القائمة إغلاق

المحبة: قانون العهد الجديد Love: The New Testament Law

إذا كنت قرأت العهد القديم، فستعرف أنه فى ظل ذلك العهد، الناموس هو أول خمسة كتب من الكتاب المقدس و تُسمى بالتوراة. و تُسمى أيضاً بالوصايا العشر. ناموس العهد القديم كان مبنياً على لوائح و تعليمات.

كان الناس فى الميثاق القديم أناساً طبيعيين. لم يكونوا وُلدوا ثانية وذلك لأن يسوع لم يكن أتى بعد و إفتدانا بتقديم حياته كفدية لذنوبنا. لم يكن أتى بعد ليكن الفاتحة و البداية لعهد جديد أفضل مؤسس بدمِّه الخاص. 

لذا، كان يجب التعامل مع الناس فى العهد القديم من خلال المجال الطبيعى و المنظور بواسطة لوائح و تعليمات. لم يكن من المستطاع لديهم أن يُقادوا بقلوبهم أو بأرواحهم و ذلك لأنهم كانوا أمواتاً روحياً (منفصلين عن الله). و فى العهد القديم، إن كسر أحدهم واحدة من قوانين الشريعة، فيُعتبر مذنباً بكسره لكل القوانين.

ولكن تحت ظل العهد الجديد، لقد وُلدنا ثانية و أصبحنا مخلوقات جديدة (2 كورنثوس 5: 17). وذلك لأن أرواحنا قد اُعيد خلقها، لقد كتب الله قانونه فى قلوبنا. لذلك، نحن لسنا نخضع لناموس العهد القديم بلوائحه و تعليماته والتى قُصد منها السيطرة على حافز الإنسان الطبيعى.

 فى العهد الجديد، أعطانا يسوع قانوناً جديداً وذلك لأننا خليقة جديدة تُقاد بأرواحها التى اُعيد خلقها أو بقلوبها. خلال الميلاد الجديد، أعاد الله خلق أرواحنا (2 كورنثوس 5: 17 ; أفسس 4: 24). لذلك، نستطيع أن نُقاد بواسطة الله من خلال أرواحنا وذلك لأن أرواحنا هى المكان الذى تسكن فيه محبة الله.

يوحنا 13: 34-35

وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً، كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا، تُحِبُّونَ بَعْضُكُمْ (35)بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً».

فى العهد الجديد، وصية المحبة هى الناموس. لم يعطنا إياها الله كإقتراح. قال يسوع، “وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً…” (يوحنا 13: 34). لم يعطنا يسوع إقتراحاً جديداً أو فكرة جديدة. لقد أعطانا وصية جديدة.

نحن نعلم أنه تحت العهد القديم، كان هناك قوانين و وصايا و تعليمات كان لابد للناس أن يفعلوها ليتمموا جزئهم من العهد. كمثال، يشمل ناموس العهد القديم الوصايا العشر (خروج 20: 1-17).

ولكن تحت العهد الجديد، أعطانا يسوع قانوناً أو ناموساً جديداً. يأخذ الناموس الجديد مكان الناموس القديم. ناموس المحبة هو الناموس الجديد. الثبات فى ناموس العهد الجديد يأخذ مكان ناموس العهد القديم بتعليماته و قوانينه و وصاياه.

هناك شيئاً آخر نحتاج أن نراه بخصوص ناموس العهد الجديد الذى هو المحبة. إن وصية المحبة التى للعهد الجديد هى تتميم الوصايا العشر. ناموس المحبة أكمل أو أتمٌ وصايا العهد القديم.

قانون المحبة يحل محل الوصايا العشر

 يأخذ قانون المحبة مكان الوصايا العشر وذلك لأن العهد الجديد أتٌم و أخذ محل العهد القديم.

عندما أتمٌ يسوع العهد القديم و أكمله، أسس عهد جديد بدمه (عبرانيين 12: 24). تقول لنا الرسالة الى العبرانيين أن العهد الجديد هو عهد أفضل و مبنى على وعود أفضل (عبرانيين 8: 6).

