القائمة إغلاق

الإيمان بالشفاء Faith for Healing

يذكر متى 16:8-17 “ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين. فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم. لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل هو أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا”.

يُعد يسوع مصدر إيماننا . والإيمان موهبة غير عادية نتمكن بها من الإيمان بالله، فيسوع ليس رئيس إيماننا فقط، لكنه أيضا هو من يريد ذلك الإيمان ويكمله، ويحثنا دائما على أن نُثبت أعيننا عليه (عب 2:12)، كيف نتمم هذا الأمر؟ بأن نُثبت أعيننا على من هو يسوع، وما الذي فعله عندما كان هنا على الأرض، وما الذي أحرزه لأجلنا على الصليب، وما الذي يفعله اليوم والآن وهو جالس على يمين الآب في السماء، وأخيرا ما الذي يفعله على الأرض اليوم من خلال هؤلاء المؤمنين به.

عندما ننظر إلى يسوع في الوقت الذي كان فيه هنا على الأرض، نجد أنه من الواضح أن أكثر ما كان يسوع يفعله هو شفاء المرضى، ففي الحقيقة قضى يسوع ثلث وقته في الخدمة يشفي المرضى.

عندما وعظ بطرس الأمم في منزل كرنيلوس في سفر أعمال الرسل 38:10، قال عن يسوع أنه “الذي جال يصنع خيرا وشفى جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه”. كان يسوع يشفي المرضى أينما ذهب فقد كان الشفاء جزءا لا يتجزأ من خدمته، وليس أمرا ثانويا. يخبرنا سفر أعماق الرسل 38:10 أنه “جال يصنع خيرا ويشفي جميع”، فالشفاء خير فمصدره السماء وهو إرادة الله.

تخبرنا رسالة العبرانيين 8:13 أن “يسوع المسيح هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد”، بمعنى آخر لم يتغير يسوع اليوم عن الوقت الذي كان فيه هنا على الأرض، فلم يتغير ولم يتوقف عما شخصيته وأعماله، فما زال يفعل اليوم ما كان يفعله عندما كان هنا على الأرض فهذه هي البشارة المفرحة بشارة الإنجيل.

ما الذي فعله يسوع عندما كان هنا على الأرض؟ كان يُعلّم ويعظ ويُدرب التلاميذ ويغفر الخطايا ويشفي المرضى ويُخرج الشياطين. لم يتغير يسوع فهو هو اليوم. عندما كان يسوع يفعل هذه الأشياء كان يبشر بملكوت الله، فملكوت الله ليس مفهوم معنوي، ولا يستطيع أحد فهمه، لكنه مادي وملموس، فقد شفى الناس وتحرروا عندما أظهر ملكوت الله. فقد أخرج يسوع الشياطين وشفى المرضى وبدأ الناس يسلطون بالإيمان ويتبعونه وظهرت قوة الله.

الله يريد شفاء الجميع

إذا كان يسوع شفى المرضى حين كان هنا على الأرض، إذن فهو يشفي المرضى اليوم. لماذا؟ لأن يسوع أتى إلى الأرض ليفعل إرادة الله (عب 7:10)، فلم يأتي إلى الأرض لمجرد أن يكون شخصا لطيفا أو ليقضي وقتا سعيدا، ولم يأتي ليظهر للجميع المسحة التي يمتلكها، لكنه أتى ليُظهر من هو الله وليرينا إرادته، فيسوع هو إرادة الله.

فكل ما قاله يسوع وما فعله كان إرادة الله. في إنجيل يوحنا 19:5 قال يسوع “لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك”. إذا كان يسوع قد شفى أحد المرضى فهذا يعني أن الآب قد فعل نفس الشئ وبالتالي فالشفاء هو إرادة الله. يُظهر يسوع إرادة الله لنا ويعطينا الرجاء ليومنا، فإذا كان يسوع هو هو اليوم كما كان فيما مضى، وإذا كان يسوع هو إرادة الله المعلنة إذن فلابن أنها إرادة الله أن يشفي اليوم نعم بالحق إنها إرادته‍ يأتي الشفاء من السماء مباشرة وهذا الشفاء خير وهو إرادة الله.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو “هل يريد الله أن يشفي الجميع؟” والسؤال الحقيقي الذي يُسأل في هذا المقام هو “هل يريد الله أن يشفيني؟” إن الشك في إرادة الله بصفة عامة، والشك في إرادته نحونا شخصيا يؤدي إلى التفكير بهذا الأسلوب “إذا كان الله يريد أن يشفي الجميع، إذا قد يكون هناك احتمال أنه يريد أن يشفيني، وعلى الرغم من ذلك إذا كان الله لا يريد أن يشفي الجميع إذن فلا يمكنني أن أتأكد من أنه يريد أن يشفيني”. قد انتمى إلى تلك الفئة من الناس الذي لا يريد الله أن يشفيهم وإذا طلبت الشفاء وأنا غير متأكد من الفئة التي أنتمى إليها لن أكون قادرا على الصلاة بجرأة، ولن أكون متأكدا من الحصول على استجابة لصلاتي.

