القائمة إغلاق

المعجزات وكيف تنجح – الجزء 5 Miracles And How They Succeed – Part

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا 

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب 

                   

العظة مكتوبة

■ الاعتماد على التقاليد غير الكتابية يُبطل قوة كلمة الله.

■ علاقةٌ مباشرةٌ بين رصيد كلمة الله داخلك وكيفية إتمام المعجزة.

■ كيف تضع نفسك في وضعية استقبال المعجزة؟

■ النقاط التي تجعل القوة تعمل بسلاسة وهدوء.

■ ما تراه داخلك هو ما سيحدث في الخارج.

■ لست مديونًا لتسلك حسب الجسد.

■ الإغواء والخداع، وكيف تُحمَى منه؟

■ لديك الآن مادة المعجزة، تستطيع صناعتها.

 

 سأكمل معكم عن المعجزات وكيف تنجح، لكن قبل هذا، سأجيب على سؤال قد وصلني بخصوص الشاهد الذي تكلّمت فيه سابقًا في (مرقس ٦) حيث يقول ما الذي جعل الرب يسوع يتجاوزهم؟

 ربما تتوارد لأذهاننا أفكارٌ مثل أن الرب هو الذي وراء تأخير المعجزة، وأنه أحيانًا يتمهل وتحدث في بعض الأحيان تأملات كتابية في شواهد مثل هذه لإثبات أن الرب يريد هذا، لكن تفسّر كلمة الله نفسها بصورة صحيحة بمساعدة الروح القدس.

 دعني اقرأ معك النص في (مرقس ٦: ٤٥- ٤٨) “٤٥ وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوا إِلَى الْعَبْرِ، إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، حَتَّى يَكُونَ قَدْ صَرَفَ الْجَمْعَ. ٤٦ وَبَعْدَمَا وَدَّعَهُمْ مَضَى إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. ٤٧ وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَتِ السَّفِينَةُ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ، وَهُوَ عَلَى الْبَرِّ وَحْدَهُ. ٤٨ وَرَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي الْجَذْفِ، لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ. وَنَحْوَ الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ أَتَاهُمْ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَاوَزَهُمْ.”

 “وَرَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي الْجَذْفِ، لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ. وَنَحْوَ الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ أَتَاهُمْ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَاوَزَهُمْ.”، هل هذا إثبات أن الرب يريد أن يتجاوز الشخص ليُظهِر شيئًا معينًا؟ هل يتمهَّل علينا؟ كل هذه الأمور إنْ لم تفهم مخزاها، ستصطدم مع الرب دون أنْ تقصد.

 دعنا نقرأ الشاهد نفسه مِن إنجيل يوحنا؛ “١٦ وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ نَزَلَ تَلاَمِيذُهُ إِلَى الْبَحْرِ، ١٧ فَدَخَلُوا السَّفِينَةَ وَكَانُوا يَذْهَبُونَ إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ. وَكَانَ الظَّلاَمُ قَدْ أَقْبَلَ، وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ أَتَى إِلَيْهِمْ. ١٨ وَهَاجَ الْبَحْرُ مِنْ رِيحٍ عَظِيمَةٍ تَهُبُّ. ١٩ فَلَمَّا كَانُوا قَدْ جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَوْ ثَلاَثِينَ غَلْوَةً، نَظَرُوا يَسُوعَ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ مُقْتَرِبًا مِنَ السَّفِينَةِ، فَخَافُوا. ٢٠ فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا هُوَ، لاَ تَخَافُوا!». ٢١ فَرَضُوا أَنْ يَقْبَلُوهُ فِي السَّفِينَةِ. وَلِلْوَقْتِ صَارَتِ السَّفِينَةُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي كَانُوا ذَاهِبِينَ إِلَيْهَا.” (يوحنا٦: ١٦- ٢١).

 “فَلَمَّا كَانُوا قَدْ جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَوْ ثَلاَثِينَ غَلْوَةً، نَظَرُوا يَسُوعَ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ مُقْتَرِبًا مِنَ السَّفِينَةِ، فَخَافُوا”، معنى ذلك إنهم ساروا مسافة ستة كيلومترات في الماء، وسار الرب يسوع هذه المسافة على الماء.

 حدثت المعجزة؛ عندما دخل الرب السفينة، إذ حدث انتقالٌ معجزيٌّ للسفينة إلى الشاطئ، فوجدوا أنفسهم انتقلوا فجأة مِن مكانهم إلى المكان (ليس فيلبس فقط هو الذي رأى انتقالًا معجزيًا)، وكان متبقي مسافةً ستة كيلومترات.

 عندما ترجع للخريطة لتنظر على المسافة التي قطعوها، ستكتشف أنهم انتقلوا انتقالًا معجزيًا مسافة ستة كيلومترات أخرى، وقد سار الرب نصف المسافة، ووصل لهم في منتصفها. لكن لماذا أراد أن يتجاوزهم؟ أكمل معي القراءة، وسنرى.

 “فَرَضُوا أَنْ يَقْبَلُوهُ فِي السَّفِينَةِ. وَلِلْوَقْتِ صَارَتِ السَّفِينَةُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي كَانُوا ذَاهِبِينَ إِلَيْهَا.”

 “فَرَضُوا” معنى ذلك كانت توجد حالة من الرفض، لذا أراد أنْ يتجاوزهم، وهذا لا يعني أن الرب كان يتمهل عليهم.

 لذلك كلما تأتي لك أفكارٌ دون أن تبني مبادئ كتابية، مِن الطبيعي أن تجد نفسك تحاربت في المعجزة عندما تُوضَع في زحامِ أفكارٍ أو عيانٍ، ويبدو لك وكأن الرب لا يريد لكن الحقيقة هي إنه يريد.

 ▪︎ أبطلتم وصية الله بتقاليدكم:

 أعلم أنّ موضوع المعجزات شائكٌ لدى البعض ومُحيّرٌ لدى البعض الآخر لكن كلمة الله تزيل هذه الحيرة. هدف إبليس هو أنْ تقف في حالة مِن الارتباك أمام العيان. إنه هدفٌ شيطانيٌّ يجب أن تضعه في الاعتبار، وكُن حَذِرًا مِنه.

 تكلَّمْتُ في المرة السابقة عن إنه مِن الممكن تحفيز قوة الله أو إبطالها، فمثلًا الاعتماد على التقاليد والمفاهيم غير الكتابية يبطل هذه القوة؛ “مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُورًا كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ.” (مرقس٧: ١٣).

 أي تبطلون مفعول كلمة الله بتقليدكم، وليس التقليد فقط، بل وأمور معينة مثل هذه. نعم، كلمة الله قوية لكن يمكن إبطال مفعولها.

 اعتقدنا لسنواتٍ أنّ كلمة الله هي فقط عبارة عن أنْ يقول كلمة، ورنمناها كثيرًا: “قُل كلمة” في حين أنّ الرب قال كلمة في حادثة لعازر، ولم تحدث نتيجةٌ؛ لأنه يوجد إبطال مفعول للكلمة -لم يكشف الكتاب ما هو، فلم نعلم السبب- لكن نعلم جيدًا أن كلمة الله حية وفعَّالة، تصل وتأتي بنتائج.

 حيث رأيناها في مواقفٍ سار فيها الرب يسوع وتكلم الكلمة عن بُعد، وأصابت الهدف. لكن لماذا لم تُصِب الهدف عند لعازر؟ لا نعلم، لم يوضِّح الكتاب، لكن نعلم أنه توجد أسباب، ولن تخرج خارج عدد منها، سنتطرق له في دراستنا هذه تدريجيًا.

 افهم هذا الأمر -هام جدًا- يتحرك عالم الروح بالشَحْن، فكيف شحنت حياتك الروحية على مرّ الزمن السابق؟

 “تَكَلَّمْتُ إِلَيْكِ فِي رَاحَتِكِ. قُلْتِ: لاَ أَسْمَعُ. هذَا طَرِيقُكِ مُنْذُ صِبَاكِ، أَنَّكِ لاَ تَسْمَعِينَ لِصَوْتِي.” (إرميا٢٢: ٢١).

 “تَكَلَّمْتُ إِلَيْكِ فِي رَاحَتِكِ”، يتكلم الروح القدس في وقت عدم وجود مشاكل وليس في الأزمات فقط، بل في زمن ليس فيه مشاكل يتكلم ولا يسكتْ.

 “قُلْتِ: لاَ أَسْمَعُ”، يتكلم هنا عن شعب الله وكيف رفضوا الرب، وهذا يعني أن الروح القدس يستبق الأحداث ويجعلك قادرًا على فَهم أمور قبل حدوثها.

 “اَلْحُكَمَاءُ يَذْخَرُونَ مَعْرِفَةً، أَمَّا فَمُ الْغَبِيِّ فَهَلاَكٌ قَرِيبٌ.” (أمثال١٠: ١٤).

 الشخص الحكيم يخزِّن ويذخِّر معرفة قبل حدوث المشكلة؛ لا ينتظر حدوثها ليلجأ للكلمة. إن لم تفعل وتخزّن الكلمة، فأنت لم تشحن بعد، وهذا الشَّحْن قد يأخذ أسابيعًا، أو شهورًا، أو سنينًا.

 

▪︎ يذكر الرب تقدماتك ويستحسن محرقاتك:

 دعني أقرأ معك شاهدًا كتابيًا تكلمت فيه من سنواتٍ في موضوع الازدهار (مزمور٢٠: ١- ٣) لإمام المغنين داود (لُقِّبَ هكذا لأنه قام بتأسيس فرق تسبيح كخدمة).

