ذلك سيتكلم الله لشخص آخر فى الإجتماع ليطيعه. بهذه الطريقة أنت تخمد روحك. فعندما يطلب منك الله أن تفعل شىء إبدأ بأن تخطو خطوة إيمان. ربما يكون لديك فى البداية كلمة واحدة أو حتى لا تملك كلمة واحدة. فقط قم وإفتح فمك وإبدأ تكلم. لا تقلق من جهة ما ستتكلم به. الكتاب يقول: من يرصد الريح لا يزرع ومن يراقب السحب لا يحصد.جا4:11 .هذا ينطبق على هذا الأمر. إن راقبت ما ستتكلم به لن تقول شئ. فى أحيان كثيرة لم يكن لدى أى شىء ربما سوى كلمة واحدة, لكنى كنت أعلم أن الرب يريدنى أن أقوم لأقول شىء.”للإنسان تدابير القلب و من الرب جواب اللسان ” (أم1:16).هل لاحظت الإرتباط فى هذه الآية: الرب سيضع فى قلبك ما يريدك أن تتكلم به. عندما يتكلم الله لقلبك ويخبرك بأن تقف لتقول شىء. ربما يكون هذا هو كل ما يعطيك أياه. لكن بعد أن تفتح فمك سيعطيك الطلاقة فى الكلام. كثيرون ينتظرون. ربما حاول الله كثيراً معهم ليعطيهم نبوة أو رسالة ألسنة أو ترجمة ألسنة لكن لم يفعلوا ذلك لأنهم ظنوا أنهم لا يملكون أى شىء يقولونه. فى حين أن كل ما تعرفه وقتها أن الله يريدك أن تقول شىء. لكن لا تعرف ما سيحدث بعد ذلك.

النبوة هى أن الله يتكلم في الإنسان. أرواح الأنبياء خاضعة للأنبياء ,عادة فى الإجتماعات تجد الناس خائفة وتتساءل ماذا يحدث لو طلب منى الرب أن أقول شىء أو أعطاني رسالة أو نبوة .فهم يخافون أن يفعلوا هذا بالجسد. لا تخف من أن تفعل هذا بالجسد فأنت دائما فى الجسد. هل تعلم أن الله يمسح الجسد أيضا. أصعب خطوة هى أن تطيع الرب لتقف من مكانك. أتذكر أنى كنت حاضراً إجتماع وكنت جالساً فى الصف الثانى وبينما المبشر يتكلم قال لى الرب أريدك أن تقف وتخبر الواعظ أن ترنموا ترنيمة “ما أعظم النعمة” .كان يجلس فى الصف الذي أمامى شاب فى التاسعة عشر من عمره.كنت أعلم أنه الرب لكنى بدأت أتساءل هل هو الرب حقاً من أخبرني هذا ؟ وقلت: الناس لا تعرفني فماذا سيحدث لو وقفت لأقول هذا.وبينما أنا أجادل مع الرب وجدت هذا الشاب يتلفت حوله وفجأة وقف وقال للواعظ نريد أن نرم ترنيمة… فوقفت أنا فى الحال وقلت أنا أعلم الترنيمة. ثم قال هذا لشاب نريد أن نرنم “ما أعظم النعمة” هل تعلم لماذا هذه الترنيمة ؟ كانت معزية- مشجعة- كانت في صورة نبوة. رسالة خارقة للطبيعة بكلمات معروفة. هل تعلم ماذا حدث ؟ مع أنى رنمت هذه الترنيمة آلاف المرات لكن هذه المرة أحدثت فرقا فىَ وفى الإجتماع. هل تعرف ما الذي فعله الرب ؟ كان يحاول أن يجعلني أقف ولما ترددت ذهب لهذا الشاب ليخبره بذلك. الرب أخبر هذا الشاب بالضبط ما أخبرني به. مع أن هذا الشاب كان قد نال الخلاص من سنة واحدة فقط فى حين كان لى 9 سنوات وهذا الشاب لم يتعلم شيء عن هذه المواهب لكنه أطاع صوت الرب. كنت حاضراً خدمة ذات مرة وكنت قد خلصت من 4 سنوات فقط. وتكلم إلىَ الرب أثناء الوعظة قائلا: أريدك أن تقوم وتشهد. وهذه هي الكلمات التي تشهد بها. أعطاني ما أتكلم به. فبدأت أتساءل هل هذا هو الرب حقا ؟ أريدك أن تعرف شىء وهو أن إبليس لن يعطيك كلاماً مشجعاً ومعزياً بناءً. فقلت للرب يارب إن كنت أنت فأعطنى علامة. (هل هذا هو ما يجب أن أفعله ؟؟!) وعلى بعد صفين كانت جالسة فتاة فى السابعة عشر فوقفت فجأة وبدأت تبكى وتقول: “الرب أخبرني أن أقول ……” أثناء ذلك كنت أصر على أسناني لأنى كنت أعلم كل كلمة مما قالتها من قبل أن تتكلم. كل كلمة. بالضبط ما أعطاني الرب إياه. وعندما قالت هذا قلبت الإجتماع, الناس ركضوا إلى المنبر يبكون ويصرخون وجو الإجتماع كله تغير. رأيت الناس تتبارك وأنا جالس عديم المشاعر وكأن شخص سكب علىَ ماء بارد. لم تكن لدى أى مشاعر. كنت جافاً للغاية فى حين أنني أرى كل من حولي مسرور ومبارك. هذه الفتاة أطاعت صوت الرب وكانت النتيجة تعزية وتشجيع وبناء لكل الإجتماع. الله لابد أن يجد شخص ما.