يؤدي هذا النوع من الشعور بعدم الأمان إلى الصعوبة الشديدة في الصلاة بإيمان، فهناك حقيقة مؤلمة ألا وهي أن كثيرين ممن صلوا من أجل الحصول على الشفاء قد وقعوا فريسة لهذا النوع من التفكير، فقد وجدوا أنفسهم في مكان غير آمن من وجهة نظرهم ففكروا قائلين “قد يريد الله شفائي وقد لا يريد، قد يكون لديه أسبابا غير معلنة عن عدم رغبته في شفائي فقد يكون هذا المرض منه ليدربني على الأبدية” وهكذا..

وفقا لما تخبرنا به رسالة يعقوب 6:1-8 إذا انتابتنا مثل هذه الأفكار ونحن نصلي، فلن نستطيع أن نصلي بإيمان، ولن نحصل على استجابة لصلاتنا، يعمل الإيمان عندما تُعلن إرادة الله فقط، لذلك فإننا نحتاج أن نعلم إرادة الله قبل البدء في الصلاة، وإلا ستهاجمنا الشكوك والظروف المتناقضة ولن نستطيع الحصول على ما يريدنا الله أن نحصل عليه. سنفعل مثل الكثيرين ونستسلم قائلين “أعتقد أنها لم تكن إرادة الله..” وذلك قبل أن تعطي للإجابة فرصة للظهور في الواقع.

يمكن أن تستغرق استجابة الصلاة بما في ذلك الصلاة من أجل الشفاء وقتا، فلا تحدث جميع الشفاءات في الحال، ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنها ليست في الطريق. يجب عليك معرفة إرادة الله حتى تستطيع الحصول على الشفاء والتمسك به.

علينا أن نتفق جميعا على أن الله قادر على الشفاء، فقد يعترف الملحد بهذا قائلا: “حسنا إذا كان الله موجود فهو يمتلك القدرة على فعل أي شئ بما في ذلك القدرة على شفاء المرضى”. نؤمن أن الله موجود وبالتالي فهو يستطيع أن يشفي، ولكن الايمان فقط ليس كافيا. فالسؤال الحقيقي هو ما إذا كان الله يريد أن يشفي الجميع أم لا أو لكي نكون أكثر تحديدا فإنك تسأل إذا كان الله يريد أن يشفيك أم لا؟

فالإقتناع التام والشخصي بأن الرب يريد حقا أن يشفيك سيجعلك قادرا على استقبال الشفاء من الله.

يسوع شفى كل من أتوا إليه

إذن، كيف يمكن أن نقول ما إذا كان الله يريد أن يشفي أم لا؟ بالنظر إلى يسوع، ما الذي فعله يسوع “جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس” (أع 38:10). كان المرضى يأتون إلى يسوع، وعندما كانوا يأتون إليه كان يشفي كل مرض وكل ضعف فيهم (مت 35:9، 15:12، 14:14،35،36، 30:15،31، مر 56:6، لو 19:6، 11:9) وشواهد أخرى كثيرة. يخبرنا إنجيل لوقا 11:9 أن “المحتاجون إلى الشفاء شفاهم”، فعندما يظهر الاحتياج يوفر لنا الله الشفاء.

أينما ذهب يسوع نجد أن كل الذين أتوا إليه شُفوا. قد يقول أحدكم “لكنه لم يشف كل شخص في إسرائيل، وإلا أمكننا الذهاب إلى المستشفيات وإخلائها من المرضى. أليس كذلك؟ لا. شفى يسوع كل من آتوا إليه فقط، فلم يأت كل الذين في المستشفيات إلى يسوع. ولم يؤمن الجيمع بقوة شفاء الله ولكن الذين جاءوا ليسوع شُفوا من أمراضهم. كانت قوة تخرج منه وتشفي الجميع.

