القائمة إغلاق

السهر والصلاة للاستعداد للاختطاف Watching & Praying To Prepare For The Rapture

(ستجد روابط العظة على السوشيال ميديا في أخر الصفحة) 

 سأسرد لك بعض الحقائق حول موضوع الصلاة موّضِحًا لك دورها في استعدادك الروحي، وكيف تُصلي بطريقة صحيحة حتى تنقِلك لمستويات روحية أعلى.

“٣٤ «فَاحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ فِي خُمَارٍ وَسُكْرٍ وَهُمُومِ الْحَيَاةِ، فَيُصَادِفَكُمْ ذلِكَ الْيَوْمُ بَغْتَةً. ٣٥ لأَنَّهُ كَالْفَخِّ يَأْتِي عَلَى جَمِيعِ الْجَالِسِينَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. ٣٦ اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ»” (لوقا ٢١: ٣٤-٣٦)

السهر هُنا هو: أنْ يكون الشخص على أهبة الاستعداد، يَقِظًا، واعيًا، ويتحرك بفَهْم.

التضرع: هو الصلاة كل حين.

☆مفهوم الصلاة الحقيقي:-

    لا تُعني الصلاة أنْ تتكلم أي كلام لمجرد إنك تُعَبِّر عن ذاتك لله، كما إنها ليست طَلْب الرحمة والمساعدة مِنْ الرب، لاحظ أنّ الرب يسوع أوضّحَ في إنجيل متى أنّ هناك كلامًا ينبغي قوله في الصلاة وآخر لا تقوله: “وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ…صَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا…” (متى ٦: ٧، ٩) فهي إذًا تحتاج لفَهْمٍ.

     الصلاة هي وقت شراكة وعلاقة حميمة مع الروح القدس، حيث تأخذ مِنْ الرب وتعطيه، وتكشف ذاتك له، وتفتح قلبك عليه، وتسكبه أمامه عن عَمد وبانتباه، في هذا الوقت يلين قلبك ويصير خَاضِعًا لما يقوله الروح لك.

    ربما تقوم بأعمالك اليومية مِنْ شُغلٍ ومهامٍ عليك، ولكِنّ قلبك طول الوقت في حالة مستمرة مِنْ الاشتعال واليقظة، هذا هو مفهوم الاستمرارية في الصلاة، فنحن لم نَرَ الرب يسوع مُتَفِّرِغًا الوقت كله في مكان ما ليُصلي هناك، بل رأيناه مُتجولاً في كل مكانٍ يَكرِز ويُعَلِّم بكلمة الله ويصنع خيرًا مع الجميع، وفي وسط هذا كله ظل في تواصل داخلي مستمر مع الروح القدس الذي يُريه ماذا يفعل.

     تُشبه الصلاة ما يفعله شخص ما مع صديقٍ مُقَرَّبٍ له؛ فهو يُبيح بكل ما في داخله له، كاشفًا أسراره ودوافعه وأغراضه، وعندما تفعل هذا في وقت شراكتك مع الرب تصير معروفًا لديه، وتُفْسِح المجال له ليُعلِن ذاته لك. مِنْ المحتمل أنْ يبدأ كَشْف قلبك وذاتك للرب باعترافك عن خطأ ما اقترفته، وهذا حسب مستواك الروحي، ومِنْ الممكن أيضًا أنْ تُعَبِّر عن جوعك لمستوياتك أعمق وأعمق في معرفة الرب، وتُظْهِر شكرك وتقديرك وعِرفانك له.

    تبعد الصلاة كل البعد عن تلاوة كلمات محفوظة في ذهنك، حيث إنها حالة قلبية أكثر مما هي فَمِّية ولكن لابد مِنْ إقرانها بتعبيرات لفظية.

☆تُحَصِّنك الصلاة مِنْ أي مخاطر مُسْتَقبَليّة:-

٣٩ وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضًا تَلاَمِيذُهُ. ٤٠ وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». ٤١ وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ٤٢ قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». ٤٣ وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. ٤٤ وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. ٤٥ ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ. ٤٦ فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».” (لوقا ٢٢: ٣٩-٤٦)

    يَذكُر لنا الكتاب أنّ ملاكًا ظَهَرَ للرب يسوع ليُقويه؛ هو ذاته روح الله، فهو ملاك حضرة الرب نفسه الذي كان يظهر على مدار العهد القديم، فلا يُعقَل أنْ يُقوّي يسوع ملاك عادي، كما أنه مِنْ غير المنطقي أنْ يقوم عسكري بتقوية ضابطٍ!

