القائمة إغلاق

الحياة بكورنثوس الأولى 13 Living With 1 Cor

“أَيُّهَا الإخوَةُ، إِنْ أُمسِكَ شَخْصٌ فِي خَطِيَّةٍ، فَسَاعِدُوهُ أَنتُمْ الرُّوحِيُّونَ بِرُوحِ الوَدَاعَةِ. وَانتَبِهُوا لأَِنفُسِكُمْ أَنتُمْ أَيضًَا لِكَي لاَ تَقَعُوا فِي التَّجرُبَةِ” غلاطية 6: 1.

“أَنتُمْ أَيُّهَا الرُّوحِيُّونَ” تعني جميعنا، لأننا كلنا روحيين. فجميعنا أبناء الله، وقد غطانا الدم. “فَسَاعِدُوهُ أَنتُمْ أَيُّهَا الرُّوحِيُّونَ بِرُوحِ الوَدَاعَةِ“. (واحدة من ثمار الروح). “وَانتَبِهُوا لأَِنفُسِكُمْ أَنتُمْ أَيضًَا لِكَي لاَ تَقَعُوا فِي التَّجرُبَةِ”.  بكلمات أخرى، ما لم تظهر محبةً في بعض من هذه المواقف، فربما تُؤخذ بذات تلك الأشياء.

أول شيء يريد أن يفعله معظم الناس عندما يسمعون عن شخص ما قد أُخذ في زلة هو أن يتناولوا الهاتف! فهم لا يريدون أن يستروا هذا الخطأ بالمحبة والصمت أو ردّ الشخص؛ إنما يريدون أن يتكلموا عنه وعن خطأه.

ومع النَفَس التالي الذي يستنشقونه يقولون: “يا رب، أريد أن أعلن أنني حصلت على المال الذي احتاجه”. حسنًا، هذا لن ينجح! لأنه ليس لديهم سلوك بالمحبة في حياتهم والإيمان يعمل بالمحبة. إن لم نعمل بملء المحبة، فإيماننا لن يعمل بملء قدرته.

كما رأينا في رسالة بطرس الأولى أن المحبة تستر كثرة من الخطايا، وهذا يتضمن كل ما لا نقدر حتى أن نذكر اسمه. فكر في هذا: المحبة تستر الخطية الخطية التي هي أبشع شيء في هذا الكون! الخطية التي تفصلنا عن الله. لكن مع ذلك، محبة الله تستر الخطية.

نتعلم شيئًا عن محبة الله من إصحاح المحبة، كورنثوس الأولى 13. (هذا الإصحاح هو بالفعل جزء من سياق كورنثوس 12، 13، 14. فهم جميعًا جزء واحد. كان لا يجب أن يُقسموا إلى ثلاثة إصحاحات).

عندما تنظر إلى إصحاح 13 في سياق النص، سترى أنه حتى مواهب الروح لابد أن تعمل بالمحبة، وإلا تصير فارغة.

يقول عدد 7 عن المحبة: “إِنَّهَا تَسْتُرُ كُلَّ شَيْءٍ…” (1كو 13: 7 كتاب الحياة). تقول ترجمة أخرى:  “المحبة تستر كل الأشياء بصمت”. أي أن الله يخبرنا أن المحبة لا تستر الخطايا وإثم الآخرين وحسب، لكنها ترفض أن تتكلم عنها.

إن أخبرنا عن شر قد فعله أحد، أو انتقدناه، أو حكمنا عليه، وقمنا بإدانته، أو تذمرنا ضده بغض النظر عمَن هو أو ماذا فعل فنحن نثبت بذلك أننا لا نسلك بالمحبة.. لماذا؟ لأن المحبة تستر بصمت.

لقد أظهر يسوع محبة كاملة عندما غفر لأولئك الذين كانوا مسئولين عن ذهابه إلى الصليب. لقد صلى قائلاً: “يَاأَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ” (لوقا 23: 34). كانت تلك المحبة متجسدة.

يظن البعض أن الله قد أعطاهم “موهبة كشف الآخرين”. هذه هي الطبيعة البشرية. حتى ونحن نعلم أن الله قد غفر للشخص، إلا أن البعض لا يتمكنون أن يغفروا له أبدًا.

