القائمة إغلاق

لا تكن مشغولاً أبداً عن الكلمة Never Too Busy For The Word

«أنا مشغول للغاية» هذا هو أول سبب يقدمه المؤمنون، حين يفشلون في قضاء وقت كافي أمام الكلمة. فترى ربات المنازل ينتقلن من عمل منزلي لآخر مهتمين بشأن حاجات عائلاتهم، وبالنسبة لرجال الأعمال فهم يبكرون القيام صباحاً ويعودوا منهكين لبيوتهم للنوم ليلاً. إن جداول أعمالنا اليومية مُكدسة وإحتياجات حياتنا ثقيلة جداً. لهذا يبدو أنه ليس لدينا وقت كثير للإنتباه للكلمة. ولكن الحقيقة هي ليست مشكلة الوقت. أستطيع اخباركم من كلمة الله ومن تجربتي الشخصية، أنه كلما ازدادت مشغولياتك كلما كنت بحاجة ماسة أن تجعل لكلمة الله المكانة الأولى في حياتك. فحينما تكثر مشغولياتك بحق فعندئذٍ لا فرصه لك للفشل، بل عندها أنت تحتاج أن تنتقل بسرعه من نجاحٍ لآخر. قد تقول لي: «أيمكن أن يكون هذا حقيقياً، أخت جلوريا؟» نعم، بالتأكيد، وستجد المفتاح لهذا في (يشوع٨:١) حيث يقول: «لا يبرح سفر هذه الشريعة (كلمة الله) من فمك، بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك (تزدهر) وحينئذ تفلح». الله يعد بأنك لو جعلت كلمته أمامك، لو وضعتها في المكانة الأولى في حياتك. ستعرف كيف تزدهر وتنجح في كل ما تفعله. هل تدرك الآن ما هو موفر للوقت؟ مجرد التفكير في كم من الوقت ستستغرقه لتصحيح خطأً، فكر قليلاً أيضاً في كم الوقت الذي ستقضيه في مكتب المحامي محاولاً تصحيح مشكلة قانونية. أو كم الوقت الذي ستقضيه في عيادات الأطباء بسبب المرض بجوار المستشفيات. لو تضع كلمة الله في المرتبة الأولى في حياتك، فيمكنك إنقاذ نفسك من كل هذا الوقت الضائع. وبدلاً من أن تضطر لإعادة عمل الأشياء، فإن حكمة الكلمة ستجعلك تفعل الأمور بطريقه صحيحة من أول مره، فهي ستبقيك بعيداً عن مكتب المحامين عن طريق إرشادك بخصوص المشاكل القانونية، وستحفظك بعيداً عن عيادات الأطباء مزودِةً إياك بالصحة الإلهية. سفر الأمثال يقول هذا بهذه الطريقة (أم٤: ٧-٨): «الحكمة هي الرأس (الشيء الرئيسي). فاقتن الحكمة وبكل مقتناك اقتن الفهم. ارفعها فتعلّيك (ترقيك). تمجدك (تجلب لك الكرامة) إذا اعتنقتها (عانقتها واعتنقها)» ثلاثون يوماً غير عاديين لقد رأيتُ ذلك المقطع الكتابي مُثبتُ بطريقة واقعية في حياتي منذ سنوات عديدة مضت، ففي عام ١٩٦٧ م عندما كان كينيث طالباً في جامعة (أورال روبرت) وقد كنا قد انتقلنا مؤخراً إلی مدينة تُسلا، وتقريباً كانت كل حاجاتنا من أثاث البيت بداخل الصناديق، حينها كان أطفالنا صغاراً يحتاجون مزيداً من الإهتمام دائماً. كان ذلك الوقت بالنسبة لي هو وقت مشغولُ للغاية، وفي ظل كل هذه المشغولية سمعت أورال روبرتس يحكي كيف قاده الرب خلال الأيام الأولی من خدمته لقراءة الأناجيل وسفر أعمال الرسل أربع مرات في غضون ثلاثون يوماً، شعرت حينها بتأثير من الرب أن أفعل نفس الشئ. أتكلم بطريقة بشرية، لم يبدو ذلك الوقت مناسباً لي لأتعهد بقضاء ساعات طويلة في دراسة الكلمة، ولكني علمت أن الله يرشدني لهذا الأمر. حذرت كينيث قائلةً: «الآن لو قمت بتنفيذ هذا التعهد، فربما لا أكون قادرة على طهي الطعام أو الكي أو إفراغ اثاث المنزل من هذه الصناديق. فعليّ وضع كلمة الله أولاً ولتنتظر باقي الأشياء» قال كينيث أنه ليس لديه مشكلة في هذا بل مناسبُ له. لذا وبالرغم من أنى أميلُ لإنجاز الأمور بسرعة فقد روّضتُ نفسي علی وضع كل الأشياء