لم تجد يسوع يقول “لا” في أي مكان في الكتاب المقدس. ولم تجد يسوع يقول للمريض الذي أتى إليه “لا أستطيع أن أشفيك” أو “ليس هذا هو الوقت المناسب لشفاءك” أو “لا يريد الله أن يشفيك حتى يتمجد بما هو أعظم من الشفاء”. كيف يتمجد الله؟ على سبيل المثال تمجد الله عندما قام ليعازر من الأموات (يو 4:11، 40-44).

لن تجد يسوع يتجول قائلا “باسم الله، كن مريضا” فلم يمنح الناس أمراضا كما لو كانت هذه الأمراض بركات، بل على النقيض كان حنان يسوع على الجموع هو الدافع “إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كفنم لا راعي لها” (مت 36:9). وهذا جعله يشفيهم.

لم تر يسوع أبدا يزجر مريضا، فلم يقل أبدا “أستطيع شفاءك ولكن لا أريد أن أشفيك”. فقد كان سيظهر بصورة أكثر رحمة لو قال “أود أن أشفيك لكن لا أستطيع”. يرى كثير من الناس أن الله قادر أن يفعل الأمر، ولكنه غير راغب في فعله، فيرون أن إرادته غير مفهومة ومخفية ولكن هذا خطأ.

فالله هو ما أعلنه عن نفسه في يسوع، يسوع “بهاء مجده ورسم جوهره” (عب 3:1). فلن يختلف الله عما أعلنه عن نفسه في الكتاب المقدس وعن حياة يسوع، فلم يعلن الله إرادة خاصة بيسوع، وإرادة معلنة في الكتاب المقدس، وفعل شئ آخر مختلف ومناقضا لهذه الإرادة. فالله أعظم من الكتاب المقدس وأعظم من الوعود التي قدمها، لكنه لا يختلف عن الشخص الذي أعلنه وهو يسوع. لا يريدنا فالله أن نتساءل عن قدرته اللامحدودة أو عن محبته كما أعلنها ابنه.

أتى أبرص إلى يسوع قائلا “يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني” فمد يسوع يده ولمسه قائلا “أريد فاطهر” (مت 2:8-3). قال الله بالفعل “أريد” وأظهر يسوع هذا في شفاء كل الذين أتوا إليه. لماذا فعل هذا؟ لأن الله مسحه بالروح القدس من أجل هذا الغرض! لماذا شفى يسوع الجميع؟ لأن الشفاء متاح للجميع! ولماذا كان يسوع قادرا على الشفاء؟ لأن الله كان معه! جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس، لأن الله كان معه” (أع 38:10).

لا تسمح لعقلك أو لظروفك أن تعوق الشفاء

بعد أن رأيت أن الشفاء متاح للجميع، فيمكنك أن تؤمن بأنه لك أنت أيضا، فسيبدأ إيقانك الكتابي بأن الله يريد أن يشفيك، ولكن عليك أن تلهج بجدية فيما تقوله كلمة الله عن الشفاء عالما أن الشيطان سيلقي عليك حملا من المناقشات النظرية والإختبارات السلبية كما فعل مع أجيال المسيحيين في الماضي.

فعلى مر تاريخ الكنيسة كان هناك عدوين كبيرين للإعلان الإلهي ألا وهما العقلانية والتجريبية، فهما ببساطة العقل والتجربة فكلا منهما يجلب أفكارا وتصورات تناقض كلمة الله، يقول العقل “لأني لا أفهم الشفاء، ولا أستطيع قبوله”، بينما يقول التفكير التجريبي “لأني لم أختبر من قبل لا أستطيع قبوله”. ويجب أن تتعلم مقاومة كلا من هذين النمطين من التفكير.

المعجزات حقيقة سواء اختبرتها أم لم تختبرها، وعندما يتعلق الأمر بموضوع الشفاء لا يمكنك أن تحكم ما إذا كان هذا سليم أم خاطئ وفقا لتجربتك، سواء كانت هذه التجربة إيجابية أم سلبية، لا يمكنك أن تقول “لا أؤمن بأن الله يريد أن يشفي الجميع لأن ركبتي لم يحدث لها شفاء”. أنت لا تؤمن بالله على أساس ما اختبرت وما لم تختبر، ولكن على أساس ما قاله في كلمته، بغض النظر عما رأيت فالله هو ما أعلنه عن نفسه أنه هو، ويفعل ما قال أنه سيفعله على الرغم مما رأيت أو اختبرت. لهذا يجب ألا تسمح للخبرات السلبية سواء كانت هذا الخبرات السلبية حدثت لك أن مع الآخرين أن تسلبك كل ما وعدك الله به في كلمته.

