القائمة إغلاق

 التصميم الإلهي Divine Design

لقد نشأت في مزرعة في منطقة إلينوس، كانت واحدة من ملامح حياتي البارزة قبل أن أبلغ السادسة عشر من عمري وأحصل على رخصة القيادة الخاصة بي هي ذهابي إلى مزرعة جدي وقيادة الجرارات والحصادة وغيرها من المركبات التي كان يمتلكها. كان هذا يعني شيئًا كبيرًا بالنسبة لي. كانت متعتي الكبيرة هي قيادة الشاحنة وذلك لأن لها أربع سرعات مختلفة وكنت أحب التنقل بين هذه السرعات وأدفع مقبض ناقل الحركة.

لم يكن في استطاعتي الذهاب إلى المزرعة وأخذ الشاحنة خارجًا للقيادة في أي وقت أريد. كنت أستطيع قيادة الشاحنة فقط حينما كان جدي يستخدمها في الحقل. يومًا ما، كنت في المدرسة وكنت أعلم أن جدي قد أخذ الشاحنة خارجًا هذا اليوم. ولذا قررت أن اذهب إلى مزرعته بعد المدرسة لأقوم بقيادتها.

سأتنقل بين تلك السرعات وأدفع ذلك المقبض. ياه! كم كنت أريد قيادة هذه الشاحنة! هذا كل ما كنت أفكر فيه أثناء فترة تواجدي بالفصل وبالفعل لم أتعلم شيئًا مطلقًا هذا اليوم في المدرسة.

أخيرًا رن جرس الحصة الأخيرة. دفعت الباب بقوة وركبت حافلة المدرسة.

 

يستغرق طريق العودة إلى المنزل حوالي ساعة، ولذلك كنت أجلس في مقدمة الحافلة وأشاهد السائق وهو يقوم بتغيير السرعات ويدفع هذا المقبض. أعلم إنه خلال ساعة تقريبًا سوف أفعل ما يقوم بفعله هذا السائق الآن.

بعد طول انتظار وصلت المنزل، نزلت من حافلة المدرسة وقفزت فوق دراجتي. كانت مزرعة جدي على بعد ميل ونصف تقريبًا وكل ما كنت أفكر فيه أثناء ركوبي الدراجة هو قيادتي هذه الشاحنة وكيف سأقوم بتغيير تلك السرعات وأدفع هذا المقبض.

وصلت مزرعة جدي، وذهبت في الحال إلى الإسطبل، ولكن انقبض قلبي عندما رأيت الشاحنة. كانت موجودة بالقرب من ورشة الأدوات، مفتوحًا غطاء محركها، أعتقد إنه ثمة شيئًا خطأ. توجهت نحو الورشة وكان جدي موجودًا هناك. قد قام بخلع محرك الكاربراتير منها وكل الأجزاء مخلوعة على منضدة العمل.

نظرت إليه وقلت “يا جدي، ماذا تفعل؟”

قال “حسنًا يا عزيزي، لم تكن الشاحنة تعمل بشكل جيد تمامًا ولذا توقفت وخلعت محرك الكابراتير وفككتها إلى أجزاء لأقوم بتنظيفه. سأقوم خلال وقت قصير بتركيبه معًا مرة أخرى وستعمل الشاحنة بشكل جيد مجددًا”

قلت له “أسرع، يا جدي”. لقد كنت أنتظر طوال اليوم لأقوم بقيادة هذه الشاحنة.

قام جدي بتنظيف أجزاء محرك الكاربراتير المختلفة ثم قام بتجميعها معًا مرة أخرى. وكنت ألاحظ إنه يأخذ وقتًا أطول في تنظيف الأجزاء الصغيرة أكثر من الوقت الذي يستغرقه في تنظيف الأجزاء الكبيرة.

 

وأثناء قيامه بتنظيف الكثير من القطع الصغيرة كان يذهب إلى أحد الرفوف ليأخذ كتابًا ما ويقوم بالقراءة عنهم لبضعة دقائق قبل أن يُعاود العمل عليهم مرة أخرى.