الأخری جانباً لمدة ثلاثين يوماً. بعدما حددت هدفي وعدد الصفحات التي يجب قراءتها في اليوم لأنجز هدفي، عينتُ ثلاث مواعيد خاصة طوال اليوم للكلمة. استيقظتُ في الخامسةِ والنصف صباحاً وواصلت قراءة الكلمة حتی استيقظ الآخرون. ثم في فترة الظهر وبعدما نام أطفالي قرأتُ ثانية علی قدرِ استطاعتي، أيضاً في الليل بعد الانتهاء من غسيل الأطباق ونوم أطفالي قرأت الجزء المتبقي عليّ. في بداية أول يومٍ حدث شئُ معجزي ففي الثالثة بعد الظهر وبعد أن فرغت من قراءة الكلمة لساعاتٍ، وجدتُ نفسي وقد أنهيتُ كل عملِ اليوم، انتهى اليوم الثاني بنفس الطريقة، وفي نهاية الأسبوع الأول وجدتُ أنني قد أنهيت كل ما كنت بحاجة للقيام به. حتى أنني أنهيت كل الأعمال من كي الملابس وتركيب أربع قطع من الأثاث المنزلي. كل هذا في أسبوعٍ واحد، فعلت كل هذا بينما أقضي مع الكلمة من أربعٍ لخمس ساعات يومياً. كيف يمكن لهذا أن يحدث؟ لقد فعلت ما هو مكتوبُ في (أم٨:٤) أنا رفعت وقدّرت الحكمة (كلمة الله) وهي مجدتني. لم أنس ذلك الدرس ابداً، فمازال حقيقةً في حياتي إلى هذا اليوم، فعندما أجد نفسي متورطة في مشاغل الحياة والوقت ينفذ مني لإنجاز الأمور، أقول لنفسي: «جلوريا، أنتي لم تقضي وقتاً مع الكلمة كما ينبغي وإلا لما كنتي في مثل هذا الموقف». وعندها أقرر أن أضع الأمور في نصابها الصحيح، فاتخلى عن الأمور الأقل أهمية وأضع الكلمة في المكانة الأولى في يومي مرة أخرى. كما ترى فإن قرار وضع الكلمة في المكانة الأولی لا تفعله مره واحده بل هو قرار تفعله كل يوم. إن كنتَ انت من معظم ما أعرفهم من الناس فأنت الآن تهز رأسك وتتسأل كيف يمكنك وأنت هنا على الأرض أن تدخر وقتاً لكلمة الله في جدول أعمالك المكدس. وربما تقول: أنا لا أستطيع فعل هذا. لذا لا تنتظر حتی تجد للكلمة مكاناً في جدول أعمالك اليوميه بل ابدأ بترتيب جدول أعمالك اليوميه بعد أن تضع الكلمة أولاً. تحكم في وقتك. تعهّد أمام الله: « أنا أختار أن أضع كلمتك في المكانه الأولی في حياتي، وأعلم إني لو فعلتُ ذلك بالإيمان فإن كل الأمور ستكونُ في نصابها». لو فكرت أن هذا يبدو صعباً، فأنت محق، لأنه أحياناً يكون كذلك. فإبليس سيحاول منعك من اتخاذ هذا التعهد، سيحاول منعك بكل إمكانياته ليعطل وقتك مع الكلمه. وهذا لا يفاجئنا، لإن إبليس  يعلم يقيناً أن الكلمة هي ما ستبقيك في حماية منه. سيفقد سيطرته عليك لو وضعتَ كلمة الله في المكانه الأولی في حياتك، لذا سيشغلك بالقيام بأي شئ آخر بخلاف هذا. نعم هذا صحيح، سيحاول إبليس أن يشغلك في أن ترسل سلطة البطاطا لأرملة أو أن تعمل في بازار الكنيسة، سيحاول أن يشغلك بأن تسجل في مفكرتك خطط لأعمال رائعة أكثر من أن تفتح كتابك المقدس. كم من الـــــــوقت يكفي؟؟ ربما تقول: «حسناً. لقد قررت أن أقضي وقتاً في كلمة الله كل يوم، ولكن كم من الوقت يكفيني؟». أقض الوقت الكافي حتى تأخذ الكلمة بداخلك بفيض ووفرة. دعني أخبرك الآن أن الأمر ليس أن تسحب مقطعاً كتابياً من صندوق الوعود في اليوم، بل أن تأخذ الكلمة بوفرة وفيض أي أن تأخذ بفيض من الكلمة. فعندما تأخذ كلمة الله بوفرة أي أنك تأخذها في داخلك أكثر من أي شئِ آخر فتمتلئ من الكلمة حتى إذا جاء الضيق تكون الكلمة هي أول ما تخرج من فمك. لتتشبث بهذا عليك أن تفعل ما قيل في (يش8:1) ” أن تلهج في الكلمة ” واللهج يعني أن تضبط وتوجه ذهنك بثبات نحو الكلمة، لذا ثبت ذهنك نحو كلمة الله كل يوم، وأن تطبقها على نفسك شخصياً وتسمح للروح القدس أن يجعلها واقعاً في قلبك. فتفكر بعمق كيف تطبق الكلمة التي قرأتها في حياتك، سائلاً نفسك: ” ماذا يريد الله أن يقول لي؟ وماذا تعني في حياتي؟ وكيف يمكن للكلمة أن تغير ظروفي؟ وتصادق على ما يقوله الله عنك في كلمتة، ولتضبط عقلك وتصمم أن تكون ما يقوله الله عنك، وأن تستطيع أن تفعل ما يقوله عنك أنك قادر على فعله. كما بإمكانك أن تحصل على ما قاله عنك بالفعل أنك تمتلكه، ضع نفسك بالإتفاق مع ما يقوله الله وعندها استقبل ما يقوله. كلمة للحكيم لسنواتٍ ظللتُ أخبر الناس أن يقضوا وقتاً في الكلمة. فتقريباً في كل مرة أعظ، مهما كان الموضوع الذي أتحدث عنه أعود لأؤكد على أهمية أن تكون الكلمة في المكانة الأولى في حياتك. وربما تكون قد سمعتني أقولها مئات المرات، ولكن كما تعلمون أن سماعها وحده لا يفكي، فينبغي أن تفعلها لكي تحصل على نتائج. يسوع علمنا هذا المبدأ في (متی ٧): أخبرنا عن رجلين كليهما سمعا الكلمة. قال عن واحدٍ منهما أنه جاهل أما الآخر فعاقل. ولكن ما الذي جعل فرق بين الأثنين الرجل العاقل عمل ما سمعه، أما الجاهل فلم يعمل. « فكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط. لانه كان مؤسسا على الصخر. وكل من يسمع اقوالي هذه ولا يعمل بها يشبّه برجل جاهل بنى بيته على الرمل. فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط. وكان سقوطه عظيما » (مت٧: ٢٤-٢٧). ربما تعلم جيداً أنك في حاجة لقضاء وقت مع الكلمة ولكن إن لم تعمل بهذه المعرفة، فلن تفيدك شيئاً حينما تأتي عواصف الحياة. لذا خذ خطوة تجاه الكلمة، ابدأ الآن وخصص وقتاً للجلوس منفرداً أمامها كل يوم. من الآن اجعلها رقم واحد في جدول أعمالك اليومية، ولا تنتظر حتی تواجه مواقف صعبه أو عواصف الحياة لتفعل ذلك. هل حاولت يوماً أن تبني منزلاً وسط طقسٍ عاصف؟ لقد عبر (كينيث) كينيث بأعاصير عديدة وقد شاهد كيف تضرب الرياح بقوة حتى جعلت ثمار جوز الهند تتطاير كما لو انها قنابل مدفع. فلتفكر قليلاً في بعض الفقراء في الخارج الذين يحاولون بناء منزلاً في جوٍ عاصف تبلغ فيه سرعة الرياح حوالي 120 ميلاً في الساعة. لا تفعل ذلك. لا تنتظر حتی تفقد الأمل في الجلوس أمام الكلمة، خذ قرارك وابدأ اليوم. لأنه عندما تأتي عواصف الحياة علی بيتك (حياتك)، ستكون حينها جالساً بالداخل أمام المدفأة تتأرجح وتسبح الله، ستجد نفسك فرحاً ومتهللاً إذ لم تسمح لإبليس أن يشغلك عن الكلمة.

أخذت بإذن من خدمات كينيث كوبلاند www.kcm.org & www.kcm.org.uk   .

هذه المقالة بعنوان “لا تكن مشغولا ابدا عن الكلمة” تأليف : جلوريا كوبلاند من المجلة الشهرية أغسطس2015 BVOV جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة  الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث كوبلاند.  

Used by permission from Kenneth Copeland Ministries www.kcm.org  &  www.kcm.org.uk.

This article entitled ” NeverToo Busy For The Word” is written by Gloria Copeland , taken from the monthly magazine BVOvAugu 2015.

©  2008 Eagle Mountain International Church, Inc.: aka: Kenneth Copeland Ministries.  All Rights Reserved.

This work Translated by: Life Changing Truth Ministry

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$