والروح القدس رقيق عندما يتعلق الأمر بخبرات الآخرين، فلا يثرثر الروح عن أسباب عدم حدوث شفاء ولا يخبرك بالمواقف التي قد يتعرض لها الآخرين، فيريدك الله أن تطلبه في الموقف الذي تمر به حتى تقبل ما وعدك به في كلمته.

يسوع أتى ليرد الإنسان إلى حالته الأولى

انظر ليسوع ذلك الذي يُظهر إرادة الله، فالله لا يغفر خطايا الناس فحسب بل يشفي أجسادهم أيضا، لقد أخطأنا في هذه النقطة عندما فرقنا بين شفاء الروح وشفاء الجسد. فالله خلق الإنسان كوحدة، واحدة فلا يوجد جزء أقل أهمية من الآخر، ولا يجب إحتقار أي جزء من هذه الأجزاء الثلاثة التي يتكون منها الإنسان، سقط الإنسان في الخطية روحا ونفسا وجسدا ولم يُعفي أي جزء منه من فساد السقوط بما في ذلك الجسد.

لم يأت يسوع ليرد جزء واحد فقط من الإنسان، بل ليرد الإنسان كله، فيشتمل الفداء الذي وفره لنا يسوع على كيان الإنسان كله وليس فقط على روحه. فالله لا يهتم بجسد الإنسان أقل من اهتمامه بروحه وبنفسه. لقد خلق الله الإنسان كله وبالطبع لا يوجد شك في أن الولادة الثانية لروح الإنسان وإعطائها حياة هي التي ستمكنه من الدخول إلى ملكوت السموات. فلا يوجد ما هو أهم من رؤية شخص يُخلص ويهرب من جحيم الإنفصال الأبدي عن الله. وعلى الرغم من ذلك فإن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن الولادة التي من فوق تناقض الشفاء. لقد وفر الله لنا الخلاص على كل المستويات ولا يوجد حاجة إلى الإختيار بين الخلاص والشفاء. فعندما مات يسوع على الصليب فإنه لم يحمل خطايا الإنسان فقط بل حمل أمراضنا أيضا (إش 4:53-5). لقد دفع يسزه ديننا كاملا وأخذ الغضب الآتي علينا حتى نستطيع الحصول على السلام. لقد جُعل يسوع خطية من أجلنا لنصبح بره، وبجلدته شفينا.

يُظهر مزمور 2:103-3 بوضوح أن كلا من الغفران الشفاء ملكا لنا عندما قال “باركي يا نفسي الرب ولا تنسى كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك”. قال يسوع للمفلوج في إنجيل مرقس 2 “يا ابني مغفورة لك خطاياك قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك” (الآيات 5،11). لقد غفر يسوع له خطاياه. لماذا؟ لأن كلا من غفران الخطايا وشفاء الجسد جزء من فدائنا، فالخلاص يغطي الإنسان كله.

وكما رأينا من قبل ما فإن كلمة يخلص أو الخلاص هي الكلمة اليونانية “سوزو” والتي تعني كلا من الخلاص والشفاء، وتستخدم هذه الكلمة أحيانا في العهد الجديد للإشارة إلى التحرير من الخطية، وأحيانا أخرى لتعني الشفاء من المرض وهذا راجع إلى أن الخلاص يشتمل على الغفران والشفاء.

الله لا يحتقر جسدك لأنه هيكله

في بداية تاريخ الكنيسة، بدأ كلا من مذهب العرفان (مذهب بعض المسيحيين الذين اعتقدوا أن المادة شر وأن الخلاص يأتي عن طريق المعرفة الروحية) والمذهب الأفلاطوني في التغلغل في العقيدة المسيحية، وأصبحت الآيات والعجائب أكثر ندره ودليلا على عدم احترام الجسد، وزحف كل ما هو مادي، وأصبح الزهد والرهبانية وسيلتين للوصول إلى الله وجعل الإنسان مستحقا للخلاص، واندثرت تماما الحقيقة العظمى والخاصة بأن كل شئ قد تم وأكمل على الصليب. واعتقد الناس أن إماتة الجسد وانكار الذات تطلق الروح والحياة الروحية. على أية حال فإن هذا لا يمت للمسيحية بصلة، فهذا ليس إلا صورة من صور مذهب العرفان والفلسفة يونانية.