كان هذا أكثر من أحتمل. “جدي، لا تهتم كثيرًا بهذه الأجزاء الصغيرة. فقط قم بوضع الأجزاء الكبيرة مع بعضها. إني أريد أن أقود الشاحنة حالا”.

قال لي “أه ه لا يا بودي، يجب أن نُعيد تركيب كل هذه الأجزاء، (الكبيرة والصغيرة) في هذا الكاربراتير مرة أخرى وعلينا أن نضعهم كلهم معًا ونضبطهم صحيحًا وإلا لن تعمل الشاحنة بشكل جيد. سوف تعمل ولكن لن نحصل على الإمكانية القصوى، والقوة القصوى لهذا المحرك”

قلت له “لا أهتم بكل هذا، فقط أعِد تركيب هذه الأشياء مرة أخرى يا جدي ودعني أقود. هذا كل ما أريده الآن”

وقف في مكانه للحظة بنظرة مليئة بالتفكير على وجهه. ثم قال لي “يا بودي، أريد أن أثبت لك شيئًا. أنت تعتقد أن هذه الأجزاء الصغيرة ليست بالأهمية الكبيرة، لذا سوف أعيد تركيب الكاربراتير مرة أخرى تاركًا وضع بعضًا منها. وسأثبت لك مدى أهميتها حقًا”

أكمل جدي بوضع هذه الأجزاء الصغيرة على منضدة العمل. ثم قام بتركيب أجزاء محرك الكاربراتير الكبيرة معًا ثم قام بوضعها مرة أخرى داخل الشاحنة. ركب جدي الشاحنة ثم بدأ بتسخين المحرك. اشتغل المحرك بالفعل لبضعة ثواني لكنه توقف بعد ذلك. التفت جدي إلى وقال “الآن، يا بودي إن سبب حدوث هذا هو أنك تعتقد أن ما تُدعى بالأجزاء الصغيرة ليس لها أهمية تذكر، ولهذا تركتهم خارجًا، ولكن هذا هو سبب أن الشاحنة لم تعمل بشكل صحيح. سوف أثبت لك ذلك مرة أخرى”.

 

بالفعل قام جدي بتشغيل المحرك للمرة الثانية، في البداية بدأ يعمل ولكن خلال لحظات توقف مرة أخرى.

إن هذه القصة هي تصوير واضح جدًا للطريقة التي تعمل بها العديد من الكنائس الحديثة. في كثير من الأحيان يتوقع أعضاء الكنيسة من رعاتهم أكثر من مجرد قيامهم بالوعظ. وفي الكنائس الصغيرة، غالبًا ما يعتقدون أن الرعاة سوف يقومون بكل شيء. يهب الرعاة للعمل وفي البداية يشتعلون ويبدو أن كل شيء يسير بسلاسة. ولكن خلال فترة قصيرة ينطفئون وذلك لأنهم لا يستطيعوا أن يقوموا بكل شيء بأنفسهم. يدعون بعض الأشياء تنحدر لفترة من الوقت ثم يهبوا للعودة ويشتعلون لعمل كل شيء. ولكن سرعان ما تتلاشى الأشياء مرة أخرى لأنهم يحتاجون إلى المساعدة.

لماذا يحدث هذا في الكثير من الكنائس؟ أؤمن أن هذا يحدث لأن هذه الكنائس طورت توجه أن ما يحتاجون إليه فقط هي الأجزاء الكبيرة. هم لا يحتاجون إلى هذه الأجزاء المدعوة صغيرة. لا يريدون أن يرجعوا لكُتيب التشغيل ليتعلموا عن كيفية عمل كل عضو، كل جزء، وكيف يضبطوا هذه الأجزاء بطريقة صحيحة معًا وبذلك تكون الكنيسة قادرة أن تعطي أقصى قدرة وقوة من جسد المسيح.