 “١ لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ الضِّيقِ. لِيَرْفَعْكَ اسْمُ إِلهِ يَعْقُوبَ. ٢ لِيُرْسِلْ لَكَ عَوْنًا مِنْ قُدْسِهِ، وَمِنْ صِهْيَوْنَ لِيَعْضُدْكَ. ٣ لِيَذْكُرْ كُلَّ تَقْدِمَاتِكَ، وَيَسْتَسْمِنْ مُحْرَقَاتِكَ. سِلاَهْ. “

 “لِيَذْكُرْ كُلَّ تَقْدِمَاتِكَ، وَيَسْتَسْمِنْ مُحْرَقَاتِكَ. سِلاَهْ”، هذا الشخص في يوم ضيق؛ يوم مشكلة، وفي ذلك الوقت تذكَّر الروح القدس رصيده الذي شحن به حياته ليستخدمه؛ سواء كان هذا الرصيد تقدمات وعطايا، أو رصيد كلمات منطوقة للكلمة شحنت به مستقبلك، أو رصيد أنك أخذت وذخَّرت الكلمة في روحك، وهذا هو الأساس قبل الكلمات المنطوقة.

 هل تتحرك برصيدٍ؟ هل لديك رصيد كافٍ في حياتك الروحية؟ هل تتعامل مع هذا الأمر بأهمية شديدة قبل حدوث المشكلة؟ تكلَّم الكتاب المقدس عن مبادئ هامة جدًا والتي إن لم تذخرها داخلك، ستكون هناك مشكلة بعد ذلك.

 يتذكَّر الرب التقدمات في يومِ المشكلة، وهذا الأمر يفسِّر قصة حدثت سابقًا وردت في (ملوك الثاني٣: ٢٦- ٢٧)؛ تحرَّك ثلاثة ملوكٍ أي ثلاثة جيوشٍ في حربٍ، وانتصروا انتصارات متوالية. وقبل أن يتحركوا للحربِ، أخذوا فِكر الله عن الأمر، وكان النبي رافضًا الكلام معهم لأن ملك إسرائيل في ذلك الوقت لم يسلك بالصورة الصحيحة، وفي هذا الوقت قال لهم: “وَالآنَ فَأْتُونِي بِعَوَّادٍ». وَلَمَّا ضَرَبَ الْعَوَّادُ بِالْعُودِ كَانَتْ عَلَيْهِ يَدُ الرَّبِّ” (الملوك الثاني ٣: ١٥). أخبرهم الرب بأنهم سينتصروا، إذ كان فِكره لهم هو الانتصار.

 قد انتصروا انتصارات كثيرة في حروب أصعب، لكن ما حدث عند آخر مدينة -وهي أسهلهم- هي الهزيمة! فبالرغم من كل الانتصارات التي أنجزوها، ومرورهم وانتصارهم على الحروب الأصعب، إلا أنهم هُزِموا عند هذه المدينة السهلة؛ والسبب هو عدم وجود رصيد. أعلم أنه توجد العديد من التفسيرات في هذا الشاهد، لكن راجع (مزمور٢٠) وقم بتربيط الأمور معًا.

 “٢٦ فَلَمَّا رَأَى مَلِكُ مُوآبَ أَنَّ الْحَرْبَ قَدِ اشْتَدَّتْ عَلَيْهِ أَخَذَ مَعَهُ سَبْعَ مِئَةِ رَجُل مُسْتَلِّي السُّيُوفِ لِكَيْ يَشُقُّوا إِلَى مَلِكِ أَدُومَ، فَلَمْ يَقْدِرُوا. ٢٧ فَأَخَذَ ابْنَهُ الْبِكْرَ الَّذِي كَانَ مَلَكَ عِوَضًا عَنْهُ، وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عَلَى السُّورِ. فَكَانَ غَيْظٌ عَظِيمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. فَانْصَرَفُوا عَنْهُ وَرَجَعُوا إِلَى أَرْضِهِمْ.” (الملوك الثاني ٣: ٢٦، ٢٧).

 “فَأَخَذَ ابْنَهُ الْبِكْرَ الَّذِي كَانَ مَلَكَ عِوَضًا عَنْهُ، وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عَلَى السُّورِ. فَكَانَ غَيْظٌ عَظِيمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. فَانْصَرَفُوا عَنْهُ وَرَجَعُوا إِلَى أَرْضِهِمْ”.

 حدث غضب على شعب الله، لكن ما علاقة هذا بذاك؟ فليس هم الذين قدموا الذبيحة البشرية، الذي قدمها هو العدو الذي تم التنبؤ عنه أنهم سينتصروا عليه (فكان من المفترض أن يحدث الغيظ على العدو). ولو كانوا قدموا الذبيحة البشرية، كنا سنقول إن الغيظ حدث عليهم نتيجة تقديمهم ذبيحة بشرية، فلماذا حدث الغيظ على إسرائيل في حين مُقدِّم الذبيحة هو العدو؟! ما التفسير؟

 التفسير هو أن الرب يتذكر رصيد شعبه في يوم الضيق، وفُوجئ الرب أن هذا الشخص الوثني (العدو) قدَّم الغالي (ابنه البكر)، هذا ليس معناه أن الرب يريد ذبيحة بشرية لكنه رأى ذلك الشخص قدم الغالي ذبيحة، ولم يقدم شعب الله.

 في هذه اللحظة تذكر الرب تقدمات شعبه قائلًا: هذا الشعب لا ينظر بنظرة غلوّ، لا يضع الغالي على قلبه لي. وتراجع شعب الله ولم يكملوا الحرب ولم ينتصروا الانتصار الأخير الذي كان مرسومًا لهم، وبالتالي تحول اليوم الذي كان من المفترض أن ينتصروا فيه إلى هزيمة!

 بنفس الفكرة في المعجزات؛ عندما تكون في حالة شَحْن جيد، وفي حالة من الاستعداد ليوم الضيق، راسمًا حياتك بلسانك، مُذخِّرًا معرفة سابقًا، وصار الغالي لديك هو كلمة الله، ومبادئه هي التي رسمت حياتك وتفكيرك، وقمت باستغلال وقت الراحة بصورة صحيحة عكس مَن يلجأون للكلمة فقط عندما تحدث المشاكل؛ قد تعاملت بحكمة (الحكيم هو الذي يخزِّن المعرفة، ويعرف كلمة الله بخصوص مواضيع ربما لا يحتاجها الآن لكنه يذخرها ويخزنها سابقًا في روحه).

 سبق وقلت هذا؛ إني درست عن الارتباط في عام ٢٠٠١م أي قبل ارتباطي بتسعة سنوات، كان هذا فقط لكي أرسم حياتي وتفكيري بالرغم من أنني كنت أعلم أنه ليس الوقت، لكن أردت أن أذخِّر معرفة وأضع التفكير السليم في ذهني؛ لأن كلمة الله هي التي ترسم لك كيف تختار شخصًا صحيحًا، وكيف تتعامل بعد ذلك.

 لأن “بِالْحِكْمَةِ يُبْنَى الْبَيْتُ وَبِالْفَهْمِ يُثَبَّتُ.” (الأمثال ٢٤: ٣) فليس النجاح هو أن ترتبط وحسب، بل أن تكمل ناجحًا…. بالمِثْل ربما الآن تكون ليست لديك أي احتياجات مادية، لكن يجب أن تدرس في كلمة الله عن الاحتياجات المادية وفِكر الله عن المال.

 أيضًا قد لا يكون لديك احتياج صحي، لكن يجب أن تدرس كلمة الله عن هذا الأمر؛ لأنك حكيمًا تذخِّر معرفة، وحتى إن لم تكن تحركت في الخدمة بعد، يجب أن تدرس عن الخدمة وتفهمها كأولوية ثانية بعد أن تنمو روحيًا، لتكون جاهزًا عندما تقابل المواقف.

 تخيل معي شخصًا شحن حياته شَحْنًا سليمًا -بهذه الصورة- حتمًا سيستطيع مواجهة مواقف الحياة، ويقدر أن يقف في اليوم الشرير.

▪︎ علاقة مباشرة بين كلمة الله ورصيدها داخلك وبين كيف تتم المعجزة:

 “١٠ أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. ١١ الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ (وخُطط) إِبْلِيسَ. ١٢ فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. ١٣ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا.” (أفسس٦: ١٠- ١٣).

 “مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا”، هل كلمة الله حقيقة أم خيال في نظرك عندما تقف أمامها؟ ما رصيدك؟ ما الذي تعمل عليه طوال الوقت؟ هل يوجد في حياتك تسويف (سوف…سوف….سوف….) أم جدّية روحية؟

 إنْ قلت إنك طبقت هذا ولم ترَ نتائج، فهذا سببه عدم شَحْن جيد، وقد يكون أمر يحتاج لإيمان عنيد ووقت، فهذا طبيعي جدًا لكن على الأقل تكون فاهمًا أن زمام الأمر في يدك وليس تحت سيطرة المواقف أو الظروف أو الأحداث أو التحاليل، أو أو أو… أنت مَن ترسم الأمر وليس هو الذي يرسم نفسه.

 فتجد نفسك وصلت لمرحلة أنك تسود على الموقف وليس هو الذي يسود عليك، فتكون عارفًا أنها مسألة وقت ويظهر هذا الأمر في العيان. لديك يقينية غريبة داخلك؛ لأن لديك رصيد من الكلمة، وقد ظبطتْ مبادئها أفكارك وهي التي تحدد مسار الموضوع.

 توجد علاقة مباشرة بين كلمة الله، رصيدها داخلك، ما شحنت به أجواءك من كلمات منطوقة والصلاة بألسنة وبين كيف تتم المعجزة؛ لأن هذا رصيد، لكن يا ترى هل هذا الرصيد غالٍ أم لا؟

 عندما وجد الرب شخصًا قدَّم الغالي، وضع مقارنة في الحال متعجبًا؛ أين رصيدكم يا شعبي؟! قد بحث في الملف لكنه لم يجد رصيدًا! عندما تقدِّم الغالي للرب، فهذا الشيء في نظرك غالٍ، لكن مفترض أن لا يكون له قيمة من الأساس، ونستعمل اللفظ “غالي” للوصف بصيغة تُفهَم.