ترى، أنت لا تستطيع العيش فى العهد القديم و تُصبح مؤمناً ناجحاً وذلك لأن هذا العهد كان لأناس أموات روحياً لم يُولَدوا ثانية. و بجانب ذلك، بما أن هناك عهد جديد، فبالتأكيد سيأخذ مكان القديم لأنه أفضل منه. أنت تحتاج أن تأتى للعهد الجديد لتكتشف ما يقوله الله لك كمؤمن إختبر الميلاد الجديد.

إن الرسائل هى خطابات وُجهت للكنيسة — لك و لي. لذا، إن كنت تريد معرفة ما يقوله الله لك، إقرأها مراراً و تكراراً لتدركها و ذلك لأنها كُتبت لتُعرفك من أنت وما هى إمكانياتك وما تستطيع فعله.

فى العهد الجديد، ما هو الناموس الجديد الذى أعطانا إياه يسوع؟ إنه مُحتَوى في وصية واحدة: وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً، كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا، تُحِبُّونَ بَعْضُكُمْ. بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً». (يوحنا 13: 34).

بالطبع عندما تقول تلك الكلمات، تجد على الفور الناس تتساءل، “أنت تعنى أننا ليس من الضرورى أن نحفظ الوصايا العشر؟”

ترى، بعض الناس مغسولين الذهن بسبب التدين للدرجة أنهم يفقدون فهم ما يقوله الكتاب عن وصية المحبة الجديدة.

حسناً، بالنسبة لنا نحن الذين فى المسيح، لم يعد هناك أى حاجة لنا أن نحاول طاعة كل وصية من الوصايا العشر.. أتتساءل لماذا؟ ذلك لأننا إن سلكنا بوصية المحبة الجديدة، سنكون متممين لكل وصايا العهد القديم.

تلك الحقيقة مُعلنة بوضوح فى الرسالة الى رومية. قالها الرسول بولس بتلك الطريقة: “الذى يحب قريبه فقد أكمل الشريعة كلها.”

رومية 13: 8-10

(8)لاَ تَكُونُوا فِي دَيْنٍ لأَحَدٍ، إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً. فَإِنَّ مَنْ يُحِبُّ غَيْرَهُ، يَكُونُ قَدْ تَمَّمَ الشَّرِيعَةَ، (9)لأَنَّ الْوَصَايَا «لاَ تَزْنِ، لاَ تَقْتُلْ، لاَ تَسْرِقْ، لاَ تَشْهَدْ زُوراً، لاَ تَشْتَهِ….» وَبَاقِي الْوَصَايَا، تَتَلَخَّصُ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ: «أَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ!» (10)فَالْمَحَبَّةُ لاَ تَعْمَلُ سُوءاً لِلْقَرِيبِ. وَهَكَذَا تَكُونُ الْمَحَبَّةُ إِتْمَاماً لِلشَّرِيعَةِ كُلِّهَا.

يقول الكتاب هنا أننا إن أحببنا بعضنا البعض، فقد أتممنا الشريعة كلها بكل أنظمتها و قوانينها و وصاياها. إن سرت بمحبة الله التى بداخلك، فلن تحتاج لأى وصية اخرى.

يقول الكتاب، “… بِشَهَادَةِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ يَثْبُتُ كُلُّ أَمْرٍ.” (2 كورنثوس 13: 1).

دعنى أعطيك ثلاثة شواهد كتابية من العهد الجديد تؤيد و تُثبت أن قانون العهد الجديد الذى هو المحبة، يأخذ محل أو يُتمم الوصايا العشر للعهد القديم.

نقرأ فى الرسالة الى العبرانيين أن قانون المحبة للعهد الجديد قد كُتب على قلوبنا.