النبوة لا تأتى بصورة ملفتة للنظر. بصورة درامية لكنها تأتى بطريقة خارقة للطبيعة.هذا ما يفتقده الكثيرين.يظنون أنه عندما تأتى موهبة النبوة يكون رعد وبرق وأصوات فى السماء.لا يوجد أى شىء من هذا.النبوة تأتى بطريقة بسيطة.

أقول ثانيةً أن النبوة هى “الإتيان بحديث” أو “الإتيان بكلام ” فعندما تأتيك نبوة ستجد الرسالة تتدفق منك. ربما تكون محضر كلام أو مسجل ملاحظات لتقولها فى العظة لكنك تجد نفسك تتكلم كلام لم تجهزه من قبل ولا تفهم لماذا تتكلم بهذه الطريقة. وعندما تستمع لما تكلمت به تجد أنه للتشجيع والبناء والوعظ – أحياناً يأتى يوم الأحد وأجد نفسى ليس لدى أى كلام أو فكرة عما سأتكلم به فى العظة لكن عندما أصعد للمنبر أجد الله يتكلم لىَ ليخبرنى بما يريد أن يقوله. وعندما أستمع لنفسى أثناء الوعظة أجد أنى أتكلم بنبوة بتشجيع وتعزية وبناء. أترك الروح القدس يتكلم من خلالك. فالنبوة هى الإتيان بحديث فوق المستوى الطبيعى من الروح القدس خلال شخص بلغة معروفة.

حضرت أنا وزوجتى إجتماعاً وكان هناك شاب يلقى العظة وعند قرب نهاية الإجتماع بدأ يصلى للحاضرين. كنت أنا وزوجتي جالسين فى الصف الأمامي. وفجأة تكلم الرب إلىَ لأذهب وأضع يداى على هذا الخادم وأخبره بما يريدنى الرب أن أقوله له. ففعلت ذلك وبدأت أتحدث له.وكان هذا هو الحديث:” توجد بعض الأمور التى تجتاز فيها الآن, لكن إطمئن لأن الرب سمع صلاتك وهو على وشك أن يفعل شىء. الله سيباركك لذا إثبت فى مكانك لأن كل شىء سيكون على ما يرام”. بعد إنتهاء الإجتماع قالت لي زوجتى : الرب ضغط علىَ لأذهب وأضع يداى عليه وأصلى له بألسنة قبل أن تذهب أنت لكنها لم تفعل ذلك لأنها ستتكلم بألسنة غير مفهومة. فقلت لها بالتأكيد الرب فى ذلك الوقت سيعطيك ترجمة ألسنة وستكون مساوية لما تكلمت أنا به, لأن من يتنبأ أعظم ممن يتكلم بألسنة إلا إذا ترجم” لكن لماذا إختار الرب أن يتعامل معك بهذه الطريقة ويتعامل معى بهذه الطريقة لا أعرف. فهو يقسم المواهب لكل شخص كما يشاء.