أعرف رجلاً شابًا كان يعمل عملاً رائعًا للرب من فترة ليست ببعيدة، عندما جاء شخص ما إلى جماعته وقال: “ألا تعرفون ماذا كان يفعل راعيكم قبل أن يخلُص؟” وفضح تاريخ الراعي.

من المُفترض أن الشخص الذي أشتكى على الراعي كان مؤمنًا حقيقيًا. (عندما يفعل شخص ما شيء كهذا، فإني أتساءل عن علاقته مع الله وفقًا للكلمة).

كم مرة سببت ملاحظة غبية من بعض المدعوين  مؤمنين الكثير من المشاكل للبعض. وبدون أن يدركوا، سيجلب المشتكي خرابًا فوق رؤوسهم لأنهم لا يسلكون بالمحبة.

يجب ألا ندع أفواهنا تتكلم عن الآخرين. لابد أن نستر الخطية والشر بمحبة تجعل أفواهنا تصمت. لكن على الرغم من أن محبة الله هذه تستر خطايا الآخرين بصمت، إلا إنها لا تستر خطايانا وتعدياتنا بصمت. إذ لابد أن نعترف بهم للآب.

يقول الرب في سفر الأمثال 28: 23، “مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ”. عادة ما نعكس ترتيب الله. إذ نريد أن نستخدم المحبة لنستر بها تعدياتنا، لكن نفضح الآخرين. ثم نعقل الأمور بالقول: “أنا لا أدينه، لكنى ألقي ملاحظة وحسب”. ثم نقول بعد ذلك: “أعلن أن الرب يسدد كل احتياجاتي”. حسنًا، من الأفضل أن ننسى اعتراف الإيمان هذا ونبحث عن طريقةٍ ما لنسدد بها احتياجاتنا بأنفسنا، لأننا قطعنا اتصالنا الحيوي مع الله. لقد خرقنا قانون المحبة.

تقول لنا رسالة كورنثوس الأولى أيضًا عن المحبة، “الْمَحَبَّةُ تَصْبِرُ طَوِيلاً؛ وَهِيَ لَطِيفَةٌ” (كتاب الحياة). وهي “لاَ تَحْسُدُ…. ولاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَتَكَبَّرُ”. يخبرنا هذا الشاهد أن المحبة تعمل بأن تكون لطيفة حتى تحت المعاناة المستمرة الطويلة الشديدة التي يسببها شخص آخر. لا أقصد المعاناة أو الأمراض التي يضعها إبليس في طريقك؛ لكني أقصد المعاناة التي يسببها لك الآخرون. أعنى التعليقات التي تُقال عليك.

قد تُطلق تعليقات رهيبة على هؤلاء الذين يختارون أن يخدموا المسيح ويسلكوا في ملء كلمة الله. لقد طُرد البعض حتى من كنائسهم ومجتمعاتهم.

كثير من تلاميذ RHEMA  يعانون كثيرًا لأن بعض معارفهم يخبرونهم باستمرار كم هم أغبياء كي يتركوا منازلهم ويذهبوا لمدرسة كتاب. وبمرور الوقت، يمكن لهذا الأمر أن يجرحهم.

هذا هو المكان حيث تحتاج المحبة أن تعمل بالفعل، لأنك لابد أن تحب أولئك الأشخاص، وتحفظ فمك مغلقًا، وتتحمل، وتكون لطيفًا.

ربما تقابل ذات الشخص الذي كان مسئولاً في طردك من كنيستك. اقترب من هذا الشخص، وابتسم، وقل له: “مرحبًا، كيف حالك؟ نحن نحب كل مَن في الكنيسة. أردت أن أخبرك وحسب كم نحن نحبك ونقدرك”. بكل تأكيد تريد أن تقول: “لماذا لا تحفظ فمك مغلقًا؟ أنت لا تعلم عما تتكلم”. لكن ليس هذا هو أسلوب المحبة.

