القائمة إغلاق

نخدم في عالمنا Ministering In our World

“وَقَالَ لَهُمْ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ، وَبَشِّرُوا الْخَلِيقَةَ كُلَّهَا بِالإِنْجِيلِ” (مرقس 16: 15)

“عِنْدَئِذٍ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «الْحَصَادُ كَثِيرٌ، وَالْعُمَّالُ قَلِيلُونَ”. (متى 9: 37)

“وَلَكِنْ حِينَمَا يَحُلُّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ تَنَالُونَ الْقُوَّةَ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَالْيَهُودِيَّةِ كُلِّهَا، وَفِي السَّامِرَةِ، وَإِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ”. ( أعمال 1: 8)

إن كلمة “العالم” من الممكن أن تحمل العديد من المعاني المختلفة . فمن الممكن أن نقول “العالم” ونعنى كل الكوكب الذي نعيش عليه. أو “العالم” الذي يعنى البيئة التي نعيش فيها – أو مجتمعنا – أو بيتنا. ليس من الصعب الآن إثارة حماس معظم المؤمنين للسفر إلى مكان آخر بغرض الخدمة, لكن لا تتكلم معهم عن الخدمة في البيت!

ولكن إن كنت فى أي وقت ستذهب ليستخدمك الله لتخدم فى أقصى مكان على  الكرة الأرضية, فمن الأفضل لك أن تكون قادرًا على الخدمة في بيتك أولاً. الله لا يمكن أن يستخدمك ولن يستخدمك إن لم تكن قادراً على الخدمة في بيتك.

في أعمال 1: 8 قال يسوع لتلاميذه أن يخدموا في اليهودية، وهي الولاية التي كانوا يعيشون فيها.و لاحظ ما قاله بعد ذلك. قال لهم أن يذهبوا ليخدموا في السامرة. وهو المكان الذي كانوا يكرهونه كرهاً شديداً. عند دراستك للتاريخ اليهودي ستعرف أن اليهود كانوا يكرهون السامريين بشدة ولقبّوهم بالكلاب. لاحظ أن يسوع قال ابدأ أولاً بالخدمة في بيتك، في مدينتك.

بعدئذ اذهب إلى المكان الذي تكرهه بشدة. وبعد ذلك اذهب إلى أقصى الأرض. أليس من العجب أننا نريد دائما أن نقلب الكتاب المقدس؟ نريد أن نذهب أولاً إلى أقصى الأرض. وآخر مكان نريد أن نخدم فيه هو البيت. لكن سأقول لك شيئاً واحداً: إن شهادتك لن تجدي نفعاً إن لم تكن مقبولة من أهل بيتك ومدينتك!

نعم, نحتاج أن نخدم العالم,و لكن ما هو العالم الذي يجب أن نخدمه؟ دعونا نخدم أولاً في عالمنا الخاص بنا, بيوتنا.

إن بيوت المؤمنين تتعرض اليوم لهجمات الشيطان كما لم يحدث من قبل. فالشيطان يحاول تمزيق بيوت المؤمنين .لذلك نحن فى حاجة إلي أن نبدأ في خدمة عالمنا الخاص , أهل بيتنا.

هل تعرف كيف تخدم أهل بيتك بدون صخب أو جعجعة ؟ إنه ببساطة بأن تقيم صلوات وعبادة يومية في بيتك ،وبأن تحيا حياة الإيمان المسيحية الثابتة.

لا تعبر عن غضبك فى يوم ما ثم تترك أبناءك يفلتوا من العقاب على نفس الفعل فى اليوم التالي. وإذا كنت تدعو بيتك إلى فضيلة فالأفضل أن تبدأ بنفسك ،ولا تنه عن خُلُق ثم تأتى بمثله.و لا تتحدث مع عائلتك عن الحياة للرب ثم تنتابك سورة من الغضب فتضرب بيديك الحائط (أنا أعلم بأن هذا يحدث في بيوت بعض الناس!) .

