القائمة إغلاق

الرقص بالجسد أم بالروح؟ Dancing by the Flesh or in the Spirit

عندما أُخذت في الروح مع يسوع في تلك الزيارة الإلهية وجدت نفسي أقف فوق سقف مركز ريما للمؤتمرات. بينما كنت أنظر إلى أسفل على الحضور رأيت هناك كثيرون كانوا يرقصون.

قال لي يسوع، “تحت ظل العهد الجديد، ليس كتابياً أن يرقص المؤمنون ‘أمام الرب’. لكنه كتابي أن يرقصوا ‘في الروح’”.

إن كان أحد يرقص أمام الرب فإنه يرقص بالجسد.

ولأن الله روح, فلا يمكننا أن نعبد الله –بعد أن صرنا كياناً روحياً – مستخدمين وسائل جسدية. لكن ما يفعله الكثيرون هو إنهم يرقصون بدون مسحة الروح القدس. لقد استغرق يسوع وقتاً طويلاً يتحدث معي عن هذا الأمر. لقد اخبرني أن مثل هؤلاء يستبدلون الذهب بالفضة.

ماذا كان يقصد بقوله هذا؟ عندما بني سليمان الهيكل، صنع كل الأدوات والأواني من ذهب. لكن في أيام الملك رحبعام أُخذت جميع أنية الذهب واُستبدلت بفضة. لقد استبدل الملك الذهب النقي بفضة. لقد استخدم سليمان ذهب نقي في بناء الهيكل. ليس ذهب وحسب, لكنه ذهب نقي. لكن الفضة ليست معدن نقي؛ إنها سبيكة من النحاس والزنك. لذلك فإن رحبعام قد استبدل المعدن النقي بمعدن غير نقي.

1 ملوك 6: 20-23، 28، 30

20 عِشْرِينَ ذِرَاعاً، وَارْتِفَاعُهُ عِشْرِينَ ذِرَاعاً. وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ نَقِيٍّ كَمَا غَشَّى الْمَذْبَحَ بِخَشَبِ الأَرْزِ

21 وَبَعْدَ ذَلِكَ غَشَّى سُلَيْمَانُ الْهَيْكَلَ كُلَّهُ مِنْ دَاخِلٍ بِذَهَبٍ نَقِيٍّ. وَصَنَعَ سَلاَسِلَ ذَهَبِيَّةً حَجَزَ بِهَا مَدْخَلَ الْمِحْرَابِ الْمُغَشَّى بِالذَّهَبِ النَّقِيِّ

22 فَكَانَ الهَيْكَلُ بِكَامِلِهِ مُغَشًّى مِنَ الدَّاخِلِ بِالذَّهَبِ النَّقِيِّ، بِمَا فِيهِ مَذْبَحُ الْمِحْرَابِ

23 وَأَقَامَ فِي الْمِحْرَابِ كَرُوبَيْنِ مَصْنُوعَيْنِ مِنْ خَشَبِ الزَّيْتُونِ، عُلُوُّ الْوَاحِدِ مِنْهُمَا عَشْرُ أَذْرُعٍ

28 وَغَشَّى سُلَيْمَانُ الْكَرُوبَيْنِ بِالذَّهَبِ

30 وَغَشَّى أَرْضَ الْهَيْكَلِ كُلِّهِ، بِقِسْمَيْهِ الدَّاخِلِيِّ وَالْخَارِجِيِّ، بِذَهَبٍ

1 ملوك 7: 48-50

48 وَصَنَعَ سُلَيْمَانُ جَمِيعَ أَوَانِي هَيْكَلِ الرَّبِّ مِنْ ذَهَبٍ، وَكَذَلِكَ الْمَائِدَةَ..

49 كَمَا صُنِعَتِ الْمَنَائِرُ الَّتِي وُزِّعَتْ أَمَامَ الْمِحْرَابِ، خَمْساً إِلَى الْيَمِينِ وَخَمْساً إِلَى الْيَسَارِ، مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ، وَأَيْضاً الأَزْهَارُ وَالسُّرُجُ وَالْمَلاقِطُ كُلُّهَا صُنِعَتْ مِنْ ذَهَبٍ.