لابد أن تصلي: “يا رب باركهم، يا رب اعنهم. هم لا يعلمون ماذا يفعلون. ساعدهم يا رب لأنهم لا يدركون”.

كان عليّ أن أتعلم ذلك بنفسي عندما قال الناس أمورًا بذيئة على خدمة والدي الخدمة التي ارتبطت بها منذ ولادتي. لقد أطلقوا عليها حتى “تنظيم الإيمان”.

من الصعب بالفعل أن أقول: “يا رب، سامحهم” عندما يطلق الناس سهام كلماتهم علىّ، لكن عندما يبدأ الناس باتهام عائلتي، فهذه قصة أخرى. أنه صعب جدًا أن اصبر طويلاً عندما تُقال أمور ضد والدي. إذ أعلم أنه تمم ما طلبه الله منه أن يفعله على مدى السنوات، وقد أتمه دون كثير من الميسرات المادية، لأنه لم يكن يساوم.

 قد تعلمت أنه إن كان عليّ أن أحافظ على السلوك بالإيمان، فلابد أن أطرح جانبًا طبيعتي الدنيوية. والسر في الأمر هو أن ادع محبة الله تعمل من خلال روحي.

نعم، تشويه السمعة مُجرح.. وإن لم تكن حذرًا، فستقاطع أولئك الذين تكلموا عليك. إن رأيتهم في اجتماع، فسوف ترتب أن تكون مشغولاً بالتكلم إلى شخص آخر. إن بدئوا يسيرون في اتجاهك، تضطر لراحتك أن تتوقف في المكتبة، أو تنظر لترى شخصًا ما تظن أنك تعرفه على الناحية الأخرى من القاعة فتشق طريقك بين المقاعد لتبتعد عن الممر الذي يأتون فيه.. المحبة لا تفعل ذلك!

 واحدة من أصعب الأمور التي كان عليّ أن أفعلها في حياتي هو أنى وقفت في قاعة اجتماع وتحدثت إلى خادم شاب كان قد سبق وأشاع تعليقات جارحة عني.

عندما بدأت في الخدمة، كان هذا الخادم الشاب نادرًا ما يتكلم إليّ. والآن يدعوني لأذهب وأعظ في كنيسته الكبيرة.

كان من السهل عليّ جدًا أن أقطع علاقتي معه، لكن في الأسبوع التالي كانت محفظة جيبي ستُفلس. أنا أحيا بالإيمان، وأنا ملتزم أن أمارس إيماني لإدارة نفقات مركز ريما لتدريب الكتاب. (يوجد مؤمنون كثيرون أيضًا معي). وأنا أعلم أني إن بدأت أسلك بدون محبة، فسيُعاق إيماني. ولن يعمل بملء قدرته.

يمكنني أن أردد كل الاعترافات التي أريدها. يمكن أن استشهد بالكتاب المقدس ليلاً نهارًا. يمكنني أن أصوم وأصلى وأظل لن أحصل على أي شيء إن كنت أسلك بدون المحبة.

تقول كلمة الله أن  الإيمان يعمل بالمحبة. وإن كنا لا نسلك بالمحبة، فإيماننا لن يعمل!

وبدراسة ثمار الروح، نجد أننا لن نقدر أن نرى عمل أي من ثمار الروح حتى نسلك بالمحبة. أعتقد أن هذا هو السبب في أن المحبة وُضعت أولاً في غلاطية 5: 22. فهي الأساس الذي ترتكز عليه باقي ثمار الروح.

عندما ينهض “شعب الإيمان” ويبدؤوا يراجعون كل جوانب حياتهم، سيجدون جوانب معينة حيث لا يسلكون بالفعل بمحبة. وهذه الجوانب تعيق إيمانهم عن العمل بملء قدرته.

“الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسُد… “. المحبة لا تشتهى مركزًا، أو كرامة، أو نفوذ، أو منافع، أو امتيازات، أو تقدير، أو بركات يملكها الآخرين. المحبة تجد لذة أكثر فيما يمكن أن تفعله لمساعده الآخرين أكثر مما تملكه ذاتها.

