القائمة إغلاق

وقت عند قدمي السيدTime at the Master’s Feet

  طلبت مني أن أسمى أكثر المبادئ أهمية للحياة المسيحية قد تعلمته, سأجيب بدون تردد : أنه سر التواصل اليومي مع الله. أنه, دون أي شك, هو الأولوية الأولى للحياة المسيحية. أنه المفتاح الذي يفتح كل الأبواب.

مع ذلك فهو يبدو أنه الأمر الوحيد الذي لا  يجد له كثير من المؤمنين وقت.

عندما تفكر في الأمر تجد أنه بالفعل مذهل. منذ آدم وحواء, لم توجد جماعة لديها فرصة لتتواصل مع الله بالطريقة التي لنا اليوم. الخالق ومدير الكون بأكمله جعل نفسه متاحًا ليتقابل معنا شخصيًا كمؤمنين كل يوم. لقد أرسل المسيح كي يسفك دمه على الصليب لكي نقدر أن ندخل إلى قدس الأقداس ونقترب منه في أي وقت نريده.

الله بنفسه فتح الباب للشركة معنا إذ قال, “أنا هنا لأجلك. أقترب منى وحسب, وسأقترب إليك. أقض وقت معي وسأعطيك الحكمة التي تحتاجها. سأقويك وأعدك وأجهزك وأساعدك في كل نواحي حياتك”. لكن أغلبية المؤمنين أصبحوا مشغولين ليستغرقوا الوقت معه.

ربما تقول لي, “حسناً جلوريا, خذي في اعتباركِ كمّ من أمور يجب أن نفعلها هذه الأيام, أظن أن هذا مفهوم”.  أفترض أنك استيقظت باكرًا ذات يوم ودخلت مطبخك ووجدت يسوع بنفسه جالسًا على مائدتك, هل ستكون مشغولاً جدًا لتقف وتتكلم معه؟ هل ستتركه جالسًا هناك وحيداً بينما تسرع لعملك اليومي, وتتحدث في التليفون, وتشاهد التلفاز ثم تقع مُنهكًا على السرير في نهاية اليوم؟ يا إلهي, بالتأكيد لا! هذا أمر غير معقول!

مع ذلك, فهذا هو ما نفعله يوم بعد يوم, عندما تدع مشغولات الحياة تزحم وقتنا مع السيد. هذا ما يحدث عندما نتجاهل شركتنا اليومية معه. فنحن نفقد المشورة والحكمة التي يريد أن يعطيها لنا. قد أصبحنا مثل مرثا, “قلقين ومنزعجين بأشياء كثيرة” (لو 41:10). مع ذلك, فسيُعتني تلقائيًا بكل هذه الأشياء إن توقفنا وقضينا وقتاً مع الرب. سيصبح كل شيء علي ما يرام إن اتبعنا مثال مريم وفعلنا شيء واحد الذي هو الحاجة إليه وهو:  قضاء وقت عند قدمي يسوع.

اكتشاف خطة الله

لماذا هذا الوقت (عند قدمي السيد) هام جداً؟ لأنة في تلك الدقائق والساعات الثمينة  التي نكون فيها منفردين في محضر الله, نحن نصل إلى معرفة الرب. نكتشف خطته لحياتنا وننال حكمة ونعمة لننفذها. وطالما نحن في شركة مع الله, فنحن نتلقى توجيهه وقدرته لنتمم الغرض الإلهي الذي ُخلقنا لأجله.

لقد علمت ذلك من خلال الاختبار. فالوقت الذي قضيته مع الرب في الكلمة وفي الصلاة قد شكّل حياتي حرفياً. يقشعّر بدني عندما أفكر أين سأكون اليوم دون ذلك الوقت. عندما كنت أنمو وأنا صغيرة, كان عالمي صغيراً جداً حتى أنى بالكاد لا أستطيع أن أفكر أبعد من المدينة الصغيرة “أركنساس” حيث كنت أعيش. الحلم الوحيد الذي كان يراودني وقتئذٍ هو أن أكون مضيفة جوية. لم يكن لدي أي شعور بالغرض أو الهدف إلهي, لم أقدر حتى أن أتخيل الحياة التي أحياها الآن. بالتأكيد لم أسعى لأطلب أمر كهذا من الله لأنني لم أعرف أن نوع كهذا من الحياة متاح!

