القائمة إغلاق

الخطوة 4: أخبر بهذا Step 4: Testify by It

“فَجَاءَتْ مُرتَعِشَةً وَارتَمَتْ أَمَامَهُ، وَأَخبَرَتْهُ بِالحَقِيقَةِ كُلِّهَا” (عدد 33).

لم يسمعها يسوع وحسب, بل الجمع بأكمله. لقد أخبرته بكل ما فعلته.

قال لي يسوع, “أخبر بهذا حتى يؤمن الآخرين”. هكذا ترى, يوجد فرق بين الخطوة الأولى (قالت أن ما تؤمن به سيحدث) والخطوة الأخيرة (أخبرت بما حدث).

نعم, إنه كتابي أن تذهب وتخبر (مر 5: 19). حمدًا للرب, لم يقل يسوع لها, “اذهبي واطرحي سؤالاً ما إذا كان شخص في مثل حالتِك يمكنه أن ُيشفى أم لا”. لكنه قال, “اذهبي واخبري بذلك”.

قلت, في الرؤية, “يا رب, أستطيع أن أرى ذلك. أستطيع أن أرى إن طبّق أي شخص هذه الأربعة الخطوات, فسينال الشفاء كما فعلَت تلك السيدة بالضبط”.

“لكنك قلت الآن, إن طبّق أي شخص في أي مكان هذه الأربعة الخطوات, فسينال منك  كل ما يريد. هل تعني أنه بإمكان الناس أن ينالوا الامتلاء بالروح القدس بنفس هذه الطريقة؟”

قال لي, “بكل يقين, نعم”.

فقلت عندئذٍ, “سيدي, ماذا عن باقي المؤمنين؟ يحتاج الكثير منهم لنصرة في مختلف أوجه حياتهم. فلديهم العالم, والجسد, وإبليس ليتعاملوا معهم. يحتاج البعض منهم لنصرة على الجسد. ويحتاج البعض لنصرة على إبليس. ويحتاج البعض الآخر لنصرة على العالم. ويحتاج بعض منهم لنصرة على جميعهم. هل تخبرني أن أي مؤمن في أي مكان يستطيع أن يكتب تذكرة نصرته على إبليس, والجسد, والعالم؟ هل يستطيعوا أن يفعلوا هذا؟”

قال لي بكل حزم, “نعم”.

ثم أكمل, “إن لم يفعلوا ذلك, فلن يُفعل لهم. ستكون مضيَعة لوقتهم أن يُصلّوا لي كي أعطيهم النصرة. عليهم أن يكتبوا تذكرة نصرتهم بأنفسهم”.

 ثم قلت, “لكن يا رب, عليك أن تعطني بعض الشواهد التي تثبت ذلك. تقول كلمتك, “لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ” (متى 18: 16). لذا أعطني شاهدًا آخر يحوي هذه الأربع مبادئ, وسأصدق ذلك. لن أقبل أي رؤية, حتى وإن رأيتك, إن لم يكن هناك إثبات لها من الكتاب”.

لم يوبخني على ذلك. بل ابتسم وقال, “حسناً. توجد قصة في العهد القديم. أنت تعرفها منذ أن كنت ولد في مدارس الأحد”.

لم أستطع أن أتذكر أي قصة بها هذه المبادئ الأربعة. فقلت, “عليك أن تخبرني أين هي”.

قال, “صموئيل الأول, الأصحاح السابع عشر, قصة داود وجليات”.

قلت, “الآن, انتظر لحظة. هل ستخبرني أن هذا هو ما فعله داود؟”

قال, “بالضبط. هذه هي الأربعة خطوات التي اتخذها. وأول شيء فعله داود هو أنه  قال.

تستطيع أن تقرأهم بنفسك. لقد قرأتهم بعدما انتهيت من الرؤية. خمس مرات قالها داود قبل أن يطبقها.

كان داود قد أُرسل من قِبَل والده ليزوّد أخوته الذين في الجيش بالمؤن ويعرف كيف تسير الأمور في الحرب. وعندما وصل إلى هناك, وجد داود أن الفلسطينيين مصطفين على أحد جوانب الوادي, والإسرائيليين مصطفين عند الجانب الآخر.

وبينما كان داود هناك, ظهر عملاق اسمه جليات وتحدى جيوش إسرائيل, قائلاً, “انْتَخِبُوا مِنْ بَيْنِكُمْ رَجُلاً يُبَارِزُنِي. فَإِنِ اسْتَطَاعَ مُحَارَبَتِي وَقَتَلَنِي نُصْبِحُ لَكُمْ عَبِيداً، وَإِنْ قَهَرْتُهُ وَقَتَلْتُهُ تُصْبِحُونَ أَنْتُمْ لَنَا عَبِيداً وَتَخْدُمُونَنَا”.

