القائمة إغلاق

مفاتيح للعمل كفريق جزء 3 Teamwork Keys Part

لم يخلق الله “أمور عديمة الفائدة”

والمفتاح التالى للعمل كفريق هو المفتاح الرئيسى (الهام): إدراك أنك مهم ومطلوب. فالله لم يخلق أبداً أى شئ يمكن أن يكون منبوذاً. ففى نظام العالم، نضع قيمة كبيرة للأشياء التى تكون فريدة من نوعها. فى حين أن هذه الأشياء لا قيمة لها. فيجب عليك إدارك أن الله خلقك فريد من نوعك، وأنك هدية لا تقدر بثمن للكنيسة.

وعندما تلقى نظرة فاحصة على 1 كورنثوس 12 : 12-25، سترى أهمية كل عضو من أعضاء الجسد. قدّم الرسول بولس مقارنة بين الجسد المادى وجسد المسيح، وأشار أن الجسد لديه أعضاء كثيرة ولكنها تعمل كلها كفريق.

وهذه هى الطريقة التى يجب أن يعمل بها كلاً من جسد المسيح والكنائس المحلية. وكما قرأت تلك الأعداد التى فيها أشار فيها بولس أن العين لا يمكن أن تستغنى عن اليد، والعكس صحيح، و لذلك يمكن أن نرى أن ما يقوله هو أنه لا يجب أن يكون هناك غيرة بين ” أعضاء ” الجسد.

فتكون أيدينا وأقدامنا وعيوننا هى أعضاء هامة للجسد المادى (الطبيعى). سنبدو مضحكين جدا إذا كنا فقط أنف واحد كبير جداً. أشكر الله، أنه لم يخلقنا هكذا. فما أنت عليه هو ما جعلك الله لتكونه فى جسد المسيح، فانت عضو حيوى (هام) . والمفتاح هو إرتباطك بالأجزاء الأخرى والعمل معا نحو هدف مشترك.

وكتب الرسول بولس أن الله هو الذى وضع أعضاء فى الجسد كما يشاء. وخلق الله كل واحد منا فريد من نوعه وأعطانا مميزات والتى لا يمتلكها الأخرون كما نمتلكها نحن. فكل مسيحى مؤمن لديه شئ ذو قيمة يقدمه للرب وللجسد. لذلك، إذا كنت مدعو أن أعمل كمساعد، إذاً فالأمر متروك لى أن أكون أفضل مساعد بقدر ما يمكن أن أكون أم لا. فالله يُسر بمواهبى ووزناتى، لذلك أعرف أننى ثمين في الفريق.

أكد بولس أنه حتى أعضاء الجسد القبيحة أو غير المرئية فهى لا تقل أهمية عن الأخرين وكمثال، ليس هناك ما هو جميل في الكبد. ولكن يجب عليك إدارك أنك لا يمكن العيش بدون واحد منه. وأعتقد أن أعضاء الجسد الداخلية أو القبيحة تشكل خدمة المعاونين (أعوان تدابير). فهم دائماً يعملوا من خلف المشهد، ولكنك لا تراهم كثيراً.

ولقد سمعت مُعلمين يشيروا إلى أن هؤلاء الذين فى خدمة المعاونين هم فى منصب أقل أو أنهم “يلعبوا دور ثانوى” فى الجسد. وهذا يُحزن روحى، وأعتقد أنه يُحزن أيضاً الروح القدس. ومن ناحية أدائهم (وظيفتهم)، فهم أمام الله لا يقلوا أهمية عن مواهب الخدمة الخمسة.

قال مبشر عظيم وهو في حلم واقفاً أمام كرسى المسيح.أنه كان هناك جميع أنواع التيجان (الأكاليل) على الطاولة، ولكن كان فى المنتصف تاج ضخم مزخرف بالمجواهرات، وإلى حد بعيد كان هو الأجمل من باقى الأكاليل.

ووقف هناك وفكرَ، “لابد أن يكون هذا تاجى، لأنى قد ربحت الملايين للمسيح.”

وفى النهاية، نادى ملاكاً أسمه وإلتقط له تاج صغير بجانب التاج الكبير. و أوقف المبشر الملاك وسأله إذا كان يعرف من يكون وأنه شهير  وإنه قد ربح الملايين للمسيح.

ولكن قال الملاك، “نعم أعرف من أنت، ولكن هذا هو التاج الصحيح الذى لك.” وكان حزين ومذهول إلى حد ما لإستلامه للتاج الصغير.

