القائمة إغلاق

لماذا يبدو أنه لا يعاني غير المؤمنين جزء Why Seems the Unbelievers Aren’t Suffering Part 2

يجول ملتمسا مَن يبتلعهم؟

مَن يتراخى الآن في أن يسلك بالكلمة ويجعلها حياته، لا يدري أن إبليس بدأ بالفعل في اقتناصه، وبناء شخصيته فيه، وابتلاعه بزرع أفكاره؛ وهي مسألة وقت وتظهر الطباع الشريرة والنتائج السلبية في حياته.. فلا تقل في فكرك: “كوني مع الرب سيقاومني إبليس؛ فأسلك حياة وسطية”.. هذا فكر شيطاني، إن صدقته سيبتلعك، وتصير غليظ القلب تجاه الكلمة وعمل الروح. اِفهم هذا:

١ بط ٥ : ٥ كذلك أيها الأحداث اخضعوا للشيوخ، وكونوا جميعا خاضعين بعضكم لبعض، وتسربلوا بالتواضع، لأن الله يقاوم المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة. ٦ فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه، ٧ ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم. ٨ اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو ٩ فقاوموه راسخين في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على إخوتكم الذين في العالم. ١٠ وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، بعدما تألمتم يسيرا، هو يكملكم، ويثبتكم، ويقويكم، ويمكنكم.

 إن عدد ١٠ نتيجة لما سبق أنك لم تسمح “أنت” وليس “الله” بأن يبتلعك إبليس، وذلك بأنك مارست سلطانك. وهذا تعرفه بعد أن عرفت من أنت في المسيح. وما لك وكيف تستخدمه.

إبليس سيد قاسٍ سيبتلع من يعرف أن يبتلعه.

لذا اجلس أمام الكلمة، أي أمام الرب شخصيا؛ لتعلم وتفهم طرقه للحياة، بل وتقبل توبيخه. ولا تكن معاندا للكلمة؛ لأنك تُغلق بهذا الباب في وجه الرب. ولن يمكنه شفاءك رغم أنه يريد هذا..!

أم ٢٩ : ١ من كثر توبيخه وظل معتصما بعناده، يتحطم فجأة ولا شفاء له.

لا تستسلم أو تثبط العزيمة، وتتعذر بأن الله لم يعطك شيئا.. اسلك بطريقته لتحب كلمته، وتبني عَلاقة حميمة معه، ومنها سينطلق روح الله في حياتك بقوة.. وسيحدث ما هو أكثر مما تطلب أو تتخيل أو يدور في مخيلتك.. فقط أعطِه المساحة في قلبك أولا، وذلك بأن تأكل الكلمة، لا أن تتغزل فيها وتحبها، وهي ليست فيك كفهم وفكر.

رو ١٢ : ٢ ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ماهي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة

لتختبر أي لتذق الإرادة الصالحة ثم المرضية ثم الكاملة. وهذا يبدأ بأن تفهم الحق، وتغير في تفكيرك وذهنك.. وبعدها تختبر، أي تذوق، أي تمتلك الميراث.

 الرب يسوع – الكلمة تظهر في كل شيء في حياتك

١ تي ٤ : ١٣ إلى أن أجيء اعكف على القراءة والوعظ والتعليم. ١٤ لا تهمل الموهبة التي فيك المعطاة لك بالنبوة مع وضع أيدي المشيخة. ١٥ اهتم بهذا. كن فيه، لكي يكون تقدمك ظاهرا في كل شيء. ١٦ لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك، لأنك إذا فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا.

التقدم يأتي عليك بالتطور، وعندها يظهر التحسن في كل كل كل شيء.

