القائمة إغلاق

موهبة  تمييز الأرواح Discerning the Spirits Gift

1 كو 12 : 1 وَأَمَّا بِخُصُوصِ الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَلاَ أُرِيدُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَمْرُهَا. تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ، عِنْدَمَا كُنْتُمْ مِنَ الأُمَمِ، كُنْتُمْ تَنْجَرِفُونَ إِلَى الأَصْنَامِ الْخَرْسَاءِ أَيَّمَا انْجِرَافٍ. لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَنَّهُ لاَ أَحَدَ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «اللَّعْنَةُ عَلَى يَسُوعَ!» وَكَذَلِكَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. لقد جعلت هذا الشاهد مقدمة فى كل درس لأنى أعلم أن الكنيسة تجهل موضوع المواهب الروحية أكثر من أى شئ أخر لكنى أؤمن أن الله يعالج هذا الجهل بأن يقيم أشخاصاً مشتاقين أن يتعلموا ويعرفوا أكثر عن المواهب الروحية. فما تعلمته على مدار 30 سنة لا يعنى أنى أعلم كل شئ عنها فأنا أعلم القليل. 1 كو 12 : 3-7 هُنَاكَ مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ، وَلَكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ. وَهُنَاكَ خِدْمَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ، وَالرَّبُّ وَاحِدٌ. وَهُنَاكَ أَيْضاً أَعْمَالٌ مُخْتَلِفَةٌ، وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، وَهُوَ يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْجَمِيعِ. وَإِنَّمَا كُلُّ وَاحِدٍ يُوهَبُ مَوْهِبَةً يَتَجَلَّى الرُّوحُ فِيهَا لأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ. فَوَاحِدٌ يُوهَبُ، عَنْ طَرِيقِ الرُّوحِ، كَلاَمَ الْحِكْمَةِ، وَآخَرُ كَلاَمَ الْمَعْرِفَةِ وَفْقاً لِلرُّوحِ نَفْسِهِ، وَآخَرُ إِيمَاناً بِالرُّوحِ نَفْسِهِ. عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ. لم يدرك المؤمنين أن الله يتحرك بطرق كثيرة ومختلفة. فالله يتعامل بطرق متعددة ومتنوعة. فهو لا يتحرك بخطة ثابتة وطرق محددة. فالكثير يعتقد أن الله يتحرك بطريقة واحدة. لا يفعل كذا وكذا إلا بهذه الطريقة .حسناً الله ليس كذلك. وهذا هو الحال مع المواهب الروحية.

1 كو 12 : 8-11 وَيُوهَبُ آخَرُ مَوْهِبَةَ شِفَاءِ الأَمْرَاضِ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ، وَآخَرُ عَمَلَ الْمُعْجِزَاتِ، وَآخَرُ النُّبُوءَةَ وَآخَرُ التَّمْيِيزَ بَيْنَ الأَرْوَاحِ، وَآخَرُ التَّكَلُّمَ بِلُغَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ (لَمْ يَتَعَلَّمْهَا)، وَآخَرُ تَرْجَمَةَ اللُّغَاتِ تِلْكَ وَلَكِنَّ هَذَا كُلَّهُ يُشَغِّلُهُ الرُّوحُ الْوَاحِدُ نَفْسُهُ، مُوَزِّعاً الْمَوَاهِبَ، كَمَا يَشَاء .

