القائمة إغلاق

البر هو المفتاح Righteousness is the Key

تخيل أن شخص ما أعطاك إصبع ديناميت وأنت ليس لديك أي فكرة عما هو هذا الشيء لأنك لم ترى أبداً ديناميت من قبل. لم تسمع عن استخدامه أو أي شئ عنه. هذا موقف خطير. لماذا؟ لأنه ليس لديك أي  فكرة عن كيفية التعامل مع هذا الشيء. وبدون أي إدراك عن الديناميت- ما هو- وماذا يفعل- ربما تأخذه معك في أي مكان وتجعل أشياء تخبط فيه….. وربما تكون هذه هي أخر مرة تفعل فيها هذا الخطأ.

هكذا هو الحال أيضا في حياتنا الروحية.

كأبناء لله مولودين ثانيًا, نحن نحمل آلاف الكيلوجرامات من المسحوق النقي لمادة للتى ان تى (المتفجرة) للروح القدس. أه, نحن نعبث في الأمور الروحية بهذه الطريقة. ففي أغلب الأحيان, ليس لدينا فكرة عما نفعله. ليس لدينا إدراك للقوة التي نتعامل معها.

ما نحتاجه هو الإدراك. نحتاج أن نستوعب كيف يعمل ملكوت الله- وماذا يعنى هذا في حياتنا اليومية.

ماذا فعل جون واين؟ خلال أول ثمانية عشر شهراً من خدمتنا, عرفنا صدفة أنا وجلوريا مبدأ روحي غيّر مسار حياتنا. بالفعل كانت توجد مبادئ روحية أساسية غيرت بالفعل طريقة تفكيرنا حتى وصلنا إلى هذه المرحلة. ومن هذه المبادئ كان يوجد بالأخص مبدأ كان هو السبب في أكبر تغيير جزري في حياتنا, إلا وهو حقيقة  البر.

البر مفتاح- إن لم يكن هو المفتاح الوحيد- في العهد الجديد للحياة ذاتها. ومثل الديناميت, يحتوى البر في ذاته قوة لا مثيل لها- أستطيع أن أقول أن معظم المؤمنين لم يتلامسوا أبداً مع قوة البر طوال حياتهم المسيحية. هذا لأن البر صار على مدار السنين أمرًا عقائديًا حتى أن المسيحيين لم يعد لديهم أي فكرة عن هذا الأمر. وبالتالي صار البر ليس له أي تأثير عملي في حياتهم. 

البر

مفتاح  –  إن لم يكن هو المفتاح الوحيد  –

للحياة ذاتها.

 لكي نجد تعريفاًَ عملياً لمعنى “البر”, نستطيع أن نشير إليه ببساطة على أنه “الحقوق الدستورية”.

 مثلا في أمريكا, نطلق على أول عشرة تعديلات في دستور الولايات المتحدة بأنها “حقوقنا الدستورية”. هذه العشرة تعديلات تضمن لنا بعض الحقوق كمواطنتين أمريكيين. عادة ما تسمع مواطنًا أمريكيًا عندما يحتج على شئ ما يقول, “أنا لدى الحق لأفعل هذا” أو “لدى الحق لهذا الشيء”. بقولنا هذا, نحن نطالب بما هو حق لنا, ونبنى احتجاجنًا على أعظم قانون في البلد.

يعنى البر ببساطة “الاستقامة”. فهو “حال كون الشخص مستقيماً “.  وتعنى أيضاً “السلوك بفعل ما هو صحيح”. وعادة ما ترتبط ارتباط وثيق بمفهوم “الكرامة”.

البر والكرامة مرتبطان ارتباطاً وثيقاً, لأن الشخص الذي ذو احترام ووقار هو شخص يختار أن يفعل ما هو صحيح- في آي موقف يواجهه. جون واين- واحد من الأبطال الأمريكيين في البحث عن الفضة- كان أفضل مثال على ذلك. هذا المخرج السنيمائى, أمام الكاميرا وبعيداً عنها, قضى معظم عمله لينمى فكر الكرامة. وقد أتم هدفه. آتى وقت في عمله أصبح لم يعد يفرق ما هي شخصية جون واين أو ما هو الدور الذي يلعبه. لم يكن يفرق ما كان الوضع أو ما الموقف الذي واجهه, فجماهيره كانوا يعلموا دائمًا أنه يفعل دائما الشيء الصحيح بأي ثمن.