50 وَصُنِعَتِ الطُّسُوسُ وَالْمَقَصَّاتُ وَالْمَنَاضِحُ وَالْمَرَاحِضُ وَالْمَجَامِرُ مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ، كَمَا صُنِعَتْ مَفْصِلاَتُ مَصَارِيعِ قُدْسِ الأَقْدَاسِ وَأَبْوَابِ الْهَيْكَلِ مِنْ ذَهَبٍ.

2 أخبار الأيام 12: 9، 10

9 وَهَكَذَا هَاجَمَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ أُورُشَلِيمَ، وَاسْتَوْلَى عَلَى خَزَائِنِ بَيْتِ الرَّبِّ، وَخَزَائِنِ قَصْرِ الْمَلِكِ، وَغَنِمَ أَتْرَاسَ الذَّهَبِ الَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ.

10 فَصَنَعَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ عِوَضاً عَنْهَا أَتْرَاساً نُحَاسِيَّةً سَلَّمَهَا لِرُؤَسَاءِ حَرَسِ بَابِ قَصْرِ الْمَلِكِ

قال لي يسوع ونحن واقفون فوق حشد الحضور، “في تلك الحركة الكارزماتية, قد احضر المؤمنون فضة هذا العالم إلى هيكل الرب واستبدلوا الذهب. فما لديهم هو ‘خليط’ وليس نقي. لهذا السبب لا استطيع أن أبارك شعبي بملء البركة لأنهم استبدلوا الذهب بالفضة. لقد ادخلوا التصفيق والرقص العالمي إلى هيكل الرب”.

ثم أكمل يسوع، “عندما تأتي إلى العهد الجديد, ستجد أن كل تسبيح وعبادة يكون في الروح. أما في العهد القديم، كان القديسون يعبدون الرب في الجسد وحسب”.

نحن نعيش الآن تحت ظل عهد جديد مبني على وعود أفضل. لذلك لا ينبغي أن نعود إلى نموذج العهد القديم لنتمثل بما كانوا يفعلونه – وخصوصاً في أمر العبادة. لكن هناك شيء يحتاج أن يتضح جيداً، فعلى الرغم من أن مبادئ وأمثلة العهد القديم تنطبق بذاتها على العهد الجديد إلا أن الطقوس والممارسات ليست متطابقة. ربما يقول أحدهم، “لكن داود رقص أمام الرب”. حقا قد فعل ذلك، لكنه كان تحت العهد القديم. أما نحن, ففي ظل العهد الجديد لا نرقص أمام الرب بل نرقص في الروح.

دعني أوضح ذلك: عندما نبحث عن الشواهد الكتابية في العهد القديم التي تتكلم عن الرقص نجد مثلاً مزمور 149: 3 يقول، لِيُسَبِّحُوا اسْمَهُ بِالرَّقْصِ، لِيُرَنِّمُوا لَهُ عَلَى عَزْفِ الدُّفِّ وَالْعُودِ. كذلك أيضاً مزمور 150: 4, “سَبِّحُوهُ بِالدُّفِّ وَالرَّقْصِ. سَبِّحُوهُ بِأَوْتَارٍ وَمِزْمَارٍ”. يقول الكتاب أن داود “وَرَاحَ دَاوُدُ يَرْقُصُ بِكُلِّ قُوَّتِهِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ وَهُوَ مُتَنَطِّقٌ بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ” (2 صمؤئيل 6: 14). هل يذكر أنه رقص في الروح؟ كلا، بل ” بِكُلِّ قُوَّتِهِ”. كان داود يرقص بكل قوته.

قال لي يسوع، “لقد رقص داود أمام الرب بكل ‘قوته’. بقوة مَن؟ بقوته الجسدية. فقد كان الرقص جزءاً من طقوس العبادة في العهد القديم. وكما قلت سابقاً أن الكتاب المقدس هو إعلان مستمر متتابع. لقد رقص داود في العهد القديم أمام تابوت الرب عندما رجع من سبى الفلسطينيين. كان التابوت في ذلك الوقت يمثل موضع حضور الله.

خروج 25: 1، 8، 17، 21، 22

1 وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى..

2 فيَصْنَعُونَ لِي مَقْدِساً حَيْثُ أُقِيمُ فِيهِ بَيْنَهُمْ.