لا تسمح لإبليس أن يقنعك أن هذا لكي يرضى الله عنك فيعطيك.. لا بل هذه هي الحياة: “أن تفهم فكره فيتشكل فيك، وتصير طريقة تفكيرك هي الكملة”. ولأنك أنت من تواجه الحياة وليس الله، يجب أن تكون أنت الكلمة معاشة. فقبل أن يكون الغذاء الذي على مائدة الطعام مفيدا لك، يجب أن تأكله فتصير قويا.. فيكون فيك، ويسير في جسدك؛ فتعرف كيف تسير في الحياة. لكن أنه مفيد ويقوي الجسد، سيظل فقط معلومة لو بقي على المائدة، ولن تستفيد منه ما لم تتقدم وتأكله. فتصير مستفيدا وقويا. بمعنى آخر تصير أنت المستفيد والمتقوي؛ أي صرته.

 أكرر.. هذه الكلمة ليست وصايا، بل طريقة تفكير يريد الله بها أن يُظهر شخصه على الأرض من خلالك؛ لأنك أنت من يواجه الظروف، وليس هو بالنيابة عنك، نعم الحرب ليست لكم بل لله.. هذا قبل الخليقة الجديدة، أي قبل أن يضع الله شخصيته فيك، فتصير أنت تجسيد الكلمة؛ أي الكلمة معاشة.

أمثلة على أن الكلمة طريقة تفكير وليست وصايا

مثلا: فكر الله يتكلم عن السعادة والسلام الحقيقيين:

الكلمة تعطيك المقاييس السليمة بخصوص السعادة الحقيقية. ولتعلم أن الأمر ليس بامتلاك الأمور. بكل تأكيد من تراه يمتلك كل شيء، هو ظاهريا سعيد، ولكنه لا يعرف مثلا كيف يدير ماله بطريقة صحيحة، يخاف من الحياة، غير مشبَّع في داخله، يعاني من أمورنفسية، وقد تراه فجأة يفقد كل شيء، أو كُسِر بدون حل.

وبعد أن تتلامس مع الكلمة بقوة، ستكتسف أنه لا يمكن العيش بدونها، فتخلص للآتي: “كون طريقة تفكير هذا الشخص ليست بالكلمة، ستجده فاشلا في الحياة في زوايا أخرى (قد لا يظهر لك هذا). ويسعى أن يسعد، وقد يكون غيرَ مدركٍ أن تشخيصه الحقيقي أنه غير شبعان في الحياة، ولأنه لا يرى غير نفسه، لا يعرف أنه توجد سعادة حقيقية”.

سلامي أترك لكم ليس كما يعطيه العالم.. .هنا فرق الرب بين أنواع السلام.. يو ١٤ :٢٧.

 في نظرهم، يتبلد القلب بوجود سلام ظاهري في الحياة.. فهم مقتنَصون في فم أو فخ إبليس.. ويوهمهم إبليس لكي يكمل هضمهم؛ لأنه يهضمهم بعد ابتلاعهم، ويظهر في حياتهم ضد المملكة.

بل ويستفيد منهم إبليس في الأرض في تحقيق رغباته. نعم، هؤلاء مَن يستخدمهم إبليس وقتَ أن يريد تخريب شخص، أو أمر في المملكة المضادة له، وهي مملكة النور.

مثال آخر.. كلمة الله توضح لك المقياس الصحيح للنجاح:

النجاح في شيء لا يعني النجاح في كل شيء.. بمعنى: مَن تراه ناجحا في أمر مثل العمل، ليس معناه أنه ناجح في كل الزوايا.. مثل الأسرة أو إدارة وقته أو ماله.. وقد تُصر وتقول: “لا، إن الناجح في العمل لا يحتاج لشيء..

أقول لك: الكلمة توضح أن النجاح في كل شيء مز ١، والإصرار على أن أمرا معينا هو الحل يعكس أنك جائع لهذا فقط، ورسمت تفكيرك أنه فقط الهدف في الحياة، في حين تقول الكلمة إن الهدف ليس أن تنجح في أمور معينة، بل في كل شيء.

