القائمة إغلاق

الإيمان يأتي بكلمة واحدة Faith Comes By One Word

في الفصل السابق علمنا الإيمان يأتي من الله وأن كل مؤمن قد قبّل مقدارا من الإيمان. ولكن هناك أوقات يبدو فيها هذا الإيمان خاملا، فعندما تسوء الأمور في حياتنا نسرع بإلقاء اللوم على الظروف، أو على الله نتيجة للفشل الذريع الذي أمحاط بنا، ولكن هذا موقفا خاطئا بدأ منذ خلق آدم. فبعدما وقع آدم في الخطية برر نفسه قائلا “المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت” (تك 12:3).

يقع معظمنا في هذا الخطأ الشائع، وهو إما أن نلوم الظروف، أو نلوم الله نفسه على كل أمر شئ يحدث في حياتنا وبهذا فإننا نلوم الله على شئ لا بد له فيه، فربما نقول شيئا مماثلا لهذا القول: “لقد اختار الله ألا يستجيب صلواتنا”. بدون تحرى ما إذا كانت صلواتنا تتماشى مع كلمة الله أم لا.

يجب أن نصلي دائما بإيمان، وهذا لا يتاح إلا عندما نعرف إرادة الله، فعندما نعرف إرادة الله لن يكون الإيمان مشكلة.

الله هو الحل وليس المشكلة

على الرغم من أننا قد لا ندرك أن معظمنا لديه مفاهيم خاطئة تجعله يؤمن بأن الله مسئول عن المشكلات التي تحدث لنا، وهذا أمر نحتاج إلى التخلص منه. فالله ليس هو المشكلة ولكنه الحل لكل احتياج وكل ظرف يظهر في حياتنا.

إذا توقف جهاز الراديو الذي تملكه عن العمل فلن تطلب محطة الراديو وتعنفهم، ولكنه تستعدل ترددات جهاز استقبالك وإذا لم يفلح هذا ينطبق على الله أيضا، فلا يوجد خطأ في جهاز الإرسال، ولكن جهاز الإستقبال يحتاج إلى إصلاح.

يشكل كلا من التمرد والإدانة مشكلة هي هذا المضمار. ينتج التمرد عن عدم الرغبة في الخضوع لكلمة الله، ولهذا السبب نعتقد أننا نملك الكثير من الأسباب الوجيهة والإختبارات والظروف التي تعفينا من الخضوع لكلمة الله، فنقول “لا بد وأن يكون هناك استثناء أو وسيلة أسهل لي أنا فقط”، وبهذا نشبه من يحاولون أن يتعدوا دورهم في طابور مكتب البريد معتقدين أنهم الوحيدين الذين يمكنهم تبرير العجلة، فربما تضجر إذا لم نحصل على ما نريد.

هذا تصرف أناني، فالكتاب المقدس يقول أن الله لا يحابي الوجوه وهذا فعناه أنه يعاملنا جميعا بنفس الأسلوب، وهو يعاملنا جميعا معاملة حسنه لأنه يحبنا، فإذا كان الله قد قال هذا الأمر في كلمته، فلن يستثنى أحدا منه حتى ولو كان أنت، ولكنه سيعطيك كل المعونة التي يجب أن يقدمها لك حتى تتحقق وعوده في حياتك، ومطلبه الوحيد هو أن تخضع لكلمته وتطيعها.

في رسالة يعقوب 5:1-8 يقول الرب أنه إذا كانت تعوزك الحكمة (وهذا ينطبق على أي مجال في حياتك)، فعليك أن تطلب حتى تأخذ حكمة ولكن عندما تصلي يجب أن تصلي مؤمنا وغير مرتابا “لأن المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه”، ويقول الرب عن الشخص المتقلقل “فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئا من عند الرب”.

من هنا تبدأ الإدانة، فنتيجة لشعورنا بالإدانة فإننا إما أن نحاول تغيير هذا الجزء من الكلمة بعيدا عن باقي الإصحاح، وإما أن نتجاهله تماما، ولكن هذا لن يقيدنا فأفضل من يمكننا فعله هو أن نعرف أن الله هو الذي قال هذه الآية. فلم يقل يعقوب أن أحد الوعاظ المعصبين هذا الكلام. لا بل الروح القدس أوحي بالكتاب المقدس وإذا كان الله هو قائل هذه الآية فهي حق ويجب علينا الخضوع لها.