ثم تم إستدعاء امرأة مُسنة إلى حد ما، وذهبت لتأخذ التاج الأكبر والأجمل ليوضع على رأسها. لذلك وفى الحال أراد المبشر أن يعرف من تكون هذه السيدة، وقال الملاك، “هذه هى المرأة التى صلت لك بإخلاص”.

وهو أخذ إعلان بأن الله قال أن تُمنح وفرة أكثر لهؤلاء الذين نعتقد أنهم أقل أهمية. (1 كورنثوس 12 : 12-24)

وإذا كنت تريد أن تؤدى دورك فى جسد المسيح، فيجب عليك أن تتوقف عن النظر إلى قصورك وعدم إمكانياتك وتبدأ بإستخدام قدراتك. وكن متصل بالإعضاء الأخرين، وكن أميناً لكنيستك المحلية، وإبدأ بالركض برؤية كنيستك.

أُركض بالرؤية

يُقال لنا فى أعمال الرسل أن التلاميذ المُهددين بسبب الصلاة بإسم يسوع، إجتمعوا مع الأخوة وبدأوا يصلوا، وأثناء الصلاة، إهتز البيت الذى كانوا مجتمعين فيه وإمتلأ الجميع من الروح  القدس وتكلموا بكلمة الله بجرأة.

يوضح سفر أعمال الرسل 4 : 32 نقطة هامة جداً. وهى أن الكثير من الذين أمنوا “كانوا جميعاً قلباً واحداً وروحاً واحداً”. وبمعنى آخر، كانوا فى إتفاق. وهذا هو المفتاح لرؤية هزة عظيمة من الروح القدس فى كنائسنا ومدننا. فجميعنا نكون قلباً واحداً عندما نولد ولادة ثانية، لأننا ننتمى إلى يسوع. ولكن هل نحن “روحاً واحداً” ؟

فالمسحة المشتركة أتت عليهم، لأنهم كانوا فى وحدة. فكلهم كان لديهم نفس الرؤية: وهى أن يحملوا البشارة إلى العالم بغض النظر عن التكلفة الشخصية. فهم صمّموا على التحرك معاً، وإدراك سلطانهم كرسل، وإتباع ما كان يقوله يسوع من خلالهم.

فالرب يتكلم بالرؤية فى قلب الراعى (القس) المحلى، ويجب أن تلك الرؤية تصبح فى داخل المؤمنين. ثم يجب عليهم آلا يتوقفوا عن التفكير فيها بكل القلب والروح لتحقيقها. فهنا المسحة المشتركة على الكنيسة المحلية ستؤثر (ستنعكس) على المدينة.

ماهى رؤية كنيستك المحلية؟ وما الذى يقوله الرب من خلال راعيك؟ تمسك بتلك الرؤية وإبدأ بالركض مع راعيك وبقلبك وبروحك. فهذه هى خطة وإرادة الله أن تتحرك بقلب وروح راعيك. وصلى بولس لأهل كورنثوس لكى يقولوا قولاً واحداً ولكى لا يكون بينهم انشقاقات. (1كورنثوس 1 : 10)

فإذا كنت تحاول أن تركض برؤية لم يعطيها الرب لراعيك، إذاً فأنت بالتأكيد تخلق إنشقاق. و تحتاج أن تتوقف وتُنفذ ما يقوله الرب لراعيك وتبدأ بالركض فى نفس الإتجاه.

هل تريد حقاً أن تُستخدَم من أجل الرب؟ وهل أنت على إستعداد لإيجاد مكانك فى جسد المسيح وتكون على إتصال مع أعضاء أخرين فى كنيستك المحلية؟ هل أنت على إستعداد لإطلاق مواهبك ووزناتك التى وضعها الرب فى داخلك؟ إذا كان الأمر كذلك، فإبدأ بأن تكون طرفاً (تصبح مشاركاً). فالرب لم يُجبر نفسه أبداً عليك. فهو يعطيك الحق فى الإختيار. ولكن فكر ما الذى يمكن إنجازه وتحقيقه لملكوت الله عندما تبدأ القيام بدورك.

فنحن مدعوون لنكون مُساعدين خدام كل واحد للآخر. وذلك الإلتزام هو مسئولية مدى الحياة. والآن هو الوقت المناسب لإلتقاط سلاحك الروحى والإنضمام إلى صفوف جيش الله العظيم. وسنقف منتصرين معاً لأن حيث يحارب واحد يُفترض أنه ألف وحيث يحارب إثنان يفترض أنهم عشرة آلاف.

