القائمة إغلاق

دراسة: موهبة كلمة العلم جزء 1 Word of Knowledge Part

الفقرة الرئيسية : كلمة العلم هي إعلان فائق للطبيعي من الروح القدس يتعلق بحقائق معينة في فكر الله.

1كورنثوس12: 1-12

1 وَأمَّا بِخُصُوصِ المَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَلاَ أرِيدُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ

   أَمْرُهَا. 

7 وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ.

8 فَوَاحِدٌ يُوهَبُ، عَنْ طَرِيقِ الرُّوحِ، كَلاَمَ الْحِكْمَةِ، وَآخَرُ كَلاَمَ الْمَعْرِفَةِ وَفْقاً

   لِلرُّوحِ نَفْسِهِ،

تقول ترجمة أخرى للعدد الأول, “وَالآنَ، أَيُّهَا الإِخوَةُ، لاَ أُرِيدُكُمْ أَنْ تَبقُوا فِي جَهلٍ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ”.

نلاحظ أن الكتاب يدعو هذه الموهبة “كلمة العلم”، وليست “موهبة العلم”, فلا توجد موهبة بهذا الإسم إطلاقًا.

إن كلمة العلم، هي إعلان فائق للطبيعي من الروح القدس، تتعلق بحقائق معينة في فكر الله.

إن الله كلي المعرفة وهو يعرف كل شيء. لكنه لا يكشف كل ما يعرفه للإنسان، إنما يكشف له عن كلمة أو جزء مما يعرفه. وحيث أن الكلمة هي جزءً صغيرًا من العبارة، لذلك فإن كلمة العلم، هي جزءً صغيرًا، من معرفة ومشورة الله الكاملة. فالله لا يعطنا كل معرفته – إنما كلمة منها وحسب. إنها ما يريد أن يعرَّفنا إياه في الوقت المناسب.

كلمة العلم ليست معرفة طبيعية

إن كلمة العلم هي إستعلان خارق للطبيعي بواسطة الروح القدس, مثلها مثل باقي مواهب الروح الأخرى. فلا يوجد واحدة منها موهبة طبيعية، بل جميعهم مواهب خارقة للمستوى الطبيعي.

هناك مَن يقولون أن موهبة كلمة العلم، هي موهبة طبيعية، وتشير إلى معرفة عادية. وإن كان هذا صحيحًا، لكانت جميع مواهب الروح الأخرى مواهب طبيعية. وإن كان الأمر كذلك، فستكون مواهب الشفاء مواهب طبيعية.. وسيكون تقديم الشفاء بطرق طبيعية، من خلال ما تعلَّمه البشر وإكتسبوه من العلوم الطبية.

حقاً إننا نشكر الله لأجل الطب, ولكن الشاهد السابق يتكلم عن مواهب الروح القدس – مواهب معرفة وشفاء خارقة للطبيعي.

وإن كانت هذه المواهب هي مواهب طبيعية وحسب، لكانت موهبة تنوع الألسنة تشير إلى التكلم بلغات مختلفة قد تعلمناها سابقًا. وحتى الأشخاص الخطاة، سيصبح بإمكانهم أن يعملوا في هذه الموهبة.

لكننا نعلم أن موهبة تنوع الألسنة، هي موهبة خارقة للطبيعي، تمكَّن الفرد من التكلم بلغات – بواسطة الروح القدس – لم يكن قد تعلمها من قبل أبدًا.

وسيكون من البديهي جدًا، لو كانت أحد هذه المواهب التسعة خارقة للطبيعي، فستكون جميع المواهب الأخرى خارقة للطبيعي أيضًا. لذلك فإن هذه الموهبة ليست معرفة طبيعية فطرية ، بل موهبة خارقة للطبيعي تعلن حقائق معينة في ذهن الله.

عندما خلط البعض هذه الموهبة بالمعرفة الطبيعية، قالوا: “لسنا بحاجة لمثل هذه الموهبة العديمة النفع. لدينا معرفة أعظم منها”. لكن ما يتكلمون عنه هي معرفة عقلية بشرية، قد إكتسبوها بأنفسهم بدون الروح القدس، وبالانفصال عن كلمة الله. وهذا ليس ما يتكلم عنه الكتاب في كورنثوس الأولى 12: 8 إطلاقًا. إن موهبة كلمة العلم هي موهبة خارقة للطبيعي.