ولا تقل: “حينما أنجح في العمل سوف أتفرغ لبقية حياتي.. ” هذا ليس صحيحا.. النجاح يقاس بما تعرفه في الكلمة قبل أن تنجح في الواقع، وليس حينما يظهر النجاح.

فالنجاح والفشل طريقة تفكير وليسا نتائج.

أنت تعرف أنك ناجح أو فاشل لا بالامتحان، بل بطريقة تفكيرك في الأمر قبل الامتحان.. نعم، هذا قلب الله.

لهذا قال الروح في أم ٤ : ٧ الحكمة هي الرأس فاقتن الحكمة وبكل مقتناك اقتن الفهم. رأس المال ليس المال بل الحكمة والمعرفة. ٨ ارفعها فتعليك. تمجدك إذا اعتنقتها.٩ تعطي رأسك إكليل نعمة. تاج جمال تمنحك»

 أم ٨ : ١١ – ٢١ لأن الحكمة خير من اللآلئ وكل الجواهر لا تساويها. ١٢ «أنا الحكمة أسكن الذكاء وأجد معرفة التدابير. ١٣ مخافة الرب بغض الشر. الكبرياء والتعظم وطريق الشر وفم الأكاذيب أبغضت.١٤ لي المشورة والرأي. أنا الفهم. لي القدرة.١٥ بي تملك الملوك وتقضي العظماء عدلا. ١٦ بي تترأس الرؤساء والشرفاء كل قضاة الأرض.١٧أنا أحب الذين يحبونني والذين يبكرون إلي يجدونني. ١٨ عندي الغنى والكرامة. قنية فاخرة وحظ.١٩ ثمري خير من الذهب ومن الإبريز وغلتي خير من الفضة المختارة.٢٠ في طريق العدل أتمشى في وسط سبل الحق ٢١ فأورث محبي رزقا وأملأ خزائنهم.

ستنال رزقا وفهما من الكلمة وتزدهر ويستمر ازدهارُك. هللويا.

الاقتناع أن الكلمة كافية لفهم كل شيء، سيؤدي بك لأن تجري عليها، لا أن تجري منها.

النجاح والفشل لهما مقاييس من الكلمة، وليسا بالتخمين. فليس كل ما تؤمن به صحيحا، إلا إذا كان بالكلمة.

لو سلكت بهذه المباديء الكتابية، وصارت حياتك، ستجد النجاح مستمرا، وفي كل زوايا حياتك. لأنك إن توَّجت الكلمة ستتوجك أي تُملكك. أي ستمكنك، أي ستعطيك ما تقوله.

 أنا مؤمن وعزمت بقلبي ووجهته أن أتبع الرب ومارست إيماني.. . ولكن صُدِمت: لم أرَ نتائج؟

لو قلت “عملت كل شيء عن الإيمان ولم أنَل.. ” هذا يوضح أمرا: “كون رد فعلك أنك لازلت تتساءل هذه التساؤلات، فهذا يوضح لي أن الكلمة لم تبنيك قبل أن تمارس إيمانك” أع ٢٠ : ٢٨ تبنيك وبعد هذا تعطيك ميراثا.. .قد تكون مارست الإيمان بطريقة صحيحة، ولكن توجد خميرة ليست من الكلمة في حياتك تُنتج ثمرها، وتُضعف إيمانك. وفي الحقيقة، كون إيمانك حسب الكلمة، فهو مؤكد إيمان عامل. فقط استمرْ وسترَ نتائج.. قد يكون الأمر يحتاج منك أن تستمع للروح، حيث سيُكمِل إيمانَك، ويساعدك بتوجيهك لأمور معينة تفعلها، أو تخطيط معين، أو أن تُعلن كلاما معينا، أو تضحك بالروح، أو تصلي بألسنة أكثر.. وليس شرطا أنك مقصر؛ إنما الأمر بسبب عدم انغماسك في الكلمة، وأنك لم تتصلب بكفاية لمواجهة الأمر بعناد.