 

عندما قام جدي بتركيب أجزاء محرك الكاربراتير بكل أجزائه وشغل المحرك مرة أخرى، حصل على أقصى قدرة وقوة من المحرك وأصبحت الشاحنة تعمل بشكل كامل. هل تستطيع أن تري من خلال هذه القصة مدى احتياج الكنيسة إلى كل مؤمن يعمل بشكل صحيح في جسد المسيح؟ وإلا، لن يعمل الجسد بالشكل الصحيح. سوف تعمل الكنيسة ولكن سنعمل فقط بنصف قوتها. لن نقدر أن نحصل على أقصى قدرة من الكنيسة إذا لم يكن لدينا كل الأعضاء المميزين عاملين بعضهم مع بعض بطريقة صحيحة.

 

 التأسيس الإلهي

ربما تكون غير مدرك له، ولكن إذا كنت مؤمنًا مولودًا ميلاد ثاني، أنت لست فقط عضو في جسد المسيح، أنت عضو مميز. هذا مذكور في الكتاب المقدس.

وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا(خاصة).

 (رسالة كورنثوس الأولى 27:12)

: كل مؤمن هو “أنت” ولكن الكتاب يدعوك “عضو خاص”. حينما أقرأ كلمة “خاص”

للتو أفكر في كلمة “مميز”، حتى إنك يمكن أن تجد هذه التعريف في بعض القواميس الأخرى.

عادة أذكر هذا في اجتماعاتي، ومعظم الناس يقولون أمين ويومؤون برأسهم موافقين.

ولكن دائمًا يكون هناك البعض الذين يقولون لي لاحقًا “لا أعتبر نفسي مميزًا، أذهب إلى الكنيسة في كل مرة تفتح الكنيسة أبوابها. وأؤمن مائة بالمائة وأقف خلف الراعي وعلى استعداد أن أقوم بأي شيء مطلوب عمله في الكنيسة. ولكن لا أعرف إذا كنت أقدر أقول إني شخص مميز.” إذا كنت بصدد ذلك، استرخي. لست في حاجة إلى أن تقول إنك مميز. لقد قال الكتاب المقدس عنك ذلك بالفعل.

أريدك أن ترى أيضًا ماذا يقول الإنجيل في هذا الشأن. ما نحن على وشك قراءته هو ما يتوقعه الرب الإله أن يجده في الكاربوراتير، أقصد “الكنيسة”.

 

فَوَضَعَ الرب الإله أُنَاسًا فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً، ثَانِيًا أَنْبِيَاءَ، ثَالِثًا مُعَلِّمِينَ، ثُمَّ قُوَّاتٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ، أَعْوَانًا، تَدَابِيرَ، وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ.

(كورنثوس الأولى 12: 28)

هذا ما يريده الرب الإله في الكنيسة. سوف تندهش من عدد المرات التي سُألت فيها إذا كانت خدمة أعوان التدابير مذكورة في الإنجيل، ولكن ها هي هناك.

الناس تتسع أعينهم عندما يبدأون بدراسة هذا العدد. هم يحبون أن يقرأون عن وجود الرسل، والأنبياء، والمعلمين، وعمل المعجزات، ومواهب الشفاء – ومواهب الخدمة التي تبدو مثيرة – في الكنيسة. ولكن نفس الناس يغضون أعينهم عندما تأتي إلى خدمة أعوان التدابير. فهم يتساءلون، ماذا يفعلون في وسط كل هذه الأشياء المثيرة للرب الإله؟

الحقيقة هي أن الرب الإله هو الذي أقام خدمة أعوان التدابير في الكنيسة. لم يصنعها إنسان. لم تجمعها لجنة ما. قيل هناك في رسالة كورنثوس الأولى 28:12 أن ذات الإله الذي خلق السماوات والأرض هو ذاته الذي أقام خدمة أعوان التدابير في الكنيسة.