كلمة العلم ليست معرفة عميقة بكلمة الله

أحيانًاً ما يتداخل تعريف كلمة العلم بالمعرفة العميقة لكلمة الله. أخبرني أحد الخدام ذات مرة أن لديه موهبة كلمة العلم، لأنه درس الكتاب المقدس كثيرًا.

حقاً إن الله يساعدنا في فهم كلمته بصورة أوضح، لكن هذه ليست موهبة كلمة العلم الخارقة للطبيعي. ومن ناحية أخرى، فإن كلمة العلم تعتمد على دراسة كلمة الله. على سبيل المثال، كثيرًا ما يكشف لنا الرب، عن طريق موهبة كلمة العلم، أمورًا تتعلق بكلمته. فإن لم ندرس كلمة الله جيدًا فربما لا يصبح بإمكاننا أن نستوعب ما يخبرنا به. فإن كانت كلمة العلم تختص فقط بالأمور الخارقة للطبيعي، التي يعلنها الروح القدس لنا، من حقائق في ذهن الله، فلسنا في حاجة إذًا لدراسة كلمة الله. لكن الروح القدس يوصينا بدراسة كلمة الله. ففي رسالة تيموثاوس الثانية، كتب بولس لتيموثاوس الذي كان راعيًا للكنيسة في ذلك الوقت: “إجْتَهِدْ أَنْ تُقَدِّمَ نَفسَكَ لِلهِ فَائِزًا فِي الامْتِحَانِ، عَامِلاً لَيْسَ عَلَيْهِ مَا يَدْعُو لِلخَجَلِ، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الحَقِّ بِاسْتِقَامَةٍ” (2تيموثاوس2: 15). لذلك، فإن المعرفة العميقة تأتي من خلال دراسة كلمة الله, لكن كلمة العلم تأتي بإعلان خارق للطبيعي.

كلمة العلم ليست هي معرفة الله من خلال العلاقة الحميمة معه

من إحدى المفاهيم الخاطئة، عن موهبة كلمة العلم، أن هذه المعرفة تأتي من خلال العلاقة القريبة جدًا من الرب. حقًا إن الشخص يكتسب معرفة من خلال السير مع الله, لكن هذا يختلف عن المعرفة الخارقة للطبيعي عن حقائق معينة في ذهن الله.

نقرأ في العهد القديم أن الله تكلم إلى صموئيل الصبي (1صموئيل3: 4-10). كان صموئيل وقتها في الهيكل يساعد عالي الكاهن.

سمع صموئيل، ذات ليلة، صوت يدعوه باسمه، فظن أن عالي يناديه. فنهض من فراشه وذهب إليه, لكن عالي أخبره أنه لم يدعُه. ثم تكرر الصوت مرة ثانية وثالثة.

عندما ذهب صموئيل إلى عالي، في المرة الثالثة، أدرك عالي أن الرب يتكلم للصبي، فأخبره كيف يجيب هذا الصوت عندما يتكرر ثانية. وحدث أنه عندما نادي الرب صموئيل أجابه قائلاً، “تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ ” (1صموئيل3: 10)

كان عالي يسير مع الله، لكنه لم يكن أمينًا في تربية أولاده كما ينبغي. كان يعلم بأمور الله لكنه لم يسمع صوته في ذلك اليوم, في حين إستطاع صموئيل ذلك. هكذا يتضح أن مثل هذه المعرفة لا تأتي بالضرورة من خلال إختبار السير مع الله.

وكما قلت سابقًا، توجد معرفة مكتسبة من خلال العلاقة الحميمة مع الله، والسير معه. فكلما نسير مع الله لابد وأن معرفتنا به تزداد, لكنه لا يعتبر إظهارًا فائقًا للطبيعي لمواهب كلمة المعرفة.

الأمثلة الكتابية لمواهب كلمة العلم

دعونا ننظر إلى بعض الأمثلة الكتابية لعمل موهبة كلمة العلم في العهد الجديد:

يوحنا

كان يوحنا الرسول، على جزيرة بطمس، وكان في الروح في يوم الرب، حينما ظهر له يسوع المسيح في رؤيا (رؤيا1: 10-30). ففي هذا الشاهد، يتضح كيف جاءت كلمة العلم إلى يوحنا.