تذكر: أن تبنيك الكلمة يعني أنها تغير طريقة تفكيرك.. تعدل من شخصيتك وتلمسك وتصير أنت طريقة تفكيرها بخصوص كل شيء في ذهنك.. فهي ليست وصايا، بل طريقة تفكير تجاه الله، تجاه نفسك، وتجاه الحياة. فتنظر للأمر مثلما نظر يسوع للميتة أنها نائمة، وقد ضحك الكل عليه.

لا تتعاون مع إبليس في هدم حياتك بتصديق العيان. مصدقا أن الكلمة ستستقر فيك بعد أن تغير طريقة تفكيرك، وستنقلك في قلبك، ثم تملكك وتعطيك ما تقوله:

مثلا الكلمة ستعلمك أن الشفاء ليس أن تصلي كي تخرج التحاليل أو الأشعة بنتائج سليمة!!!

بل أن تنتبه لتقرير الكلمة عنك وعن صحتك في إش ٥٣ : ١ مَن صدق تقريرنا.. ستعلمك أن الروح الذي أقام المسيح يسكنك (إن كنت ممتليئا بالروح)، ويعطي حياةً لجسدك، ويُميت المرض، أو يشفي العضو.

والكلمة ستعلمك أن لا تخفف الأمر بقولك إن الطب طريقة الله في الشفاء، بل هو طريقة طبيعية. أما طريقة الله فخارقة للطبيعة.. كلاهما ضد المرض. لكن الشفاء الإلهي بالإيمان.

والكلمة ستغير تفكيرك إن كان ملآنا بالأفكار العلمية، مثل أن: التلوث مثلا هو السبب في المرض، أو فلانا أغضبني فمرضت، أو السبب في الوراثة.. لا تحلل بطريقة علمية، بل كُنْ فاهما من الكلمة، وتشبَّع بها، حينها ستُدرك أن الأمر روحي.. لأن يسوع تعامل مع كل الأمراض بطريقة روحية. ولم يلجأ للوقا الطبيب ليساعده. لأنها روحية. وحين لا تبتلع الكلمة، ستفكر مثل العالم؛ وبالتالي ستعاني مثله.

مثلا ترقيتك في العمل ليست في يد رئيسك.. لا أقول هذا كي تحتقره.. بل لكي تعرف حقائق الأمور.. ففي مز ٧٠ يتكلم أن الترقية لا تأتي من الشرق أو الغرب، أي من مصادر أرضية، بل من السماء.. وهذا يجعلك تطمئن أن: كونك سماويا، وتعرف القوانين، وتسلك بها؛ فالترقية في يدك. وليست في يد أشخاص، وتأخذها حتى لو من فم الذي يعاديك.

تذكر أنه لا يوجد غير نظامين يعملان في الأرض :

١. مملكة السماء على الأرض، وهي في المسيح.. وهي بقبول يسوع في القلب فتولد من الله

٢. مملكة الظلمة.. ومَن ينتمي إليها ليس فقط لديه طبيعة إبليس، بل له فكر إبليسي.

فإعاقة حدوث شيء سببها إبليس، وليس أن الله لم يرضَ بكفاية عنك فلم يعطك.. لذا افهم أنه يجب أن تجري على الكلمة، بدلا من أن تتعاون مع إبليس في خداعه، وتصدق العيان.. بل استمر في الكلمة. واستمر في اعترافاتك وثباتك بإيمان عنيد، آخذا الصلابة من الكلمة، وحتما ستخرج باختبار.

لكي تعيش حياة المجد؛ عليك فهم أن هذه طبيعة روحية في المولودين من الله، ليس هذا وحسب، بل هي طريقة تفكير.