لم يتطلب الأمر أن تكون باراً

كما ذكرت سابقاً, توجد قوة تتبع الإدراك الصحيح للبر. يخبرنا سفر أشعياء 32: 17 “فَيَكُونُ ثَمَرُ الْبِرِّ سَلاَماً، وَفِعْلُ الْبِرِّ سَكِينَةً وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ”.  بكلمات أخرى: توجد قوة في الاستقامة- أو فعل ما هو بار. توجد قوة في البر لصنع سلام, وهدوء, وطمأنينة, وسكون في حياتك.

لاحظ كلمة “سلام” في هذا العدد. الأصل العبرية لـ “سلام” المعنى يمكن أن يترجم: “كمال, امتلاء, ازدهار, اكتمال”. التعريف الحرفي لها هو : “لا شئ ناقص, لا شئ مفقود, لا شئ مكسور أو ناقص أو مفقود” وعمل البر سكونا وطمأنينة”.

بكل تأكيد هذه هي وعود العهد, لكنها لكل شخص يختار دائمًا أن يفعل الشيء الصواب – كل ما هو بر.

يذكرني هذا بيوسف وكيف أختار دائمًا أن يفعل ما هو صواب (بر). حتى في الظروف التي كان من الممكن للخوف أن يسيطر عليه. لكن لأنه اختار دائمًا أن يفعل ما هو صواب وصحيح, مهما كان يبدو الموقف مهيباً, كان يخرج دائمًا مزدهرًا. أنظر (تكوين 37, 39, 40, 41)

ذات مرة في حياة يوسف, عندما شعر أن الله تركه وتخلى عنه بعدما بيع عبدًَا من أخوته الممتلئين غيره منه. لكن انتهى بيوسف أنه تعين وكيلاً على بيت فوطيفار وعلى كل أعماله.

وعلى قدر ما تتخيل, كان فوطيفار مزدهراً ماديًا. لكن مع هذا, يشير الكتاب إلى البركة التي كانت على يوسف- التي كانت عمل البر- جعلت بيت فوطيفار أن يزدهر أكثر من ذلك. حتى أن فوطيفار كان يعلم ذلك. لكن الأحداث التي توالت على حياة يوسف أخذت منعطفًا أخر وانتهت به في السجن لأجل شئ لم يفعله. في الواقع, لقد ُألقى به في الحبس لأنه اختار أن يفعل ما هو صواب وبر وجدير بالاحترام تجاه زوجة فوطيفار.!!!

لقد حاولت أن تخدع يوسف, لكنه رفض. فأشاعت عنه كذباً, ُفأودع في السجن للمرة الثانية.

للمرة الثانية, كان بإمكان يوسف أن يستسلم ويجعل الخوف يتملك عليه. لكن الظروف لم تقدر أن تحول دون تقدمه لأن بره – أعماله الصائبة- كانت تعمل دائمًا متممه سلاماً وسكينة له. حتى في السجن كان يوسف مرموق ومقدر جداً ومزدهر.

في النهاية, صار يوسف الرجل الذي عن يمين فرعون. كان الرجل الثاني بعد فرعون مباشرة على كل أرض مصر. تحول من عبد في السجن إلى رجل ذو كرامة ومكانة في أرض مصر. كل هذا بسبب أعمال بره في حياته. حتى في احلك الظروف, كانت قوة البر تتقدم يوسف دائمًا, لتخرجه من المشاكل وتعطيه سلاماً وتجعله مزدهرًا.

لا تقدر أن تكون بار ؟؟     

لاحظ أن أشعياء 32: 17 يقول أن واحدة من نتائج البر وهى “الثقة واليقين” :  “فَيَكُونُ ثَمَرُ الْبِرِّ سَلاَماً، وَفِعْلُ الْبِرِّ سَكِينَةً وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ”.

يمكن أن تأتى الثقة أو اليقين من  المعرفة بأنك  بار وحسب. تأتى من المعرفة بأن لديك قدرة ألهيه معطاة من الله لتقف في محضر أباك السماوي في سلام تام وكامل دون أي خوف أو رهبة- دون أي إحساس بالذنب أو التأنيب أو الدينونه أو الشعور بالنقص. تستطيع أن تقف في محضر الله القدوس وكأن الخطية لم توجد في حياتك قط.

