القائمة إغلاق

أنظرها من الداخل أولًا See It First From Within

أيا كان ما تريد تحقيقه أو إنجازه في الحياة، عليك أن تراه وتمتلكه من الداخل أولًا؛ أي من ذهنك. مثال على ذلك، إذا تريد أن تكون لاعبًا كرة قدم متميزًا ومُسجلًا أهدافٍ، إذًا يجب عليك أولًا أن تتصور )تتخيل( نفسك والكرة في حوزتك (بين يديك) ومُتحكمًا فيها وتُدحرج الكرة في اتجاه دفاع خِصمك. ويجب أن ترى نفسك مُقتربًا من هدفهم، وضاربًا حارس المرمى ومُحرزًا (محققًا) أهدافًا. فيجب أن تراه، وتحلم وتفكر وتتأمل فيه قبل أن تأتي إلى الملعب، وإلاّ سيكون من الصعب عليك أن تتفوق وتتميز في هذا الأمر.

وبنفس الطريقة، إذا كنت محاميًا، إذًا يجب عليك أن ترى نفسك وأنت تُخاطب المحكمة مع القاضي والمحامين الآخرين وكل قاعة المحكمة بأكملها وهم مندهشون بينما هم يشاهدونك ويسمعونك وأنت تعرض قضيتك. يجب عليك أن ترى وتسمع نفسك وأنت تطرح حُجَجا لا تقبل الجدل قبل أن تدخل إلى قاعة المحكمة. فكل هذه تبدأ من صور ذهنك!

واحدة من الأمور الرائعة التي يمكنك فعلها لنفسك كمؤمن هي أن تبني في ذهنك دائمًا الصور الصحيحة عما تريده في الحياة. فهذا يُفيد عندما تُفعّل (تُنشط) عيون إيمانك لترى ما وراء حدود معرفتك الحالية، وتتخيل نفسك تعيش الأفضل الذي قد أعده الرب لك في هذا العالم.

فلم يخلقنا الله أبدًا لنُعاني ونحيا حياة عادية حيث بالكاد نُدبر أمورنا. لكنه خلقنا لنتفوق ونتميز ونزهو في كل دوائر حياتنا. ومع ذلك، وإلى أن تبدأ ترى نفسك بهذه الطريقة – تحيا في وفرة وفي صحة تامة وفى نصرة ونجاح – سيكون من الصعب عليك أن تختبر ذلك. لذا يجب عليك أولًا أن تتخيل نفسك تحيا في ذلك العالم، وتحيا حلم الله لك.

مستقبلك هو تاريخ مع الله

(رومية 4 : 17)

كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ أَباً لِأُمَمٍ كَثِيرَةٍ». (هنا يتكلم عن إبراهيم) أَمَامَ اللهِ الَّذِي آمَنَ بِهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ.”

تذكر عندما قال الله لإبراهيم، “….. فَلا يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ ابْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ ابْرَاهِيمَ لأنِّي اجْعَلُكَ ابا لِجُمْهُورٍ مِنَ الامَمِ. (تكوين 17: 5). حسنًا، في ذلك الوقت لم يكن لإبراهيم ابنًا، وبالطبع كان من المستحيل أن يكون له ابنًا، لأنه كان كبيرًا في السن وزوجته كانت عاقرًا.  لذلك عندما قال الله له، “قد جعلتك أبًا لأمم كثيرة” هو كان يدعو الأشياء غير الموجودة وكأنها موجودة. بمعنى آخر، في ذهن الله، كان مستقبل إبراهيم تاريخًا!

غيّرَ الله اسم الرجلَ إلى إبراهيم ليعكس هويتِه الجديدة وينسجم مع رؤيته لحياتهِ، فبالنسبة له (للرب) كان أمرًا محتومًا (أمر مفروغ منه). لم يحتاج الله أن يفعل شيئًا أكثر ليجعله يحدث. ولكن إبراهيم الذي كان يحتاج أن يُدرِك ويجعل ذهنه ينسجم مع أفكار الله وخطته لحياته.

وافق إبراهيم على اسمه الجديد وبدأ بتقديم نفسه كـ “إبراهيم – أبًا لأمم كثيرة” ولكن كان السؤال الدائم: أين كانوا الأطفال (الأبناء)؟ وكيف كان سيتواصل مع رؤية الله لحياته ويتمسك بما قد أعطاه الله له؟

كم إلهنا رحومٌ وعطوفٌ جدًا. فهو كان يعرف أن إبراهيم يواجه صعوبة في التواصل مع تلك الرؤية، ولأنه لم يكن هناك من يُعلمه، ترأف عليه وعلّمه أن يضع إيمانه وقوته الخلاقة في وضع التنفيذ.

انظر بعيون ذهنك

قد علّم الرب إبراهيم مبدأ قويًا عن قوة ذهنه (التَخَيُّل) في تكوين 13: 14-15:

“….. وَقَالَ الرَّبُّ لأبْرَامَ بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي انْتَ فِيهِ شِمَالا وَجَنُوبا وَشَرْقا وَغَرْبا لأنَّ جَمِيعَ الارْضِ الَّتِي انْتَ تَرَى لَكَ اعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ الَى الابَدِ. 