لم يقل الله هذه الآية ليثقلك بالهموم أو ليدينك، فهو لا يدين الناس، الله يحبك وهو معك ويريد أن يساعدك، وقد أعطاك هذه الكلمات ليشجعك ويقويك ويقوّمك، وبهذا تكون مستعدا دائما لتأخذ منه.

كيف تأخذ من الله؟ بالإيمان. كيف خلصت؟ بالإيمان فبصفتك مسيحي إن حياتك كلها يجب أن تسير بالإيمان وليس مجرد أن تخلص بالإيمان، تقول رسالة رومية 17:1 “البار بالإيمان يحيا”.

تقول رسالة رومية 22:14 “كل ما ليس من الإيمان فهو خطية”. ما معنى هذا؟ هذا معناه أن الله يريد أن تكون حياتك كلها وكل ما تفعله بالإيمان، ذلك الإيمان الذي يثبت المعرفة والثقة بأن الله هو الشخص الذي يعلن عن صفاته الشخصية كما ورد في الكتاب وهو يفعل ما وعد أن يفعله.

إعرف شخصية الله وإرادته من الكلمة

عندما ندرك أن كل ما يقول الله هو بدافع الحب ليس ألا، سيكون أسهل علينا أن نقاوم الإدانة أنه نأخذ منه.

وعادة ما نشعر بالإدانة لأننا سمحنا للشيطان أن يشوه ما سمعناه. فالشيطان يحب تشويه ما قاله الله وتحريفه واستخدامه كإتهام فهو المشتكي على إخوتنا (رؤ 1:21)، ولذها فهو خبير في الشكاية والإدانة. فإن لم تكن ثابتا في كلمة الله أو إذا كنت غير قادرا على فهم شخصية الله المحبة سيستخدم إبليس الكلمة ضدك.

عندما نفهم شخصية الله وكلمته ويمكنك أن تقاوم الشيطان وشكايته، وتعلم أن الله لم يقل شيئا لعلن به رفضه لك أو إدانتك لكنه قال هذا لتهذيبك، ولهذا عندما يقول الله في رسالة يعقوب أنه ليس للمرتاب أن يتوقع أن يأخذ شيئا من الله، فهو لم يقل هذا ليدينك ولكن ليساعدك على أن تؤمن وتكون قادرا على أن تأخذ منه.

بعدما تأخذ من الله تحتاج أن تمتلك القدرة على التمسك بما أخذت بدون أن يُسلب منك.

لا تسمح للشيطان أن يُشعرك بالدينونة لأن دافع الله دائما هو خيرك. كان يسوع يحث تلاميذه دائما على أن يكون لهم إيمان ولا يمتلئوا بالشك (انظر إنجيل مرقس 40:4). فهذا لا يعني أنهم لن يكونوا تلاميذه عندما يشكوا. إذا توقف جهاز الراديو عن العمل هذا لا يعني أنه ليس راديو ولكنه يعني أن هذا الجهاز يحتاج إلى بعض الإصلاح، عندما يتعثر الطفل في خطواته الأولى فإنه لا يرقد ويرفض أن يمشي مرة أخرى.

هذا ينطبق على مسيرتك في الإيمان، فالله يشجعك على الإستمرار في السير ومواصلة النمو، وهو لا يشكو أو يضجر منك ولن يجينك أو يلومك لقلة إيمانك. ولكنه سيشجعك على النمو.

هناك إصحاحات في الكتاب المقدس يوبخ فيها يسوع الناس على عدم إيمانهم ولكن في معظم هذه الإصحاحات كان يسوع يوبخ الفريسيين العنيديين الذين رفضوا الخضوع لكلمة الله. وهذا النوع من غلاظة القلب وعدم الإيمان ينحي جانبا وصايا الله ويتمسك بتقاليد الناس (مر 6:7-7). تلك التقاليد التي تحارب الكلمة وتنكرها وتحترق المعجزات والأمور الخارقة للطبيعة وتقاوم عمل الروح القدس، فمثل هؤلاء الناس لهم صورة التقوى وهم ينكرون فاعليتها وهذا النوع من الإفتخار والتمرد يُظهر إزدراء واضح لله، إلا يجلب إلا البؤس.