17 وَتَصْنَعُ غِطَاءً مِنْ ذَهَبٍ خَالِص ..

18 وَتَخْرِطُ كَرُوبَيْنِ (تِمْثَالَيْ مَلاَكَيْنِ) مِنْ ذَهَبٍ وَتُقِيمُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ

21 تَضَعُ الْغِطَاءَ فَوْقَ التَّابُوتِ الَّذِي تَحْتَفِظُ بِدَاخِلِهِ بِلَوْحَيِ الشَّهَادَةِ الَّتِي أُعْطِيكَ

22 وَهُنَاكَ أَجْتَمِعُ بِكَ وَأُكَلِّمُكَ بِكُلِّ مَا أُوصِيكَ بِهِ لِتُبَلِّغَهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَلَى الْغِطَاءِ..

لقد نفذ موسى خطة الله مثلما رآها تماماً.

خروج 40: 33-35

33 ثُمَّ نَصَبَ مُوسَى جَوَانِبَ السَّاحَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْمَسْكَنِ، وَعَلَّقَ سِتَارَ مَدْخَلِهَا. وَهَكَذَا أَكْمَلَ

مُوسَى الْعَمَلَ.

34 وَمَا لَبِثَتِ السَّحَابَةُ أَنْ غَطَّتْ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ وَمَلأَ جَلاَلُ الرَّبِّ الْمَسْكَنَ

35 فَلَمْ يَسْتَطِعْ مُوسَى دُخُولَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، لأَنَّ السَّحَابَةَ حَلَّتْ عَلَيْهَا، وَمَجْدَ الرَّبِّ مَلأَ الْمَسْكَنَ

لقد إُستعلن مجد حضور الله “شاكينا” وفقاً لخطة الله وقصده. لكن مع ذلك، فبسبب خطية شعب إسرائيل، استطاع الفلسطينيون أن يستولوا على تابوت عهد الرب.

أما داود، فلكونه رجلاً حسب قلب الله استطاع أن يهزم الفلسطينيين ويستعيد التابوت مرة أخرى. لكن إثناء ذلك، ارتكب داود خطية عظيمة. كان يتحرك وفقاً للخطة الصحيحة وكان يسعى في تنفيذها بدافع صحيح، لكن طريقته كانت خاطئة ولم تكن طريقة الله. فعندما قام بنقل التابوت، استبدل خطة الله بطرق بشرية, فوضع تابوت عهد الله على عربة جديدة. يذكر الكتاب المقدس التفسيري ملاحظات هامة عن تفاصيل نقل داود لتابوت عهد الرب على عربة جديدة.

* ملاحظة 3: “عربة جديدة” هذا يخالف الشريعة الإلهية الموضوعة في سفر العدد 4: 15، 7: 9 ، 10: 21؛ تثنية 10: 8  ؛ يشوع 3: 14 ؛  2 صموئيل 16: 24 ؛ أخبار الأيام الأولى 13: 7 , 15: 2.

كان نقل التابوت يتم عن طريق حمله على أكتاف بنو هرون. عندما وضع الفلسطينيون التابوت على عربة عن جهل (1صموئيل 6: 7) لم تقع عليهم دينونة لأن ناموس موسى لم يكن قد أُعطي لهم. لكن لم ينبغي علي داود فعل ذلك لأنه كان يعرف الشريعة جيداً. لذلك، وقعت عليه الدينونة.

الدرس الهام الذي نتعلمه من هذه القصة هو أن أي شيء يُضاف إلى خطة الرب ويخالف المتطلبات الإلهية فإنه يقع عليه الدينونة. هذا يتضمن كل ما يخالف يوحنا 4: 24 وكل ما هو من الجسد “فَلاَ يُفِيدُ شَيْئاً” (يوحنا6: 63).

فالعربة الجديدة التي استخدمها داود كانت خطية في نظر الله. لقد أمر الرب شعب إسرائيل بأن خدمة الأقداس يختص بها بني قاهات وحدهم. فهم فقط كان عليهم أن يحملوا التابوت على أكتافهم.

حدث إثناء تلك الرحلة بأن الثيران تعثرت وأهتز التابوت. وعندما مد عزة يده ولمس التابوت ضربه الرب فمات.