▪︎ لنكمل في نقاط أخرى عن كيف تضع نفسك في وضعية استقبال المعجزة:

 (١) كان نفس عمود النار ظلامًا على شعب مصر لكنه كان نورًا على شعب الله؛ يتحدد الأمر طبقًا لوضعيتك، وفي أي مكان تقف.

 تكلَّمتُ سابقًا عن الأمور التي تُبطِل مفعول الكلمة، وعن الحالة القلبية. قال الرب إنه كان يوجد برص كثيرون لكن لماذا هذا الشخص هو الوحيد الذي شُفِي؟ ولماذا هذه المرأة بعينها هي التي أخذت إمدادًا إلهيًا وقت المجاعة؟

 تكلمت أيضًا عن ما هي وضعيتك وإلى أي فريق تنتمي، وعن الأرض الجيدة؛ التي تسقط داخلها بذار الكلمة، فتأتي عليك المعجزة إذ تجد أرضًا جيدة تأويها، وأريد أن أضيف نقطة هامة جدًا (راجع هذه العظات ستفرق معك كثيرًا جدًا) يسرد (متى١٣)، و (مرقس٤) نفس الأمثال لكن دعني أقرأ معك تعقيب الرب على الأرض الجيدة في الإنجيل بحسب مرقس.

 “٢٠ وَهؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ زُرِعُوا عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ: الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ وَيَقْبَلُونَهَا، وَيُثْمِرُونَ: وَاحِدٌ ثَلاَثِينَ وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ مِئَةً». ٢١ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «هَلْ يُؤْتَى بِسِرَاجٍ لِيُوضَعَ تَحْتَ الْمِكْيَالِ أَوْ تَحْتَ السَّرِيرِ؟ أَلَيْسَ لِيُوضَعَ عَلَى الْمَنَارَةِ؟ ٢٢ لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ، وَلاَ صَارَ مَكْتُومًا إِلاَّ لِيُعْلَنَ. ٢٣ إِنْ كَانَ لأَحَدٍ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ (فليَفهم)» ٢٤ وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ! بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ. ٢٥ لأَنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ».” (مرقس ٤: ٢٠- ٢٥)

 تضع بعض الترجمات فاصلًا بين الأعداد، لكن لا يوجد بينهم فاصل؛ فالرب يكمل كلامه.

 “وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ! بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ”

 انتبهوا إلى ما تسمعون، كونوا معتنين به، حيث إنه بنفس المقدار الذي ستعطيه من دراسة وانتباه وفَهم، سيعود عليك بالاستفادة.

 يوضح الكتاب النسبة والتناسب أو العلاقة المباشرة بينهما هكذا؛ بنفس القدر الذي تعطيه من انتباه لدراسة الكلمة وفَهمها، ستحصد. بنفس مقدار الزرع والمعرفة، سيعود عليك بثمر، بل وأكثر “…وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ (المنتبهون)”.

 الزرع الذي يقصده هنا هو انتباهك للكلمة التي تُعطَى إليك (مُمَثَّلة في أن تنتبه للكلمة التي تُشرَح في العظة، ومُمَثَّلة في أن تنتبه لكلمات التسبيح، أن تنتبه للشخص الذي يساعدك ويقودك روحيًا، وأن تنتبه للصوت الداخلي الذي يقول لك: تحرَّك).

 “لأَنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ”، تأتي هذه الآية أساسًا تابعة للمَثَل، ومن لم يسمع تعليمًا في هذه النقطة، سيتضايق منها، إنها الآية المُستفِزة لدى البعض، وهي من إحدى الآيات التي كانت تسبب لي مشكلة في أمر العدل الإلهي.

 لكن دعني أقرأها لك من ترجمات أخرى: لأن الشخص الذي لديه الانتباه والدراسة والاهتمام سيُعطَى ويزداد، أما الذي ليس عنده دراسة واهتمام، فالذي عنده من معرفة سيُؤخَذ منه. رأينا ذلك في المثل؛ فالأرض التي كانت كالممر أو كالمَمْشَى أو الطرقات بين الحقول قد أُلقي عليها بذارًا، وعندما أتت الطيور، أخذتها لأنها وجدت أن هذه الأرض لم تأخذ بذار الكلمة داخلها.

“وَهؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ: حَيْثُ تُزْرَعُ الْكَلِمَةُ، وَحِينَمَا يَسْمَعُونَ يَأْتِي الشَّيْطَانُ لِلْوَقْتِ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ الْمَزْرُوعَةَ فِي قُلُوبِهِمْ”. (مرقس ٤: ١٥).

 تُعرَض الكلمة على الشخص وعليه أن يأخذها، يأويها، يفهمها، يعطيها انتباهًا. ما أسهل قَول جمل مثل: أنا لا أفهم شيئًا، كلمة الله صعبة، كلمة الله كبيرة. إنها جمل كسل ولا تدل على أنك بالفعل غير فاهم؛ لأن كلمة الله توضح أنه عندما تضع قلبك ستفهم.

 بعض الأحيان عندما يكون الشخص في ضغطة الامتحان، يضع ذهنه في الشيء ليفهم، فيجد أنه فهم بالفعل بالرغم من مرور شهور دون فَهم لنفس الشيء. قد حدث ذلك لأنه صار مُلزَمًا بسبب الامتحان؛ حياة مطارَدة.

 راقب دائمًا التنبيهات، ولاحظ هل هي إيجابية أم سلبية. قد وصل الحال في حياة بعض الأشخاص أنهم يجب أن يُقال لهم الخطير لكي يستفيقوا. يوجد تنبيه طبيعي فعله الرب قبل السقوط عندما قال لآدم: “وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ.” (التكوين ٢: ١٧).

 هذا ليس تهديدًا؛ إذ كان الرب يشرح له عواقب الأمر، لكن توجد حالة أخرى يُهَدَّد فيها الشخص، فتقول مثلًا: “افعل كذا كذا منعًا للإحراج”، “ممنوع إلقاء القمامة منعًا للإحراج” تنبيهات سلبية على صيغة “إن لم تفعل هذا الأمر، سأحرجك”. وصلت الناس لمرحلة عدم انتباه، فوضعوا أنفسهم في مرحلة إحراج، وقد وصلت الحالة القلبية لدى بعض الأشخاص أنهم مازالوا يفعلون الشيء رغم التنبيه.

لاَ تَكُونُوا كَفَرَسٍ أَوْ بَغْل بِلاَ فَهْمٍ. بِلِجَامٍ وَزِمَامٍ زِينَتِهِ يُكَمُّ لِئَلاَّ يَدْنُوَ إِلَيْكَ.” (المزامير ٣٢: ٩)

 لا تكن كالفرس والبغل الذي نضطر أن نؤلمه ليتحرك. أنت لست بحاجة لأن يؤلمك كرباج الحياة ومواقفها لكي تستفيق، لا تنتظر ظروف الحياة تؤلمك حتى تلجأ للرب والكلمة، فالأرض الجيدة هي أرض تأوي الكلمة وتنتبه إليها، وعندما تنتبه بهذه الصورة، يعطيك الروح القدس زيادة؛ يعطيك فَهمًا أكثر لأنك انتبهت، فتثمر ثلاثين، وستين، ومئة ضعفًا.

 (٢) نقطة ثانية تجعل الشخص في وضعية أن تعمل القوة في حياته بسلاسة وهدوء، وهي أن الكلمة لها قدرة على تصحيحك وليس ذلك فقط بل وتفهيمك الأمور.

 تأخذ بعض الناس الكلمة تحت مُسمَّى الوعود فقط، فتجدهم يقولون: “أنا أعرف حقوقي في المسيح” لكن عند مرحلة تقول له الكلمة فيها: لا تنتبه للأمور الأرضية، فلا يقبل هذا الشخص التصحيح، وعندما لا يُصَحَّح من الكلمة، يشتغل الروح القدس عليه في جانب إعطاؤه المعلومات ولا يشتغل عليه في الجانب الآخر؛ لأن الشخص منعه من هذا؛ قد وضع له خطًا أحمر؛ ممنوع الاقتراب!

 “٤٠ كَمْ عَصَوْهُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَأَحْزَنُوهُ فِي الْقَفْرِ! ٤١ رَجَعُوا وَجَرَّبُوا اللهَ وَعَنَّوْا (وضعوا حدودًا) قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ.” (مزمور ٧٨: ٤٠- ٤١)

-يوجد مَن يضع حدودًا للرب عبر العصيان. لاحظ أنهم قد لجَّموا قوة الرب.

 سمعنا كثيرًا أن لا أحد يقف أمام كلمة الله عندما تخرج. هذا الأمر صحيح وغير صحيح؛ فهو صحيح لأن كلمة الرب قوية، وهي التي خلقت الأرض وحوّلت الظلام والحالة الفوضوية التي كانت فيها الأرض نتيجة القضاء في الزمن السابق مباشرة، الأمر الذي جعل الأرض خَرِبة وخالية.

 في اللحظة التي دخل فيها الروح القدس، أعاد خلق الأرض مرة أخرى. هذه القوة تفوق ما تتوقعه في حياتك. ليومنا هذا تدرس الناس في النباتات وجسم الإنسان، يدرسون في كل هذه الأمور ولم ولن ينتهوا من هذه الدراسات بعد في خليقة الرب.