انظر بتمعن (انتبه لهذا بشدة) وأفهم ما كان الله يُعلمه لإبراهيم هنا. فهو قال له، “أنظر من الموضع الذي أنت فيه، شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، وجميع الأرض التي تراها من هذا المكان (النقطة)، سأعطيها لك ولنسلك للأبد!”

كان يطلب الرب من إبراهيم أن يرى، ليس برؤية محدودة بعيونه الجسدية المتاحة ولكن على نطاق لا نهائي لعيون ذهنه. ولهذا السبب قال له أن يبقى في نقطة واحدة ويرى كل الأرض من هناك. وهذا يتضح أكثر عندما نقرأ ما يقوله الرب له في العدد التالي:

“قُمِ امْشِ فِي الأرض طُولَهَا وَعَرْضَهَا لأني لَكَ أعْطِيهَا.” (تكوين 13 : 17) 

بالتأكيد هذا أمرٌ رائعٌ! فقد أخبر الرب إبراهيم أن يقف في مكانٍ واحدٍ وينظر من هناك شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، وكل الأرض التي يقدر أن يراها ستكون له ولنسله للأبد. والآن يقول له أن ينهض ويتمشى في الأرض طولها وعرضها التي يراها.

  دعونا نفترض للحظة أن إبراهيم قد نظر بعيونه الطبيعية (الجسدية) ورأى كل امتداد (اتساع) الأرض الذي يمكن لعيونه أن تستوعبه. والآن يخبره الرب أن يتمشى في الأرض بطولها وبعرضها؟ فكان من المستحيل عمليًا لإبراهيم أن يفعل ذلك.                                                                         

ما كان يقوله الرب ببساطة لإبراهيم هو: “يا ابني، أنظر بذهنك” وتخيله” فرأى إبراهيم كل العالم وامتلكه؛ ولم يترك شيئًا منه.

سترى ذلك عندما تقرأ رومية 4 : 13

“فَإِنَّهُ لَيْسَ بِالنَّامُوسِ كَانَ الْوَعْدُ لإِبْرَاهِيمَ أَوْ لِنَسْلِهِ أَنْ يَكُونَ وَارِثاً لِلْعَالَمِ بَلْ بِبِرِّ الإِيمَانِ”

هل فهمت ذلك؟ فالرب وَعدَ إبراهيم أن يَعطيه كُلّ شيءَ رَآه. حسنًا، فقد رأى إبراهيم العالم بأكمله، وحقق الرب الاتفاق (الوعد) الذي تعهد به وأعطاَه كُلّه إليه. وبهذه الطريقة وَرثَ إبراهيم العالم!

ولكن كان يجب على الرب أن يُبين لإبراهيم كيف يفعلها وذلك باستخدام قوة ذهنه.

ساعد رؤيتك

والآن نعود إلى السؤال كيف كان سيتواصل إبراهيم مع رؤية الرب له “كأب لأمم كثيرة” تذكر أن الرب قد علمه في تكوين 13: 14-17 كيف يستخدم ذهنه ويتخيل ويتصور ما كان يريده. ومع ذلك، عندما جاء لهذه المسألة (الموضوع) لامتلاك ميراث، لَمْ يَبْدُ إبراهيم قط أنه قادرًا على رؤيته.

ومع أن الرب قد أخبره قبل هذه المرة، “وَاجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الأرض حَتَّى اذَا اسْتَطَاعَ احَدٌ أنْ يَعُدَّ تُرَابَ الأرض فَنَسْلُكَ أيضًا يُعَدُّ” (تكوين 13 : 16)، لم يُمسك إبراهيم بالرؤية أو يرى الصورة من تلك النبوة المحددة والدقيقة. فكان يعرف الرب أنه كان يحتاج شيئًا ما ليساعد رؤية إبراهيم، لذلك وفي ليلة صافية في بلوطات ممرا، أخبره أن يخرج خارج خيمته، ويرفع نظره إلى السماء ويعد النجوم. ونظر إبراهيم وبدأ يعد، ولكن كان هناك نجوم كثيرة جدًا ولم يقدر أن يعدهم.

ثم قال له الرب، هكذا سيكون نسلك” وفي تلك اللحظة، لحظة ادراك، تقول لنا الكلمة آمن إبراهيم. فهو آمن لأن ذهنه قد شكل الصور الآن، واستطاع أن يرى حرفيًا وجوهَ صَغيرةَ جداً في تلك النجوم تتلألأ أمامه من السماء في تلك الليلة.

ساعد الرب رؤية إبراهيم وذلك عندما أخبره أن ينظر إلى النجوم في السماء ويرى إذا كان يقدر أن يَعْدَّهم. فمن المهم أن تساعد رؤيتك لكى تصبح أكثر وضوحًا لذهنك. ويمكنك فعل هذا بتركيز ذهنك على الأمور التي تُقوي وتعزز (تُحسّنُ) رؤيتك.