لا يحتقر الله ما خلقه، فخليقته ليست طالحة بل صالحة، فبعدما انتهي الله من الخلق نظر إلى ما عمله ورأى أن “كل ما عمله فإذا هو حسن جدا” (تك 21:1-22). لهذا السبب وفر الله للإنسان بجملته روحا ونفسا وجسدا كما رتب له الخلاص من خلال فداء يسوع الكامل على الصليب.

أن الجسد الإنساني ثمين فهو يمجد الله وهو هيكل الروح القدس، فكما يهتم الله بروح الإنسان يهتم بجسده أيضا (1كو 19:6-20). والمرض يتعارض مع إرادة الله كما لا تتمشى الخطية مع إرادته. إن إرادة الله هي شفاء وغفران. فالمرض ليس من الله ولكن من الشيطان الذي هو مصدر المرض نفسه.

قبل السقوط لم يكن هناك مرض، لكن المرض دخل بعدما أغوي الشيطان الإنسان بالخطية، ومنذ ذلك الحين والمرض موجود في العالم. لا يوجد مرض في السماء ولن نعرق المرض فيما بعد عندما نذهب إلى السماء. لم يتحدث يسوع أبدا عن المرض كما لو كان شيئا من الله، على العكس يقول سفر الأعمال 38:10 إن يسوع “جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس”.

فالمرض يُعد هجوما من الشيطان على جسد الإنسان، ففي إنجيل لوقا 6:13 قال يسوع “وهذه هي ابنة إبراهيم قد ربطها الشيطان ثماني عشر سنة، أما كان ينبغي أن تُحل من هذا الرباط يوم السبط؟” يدعو يسوع المرض ربط وليس بركة، وهو يعلن أن الشيطان هو الذي ربطها ولم يربطها الله. وإن إرادة الله هي تحريرها وشفاءها، فالرب يسوع يعني تمام ما يقوله عندما يخبرنا بأن المرض يأتي من الشيطان.

وهذا لا يعني بأن حال من الأحوال أن كل مريض مقيد من الشيطان أو تحت سلطانه، ولا يعني أيضا أن المرض شرير أو أثم كما فسر البعض خطأ.

يتشابه أي شخص مريض ولم يحصل على الخلاص مع أي شخص آخر لم يحصل على الخلاص. فوفقا للكتاب المقدس فإن قلبهم وليس صحتهم هو الذي يحدد الفئة التي ينتمون إليها. ينتمي المسيح إلى الله والمسيحي هو ابن الله المحبوب. فلا تحدد الصحة أو المرض المعايير التي تجعل الإنسان منتميا إلى عائلة الله أو محبوبا أو مقبولا منه. ولا يؤكد الكتاب المقدس على أن عدم الشفاء يقلل من قيمة الأشخاص، لكن الكتاب المقدس يؤكد على الشفاء لأن يسوع يريد أن يعطينا حياته وقوته بغض النظر عن احتياجنا.

قيل أن “الإنجيل ورغبة الله في الشفاء تُظهر إزدراء بالضعيف”. يا لها من مقولة خاطئة، فإذا كان هذا صحيحا لاحتقر يسوع الضعيف أكثر من أي شخص آخر، إلا أنه كان مستعدا دائما لشفاء المرضى. لقد أحضر يسوع قوة الله إلى الضعيف والمريض لكي يشفيهم ويحررهم وهو الأمر الذي مازال يفعله حتى اليوم. إن التعليم الحالي عن الشفاء تعبير عن حنان يسوع فهو يُظهر كيف يتحرك يسوع نحو الناس وكيف يرغب في شفاءهم.

قد يقول أحدكم “ولكن هذا هو يسوع، إن مثل هذه الأمور لا تحدث اليوم، فلا يُشفي أحد في كنيستنا”. إذن اسأل نفسك هذه الأسئلة: هل يتوقع أحد أن يُشفي في كنيستك؟ هل يصلي الناس للمريض متوقعين أن يسوع سيشفيه فعلا؟ هل هناك تعاليم كتابية عن الشفاء؟ أو هل يخجل الناس من الإنجيل ويقضون في شرح الشفاء بعيدا عن الإنجيل؟

إكرز بالشفاء، وسيكون هناك شفاء

حتى يسوع فأنه لا يستطيع أن يشفي المرض إذا لم يؤمن الناس به. فالإنجيل يُجب أن يُعلن ويُقبل قبل يصبح قوة الله للخلاص، عندما ذهب يسوع إلى موطنه بالناصرة “لم يقدر أن يصنع هناك ولا معجزة واحدة غير أنه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم. وتعجب من عدم إيمانهم” (مر 5:6-6).