تحتاج أن تولد من الله لتأخذ هذه الطبيعة، ليس هذا فقط، بل وأن تعرف فكره.. الله يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون. ١ تي ٢ : ٤

لا تقف عند الميلاد الثاني، بل أقبل على المعرفة.. المعرفة التي بدونها يهلك في هذه الحياة كثيرون جدا من المؤمنين.. هو ٤ : ٦

الأمر ليس أن إبليس قوي، بالعكس هو ضعيف جدا أمام من يعرف النور. أي الكلمة.

لماذا هناك أناس لا يسعون للشفاء أو المليء بالروح ويحدث الأمران معهما؟!

هذا لأن هناك مستويات من النضوج. قد ينزل الله لمستويات الأطفال روحيا؛ ولأنهم قد يطلبون أمرا معينا، بل قد يشغل بالهم جدا، تكون الاستجابة النهائية (لأن الله يعلم أكثر منهم) عن طريق الروح القدس؛ هذا لكي يعرفوا كيف ينالون بقية الأمور.. فيحدث أن يمتليء أحدهم مثلا دون أن يسعى لذلك.. لا تتعجب. قد يكون ذلك نتيجة صلاة أناس لهم.. ولكن إن آجلا أم عاجلا يجب أن يفهموا الكلمة.

مَن لا يعيشون بالكلمة لا يطمئنون ولا يعيشون السلام.. ولا توجد طمأنينة لهم في الحياة؛ لأن الكلمة هي مَن ما يُعطي الراحة والطمأنينة حسب عب ٤ : ١ – ٤ الذين آمنوا هم من يعيشون في الراحة.

الراحة هي أن تعرف طرق الله، وليس أن تنال شيئا.. فهي تعطيك الطمأنينة والتعزية. والتعزية ليست أن تستمتع بترنيمة معينة، أو تذرف دموعك في الصلاة؛ فهي ليست مشاعر.. .بل التعزية هي التشجيع والاستنارة، وفهم الله والحياة، وفهم من أنت. فتعرف كيف تسلك.

لا تعِش متخبطا وتتساءل وتعطي نفسك عذرا بأنك حاولت، أو عرفت أن الرب صعبٌ ومُمِل؛ وهذا لأنك تتعامل معه بنصف قلب. هناك مَن يلجأ لله بنصف قلب؛ لأنه لا يؤمن بشكل حقيقي؛ أو لأنه ملآن بأفكار ليست كتابية. فأرض قلبه مستهلكة في أفكار خاطئة، مستعدة أن تلدغه وقت الضيق، عكس ما يقول في أف 6 أن تنهي وتنتصر وتثبت في يوم الضيق.. بعد هذه المعرفة ليس لك عذر.. لا تستسلم لمخططات إبليس في الحياة، وامتليء بالكلمة.

لا يوجد شخص يكره الرب أو يتبعه بنصف القلب، إلا بسبب زرع أفكار جعلته هكذا.. كمولود من الله أنت مُدمِن الله.. في داخلك بذرة تجعلك تحبه في روحك بكل القلب.. وليس صحيحا أنك تسرح وتعاني في الصلاة.. هذا بسبب عدم فهمك للكلمة والنار التي فيك.. امتليء بالروح، ولا تبهت ولا تنطفيء، ولا تتعذر بهذه التساؤلات.. أجب عليها، واتركها وراء ظهرك، واتبع الرب بكل قلبك.

أنت تحتاج للالتزام، وبالفعل لديك حافز لتلتزم وهو: أنه لا طريق آخر غير هذا الذي سيبقى وسينتصر وسيسود هنا، ولكنك تحتاج للتمرُّن على حياة الإيمان، وفهم فكر الله بخصوص الحياة، وليس أفكار العالم.