البر أيضاً هو مقدرتك أن تقف في وجه إبليس دون خوف مقاوماً إياه بكل شجاعة وجرأة, متوقعاً أن يهرب منك. البر عادة ما يقلب الطاولة على رأس إبليس. هذا هو السبب أنه لم يقدر أن يحول دون تقدم يوسف.

الآن, إن كانت هذه الشجاعة, التي أتكلم عنها, أمام الله وأمام إبليس, تجعلك مستاء, فعليك أن تعرف أني لا أتكلم هنا عن برنا وصلاحنا أو قداستنا الذاتية. كل أعمالنا الصالحة ومحاولاتنا الفاشلة لتطهير أنفسنا  “أَضْحَتْ ….. كَثَوْبٍ قَذِرٍ” (أشعياء 64: 6).

لكن الكتاب يقول, “اُصْحُوا لِلْبِرِّ وَلاَ تُخْطِئُوا” (1كو34:15).

بمعنى أخر: طريقة الله لتغيرنا هي أن يجعلنا أبراراً في الداخل (انساننا الداخلي) ويجعل هذا البر يبتلع كل ما لنا وكل “الشوائب” العالقة بنا- كل تقصيراتنا وعيوبنا. هذا يحدث فقط عندما نصبح متمرنين في “كلام البر”. “لان كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البر لأنه طفل”. (عب 5: 13)

أبدًا, نحن لم نفعل أي بر. وعلى النقيض تمامًا, يسوع لم يفعل خطية واحدة. ومع هذا فقد صار خطية بخطيتنا. وبالتبادل صرنا أبرار ببره. لقد  جُعلنا بر الله في اللحظة التي قبلنا فيها يسوع مخلصاً وسيداً لنا (2كو 5: 21).

لذا كل شخص قبل يسوع مخلصاً وسيداً له, صار له نفس مقدار البر والعلاقة الصحيحة مع الله. الله بار وهو لا يأخذ بوجه أنسان.

وماذا أيضاً؟ إن كان الله يطلب أن كل شخص يقبل ذبيحة المسيح- دم يسوع المسفوك لإزالة الخطايا- لذا, عندما يقبل أحد هذه الذبيحة, فالله ملتزم أن يقبل هذا الشخص وكأن الخطية لم توجد في حياته أبداً.

بمجرد أن نفهم بالفعل هذه الحقيقة, سنبدأ ندرك أن البر ليس شيئاً نحن نمتلكه, بل شيئاً صرنا عليه. هذا ما أصبحنا عليه.

توجد قوه في فعل الصواب –  أو ما هو بر

التطبيق العملي للبر:

أخر “تأثير للبر” سنتكلم عنه من اشعياء 32: 17 هو السكينة (الطمأنينة).

خذ دقيقة وأسترجع بذاكرتك السنة الماضية أو حتى الأربع الأسابيع الماضية, وأضف إليهم كل الأوقات التي قضيتها منزعج ومضطرب وقلق لأنك لم تعرف ماذا كان عليك أن تفعل في مواقف معينه.

كم مرة استلقيت على الفراش ليلاً وظللت تفكر: “ماذا سأفعل بخصوص هذا؟ ماذا سأفعل بخصوص ذلك؟

لو علمت ببساطة ماذا تفعل في هذه الظروف, فلن تكن قد أضعت وقتاً منزعجاً ومضطرباً. فكر معي في كم عدد المرات التي كان يسوع معرضاً فيها طوال خدمته العلنية في الثلاث سنوات أن يضطرب أو يهتم؟ لم يفعل ذلك ولا مرة واحدة, لأنه كان يعلم بالضبط ماذا كان سيفعل في كل موقف. كان يعرف أن يفعل الشيء الصواب, وعندئذ يدع البر يفعل هذا.

تذكر عندما قال يسوع لتلاميذه أن يذهبوا لمكان معين وسيجدوا هناك جحش صغير ليذهب به إلى أورشليم؟ (متى 21: 1-3). كيف عرف يسوع كل هذا – حتى أنه علم أنه لم يركب عليه أحداً من قبل؟ الله أخبره بذلك. تذكر أن الله بار. يسوع اتكل على بر الله في هذا الموقف كما كان يتكل على بره في كل المواقف السابقة. هذا هو السبب أن يسوع أخبر تلاميذه قائلاً: “أنا أتكلم فقط بما يقوله أبى, وأفعل ما أرى أبى يفعله”. كان يعلم أن الله بار دائماَ.