يتكرز هذا الأمر اليوم فيأتي يسوع لكثير من الأماكن إلا أنه لا يستطيع أن يفعل إلا القليل. على الرغم من أنه يريد أن يصنع معجزات، لاحظ أن الكتاب المقدس يخبرنا أنه كان يمكنه أن يصنع عجائب. ولماذا لم يصنع هذه العجائب؟ بسبب عدم إيمانهم، ذلك على الرغم من حقيقة أنه ابن الله وممسوح بقوة الروح القدس هذا ينطبق علينا اليوم أيضا، فإن عدم الرغبة والتمرد وعدم الإيمان نفوق قوة الله من صنع المعجزات.

لماذا تجد من السهل عليك أن تقبل غفران خطاياك؟ لأنك سمعت تعليم كثير من كلمة الله بشأن الغفران. وعندما تسمع الكثير عن جانب آخر من جوانب فداءك مثل “بجلدته شفيتم” ستصبح المعجزات والشفاء أمورا عادية بالنسبة لك، وسيكون من السهل على روح الله صنع الآيات والعجائب وشفاء المرضى.

كيف ستحصل على الشفاء؟ تماما مثلما تحصل على أي شئ آخر من الله بالإيمان فبالإيمان قبلت ما فعله لأجلك على الصليب في مجال صحتك، فبجلدات يسوع حصلت على الشفاء. وأنت ترى أنه أخذ أمراضك وأن الصحة لك الآن. فعليك أن تقبل ما فعله لأجلك وتجعله أمر شخصي في حياتك.

يشتاق الله كثيرا إلى أن تحيا بصحة جيدة لدرجة أنه فتح مجالات كثيرة لتأتي إليك قوة الشفاء مثل: صلاة الإيمان، ووضع الأيدي، والمسح بالزيت، والعشاء الرباني، واظهار المواهب الروحية، وكلمة الله. وبالطبع لا يهم مكانتك حتى لو كنت بمفردك يمكنك أن تحصل على شفاء بالإيمان على أساس فداءك ومواعيد العهد. راجع إنجيل مرقس 23:11-24 إذا أمنت بأن ما تقوله سيحدث إذن ستحصل على ما قلت.

تذكّر أن الشفاء لا يظهر في الحال. قد يكون الجسد مازال تحت هجوم إبليس لفترة طويلة، ولكن عليك أن تعتبر شفاءك حقيقة مؤكدة بسبب عمل يسوع. فوفقا لما تقوله كلمة الله فإنك تعلم أن شفاءك سيحدث. يمكن أن تثق بهذا التأكيد وتسمح لكلمة الله ولروحه بالعمل من أحل الشفاء التام للجسد. لا تحتاج إلى تقديم إثبات لأي شخص آخر عن طريق التخلص من الأدوية ورفض الذهاب إلى الطبيب أو اتخاذ خطوات حماقة مشابهة محاولا أن تظهر بصورة المؤمن.

لا يعارض الله الطبيب أو الدواء فهما أيضا أدواته لمحاربة نفس العدو. عندما يظهر شفاءك لن تحتاج إلى الدواء ولن تحتاج إلى الذهاب للطبيب مرة أخرى. وعلى أية حال حتى يأتي هذا اليوم لا تسمح لأي شخص أن يدفعك لفعل شئ كهذا.

ليس لزاما عليك أن تثبت شئ لأي شخص، لكن إسلك بالإيمان مؤمنا أن الله يريد أن يشفيك وأنك قد حصلت على الشفاء على الصليب. استمر في إيمانك بأنك قبلت الشفاء عندما صليت أو عندما يصلي من أجلك شخص آخر أو عندما توضع عليك الأيدي أو عندما تدهن بالزيت. يمكنك أن تستمر بثقة مؤكدة بأن قوة الله تعمل لشفاء جسدك بالكامل وأن المرض يجب أن يتركك باسم يسوع.

عندما تتمسك بشفاءك تحملك كلمة الله ويعزيك الروح القدس ويرشدك ويعلن لك شخصيا أن يسوع هو “الرب شافيك” (خر 26:15). كلما ثبّت عينيك عليه، كلما إزداد توقعك، وكلما إزدادت الحرية التي يستطيع بها أن يفعل معجزات في حياتك.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$