في هذا الموقف، جاءت كلمة العلم إلى يوحنا من خلال رؤيا. قد ظهر له الرب يسوع وأخبره عن وضع الكنائس السبع في أسيا الصغرى, كما هو مسجل في سفر الرؤيا.

مع أنه توجد لنا رسالة نبوية من هذا الإعلان، إلا أن هذه الكنائس السبعة كانت تقع فعلياً في مقاطعة أسيا الصغرى. وحيث أن يوحنا كان منفيًا إلى جزيرة بطمس، فلم يكن بإمكانه، بأي حال، أن يعرف وضع هذه الكنائس، أو ما يجرى فيها. لكن الرب يسوع أعلن له، من خلال هذه الموهبة، عن الأوضاع الروحية لكل كنيسة كما هو مسجل في سفر الرؤيا.

حنانيا

نرى عمل آخر لهذه الموهبة في سفر الأعمال الإصحاح التاسع، “——————–” (أعمال9: 10). جاءت كلمة العلم إلي حنانيا في صورة رؤيا. لم يكن حنانيا رسولاً أو راعيًا أو معلمًا أو حتى مبشرًا. بل كان مجرد رجل علماني، والكتاب المقدس يدعوه تلميذًاً . كان عضوًا في كنيسة دمشق. ومن هنا يتضح أن مواهب الروح القدس، يمكنها أن تعمل من خلال الأشخاص العلمانيون والمتفرغين على حدٍ سواء.

أعمال 9: 11، 12

أخبر الرب حنانيا في الرؤيا بما ينبغي أن يفعله: “——-” (ع11). لم يكن بإمكان حنانيا أن يعرف بأي بطريقة طبيعية، أنه في بيت معين وشارع معين، يوجد رجل إسمه شاول يصلي في تلك اللحظة. ولم يقدر حنانيا أيضًا، أن يعرف أن شاول نال رؤيته، حيث رأى فيها شخصًا يُدعى حنانيا، سوف يأتي ويضع يديه عليه حتى يبصر. فلم يكن بإستطاعة حنانيا أن يعرف كل هذا بطريقة أخرى خلاف هذا الإعلان الفائق للطبيعي: كلمة العلم.

بالطبع، إن الله يعلم بكل شخص كان يصلي إليه في ذلك الوقت، وفي جميع أنحاء المسكونة، لكنه لم يعرَّف حنانيا بجميع الأشخاص الذين كانوا يصلون في ذلك الوقت. إنما أعطاه معرفة عن شخص واحد كان يصلي وهو شاول الطرسوسي. كان هذا إعلانًا فائقًا للطبيعي، عن حقيقة معينة في ذهن الله. وقد جاء إليه من خلال كلمة العلم، وفي رؤيا.

بطرس

نرى مثالاً آخر، لعمل موهبة كلمة العلم، مع بطرس في سفر الأعمال والإصحاح العاشر.

أعمال10: 9-19

1 وَكَانَ يَسْكُنُ فِي قَيْصَرِيَّةَ قَائِدُ مِئَةٍ اسْمُهُ كَرْنِيلِيُوسُ، يَنْتَمِي إِلَى الْكَتِيبَةِ

   الإِيطَالِيَّةِ،

2 وَكَانَ تَقِيّاً يَخَافُ اللهَ ، هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ جَمِيعًا، يَتَصَدَّقُ عَلَى الشَّعْبِ كَثِيرًا،

   وَيُصَلِّي إِلَى اللهِ دَائِمًا.

3 وَذَاتَ نَهَارٍ نَحْوَ السَّاعَةِ الثالِثَةِ بَعْدَ الظُّهْرِ، رَأَى كَرْنِيلِيُوسُ فِي رُؤْيَا وَاضِحَةٍ

   مَلاَكاً مِنْ عِنْدِ اللهِ يَدْخُلُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: «يَا كَرْنِيلِيُوسُ!»

4 فَنَظَرَ إِلَى الْمَلاَكِ وَقَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْهِ الْخَوْفُ، وَسَأَلَ: «مَاذَا يَا سَيِّدُ؟» فَأَجَابَهُ:

   «صَلَوَاتُكَ صَعِدَتْ أَمَامَ اللهِ تَذكَارًا.

5 وَالآنَ أَرْسِلْ بَعْضَ الرِّجَالِ إِلَى يَافَا وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ الْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ.