لم يصعد ولا رجل من إسرائيل ليواجهه, حتى الملك شاول, الذي كان كتفه أعلى من أي رجل في إسرائيل.

1 صمؤيل 17: 32

“وَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «لاَ يَذُوبَنَّ قَلْبُ أَحَدٍ خَوْفاً مِنْ هَذَا الْفِلِسْطِينِيِّ، فَإِنَّ عَبْدَكَ يَذْهَبُ لِيُحَارِبَهُ”.

وقال داود! مجدًا للرب, هذا هو أول شيء فعله داود.

ها هو صبى, مراهق, نراه يقول أنه سيذهب ليحارب العملاق. لكن أخاه الأكبر, أليآب, سخر من مجيئه لساحة المعركة, قائلاً, “عَلَى مَنْ تَرَكْتَ تِلْكَ الْغُنَيْمَاتِ الْقَلِيلَةَ فِي الْبَريَّةِ؟”. لكن مع ذلك  قال داود:

1 صموئيل 17: 34-37                          

(34) فَقَالَ دَاوُدُ: «كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى ذَاتَ يَوْمٍ غَنَمَ أَبِيهِ، فَجَاءَ أَسَدٌ وَدُبٌّ وَاخْتَطَفَ شَاةً مِنَ الْقَطِيعِ

(35) فَسَعَيْتُ وَرَاءَهُ وَهَاجَمْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ أَنْيَابِهِ. وَعِنْدَمَا انْقَضَّ عَلَيَّ قَبَضْتُ عَلَيْهِ مِنْ ذَقْنِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ

(36) وَهَكَذَا قَتَلَ عَبْدُكَ الأَسَدَ وَالدُّبَّ كِلَيهِمَا، فَلْيَكُنْ هَذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ كَوَاحِدٍ مِنْهُمَا لأَنَّهُ عَيَّرَ جَيْشَ اللهِ الْحَيِّ»

(37) وَقال دَاوُدُ: «إِنَّ الرَّبَّ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ مَخَالِبِ الأَسَدِ وَمِنْ مَخَالِبِ الدُّبِّ، يُنْقِذُنِي أَيْضاً مِنْ قَبْضَةِ هَذَا الْفِلِسْطِينِيِّ». فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «امْضِ وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ»

عرف داود أنه يستطيع أن يملك ما يقوله. علم أنه يستطيع أن يكتب تذكره نصرته. وهو قد كتبها هنا. علم أن الرب سيفعل أي شيء يؤمن به لأجله. سيفعل الله  لك ذات الشيء, أيضًا. السبب الوحيد في أنه لم يفعل لك أكثر, هو أنك لم تؤمن به لأجل الأكثر.

في الحقيقة, كل ما أنت عليه وكل ما تمتلكه اليوم, هو نتيجة ما آمنت به وقلته في الماضي.

أخبر شخص ما شاول بما قاله داود. فأرسل في طلبه. أراد شاول أن يعطي داود سلاحه, لكن رفض داود أن يأخذه. “وقَالَ لِشَاوُلَ: «لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَمْشِيَ بِعُدَّةِ الْحَرْبِ هَذِهِ، لأَنَّنِي لَسْتُ مُعْتَاداً عَلَيْهَا». وَخَلَعَهَا عَنْهُ” (عدد 39).

ذهب داود لمواجهة جليات متسلحًا فقط بمقلاع الرعاة وعصاه. عندما رآه العملاق, استهزأ بداود “لأَنَّهُ كَانَ فَتًى أَشْقَرَ وَسِيمَ الطَّلْعَةِ”. وقال جليات, “أَلَعَلِّي كَلْبٌ حَتَّى تَأْتِيَ لِمُحَارَبَتِي بِعِصِيٍّ؟ وَشَتَمَ الْفِلِسْطِينِيُّ آلِهَةَ دَاوُدَ”. لعن جليات داود بآلهته و هدده.

ترك داود جليات يتكلم. لا تستطيع أن توقف إبليس عن التكلم. دعه يثرثر. لكن عندما يبدأ الحرب, فلابد أن تقول شيء.

“فَقال له دَاوُدُ (لا يزال يكتب تذكرته), “أَنْتَ تُبَارِزُنِي بِسَيْفٍ وَرُمْحٍ وَتُرْسٍ، أَمَّا أَنَا فَآتِيكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِ جَيْشِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَحَدَّيْتَهُ(عدد 45).

لم ينتصر داود بعد! لكن مع هذا أخبر جليات قائلاً, “الْيَوْمَ يُوْقِعُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ، وَأُقَدِّمُ جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هَذَا الْيَوْمَ لِتَكُونَ طَعَاماً لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ”.