كان يسوع يعارض الفريسيين بشدة، لكنه أظهر صبرا نحو تلاميذه الذين أرادوا أن يتبعوه وذلك على الرغم من عدم فهمهم إلا للقليل مما كان يفعله، إلا أن يسوع كان يعلمهم ويشجعهم دائما.

إن هؤلاء الذين يتساءلون دائما إذا كان لهم إيمان أم لا وما إذا كان إيمانهم هذا كافيا فإنهم سيحوّلون إنتباههم عن رئيس الإيمان نفسه هو الله، فإنه من المهم جدا أن نفهم أسباب رفعة إيماننا وازدياده في القوة

الشيطان سيهاجم الكلمة دائما

تقول رسالة رومية 17:10 “الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله”. الإيمان بالكلمة التي هي إرادة الله، عندما تُعلن إرادة الله لن يكون الإيمان مشكلة، فالمشكلات تظهر حينما لا ندرك ما تقول الكلمة أو نحتار ألا نطيعها.

هاجم الشيطان الإيمان وحاول أن يبعد الناس عن الله، ويذكر سفر التكوين 1:3 أول ما كُتب عن الشيطان. ولا يزال الشيطان يحاول أن يجعلك تشك في كلمة الله. لماذا؟ لأن الله أودعك حياته وطبيعته وقوته “قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة” (2بط 4:1).

لا يريدك الشيطان أن تهرب من الفساد الذي في العالم، ولا يريدك أن تكون شريكا للطبيعة الإلهية ولا يريدك أن تنمو وتتقوى في الروح أو أن تصبح حرا وتسير في النصرة.

ولهذا يحارب الشيطان الإيمان أكثر من أي شئ أخر، فهو يعلم أن الكلمة تنتج إيمانا في حياتك، وبالتالي سينتج عنه نتائج غير عادية فهو يعلم أنك عندما تتصرف وفقا لما تقوله كلمة الله فأنك تجعل سيف الروح يعمل، ولهذا ستنتصر على الشيطان في مجال بعد الآخر.

لهذا السبب يفعل الشيطان كل ما بوسعه ليحول كلمة الله القوية والتي يمكن الإعتماد عليها إلى قصة خيالية بسيطة جدا لدرجة أنه لا يمكن فهمها حرفيا. على أية حال فأن خلاصنا يأتي من الإيمان وفعل ما تقوله الكلمة والانتظار حتى يصبح هذا واقع في حياتنا.

تعبر كلمة الله عن طبيعته، فالله هو ما تقوله الكلمة عنه وهذا ينطبق عليّ وأيضا، فتحدد كلماتك شخصيتك، وإذا كان لا يمكن الثقة في كلامك فلا يمكن الثقة فيك أيضا فلست أفضل من كلماتك. الله أبدي وكلماته أبدية. يقول إنجيل متى 35:34 “السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول”.

الله روح وكلامه روح وحيات (يو 24:4، 36:6). الله حق وكلماته حق (عد 19:23). الله هو إله العهد وكلماته كلمات العهد. معنا عهدا مبنيا على وعوده (مز 24:89، خر 24:2). الله هو الخالق وكلماته مملوءة بقوة الخلق.

يجب أن تفهم أنه لا يمكن فصل الله عن كلمته، فلا يمكنك أن تقول “إني أؤمن بيسوع لكني لا أؤمن بالكتاب المقدس”، ففي إنجيل يوحنا 23:14 قال يسوع “إن أحبني أحد يحفظ كلامي”، وهذا معناه أننا إذا كنا غير مهتمين بما يقول فبالتالي لا نحب يسوع وسنكون غير طائعين له وسنقضي وقتنا تشرح كل ما قاله في الكتاب المقدس بعيدا عن حبه.

في رسالة بطرس الأولى 23:1 سُميت كلمة الله بالزرع الذي لا يفني. تشبه الكلمة الزرع تماما فلا يمكن أن تنتج شيئا غير صالح، وهي أبدية وبالتالي تثمر ثمار أبدية، فكما يثمر البذر ستثمر الكلمة في حياتك.