6 إِنَّهُ يُقِيمُ فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الدَّبَّاغِ عِنْدَ الْبَحْرِ».

7 فَمَا إِنْ ذَهَبَ الْمَلاَكُ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُ كَرْنِيلِيُوسَ، حَتَّى دَعَا اثْنَيْنِ مِنْ خَدَمِهِ،

   وَجُنْدِيّاً تَقِيّاً مِنْ مُرَافِقِيهِ الدَّائِمِينَ،

8 وَرَوَى لَهُمُ الْخَبَرَ كُلَّهُ، وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى يَافَا.

9 وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، بَيْنَمَا كَانَ الرِّجَالُ الثلاَثَةُ يَقْتَرِبُونَ مِنْ مَدِينَةِ يَافَا، صَعِدَ

   بُطرُسُ نَحْوَ الظهْرِ إِلَى السَّطْحِ لِيُصَلِّيَ.

10 وَأَحَسَّ جُوعاً شَدِيداً، فَاشْتَهَى أَنْ يَأْكُلَ. وَبَيْنَمَا الطَّعَامُ يُعَدُّ لَهُ، وَقَعَتْ عَلَيْهِ

    غَيْبُوبَةٌ.

11 فَرَأَى رُؤْيَا: السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَوِعَاءً يُشْبِهُ قِطْعَةً كَبِيرَةً مِنَ الْقُمَاشِ

     مَرْبُوطَةً بِأَطرَافِهَا الأَرْبَعَةِ يَتَدَلَّى إِلَى الأَرْضِ،

12 وَهُوَ مَلِيءٌ بِأَنْوَاعِ الْحَيَوَانَاتِ الدَّابَّةِ عَلَى الأَرْضِ وَالْوُحُوشِ وَالزَّوَاحِفِ

     وَطُيُورِ السَّمَاءِ جَمِيعًا.

13 وَنَادَاهُ صَوْتٌ: «يَا بُطرُسُ، قُمِ اذْبَحْ وَكُلْ!

14 وَلَكِنَّ بُطْرُسَ أَجَابَ: «كَلاَ يَا رَبُّ، فَأَنَا لَمْ آكُلْ قَطُّ شَيْئًا مُحَرَّمًا أَوْ نَجِسًا»

15 فَقَالَ لَهُ الصَّوْتُ أَيْضاً: «مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تَحْسَبْهُ أَنْتَ نَجِسًا!

16 وَتَكَرَّرَ هَذَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثمَّ ارْتَفَعَ الْوِعَاءُ إِلَى السَّمَاءِ.

17 تَحَيَّرَ بُطْرُسُ وَأَخَذَ يُسَائِلُ نَفْسَهُ عَنْ مَعْنَى الرُّؤْيَا الَّتِي رَآهَا. وَإِذَا الرِّجَالُ

     الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ كَرْنِيلِيُوسُ قَدْ سَأَلُوا عَنْ بَيْتِ سِمْعَانَ الدَّبَّاغِ وَوَقَفوا بِالْبَاب

18 يَسْتَخْبِرُونَ: «هَلْ سِمْعَانُ الْمُلَقَّبُ بُطرُسَ مُقِيمٌ هُنَا؟»

19 فِي هَذِهِ الأَثْنَاءِ كَانَ بُطْرُسُ يُوَاصِلُ التَّفكِيرَ فِي مَعْنَى الرُّؤْيَا، فَقَالَ لَهُ

     الرُّوحُ: «بِالْبَابِ ثَلاَثَةُ رِجَالٍ يَطْلُبُونَك.

لقد نال بطرس، إعلانًا فائقًا للطبيعي، من خلال كلمة العلم يقول له: “بِالبَابِ ثَلاَثَة رِجَالٍ يَطْلُبُونَك” (اعمال10: 19). لم يكن بطرس يعلم أن هناك ثلاثة رجال يبحثون عنه (ع19). فنحو ذلك الوقت كان في غيبة، ورأى في رؤيا ملاءة نازلة من السماء.

وبينما كان بطرس يفكر في معنى الرؤيا، أخبره الروح القدس، عن ثلاثة أشخاص كانوا يبحثون عنه، وكانوا واقفين بالفعل عند الباب. لم تكن هناك أيّة طريقة يعرف بها بطرس، عن حال هؤلاء الرجال، إلا عن طريق موهبة كلمة العلم، التي أعطاها له الروح القدس.