فى الشفاء تأتى كلمة “مواهب” فى الجمع وهى الوحيدة التى تأتى بهذه الصورة. فهى مواهب متعددة بسبب تعدد أنواع الأمراض والأسقام.الأمر يرجع للروح القدس ليختار مَن الذى يستخدمه. فهذا هو الأسلوب الذى يريد الله أن يعرفه لنا. فإن أراد الله أن يستخدمنى فى موهبة الإيمان ,حسناً. مجداً لله. إن أراد أن يستخدمنى فى أعمال معجزية. فهذا حسن. فقط علينا أن ندع الله يستخدم من يريد . فلا تظن أنه عندما يستخدم الله شخص معين فى موهبة معينة عليه أن يستخدمك أنت أيضاً فى نفس هذه الموهبة.فعندما يطلب منا الكتاب أن نشتهى المواهب فعلينا ألا نشتهيها فقط لأننا رأيناها تعمل فى حياة أحد الأشخاص ,فهذا ليس دافع لنطلب ونشتهى المواهب، فالغيرة يمكن أن تدخل الكنيسة بهذه الطريقة. لأنك تجد كثيرين يقولون:نريد أن الله يستخدمنا فى هذه الموهبة ,وهذا لأنهم رأوا هذه الموهبة تعمل فى حياة البعض.لكن دعونا نكون ما يريدنا الله أن نكون. فلا يوجد شخص يمتلك كل هذه المواهب لكن هذه المواهب (ربما كلها) ستعمل من خلالك إن رأى الروح القدس أن هذا مناسب وكما يشاء هو.

لقد سمعت كثيرين من الخدام يقولون : “إنى أمتلك كل المواهب ثابتة فىَ. لدىَ موهبة النبوة وكل باقى المواهب , لكن هذا دليل واضح أنه ليس لديه أى شئ. فالمواهب لا تقيم بداخلى  ولا تستوطن فّىَ. الله لن يعطيك ولو واحدة من هذه المواهب. لكن هذه المواهب تعمل من خلالك.لكن توجد بعض مواهب الخدمات المذكورة فى (أف11:4)”وَهُوَ قَدْ وَهَبَ الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ “هذه المواهب هى التى تعطى لك وتظل ثابتة فيك. فيوجد خمس مواهب خدمات: رسل  أنبياء  مبشرين  معلمين  رعاة. والكتاب يذكر أن مواهب ودعوات الله هى بلا ندامة .فإن أعطاك الله واحدة من هذه المواهب فلن يغير رأيه. لكن الموضوع هنا مختلف, نحن نتحدث عن مواهب الروح وليس مواهب الخدمات. والله قسَم هذه المواهب على كل شخص بقدر ما يريد. فإن أعطانى الله مواهب شفاء, تأتى أنت لتطلب كلام علم. وعندئذ يقدر الله أن يستخدم كلتا الموهبتين ليساعد شخص ما يحتاجهما. هكذا يجب أن نكون مفتوحين لعمل الله. ولذلك يجب علينا أن نجتهد فى طلب هذا.

جميع المواهب تعمل بعضها مع البعض. لكننا نتحدث عن كل واحدة بالإنفصال عن المواهب الأخري لنقدر أن نوضحها ونبسطها. فلن تجد موهبة تعمل بمفردها أبداً. والموهبة الوحيدة التى تعتمد إعتماداً كلياً على موهبة أخرى هى ترجمة الألسنة. فعندما يخبرك أحد أن موهبة الألسنة هى أقل موهبة فهذا ليس صحيح. فآخر المواهب هى موهبة ترجمة الألسنة لأنها تعتمد كلياً على الألسنة لكى تعمل. فلا توجد ترجمة ألسنة دون أن توجد ألسنة. لكن الجميع يعملون بعضهم مع بعض مثل صوابع اليد. فيمكن أن أستخدم أصبعين فقط حسب الإحتياج ويظل الباقون دون إستخدام لكن إن رأيت الحاجة إلى إستخدام كل الأصابع سأستخدمهم معاً. هكذا هو الحال مع المواهب الروحية. فهم يعملون حسب الإحتياج.

وبدراسة قسم المواهب الذى يختص بالإعلان, فأول موهبة فى هذا القسم هى كلمة الحكمة. فهى الموهبة الأولى أو الأفضل فى هذا القسم. والكتاب يخبرنا أن نشتهى المواهب الحسنى. هذا بفضل طبيعتها. فهى إعلان شئ فى المستقبل يختص بعمل الله. أو أى شئ أعده الله فى المستقبل. فكلمة الحكمة دائماً فى المسـتقبل ولا يمكن أن تكون الآن أو فى الماضى. كلمة العلم تختص بشئ يحدث الآن أو قد حدث بالفعل فى الماضى. فللتمييز بين هذه المواهب عليك أن تحدد بالضبط زمن الفعل هل هو ماض حاضرمسـتقبل ؟ فهذه هى القاعدة للتفريق بينهم. فأول سؤال نسأله : هل هذا العمل حدث الآن أم سيحدث فى المسـتقبل ؟ فعندما يخبر الله عن نهضة قادمة وإنسكاب للروح فهذه كلمة حكمة.