الكلمة هي الزرع الذي يثمر ثمار غير عادية

في إنجيل مرقس الأصحاح الرابع ذكر يسوع مثلا في غاية الأهمية، فقد قال “أما تعلمون هذا المثل؟ فكيف تعرفون جميع الأمثال؟” (مر 13:4) وبعد هذا المثل بمثابة الأساس الذي ترتكز عليه كل تعاليم يسوع. فقد أخبرنا هذا المثل بأن الكلمة بذرة، وأعلن لنا واحد من المبائ الأساسية التي يمكن تطبيقها على كل أمر له صلة بملكوت الله.

أنه لأمر هام أن ترى كلمة الله من هذا المنطلق، فقد خلق الله السموات والأرض بكلمته (تك 3:1)، وتقول رسالة العبرانيين أن يسوع “حامل كل الأشياء بكلمة قدرته”، فقد أنشأ الله العالم كله وأخضعه لسلطانه بكلمات خلاقة مملوءة بالروح ومملوءة بقوة عمل المعجزات، وقد أصبحت هذه الكلمات الآن وعودا شخصية لك تراها في الكتاب المقدس.

شبّه يسوع هذه الكلمات بالبذار القادرة على الإثمار بثمار غير عادية في حياتك، ولا عجب من أن الشيطان يحاول بجاهدا أن يسرق الكلمة وأن يجعلك تشك في الكلمة وتهملها.

في إنجيل مرقس 10:4-20 يشرح يسوع مثل الزارع فيقول إن الزارع يزرع كلمة الله وأن الأنواع المختلفة من التربة تمثل قلوب الناس واتجاهاتهم، وأن الحصاد هو الهدف الأخير وستظهر ثمار الكلمة في نوع التربة المناسبة. إذن أين تكمن المشكلة.

الله لا يمثل مشكلة بالنسبة لك لكنه الحل لكل مشاكلك

يخبرنا يسوع أن الشيطان يأتي وينزع الكلمة من النوع الأول للتربة وهو الطريق، ويذكر لنا إنجيل لو 12:18 أن الشيطان يفعل هذا “لئلا يؤمنوا فيخلصوا”. يعلم الشطيان جيدا أن الكلمة ستُثمر إيمانا بمجرج أن تُزرع، فكلمة الله لديها القدرة على إثمار الإيمان في قلوب الناس، فالإيمان يأتي بالكلمة. وفي هذه الحالة أدت قساوة التربة وكونها غير معدة إلى سهولة سرقة الكلمة منها.

إذا لم نسمح للروح القدس أن يجعل قلوبنا متضعة ويجعلها تحترم كلمة الله وتطيعها وفقا لشروط الله فلن تثمر الكلمة إيمانا فينا.

لدينا عددا لا بأس به من الشكاكين والمراقبين الذين يحضرون الاجتماعات، من يأتون إلى هذه الاجتماعات لا من أجل نوال البركة أو طلب وجه الله لكن لينتقدوا تلك الاجتماعات وينقلوا عنها تقارير سيئة. إنهم مساكين، فقد يجلسون بجوار شخص يعطي كل حواسه وانتباهه للكلمة ويسمع من الله. شخص يسمح للاجتماع أن يبنيه ويباركه ويتيح له فرصة الحصول على معجزة من الله. لكن النقد يقسى القلوب وهذا الشخص الذي أتى لينقد يستمع لكلمة تثمر ثمار رائعة في الشخص الجالس إلى جواره لكنها لا تثمر فيه بشئ. لقد سُرق الزرع بسرعة. لماذا؟ بسبب قساوة التربة أو بمعنى آخر قساوة قلبه. إنها ليست إرادة الله أن تسرق هذه الكلمة من الشخص المنتقد إلا أن كبرياؤه سمح بهذه السرقة.

النوع الثالث من التربة هو الأماكن الحجرية (أية 16) ويمثل هذا النوع من التربة من يريدون الذهاب إلى الأماكن التي يصنع فيها الله آيات وعجائب، فهم يحبون الوعظ والتعليم وفوق الكل يحبون الشركة. ويقبلون الكلمة بقرح إلا أنه بسبب الحجارة وعدم وجود تربة، لا تجد الكلمة جذورا فيهم. وهؤلاء هم من يتمتعون بالحماس طالما أنهم يحضرون اجتماعا مملوءا بالروح القدس وسوده جوا من الإيمان ولكنهم عير مستعدين لمواجهة هجمات الحياة اليومية والضيق والاضطهاد من أجل الكلمة.