إن المفتاح الأخير والنهائى للعمل كفريق هو أن تستريح فى الرب، وتسمح له أن يقودك إلى الخطة الكاملة لحياتك. يجب عليك أن تتعلم أن تثق بالرب وتسمح له أن يُحدِث الخطة الموضوعة فى ذهنه لك. لا ينبغى أن نعتمد على فهمنا الشخصى. (امثال 3 : 5-6) فالرب هو الشخص الذى يرشد طريقنا.

وأثناء حضورى ريما فى عام 1979، أرشدنا الرب للإستقالة من الكنيسة التى كنا نعمل بها ونحضر فقط كنيسة أخرى. ثم ولأول مرة فى حياتى، تم قبولى  بدون اى متطلبات للتواجد فى الكنيسة. ولكن تأكدنا أنا وكيم بأننا كنا هناك ثلاثة أو أربع مرات فى الأسبوع.

كنت أذهب لعمل إضافى فى محل لبيع الأحذية، وعملت “كيم” زوجتة كجليسة خاصة للمسنين فى دار رعاية. وكل يوم ولمدة سبعة أو ثمانية أشهر، كنت أذهب إلى العمل مبكراً عن موعده بعشر دقايق للجلوس فى السيارة وأتحدث بهذا الكلمات:

“أنا لدى خطة على حياتى، وأنا لم أبيع الأحذية وأشتم رائحة الأقدام لبقية حياتى وعندما أخرج من هذه السيارة، أقول ، يارب أشكرك لأننى أجد الخدمة التى أعمل بها بدوام كامل.”

فنحن آمنا بالرب فى كل دائرة من دوائر حياتنا. وخاصة من الناحية المادية. وكانت كيم تُخبر كبار السن بأنها كانت تهتم بأمور يسوع.  وهم كانوا يخلصون، ولكن بسبب إنهم كانوا كبار السن جداً، فكانوا يموتون. وطالما كانوا على قيد الحياة، وكانت كيم تحصل على الراتب. وعندما يموتوا، لم يكن لديها وظيفة!

وقد ذهبت إلى دار رعاية المسنين، وأعلنت لهم، “فأنتم ستحيوا ولا تموتوا” ـــــ ولكنهم كانوا يموتون على أى حال. وسألت كيم لماذا دائما تحصل هى على الحالات المستحيلة (الميئوس منها) لكى تعتنى بهم. لماذا كانوا يخصصوا (يعينوا) لها أشخاص لن يعيشوا طويلا ليس بهم حياة؟

وقبل المدرسة بثلاث أسابيع من ذلك العام، كانت هناك سيدة. وكانت كيم تساعدها قد ماتت. ثم جاء رئيسى فى العمل وقال أن إبنه سيعتنى بمجال الأحذية لمدة ثلاثة أسابيع وإنه لم يحتاجنى فى ذلك الوقت. وهناك لا يوجد أحد منا لديه وظيفة ولا يوجد إحتمالية الإنضمام إلى موظفى كنيسة.

فكل الكنائس التى إتصلنا بها أرادت أن تعرف إذا كانت زوجتى تعزف على البيانو وترنم أم لا. حسناً، فهى كانت ترنم ولكن لم تستطع العزف على البيانو، لذلك فهم كانوا يقولون، “عذراً. فنحن نحتاج إلى شخص لديه مواهب”.

وبدأت أفكر، “عزيزى الرب، فربما أكون أكبر شخص أحمق (يتصرف بحماقة) وقد اكون لصاً، لكن إذا يمكن لزوجتى أن تعزف على البيانو، أذاً فربما أنجح أنا  فى الخدمة!”

وذات ليلة كنت كئيب جدا وتمددت على أرض شقتنا وبكيت بغزارة. وكان لدىّ أكبر “حفلة شفقة على الذات” والتى لم تكن لدىّ من قبل على الإطلاق. وفى وسط هذا، وفجأة، قاطع (أوقف) يسوع حفلتى. وكان صوته واضحاً جداً.

وقال، “يابنى، لماذا تبكى؟ ألا تدرك أننى هنا لأتشفع لك؟”.

وذلك هزنى حتى أصابع قدمى. وقفزت عالياً وبدأت أصيح وأرقص وأسبح الرب لأجل رحمته. فأنا لم أكن أعرف كيف يفعل هذا، ولكن كنت وقتها متأكداً أنه كان لديه خطة لحياتى.