والآن سنتكلم عن ثالث موهبة فى قسم الإعلان وهى تمييز الأرواح. والتعريف لتمييز الأرواح هو: “تمييز للأرواح ليعطى بصيرة للعالم الروحى” فهو إعلان خارق للطبيعة لا يمكن أن تفعله بعقلك أبداً. وهو ليس نوع من التخمين ,لقد رأيت أشخاصاً يخمنون لكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق. تمييز الأرواح هو إعلان من الله خارق للطبيعة يكشف عن وجود نشاطات العالم الروحى. والآن هذه الموهبة محدودة أما الإثنين الآخرين (الحكمة والعلم) فهم غير محدودين. فكلمة الحكمة غير محدودة المجال لأنها فى المستقبل. كلمة العلم إلى حد ما محدودة لأنها تعمل فى الماضى والحاضر. أما تمييز الأرواح فهى محدودة أكثر من السابقتين من حيث عملها. لهذا السبب يوصينا الرب أن نشتهى المواهب الفضلى وهذه الموهبة ليست موهبة فضلى لأنها محدودة العمل. أما كلمة الحكمة فهى أفضل المجموعة لأنها تتعلق بالمستقبل والله وحده هو من يعرف المستقبل ولديه كل الحكمة.

إننى أشعر بالإستفزاز عندما أرى المؤمنين يتصلون بـ “النفسانيون” ليعرفوا المستقبل. إنه لأمرغبى لأنهم بذلك يكونون على إتصال بأرواح شيطانية, فهم يسلكون بغباء مع إبليس .فالله وحده هو من يعرف المستقبل. أما هذه الأرواح فهى “أرواح متعارفة” متعرفة عليك وتعرف ظروفك وأحوالك وكل ما يحيط بك.وبعد ذلك يخمنوا ويظنوا بالمستقبل لكنهم لا يعلمونه.فتمييز الأرواح هو إعلان إلهى لوجود نشاط  في العالم الروحى والمكان الذى يعملون فيه وهى تختص فقط بالأرواح ,لا شئ أخر. وتعمل مع مواهب أخرى وعادة تكون كلمة العلم.هذه الموهبة محدودة لأنها تتعامل فقط مع العالم الروحى فنحن روح ونفس وجسد.عادة ما أنصح الناس أن يفكروا عن أنفسهم بهذه الطريقة.فكل واحد يعتقد أنه جسد معه نفس وروح لكن عندما تغير طريقة تفكيرك لتعرف أنك كيان روحى يملك نفس ويعيش فى جسد ستتغير نظرتك تماماً فى الحياة فى خدمتك للرب.

عندما تجدد ذهنك لتعرف أنك كيان روحى وكل ما تفعله لله يبدأ عندما تولد ثانياً. فأنت لم تولد ولادة ثانية خارجياً لكنك ولدت ثانياً بالداخل. للأسف توجد طوائف كاملة يدور كل تركيزها على الجسد وكل كلامهم عن الجسد أنه ضعيف وفاسد وليس لديهم أدنى فكرة أنهم كيان روحى. فهم يخلطون بين النفس والروح. ويعتقد أنهما شئ واحد.

الإنسان روح  الله روح  الملائكة أرواح  إبليس وملائكته أرواح. فهذا هو السبب أن هذه الموهبة محدودة لأنها تتعلق بالعالم الروحى. فما يخرج منك يخرج من روحك حيث أنت الحقيقى تخرج منها. فعندما أقف لأتحدث مع مجموعة وأعظهم ويبدو عليهم أنهم مستمعين ويقضون وقتاً جيداً فى حين يفكرون قائلين :”نود أن هذا الأبله ينتهى. أريد أن أخرج من هنا” هكذا ترى أن هذا قد خرج من داخلهم من أرواحهم. فى حين أني أنا أنظر إلى المظهر الخارجى فأجدهم مسرورين فى حين أن داخلهم-وهو شخصيتهم الحقيقية-مختلف تماماً.الله يريدنا أن نعلم أنه من الروح (أرواحنا) تنبعث وتخرج الأمور.