حتى  وأنا و”كين” بعد قد أجبنا دعوة الرب للخدمة, وكنا نعيش في منزل صغير جداً في “تلسا” بينما كان “كينيث” يحضر مدرسة “أورال روبرتس”, لم تكن لدينا أي فكرة عما كانت خطة الله لنا. أتذكر اليوم الذي نزل فيه كينيث إلي النهر ليصلى بخصوص مستقبله, فتكلم الرب إلى قلبه أخبره أنه سوف يكرز للأمم. لم نتخيل كيف نذهب لأمم ونحن ليس لدينا المال الكافي لنذهب من أوكلاهوما إلي تكساس لنزور عائلة كينيث” ونرجع. فكيف لنا نسافر للأمم ؟

لم يبدو ذلك ممكناً. لكن الآن, بعد أكثر من 35 سنة, لم نسافر للأمم وحسب, بل وصلنا للناس في دول حول كل أرجاء العالم  كل يوم في الأسبوع تقريباً من خلال مكاتبنا التابعة للخدمة ومن خلال الإذاعات التليفزيونية. كيف فعلنا ذلك؟

أتكلم من نظرة طبيعية, لا أعلم بالفعل. كل ما أستطيع أن أقوله هو أننا فعلنا ذلك بمواظبتنا على شركة مستمرة مع الله. أتممنا ذلك بقضاء وقت معه يومياً من خلال كلمته والصلاة  وبسماع صوته وإتباع إرشاده خطوة بخطوة في الوقت المحدد.

إن كان لدي لقاء عمل, فإني أودأن أعرف ما الذي يريد أن يقوله عن المواضيع التي سنناقشها في الاجتماع. إنني لا أريد أن أذهب إلى هناك وأتكل على المعرفة الطبيعية. وإن كنت سأعظ, فيجب أن أكون ممسوحه بروحة القدوس و إلامن الأفضل لي أن أبقى في المنزل.

 لا تغادر البيت بدونه

صراحة, أضطررت أن أفعل ذلك بهذه الطريقة لأنني ليس لدىّ الإمكانيات أو القدرات الطبيعية  لعمل ما أوصانا الرب بفعله“. أدركت هذه الحقيقة منذ وقت طويل مضى, لذا لم يصبح الاكتفاء الذاتي مصدر تجربة أو أغراء أبداً. فإني اعلم ما قاله يسوع في يوحنا 15 أنه صحيح – “فَأَنتُمْ لاَ تَستَطِيْعُوْنَ أَنْ تَفعَلُوا شَيْئَاً بِدُونِي”. إن كنت سأفعل شيء يستحق الجدارة, فعلىّ أن أثبت في يسوع وأتكل عليه بالكامل.

هذا هو السبب أني نادراً ما أفعل أي شيء في الصباح قبل أن أصلي. وقتي مع الرب حيوي جداً, حتى إني لا اترك البيت بدونه! فأول شيء أفعله على الإطلاق هو أن اتصل بالله وأتكلم معه عن اليوم. إن كان لدي لقاء عمل, فإني أود أن أعرف ما الذي يريد أن يقوله عن المواضيع التي سننا قشها في الاجتماع. إنني لا أريد أن أذهب إلى هناك وأتكل على المعرفة الطبيعية. وإن كنت سأعظ,فيجب أن أكون ممسوحه بالروح والقدس و إلا من الأفضل لي أن أبقى في المنزل. حكمة الله – أي طريقته في عمل الأشياء – متاحة لكل نواحي حياتنا.

على قدر اهتمامي, لا أستطيع أن أخطو خارج المنزل قبلما أقضى وقت مع الرب.

ربما يقول أحد, “هذا ضروري بالنسبة إليكما, فأنتِ وكينث خادمان. والأمر يتطلب قوة إلهية خارقة للطبيعة لتنجزا ما تفعلا. سواء تعلم ذلك أو لا, فالأمر يتطلب قوة إلهية خارقة للطبيعة لتتمم ما دُعيت أنت إليه, أيضاً! حتى لو لم تكن ضمن مواهب الخدمة الخمسة (أف 4), فالله لديه دعوة ألهيه وغرض لك لتتممه.

تقول رسالة أفسس 10:2 أن الله سبق وأعد أو خطط طرقاً صالحة لنا جميعاً كي نسلك فيها وأعمال صالحة لنتممها. لكن لا يوجد إلا طريقة واحدة وحسب نكون بها قادرين على إتمام ذلك – إلا وهى الثبات في يسوع والشركة المستمرة معه.