يتحدث الكتاب المقدس عن الضيق والمعاناة اللذان اعتقتنا منهما آلام يسوع وكذلك يتحدث عن الضيق والمعاناة اللذين لم نتحرر منهما بعد. وهذا النوع الأخير من الضيق يتضمن الأضطهاد من أجل الكلمة.

يكره الشيطان الكلمة ولا يريد رؤيتها فعالة في حياة الناس، لهذا يبذل قصاري جهده ليضع عليك الضغوط ويبعدك عن الكلمة. ومن أبوز الأساليب التي يستخدمها ليملأك بالخوف، الكذب وتشويه الحقيقة.

لا يجتمع الإيمان والخوف معا (مر 4:4) يطرد الإيمان الخوف خارجا، وسيطرد الخوف من الضيق والاضطهاد الكلمة، ويمنعها من أن يثمر ثمارا غير عادية في حياتك.

يستخدم الشيطان أناسا لم يحصلوا على الخلاص بعد، أو مسيحيين غير ثابتين متقلقلين في تثبيط عزمك، وفي إلقاء بذور الخوف في قلبك. يستخدم الشيطان مثل هؤلاء في تقديم معلومات خاطئة لك حتى ترجع عن الطريق مرة أخرى.

عندما تبدأ في تطبيق الكلمة في حياتك ستجد نفسك في صراع مع طرق تفكير العالم وأساليبه فهذا أمر لا بد وأن يحدث. ففي الوقت الذي يقلق فيه العالم. أنت لا تقلق لأنك القيت كل همومك على الرب. وعندما تُتهم بأنك غير قادر على تحمل المسئولية عليك أن تختار إما أن تتبع الله أو أن تتبع الناس.

عندما تبدأ في الصلاة من أجل أمر ما وتعلن إيمانك بأنك قد حصلت على هذا الأمر قد يبدو أن ظروف تزداد سوء فجأة ذلط لأن رئيس هذا العالم الشيطان قادر على احتكار الظروف، وعلى أن يجعل الأمر يبدو وكئنك لن تحصل على ما تريد أبدا. هذه الظروف ما هي إلا اضطهاد لأن الكلمة قد زُرعت في قلبك، قإذا كان هناك أن أماكن متحجرة في حياتك مثل عدم الغفران أو المرارة أو خيبة أمل أو خطية لم تعترف بها أو كبرياء أو غضب إلخ. ستظهر هذه الأحجار في وقت التجربة.

على الرغم من أن الأمور تبدو على ما يرام في الاجتماعات، فإنه في وسط التجارب تظهر هذه الأحجار. فإن لم تتخلص من هذه الأحجار في الوقت الذي تظهر فيه بصورة واضحة ستقودك تلك الأحجار إلى السقوط. وعندئذ سيتعجب الناس قائلين “لقد بدا هذا الشخص مملوءا بالإيمان، كيف يسقط هكذا؟”. يرجع سبب سقوط ذلك الشخص إلى أنه لم يزِل الأحجار أو لأنه أتقد أن ثمن تبعية الله على حساب استحسان الآخرين له ثمن كبير جدا.

ينطوي النوع الثالث من التربة على الأشواك (أية 18)، سيقبل هذا النوع من الأشخاص الكلمة أيضا، ولكن هموم الحياة اليومية ومشاكلها قد تخنق الكلمة تماما. وعادة ما يكون موقفهم من الكلمة كالتالي: “بالطبع أؤمن بالكتاب المقدس” لكن لا تحظى الكلمة بالمكانة الأولى في حياتهم، لأنهم لا يعطون وقتا كافيا لأن الأرض من ذاتها تأتي بثمر أولا نباتا ثم سنبلا ثم قمحا ملآن في السنبل”.

لن تكون لدينا إجابة أبدا عن سؤال متى؟ أو كيف؟ حتى يسوع يقول أن الزارع لا يعلم كيف حدث هذا الإثمار ولا تحتاج أنت أيضا أن تعرف كيف حدث ولكن احتياجك هو أن تتيقن من أن الإثمار سيحدث.