عندما تبدأ تعمل في هذا الجو من المحبة، لن يسعك سوى أن تتلقى لنفسك. عندما  تشترك في مساعدة شخص آخر، ستُكافئ تلقائيًا لأن المكافئة تأتى من عند الله. تمامًا كما يحدث عندما تأتى إلى قانون الله بخصوص الازدهار. وفقًا لكلمة الله، فهو يعمل لأجلك.

 إن نوع المحبة التي أتكلم عنها لا تنزعج عندما ترى الآخرين يحصلون على خيرات، بل بالأخرى تتشوق لذلك.. تفرح. (أدرك أنك عندما تبدأ تعلم هكذا، سيعتقد العالم أنك مختل عقليًا. لكن هذا هو نوع المحبة الذي يجب أن يكون لدينا إن كنا نريد لإيمانك أن يعمل).

“الْمَحَبَّةُ َلاَ تَنْتَفِخُ…”. المحبة لا تفكر في نفسها بأعلى مما يجب. لا تفكر: “لماذا وضعه الراعي في هذا المركز؟  لديّ خبرة أكثر مما لديه. عملت معي مواهب الروح أكثر منه. لا افهم ذلك! لدىّ أفكار أفضل مما لديه”.

لا، المحبة لا تفكر: “أنا أعرف أكثر…”. بل تقول: “سأسير خلف هذا الشخص. سأعمل حتى وإن كنت أعرف أكثر منه، سأثري أفكاره وأجعل مظهره يبدو جيدًا، لأني أعرف أمورًا ستساعد هذا الفريق لينمو”. (المشكلة مع الطبيعة البشرية هو أن الناس لا يريدون أن يشاركوا أفكارهم وآرائهم لأنهم يريدون أن يأخذوا كل الفضل لأنفسهم).

تعانى الحركة الكارزماتية اليوم مشاكل كثيرة في زاوية المحبة هذه أكثر من أي شيء آخر. أتكلم عن المحبة النقية محبة الله وليس عن عقيدة مقتبسة من فكر شخص ما. أتكلم عن نوع المحبة المذكور في رسالة فيلبى 2: 3, 4، “وَلاَ تَفعَلُوا شَيئًَا بِدَافِعِ الغَيرَةِ أَوِ الغُرُورِ، بَلْ تَوَاضَعُوا. وَلْيَعتَبِرْ كَلُّ واحِدٍ أخاهُ أَفضَلَ مِنْ نَفسِهِ. فَلاَ يَنبَغي أَنْ يَهتَمَّ كُلُّ واحِدٍ بِمَصَالِحِهِ الخَاصَّةِ فَقَطْ، بَلْ يَنبَغيَ أَنْ يُرَاعِيَ مَصَالِحَ الآخَرِينَ أَيضًَا.” (الترجمة العربية المبسطة).

لم أر أبدًا هذا النوع من المحبة النقية يعمل بين مجموعات التلمذة، لأنه يوجد دائمًا أشخاص كثيرون ممَن يعتبرون أنفسهم أفضل من أي شخص آخر.

نعم، لابد أن يكون لنا قادة في جسد المسيح، لكننا يجب أن نعمل بالوصية: “اخضَعُوا بَعضُكُمْ لِبَعضٍ” في المحبة (أفسس 5: 21). لا يجب أن نقدّر شخصًا عن الآخر، لا يجب أن نفكر في أنفسنا فوق ما يجب. أمر كهذا يمكن أن يحطمنا في لحظة. كثيرون افتقروا بسبب ذلك.

قد فقد البعض كل ما يملكونه. ثم قال الناس: “أضطر الرب أن يأخذ منهم كل شيء حتى يفعل شيئًا ما في حياتهم”. لا، ليس هذا ما حدث. لقد فقدوا تلك الأشياء لأنهم لم يعرفوا كيف يسلكون بالمحبة. وهذا فتح الباب لإبليس، فأتى بالتخريب في حياتهم. والله لم يكن له أي دخل في الأمر. لم يقدر أن يمنع إبليس من أن يدمرهم، لأنهم لم يسلكوا بالمحبة.