 لم يترك لنا يسوع أي مجال للشك أو الريب. إذ قال في يو 15: 4-5, اُثبُتُوا فِيَّ وَأَنَا سَأَثْبُتُ فٍيْكُمْ. لاَ يَسْتَطِيْعُ الغُصْنُ أَنْ يُنتِجَ ثَمَرَاً وَحدَهُ، إلاَّ إذَا ثَبَتَ فِي سَاقِ الكَرمَةِ. كَذَلِكَ أَنتُمْ لاَ تَسْتَطِيْعُوْنَ أَنْ تُنتِجُوا ثَمَرَاً إلاَّ إذَا ثَبَتُّمْ فِيَّ.  أَنَا الكَرمَةُ، وَأَنتُمُ الأَغصَانُ. فَمَنْ يَثبُتُ فِيَّ وَأَثبُتُ أَنَا فِيْهِ، يُنتِجُ ثَمَرَاً كَثِيْرَاً. فَأَنتُمْ لاَ تَستَطِيْعُوْنَ أَنْ تَفعَلُوا شَيْئَاً بِدُونِي.

 كلمة يثبت التي أستخدمها يسوع في هذه الفقرة السابقة تحمل معني الدوام والبقاء. فهي لا تعني أن تذهب وترجع”. فهي تشير إلى مكان حيث تمكث وتثبت باستمرار. عندما نسافر أنا وكينث, ربما نمكث في فندق لمدة أسبوع. نحن نبقى هناك مؤقتاً, لكننا لا نسكن هناك. نحن نسكن في منزلنا في فورث ورث, تكساس. هناك حيث ننتمي, وهو المكان الذي نرجع إليه دائمًا. هذا هو المكان الذي نعيش فيه.

عندما قال يسوع,  إثبت فيّ, لم يكن يقول, “زرني عندما تذهب إلى الكنيسة يوم الأحد, وكلما واجهت مشكلة كبيرة”. فهو لم يتكلم عن ترتيبات مؤقتة أو عشوائية.  بل كان يوصينا أن نجعل موضع الاتكال عليه والشركة معه هو الوضع الذي نظل عليه باستمرار للاتصال به. فقد كان يخبرنا أن نجعله مكاناً مستديمًا ودائم للسكن.

وقد أخبرنا على الفور لماذا يجب علينا فعل هذا. لأنه لو لم نفعل, فلن نقدر أن ننتج ثمرًا لائقاً في حياتنا. لو أننا لا نسير باستمرار معه ونتحدث معه باستمرار, نقضى الوقت في كلمته, ونستمع له ولإرشاده في الداخل,  فلن نقدر أن نثمر أي شيء روحياً. 

فبينما نقرأ ونتأمل في كلمته ونتواصل معه في الصلاة, 

نبدأ نفكر كما يفكر, ونسلك كما يسلك, ونتكلم كما يتكلم تمامًا.

الالتصاق للرب

بمجرد أن ندرك القوة الإلهية التي تأتينا بينما نثبت في يسوع, سيكون من السهل أن نرى أننا لو أرد نا أن نعيش بانتصار فيجب علينا أولاً ومسبقاً أن نحافظ على إتحادنا واتصالنا اليومي معه. هذه هي مسئوليتنا الأكثر أهمية. لو أننا تمسكنا بهذا الإتحاد, سيعتني الله بكل شيء آخر. ومع ذلك, فهناك العديد من المسيحيين يفعلوا العكس. إذ أصبحوا مشغولين جداً في الحفاظ علي أمور أخرى في حياتهمبذلك لا يتبقى أي وقت ليقضوه مع الرب. فيقضوا حياتهم في الحفاظ على منازلهم, وحدائقهم, وعرباتهم, ووظائفهم, حتى  شعورهم وأظافرهم يجدون لها وقت. ويظلوا يهملوا الشيء الوحيد الضروري لحياتهم والمليء بالهناء وهو إتحادهم بالله. أن تكون في إتحاد يعنى أن تتصل معاً بشيء ما أو بشخص ما. عندما يتحد شيئين معاً حتى يصبحوا مثل السبيكة الواحدة, فعندئذِ يمكن أن تقول أنهم ملتصقين ببعضهم البعض. “أما من التصق بالرب فهو روح واحد” (1كو. 17:6).

وفقاً لقاموس Strong , الكلمة اليونانية المترجمة الالتصاق تأتي من أصل الكلمة التي تعنى “الغراء (مادة شديدة الصق)”. الخشب “الكونتر” على سبيل المثال, مُغرى بطريقة محكمة أو مدمجة جدًاليكون قطعة خشب واحدة.