2 صموئيل 6: 6، 7

6 وَعِنْدَمَا بَلَغُوا بَيْدَرَ نَاخُونَ تَعَثَّرَتِ الثِّيرَانُ الَّتِي تَجُرُّ الْعَرَبَةَ، فَمَدَّ عُزَّةُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ تَابُوتَ الرَّبِّ خَوْفاً عَلَيْهِ مِنَ السُّقُوطِ.

7 فَاحْتَدَمَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِ، وَأَهْلَكَهُ لأَجْلِ جَسَارَتِهِ وَجَهْلِهِ، فَمَاتَ هُنَاكَ بِجِوَارِ التَّابُوتِ.

كانت المحاولة الثانية لنقل التابوت ناجحة. فقد تعامل داود مع الموقف وفقاً لخطة الله, فحلَّت بركة الرب على داود.

بعد ذلك، بني سليمان هيكلاً للرب، وَأَخَذَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ هَيْكَلِ الرَّبِّ فِي بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ فِي أُورُشَلِيمَ عَلَى جَبَلِ الْمُرَيَّا، حَيْثُ تَرَاءَى الرَّبُّ لِدَاوُدَ أَبِيهِ، وَحَيْثُ وَقَعَ اخْتِيَارُ دَاوُدَ عَلَى مَكَانِ الْهَيْكَلِ(2 أخبار 3: 1). حيث أُغلق على حضور الرب في قدس الأقداس. وكما قلتُ سابقاً أن الذهب النقي المُصفى هو الذي اُستخدم فقط في بيت الرب.

2 أخبار 5: 1، 7، 13، 14

1 فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَأَوَانٍ، وَجَعَلَهَا فِي مَخَازِنِ بَيْتِ اللهِ.

7 وَأَدْخَلَ الْكَهَنَةُ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَى مَكَانِهِ فِي مِحْرَابِ الْهَيْكَلِ فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ، تَحْتَ جَنَاحَيِ الْكَرُوبَيْنِ،

13 وَعِنْدَمَا تَنَاغَمَتْ أَصْوَاتُ الأَبْوَاقِ وَالْمُغَنِّينَ وَكَأَنَّهَا صَوْتٌ وَاحِدٌ يَتَغَنَّى بِحَمْدِ الرَّبِّ وَتَسْبِيحِهِ، ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ بِالْغِنَاءِ، مَصْحُوبَةً بِنَغَمَاتِ الأَبْوَاقِ وَعَزْفِ الصُّنُوجِ مُرَنِّمِينَ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «الرَّبُّ صَالِحٌ وَرَحْمَتُهُ إِلَى الأَبَدِ تَدُومُ». فَامْتلأَ الْهَيْكَلُ سَحَاباً

14 وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ الْقِيَامَ بِالْخِدْمَةِ بِسَبَبِ السَّحَابِ لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ مَلأَ الْهَيْكَلَ.

وكما حدث مع خيمة موسى، فإن مجد حضور الله  ملء هيكل سليمان.

لقد أقام الرب لشعب إسرائيل ما دعاه “.. مَوَاسِمِي وَأَعْيَادِي الَّتِي تُعْلِنُونَهَا مَحَافِلَ مُقَدَّسَةً” (لاويين23: 1، 2). كان هناك متطلبات خاصة لشعب إسرائيل في إقامة هذه الشعائر “ثلاَثَ مَرَّاتِ يَمْثُلُ جَمِيعُ الرِّجَالِ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ” (خروج23: 17).

لكي يترائي الشعب أمام الرب كان عليهم أن يذهبوا حيث تابوت عهد الرب. لهذا السبب كان عليهم أن يذهبوا إلى أورشليم -حيث تابوت الرب- ليعبدوا, لأن حضور الله المقَّدس كان مُغلقاً عليه في قدس الأقداس ولا أحد كان يجرؤ على الاقتراب من قدس الأقداس عدا رئيس الكهنة وحده. وكان يفعل ذلك بحرص شديد.

لكن عندما مات الرب يسوع على الصليب، يخبرنا الكتاب المقدس أن “وَإِذَا سِتَارُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ شَطْرَيْنِ، مِنَ الأَعْلَى إِلَى الأَسْفَلِ، وَتَزَلْزَلَتِ الأَرْضُ، وَتَشَقَّقَتِ الصُّخُورُ “ (متى27: 51). لم يعد الله يسكن في هياكل مصنوعة بأيدي بعد موت ودفن وقيامة يسوع, بل صرنا بيت الله وهيكل لروحه.