     لاحِظ بعناية ما فعله الرب يسوع “وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ (عناءٍ شديدٍ) كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ” لذلك كلما واجهت تحديات أكثر يجب أنْ تزداد صلاتك، وليس أنْ تزداد في تحليل الأمور، فحزقيا الملك نشر رسائل العدو أمام الرب (٢ملوك ١٩: ١٤).

    تُعطيك الصلاة حافِزًا وقوةً على مواجهة المواقف، في بعض الأحيان يُنذرك الرب في روحك بخطرٍ ما على وشك أنْ تواجهه، اتبع في الحال هذا الإرشاد! كما أنذر الرب التلاميذ “قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ” فهو يُخبِرك بما هو آتٍ لكي تستعِد وتقف ضده.

    تخيل معي لو أنهم كانوا مستيقظين؛ لنالوا مِنْ القوة التي نالها الرب عندما أتاه روح الله، لأنه كان قريبًا منهم، فالكتاب يقول “وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ”. وظَلّوا ثابتين غير مرتدين، فَمِنهم بطرس الذي لم يُصدِّق حَدَث قيامة الرب بسهولة، ومِنْ ثَمّ عاد مرة أخرى للصيد وأخذ معه مجموعة مِنْ التلاميذ، فعدم طاعتهم للرب سببت لهم تَعبًا في منتصف طريقهم، ومع ذلك أنقذهم الرب وقواهم، وهذا يُنير لنا أمرٍ هامٍ؛ إنه ليس مِنْ مشيئة الرب أنْ تمرّ في أوقات ضَعْف.

   “اسهروا وصلوا”؛ أي لا تُضَيّع الفرصة وقُمْ بترتيب وقتك بشكل صحيح، واضعًا الصلاة على قمة أولوياتك. عندما صلّى الرب في العدد الثاني والأربعين، لم يفعلها خوفًا مِنْ الصليب ورغبةً في الهَرَبْ مِنه، بل سَعْيًا للاستمرار في العلاقة مع الآب وعدم الانفصال عنه. (يمكنك الاستفاضة في موضوع الصلاة مِنْ على موقعنا، ستجدها بعنوان “الصلاة المستجابة”)

☆الاعتزال في الصلاة واستعلان القوة:-

“١٥ فَذَاعَ الْخَبَرُ عَنْهُ أَكْثَرَ. فَاجْتَمَعَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ لِكَيْ يَسْمَعُوا وَيُشْفَوْا بِهِ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ. ١٦ وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي. ١٧ وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ كَانَ يُعَلِّمُ، وَكَانَ فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ لِلنَّامُوسِ جَالِسِينَ وَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ وَالْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ. وَكَانَتْ قُوَّةُ الرَّبِّ (منتشرة في الهواء) لِشِفَائِهِمْ.” (لوقا ٥: ١٥-١٧)

    قبلما يتكلّم الكتاب عن قوة الله المتاحة في المكان بسبب وجود الرب يسوع، ذَكَرَ السر وراء هذا في العدد السابق ألا وهو؛ “وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي”، فالمؤمن الذي ليس لديه وقت خاص يقضيه مع الرب، يصبح مُعرَضًا للتجارب وهو غير مُستَعِّد.

    الاعتزال يُعني أنْ تُطفئ كل شيء حولك يشتت انتباهك، وتتعمد أنْ تخطف الوقت بدًلا مِنْ أنْ يسحبك، لذلك تحتاج الكنيسة أنْ تنهض في هذا الوقت، وتتواصل مع الرب، منسكبة أمامه، وصاغية لصوت الروح القدس، بذلك تكون في حالة مِنْ الاستعدادية لما سيحدث.