(اع14:2)”فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الرُّسُلِ الأَحَدَ عَشَرَ، وَخَاطَبَ الْحَاضِرِينَ بِصَوْتٍ عَالٍ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الْيَهُودُ، وَيَا جَمِيعَ الْمُقِيمِينَ فِي أُورُشَلِيمَ! أَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي لِتَعْلَمُوا حَقِيقَةَ الأَمْرِ!”عندما قال بطرس هذا الكلام كان للتو خارجاً من إجتماع الصلاة. فلم يكن لديه وقت ليحضر عظة أو يكتب ملاحظات فقط وقف وبدأ يتكلم. بدأ يفسر للناس ما الذى يحدث إذ إستشهد برسالة يؤيل النبى. عدد 37-فَلَمَّا سَمِعَ الْحَاضِرُونَ هَذَا الْكَلاَمَ، وَخَزَتْهُمْ قُلُوبُهُمْ، فَسَأَلُوا بُطْرُسَ وَبَاقِي الرُّسُلِ: «مَاذَا نَعْمَلُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ؟ (38)أَجَابَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا، وَلْيَتَعَمَّدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، فَيَغْفِرَ اللهُ خَطَايَاكُمْ وَتَنَالُوا هِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُس. والآن أريد أن أفسر لك هذا الشاهد بطريقة مختلفة. عندما تكلم معهم بطرس عن رسالة يوئيل قالوا له ماذا يمكننا أن نفعل. قال لهم “توبوا وليعتمد كل واحد منكم على إسم يسوع المسيح” أليس هذا نصح وتحريض ؟ وعندما قال لهم “لتقبلوا عطية الروح القدس, أليس هذا هو للبنيان ؟ عدد 39أَنَّ الْوَعْدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِلْبَعِيدِينَ جَمِيعاً، يَنَالُهُ كُلُّ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلهُنَا! أليس فى هذا تعزية ؟ ها هى النبوة تعمل للوعظ والبنيان والتعزيه.

(أع21:27-25)” (21)وَكَانَ الْمُسَافِرُونَ قَدِ امْتَنَعُوا مُدَّةً طَوِيلَةً عَنْ تَنَاوُلِ الطَّعَامِ، فَتَقَدَّمَ بُولُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ، كَانَ يَجِبُ أَنْ تَسْمَعُوا كَلاَمِي وَلاَ تُقْلِعُوا مِنْ كَرِيتَ، فَتَسْلَمُوا مِنْ هَذَا الْخَطَرِ وَالْخَسَارَةِ (22)وَلَكِنِّي الآنَ أَدْعُوكُمْ لِتَطْمَئِنُّوا، فَلَنْ يَفْقِدَ أَحَدٌ مِنْكُمْ حَيَاتَهُ. وَلَكِنَّ السَّفِينَةَ وَحْدَهَا سَتَتَحَطَّمُ (23)فَقَدْ ظَهَرَ لِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ مَلاَكٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ الَّذِي أَنَا لَهُ وَإِيَّاهُ أَخْدِمُ (24)وَقَالَ لِي: لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ! فَلاَبُدَّ أَنْ تَمْثُلَ أَمَامَ الْقَيْصَرِ. وَقَدْ وَهَبَكَ اللهُ حَيَاةَ جَمِيعِ الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ (25)فَاطْمَئِنُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللهِ وَبِأَنَّ مَا قَالَهُ لِي سَيَتِمُّ  ”  فى هذا الشاهد ترى أكثر من موهبة تعمل معاً. فعندما قال لهم بولس: “إطمئنوا أيها الرجال” أليست هذه تعزية وتشجيع وسط بحر هائج وريح عاصفة. فهذه هى النبوة تعمل فى ظروف عصيبة كهذه للتعزية والتشجيع. نرى أيضا هبة الإيمان لأنه كيف يمكن لبولس أن يطمئن ولا يساوره خوف فى وسط ظروف مرعبة كهذه إذ يقول “إنى أؤمن بالله” .وهنا أيضا نرى كلمة حكمة عندما يقول لا تخف يا بولس لأنه لابد لك أن تقف أمام قيصر. فهذا الحدث فى المستقبل. كما نرى أيضا كلمة علم “قد وهبك الله حياة جميع المسافرين معك” هكذا نرى كيف أن مواهب الروح عملت من خلال إنسان وسط ظروف صعبة كهذه.