“الْمَحَبَّةُ َلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا”. تخبرنا رسالة رومية 12: 10، “أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مَحَبَّةً أَخَوِيَّةً، مُفَضِّلِينَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْكَرَامَةِ” (كتاب الحياة). عندما نصبح مشغولين جدًا بتفضيل كل فرد آخر ونساعدهم بدون أنانية كي يحصلوا على بركات حتى يبلغ بنا الأمر أن ننسى أمر أنفسنا، سنجد عندئذٍ كرامة ونجاح ومكافئات لأنفسنا.

يرغب خدام كثيرون في أن يعظوا في واحدة من مؤتمراتنا أو نهضاتنا الكبرى. قد يكون من المجدي أن نبحث تاريخ أولئك، فنجد أنهم كانوا مهتمين جدًا بمساعدة الآخرين على النجاح حتى في بعض الأحيان على حساب خدمتهم.

لقد بدأ البعض بسبب خدمة والدي، حتى هم يعترفون بذلك. لقد وعظوا خدماته تقريبًا كلمة كلمة من شرائطه.

لكن والدي يكتفي بقوله: “مجدًا للرب، ليُؤيدوا بقوة أكثر. إن استطاعوا أن يعظوها أفضل مني، فهذا عظيم”. “مُفَضِّلِينَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْكَرَامَةِ.”

سألني أحد ذات مرة عن سر نجاح والدي. أجبت قائلاً: “أحد أسرار نجاح كينيث هيجن هو أنه يسير في محبة كاملة”.

هو لا يخاف من أن يفضل أحد أخوته عن نفسه. لا ينزعج من خدمة شخص آخر، وأنا لا أتكلم عن خدمات صغيرة مبتدئة وحسب، لكني أقصد خدمات معروفة جيدًا. لا يقلق من أن يجلس ويأخذ المقعد الأخير، ويترك خادم آخر يأخذ عظته.

“هذا هو الإيمان العامل بالمحبة”.

لقد حضرت اجتماعات حرك فيها روح الله شخصًا ما، فاضطرب الخادم المدعو لأنه لم يرد أن يقاطع أي شخص “عظته”. فقال: “هذا اجتماعي، مجدًا للرب. لن يصعد أحد على هذا المنبر غيري أنا!”.

أطفأ تصرفه الروح القدس. وعبرت رسالته مثل بالون. “الْمَحَبَّةُ َلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا”.

من السهل للغاية أن تطلب ما لنفسك وتتجاهل الآخرين. من السهل أن تتخطى شخصًا آخر في العمل لتحصل على الترقية. وفي بعض الأحيان يكون من السهل أن تجعل شخصًا آخر يبدو سيئًا. من السهل أن تقول، “مرحبًا رئيسي، انظر إلى ما فعلت!”. “المَحَبَّةُ لاَ تَسعَى إِلَى تَحقِيقِ غَايَاتِهَا الشَّخصِيَّةِ…” (الترجمة العربية المبسطة).

من السهل أن نفعل ذلك مع الله أيضًا: “أبي السماوي، أنت تعلم كل الأشياء التي كنت أفعلها لأجلك. لقد قطعت 100 ميل هذا الأسبوع فقط لأعلِّم مجموعات صلاة. أنت تعلم كم من وقت ومال قد أعطيت لأجلك”. ولا شعوريًا، تجد نفسك تقول: “وقد حان الوقت يا رب لتكون قد فعلت شيئًا لأجلى”.  لكن المحبة لا تطلب ما لنفسها. بل تُسّر بالمساعدة.

“المَحَبَّةُ لاَ تُسْتَفَزُّ سَرِيعًا….” (كتاب الحياة). هذا يعنى أن المحبة لا تغضب سريعًا. يقول مزمور 119: 165، “سَلاَمٌ جَزِيلٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ، وَلَنْ يُعْثِرَهُمْ بِفَضْلِهَا شَيْء”. يمكن استبدال كلمة “يُعثر” بكلمة “يُستثار”.

المحبة لا تُستثار بسهولة حتى عندما يقول الناس: “السبب أن ابن هيجن سيذهب ليخدم مع والده هو لأنه لم يجد أي مكان ليذهب إليه”. إنها لا تستثار بسهولة! 