كيف يمكن لفتى مراهق أن يقول هذا؟ لم يكن جندي وقتئذٍ. لم ُيدرب إطلاقاً على الحرب. ومع ذلك, فهو يواجه عملاق هنا.

كم كان يبلغ طول هذا العملاق؟ بحثت قليلاً في هذا الأمر, فوجدت أن الكتاب يذكر أن جليات كان 6 أزرع وشبر. ووفقاً للمؤرخ اليهودي الشهير, جوزفاس, كان يُقاس الذراع على نحو مختلف في عصور مختلفة في تاريخ إسرائيل. إن قيس بأقصر طول, فسيكون طول جليات حوالي 10 أقدام. إن قيس بأطول مقياس فسيصل طوله إلى 11 قدم.

ماذا فعل داود؟ لم ينظر داود إلى الموقف من وجهة النظر هذه: “كيف أبدو أنا” أو “ماذا يمكنني أن أفعل من وجهة النظر الطبيعية؟”. لكنه نظر إلى الموقف من وجهة النظر هذه, “يستطيع الهي أن يفعل هذا”.                                                                        

كان داود يقيس العملاق بمقياس الله. لا يَهّم إن كان طول جليات 11 قدم. فمقارنةً بالله, لا يوجد أي وجه تشابه كما لو بين نملة وفيل – ولا حتى أصغر نملة!

عندما تبدأ تقيس مشاكلك بهذه الطريقة, سيبدو موقفك مختلفاً. لكن سنرى منظر “العمالقة” ضخم عندما نقيس أنفسنا بهم.

ربما تواجه البعض منهم اليوم. لقد واجهتهم على مر السنين. لكن عندما تضعهم بجوار الله, فلن يبدو حجمهم ضخم على الإطلاق. لأنه أكبر منهم. هو أكبر. هو أكبر. هو أعظم. “الَّذي فِيكُمْ أَعظَمُ مِنْ (إبليس) الَّذِي فِي العَالَم”ِ (1 يوحنا 4: 4). دعونا نفكر في سياق كلمة الله.

الله أعظم من إبليس. أعظم من العمالقة الذين في الأرض. أعظم من العدو الذي نواجهه. أعظم من أي مقاومة يمكن أن تأتي ضدنا. أعظم من أي قوة يمكن أن تُفرَض علينا.

عندما تفكر بهذه الطريقة, عندما تنظر للأمور بهذه النظرة , عندما تؤمن وتتكلم بهذا الأسلوب, فآجلاً أو عاجلاً, ستصل إلى ما تريد. ركض داود وأسرع ليواجه العملاق. فقطع رأس جليات.

قالها داود أولاً,  فعلها ثانيًا,  نالها ثالثاً,  أخبروا عنها أخيرًا. لقد أحضرت النساء دفوفهن وآلاتهن الموسيقية  وبدءوا بالرقص والغناء, “قَتَلَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَقَتَلَ دَاوُدُ رِبْوَاتِهِ (أَيْ عَشَرَاتِ الأُلُوفِ)” (1 صم18: 7).

ربما يتساءل البعض, “حسناً, كيف علم داود بما سيفعله الله؟”

حسناً, سيفعل الله كل ما قاله, سيفعل أي شيء إذا آمنت بالله أن يفعله. تستطيع أن تكتب تذكرتك مع الله.

هل أنت مستعدًا لتكتب تذكرتك؟ إن كنت تحتاج شفاء أو نصرة على العالم, الجسد, أو إبليس, قل واعمل بكلمة الله, “أنا أكتب تذكرة نصرتي اليوم”.

ربما لن تحتاج حتى إلى أن تُوضع عليك الأيادي لتنال شفائك. تستطيع أن تناله بنفسك.

لقد رأيت أشخاصًا مقيدون بعادات مثل التدخين والخمر وقفوا أمامي وقالوا, “أخ هيجن, لقد تركت هذا الشيء, ولا أرغب فيه على الإطلاق”. لقد كتبوا تذكرة النصرة. قال بعضهم, “لم أعد أنزعج بهذه الأرواح الشريرة على الإطلاق”. لقد قطعوا رأس العملاق.

لا تقس نفسك بالعملاق. قس العملاق بالله.

قال يسوع لي, “إسرائيل هم رمز لشعب الله. و”جليات” يمكن أن يكون أي عملاق يوجد في حياتك: ربما يمثل إبليس, أرواح شريرة, الجسد, العالم, أمراض, أو أي شيء يقف بين شعب الله والنصرة. يستطيع كل ابن لله أن يكتب تذكرة نصرته”.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$