لن تثمر البذرة إذا وضعتها تحت الميكروسكوب وفحصت كل ما يحدث فيها بعين ثاقبة، ولكنها ستثمر إذا زرعتها في الأرض. الله لم يدعوك لتلك أراء الآخرين وأفكارهم وعقائدهم ولكنه دعاك لتزرع كلمة الله في حقلك وتحصد حصادا كبيرا جدا.

بالإيمان والأناة ترثون المواعيد

نحب دائما أن نعرف متى ستأتي الإجابة! فنحن نريد المعجزة الآن. ولكن الفلاح لا يفكر بهذه الطريقة، فسنستهزئ به إذا زرع اليوم وجلس يبكي في اليوم التالي لأنه “لم يحدث شيئا”. قال يسوع إن الأيام والليالي تمر قبل أن يثمر القمح في السنابل.

تخبرنا رسالة العبرانيين 12:6 أنه بالإيمان والأناة نرث المواعيد، من السهل نسيان أن عنصر الوقت لازم من أجل الحصول على إجابة.

إذن ماذا يجب أن نفعل في الوقت الحاضر؟ علينا أن نزرع الزرع الذي لا يفني في كل جانب من جوانب حياتنا.

إذا كان لديك احتياج في جانب معين إذن فأنت تمتلك حقلا حيث يمكنك لا بد يجب عليك أن تزرع، فلا قائدة من أن تسأل “إذا كان لديك أم لا” لكن ازرع الكلمة والمواعيد الخاصة باحتياجك هذا فقط. واستعد للهجوم. واحفظ الكلمة ولا تتصرف بعدم إيمان بأن تحفر حقلك كل يوم. فعندما تزرع بهذه الطريقة ستثمر الكلمة إيمانا بالتأكيد. وستعرف أنك كنت تعلم أن ما يقوله الله هو حق.

ستتيقن أن الله أمين وأن كلمته هي لك، وستعلم أنه كان يتحدث لك من خلال المواعيد وأنه يفي بكل وعد من وعوده لأنه إله العهد، فتعلم أنه يحفظ وعوده وأنك ستدخل راحة الإيمان بدون قلق على ظروفك، بعين الإيمان سترى ما لا يُرى. فأنت متيقن معا لا يراه ومقتنع بما تقوله الكلمة وبالتالي يمكنك أن تتحدث مع الله بدون أن تشك وتتيقن من أنك ستحصل على ما طلبت لأنك تصلي بإيمان. فلديك الثقة والتأكد من أن الله قد وعد بأن يجيب صلواتك.

لا توجد وصفات سريعة لتنال معجزة ولا توجد طريقة سريعة وسهلة لتحصل بها على ما تحتاج، فالله لا يعمل بهذا الأسلوب. ولكن الله من ناحية أخرى  لا يقاومك ولا يريد أن يُصعّب عليك الحياة. فهو يريد أن يعينك بكل الطرق لهذا أعطاك كلمة العهد.

لهذا السبب يجب أن تتعمق في الكلمة وتكون قادرا على معرفة إرادة الله وسماع صوته وبوضوح، فلا حدود لما يريد الله أن يفعله فيك ربك.

قال يسوع أنه سيُظهر ذاته لهؤلاء الذين يحفظون كلمته ووصاياه (يو 21:14-22)، وبما أننا بالإيمان نسلك لا بالعيان” (2كو 7:5)، علينا أن نعرف كلمته وأن نؤمن بما يقوله، وبعد ذلك سنرى النتيجة.

يتمم الله كل كلمة قالها، وكل وعد من وعود فيه النعم وفيه الأمين (2كو 20:1)، فقد تكلم ووعد وبارك وأقام معنا عهدا بالمسيح يسوع. وتعلن كلمته البركات التي منحنا أياها، وقد أوضحت شهادته الأخيره إرادته لنا. فقد قال نعم وينتظر منك أن تنطق بكلمة آمين وأن تسمح لبركاته بالتدفق في حياتك.

ستبدأ قوة الكلمة في العمل فيك، فلديك الأساس الذي ترتكز عليه ولا يستطيع أحد أن يزعزع هذا الأساس. فإعلان واحد من كلمة الله سيثمر معجزات في كل مجال من مجالات حياتك. تحتاج أن تقول آمين فقط وتسمح له بأن يزرع كلمته في حياتك.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$