القائمة إغلاق

العبادة الحقيقية في العهد الجديد Real Worship in New Testament

 ينبغي أن نلاحظ أن قديسي العهد القديم لم يكونوا هياكل روحية. لقد دُعي شعب إسرائيل في العهد القديم بـ’بيت إسرائيل’, لكنهم كانوا أمواتاً روحياً ولم يختبروا الميلاد الجديد. لذلك كان الكهنة يقدمون ذبائح جسدية فقط, لأنهم لم يكونوا بيتاً روحياً.

أما في ظل العهد الجديد، نجد في رسالة بطرس الأولى والإصحاح الثاني أن الكتاب المقدس يدعو المؤمنين ‘بَيْتاً رُوحِيّاً’.

1 بطرس 2: 5 إِذَنِ إتَّحِدُوا بِهِ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ، مَبْنِيِّينَ بَيْتاً رُوحِيّاً، تَكُونُونَ فِيهِ كَهَنَةً مُقَدَّسِينَ تُقَدِّمُونَ لِلهِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةً مَقْبُولَةً لَدَيْهِ بِفَضْلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.

يقول هذا الشاهد أننا نحن المؤمنين أصبحنا كهنوتاً مقدساً لكي نقدم ‘لِلهِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةً مَقْبُولَةً’. لكن ما هي الذبائح الروحية التي ينبغي علينا أن نقدمها؟

1-   تقديم أجسادنا ذبائح حية

رومية 12: 1 لِذَلِكَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، نَظَراً لِمَرَاحِمِ اللهِ، أَنْ تُقَدِّمُوا لَهُ أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً مُقَدَّسَةً مَقْبُولَةً عِنْدَهُ، وَهِيَ عِبَادَتُكُمْ بِعَقْلٍ.

إن العبادة الحقيقية في العهد الجديد تتضمن تقديم أجسادنا كذبيحة حية لله. فالكتاب يقول أن هذه الذبيحة مقبولة لدى الله.

تقول ترجمة أخرى لرومية 12: 1 أنه علينا أن نقدم أجسادنا ذبيحة مقدسة والتي هي عبادة روحية أو كخدمة روحية. إن تقديم أجسادنا لله كذبيحة هو جزء من العبادة الروحية الحقيقية للمؤمنين في ظل العهد الجديد. وعندما يبدأ جسد المسيح يعبد الله وفقاً لخطته التي وضعها للعبادة في العهد الجديد، سنرى أموراً عجيبة.

قال لي يسوع في تلك الزيارة، ‘إن لم يتعلم شعبي عن العبادة الروحية؛ عبادة العهد الجديد, فلن يصِلوا لها. فهم لا يعرفون شيئاً عن العبادة الحقيقية. ربما يعرفون القليل عن التسبيح لكنهم لا يعرفون شيئاً عن العبادة الحقيقية’.

إن مؤمنين كثيرون لا يعرفون أن العبادة الروحية الحقيقية تتضمن تقديم أجسادهم ذبيحة حية مقدسة ومقبولة لدى الله. لقد خدمت وسط مؤمنين من طوائف عديدة ومختلفة وأدركت حقاً ما كان يعنيه الرب بقوله ‘إن شعبي يعرفون القليل عن التسبيح, لكنهم لا يعرفون شيئاً عن العبادة الحقيقية’. كنت أرى المؤمنين يسبحون الله في الكنيسة لكن عندما يخرجون للخارج لا يتحكمون في أجسادهم, فيغضبون ويثارون ويثرثرون. إنهم لا يعرفون شيئاً عن العبادة الحقيقية بتقديم الجسد لله وصلب شهواته ورغباته.

ولأننا نعيش في عهد النعمة، فإنه يتراءي وكأن البعض قد تحرروا من كل شيء؛ من كل ضوابط وقيم ووصايا. لكننا لا ينبغي أن ندع حريتنا تقودنا للخطية. فالله يريد أجساد مصلوبة.. أجساد مُقدمة ‘ذَبِيحَةً مُقَدَّسَةً’.

إن عبادتنا الروحية تتضمن تقديم أجسادنا لله. والآن دعونا نرى شيئاً آخر يريده الله منَا أن نفعله كجزء من عبادتنا الروحية في العهد الجديد.

رومية 12: 2 لاَ تَتَكَيَّفُوا مَعَ هَذَا الْعَالَمِ، بَلْ تَغَيَّرُوا بِتَجْدِيدِ الذِّهْنِ، لِتُمَيِّزُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَقْبُولَةُ الْكَامِلَةُ.

يطلب الله أجساد مُقدمة وأذهان مُجددة كذبائح روحية يوصى بها الكتاب المقدس كجزء من عبادة العهد الجديد. لكن مؤمنين كثيرون يحاولون أن يعبدوا الله بنفس طريقة التفكير التي إعتادوا عليها قبل الخلاص. لذلك لا عجب أنهم لا يزالوا يواجهون مشاكل كثيرة مع أجسادهم وأفكارهم. فالأمر يتطلب من المرء مجهود وتدريب لكي يتجدد ذهنه. فتجديد الذهن لا يأتي بمجرد حضور الإجتماعات أو حتى الصلاة. ولا يتم في يوم وليلة. إنما يتحقق من خلال التأمل العميق في كلمة الله على مدار فترة من الوقت مع حرصنا على تغيير طرقنا وأساليب تفكيرنا حتى تتوافق مع ما يقوله الله في كلمته.