تتجاوب المحبة وتقول: “يا رب، ساعدهم. فهم لا يدركون ما يفعلونه. سامحهم، لأنهم يضعون أنفسهم في فخ!”.

عندما كنت مشتركًا في أنشطة الفصل الثانوي، اكتشف مدربونا سريعًا ما يقولونه ليحفزوا كل فرد في الفريق. كانوا يعلمون أنهم يستطيعون أن يثيروني سريعًا بقولهم أني لاعب جيد، لكني لا أستطيع التفوق على الفريق المنافس. فكانوا يقولون: “الآن يا هيجن، عليك أن تفعل ما بوسعك. أجتهد أن تكون متماسكًا. لا توجد طريقة يمكن أن تهزمهم بها”.

وعندما كنت أجري، كان المدرب يفعل ذلك طوال الوقت. وعندما كنت ألعب بخط الوسط، كان مدرب كرة القدم يخبرني أني لا أقدر أن أهزم بعض مدافعين الخلف. وبذلك كنت أستثار جدًا حتى أني عندما كنت أصل للمباراة، كنت أضمن أنهم سوف يروا جميعًا مَن أنا!

إبليس أيضًا يعرف كيف يثيرنا. قد نفكر أحيانًا أننا قد صرنا “روحانيين”. فنقول: “مجدًا للرب، سأذهب إلى هناك وسأفعل كذا وكذا”. ليست هذه روح وداعة، أو لطف. كيف يكون لديك وداعة أو لطف إن لم يكن لديك محبة؟

“المَحَبَّةُ لاَ تَظُنُّ السُّؤَ…”. المحبة تستر الشر بالصمت ولن تتكلم عنه. ترفض أن تفكر فيه. في بعض الأحيان قد لا تستطيع أن تفعل شيئًا مع ما تسمعه، لكنك تستطيع أن ترفض أن تردده أو تفكر فيه. أطرد تلك الأفكار من ذهنك. المحبة تفكر في الحق، والصالح، والممدوح.

يحكي والد زوجتي قصة عن شخص لم يقل في حياته كلها أي شيء سلبي عن أي شخص أبدًا. كان يمتنع أن يفعل ذلك وحسب.

ثم مات أسوأ شخص في المجتمع الذي يسكنه هذا الرجل. لم يكن هناك أي شيء صالح عن هذا الشخص إطلاقًا. كان شخص وضيعًا، وقد عاش أسوأ حياة على الإطلاق.

كان الجميع واقفين حول الصندوق منتظرين ذلك الرجل ليأتي، ومتسائلين عما سيقوله عن ذلك الميت.

وأخيرًا أتى ذلك الرجل. ثم وقف طويلاً ونظر وتلفت.

لم يحتمل الباقون هذا طويلاً. فتساءلوا بقلق: “حسنًا، ماذا تظن؟”

حدََّق الرجل في الصندوق. رفع عينيه أخيرًا وقال: “حسنًا، كانت لديه أسنان جميلة، أليس كذلك؟”

وجد هذا الرجل شيئًا حسنًا ليتكلم عنه. إن اضطررت أن تنتظر هناك حتى تجد شيئًا جيدًا لتقوله عن أحد ما، افعل ذلك. حتى وإن لم يكن أكثر من “لديهم خصلة جميلة في شعورهم”. أو، “نظارتهم تبدو ملائمة جدًا”. ُقل شيئًا حسنًا.

يتكلم بولس عن هذا الأمر في رسالة فيلبي.

فيلبى 4: 8   (الترجمة العربية المبسطة)

وَفِي الخِتَامِ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، املأُوا عُقُولَكُمْ بِكُلِّ مَا هُوَ حَقٌّ، وَكُلِّ مَا هُوَ نَبِيلٌ، وَكُلِّ مَا هُوَ قَوِيمٌ، وَكُلِّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، وَكُلِّ مَا هُوَ جَمِيلٌ، وَكُلِّ مَا هُوَ جَدِيرٌ بِالمَديحِ، وَكُلِّ مَا هُوَ فَاضِلٌ، وَكُلِّ مَا هُوَ مَمدُوحٌ.