 هذه القوة الجبارة هي التي خلقت الكون؛ الشمس التي مازالوا يدرسون فيها، الكواكب وكل هذا، لكن بالرغم من ذلك يمكن للبشر أن يضعوا حدودًا لها، وهذا يفسِّر لماذا يلجأ الكثيرون للرب دون أن يدروا أنهم واضعين حدودًا له، قد تكلم الكتاب عن هذا قائلًا: “عَنَّوْا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ” أي وضعوا حدودًا للروح القدس، والعكس؛ يوجد مَن يطلقون العنان للروح القدس مُصلِّين: “ماذا تريد مني يا روح الله؟”

 أشجعك أن تصلي هذه الصلوة أيضًا: “أنا مُستعِد أن أتخلى عن الأمور التي أنا مُتمسِك بها أمام كلمتك” تخلى عن الأمور التي كشفها الرب لك، ابدأ اعطِ وقتًا له، اشحن أجواءك؛ لأنه يوجد يوم يسمَّى بــ “اليوم الشرير” وهو عبارة عن مُخطَط شيطاني فعله إبليس، وإن لم يكن الشخص جاهزًا له، سيُصدَم. ربما تكون تارك العصبية في حياتك، فتؤثر عليك بعد ذلك؛ أولًا مرضيًا على جسمك، وثانيًا، لن تعرف تتحكم في جسدك فيما بعد.

▪︎ ما تراه داخلك هو ما سيحدث في الخارج:

 يجب أن تأخذ كلمة الله مجراها في حياتك وفي كل الزوايا وليس فقط أجزاء منها.

 “وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا.” (أفسس٣: ٢٠)

-“بِحَسَبِ”، أي مساوٍ لــ

 الأمر مرتبط بنفس مقدار القوة التي سمحت به أن يشتغل فيك؛ على قدر ما تسمح للروح القدس أن يشتغل فيك، سيظهر هذا للخارج. هذا لا يعني أن تكون شخصًا مسترخيًا كما يقول البعض: “اترك نفسك للرب” هذه الجملة لن تصل بك لشيء، والصحيح هو أن تسمح بتعديل الروح القدس في حياتك.

 توجد حيرة في ألفاظ تستخدمها الناس دون فَهم أن المشكلة تكمن في عدم استخدام المسميات الكتابية واستخدام مسميات غير كتابية. إنني أتعامل مع خميرة عدم وجود معجزات، فيجب أن نتطرق لأمورٍ نشأنا نتكلمها ونسمعها، ومن أكثر الجمل التي تعودنا سماعها سابقًا هي “لا تعتمد على قوتك الشخصية” وعندما يسمعها البعض يجيب: أنا معتمد على الرب، فماذا أفعل أيضًا؟

 في الحقيقة يجب الاعتماد على قوة الله التي ذُخِّرت في روحك، عندما تقول: “لا تعتمد على قوتك الذاتية”، ستكون صحيحة إن كنت تقصد “لا تعتمد على قوتك البشرية” وتكون خطأ إن كنت تقصد أن تجعل الإنسان يكون سلبيًا ومتخاذلًا لا يفعل دوره والرب منتظر القوة المُذخَّرة في روحه والتي هي في الأساس مصنع المعجزة (مطبخ المعجزة يوجد في روحك).

 إذًا إن أهملت قائلًا إنك لن تعتمد على قوتك، وتنتظر المعجزة تحدث، تذكر قول الكتاب: “….بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا” إذًا يجب أن تشتغل هذه القوة فيك أولًا قبل أن تحدث خارجك، وترى ما يفوق التخيل والعقل وكل ما تفكر فيه وتحلم به.

 نعم كم أن هذه الآية رائعة جدًا، لكن كيف تسلك بها؟ بنفس مقدار القوة الذي تسمح له أن يشتغل فيك، يبدأ الروح القدس يتعامل معك؛ مثلًا يتناقش معك بأسئلة قائلًا لك: لماذا تتضايق عندما يفعل معك فلان كذا؟ لماذا تعطي انتباهًا لهذا الشيء؟ أو قد يقول: أعطِ انتباهًا لكذا.

 يخبرك أن قيمتك ليست من مدح أشخاص لك، وليست في عندما تفعل شيئًا، ولا عندما تظهر أمام الناس بمنظر معين. هذه التعديلات تساوي معجزة ضخمة في حياتك؛ تعديلات الروح القدس في شخصيتك وفي ما يضايقك وما يفرحك، كما تكلمت في عظات “القيمة والمقدار“.

 ما تعطيه قيمة، سيأخذ من طاقتك، فتخرج هذه الطاقة في شيءٍ غير الذي من المفترض أن تخرج فيه، وعندما تأتي المعجزة تكون مُستنزَفًا. لكن تجعلك كلمة الله توجّه قلبك؛ فتقول لك: اترك هذا وتحرك معي وسأرد كرامتك في هذا الأمر، أو تقول لك أنك أخطأت، فتعترف بخطأك في هذا. ما أبسط الأمر!

 إن كان الروح القدس لا يشتغل في قلبك، لا تتوقع حدوث معجزة. لكن إن جعلته يشتغل في حياتك، فبقدر القوة التي تشتغل أولًا فيك، ستظهر خارجك ثانيًا؛ التسلسل هو من الداخل للخارج. هذا هو ما فرق بين الاثني عشر جاسوسًا الذين رأوا نفس المشهد والأحداث، لكن تعامل اثنان منهم كالأسد، والعشرة الباقين كالجراد، وعندما رجعوا، أعطوا تقريرًا عما رأوه فقالوا: “وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ الْجَبَابِرَةَ، بَنِي عَنَاقٍ مِنَ الْجَبَابِرَةِ. فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالْجَرَادِ، وَهكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ”. (العدد ١٣: ٣٣).

 معنى ذلك أن ما تراه داخلك هو ما يحدث خارجك. اعتقد الكثيرون أن السبب هو رؤية الناس لهم بشكل معين، لكن حقيقةً يكشف الكتاب عكس هذا؛ راجع الآية مرة أخرى “…فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالْجَرَادِ، وَهكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ” معنى ذلك تم التعامل مع عشرة منهم بضآلة وباستحقار، وتم التعامل مع الاثنان خلاف ذلك. قد حصل كل منهم على ما قاله؛ لأن كل منهم رأى العيان بمنطلق مختلف، عرفنا هذا من طريقة سرد كالب ويشوع للقصة

 “إِنَّمَا لاَ تَتَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ، وَلاَ تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ الأَرْضِ لأَنَّهُمْ خُبْزُنَا. قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ، وَالرَّبُّ مَعَنَا. لاَ تَخَافُوهُمْ”. (العدد ١٤: ٩).

 رأى كالب ويشوع الأمور من عالم الروح، لكن رآها العشرة الآخرون من عالم العيان، وحصل كل منهم على النتيجة التي رآها؛ فدخل كالب ويشوع أرض الموعد ولم يدخل الباقون.

وبنفس الفكرة: ربما يكون هناك مجموعة في شغل، أو مجموعة من البيزنس في سوق، وتجد كم منهم استطاع أن يعلو فوق المشاكل، لكن كثير منهم أعطى لنفسه أعذارًا عندما حضر نفس المشهد، وكانت الحقيقة أنه لم يذخِّر الكلمة داخله، ولم يجعل لها سيادة على تفكيره!

 خلاصة يجب أن تفهمها: توضِّح كلمة الله أن المعجزة شيء سهل جدًا نتيجة تركيبة التفكير السليمة؛ أي تجديد الذهن إذ يجعلك ترى الموضوع بسلاسةٍ وسيادةٍ.

 (٣) السيطرة على حواسك الخمس، والسلوك بالروح

إن كنت لا تسلك بالروح، سيكون الأمر صعبًا. سلوكك بالروح يصنع المعجزة، وهو الذي يجعلك في حالة من السيادة والتسلُّط.

 “مَنْ فَتَّقَ عَبْدَهُ مِنْ حَدَاثَتِهِ، فَفِي آخِرَتِهِ يَصِيرُ مَنُونًا”. (أمثال٢٩: ٢١).

– من يدلّع عبده في حداثته فعندما يكبر سيطالبه بميراث الأبناء.

 مَن يترك جسده ورغباته، ومَن يقول له “نعم” ويدلعه، ومَن يترك أي مشاعر تفرض نفسها عليه، ويتعامل مع البشرية بصورة عادية، سيأتي الوقت ويسيطر هذا الجسد عليه.

 بنفس الفكرة؛ يترك أشخاص أنفسهم لأمورٍ ثم يقولون: “لا أجد شهية للصلاة، معذرةً لا يوجد وقت”. لكن في الحقيقة المسمَّى السليم كتابيًا لهذه الجُمَل هو أنك تترك الجسد يسيطر عليك. عندما تقول “لا” وتجد شيئًا من الجاذبية، ومحاولات الشد والجذب تجعلك لا تريد أن تُقدِم على الكلمة، هذا طبيعي جدًا. شرحتها كثيرًا وأشرحها ثانيةً.

 عبرت بعض الناس هذه المرحلة، وهي مرحلة يعبر فيها الكل في وقت ما من حياتهم، وأكرر؛ هذا ليس ضَعف روحي. تمامًا كالطائر الذي لم يواجه الجاذبية، فعند خروجه من العش للطيران، سيواجهها ولا يعلم أنها كانت موجودة سابقًا؛ لأنه كان يُطعَم دون أن يدرك وجودها، فيبدأ يعاني معاناة ظاهرية كأنها عدم استقرار وأنه يُسحَب للأرض مرة أخرى.

 مرات من الصعود والهبوط، وهذا طبيعي إلى أن يتمرس ويحلق، وينسى الأمر من ذهنه، ويتمكن من الطيران والهبوط والإقلاع، وينطلق، ثم يفهم كيف يتفرغ لأشياء أخرى مثل الصيد وإيجاد الطعام أيًا كان نوعه و…..

 الجاذبية ليست هي العتيق (الكائن الروحي القديم قبل قبولك ليسوع). الجسد هو الرغبات التي إن لم تسوقها ستسوقك، وهناك مرحلة يجب أن يكون شغلك الشاغل فيها هو التعامل مع الجاذبية، ثم تتفرع لشيء آخر.