أمثلة معاصرة لعمل موهبة كلمة العلم

إن هذه الإظهارات لا تخص الكنيسة المبتدئة وحسب، لكنها تخصنا نحن أيضًا اليوم.

منذ سنوات عدة مضت، أخبرني أحد الإخوة المعمدانيين الممتلئين بالروح القدس، والذي كان عميداً لجمعية رجال الأعمال، التابعة لطائفة الإنجيل الكامل، عن إختبار حدث معه ويتعلق بهذا الموضوع.

حكي قائلاً، “كنت أعبر بسيارتي أمام كنيسة ضخمة للكاثوليك، وإذ بشيء ما في داخلي يخبرني بالتوقف. فدخلت إلى جراج الكنيسة، وتوقفت هناك، وإبتدأت أصلي لوقت بسيط. ثم أخبرني ذات الصوت الداخلي، أنه يوجد كاهن في تلك الكنيسة، يصلي في مكتبه، وينبغي أن أدخل وأضع يدي عليه، حتى يمتليء بالروح القدس. ترددت في البداية لأني لم أرد أن أصنع تصرفًا وقحًا. فجلست في مكاني، وبدأت أصلي لوقتٍ آخر. ثم قررت بعد ذلك الدخول، لأرى هل كان الرب يقودني حقًا.

أكمل هذا الأخ المعمداني قائلاً: “سلكت طرقة داخل المبنى حتى وصلت إلى مكتب مغلق. فقرعت الباب وفتحت، وإذ برجل جالس على مكتب وأمامه مجموعة كتب يقرأ فيها. عندما خطوت إلى الداخل وقف هذا الكاهن وحيَّاني.

قدمت له نفسي, وبمجرد أنه سمع أني عميد جمعية الإنجيل الكامل لرجال الأعمال، قال في الحال، ‘أحمدك يا رب. كنت أقرأ الآن عما يفعله الرب في هذه الأيام، من خلال نهضة الروح القدس، وعن الإمتلاء بالروح والتكلم بالألسنة. وكان الرب يشهد في روحي أن هذا هو  إحتياجي’”.

ثم قال هذا الكاهن، “إنني أعترف بإحتياجي الشديد لهذا الإختبار. فمنذ عشر دقائق فقط كنتُ راكعًا على ركبتيّ أقول للرب: ‘ربى الغالي، لا أعلم أحدًا من خدام الإنجيل الكامل. ولا أعلم أحدًا في هذه المدينة قد نال هذا الإختبار. أرسل شخصًا ليصلي لأجلي..’ وها أنت موجود هنا”.

ركع هذا الكاهن على ركبتيه، ووضعت يدي عليه، فتكلم بألسنة في الحال وكان رافعًا يديه نحو السماء معظمًا الله. ثم قام الكاهن وإحتضنني معترفًا بإمتنانه الشديد لي.

لقد كان عن طريق إستعلان موهبة كلمة العلم، أن هذا الأخ المعمداني، عرف أنه يوجد كاهن هناك في كنيسة معينة، يصلي لأجل الإمتلاء بالروح القدس.

كلمة العلم تبارك الآخرين

سمعت عن إختبار مشابه حدث مع جماعة من السيدات اللواتي كن يجتمعن في الكنيسة لدراسة الكتاب ثم يتوجهن بعدها للشهادة للآخرين.

لسبب أو لآخر، لم يكنَّ ينجزن الكثير. كُنَّ يقرعن بيوت كثيرة، ويشهدن لأهلها، لكنهن لم يربحن أحدًا للمسيح.

في صباح أحد الأيام، إقترحت زوجة الراعي، أنها ستغير النظام الذي كن يسرن عليه. فبدلاً من قراءة مقطع صغير من الكتاب المقدس، وقضاء وقت قليل في الصلاة، ثم يخرجن بعد ذلك للتبشير، فإنهن سوف يقرأن الكتاب لوقت طويل، ويستمررن هناك للصلاة، ربما لساعة أو أكثر، حتى يشعرن بقيادة للتحرك. ثم قالت لهن، “إنني أؤمن أننا سوف ننجز الكثير إن تعلمنا كيف ننقاد بالروح القدس”.