1 كورنثوس3: 16

16 أَلاَ تَعْرِفُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَأَنَّ رُوحَ اللهِ سَاكِنٌ فِيكُمْ

عبرانيين3: 6

16 أَلاَ تَعْرِفُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَأَنَّ رُوحَ اللهِ سَاكِنٌ فِيكُمْ

1تيموثاوس3: 15

15 حَتَّى إِذَا تَأَخَّرْتُ تَعْلَمُ كَيْفَ يَجِبُ التَّصَرُّفُ فِي بَيْتِ اللهِ، أَيْ كَنِيسَةِ اللهِ الْحَيِّ، رُكْنِ الْحَقِّ وَدُعَامَتِهِ

فمن خلال الروح القدس, صار الله يسكن في بشر وليس في هياكل مصنوعة بأيدي.

كان داود وهو يعيش تحت العهد القديم يرقص بكل قوته أمام حضور الله. أما الآن، فنحن الهياكل الحية نرقص في الروح. لابد أن نفرَّق جيداً بين العبادة في العهد القديم التي كانت تُقام بالجسد وتعتمد عليه وبين العبادة في العهد الجديد التي تُقام بالروح. كما يوجد فرق بين الرقص في الروح وبين اصطناع شيء بالجسد (الرقص اعتماداً على الموسيقى). فعندما ترقص حقاً بالروح لن تحتاج إلى موسيقى.

هناك كثيرون في الاجتماعات اليوم يرقصون فقط على موسيقى الترانيم. أو هناك مَن يقفزون ليتماشوا مع موسيقى الترانيم. لكن هذا ليس رقصاً بالروح – إنما استبدال الذهب بالفضة. فالأمر لا يحتاج إلى أي موسيقى لكي ترقص بالروح. كما لا تتمنى أن يراك الآخرون وأنت ترقص, لأن رقصك لن يكن نابعاً من أفكار بشرية بل تعبيراً عما في قلبك لله.

سمعت عن كنائس تعلَّم شعبها كيف يرقصون ليعبدون الرب. لكنك لا تحتاج أن تعلَّم أحد كيف يرقص لأن الروح القدس سوف يريه الطريقة. إن تعليم المؤمنين كيف يرقصون لا يزيد عن مجرد فضة رخيصة. لكننا يمكن أن نعلمهم كيف يقبلون الخلاص يُولدون ثانية. كما أنه لا يمكننا أن نعلَّم الناس كيف يتكلمون بألسنة. لكن يمكننا أن نعلَّمهم كيف يخضعون أنفسهم للروح القدس, لأنه هو وحده سيعطيهم النطق للتكلم بألسنة وسيعلمهم كيف يرقصون.  

لا ينبغي أن نعبَّر عن عبادتنا للرب بالرقص أو التصفيق. فلا يوجد شاهد كتابي يؤيد ذلك. فهذا استبدال الذهب بالفضة. إن أمور الروح القدس لا يمكن التعبير عنها سوى عن طريق الروح. لكن كثير من أولئك الراقصين يقولون إنهم يعبدون الرب. لكن إن كانوا حقاً حساسين للروح القدس لاستطاعوا أن يدركوا حزنه من مثل هذه الاستعراضات الجسدية.

كنت حاضراً أحدى اجتماعات حينما فارق حضور الله الاجتماع وتوقفت المسحة عندما بدأ الحضور يفتعل مثل هذه الاستعراضات الجسدية. فعندما يرقص الناس بالروح حقاً ويكونوا تحت مسحة الروح القدس, فلا يهم إن كانوا صغاراً أو كباراً رجالاً أو نساءً – سيكون كل ما يفعلونه مثل عطر رقيق عذب يفوح على الحاضرين ويجذبهم أكثر لحضور الله. أما عندما يصطنع أحد مثل تلك الافتعالات الجسدية، فإنها تحوَّل انتباه الحاضرين عن الرب ليلتفتوا إلى أولئك الذين يرقصون.

