القائمة إغلاق

س & ج: ألم يكن الرب يسوع يعلم أنّ يهوذا سيخونه، فكيف تركه يستمر في شره؟! Q & A: Did not the Lord Jesus know that Judas would betray him, so how could he let him continue his evil?!

س: ألم يكن الرب يسوع يعلم أنّ يهوذا سيخونه، فكيف تركه يستمر في شره؟!

ج: تذكَّر أن معرفة الرب يسوع المُسَبَّقة للأحداث لا تجعله يحكم على الآخرين ويحدد نوع تعامله معهم، بل يعطيهم فرصة، وهذا إنْ دلّ فهو لا يدل إلا عن محبة الله للإنسان. وهذا هو مبدأ الله، فهو عَلِم  قساوة وصلابة رقاب شعب الله ولكنه أخرجهم وأتى بهم لأرض تعطي أفضل شيء، هكذا عرف الرب يسوع مسلمه – بفضل الروح القدس – في وقت العشاء الأخير.

“الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ، بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ». لأَنَّهُ عَرَفَ مُسَلِّمَهُ، لِذلِكَ قَالَ: لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ.” (يوحنا ١٣: ١٠١١).

لكن الرب استمر يحبه، بل تمادى أكثر وأخذ اللقمة وأعطاها له، “أَجَابَ يَسُوعُ: هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّفَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه، لأَنَّ قَوْمًا، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِفَذَاكَ لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلْوَقْتِ. وَكَانَ لَيْلاً.” (يوحنا ١٣: ٢٦٣٠).

 كما أنّ إعطاء اللقمة ليهوذا كان علامة على الصداقة القوية والمحبة الحميمية -طبقًا لعادات المنطقة في ذلك الوقت- ولم يوضح الرب للتلاميذ سبب خروج يهوذا لأنهم لو عرفوا لمنعوه.

“إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!». فَأَجَابَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْت” (متى٢٦: ٢٤٢٥).

 وحين قال هذا واضح إنه قاله بطريقة يسمعها يهوذا فقط دون التلاميذ، حتى في الوقت الذي جاء فيه يهوذا ليسلم يسوع قال له يسوع تعبيرًا حميميًا يوضح شدة محبته له: يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟”(متى٢٦: ٥٠) فهو يقول له أنا أحبك للنهاية ولم أفقد الأمل فيك، فالله لا يسترجع ما قد سبق وأعطاه لنا حتى لو لم نحسن استخدامه، “لأَنَّ هِبَاتِ اللهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلاَ نَدَامَةٍ (رومية ١١: ٢٩) كلمة “بلا ندامة” أي لن يسترجعها مرة أخرى.

 كما أنّ يهوذا كان ينفذ مشورة الله المحتومة حسب النبوات؛ “هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ.” (أعمال٢: ٢٣).

لكِنْ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ: اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقبه.” (يوحنا 13: 18).

“أَيْضًا رَجُلُ سَلاَمَتِي، الَّذِي وَثِقْتُ بِهِ، آكِلُ خُبْزِي، رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ!” (مزمور 41: 9) فيهوذا كان قد تناول طعامه مع الربَّ طوال ثلاث سنوات، ومع هذا رفع عليه عقبه، بمعنى أنه عاد فخانه وسلّمه، وقد وصف الرب مسلّمه بالتعبير “رجل سلامتي” وفي ترجمات أخرى ” صديقي المقرَّب”.

 هذا لا يعني إنه بأي حال مِن الأحوال كانت ستُنطبَق النبوة على يهوذا ليسلمه بل إنّ يهوذا وضع نفسه في الوضع الخاطئ ليسلم الرب، لأنه استحالة أن يظلم الرب إنسانًا ويرسم حياته للعنة.

 حين تدرس أكثر عن النبوات ستعلم أنّ للشخص دخل بها وليست هي تتم مِن ذاتها، فإيليا تنبأ بنزول المطر ولكنه أخذ وقت قبل ذلك ليصلي. هكذا قال الرب، “صَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ وَلاَ فِي سَبْتٍ.” (متى 24: 20) فالصلاة لها دور في التأثير على النبوات. 

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$