 وما هي المرحلة التي كنت فيها في العش؟

 هي مرحلة أنك قبلت يسوع، وكنت ترى نفسك أنك على ما يرام، وهذا طبيعي؛ فالروح القدس يحملك تحت اعتناؤه، لكن من الخطأ أن يتركك في هذه المرحلة دون أن يدربك وإلا هو يصنع منك معاقًا! لكن عندما تبدأ بالخروج، يدربك الروح القدس تدريجيًا قائلًا: “الفرح الذي كنت أبادر به معك، الآن أعلمك كيف تعمله بنفسك”، فتشعر أنك صرت جافًا، فتعتقد أنك ضعفت روحيًا.

 ما لم يكن لديك تعليم، تُضرَب في هذا الوقت وتتساءل: “أين شهيتي؟! كنت أجلس أمام الكلمة لساعات والصلاة، كنت أعبد، كنت شغوفًا، كنت أخدم، كنت…. وكنت وكنت وفجأة وجدت أنني هبطت”. هذه كانت مرحلة نضوج، وإذ لم تكن مستعدًا بالتعليم لها، هبطت من الجاذبية، وقمت بإلامة نفسك معتقدًا أنك صرت ضعيفًا، وتزامن مع هذا أنك استسلمت، فوقعت في الخطية، ورجعت تفعل أمورًا كنت توقفت بالفعل عنها، هذا بسبب الاستسلام وليس لأنك ضعفت فعلًا.

 لكن ماذا تفعل في مرحلة مثل هذه؟

 لا تترك نفسك. ترك الكثيرون أنفسهم وصاروا في سنين عديدة بهذه الحالة، تحت مسمَّى: “لا أعلم ماذا حدث لي، ما الذي يجري؟” يسأل هنا، ويسأل هناك ويسأل ويسأل، لكنه لا يجد إجابة، لماذا؟ لأن الأمر يحتاج لتعليم عن النضوج الروحي. تحتاج لفَهم هذا؛ توجد مرحلة يبادر فيها الروح القدس بالفرح.

 يتكلم الكتاب عن “فرح الروح”، و “فرح في الرب” التي تأتي هكذا في الأصل “افرحوا لأنكم في الرب” فيوجد فرقًا بين فرح يبادر به الروح القدس وفرح تبادر به أنت نتيجة معطيات ذهنية من الكلمة وليس مجرد فرح وحسب؛ لأنك صرت ناضجًا.

 عندما تجد نفسك في هذه المرحلة، فأنت في مفترق طرق، فإما أن تستمر مكملًا وتنضج، أو تدخل في مرحلة شك وتقع في نفسك يتزامن معها محاولات من إبليس لاستغلالك؛ لأنك خرجت خارج العش، فتكتشف أنك وقعت في خناقة لا تعرف ما هي، ما لم يكن لديك تعليم،

 لكن إن أدركت هذا وتعلمت وقيل لك: راجع هذا التعليم، فكّر في هذا الكلام، قاوم جسدك، قل له لا، تعلم استخدام لسانك، وتعلم إطلاق الكلمة بلسانك إذ توجد قوة فيه، أنت لم تسقط، أنت رائع!

 إن كان الشخص مُتمرِسًا لسماع صوت إبليس، سيسمعه يقول له: أنت ضعت، وهذا الراعي فقط يشجعك، أنت في حالة من الهزيمة……إلخ. لكن إن بدأ الشخص يستمع للكلمة ولمُدرِّبه الروحي في هذه المرحلة، سيخرج ويتقن الطيران؛ أي السلوك بالروح في معنى كلامي. المعجزة لها علاقة بهذا.

 لا تترك جسدك في المرحلة التي يجب أن تتعلم فيها كيف تقوده وتقود حواسك الخمس، تعلم أن تصوم على الأقل مرة أو مرتين أسبوعيًا، تعلم أن تمارس تمرينًا روحيًا، اعمل ما تستطيعه إلى أن تتمرس في هذا؛ أن تقول لجسدك: لن آكل الآن، ليس لأن الأكل جريمة، بل لأنك تمرن الجسد، فلن يحاسبوك هل أكلت أو لا، وبسبب هذا يستبيح الشخص سواء في الأكل كثيرًا أو الامتناع عن الأكل من الأساس، فيبدأ يتعامل طبقًا لما يميليه عليه جسده.

 من هنا جاءت المشاكل التي تبكي فيها الناس لفترات من الوقت، ثم تشرح الموضوع وما حدث فيه؛ حصل كذا وكذا، ولا أعرف لماذا، أصلي كل يوم، أصرخ راكعًا على ركبتي.. و…

 لكن ليس الأمر في الركب ولا في الصراخ، بل في أنه يوجد شيء آخر يسيطر عليك وبالتالي يوجد دخول من إبليس على حياتك عبر هذه الأمور التي لم تحسب أنها عدو.

 الصوم، هو أكثر تمرين سَلِس وسهل تستطيع أن تمارس فيه ضبط النفس.

 يوجد مَن يشرب السوائل في وقت الصوم، لكن ليس هذا صومًا؛ فيجب أن يشعر جسدك بالانقطاع عن الأكل، ويشعر بالجوع، عليك أن تصل لهذه المرحلة. هذا ليس تذللًا للرب، بل لكي تتحكم في جسدك، وتقضي هذا الوقت مع الكلمة والصلاة. هذا له علاقة بالمعجزة أيضًا؛ فعندما تقول اليوم لجسدك “لا”، تستطيع أن تقول للمرض “لا” بسهولة بعد ذلك، وسيسمع لك. توجد علاقة بينهما.

 لكن لماذا عندما تقول بعض الأشخاص “لا” لا يحدث شيء ظاهريًا؟ لأن هذا الشخص مُسيطَر عليه داخليًا من الذي من المفترض أن يكون عبدًا له، فيقع مع نفسه، لا يفهم ما به، ويُكثِر التساؤلات طوال الوقت – بالرغم من إجابة الكلمة – ويزداد السلوك بالمشاعر والحواس الخمس في هذا الوقت؛ لأنه بدأ يستلم الملف الذي كان بيد الروح القدس، فيتركه له تدريجيًا. لو تمرس الشخص أن يقول لجسده لا، وكان هذا الشخص تحت اعتناء روحي سليم، سيعرف ويميز هذه المرحلة. هذا يشبه تعامل بعض الناس مع مرحلة المراهقة، إذ يتعاملون معها وكأنها شيء مرعب، لكن لا، يعلمك الروح القدس تدرُّج تعليمي سليم، وأن تُعطَى هذا التعليم السليم في الوقت الصحيح ومبكرًا.

 لو أنك تقود طفلك كل يوم في فترة الإجازة، وفترة الدراسة، وتقول له: هيّا للصلاة وتشجعه، فإن قال لك إنه يريد اللعب، أو يريد كذا وكذا…فيجب أن تقول له: إن وقت الصلاة هام جدًا، وتشرح له. قد تأخذ معه نصف ساعة شرح وتربيط للأمور التي من المفترض أن يعرفها مبكرًا. لا يوجد ما يسمى “سيعرف عندما يكبر” واقعًا سيخرج مُسيطَرًا عليه من جسده.

 لو سيطرت عليه لعبة ما لفترة من الوقت، وبدأ يفكر فيها كثيرًا، ليس الحل أن تحفظها في الدولاب أو تعاقبه عليها، لكن عليك أن تفطمه منها، لكي يراها الطفل أمام عينيه، ويقول: لن ألعب بها؛ يصوم عنها عن عمد. لا أعرف إن كان هذا يضايق بعض التربويين أم لا، لكن هذا ما تعلمنا إياه كلمة الله. يجب أن تكون شخصًا فاهمًا هذه المبادئ وتعطيها لطفلك بصورة تُفهَم بشكل صحيح.

▪︎ لست مديونًا لتسلك حسب الجسد:

 افتح معي هذا الشاهد، لتربيط الأمور معًا

 “إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. ٢ لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ. ٣ لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ، ٤ لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا، نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. ٥ فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ، وَلكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ. ٦ لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ. ٧ لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ ِللهِ، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَامُوسِ اللهِ، لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ. ٨ فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ. ٩ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ. ١٠ وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ، فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ، وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ. ١١ وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ. ١٢ فَإِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَحْنُ مَدْيُونُونَ لَيْسَ لِلْجَسَدِ لِنَعِيشَ حَسَبَ الْجَسَدِ. ١٣ لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ”. (رومية ٨: ١-١٣).

 

 ع١، “إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.

 “السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ”، كان هذا تعليق كاتب المخطوطة على الشاهد الكتابي، وأُدرِج هنا لأنه منسجمٌ معه، ولأنه سيشرح كلامًا بعد ذلك وكأنه يأتي بالحل من بدايته؛ إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين لم يستمعوا للحواس الخمس. فوضع الكاتب هذا التعليق مبلورًا الأمر الذي سيبلوره بعد ذلك. لذلك تجده في بعض الترجمات مكتوب بالخط المائل “italics” لأنه غير موجود في الأصل.

 ع٢، “لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ”.

 “نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ” الطبيعة الإلهية التي أخذناها داخلنا الآن -زوي- حياة الله. كونك وُلِدت من الله، فأنت داخلك هذه الحياة الآن، أنت لست شخصًا بشريًا عاديًا. هللويا (راجع سلسلة عظات زوي).

 “قَدْ أَعْتَقَنِي”، الآن أنت مُعتَق، قد تم هذا بالفعل وليس مستقبلًا.

 كم من أناسٍ عاشوا حياتهم منتظرين أن يُعتَقوا؛ يقولون عبارات مثل “أتمنى أن اُعتَق”، “أتمنى أن أخذ سلطانًا”.. لاحظ الألفاظ التي نشأت عليها بعض الدوائر المسيحية مثل: “فلان، أنت تأخذ سلطانًا على هذا الشيء…” ماذا؟ تأخذ سلطان؟! وكأن الرب لم يعطه له بعد!