كما أن هناك شيء آخر يفرَّق بين الرقص بالجسد والرقص بالروح: إن ابتدأت إحدى السيدات في الرقص (بالجسد)، فإنها سوف تلفت انتباه الرجال إليها. أما إن كان بالروح القدس فإنها ستجذب الأنظار إلى الرب وتبارك الجميع.

ينبـغي علـى جميع الرعاة أن يعلموا شعبهم كيف يحضروا الذهب النقي لهيكل الرب ويخرجوا

أي فضة. كما عليهم أيضاً أن يميزوا الفرق بين حركات الجسد وحركات الروح.

لا ينبغي أن نعود إلى العهد القديم ونتمثل نمازج الرقص في العبادة لله وننقلها إلى العهد الجديد. كما لا ينبغي أن ندخل فضة العالم (الرقص العالمي والتصفيق) إلى داخل الكنيسة. فمن الهام أن نلاحظ أنه لا توجد كلمة واحدة في العهد الجديد تشير إلى الرقص أمام الرب إثناء التسبيح أو العبادة. لكن العهد الجديد يؤكد وبشدة على ضرورة الامتلاء بالروح القدس والحفاظ على ملء مستمر من الروح حتى تكون عبادتنا وتسبيحنا في الروح. وعندما تتعلم كيف تنساب مع الروح القدس ستكتشف أنه سيقودك أحياناً لترقص في الروح. لكن الروح القدس لن يحفز أولئك الذين يخضعون للجسد لكي يرقصوا. فعندما يكون الرقص بالروح فإنه يبارك الجميع. أما عندما لا يكون بالجسد فإنه لن يبارك أحد, بل سيطفئ جو الاجتماع. فهذا ليس سوى استبدال الأمور الحقيقية والأصلية بأخرى مزيفة. توجد مسحة حقيقية للرقص وهى تأتي كما يشاء الروح وليس كما نشاء نحن. لهذا السبب علينا أن نكون مستعدين لنخضع له، حتى عندما يقودنا للرقص.. فسوف ينتج رقصاً بالروح وحسب.

كثيراً جداً ما ارقص بالروح, لكني لا اصطنع أبداً أي شيء. فما لم تكن هناك مسحة لذلك لن افتعل شيء. هذا يشبه تماما إعطاء رسالة بالألسنة بدون مسحة. فإنها تخرج ميتة وتطفئ جو الاجتماع.

في كثير من اجتماعاتنا كان الرب يتحرك في وسطنا ويشفى ويبارك الحضور. لكن هناك مَن لا يستطيعون أن يميزوا حضوره, فيقولون شيء أو يفعلون أمر بدون مسحة الروح. وإن لم نعلم هؤلاء الناس كيف يخضعون للروح القدس, فسوف يفسدون اجتماعاتنا. سأوضح ذلك بمثال يفرَّق بين تأثير الرقص بالروح على جو الاجتماع وبين الرقص بالجسد الذي له تأثير سلبي على جميع الحاضرين. عندما كنت راعياً لكنيسة فارم سفيل منذ سنوات مضت صليت لسيدة كانت على فراش المرض وقامت صحيحة. كان أكثر من ثلاثة أطباء في أوقات مختلفة قد اخبروها أنها سوف تموت في غضون أيام قليلة. لكن الرب شفاها وظلت تحضر الكنيسة معنا.

طلبت من تلك السيدة أن تقف في اجتماع صباح الأحد (اجتماع المؤمنين) وتشهد عن معجزة شفائها. عندما جاء اجتماع المساء يوم الأحد حيث كان خطاة حاضرين الاجتماع (اجتماع التبشير)، طلبت من تلك السيدة أن تقف وتشهد عن اختبارها. كانت جالسة في أحد جانبي الاجتماع, فوقفت وابتدأت تخبر كيف اصطحبها زوجها لثلاثة أطباء مختلفين وكل واحد منهم قال لها ذات الشيء: “لا نستطيع أن نفعل معك أي شيء. سوف تموتين في غضون أيام”. ثم شهدت كيف أقامها الرب من الموت عندما صليت لها. بمجرد أن انتهت من اختبارها، حتى إنها ابتدأت ترقص. ويا له من رقص بالروح! لقد صعدت إلى المنبر وبدأت العظة وهى لا تزال طوال الوقت ترقص. لم يكن لدينا سجاد على الأرض في ذلك الوقت, إنما كانت الأرضية مصنوعة من خشب وحسب. وعلى الرغم من ذلك لم نسمع أي صوت لرقصها ولم تعيق العظة إطلاقاً.