عندما لا نأخذ وقتا للتواصل مع الله بإنتظام, فنحن لا نعيش عندئذٍ في اتحاد مع الرب. على الرغم من مجهوداتنا العظيمة فى الخدمة, إلا أنه سينتهي بنا الأمر إلى عمل أشياء لم يفعلها هو, ونقول أشياء لن يقولها أبداً. نحن بالتحديد غير ملتحمين به. هذا هو السبب في أن قضاء وقت كل يوم مع الله هو ضروري للغاية. ففي ذلك الوقت نصبح متحدين معه, ليس في أرواحنا وحسب بل في نفوسنا أيضًا. إذ نقرأ ونتأمل في كلمته ونتواصل معه في الصلاة. فنبدأ نفكر ونسلك ونتكلم مثله تمامًا. فكلما نقضى وقتا أطول مع الله, نصبح أكثر إلماماً بإرشاداته ووصاياه. نتيجة لهذا نبقى علي مستوى أفضل في تمييز قيادته لحظة بلحظة كي نستطيع أن نخُرج مشيئة الله الكاملة لحياتنا كل يوم.

بقضاء وقت في إتصال مع الله, نصبح بذلك في تناغم معه. وعندما يخبرنا بعمل شيء, نسمعه ونطيعه. فنصير ملتصقين به أكثر وقرباً له حتى أن رغبات قلوبنا وأفكار عقولنا وكلمات أفواهنا وكل عمل يصبح انعكاسًا لمن نحن متحدين معه.

إن أخذنا

عشور وقتنا وحسب,

ساعة أو ساعتين وحسب. وقضيناها مع الرب,

فستتغير حياتنا وتتقوى.

 عشور وقتك

كم من الوقت علينا أن نخصصه لنقضيه مع الرب كل يوم لننمى هذا النوع من الإتحاد؟ لا يعطينا الكتاب قانون سريع أو صارم. يجب أن ننقاد بالروح القدس. ربما توجد أوقات في حياتنا عندما يقربناالرب منه لساعات ممتدة للاتصال معه. ربما يوجد مواسم أيضًا عندما تكون أوقاتنا اليومية معه ليست طويلة.

في اجتماع قد حضرته منذ أكثر من 20 سنة,  أعطيت ليّ نبوة من قبل الواعظ, فوقرت بشدة صدى هذه الفكرة. إذ قال الخادم بالروح القدس, لو مجرد أننا أخذنا عشور وقتنا – ساعة أو أثنين من كل يوم- وقضيناها مع الله, ستتغير حياتنا, وتتقوى, وسيصبح كل شىء حسناً. عندما سمعت ذلك, أخذت الله من كلمته. قررت أن أستيقظ ساعة مبكراً كل صباح كي أستطيع أن أقضى وقت معه قبل أن أبدأ يومي. لقد ثبت أن هذا القرار أنه واحد من أكبر القرارات الهامة في حياتي. لقد غيرني وغير حياتي. الآن, قد صار قضاء أول جزء في يومي بالصلاة والكلمة عادة عندي. حتى عندما كنت أنا وكينيث نسافر, كنت أضطر للاستيقاظ 4 صباحاً, أن أعمل هذا لأنني عكفت عليه. يجب أن أخلق الوقت مع الله.

مثلما وعدنى الرب من خلال كلمة النبوة التي سمعتها منذ أكثر من 20 سنة أن الساعة أو الساعتين كل يوم التي أقضيها معه قد غيرتني ومكنتني باستمرار. فبدلاً من الشوق الكبير للخدمة, أصبح شوقى للرب يتقوى بمرور السنين. قد صار كل شيء حسن في حياتي وحياة عائلتي, وأولادي وأحفادي صاروا بأوفر صحة ومباركين وخادمين للرب. الكل صار حسنا تماماً مثلما تكلم الله بالنبوة ذلك اليوم منذ أعوام كثيرة. لقد اكتشفت أن ما قاله يسوع لمرثا هو حق أزلي أبدى.

أفضل شىء في الحياة المسيحية, هو أيضًا أهم شىء, هو وقتاً تقضيه معه. عندئذٍ نستطيع أن نضمن النصرة في كل نواحي حياتنا.

فمن خلال الكلمة والصلاة, سنقترب منه يومًا فيوم إذ نجلس عند قدمي السيد.

 

  أخذت بإذن من خدمات كينيث كوبلاند www.kcm.org & www.kcm.org.uk   .
هذه المقالة بعنوان “وقت عند قدمي السيد” تأليف : جلوريا كوبلاند من المجلة الشهرية BVOV  إكتوبر 2004
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث كوبلاند.

Used by permission from Kenneth Copeland Ministries www.kcm.org  &  www.kcm.org.uk.

This article entitled “Time at the Master’s Feet” is written by Gloria Copeland , taken from the monthly magazine BVOV Oct. 2004 .

©  2004 Eagle Mountain International Church, Inc.: aka: Kenneth Copeland Ministries.  All Rights Reserved.

This work Translated by: Life Changing Truth Ministry

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$