صحيح أنك تستطيع أن تطلب من الله أن يغفر لك  وسيغفر لك.و لكنك قد تركت انطباعاً وتأثيراً مؤذيًا في حياة أبنائك. وتحتاج أيضا أن تتكلم معهم وتعتذر عن سلوكك وتصرفاتك.

البيت ذو الجاذبية المميزة

فى عالمنا المتصف بالكاريزماتية (سحر الشخصية و الجاذبية المميزة)،يخرج رب الأسرة للعمل,بينما تكون الأم مشغولة بحضور عدد كبير من اجتماعات الصلاة وهي تحاول أن تربح بقية العالم للرب. فى حين أن الأطفال مُهمَلين، غير آمنين. إن هذا ليس جيداً, وأستطيع أن أثبت ذلك من كلمة الله.

ستجادل بعض النساء و تقول: “نعم, لكن أيها الأخ هيجن, لقد دعاني الرب لأخدم. وبمجرد أن يخرج زوجي للعمل وأولادي للمدرسة, يجب علىّ أن أخرج وأخدم” .

لكن ماذا يحدث عندما يعود زوجك للمنزل و البيت يبدو قذراً لأنه لم يتم تنظيفه ؟و السرير لم يُرتب منذ ثلاثة أيام, لأنه لم يكن لديك الوقت؛ لقد كنت في الخارج تعظين. يمكنني أن أبرهن من كلمة الله أن دعوتك العليا هي الاهتمام بشئون المنزل والاعتناء بهؤلاء الأولاد الذين منحهم الله لك. خدمتك الأولى هي لهم.

و بعد أن تخدم بين أهل بيتك, حينئذ اخرج وافعل شيء ما للرب إن توفر لك الوقت.

من ناحية أخرى,على الرجال الذين يغادرون المنزل فى السادسة صباحًا ويعودون في الحادية عشرة مساء ألا يتوقعون من زوجاتهم وأولادهم أن يحسنوا معاملتهم،بعد أن أهملوا القيام بواجباتهم نحو زوجاتهم و أولادهم.

ليس قصدي هنا أن أنادى بحقوق المرأة فى المساواة بينها وبين الرجل, ولا أنا على النقيض الآخر أؤيد التعليم القائل بالخضوع الأعمى. فمن ناحية أنا لست مع الحرية المفرطة،و لا أنا من ناحية أخرى مؤيد للخضوع الأعمى. تعلمنا كلمة الله بأن الله صمم البيت من رجل وامرأة واقفين جنباً إلي جنب ويخدمون معًا.

عندما أقوم بمراسم الزواج, أُخبر العروسين دائما أن المرأة لم تؤخذ من قدم الرجل فتكون مُداسه تحت قدميه .و لم تؤخذ من رأسه لتتسلط عليه وتتحكم فيه. بل أخذت من ضلعه, المجاور لقلبه, لكي ما تقف بجانبه و تسانده وبذلك يمكنهما الاستمتاع بالمحبة, و الوحدة, والانسجام معًا. عندما تفهم ذلك, فأنت بذلك قد فهمت النظرة الكتابية الصحيحة لموضوع الزواج.

الخضوع الكتابي الصحيح

في يوم ما في كنيسة (ريما) أتت إلىَّ امرأة وقالت: “إنني لا اشعر بأنه ينبغي أن أكون في المدرسة الروحية هذه, لقد أصر زوجي على حضوري؛ لذلك خضعت له وأتيت. لكنني بعد العودة للبيت بعد المدرسة علىّ أن أدرس وأعتني بطفلي الصغيرين و بكل شيء أخر فى المنزل. أنا ببساطة لا أعتقد أنه يتعين علىّ أن أكون هنا, لكن يُفترض بي أن أخضع لزوجي؛ فهو رب البيت”.