ثلاثة مجالات للرؤية

لديك ثلاث وسائل للرؤية:

  • عيون روحك
  • عيون جسدك
  • عيون ذهنك

 

  • عيون روحك 

ما يُرى بعيون أرواحنا ليس تحت سيطرتنا ولكن تحت سيطرة الرب. فلا يمكنك أن تقول، “أريد الآن أن أرى أمرًا ما في عالم الروح” لا، لن ترى شيئًا لأن رؤية هذا العالم هو عمل الرب. وهو من شانه أن يجعل أمرًا يظهر لروحك أو يفتح عيون روحك لترى العالم الروحي أو لا.

أفهم أن الرب وضعك في الأرض، وهو جعل روحك تعمل من خلال إنسانك الخارجي – أي جسدك. فكل روح تحتاج إلى جسد مادي لتعمل في الأرض، وبينما أنت هنا (في الأرض) لا تقدر أن تختار أن تعمل بروحك دون جسدك. فهذا يجعلك غير شرعي للأرض.

ولهذا السبب كل شيء ستفعله مباشرة من روحك يَجِبُ أَنْ يَكُونَ من خلال الروحِ القدس وهو سيُظهر (يُعلن عن) نفسه لك ويتعامل معك في ذلك العالم دون جسدك. وهذا يعني أن عيون روحك تقدر أن ترى فقط ما يُبينه الرب لهم. فأنت لا تقدر أن تضعهم في وضع العمل من نفسك. لذلك أنت لم تر حتى الآن بعض الأمور التي دائما كنت تتمنى رؤيتهم. وهذا لأنك ببساطة لم تقدر أن “تفتح عيون روحك” بنفسك.

أفسس 1 : 17-18

كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ، مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِين

ستجد أيضاً في أعمال الرسل 2 : 17 أن ترجمة الكتاب المقدس الموسعة تدعوها “إظهارات إلهية مُعطاة لنا” ومع ذلك يمكنك أن تستخدم المجموعتين الآخرتين لعيونك حسبما تشاء. فقد أعطاهم الله لك لتنظيم اختياراتك، ويعود الأمر لك متى وكيف تستخدمهم.

  • عيون جسدك:

عيون جسدك هي عيونك الطبيعية/المادية الموجودة في رأسك. يمكنك أن تختار أن تستخدمهما متى تريد. ببساطة افتحهم وستستطيع رؤية ما حولك.

ومع ذلك، فإن المشهد أو الرؤية اللذان تحصل عليهما من خلالهم محدودان. يمكنهم أن يروا فقط ما هو بالفعل موجود في العالم المادي؛ ولم يقدروا على رؤية غير المرئي. ومن هنا تصبح عيون ذهنك ذات أهمية.

  • عيون ذهنك: 

عيون ذهنك هما عيون خَلَّاقة. ففي العالم الذهني، نحن قادرون على خلق أيا كان ما نريد أن نراه. تستطيع عيونك الجسدية أن ترى فقط ما هو بالفعل موجود في العالم المادي، ولكنها لن تقدر أن تخلق أمورًا. ولكن عيون ذهنك تستطيع أن تُنتج (تخلق) ما تريده أنت أن تراه في العالم المادي.

في كتابي “أخلق عالمك من جديد” أُعلم أن قوتك الخيالية هي قدرتك الإبداعية والخلاقة. فقد أعطانا الرب القدرة على التَخَيَّلَ كموهبة خاصة ليساعدنا على خلق العالم الذي نريد أن نحيا فيه. فإذا كنت لا تحب الحياة التي تعيشها، فيمكنك أن تغيرها. فقد أعطاك الرب الأداة (ذهنك) والقدرة لكي تصنع تغييرًا. 

فهذه القدرة هي قدرة مُعطاة لك من الرب طبيعيًا. فيمكنك أن تختار ما تريد أن تراه بذهنك. ورؤية ما هو موجود فقط في العالم المادي هو بمثابة الحياة في أدنى مستوياتها، ومن المُحزن أن هذا هو مكان وجود الكثيرين. ولكن إذا كنت مولودًا ثانيةً، إذًا فأنت لديك طبيعة الله ويريدك الرب أن يساعد رؤيتك وأن ترى غير المرئي.

نشرت بإذن من كنيسة سفارة المسيح Christ Embassy Church والمعروفة أيضا باسم عالم المؤمنين للحب و خدمات القس كريس أوياكيلومي – بنيجيرياBeliever’s Love World – Nigeria – Pastor Chris Oyakhilome والموقع www.ChristEmbassy.org.

جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات القس كريس أوياكيلومي.

Taken by permission from Christ Embassy Church, aka Believer’s Love World & Pastor Chris Oyakhilome Ministries, Nigeria. www.ChristEmbassy.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$