في الصباح التالي ظلت هؤلاء السيدات يصلين لحوالي الساعة, عندما رأت زوجة الراعي في رؤيا، بيتًا معينًا، وشعرت بقيادة للذهاب إليه. أخذت إحدى السيدات معها، وعندما وصلتا إلى البيت وقرعتا الباب، أجاب شخص من الداخل قائلاً، “أدخلن”.

فعندما دفعن الباب، وجدن سيدة مطروحة على فراش في زاوية من البيت.

عندما رأتهم تلك السيدة المريضة، فرحت جدًا، وقالت، “إستطعت أن أميز مَن أنتن منذ اللحظة التي دخلتن فيها. كنت أصلي نحو الساعة السادسة صباحًا، عندما رأيتكِ في الرؤيا وأنت تدخلين، برفقة إحدى السيدات، وتضعي يدكِ عليّ فأشفى”.

وضعتا هاتان السيدتان يديهما عليها، وصليا إليها في اسم يسوع فُشفيت.

لم يكن بإمكان زوجة هذا الراعي، من خلال المعرفة الطبيعية، أن تعرف بوجود سيدة مريضة تصلي لأجل شفائها. لكن بينما كانت تصلي في الروح، أعطاها الروح القدس كلمة علم بذلك. بالحقيقة كان يعلم الله مكان كل شخص في ذلك الوقت, لكنه لم يخبر زوجة الراعي عن أمكانهم جميعًا. إنما أرسلها إلى واحدة منهن وحسب، معطيًا إياها كلمة علم من خلال رؤيا.

***

تأتي كلمة العلم، في بعض الأحيان، من خلال إعلان داخلي- معرفة داخلية عن أمر ما. وفي أحيان أخرى، تأتي بصوت مسموع من خلال الروح القدس يتكلم إليك.

كما أن هناك شيئًا آخر يتعلق بمواهب الروح، وهي أنها تعمل معًا – موهبتين أو ثلاثة يعملون معًا. لكننا فصلنا كل واحدة منهم حتى نستطيع أن نعرَّف كل واحدة على حِدَة.

على سبيل المثال، يمكن أن تأتي موهبة كلمة العلم، من خلال موهبتي الألسنة وترجمة الألسنة. أو من خلال موهبة النبوة. أو ربما يظهر ملاك لينقل إليك كلمة علم.

كما يمكن أيضًا لكلمة العلم أن تأتي بالإرتباط بكلمة الحكمة. فالله لديه طرق كثيرة يتعامل من خلالها.

توضح لنا الأمثلة السابقة، أن ما فعله الله في أزمنة الكتاب المقدس، لا يزال يفعله في الوقت الحاضر.

فالله يزور الآن القلوب الجائعة، في كل مكان، وهو لا يزال يعلن عن قوته، من خلال إستعلان مواهب الروح القدس الخارقة للطبيعي, وواحدة من هذه المواهب هي كلمة العلم.

أسئلة للدراسة

1.    إلى مَن يعود المجد من خلال هذه المواهب الروحية؟

       ………………………………………………………………………………………………………………………………….

2- إن كان أحد يتكلم بروح صحيح “الروح القدس”, فكل ما سيقوله سوف يعظم…………..

1.    اذكر التطبيقين المتعلقين بالمقطع الكتابي في رسالة كورنثوس الأولى12: 4-6.

………………………………………………………………………………………………………………………………….

1.    اذكر مواهب الإعلان الثلاثة.

………………………………………………………………………………………………………………………………….

1.    اذكر مواهب القوة الثلاثة.

………………………………………………………………………………………………………………………………….

1.    اذكر مواهب النطق أو الإلهام الثلاثة.

………………………………………………………………………………………………………………………………….

1.    ما هو الغرض من موهبة النبوة البسيطة كما هو مذكور في 1كورنثوس14: 3 ؟

………………………………………………………………………………………………………………………………….

1.    ما هي أفضل موهبة لكل من مواهب الإعلان الثلاثة؟ ولماذا ؟

………………………………………………………………………………………………………………………………….

1.    ما هي أفضل موهبة لكل من مواهب القوة الثلاثة؟ ولماذا ؟

………………………………………………………………………………………………………………………………….

10- ما هي أفضل موهبة لكل من مواهب النطق الثلاثة؟ ولماذا؟

…………………………………………………………………………………………

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$