لا تحتفظ بأفكار سلبية عن أي شخص. ستعيق محبتك، وهذا سيعيق إيمانك. وذلك سيحرمك من نوال ما تريده من الرب.

“المَحَبَّةُ َتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ…”.

ماذا تعنى كلمة “يحتمل” في هذه الحالة؟ تعني أن تمر خلال كل أنواع التجارب المنهكة والمؤلمة والشريرة  والغير عادلة، وأنت هادئ ولطيف وصامت ووديع وغير متذمر، وكأنها لم تحدث.

“تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ” تعنى احتمال أي شيء وحسب. هل لاحظتم قبلاً مقدار ما ينبغي أن يحتمله الراعي؟ عليه أن يحتملكم جميعكم يا مَن تجلسون في الاجتماع وجميعكم لديه طباعه الغريبة!

إن أسوأ الأمور التي يمكن أن تحدث على الإطلاق لشخص ليست أن يُطلق عليه النار أو يُضرب بلكمة أو يُطعن بسكينة، بل كانت نتيجة لسان المؤمنين الطويل!

إن ذات الأشخاص الذين يمزقون بلسانهم شخصًا آخر إلى قطع، سيأتون الليلة التالية ويقفون ويشهدون عن مقدار محبتهم للرب. وبعد ذلك يستشهدون بكلمة الله ويقولون: “إلهي يسدد احتياجاتي إلى التمام. وبجلداته أنا قد شُفيت”.

سيتفوهون بكل الاعترافات الصحيحة، لكنهم سيتساءلون بعد ذلك لماذا لا يأتيهم المال، ولماذا يظل المرض ملازمًا لهم.

الإجابة بسيطة للغاية.. لأنهم لا يسلكون بالمحبة. وعندما لا تسلك بالمحبة، فقانون الإيمان لن يعمل لأجلك.

هل تريد إيمانًا كاملاً؟ تعلَّم أن تسلك بالمحبة. وعندما تبدأ  تسير مسيرة المحبة،  سيصبح إيمانك كاملاً.

هل تريد استجابات مضمونة لصلواتك؟ تعلَّم أن تسلك بالمحبة. الله محبة وقد وهب محبته لنا. إن تعلمنا أن نعمل في قانون المحبة، فسيعمل قانون الإيمان فينا، لأن الإيمان يعمل بالمحبة (لن يعمل فينا قانون الإيمان حتى نسلك في قانون المحبة).

إيماني يعمل لأن لديَّ محبة. وليست لدي المحبة لأن عندي الإيمان بل العكس. لديَّ إيمان لأن عندي محبة. هذا هو نوع الإيمان الذي لدى الله. وهذا هو نوع الإيمان الذي سيعمل.

نعم.. إن تمسَّكنا باعترافات الإيمان جيد، فنحن ملتزمون أن نفعل ذلك لكن إن توقفت وبحثت أين يمكنك أن تحب أكثر، فستبدأ ترى إيمانك يعمل أكثر.

ابحث عن فرصة تُظهر فيها محبة. هذا يعنى أكثر من مجرد أن تعانق أحدهم. لكن ربما يعني مساعدة بعض المشردين في الشوارع. هذا هو أسلوب المحبة. بدلاً من محاولة تلقي المحبة طوال الوقت، فأن المحبة تعطي.

أبحث دائمًا لأرى كيف يمكنني أن أساعد شخصًا ما  ليحصل على ما يحتاجه. الإيمان يعمل بالمحبة، وطالما محبتي تعمل، فسيقدم لي إيماني الكثير والكثير.

أحيانًا ما نصير متحمسين جدًا بخصوص الإيمان حتى أننا نسلك بالافتراض بدلاً من الإيمان الحقيقي. الإيمان الغير مُؤسس على أساس جيد سيعمل دائمًا بالافتراض. لكن الإيمان المُؤسس على كلمة الله سيعمل دائمًا بما يتوافق مع الكلمة ولن يفعل أية حماقة.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$