    عاش المؤمنون لفترة مِنْ الزمن حياة عادية مُتَسيِّبة، ذات يوم مِنْ الأيام قال أحد الأشخاص ساخِرًّا مِنْ بعض المؤمنين الذين يدرسون الكتاب المقدس “يزال هؤلاء يدرسون في سِفْر التكوين!”، ظَنّ هذا الشخص عن الكتاب المقدس إنه منهجٌ يأتي علية وقت وينتهي!! كم هذا الوضع خطير! لا تَكُن بهذا الوضع والحال!

“اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا” (يعقوب ٥: ١٦).

   “طَلِبَةُ الْبَارِّ”؛ أي الطِلبة الحماسية، التي تَضَع قلبك فيها، المستمرة مِنْ شخص مُثَابر، تجعل قوة الله متاحة بصورة وفيرة وضخمة، فهي إعلانٌ خارجيٌ عن التقوى الداخلية. الطريقة لكي يكون قلبك مُشتعلًا دائمًا وفي حالة التواصل المستمر؛ هي الصلاة كل حين.

☆الصلاة ليست أمرًا اختياريًا:-

“وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ” (لوقا ١٨: ١)

    تأتي هذه الآية في ترجمات أخرى على هذا النحو؛ يجب على المؤمن أنْ يحيا دائمًا في حالة مِنْ الصلاة ولا يستسلم، ولا يبهت، ولا يتراجع. كُنْ جاهزًا أنْ تُصلي في أي وقت، وليس تهرب حينما يقول لك أحدهم هيا لنصلي أو عندما يفتح معك حوارًا روحيًا، بل يكون هذا الوقت تعبيرًا حقيقيًا عن شراكتك الداخلية المستمرة مع الروح القدس.

    لا تَقْتَصِر الصلاة على الطلبات، بل هي شراكة يصحبها كلمات، هي حالة حب وحميمية، هي تَعَمُّد فكري نحو الرب. تَدَرَب عل قضاء أي وقت فارغ لديك في الصلاة وعبادة الرب من القلب، حالة السهر واليقظة هذه تجعل روحك مُستَعِدة وجاهزة، عندما قال يسوع للتلاميذ: “صلوا لئلا تدخلوا في تجربة”، كان يعني أنه مِنْ الممكن أنْ يَمنعوا التجارب التي كانت ستحدث معهم، وأنت كذلك تستطيع منع التجارب مِنْ الحدوث معك بسهرك الدائم.

    إليك قصة واقعية لمزيد من الفهم؛ في أحد الأيام ذَهَبَ اثنان مِنْ الشباب ليسبحا في المَسْبَح، وفجأة غرقا. فذهب المسؤولون لإبلاغ والديهما بما حدث، عندما جاء الوالِدان إلى مكان الحادث قالا: “لن يموتا” وصليا لهما؛ فقاما مِنْ الموت.

     ذَهَبَ الوالِدان لرجل الله كينيث كوبلاند وقالا له: “إنْ كُنت ملآن؛ ستعيش، وإنْ لم تَكُنْ ستموت” وبعد ذلك شرحا ما قالاه: “إنْ كُنت مشحونًا بالصلاة والكلمة؛ سوف تجعل كل موت يذوب في الحياة، ولو لم نَكُن مشحونين مُسبَقًا؛ لفقدنا أولادنا” وهذا ما يريده لك الروح القدس أنْ تحيا في حالة يقظة دائمة، وعلى أهُبّة الاستعداد، وهذا يحدث بالاستمتاع بالكلمة عَبْر التأمل والتمتمة فيها.

    حينما تجلس في وسط مجموعة أشخاص يجب أنْ تَلتَفِت للروح القدس بداخلك لكي تأخذ رأيه فيما يُقال لك، وذلك أفضل مِنْ الاعتماد على طريقة تفكيرك، فقد يُخبرك أنّ ما يقوله هذا الشخص ليس بحقيقي، أو يرشدك لمفاتيح تصل مِنْ خلالها إليه بكلمة الله، لذا إنْ لم توجه قلبك لتستقبل مِنه، ربما تفقِد تلك الفُرَص، لذلك حالة الاستعداد الدائم غاية في الأهمية للحماية مِنْ الغضب الاتي.

لسماع العظة على الساوند كلاود Sound Cloud

لمشاهدة العظة على الفيس بوك FaceBook 

لينك العظة على اليوتيوب YouTube

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$