 يجب أن ترجع لهذه الكلمات لأنها تضع داخلك عدم إيمان دون أن تدري. وتقول بعض الدوائر الأخرى إن الرب سيفعلها وأنت ليس لك علاقة، فقط اتركه يعمل.. ويظل الشخص مُنتظِرًا، لكن لا شيء يحدث.

 يقول البعض الآخر: “اعمل شيئًا، لكنك لن تقدر لأنك بشري وإنسان عادي”. لكن يقول الكتاب: إنك لم تعد بشريًا، لديك السلطان، قد اُعتِقت وعليك أن تتعامل مع الأمر بصورة إلهية موجودة داخلك ولها طريقة، وإن لم تتعلم الطريقة فهذه مشكلة أنك لم تتعلم، وليست دليلًا على عدم وجود هذه القوة داخلك.

 “نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي”، الآن أنت مُعتَق، أنت خارج القيود التي كنت فيها فبالتالي لن تحتاج لحرية. ربما تسأل، ماذا عن المؤمنين المُستعبَدين غير المُعتَقين؟ يبدو ظاهريًا أنهم غير مُعتَقين لكن رُسِم لهم أن يعيشوا بشكل صحيح لكنهم لم يعرفوا ما بداخلهم من إمكانيات.

 لهذا السبب يكون التعليم الكتابي في بعض الأحيان صادمًا للبعض، لماذا؟ لأن معظمهم خرج على تعليم ضَعف يقول إن الإنسان ضعيف، لا توجد قوة بداخله، وأُطعِم الناس هذا الطعام، فأخرجنا جيلًا يحتاج إلى الله في حين أن الله وضع قوته داخل الإنسان.

 ع٣، “لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ”

-“لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ”، كان الناموس عاجزًا أن يغيّر الإنسان من الدخل. سبق شرح هذا الكلام من الإصحاح الأول؛ إذ بدأ يفتتح كلامه فيه، ثم دخل على الإصحاح الثاني وبدأ يشرح مشكلة الناموس.

 هدفه في النهاية من الرسالة لأهل رومية هو أن يخرج الأمم الذين سمعوا الكرازة على أيدي يهود خارج عشق الناموس؛ لأنه كان يتعامل من الخارج للداخل في حين تعامَل يسوع من الداخل للخارج، فكان هدفه هو أن يأخذهم تدريجيًا إلى أن يصل بهم لمرحلة أن يسوع أنهى على الناموس (رومية ١٠) فيتجرأ بعد بناءه لهذا البناء من التعليم أن يشرح لهم أن الناموس كان رائعًا جدًا لكنه لم يستطع أن يعالج الروح الإنسانية بأن تُولَد من الله.

 ع٤، “لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا، نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ”.

 تم الناموس فيك، أنت مُنفِّذ الناموس بالرغم من أنك لم تفعل شيئًا.

 “نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ”، هذا نفس تعليق كاتب المخطوطة الذي كتبه في العدد الأول كخلاصة.

 أكرر (كما ذكرت في سلسلة الحياة المسيحية وكيف تحياها) ليست المسيحية مجرد قبولك ليسوع، وأن تذكرة السماء صارت مضمونة، بل يجب أن تسلك بالمسيحية بطريقة صحيحة وإلا فأنت تتركها دون أن تقصد. فليس الأمر فقط أن تقبل يسوع (لاحظ أنه لم يقل “الذين آمنوا”، بل قال “السالكين” أي الذين وضعوا نظام حياتهم حسب الكلمة).

 ع٥، “فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ، وَلكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ”.

“حَسَبَ” أي مساويًا لــ

 الذين يضعون تفكيرهم، ويسلكون طبقًا لتفكير الجسد (الحواس الخمس)، يهتمون بالجسد (حيث قلبهم يضعون كنزهم)، ولكن الذين هم حسب الروح (أي يفكرون حسب الروح) فيفكرون ويهتمون طبقًا لطريقة تفكير الروح.

 قلنا أيضًا إن الجسد يجب أن يكون تحت سيطرة روحك، ليس لأنه عدو، بل لأنه يجب أن يُقاد، ويُوجَّه وتُملي عليه ماذا يفعل.

 ع٦، “لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ”.

“اهْتِمَامَ” ضبط الذهن/ mind set.

 لأن ضبط الذهن حسب الحواس الخمس هو موت، ولكن ضبط الذهن حسب الروح هو سلام وحياة (ليست حياة عادية لكنها حياة الله -زوي- قوة الله، شخصية الله، طِباع الله)؛ معجزة.

 إن سلكت حسب مبادئ الجسد (أن تعتبر العيان وكلام الناس والأفكار والسرحان)، فأنت تسلك حسب مبادئ العالم، وستشرب مما يشرب منه، فطبيعي لن تجد أي نتيجة عندما تنتهر شيئًا؛ لأن الجسد مُسيطِر عليك بدلًا من روحك، ومن هنا تحدث مشكلة! وإن سلكت طبقًا لمبادئ الروح، ستجد حياة وسلام. الكتاب يعني ما يقول في هذا الأمر وإلا فهو يتكلم بصورة غير حرفية.

 الذين يضعون طريقة تفكيرهم حسب الجسد، هذا موت. الموت لا يعني شخص مات وتتفرج الناس عليه، لا، الموت يشمل كل الأفكار التي تموت والأحلام والعلاقات، كل الزوايا التي فيها يُعاد الشيء إلى عناصره الأولى، هذا تعريف الموت.. لكن اهتمام الروح هو حياة وسلام.

 اهتمام الجسد؛ أي طريقة تفكير الجسد؛ أن تعتبر العيان، تعتبر كلام الناس الذين جلسوا معك وأضافوا لك تفاصيلًا على موضوع معين، تعتبر الأفكار والسرحان، تعتبر كلام شخص ما أتصل بك وقد يقصد أن يتواصل معك بقلب رائع جدًا، لكنه يزيد العيان لديك.

 فمثلًا يقول لك: كُن حريصًا و…..وأنت لا تدري أنه مُرسَل -دون أن يقصد- من أرواح شريرة مثل بطرس الذي تكلم إبليس على فمه دون أن يقصد. بلا شك يجب أن تكون حريصًا على صحتك و…. لكن ماذا عن وجود تقرير آخر عنك يقوله الكتاب تجاه هذا الموضوع؟ تحتاج أن تضبط ذهنك عليه لتأخذه وليس تأخذه فقط، بل تعطيه انتباهك أيضًا، وليس فقط تعرفه وتقول “نعم آمين باسم يسوع”، وأنت لازلت غير مُنتَبِهٍ له.

 يتكلم هنا عن ضبط الذهن؛ إن ضبطتْ ذهنك بطريقة التفكير هذه واستمريت لفترة كافية مع تمرين روحي صحيح مع الصلاة بالروح، مع استمرار رفض الأفكار السلبية، مع إعلان الكلمة بالإضافة لشَحْنك سابقًا، تتم المعجزة.

 لكن إن تركت جسدك في أمور تبدو أنها ليس لها علاقة بالمعجزة ولا تعلم أن لها علاقة، فهذه الأمور ستقتلك، وأنت لا تعلم! وإن تركته؛ يأكل كما يشاء، وينام كما يشاء، وتفتح الفيسبوك وتتصفح فيه دون أن تعلم ماذا تريد في الأساس، ثم ترجع وتقول أريد معجزة! يجب أن تضبط هذا الوقت للرب، وإن فعلت هذا، يسهل عليك المعجزة بعد لك.

 ما أسهل أن تسيطر على جسمك في حياتك، بعد ذلك تصغي إليك الفلوس والأمراض ومواقف الحياة، في شغل، في ظروف، في أحداث، تركع لك؛ لأنك الآن سيدٌ على جسدك ولا تسلك به.

 تأخد بعض الناس مرحلة تمرس، وإن كانوا فاهمين هذه المبادئ، وينشطوها، تكون المعجزة سريعة معهم. بعض الأوقات تكون المشكلة سريعة ومُرتبِطة بوقت أو مرض قد ينهش في الشخص، أو مرتبطة بميعاد معين لتسديد ديون معينة، ويكون الشخص مُرتبِكًا؛ حالته مثل حالة الشخص الذي يحاول تجميع معلومات الكتاب كلها قبل الامتحان بيومين، فأنت تعلم جيدًا ماذا ستكون نهاية هذا الشخص، ليس لأن المادة صعبة، ليس لأن الامتحان صعب، بل لأنه لم يذاكر.

 يقول الكتاب: هلك شعبي ليس من إبليس وقوته، ليس لأن المشكلة قوية، ليس لأن إبليس قوي، ليس لأن الشيطان شاطر (الكلام الذي تتداوله الناس)، بل من عدم المعرفة؛ الأمر يكمن هنا!

“قَدْ هَلَك (عانى/ طُحِن) شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضًا بَنِيكَ”. (هوشع ٤: ٦).

 ع٧، “لأَنَّ اهْتِمَامَ (طريقة تفكير) الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ ِللهِ، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَامُوسِ اللهِ، لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ”.

 طريقة تفكير الجسد هي عداوة لله (ليس لها أي مُسمًّى آخر سوى هذا).

 يتّهم البعض الشخص الذي يسلك بالإيمان أنه لا يسلك كما يريد الرب، والبعض يقول كونك تتحرك هكذا، فأنت تخاطر، يوجد مَن يخاطر فعلًا لأنه لا يأكل الكلمة ويعتقد أنه يمارس إيمانه في شيء. هذا موضوع آخر، هناك خللٌ.