اكتشفت خدمة أعوان التدابير على مدار خمسة وعشرين عامًا. ورأيت إنها خدمة خارقة للطبيعة بنفس أهمية ومسحة عمل الواعظ أو النبي. سبب ذلك هو أن إلهنا لا يحابى الوجوه (أعمال الرسل 34:10). بمعنى أخر هو لا يُقيِّم بعض الناس أعلى من الأخرين.

نحن لدينا ما يسمى بـ “التخصصات” للرب الإله. إنها دعوات أو مواهب خاصة يعطيها لكل مؤمن على حدى ليستخدمها لتحقيق غرضه الذي هو: خلاص هذا العالم. (إنجيل يوحنا 16:3)

أينما كنا في جسد المسيح، نحن لنا نفس القيمة في أعين الرب الإله.

ماذا حدث للكنيسة؟ لماذا نُقدّر البعض في جسد المسيح ونعتبرهم في مكانة أعلى من الآخرين؟ ألم يقل الكتاب المقدس إننا مشتركين في كل هذه الأشياء؟

أرجوك أفهم ما في قلبي. أنا لا أقول هذا لأخذ أي شيء من الأنبياء أو الرسل أو أيا من مواهب الخدمة الأخرى. أشكر الرب على جميعهم. أنا فقط أؤمن إنه يجب أن نكون كما يريد الرب الإله لكل واحد منا أن يكون لأن الكنيسة تحتاج إلى كل عضو. نحن نحتاج كل أجزاء الجسد أن تعمل معًا.

كم ستكون الكنيسة مؤثرة إذا قام كل منا بدوره؟ حينما بدأ التلاميذ في ممارسة خدمة أعوان التدابير معًا، تقول أعمال 6 : 7-8 “وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو…… وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ،” و “عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً” كانت تُجري “فِي الشَّعْبِ”. بدا إنهم قد بدأوا في تغيير عالمهم! هكذا يمكن أن نكون مؤثرين لو أن كل أعضاء الجسد – كبيرة وصغيرة – أدركوا أهميتهم وقاموا بالجزء المخصص لهم بشغف وتميز.

 مشتعل لتخدم

كونك في خدمة أعوان التدابير يعني أن تكون شخص مُوظف بطرق نافعة ومختلفة لتساعد في ترقية النواحي الزمنية والروحية للكنيسة. يُعرّف نوح ويبستر كلمة أعوان ب “أن تساعد، أن تدعم، أن تُحضر الإمداد” هو يقول إنها “القوة أو الوسائل المُعدة للترقي…. الخلاص من الصعوبة أو المحنة” ويشبهها بوظيفة “الخادم”.

ربما تتذكر من كتابي الأول عن خدمة أعوان التدابير التعريف التالي للباحث الإنجيلي المعروف و.ا فاين ولكن به تكرار. هو يُعرّف أعوان التدابير “إنها واحدة من الخدمات في الكنيسة المحلية، كطريقة لاستدعاء الدعم والمساعدة، وتقريبًا هي متخصصة في مساعدة الضعفاء والمحتاجين”.

هل بدأت في إدراك الصورة؟

دعني أصيغ هذا بالطريقة التالية. إذا كنت تشعر أنك مُحفز في قلبك لتقديم المعونة أو المساعدة للضعفاء والمحتاجين أو مساعدة شخصًا ما في أزمة أو محنة، فإنك مُحفز بواسطة الروح القدس لتعمل في خدمة أعوان التدابير الخارقة للطبيعة.

إني على يقين أنك تعرف أشخاصًا كانوا يجلسون في الكنيسة لأعوام صارخين إلى الرب الإله “أه يا رب، أريد أن أفعل شيئًا لك”. وفي نقطة ما، من المحتمل أن الروح القدس تكلم إلى قلوبهم قائلًا: نحن نحتاج إلى بعض المُرحبين في الكنيسة. ونحتاج إلى شخص ليأتي إلى الكنيسة ويقوم بأخذ الطعام والملابس للأسر المحتاجة، أو أن الكنيسة في احتياج إلى بعض خدام مدارس الأحد. إن عدم إدراكهم وفهمهم أن خدمة الترحيب وتوجيه الناس في الكنيسة أو العمل في خدمة مدارس الأحد وغيرها من خدمات أعوان التدابير إنها خدمات خارقة للطبيعة من أجل الرب الإله، يجعلهم يتجاهلون ويغفلون تحفيزاته وذلك لأنهم يريدون خدمة المنبر أو شيء آخر والذي يبدو كما لو إنه أكثر مجدًا ولهذا يواصلوا صراخهم إلى الرب الإله “أه يا رب، أريد أن أفعل شيئًا لك”.