ثبِّت قلبك في الكلمة وفي الجسد

لقد رأينا في سليمان شخصا أنجز في بناء الهيكل بطريقة عظيمة، وأباه داود لم يبنِه، لكن بعد البناء لم نسمع أن سليمان كان يحب الذهاب لبيت الرب، عكس أبيه داود الذي كان يعشق التواجد في بيت الرب، ويفرح بـ”القائلين لبيت الرب نذهب”.. ولأنه وُلِد مُحِبا للكلمة والتواجد في الحق والجسد، لم ينحرف قلب داود. ولكن سليمان أنجزللرب أمرا كبيرا، ولكن انحرف قلبُه.. وهذا لأنه لم يتواجد في الجسد.. وهذا يُشبه مَن يتحاشى فتح كلام في الأمور الروحية، ويُظهر موافقته على أية عظة، وإعجابه بها؛ حتى لا يتكلم معه أحدٌ عن تفاصيلها..! لا تكن هكذا.. حب الكلمة، ولتبني حياتك.. فهي حياة لمن يجدها.

خروج مِن التعب إلى حياةٍ مجيدة ونهاية عظيمة

لقد نشأت في بيت مؤمن، بأسرة تحب الرب، ولكن ليس حسب المعرفة التي بها حق كتابي يجيب على الأمور المحورية في الحياة، ويجعل الشخص يقف على قدميه، ويعرف كيف يحيا في المسيح، وهذا حسب ما تعلمناه في المكان الذي كنا نعبد فيه.. ففي طفولتي، وفي سن إعدادي وثانوي (المدرسة)، رأيت أمورا كثيرا مثل أن شبابا أكبر مني مفترض أنهم يعلمونني في مدارس الأحد يقولون “الكل بالنعمة وكده كده رايحين السماء وسنختطف جميعنا.. مضطرين أن نحيا حسب المواقف والحياة.. ليس الكتاب كله للحياة العملية، بل هو فقط عن الروحيات.. لن يساعدك الكتاب إلا في كيف تضمن السماء، ولكن ماذا عن العمل والاختيارات في مفترقات الطرق.. الكتاب ليس عمليا”. بلا شك أنقذني الرب من براثن وأسنان هذه العقيدة الخاطئة.

وللأسف نشأ معظمنا على هذا.. وبالتالي معكوسه على الحياة أن المؤمنين الذين يُفترض أن يعيشوا بالكلمة، ويعيشوا ناجحين في كل شيء حسب مز ١، للأسف فاشلون، ويعانون مثل أي شخص.

ما لم يسلك الشخص عن طريق حق كتابي ينير حياته، سيحصد ما زُرع فيه من أفكارغير كتابية.. وسوف يتواكل، وتصير القدرية أسلوب حياته. مفعول به وليس فاعلا.. رغم أن الرب يريد له أن يكون فاعلا، لا مفعولا به.

نرى منهم أناسا يحبون الرب، ولكن ليس بالمعرفة الصحيحة، وهؤلاء سريعا ما يبتعدون عن الكلمة التي هي الرب.. لا فائدة أن ترنم كثيرا، وفي نفس الوقت لا تعرف الرب شخصيا.. .أتكلم لمَن يُدمنون العبادة، ولا يتلهفون للمعرفة.

وبالطبع ينتج عن هذا كله عدم شهية للكلمة؛ لأنها في نظر هؤلاء قاصرة على الأبدية والأعمال الصالحة فقط، ولكنهم لم يعرفوا أنها حياة وطرق وأفكار الله لكل شيء حولك، ويجب أن ينتبهوا للكلمة؛ فيتعلموا كيف يحيون.. وهذا بسبب عدم التحفُّز لدراسة وفهم الكلمة، وهذا بسبب عدم الاقتناع أن الكلمة فيها كل الحلول. أضِف إلى هذا أن إيمانهم الخطأ يرون نتائجه. وهنا يلجأ الإنسان للحلول الطبيعية البشرية، أو للأعذار التي أجبت عليها أعلاه؛ كي لا يتحمل المسؤلية. أو يتذبذب حينما يُقبل على الكلمة، أو يتأثر بهذه الخميرة التي تزعزع إيمان الشخص. الكلمة هي يسوع. هي كل شيء.. بالأحرى هو الكلمة كل شيء.