من عدة سنين مضت ذهبت مع 2 من أعضاء الكنيسة لنزور شخص قد إرتد عن الإجتماع فعندما طرقنا الباب فتحت لنا والدته وأخبرتنا أنه غير موجود بالمنزل. وفجأة ونحن نتكلم الروح القدس تحرك بداخلى وبدأت أتكلم لها. فى هذه اللحظة وجدت شجاعة إرتفعت وملأت كيانى وقلت لها: “سيدتى الرب يقول لك أن صلاتك قد سمعت فلا داعى للقلق. وهو سيجرى لك كل الأمور لاداعى أن تقلقي أو تهتمى”. عندما قلت هذا بدأت تبكى. بعد مرور حوالى ثلاثة أشهر كنا نعقد إجتماع لنشارك الإختبارات فوقفت هذه السيدة وقالت: من عدة شهور مضت كنت أمر بمشاكل صعبة.فقد رحل زوجى وبعد ذلك أصبت بضعف فى جسدي وكنت على وشك أن أفقد عملي فى حين أنى بحاجة شديدة إليه لأن معى ثلاثة أطفال وأحتاج لتربيتهم. فعندما كنت أصلى وأطلب إليه ذات يوم أرسل لى الرب ثلاثة خدام وأخبروني أن الرب سمع صلاتي. ومن عدة أسابيع نلت شفاء كامل لجسدي وظروفي المادية تحسنت وتباركت جداً. ما حدث أن هبة الإيمان عملت بداخلي وأعطتني شجاعة أن أقول لها رسالة كهذه ومعها أيضا نبوة لتشجيع هذه السيدة عندما قلت لها أن صلاتك قد أستجيبت.النبوة هى نطق خارق للطبيعة بلغة معروفة. وهى لا تعمل مع فرد أو اثنين لكنها تعمل مع كل مؤمن مولود ميلاد ثاني. ربما نجد أن الله إستخدمك فى أمور كهذه وأنت لا تعرف. فالنبوة هي الله يتكلم إلى الإنسان .

من أين تأتى النبوة ؟ النبوة مثل الألسنة بالضبط. الألسنة تأتى من روحك والنبوة أيضا تأتى من روحك, لكنها تأتى بصورة مختلفة عن الألسنة. النبوة تأتى عندما يمسح الرب شخص معين ليخبر أحد بكلام خارق للطبيعة بلغة معروفة. فهى تأتى من الله خلال روحك. لا تأتى من عقلك أو ذهنك. تأتى بان يضع الله شئ  ما بداخلك بداخل روحك لتخبر به شخص آخر.لهذا السبب أتعجب كثيراً ممن يقاومون الألسنة. فعندما تتكلم معهم تجد أنهم ليست لديهم أى فكرة عن روح الإنسان.  كل ما يعرفونه هو النفس والجسد. ولا يدركون أن الإنسان ثلاثى التكوين روح ونفس وجسد وأهم جزء فى الإنسان هو روحه.

النبوة يمكن أن تعمل على المستوى الشخصى أو مستوى الجماعة. لهذا السبب جعلها الرب موهبة عظيمة ويخبرنا أن نشتهيها, والسبب فى ذلك لما للنبوة من فائدة. فإن وُجِد إحتياج فى الكنيسة إلى البناء التثقيف- التشجيع- تعزية فالنبوة هى الحل. وعلى المستوى الشخصى إن كنت تحتاج إلى تعزية- تشجيع- طمأنينة- تحرير- حث- تحفيز- نصح- تعضيد. فستجد النبوة تفعل هذا. لقد إستخدمت فى هذه النبوة كثيراً وعلى الأخص على المستوى الشخصى. لقد إستخدمنى الرب كثيراً أن أذهب إلى أفراد كثيرين وأخبرهم بما يقوله لى الرب.أقول له: “الرب أخبرنى أن أقول لك شىء”. لتخبر أحد أن الرب أخبرك أن تقول له شىء , فهذا ليس أمراً سهلاً.إنها مسئولية.ففى معظم الأحيان أشعر فى الروح أن أخبر الآخرين أن كل شىء معهم سيسير على ما يرام. لا داعى للقلق والإضطراب. مرات كثيرة فى خدمة الأحد الروح القدس يخبرنى أن أنزل وأمر عبر ممرات الإجتماع لأخبر أحد الأشخاص بشىء. فى أول الأمر أنا لم أكن أعرف إلى من سأذهب لكن الروح القدس يشاور على الشخص الذى يريد أن يكلمه.هكذا أنت كذلك. كن منقاد بالروح. فبعض الأشخاص أصافحهم باليد فقط . البعض الأخر يعطينى الروح القدس له كلمة علم. البعض الأخر كلمة حكمة, والبعض نبوة وأخبرهم “أن ظروفهم ستسير على ما يرام” ربما يكون هذا كل ما أخبر به الآخرين .عندما تفكر بهذا تجد أنه من المطمئن جداً أن تعرف أن الله أخبرنى أن أقول لك “أن الله إستمع إلى صلاتك” “أن الله سيجعل كل الظروف تسير معك على ما يرام” .هذه هى النبوة. الله يعطينى رسالة فى روحى وأنا أعطيها لك.