عذر مشهور، يبدو كما لو إنه يسري بتفشي داخل الكنيسة هو كلمة تبدو كما لو إنها تنشأ أوتوماتيكيًا؛ وبمجرد أن تترك شفاه الناس، يظنون إنهم معفيين من الخدمة. عندما يُسأل هؤلاء المؤمنون أن يخدموا في بعض الوظائف بالكنيسة، على الفور تجدهم يعودون بعبارة “أنا فقط لا أشعر بالقيادة لفعل ذلك”.

عندما أسمع هذا العذر، في بعض الأحيان أقول لهذا الشخص “دعني أقودك” يقول الكتاب “كُلُّ مَا تَجِدُهُ يَدُكَ لِتَفْعَلَهُ فَافْعَلْهُ بِقُوَّتِكَ،” الجامعة 10:9.

كان اهتمامي لسنوات عدة هو وجود شيئًا ما في جيبي للرد على هذه الإجابة. أينما، أقابل مؤمنًا لم يشعر أبدًا إنه مُقاد للخدمة في الكنيسة، فإني اسحب طلقة من جيبي وأضعها في يده وأطلب منه أن يقوم بعصرها. وعندما يفعل ذلك، أقول “الآن هل شعرت بأنك “مُقاد”؟”

دعني أعطيك ما أعتبره أن يكون أفضل تعريف واضح لخدمة أعوان التدابير، كتبه شخص ما “شعر إنه مُقاد” في هذا الإتجاه. هذا التعريف قيل بواسطة شخص يُدعي جودباي الذي كان واعظًا تابعًا لخدمة القداسة الخمسينية سنة 1800. لم يكتب فقط القس جودباي كتاب له قيمة قوية يشمل شرح وتفصيل الأحداث عن العهد الجديد، ولكن عرّف خدمة أعوان التدابير بطريقة مثيرة وحماسية.

شكرت الرب الإله عندما وجدت شخصًا متحمسًا بشأن هؤلاء الأشخاص الذين يقدمون التعضيد ويقومون بالمساعدة للضعفاء والمحتاجين. كان هذا الرجل شغوف بكل جزء في جسد المسيح. ولكن أنظر لتعريفه هذا عن خدمة أعوان التدابير.

ياه! إن القيمة اللانهائية هي لمعاونين البشارة المتواضعين! الآلاف من الناس الذين لا يمتلكون موهبة كالقادة يكونوا أعوان رقم واحد. يا لروعة تحرك عمل النهضة عندما تلتف المجموعات المشتعلة بتوهج من خدام أعوان التدابير المعمدين بالنار حول قادة الرب الإله الأبطال وسط الحشود المحاربة.

يا له من تعريف للخدام الذين يقومون بتغيير الحفاضات الأطفال المتسخة وللذين يقومون بتمرير صندوق التقدمة ولهؤلاء الذين يخدمون في أي ناحية من نواحي الخدمة في الكنيسة.

إذا كنت متحمسًا بشأن خدمة الرسل والأنبياء أكثر من خدمة مدارس الأحد وخدمة المنظمين للناس داخل الكنيسة والمرحبين: لربما تكون محابيًا في جسد المسيح، وموقفك هذا لن يُساهم في إتمام العمل المطلوب إنجازه. تذكر، جميعنا مشتركين معًا في إتمام هذا. نحن نحتاج لكل الأعضاء للعمل معًا.