إن هذا ليس إلا هراء و كلام فارغ. فالخضوع لا يكون صحيحاً وحقيقياً إلا عندما يكون كتابياً, لكن ليس كحال تلك المرأة .

إن التعليم عن الخضوع المتطرف هو أحد أسباب تمزق البيوت والكنائس اليوم.

 صحيح أن للرجال سلطة روحية في بيوتهم، لكن ليس  بالصراخ, “حي هو الرب, سوف تفعلين هذا لأنني أمرتك!” يا لك من مستبد (فتَّوّة كبير)! بإمكانك أن تجعل أي شخص يفعل أي شيء تريده منه: زوجتك, أطفالك, وآخرين . لكن في يوم من الأيام سيكبر ابنك و يقف أمامك وهو في نَفس طولك, وينظر فى عينيك ويقول: “لن تجبرني على فعل أي شيء فيما بعد! ” .

تعلّم كيف تبنى بيتك كما ينبغي. أيها الآباء ، لا تتكلموا عن كل ما يتعلق بشعب الكنيسة أمام أولادكم. 

على حد علم أولادي فكل الوعاظ و أعضاء الكنيسة هم رجال و نساء أفاضل. و لا نناقش المشاكل المتعلقة بالخدمة فى حضور أولادنا.

يذهلني الناس الذين يحاولون أن يخدموا أشخاصاً آخرين فى حين أن بيوتهم في اضطراب. قال الرسول بولس أنك إن لم تستطيع تدبير بيتك فليس لك أي حق في الخدمة (1 تيموثاوس 3: 4, 5) ؛ وأنا لا أتكلم فقط عن الخدمة المنبرية بل عن الخدمة في جسد المسيح في الكنيسة المحلية أيضًا.

عندما تخدم بفاعلية وتأثير في البيت, وتصل بكل شيء في البيت لنظام وترتيب صحيح, حينئذ تستطيع أن تبدأ في الخروج والخدمة للعالم.

الخدمة في الكنيسة المحلية

“العالم” الثاني أو المكان الثاني الذي يجب أن تخدم فيه هو جسد المسيح أو جماعة المؤمنين فى الكنيسة المحلية. وإذا لم تكن منتظماً فى حضورك  للكنيسة المحلية أو شركة المؤمنين, فأنت بذلك لا تحيا في اتفاق مع كلمة الله. يقول الكتاب المقدس: “وَعَلَيْنَا أَلاَّ نَنْقَطِعَ عَنِ الاجْتِمَاعِ مَعًا، كَمَا تَعَوَّدَ بَعْضُكُمْ أَنْ يَفْعَلَ. إِنَّمَا، يَجْدُرُ بِكُمْ أَنْ تَحُثُّوا وَتُشَجِّعُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَتُوَاظِبُوا عَلَى هَذَا بِقَدْرِ مَا تَرَوْنَ ذَلِكَ الْيَوْمَ يَقْتَرِبُ.” (عبرانيين 10: 25) . 

لن تكون مرتبطاً (بالكنيسة) بمجرد جلوسك في البيت تشاهد الخدمات على التليفزيون. فتجلس مستريحاً على كرسيك المريح يغلبك النعاس و يفوتك الكثير.

يجب أن تكون ارتباطك بالكنيسة المحلية التي تحرص على التعليم و الوعظ بالإنجيل الكامل. و مشاركتك يجب أن تكون بحضورك  و تقديم عشورك وتقدماتك, وبقيامك بكل ما يجب عمله.

لا يستطيع الراعي أن يفعل كل هذا بمفرده؛ فهو يحتاج إلى بعض المساعدة في تقديم خدمة الخلاص والشفاء للاحتياجات الجسدية فضلاً عن خدمة منكسري القلوب , والمجروحين, والمضطهدين المظلومين, والجالسون وسط جماعة المؤمنين تعتصرهم الوحشة.

نحتاج أن نكون حساسين جداً لما يعلنه روح الله لنشعر بجروح واحتياجات الناس الجالسين بجوارنا في الكنيسة لنخدمهم.