هذا هو السبب أن هذه الموهبة هامة جداً. فهى موهبة إلهام .فهو إلهام من الروح القدس ليخبر بكلام من خلال شخص إلى شخص آخر. السبب أن كثيرون من المؤمنين يسيطر عليهم الخوف لئلا يفعلوا خطأ. ماذا سيحدث إن فعلت خطأ ؟ لقد فعلت أخطاء كثيرة. لقد أخطأت أكثر من شخص آخر لكنى لم أدع هذا يعيقنى من أن أطيع الرب. كلنا نفعل أخطاء ,لكن لا تدع هذا يوقفك عن طاعة الرب. أحيانا كثيرة تعطى رسائل بالألسنة ولا يترجمها أحد. بالتأكيد ستجد أشخاص كثيرين فى هذا الإجتماع لديهم الترجمة لكن لا أحد يقدمها.

عندما تُعطَى رسالة بألسنة لا تصلى قائلا: “يارب دع الراعى يترجم هذه الرسالة” هذا ليس صحيحاً. ربما يكون شخص غير مناسب لها.ربما لا يريد الله أن يعطى الترجمة للراعى.لكن صلى لكى يعطى الرب الترجمة لشخص موجود فى الإجتماع أو يعطيك إياها إن لم يفعل هذا أى شخص. كثيرون يأتون إلىَ ويقولون: كنا نصلى إليك لكى تقوم أنت بترجمة هذه الرسالة. هذا ليس جيد .ربما الله لا يريد أن يعطينى إياها. لا تفعل هذا. هل تعلم كيف تصلى ؟ يارب تكلم من خلال من تريد أن تتكلم. أعطي هذه الترجمة لمن تريد أن تعطيه إياها. ودعه يقولها. من تريد أن يقوم بالترجمة أعطه إياها. ودعه يقوم بها. إن كنت تحتاج لنبوة إسأل الله أن يتكلم من خلال من يريد أن يتكلم ويفعل ما يريد أن يفعله. لا تحدد شخص لتطلب من الله أن يعمل من خلاله. إسأل الله أن يعمل من خلال الشخص الذى يريده. دع الله يحدد هذا. إن أراد أن يجعلنى أفعل هذا فسيخبرنى. إن أرادك أن تفعل هذا فسيخبرك. لا تحاول أن تخبر الله بما يفعله. فهو يقسم لكل شخص كما يريد.

شىء أخر خطأ نسقط فيه كثيراً. أن نبدأ الاجتماع قائلين : يارب نريد ترنيمات ممسوحة اليوم. نريد أن تبارك عظة الراعى اليوم. أنت تريد أن تسبح وتهلل وتقفز وربما يكون شخص جالس فى الإجتماع يموت من السرطان ويحتاج أن يضع أحد عليه الأيادي ليصلى لأجله. لا تخبر الله بما تريد. دع الله يتصرف كما يريد فى إجتماعاتنا. إن أرادني أن أكرز فسأكرز -إن أرادنا أن نسبح ونهلل فسنفعل ذلك. لكن ماذا يحدث إذا قمت فى الإجتماع وطلبت من الله أن يبارك العظة. بكل تأكيد سيحترم طلبتى ومكانتي كراعي. لكننا سنجف ونموت. ربما أعظ عن الإيمان والمحبة لكن مع ذلك نجف ونموت .هكذا الحال مع الترانيم يمكن أن نعد قائمة بالترانيم التى سنرنمها. أحيانا نرنم كل الترانيم المكتوبة وأحيانا أخرى لا نرنم أى واحدة منهم ونجد أنفسنا نرنم ترانيم لنا سنين لم نرنمها. فقط هذا ما يريده الله. يريدنا أن نفعل ذلك حسنا. نحتاج أن نكون مفتوحين. لما يريده الله منَا أن نفعله.

النبوة هى أعظم مواهب الإلهام. الكتاب يقول أن نجّد ونشتهى المواهب الفضلى والنبوة هى أفضل موهبة فى قسم الإلهام الذى يضم النبوة والألسنة وترجمة الألسنة. النبوة هى أعظم هؤلاء الثلاثة, لأنها تبنى وتثقف الكنيسة وهذا ما يريده الله .بمجرد أن صرنا مؤمنين نحتاج أن نتشجع ونتعزى ونُبنىَ. نحمد الرب.

مأخوذة بإذن من خدمة أ.ب  بالولايات المتحدة الأمريكية

Taken by Permission from LBF Ministry, USA

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$