على مدى رحلات سفري خلال هذه الأعوام، كنت أندهش كيف أن بعض المؤمنين يعاملون غيرهم من المؤمنين في جسد المسيح. أنا متأكد أن هذا لا يحدث في كنيستك ولكني شاهدت هذا يحدث في العديد من الكنائس الأخرى، أناس ينظرون بدونية لهؤلاء الذين يعملون في خدمة مدارس الأحد أو تنظيف الكنيسة أو زيارة دور الرعاية أو قيادة سيارة الكنيسة أو المنظمين للناس داخل الكنيسة أو المرحبين.

هؤلاء الناس المعطاءة غالبًا ما يسمعون مثل هذه العبارات “إنه رائع أن تقوم بهذا العمل، لربما يومًا ما يستخدمك الرب بالفعل” أو ” إني سعيد أن الرب تكلم إليك بشأن الخدمة في مدارس الأحد وليس أنا. أقصد إنك بالفعل ممسوح للخدمة في الخلف هناك”.

لدينا بعض الكلمات لوصف بعض الأشخاص الذين هم أمناء وملتزمين وأوفياء وجديرين بالثقة داخل الكنيسة. ولكن هذا ليس ما نطلقه على هؤلاء الذين يعملون في خدمة أعوان التدابير. نحن نستخدم بعض الصفات الأخرى مثل غريبي الأطوار وغير مألوفين ومختلفين. أو نقول لهم “لقد خرج الرب الإله عن المألوف عندما أعدك” ثم نضحك. دعني أخبرك شيئًا ما. هذه الكلمات تجرح وتجرح عميقاً.

هوشع6:4 يعطينا جملة بسيطة ولكنها حق قوي يخص تلك العبارات الجاهلة:

“قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ”

 انظر لكلماتك

طوال سنوات حياتي، قابلنا أنا وكاتي المئات من المؤمنين الرائعين الذين يحبون يسوع من كل قلوبهم ولكنهم قد دُمروا بسبب نقص المعرفة التي تخص خدمة أعوان التدابير. في العديد من الأوقات لم يكن سبب تدميرهم هو نقص المعرفة لديهم ولكن نقص معرفة الآخرين المحيطين بهم الذين لم يدركوا أن كلماتهم يمكن أن تبني أو تدمر.

اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ (أمثال 21:18)

بعض من أكثر الكلمات تدميرًا وسلبية تقال بواسطة أعضاء الكنيسة لخدام مدارس الأحد في المئات من الكنائس الموجودة في هذه البلد. وبعد ذلك نتساءل لماذا يأخذ الراعي وقتًا صعبًا لتوجيه الناس للخدمة خارج الهيكل. سبب واحد وهو أن هؤلاء الأشخاص الذين يخدمون هناك يُقال لهم دائمًا أنهم قد فقدوا الرب الإله.

كيف يمكن أن تفقد الرب الإله وأنت تخدمه؟ أعتقد أن الطريقة الوحيدة لتفقد الرب هي عندما تكون جالسًا هناك لا تفعل شيئًا على الإطلاق. لا يوجد لدينا نقص من هؤلاء الناس في كنائسنا!

بالنسبة لحالتي قضيت خمس سنوات ونصف أبحث وأحاول أن أجد مكاني في جسد المسيح. كنت أذهب إلى الكنيسة وأفكر، بالتأكيد يوجد أكثر من مجرد القيادة إلى الكنيسة والجلوس في القاعة والاستماع إلى قصص عن الرب الإله والعودة إلى البيت مرة أخرى. بالتأكيد يوجد أكثر من ذلك.

سأكون أمينًا معك. قلت في داخلي حين ذاك، لو إنها كذلك، إذا فلننساها. في النهاية، ذهبت إلى مدرسة لدراسة الكتاب المقدس محاولًا أن أكون رجل الساعة، رجل الإيمان والقوة على المنبر. لم يمضِ الكثير من الوقت حتى أدركت أن هذا ليس لي.