لذا الله هو من أخبر يسوع عن أمر الحمار, والتلاميذ وجدوا كل شئ تماماً كما قال لهم يسوع. إن كنت لا تعرف شئ عن الحمير الصغيرة التي لم يركبها أحد من قبل, فلابد أن تعرف أنه من المستحيل أن يقود أحد حمار لم يقوده أحد من قبل. لكنى متأكد تماما أن هذا لم يحدث مع يسوع.

لقد أحضر التلاميذ هذا الجحش الصغير وركب عليه يسوع. وعمل البر الذي هو سلام, وصنع البر الذي هو سكينة وهدوء, أتيا على هذا الحمار الصغير في ذلك اليوم وساقه بسهولة ولطف إلى أورشليم.

“نعم, لكن هذا يسوع”. لا. هذا بر الله على وفى يسوع. تمامًا كما أنه على وفى كل مؤمن في كل وقت. لكن الفرق هو الإيمان في هذا البر.

هذا الشيء حدث أيضًا قبل صلب يسوع عندما أرسل تلاميذه ليجدوا الحجرة المناسبة ليحتفلوا فيها بعيد الفصح. لم يذهب يسوع في هذه الليلة إلى الفراش يتساءل.. “ماذا سنفعل بخصوص الحجرة لأجل ليلة الغد؟ كيف سندفع إيجار الغرفة وثمن العشاء لأجلنا جميعاً”. لا. بر الله الذي كان على يسوع كان يتقدمه ممهداً له كل الوقت. وبسبب هذا كان يسوع يتحرك في ثقة كاملة وهدوء وسكينة عن كل هذه الأشياء.

صديقي: هذا ما يمكن أنا وأنت أن نحيا فيه اليوم. كل ما علينا أن نفعله هو أن نتقدم فيه- ونصبح مدركين لحقيقة بر الله التي ولدت فينا في اللحظة التي قبلنا فيها يسوع مخلصاً ورباً لنا. وبينما هذا الإدراك بالبر ينمو ويزداد بداخلنا, سيصبح تلقائيا أكبر وأقوى من كل المشاكل التي تواجهنا. نعم, توجد قوة للبر- قوة تتقدمك وتغير الظروف, وتحفظك في سلام بعيداً عن الخوف, وتعطيك هدوء وسكينة وازدهار…. للأبد.

صلاة للخلاص.

إن لم تكن تعرف

يسوع

كمخلصًا لك ورباً, صلى معي هذه الصلاة بإيمان, وسيصير يسوع رباً لك.

أبى السماوي, آتى إليك في اسم ابنك يسوع المسيح. كلمتك تقول:

” كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ!” (أعمال 2: 21)

” إنْ أَعلَنتَ بِشَفَتَيكَ، وَآمَنتَ بِقَلبِكَ، أَنَّ يَسُوعَ رَبٌّ وَأَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَموَاتِ، خَلُصْتَ. فَبِالقَلبِ، يُؤمِنُ الإنسَانُ لِيَنَالَ البِرَّ. وَبِالشَّفَتَينِ، يُعلِنُ إيمَانَهُ لِيَنَالَ الخَلاَصَ” (رومية10: 9)

 لقد قلت أن خلاصي سيكون نتيجة عمل روحك القدوس في حياتي ليعطني ميلاداً جديداً بمجيئه وسكناه فيّ.

وإن سألتك ستملئني بالروح القدس وتعطى القدرة على التكلم بألسنة.

آتى إليك على أساس كلمتك. اعترف أن يسوع هو الرب. وأؤمن من قلبي أنك أقمته من الموت لأجلى. أشكرك لأجل حلولك في قلبي, ولأنك وهبتني الروح القدس كما وعدتني, ولأنك صرت رباً على كل حياتي … آمين 

 أخذت بإذن من خدمات كينيث كوبلاند www.kcm.org & www.kcm.org.uk   .
هذه المقالة بعنوان “البر هو المفتاح” تأليف : كينيث كوبلاند من المجلة الشهرية  BVOV مايو 2005 .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث كوبلاند.

Used by permission from Kenneth Copeland Ministries www.kcm.org  &  www.kcm.org.uk.

This article entitled “Righteousness is the key” is written by Kenneth Copeland , taken from the monthly magazine BVOV May 2005.

©  2005 Eagle Mountain International Church, Inc.: aka: Kenneth Copeland Ministries.  All Rights Reserved.

This work Translated by: Life Changing Truth Ministry

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$