ومَن يتراخون في حياتهم، أو يفهمون خطأ أن النعمة ستحملهم مهما قصَّروا، أحب أن أصدمهم، وأصدم الذي يأتي لي بهذه اللغة، بقولي إن “أمانة الشخص في حياته، وسلوكه باستقامة مُحبا للرب بدون الكلمة، ليست كافية، بل أمر خطير أن لا يعرف الشخص الكلمة والرب من الكلمة، فمثلا ليس كل المؤمنين سيختطفون!!!“.

المستعدون فقط هم مَن سيختطفون.. وغير المستعدين سيحضرون الضيقة.. وسأشرح هذا في مرات قادمة؛ لأن ذلك ليس موضوعنا الآن.

بلا شك عاش كثيرون يعتقدون هذا؛ فتسيَّبوا في حياتهم معتقدين: “كوني مولودا من الله سأختطف”. وهذا غير كتابي.. فقط المستعدون سيختطفون، ويُنقذون من الضيقة..!

فالكلمة ستفيدك لكي تعيش وتذوق حياة انتصار. ولا يبتلعك إبليس. ليس هذا وحسب. بل ستنقذك من الغضب الآتي.

ولقد حذر الرب من الإغواء لأنه يعلم أن بهذا سيعاني الكثيرون: لو ١٢ : ٣٤ فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة. ٣٥ لأنه كالفخ يأتي على جميع الجالسين على وجه كل الأرض. ٣٦ اسهروا إذا وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا أهلا للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون وتقفوا قدام ابن الإنسان».

أخيرا أقول لك

لا تصدق أكاذيب إبليس، أنت مَن لك أن تزدهر وليس الخطاة أو الأشرار، يمكنك بالكلمة والروح أن تحيا حياة الغلبة، والنصرة وتضحك على الزمن الآتي، وتعيش حياة تجعل إبليس هاربا منك.

تعرَّض للكلمة، غيِّر حياتك بها. وابدأ أن تعتاد على فهمها ودراستها. لا تتراخَ. ولا تدمر نفسك بنفسك.. لا تحب العالم ولا مبادءه؛ لأن بها عداوة لله، ولا تصادق أفكارا هو لا يحتويها.

ثُر على حياتك، ولا تقف كما كنت.. ابدأ بالملء بالروح، وبدراسة الرياضة الروحية؛ لأنك ستتعلم أن الأمر سيأخذ وقتا قليلا تلتزم فيه، إلى أن تصير متدربا.. وفي خلال وقت قصير، يمكنك أن تكون عملاقا روحيا. لقد جعل بولس من أناس أفسس عمالقة روحيين في خلال ٣ سنين، وجعل منهم أساقفة ورعاة. الأمر لا يحتاج لسنين عديدة.

ادرس الروح النفس والجسد.

وما تشعر به الآن من تعب ومرارة ليس حقيقيا. هذا في حواسك لا تصدقه. انفجر ألسنةً وعبادة لأنك استنرت، فحينما تدرس الكلمة، ستعرف أن تغيير الأفكار يبدأ أولا بالمعرفة التي تُعرض عليك كي تتغير، ثانيا باستدعاء الأفكار، والتفكير فيها مرارا وتكرارا. لهذا أقول “ادرس الكلمة بعد العظة أو المقالة مرات أخرى. لا تكتفِ بالفهم، بل كما كنت تفعل في المدرسة والجامعة: بعد أن تفهم الدرس، تذهب لتستذكره في بيتك. فيصير ثابتا فيك”.

والمستوى الثالث مترتب على المستويين السابقين، وهو أن يصير هذا طريقة تفكيرك.

لا تسلك بالحواس. ولا تستمع لكلام إبليس وتردده. بل عِش بالكلمة. واجعلها تبنيك، وتعطيك ميراثا أعده لك يسوع المسيح. اصرخ وقل “الكلمة هي حياتي.. هي عزيزتي”.

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$