عندئذ التحقنا أنا وزوجتي بكنيسة يؤمن راعيها بإقامة جيشٍ وليس فقط مجرد مستمعين. لم أدرك هذا في ذلك الوقت، لكن من السهل أن تُنشأ مستمعين من أن تُنشأ جيشًا. كل ما كان على الراعي فعله هو مداعبتهم خلف آذانهم حيث يشعرون بإحساس جيد بإعطائهم عظة لطيفة. ولكن عندما تقيم جيشًا فإن أصابع أرجلك سوف تؤلمك لأنها تتحرك سائرة نحو الرب الإله وتخطو كثيرًا.

بعد بضعة أشهر في هذه الكنيسة، قلت “كاتي هناك أكثر في الكنيسة من مجرد القيادة إلى المبنى والجلوس في حجرة وسماع قصص عن الرب الإله والعودة إلى البيت”. الأمر المضحك هو، كل مرة كنا فيها نتحرك، كانوا يطلقون علينا غرباء أو غير مألوفين أو مختلفين.

كان يشير الناس إلينا، ضاحكين بصوت عالي، قائلين “لقد خرج الرب الإله عن المألوف حينما أعدكما” ذلك فقط لأني أنا وكاتي كنا بالكنيسة كل مرة تفتح أبوابها. لقد خدمنا أنا وكاتي في خدمة مدارس الأحد معًا. كنا نأتي إلى الكنيسة كل ليلة سبت ونقوم بتنظيف الكنيسة لنجعلها جاهزة لخدمات الأحد الصباحية. لم نقول إنه يجب أن نصلي في أي وقت يُطلب منا أن نقوم بشيئًا ما. هذه الكلمات لم تخرج أبدًا من أفواهنا. في أي وقت كان يُطلب منا أن نخدم الرب الإله كنا نقول نعم.

أنا أؤمن إنه عندما يطلب منك راعيك أن تقوم بشيئًا ما في الكنيسة وتقول له إنه ينبغي أن تصلي بشأن هذا، فأنت في الواقع تقول له أنك تسمع من الرب الإله لكن هو لا يقوم بذلك.

الآن، سواء كان راعيك يسمع أو لا يسمع صوت الرب الإله. إذا كنت تعتقد إنه لا يسمع صوت الرب الإله، فأنت تحتاج لتجد راعي يفعل ذلك وتلتحق بكنيسته.

 في بعض الأوقات، كنت أذهب إلى البيت عائدًا من الكنيسة ليلًا وفي الواقع كنت أبكي بسبب الأشياء التي يدعوني الناس بها. كان الراعي يقول لي إنها فقط الطريقة التي يُعامل المسيحيين بها شخصًا ما يخدم في الكنيسة وذلك لأنهم لا يفهمون لماذا نقوم بما نقوم به. هذا يبدو معقولًا ولكن لم يجعلني هذا أشعر إني أفضل.

لن أنسي أبدًا خدمة يوم الأحد الصباحية هذه حيث كنت أجلس في الكنيسة وقد فتح الراعي كتابه المقدس على كورنثوس الأولى 28:12 وابتدأ يقرأ بصوت عالي. وتوقف عندما وصل إلى تلك الكلمة الصغيرة (أعوان). ولدقائق معدودة تكلم عن خدمة أعوان التدابير. هو لم يعظ أو يعلم عن خدمة أعوان التدابير كما أفعل أنا في هذا الكتاب ولكن شرح خدمة تدابير الأعوان. لم أكن قد سمعت عنها أو رأيتها قبلًا في الكتاب المقدس ولن أنسي أبدًا تلك اللحظة.

جلست هناك، تملأ الدموع عيناي، وبدأت أفكر، أنا لست غريبًا. أنا لست غير مألوف. أنا لست مختلفًا. غالبًا، الرب الإله لم يكسر النمط المألوف حينما صنعني. مازال هذا النمط موجود في الكتاب المقدس.