الله يقول : الإنسان روح وأنا سأعطى بالروح القدس موهبة للكنيسة ليعلِن روحى خفايا قلب الإنسان. هذه الموهبة هامة جداً (مر 7 : 14-20) وَإِذْ دَعَا الْجَمْعَ إِلَيْهِ ثَانِيَةً، قَالَ لَهُمْ: «اسْمَعُوا لِي كُلُّكُمْ وَافْهَمُوا (15)لاَ شَيْءَ مِنْ خَارِجِ الإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَهُ يُمْكِنُ أَنْ يُنَجِّسَهُ. أَمَّا الأَشْيَاءُ الْخَارِجَةُ مِنَ الإِنْسَانِ، فَهِي الَّتِي تُنَجِّسُهُ (16)مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ» (17)وَلَمَّا غَادَرَ الْجَمْعَ وَدَخَلَ الْبَيْتَ، اسْتَفْسَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَغْزَى الْمَثَلِ (18)فَقَالَ لَهُمْ: «أَهَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً لاَ تَفْهَمُونَ؟ أَلاَ تُدْرِكُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الإِنْسَانَ مِنَ الْخَارِجِ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنَجِّسَهُ (19)لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ بَلْ إِلَى الْبَطْنِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْخَلاَءِ؟» مِمَّا يَجْعَلُ الأَطْعِمَةَ كُلَّهَا طَاهِرَةً (20)ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ، هُوَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ (21)فَإِنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَنْبُعُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ، الْفِسْقُ، السَّرِقَةُ، الْقَتْلُ (22)الزِّنَى، الطَّمَعُ، الْخُبْثُ، الْخِدَاعُ، الْعَهَارَةُ، الْعَيْنُ الشِّرِّيرَةُ، التَّجْدِيفُ، الْكِبْرِيَاءُ، الْحَمَاقَة (23)هَذِهِ الأُمُورُ الشِّرِّيرَةُ كُلُّهَا تَنْبُعُ مِنْ دَاخِلِ الإِنْسَانِ وَتُنَجِّسُهُ». هل لاحظت ما قاله المسيح؟ أن ما يدخل الإنسان يذهب إلى البطن لكن لا يدخل إلى قلبه. أشعر وكأن أحد يريد أن يقول: ماذا عن الخمر تناول المخدرات هل معنى ذلك أنها لا تنجس الإنسان ؟ كلاً لكن ما الذى دفع هذا الإنسان لتناول المخدرات؟ دافع خرج منه جعله يتناول المخدرات. فشئ ما بداخله يقول : “أعطنى هذا المخدر” وعندئذ يأخذه ليتناوله. عندئذ هو تنجس بما دفعه ليتناول المخدر لا بالمخدر نفسه. الذى خرج منه وقال أعطنى هذا المخدر. هذا هو ما نجسه. أتذكر من سنين عديدة عندما بدأوا إجراء عمليات زرع القلب سمعت البعض يتناقشون قائلين : ماذا يحدث أن وضعوا قلب صناعى لا يحب؟ ماذا لو نقلوا قلب إنسان أخر, ما الذى سيحدث؟ هذا لأنهم لا يدركون أننا نتكلم لا عن قلب اللحم الذى يضخ الدم. إنما نتكلم عن روح الإنسان التى هى قلبه. القلب يعنى مقر المشاعر مركز كيان الإنسان التى هى روح الإنسان فعندما نتكلم عن قلب الإنسان لا نقصد مضخة الدم. فقلبك (مضخة الدم) يمكن أن يتوقف لكن روحك تظل حية. لذلك قال المسيح مر 7 :       لهذا السبب أعطى الله الكنيسة موهبة للروح “تمييز أرواح”. فإن كانت م