نحن بحاجة لأن ندرك أننا نعيش في عالم متألم. هذا العالم يحتاج إلى أن نخدمه!

 لكن لكي نخدم, نحتاج أن نرجع إلى الأساسيات، نرجع إلى الالتزام و نعيد تكريسنا لله (متى 6 : 33 ) “أَمَّا أَنْتُمْ، فَاطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرِّهِ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ”.

هناك الكثير من الناس يطلبون ويبحثون عن “الأشياء” كالطائرات,و السيارات,و المنازل, وما شابه. أؤمن إننا نستطيع أن نمتلك “الأشياء” لأن كلمة الله تقول أنه يمكننا ذلك, لكن يجب ألا نسعى وراءها. يجب أن نطلب ملكوت الله !

عندما نكون مهتمين بخلاص الناس وشفائهم,فستزاد لنا هذه “الأشياء”، التي نريدها، و نحتاج إليها و نرغب فيها. مشكلتنا هي أننا نطلب الأشياء بدلاً من الملكوت.

لا أعرف كم من الخدمات التي حضرتها حيث يعظون بالنجاح و تسديد للاحتياجات بفيض ووفرة والإيمان , لكن لم تكن هناك دعوة للتقدم إلى الأمام نحو المنبر لطلب تسليم الحياة.و لم تكن ثمة صلاة من أجل شفاء؛ وإن كانت هناك أية صلوات فقد كانت على النحو التالي: “يا رب باركني وبارك مواردي المالية”. هذا جزء منها, لكن ليس هذا هو لُب الموضوع.

أما لب الموضوع فهو العمل على خلاص الناس من الخطية ووضعهم على بداية الطريق للسماء.و كل بركاتنا الأخرى هي كماليات!

شكراً لله من أجل معمودية الروح القدس. شكراً لله من أجل الشفاء.و شكراً لله من أجل سد كل احتياجاتنا.و لكن هل كنت تعرف أنه ولا واحدة من تلك البركات ضرورية لدخولنا ملكوت  الله؟ الشيء الوحيد الضروري هو أن نكون مولودين ثانية بدم الرب يسوع المسيح. تلك هي الضرورة. كل شيء أخر نحصل عليه من الله هو من الكماليات.

كنت أصلى في يوم و قال لي الرب: “لماذا تعتقد أنني علَّمت الناس كيف يستخدمون إيمانهم لينالوا الأشياء التي يحتاجون إليها ؟ “

قلت:” لا أعرف “

قال: “لأن الناس يريدون الأشياء من أجل أنفسهم, وتلك هي أفضل طريقة لتعليمهم كيف يستخدمون إيمانهم. فهم يعلمون كيف يؤمنون بالله ليحصلوا على ما يحتاجون إليه .و الآن أنا أريدهم أن يمارسوا هذا الإيمان ذاته واثقين فى دخول نفوس للملكوت.

هل كنت ذات مرة فى إحدى حملاتنا التبشيرية الكبيرة؟ هل لاحظت قط ،سواء كنا نعظ برسالة الخلاص أم لا, أننا دائمًا نقدم دعوة للناس ليتقدموا إلى الأمام نحو المنبر ليسلموا حياتهم وينالوا الخلاص؟ وهناك دائمًا العديد من الناس يتقدمون إلي الأمام طلباً للخلاص؟ هل تعلم لماذا؟ لأن الأخ هيجن يستعين بنفس إيمانه فى سد الاحتياجات المالية للاجتماع ويؤمن بحصول الناس على الخلاص. هذا هو لبُ الموضوع … الخلاص.

الناس مجروحون متألمون! دعونا نرجع للأساسيات. دعونا نرجع لتكريس نفوسنا طبقا لدعوة الله الحقيقية التي سبق و دعانا إليها. كونوا شهودًا ليسوع المسيح!

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$