أخيرًا، بعد قيامي بالبحث لمدة خمس أعوام ونصف – مرتبكًا، ومحبطًا وفي كثير من الأحيان غاضب تجاه الرب الإله. اكتشفت إنه لم يكن هناك شيئًا خاطئًا بي عندما أشعر إني متحمس أثناء وقت التقدمة وذلك لأني كنت واحدًا من الخدام الذين يقومون بتوزيع الأظرف وتمرير الصندوق أو لأني كنت أريد أن أذهب إلى الكنيسة كل ليلة سبت لأقوم بتنظيف الكنيسة وأجعلها جاهزة ومُعدَّة للكل في صباح الأحد أو لأني كنت أريد أن أعود لمدارس الأحد للخدمة وبذلك تستطيع عائلة أخرى أن تسمع كلمة الرب الإله في الكنيسة.

لقد اكتشفت هذا الصباح أن لدي خدمة وتُسمى خدمة أعوان التدابير. وذلك هو السبب أن كل مرة أقرأ فيها التعريف الذي قاله القس جودباي، أشعر إنه ينطلق من داخلي تمامًا كالألعاب النارية. هذا هو أنا والعديد من المؤمنين الآخرين في الكنيسة اليوم. ولربما حالك أنت أيضًا!

 

الآن، هل تفهم لماذا قادك الرب الإله إلى قراءة هذا الكتاب؟ أنا أؤمن أن هذه الرسالة هي لك لتساعدك أن تعرف ما هو دورك في الكنيسة (أفسس 10:2) أو لتذكرك لماذا تقوم بما تقوم به حاليًا إذا كنت قد عرفت بالفعل ما هو دورك داخل الكنيسة.

لقد أعد الرب الإله خطته للكنيسة مقدمًا – وأنت جزء منها. بينما تستمر في القراءة سوف ترى بعض من المؤمنين العاديين الذين جعلوا الأمر متاح لرجل واحد أن يحقق هدفه ويغير العالم من خلال خدمته ولذلك لأنهم عرفوا ما هو مكانهم في جسد المسيح.

 

 نقاط للدراسة

التصميم الإلهي

  1. ما الذي علمه المؤلف عن جسد المسيح عندما كان جده يعمل على إصلاح الكاربراتير الخاص بشاحنته؟
  2. قصة الكاربراتير، هي تصوير لأي شيء؟

التأسيس الإلهي

  1. اقرأ رسالة كورنثوس الأولى 27:12. كيف لك أن تفسر الجزء الذي يقول إنك عضو مميز في جسد المسيح؟
  2. اقرأ رسالة كورنثوس الأولى 28:12. ماذا يقول هذا الجزء عن خدمة أعوان التدابير؟
  3. ماذا تقول رسالة كورنثوس الأولى 12: 27-28 عن توّجه الرب الإله تجاه جسد المسيح؟
  4. ما الذي يمكن أن يحدث عندما يؤدي كل عضو في جسد المسيح دوره أو دورها؟

مشتعل للخدمة

  1. بكلماتك الشخصية، عرّف ما هي خدمة أعوان التدابير؟
  2. هل حفزك الروح القدس من قبل للعمل في خدمة أعوان التدابير؟ كيف استجبت لذلك؟ هل شعرت أنك “مقاد”؟
  3. لماذا تظن أن القس جودباي كان متحمسًا جدًا بشأن خدمة أعوان التدابير؟
  4. ماذا كان موقفك قبلًا تجاه خدام مدارس الأحد، المرشدين للناس داخل الكنيسة وخدمات أعوان التدابير الأخرى؟ وما هو موقفك الآن؟

انظر لكلماتك

  1. متى تقال بعض أكثر الكلمات تدميرًا؟
  2. ما هو الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تفقد الرب الإله بها؟
  3. ما هو الفرق بين جمهور المستمعين والجيش؟

 

نشرت بإذن من خدمة أعوان التدابير الدولية، أوكلاهوما، الولايات المتحدة الأمريكية والموقع http://www.mohi.org.

جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمة أعوان التدابير الدولية.

Taken by permission from Ministry of Helps International, Oklahoma, USA http://www.mohi.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$