أخبرتنا هذه السيدة في الأسبوع التالي أنها اضطرت أن تشترى حذاءً جديداً لأن حذائها قد بلي تماماً على الرغم من إنها كانت قد ابتاعته قبل الاجتماع يومين وحسب.

وعلى الجانب الآخر، حدث في واحد من مؤتمراتنا أن البعض قاموا وابتدءوا يرقصون على نغم التسبيح والعبادة. انطفأت حركة الروح القدس في الحال. لقد حزن روح الله على الرغم من إنه كان يتحرك في وسطنا بطريقة معجزية. فبمجرد أن ابتدأ هؤلاء بالرقص، حتى توقف الحضور عن التسبيح والعبادة وابتدءوا يتلفتون ليلاحظوا رقصهم. لكن عندما قام واحد من فريق ريما للتسبيح وابتدأ يخبر أولئك الذين يرقصون بأن ما يفعلونه ليس نابعاً من الروح وإنه يفسد الاجتماع، عندئذٍ تحرك الروح القدس على هذا المرنم. فابتدأ يرقص بالروح وعادت المسحة مرة أخرى للاجتماع.

هكذا يتضح, أن المؤمنين قد احضروا الفضة إلى هيكل الرب بدل الذهب واستبدلوا الأمور الأصلية بالأمور المزيفة.

يصعب إلى درجة ما أن نفرَّق بين الذهب والفضة, بين الصحيح والمزيف. لذلك علينا أن نمتحن جيداً كل شيء بكلمة الله حتى نستطيع أن نميز الفرق لأن الله يريد دائماً الذهب النقي.

إثناء الزيارة الإلهية مع يسوع، نظرت إلى أسفل على الجمع وعرفت أنه اجتماع مساء يوم الأربعاء. رأيت بادي زوج ابنتي يرقص بالروح. ورأيت نفسي أنا أيضاً ارقص في الروح. كما رأيت شخص آخر يرقص بالروح. لم اعرف مَن هو لكني عرفت إنه شخص لم يسبق له أن رقص بالروح من قبل أبداً.

عندما ابتدأنا هذا المؤتمر وجاء يوم الأربعاء جرت الأحداث تماماً مثلما رأيت. ابتدأ بادي يرقص بالروح. وعندما رأيت ذلك ابتدأت أنا أيضاً ارقص بالروح. ولأني كنت أعرف ما سوف يحدث قلتُ للجمع، “هناك شخص آخر لم يسبق له أن رقص بالروح, لكنه كان دائماً يشتاق لذلك”. ثم أشرت إلى الناحية التي كان يجلس فيها هذا الشخص, فوقف شاب. قلت له، “عندما أشير بأصبعي إليك، سيحل الروح القدس عليك. استمر واخضع له وستجد نفسك ترقص بالروح”. بمجرد أن فعلت ذلك حدث مثلما قلت.

هناك فرق بين الرقص بالجسد – لأنك تريد أن تفعل شيء وحسب- وبين الرقص بالروح وتحت مسحته. إنني اخبر بما قاله لي الرب يسوع، ولك مطلق الحرية أن تقبل هذا الكلام أو ترفضه. وهذا ما قاله لي، “ليس كتابياً أن ترقص أمام الرب في العهد الجديد. لكنه كتابي أن ترقص بالروح”.

“هؤلاء الذين يرقصون بالجسد سوف أباركهم لأنهم أبنائي وأنا أحبهم. لكني لن استطع أن أباركهم بملء البركة. لن يتمتعوا بملء ما أريده لهم”.

إنني لا اعرف شيء عنك، لكن بالنسبة لي, فأنا لا اقبل الاختيار الثاني. لا اقبل البديل الآخر. أريد أفضل ما لدى الله في كل اجتماعاتي. أشتاق لملء بركة الله في اجتماعاتي. أريد فيض وانسياب روح الله وإظهاراته في كنيستي. فماذا عنك؟ 

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$