لذلك فإن مسألة تجديد الذهن ليست إختياراً إن كنا نريد أن نعبد بحق وفقاً لنظام العهد الجديد. لذلك فإن تجديد الذهن هو جزء من عبادتنا الروحية التي نقدمها لله.

2-   ذبيحة التسبيح

تقول رسالة العبرانيين13: 5، أننا ينبغي أن نقدم لله ذبيحة التسبيح ثمر شفاهنا معطين المجد لله في إسم يسوع. هذه الذبيحة مقبولة لدى الله وهى جزء من عبادتنا الروحية. فالتسبيح هو جزء من العبادة الحقيقية في ظل العهد الجديد.

أفسس 5: 2 وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ عَلَى مِثَالِ الْمَسِيحِ الَّذِي أَحَبَّنَا وَبَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا تَقْدِمَةً وَذَبِيحَةً لِلهِ طَيِّبَةَ الرَّائِحَةِ.

عبرانيين 13: 15 .. لِنُقَرِّبْ لِلهِ دَائِماً ذَبِيحَةَ الْحَمْدِ وَالتَّسْبِيحِ، أَيِ الثِّمَارَ الَّتِي تُنْتِجُهَا أَفْوَاهُنَا الْمُعْتَرِفَةُ (الشاكرة) بِاسْمِهِ

ماذا يعنى الكتاب بقوله ‘ذبيحة التسبيح’؟ وكيف يمكننا أن نقدم هذه الذبيحة لله؟ عن طريق ‘الثِّمَارَ الَّتِي تُنْتِجُهَا أَفْوَاهُنَا الْمُعْتَرِفَةُ (الشاكرة) بِاسْمِهِ’. يتضح إذاً أن التسبيح هو ثمر شفاهنا التي تشكر إسم يسوع.

لنرى ما يقوله الكتاب المقدس أيضاً عن التسبيح:

فيلبى 3: 1 وَبَعْدُ، يَا إِخْوَتِي، إفْرَحُوا فِي الرَّبِّ.

فيلبى 4: 4 إفْرَحُوا فِي الرَّبِّ دَائِماً، وَأَقُولُ أَيْضاً: إفْرَحُوا.

 1 تسالونيكى 5: 16 إفْرَحُوا عَلَى الدَّوَامِ 18 إرْفَعُوا الشُّكْرَ فِي كُلِّ حَالٍ: فَهَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ لَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ

لا يُقصد من الشاهد السابق أنه علينا أن نشكر الله لأجل ما يفعله الشيطان, فهذا أمر غير كتابي. ولا ينبغي أن نقبل ما يفعله إبليس في حياتنا ونشكر الله لأجله. لكننا في وسط المشاكل والمتاعب نستطيع أن نسبح الله ونشكره.

عندما إبتدأت الخدمة كنت أقود السيارة لمسافات طويلة لأعظ في كنائس مختلفة. كنت أكرز عن الازدهار, لأني كنتُ متيقناً إنه حق كتابي وصحيح لأن كلمة الله تعلن هذا. لكن في ذلك, الوقت لم يكن يبدو عليَّ الازدهار أبداً. كنتُ أقود سيارة مستهلكة, حتى أنني بعتها في النهاية خردة. وكان هناك ثقب في جيب البنطلون وأحتفظ بقرش في محفظتي. لكني كنت أقضي أوقات السفر مسبحا ومرنماً للرب. هل كنت أشكره لأنه لم يكن لدي مال كافٍ؟ كلا. بل كنتُ أشكره وأسبحه لأنه على الرغم من أنه لا يوجد معي نقود إلا أنني كنت أعلم أن كلمة الله صحيحة وأنا أؤمن بها ولدي فرصة لأختبرها في حياتي. لذلك كنت أشكر الله وسط ما كنت أمر به.

ربما يقول أحدهم, ‘لكن يا أخ هيجن، لم يدعوني أحد أبداً لكي أرنم في فريق التسبيح’.

حسناً، لم يدعوني أحد مطلقاً لكي أفعل أي شيء في الكنيسة. لكن شكراً لله, إن كنت ممتلئاً بالروح القدس فيمكنك أن تشكره أينما كنت.