وفى صباح يوم الأحد المقبل فى الكنيسة، جاء إلىّ شاب والذى لم أقابله من قبل. فهو قد قابل أمى و رأى صورة لى عندما زار كنيسة والدىّ فى ولاية أركنساس. فهو لم يبحث عنى، ولكن فى صباح ذلك اليوم، ما “حدث” فقط هو أنه جلس بعيداً عنى ببضعة مقاعد وتعرّف علىّ، وسألنى لتناول الغذاء معه.

وبعد ثلاثة أسابيع، نحن تخرجنا من ريما وقرّرنا الرجوع إلى بيتى فى ماجنوليا فى ولاية أركنساس، حيث أتمكن من العمل فى محل أخى لبيع الأحذية. ولكن عندما وصلنا إلى بيت أبوىّ، قال أخى أنه لم يحتاجنى. فكانت الأمور لا تتجه نحو الأفضل بسرعة.

وقبل مغادرة تولسا، قد تلقينا دعوة لعقد مؤتمر صغير فى ولاية فلوريدا. ومباشرة قبل أن نغادر، إتصل بى الشاب الذى قدم نفسه لنا فى الكنيسة فى تولسا وأخبرنا عن الراعى هابى كالدويل. وأنه قد بدأ كنيسة فى ليتل روك وهو كان يبحث عن بعض الناس لمساعدته. وسألنى الشاب إذا كنت مهتماً أن أتقابل مع الراعى كالدويل. ولا حاجة للقول، أننى لم أكن بحاجة إلى النظر فى جدول خدمتى، لأنه لم يكن لدىّ جدول.

وذلك بعد أن عدنا من فلوريدا، ذهبنا إلى ليتل روك. كان هناك العديد من الإتصالات السماوية الأخرى التى أحدثها الرب خلال الطريق لكى نصبح أنا و زوجتى مرتبطين بعائلة كالدويل لمساعدتهم فى رؤيتهم لوصول ليتل روك إلى يسوع.

إعرف، أن الله هو أفضل “لاعب شطرنج” سيكون هناك دائماً. فهو يعرف كيف يضعك حيث يريدك هو. فربما تجد نفسك فى مكان ما ولا تفهم لماذا، ولكن إذا كنت تثق فى الرب، سترى فى النهاية إنه كان يعمل وفقاً لخطته الإلهية.

وفى هذا الكتاب، لقد شاركت ببعض من الكثير من التحديات فى حياتى كأمثلة لتلك التى تأتى عندما تكون فى إرادة الله . ولكنه قد إنقذنا منها جميعهم. فهو دبر أحداث فى حياتنا لكى يضعنا حيث كان يريد هو. فهو قد كان هنا أن الله قد جعلنا نزدهر (نُزهر) حيث زُرعنا.

فالكثير هم مدعوون، ولكن القليل هم المختاورن، فالدخول إلى ذلك المكان المختار من الله يأتى بالصلاة والإيمان، والإستقامة (الأمانة) والإجتهاد والتميز فى الخدمة. وعليك أن تحدد أن تمتلك تلك الصفات فى حياتك وتكون ملتزم لإرادة الله بغض النظر عن التكلفة.

فكلنا نكون حاملى سلاح الله، ونسير للأمام للعمل فى هذه، للقيام بأدورنا فى التبشير بالأنجيل للأمم. دعنا لا نكون ضعفاء فى الإيمان ونحيد عن دعواتنا أطول من ذلك. دعنا نفعل ما تجده أيدينا لتفعله، ونخدم القادة المدعوين من الرب، ونصلى فى تحرك اليوم الأخير للروح القدس.

هذا هو جيلنا ، يومنا وساعتنا، ووقتنا للنهوض ونكون الأنوار التى يريدنا الله لنا أن نكونها. فنحن جيش الله، و صوت الله، وأداة الله فى الأرض: فنحن الكنائس المحلية.

نشرت بإذن من خدمات التركيز على الحصاد  Focus On The Harvest المعروفة بإسم خدمات تيري نانس, بولاية أريزونا – الولايات المتحدة الأمريكية www.GodsArmorbearer.com .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from Focus On The Harvest , aka Terry Nance Ministries ,Sherwood ,AR ,USA. www.GodsArmorbearer.com.
All rights reserved to Life Changing Truth.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$