 لكني أتكلم عن شخصٍ يعيش بالكلمة، يحيا بها، فلا توجد أي احتمالية فشل مثل اليقينية التي تربت داخلنا بصورة صحيحة عن وجود حصانة للشخص من الذهاب للجحيم، يوجد فيها بعض الاعتقادات الخطأ بأنه لا يوجد ارتداد للهلاك، لكن يوضح الكتاب أنه يوجد، الأمر ليس بلعبة، ولكي يرتد الشخص ويهلك، هذا يحتاج لتفاصيل كثيرة وإدراك ليس بقليل.

 هي نفس ثقة شخص ضامن السماء إن مات في أي لحظة، الأمر الذي يؤدي لارتياح الناس؛ فإن انتقل شخص، يعلمون أنه ذهب للسماء، يكونون حزانى عليه، لكنهم واثقين أنه ذهب للسماء. هذه الثقة وهذه الراحة هي نفس الثقة التي بها تستطيع أن تتجرأ مرة أخرى وتستعيدها في المعجزة بالرغم من إحباطَك أو إحباطِك في الأمر.

 لماذا يا ترى؟ ربما تقول إن الظروف تزداد تعقيدًا، ما يسميه الكتاب بـ “العيان”، وفي مفهومه هو السلوك بالجسد؛ فعندما تترك نفسك وتتراخى وتستسلم للعيان، يلاحق الموت الأمر الذي تمارس إيمانك فيه، لكن عندما تقول: “لا” أنا فاهم شيئًا آخر.

 أنا أرى شيئًا آخر؛ تمامًا مثل يشوع وكالب اللذين قالا تقريرًا مختلفًا بشأن العماليق وحالتهم. هذه القصص ليست لمدارس الأحد فقط وليست لتنبهر بها وحسب، بل لتعيش بها، وكما قُلت، العماليق ليسوا بشرًا عاديين، بل أشخاصًا متجنسة مع عالم الروح، لديها قدرات غريبة ليست بشرية عادية.

 كما حدث في أيام نوح؛ كانوا مُتجنِسين إذ تزاوج أبناء الله (الأرواح الشريرة) بنات الناس وأنتجوا نوعًا غريبًا من البشر، لأن إبليس كان يرى أن القوة الجسدية في ذلك الوقت هي التي تتعامل مع الأرض (يؤخذ الشيء بالذراع) فوضع القوة.

 يحدث نفس الأمر الآن لكن توجد قوة ذهنية شريرة، لماذا؟ لأن الحرب في هذا الوقت هي حرب ذكاء وليست حرب ذراع. يوجد أناس تتجنس مع عالم الروح وتتعامل مع هذا الأمر، فلم يتغير شكلهم خارجيًا؛ ليس لديهم ستة أصابع مثلاً، ليسوا مولودين من رجلٍ وامرأة بل من روح شرير وامرأة، ليس لهم أشكال غريبة؛ شكله بشري عادي لكن يكمن الأمر في ما يحتويه داخله.

 عندما نظروا على عماليق، لم ينظروا على جيش عادي، بل على مملكة الظلمة مُتجسِدة أمامهم، وبنفس القصة تعامل داود مع جليات. ليست الحرب حرب عادية لكن رأى كالب ويشوع شيئًا آخر هو أنهم منتصرون بالسماء، غير مُعتبِرين ذلك العيان.

 هذا ليس لامبالاة أو تخدير أو محاولة أن يعزي الشخص نفسه، لكن لأنه لديه معلومات تقول له: “أنت تقدر”، “هم خبزنا”، “ليس عليهم الحماية”، “ليس عليهم الغطاء الذي علينا”، “هم غُرلٌ؛ غير مختونين أي ليسوا في عهدٍ مع الله فبالتالي يمكننا أن نغلبهم بسبب الأيدي الإلهية والذراع الإلهية الممدودة هنا على الأرض”، فرأوا مشهدًا آخر. هذه هي صورة المعجزة.

 “لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ”، لا يستطيع لأنه يرى العيان، والعيان يقول: يستحيل المشي على الماء، يستحيل كسر هذا القانون. لكن يوجد خارق للطبيعي عند اللزوم في هذا الموقف.

 ع٨، “فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ”.

 الذين يعيشون حسب الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله، لأنهم لا يسلكون بالإيمان وحسب (عبرانيين١١) “بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه” فالذين يسلكون حسب الجسد لا يعرفون أن يسلكوا بالإيمان، ولأنهم لا يسلكون بالإيمان فلا يستطيعون أن يرضوا الله.

 ع٩، “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ (الروح القدس) سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ (الأمور التي أتكلم عنه)“.

 أما أنتم فلستم خاضعين للجسد، بل في الروح (كما ذكرت في سلسلة سابقة أننا لم نعد في الجسد بل في الروح) لم تعد في الجسد، الآن صرت في الروح.

 “وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ”، أي لم يشرب المسيح كطريقة تفكير.

 “رُوحُ الْمَسِيحِ”، تختلف عن الروح القدس؛ الروح القدس هو سُكنى الروح القدس فينا، لكن روح المسيح تعني قلب المسيح وطريقة تفكيره؛ صارت طريقة تفكير المسيح هي التي تسودكم.

 “فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ”، وإن كان أحد ليس له روح المسيح في تفكيره ومبادئه، فذلك الذي أتكلم عنه ليس له.

 ع١٠، “وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ، فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ، وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ”.

 إن كان المسيح فيكم، فالجسد بسبب الخطية يحدث له موت (عدم حدوث معجزة)، وأما الروح فبسبب البر يعطي حياة (معجزة).

 ع١١، “وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ (القابلة للموت) أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ”.

 لا يتكلم هنا عن قيامة الأموات، بل عن السلوك بالروح.

 الروح القدس يعطي حياةً لجسدك، يعطي أفكارًا لذهنك، يجذب الحلول إليك، هو خامة المعجزة موجودة فيك. واوو

 ع١٢، “فَإِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَحْنُ مَدْيُونُونَ (ملزمون) لَيْسَ لِلْجَسَدِ لِنَعِيشَ حَسَبَ الْجَسَدِ (مبادئ الجسد)“.

 لسنا مُلزَمين أن نعيش حسب حواسنا الخمس، لماذا؟ حسب ما شُرِح في الإصحاح السابق أن المرأة ماتت والرجل مات ولم يعد وجود لأي سلطان آخر جسداني على المولود من الله، لم يعد خاضعًا لجسده.

 غير مُلزَم أن يسلك بتقريره وما هو حادث، بل يتحرك طبقًا لمبادئ أخرى؛ لم يعد خاضعًا لجسده لأنه يتحرك طبقًا لمبادئ أخرى. لكن يخضع أي شخص غير مولود ثانيةً لجسده؛ ما يقوله له ويصدقه، ويملي عليه ما هو وضعه؛ فإن قال له أنت الآن مُتعَب، فيكون هكذا بالنسبة له.

 ع١٣، “لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ”.

 هذا دليل على أنه لم يتكلم عن قيامة الأموات في الأعداد السابقة.

 “بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ”، الروح هنا غير معنى بها الروح القدس، بل الروح الإنسانية وهي التي تُمِيت أي شيء يريد الجسد أن يسيطر فيه.

 كما وضَّحت، الجسد ليس عدوًا، بل هو كالسيارة التي تسير في شارع مستقيم، سيتضح للشخص أنه لا توجد أي مشاكل فيها، ولو ترك الدريكسيون، سيرتطم عند أي ملف أو أي شيء يضيق عليه ويعمل حادثة.

 هل الأمان الذي سار فيه لفترة والذي خُدِع به يعني أنه كان يقود السيارة؟! واقعًا لم يدرِ أنه لم يكن يقود من الأساس، اعتمدَ على عدم سماع أي صوت لحادثة، فرأى نفسه أنه جيد ويعيش جيدًا ولا يعلم أنه يوجد في طريقه منحنيات أو أحداث قد تحدث وعليه بقيادة جسده.

 يعتقد كثير من المؤمنين أنه طالما لم يحدث شيء، فالأمر على ما يرام، وعندما يشعر بوجع في جسمه، عندما يجد مشكلة في عمله، فإنه يسرع على الكنيسة والخدام. هذا دليل أنه يعلم في قرارة نفسه أن الحل إلهي، وهو لا يعلم أن جسده كان مُسيطِرًا عليه.

 ستسأل، ماذا أفعل في حالة أن نومي كثير وشهيتي مقفولة؟ استخدم لسانك، صلِّ بالروح، ابدأ في إعلان الكلمة؛ أعلن: أنا ليسوع، لن أقضي الدقائق القادمة خارج هذا. قد يغلبك النوم، لكن هذه أرواح شريرة، وأنت لا تعلم أنه توجد حالة من الأفكار الكثيرة المُسبِبة لدخول هذه الأرواح.

 الأرواح الشريرة ليست مُحيِّرة، ويأتي دخولها على ذهنك وليس روحك إنْ ولدت من الله نتيجة مبادئ لم يتم تعديلها بالكلمة، مثل الشخص الذي من السهل خداعه في أمر معين، فطوال الوقت تستغله الناس في هذا الأمر، لماذا؟ لأن لديه مشكلة أنه عنده قناعات معينة.

 علاج هذا الشخص ليس في إبعاد الناس عنه لأنه حتمًا سيواجههم -لكن في أن يفهم قناعات سليمة، فأستطيع أن أطمئن عليه أنه عندما يخرج لهذه الناس مرة أخرى، لن يخدَع أو يُضحَك عليه مرة أخرى، أو على الأقل لا يحاول تجربة أشياء خطأ. تدخل بعض الناس تحت مرحلة التجريب، يريد أن يجرب شيئًا ما مُبرِرًا لنفسه أن هذا ليس خطأ، فيبدأ يفاصل مع مبادئ الكلمة التي تُقال له، لأنه قيل له أن لا يفعل هذا دون إيضاح الأسباب من البداية.