والآن أريدك أن تلاحظ شيء في الشاهد التالي. لذلك وضعت خطاً تحت الكلمات التي أريد أن أؤكد عليها:

أفسس 5: 18 لاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ، فَفِيهَا الْخَلاَعَةُ، وَإِنَّمَا امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ 19 مُحَدِّثِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَنَاشِيدَ رُوحِيَّةٍ، مُرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ بِقُلُوبِكُمْ لِلرَّبّ 20 رَافِعِينَ الشُّكْرَ كُلَّ حِينٍ وَعَلَى كُلِّ شَيْءٍ لِلهِ وَالآبِ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ

تذكر قول يسوع، ‘.. إن العهد الجديد يؤكد على ضرورة أن يمتلئ كل مؤمن بالروح القدس مقدماً عبادة لله بالروح’. ثم لفت إنتباهي إلى تلك الأعداد وقال: ‘هل تلاحظ أن عدد 20 يرتبط بتقديم ذبيحة الحمد والشكر التي هي ثمار شفاهنا؟’

عندما يمتلئ المؤمن بالروح القدس فسوف يفيض بداخله شكر وحمد لله لأجل كل ما صنعه؛ لأجل خطة فدائه العظيمة وإرسال يسوع المسيح ليكون بديلاً.. سوف يقدم شكراً لأجل كل شيء جيد وعطية صالحة. لذلك فإن العبادة في العهد الجديد هي حياة مستمرة من الشكر. ويا له من فرق سوف يصنعه التسبيح والشكر في حياتك!

خطة الله لمؤمني العهد الجديد

إن خطة الله لكل مؤمن في ظل العهد الجديد هو أن يمتلئ بالروح القدس مرنماً ومتكلماً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مرتلاً في قلبه دائماً. هذه صورة للعبادة في العهد الجديد. لكنه لا يوجد أي ذكر عن التصفيق. اعتقد أنك لن تستطيع أن تصفق بالروح, لكنك تستطيع أن ترقص أو حتى تضحك. فالضحك بالروح له فائدة عظيمة.

الضحك بالروح

مزمور 126:  1.. عِنْدَمَا رَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ صِهْيَوْنَ صِرْنَا مِثْلَ الْحَالِمِينَ. 2 حِينَئِذٍ امْتَلَأَتْ أَفْوَاهُنَا ضِحْكاً وَأَلْسِنَتُنَا تَرَنُّماً. حِينَئِذٍ قَالُوا بَيْنَ الأُمَمِ: ‘إِنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ الْعَمَلَ مَعَ هَؤُلاَءِ’.

كنت أعقد إجتماعاً في كنيسة معينة، وكان راعي الكنيسة التي كنت أعقد فيها الإجتماع يواجه مشاكل كثيرة ومن كل نوع. أخبرني أنه ظل يعاني من ضيق لمدة ثلاثة عشر عاماً.

 لكن حدث أثناء الإجتماع وبينما كان أحـد مرنـمي فريـق ريمـا للتسبيـح يقـود الاجتمـاع فـي

العبادة، ابتدأ هذا الراعي يضحك بالروح وابتدأنا نحن أيضاً نضحك معه.

أخبرني هذا الراعي لاحقاً: ‘بينما كنت أراقب المرنم بدأت أضحك بطريقة طبيعية عندما رأيته يضحك. لكن فجأة بدأت أضحك بالروح. وظللت أضحك بصورة مستمرة. وعندما إستيقظت في الصباح التالي – ولأول مرة منذ ثلاثة عشر عاماً – فارقني هذا الضيق وبدأت أضحك مرة ثانية’.

هذا مثال لتأثير الضحك بالروح على حياة هذا الراعي. لكن لا تحاول أن تصطنع شيئاً من نفسك. فكل ما نفعله ينبغي أن يكون بالروح. وإن لم تكن هناك المسحة لفعل الشيء، فلا تحاول أن تصطنعها بنفسك. يوجد بالفعل ضحك بالروح ورقص بالروح، لكنها نتيجة للإمتلاء والفيض بالروح القدس.

لذلك فإنه من متطلبات العبادة الحقيقية في العهد الجديد الإمتلاء بالروح القدس متكلمين لأنفسنا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مقدمين أجسادنا كذبيحة حية ومجددين أذهاننا حتى تتوافق مع كلمة الله.

هذه هي عبادتنا الروحية وهذه هي خطة الله نحو العبادة الحقيقية.

ما هو غرض الله من هذه الخطة؟

إن غرضه هو مساعدتنا الروحية وبنائنا الروحي كبيت لله. وحيث أن هذه هي خطة الله فعلينا أن نحرص على تنفيذها ونسعى لتطبيقها.

يقول بولس رسالة فيلبى3: 13، 14، ‘.. لَكِنِّي أَفْعَلُ أَمْراً وَاحِداً: أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَتَقَدَّمُ إِلَى مَا هُوَ أَمَامُ. أَسْعَى إِلَى الْهَدَفِ، لِنَوَالِ تِلْكَ الْجَائِزَةِ الَّتِي يَدْعُونَا اللهُ إِلَيْهَا دَعْوَةً عُلْيَا  فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ’. توجد دعوة عليا لجسد المسيح. نحن نقف على وشك بداية نهضة قوية لروح الله. لقد أعلن الرب لنا خطته حيث نستطيع من خلالها أن ندخل إلى ملء بركاته. والآن يتوقف الأمر علينا؛ أن نسعى لخطة الله وننفذ غرضه حتى نخدم في النهضة القادمة. لكن هناك ثمن لابد أن ندفعه!

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$