▪︎ الإغواء والخداع، وكيف تُحمَى منه؟

 تدخل الأرواح الشريرة على ذهنك عن طريق مبادئ لم يتم تعديلها بالكلمة، والعلاج هو أن تفهم مبادئ سليمة.

 “١ يَا ابْنِي، احْفَظْ كَلاَمِي وَاذْخَرْ وَصَايَايَ عِنْدَكَ. ٢ احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا، وَشَرِيعَتِي كَحَدَقَةِ عَيْنِكَ. ٣ اُرْبُطْهَا عَلَى أَصَابِعِكَ. اكْتُبْهَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَ. ٤ قُلْ لِلْحِكْمَةِ: «أَنْتِ أُخْتِي» وَادْعُ الْفَهْمَ ذَا قَرَابَةٍ. ٥ لِتَحْفَظَكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ، مِنَ الْغَرِيبَةِ الْمَلِقَةِ بِكَلاَمِهَا. ٦ لأَنِّي مِنْ كُوَّةِ بَيْتِي، مِنْ وَرَاءِ شُبَّاكِي تَطَلَّعْتُ، ٧ فَرَأَيْتُ بَيْنَ الْجُهَّالِ، لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَمًا عَدِيمَ الْفَهْمِ، ٨ عَابِرًا فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا، وَصَاعِدًا فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ٩ فِي الْعِشَاءِ، فِي مَسَاءِ الْيَوْمِ، فِي حَدَقَةِ اللَّيْلِ وَالظَّلاَمِ. ١٠ وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ، وَخَبِيثَةِ الْقَلْبِ. ١١ صَخَّابَةٌ هِيَ وَجَامِحَةٌ. فِي بَيْتِهَا لاَ تَسْتَقِرُّ قَدَمَاهَا. ١٢ تَارَةً فِي الْخَارِجِ، وَأُخْرَى فِي الشَّوَارِعِ، وَعِنْدَ كُلِّ زَاوِيَةٍ تَكْمُنُ. ١٣ فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ١٤ «عَلَيَّ ذَبَائِحُ السَّلاَمَةِ. الْيَوْمَ أَوْفَيْتُ نُذُورِي. ١٥ فَلِذلِكَ خَرَجْتُ لِلِقَائِكَ، لأَطْلُبَ وَجْهَكَ حَتَّى أَجِدَكَ… ٢١ أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا، بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. ٢٢ ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ، كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ، أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ، ٢٣ حَتَّى يَشُقَّ سَهْمٌ كَبِدَهُ. كَطَيْرٍ يُسْرِعُ إِلَى الْفَخِّ وَلاَ يَدْرِي أَنَّهُ لِنَفْسِهِ. ٢٤ وَالآنَ أَيُّهَا الأَبْنَاءُ اسْمَعُوا لِي وَأَصْغُوا لِكَلِمَاتِ فَمِي: ٢٥ لاَ يَمِلْ قَلْبُكَ إِلَى طُرُقِهَا، وَلاَ تَشْرُدْ فِي مَسَالِكِهَا”. (أمثال٧: ١- ١٥، ٢١- ٢٥).

 ع٣، “اُرْبُطْهَا عَلَى أَصَابِعِكَ. اكْتُبْهَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَ”.

يقوم اليهود بعمل ربطة على أصابعهم طبقًا لهذا.

 ع٤، “قُلْ لِلْحِكْمَةِ: «أَنْتِ أُخْتِي» وَادْعُ الْفَهْمَ ذَا قَرَابَةٍ”.

 “أُخْتِي”، هو لفظ صحيح كترجمة عبرية، لكن الأدق هو “حبيبتي”، تستطيع أن تبلورها هكذا؛ اضبط مكانة الكلمة لديك، ضع لها هيبة (ليس معناها أن تضع الكتاب المقدس وتمدح فيه لكن أن تدخل مبادئ الكلمة في ذهنك).

 ع٥، “لِتَحْفَظَكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ، مِنَ الْغَرِيبَةِ الْمَلِقَةِ بِكَلاَمِهَا”.

 الكلمة تحفظك من الخداع؛ خداع إبليس. لماذا تنام كثيرًا دون أن تستطيع السيطرة على جسمك؟ لماذا تتعصب دون أن تقدر على إيقاف هذه العصبية؟ لماذا تأكل بشراهة؟ ولماذا لا تأكل (توجد ناس لا تأكل من الأساس)؟ لماذا لديك مبادئ تجعلك طوال الوقت تحت إدانة وخوف؟ لماذا تسيطر عليك أمورٌ؟ لماذا تسرح وتُسحَب في هذا كثيرًا؟ إنه إغواء، والكلمة تحفظك منه.

 ع٧، “فَرَأَيْتُ بَيْنَ الْجُهَّالِ، لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَمًا عَدِيمَ الْفَهْمِ

 كما قلت سابقًا؛ هذا العدد هو السر لهذا الشاهد ولكل الإصحاح؛ السبب في كل ما حدث هو أن الشخص فارغ في فكره وقلبه (empty minded& empty hearted) من الحكمة الإلهية، فأُغوِي.

 ع١١، “صَخَّابَةٌ هِيَ وَجَامِحَةٌ. فِي بَيْتِهَا لاَ تَسْتَقِرُّ قَدَمَاهَا”.

“صَخَّابَةٌ”، أي شخصية تافهة.

ع١٢، “تَارَةً فِي الْخَارِجِ، وَأُخْرَى فِي الشَّوَارِعِ، وَعِنْدَ كُلِّ زَاوِيَةٍ تَكْمُنُ”.

 يوضح هذا العدد أحد الأعراض الخطيرة لمَن يخرج كثيرًا دون أن يضع حدودًا لوقته.

 ع١٤، “عَلَيَّ ذَبَائِحُ السَّلاَمَةِ. الْيَوْمَ أَوْفَيْتُ نُذُورِي”.

 قالت له: أنا شخصية روحية جدًا، قد أوفيت نذوري؛ تكلمت له في ستار روحي لشيء خطير. إنه المكر!

ع٢٥، “لاَ يَمِلْ قَلْبُكَ إِلَى طُرُقِهَا، وَلاَ تَشْرُدْ فِي مَسَالِكِهَا”.

 كشف الكتاب هنا نهايتها الخطيرة، ووضَّح كم الخطورة في أن يكون ذهن الشخص غير ممتلئ بالكلمة ومبادئها، لأنه سيُغوَى في أفكاره بسهولة، يجد الشخص نفسه أنه أُخِذ في خداع بشر أو خداع فكري، وخداع شيطاني.

 لذلك ضَعْ في ذهنك: إن كانت كلمة الله توضح لنا أن الإغواء الذي حدث لهذا الشخص نتيجة عدم وجود رصيد من الكلمة، بنفس الفكرة، عندما تملي عليك حواسك الخمس كلامًا مثل أن المشكلة التي حدثت في الشغل صعب أن تجد لها معجزة، أو أن تجد أن الشيء صعب نتيجة معطيات لديك سبق وتدربت على أن يكون لها مصداقية، ولم تستمع سابقًا للرأي الكتابي الصحيح، فعندما أتت المشكلة وجدت أنك جاهزًا!

 “فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ”. (أفسس ٦: ١٢).

 ما وراء الأمر ليس ظروف وأحداث عادية، بل تحريك من مملكة الظلمة للعيان. مع مَن تتعامل؟ في الظاهر تتعامل مع عيان، وفي الخفاء مملكة الظلمة. إن كنت مُدرَّبًا سابقًا أن تستمع للحق الكتابي، ستعبر في هذا الموقف بانتصار، لأنك قمت بضبط ذهنك بصورة صحيحة، وإن لم يكن هكذا، ستسقط في خداع هذا العيان وتقول مُستسلِمًا إنها فعلا الظروف.

 ستصبح ردَّ فعلٍ وليس فعلًا، بداية من الحزن ومشاعره، وأن تترك نفسك للبكاء. أيضًا عندما تعبر في مواقف تمدحك فيها أناسٌ أو تذمك، أو مع أي شخص في خلاف معك، أو عندما تترك جسدك يسيطر عليك، فأنت تضرب أساسيات المعجزات بعد ذلك في حياتك. كلما تترك جسدك يسيطر عليك، كلما تضع نفسك في منطقة خطيرة.

 دعني اقرأ معك هذا الشاهد مرة أخرى، وضَعه في ذهنك. لم يعد الأمر صعبًا، نحن غير مديونين، غير مُلزَمين أن نعيش حسب الجسد.

“فَإِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَحْنُ مَدْيُونُونَ لَيْسَ لِلْجَسَدِ لِنَعِيشَ حَسَبَ الْجَسَدِ”. (رومية ٨: ١٢).

“وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ”. (رومية ٨: ١١).

 الروح نفسه يعطي حياة لجسدك، يعطي أفكارًا لذهنك، يجلب الحلول إليك، هو خامة المعجزة موجودة داخلك.

▪︎ لديك الآن مادة المعجزة، تستطيع صناعتها!

 يتكلم الكتاب في عبرانيين إصحاح١ و١١ عن كلمة هي نفسها في الأصل اليوناني (الإيمان هو مادة الشيء).

 “وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. (العبرانيين ١١: ١).

 هي نفس الكلمة: في (العبرانيين ١: ٣) “الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ (جوهر الله هو يسوع)، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي”.

 جوهر الله هو يسوع، إذًا لدينا جوهر الأمور، لدينا الآن نفس خامة المعجزة متاحة. بين يديك أن تصنع المعجزة في هذا الأمر نتيجة أنك صرت مُتمكِّنًا من عالم الروح، ليس الأمر بغامض، ليس الأمر صعبًا، ليس الأمر مُحيّرًا، كما تنظر الناس له. تعلمنا كلمة الله: ما أسهل عمل الروح القدس في شخص يتعامل بمبادئها! ما أسهل المعجزة! هللويا

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$