عبرانيين 8: 7-13

(7)فَلَوْ كَانَ الْعَهْدُ السَّابِقُ بِلاَ عَيْبٍ، لَمَا ظَهَرَتْ الْحَاجَةُ إِلَى عَهْدٍ آخَرَ يَحُلُّ مَحَلَّهُ. (8)وَالْوَاقِعُ أَنَّ اللهَ نَفْسَهُ يُعَبِّرُ عَنْ عَجْزِ الْعَهْدِ السَّابِقِ. وَهَذَا وَاضِحٌ فِي قَوْلِ أَحَدِ الأَنْبِيَاءِ قَدِيماً: «لاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامٌ، يَقُولُ الرَّبُّ، أُبْرِمُ فِيهَا عَهْداً جَدِيداً مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَنِي يَهُوذَا. (9)هَذَا الْعَهْدُ الْجَدِيدُ لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي أَبْرَمْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ، حِينَ أَمْسَكْتُ بِأَيْدِيهِمْ وَأَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. فَبِمَا أَنَّهُمْ خَرَقُوا ذَلِكَ الْعَهْدَ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَصْبَحَ مِنْ حَقِّي أَنْ أُلْغِيَهُ! (10)فَهَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أُبْرِمُهُ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَضَعُ شَرَائِعِي دَاخِلَ ضَمَائِرِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً (11)بَعْدَ ذَلِكَ، لاَ يُعَلِّمُ أَحَدٌ مِنْهُمُ ابْنَ وَطَنِهِ وَلاَ أَخَاهُ قَائِلاً: تَعَرَّفْ بِالرَّبِّ! ذَلِكَ لأَنَّ الْجَمِيعَ سَوْفَ يَعْرِفُونَنِي حَقَّ الْمَعْرِفَةِ، مِنَ الصَّغِيرِ فِيهِمْ إِلَى الْعَظِيمِ (12)لأَنِّي سَأَصْفَحُ عَنْ آثَامِهِمْ، وَلاَ أَعُودُ أَبَداً إِلَى تَذَكُّرِ خَطَايَاهُمْ وَمُخَالَفَاتِهِمْ!» (13)وَهَكَذَا، نُلاَحِظُ أَنَّ اللهَ بِكَلاَمِهِ عَنْ عَهْدٍ جَدِيدٍ، جَعَلَ الْعَهْدَ السَّابِقَ عَتِيقاً. وَطَبِيعِيٌّ أَنَّ كُلَّ مَا عَتَقَ وَشَاخَ، يَكُونُ فِي طَرِيقِهِ إِلَى الزَّوَالِ!

تلك المقاطع الكتابية تقول أن الله سيعطينا فى العهد الجديد وصية جديدة و سيكتبها فى قلوبنا. تقول أن وصية المحبة الجديدة سوف تتمم أو تجعل العهد السابق (الأول) بوصاياه، قديماً أو ملغياً. بكلمات اخرى، سيحل العهد الجديد مكان العهد القديم.

دعنا الآن نرى ما قاله يسوع عن وصية العهد الجديد التى هى المحبة. ها هو الشاهد الكتابى الثانى يؤيد أنه فى ظل العهد الجديد، كُتبت وصية المحبة الجديدة فى قلوبنا و أذهاننا. و تأخذ مكان وصايا العهد القديم العشر.

عبرانيين 10: 7-10 ; 14-17

(7)عِنْدَئِذٍ قُلْتُ (يسوع) لَكَ: هَا أَنَا آتِي لأَعْمَلَ إِرَادَتَكَ، يَا اللهُ . هَذَا هُوَ الْمَكْتُوبُ عَنِّي فِي صَفْحَةِ الْكِتَابِ !» (8)فَبَعْدَ أَنْ عَبَّرَ الْمَسِيحُ عَنْ عَدَمِ رِضَى اللهِ بِجَمِيعِ التَّقْدِمَاتِ وَالذَّبَائِحِ الَّتِي كَانَتْ تُقَرَّبُ مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ تُقَدَّمُ وَفْقاً لِلشَّرِيعَةِ،

 (9)أَضَافَ قَائِلاً: «هَا أَنَا آتِي لأَعْمَلَ إِرَادَتَكَ!» فَهُوَ، إِذَنْ، يُلْغِي النِّظَامَ السَّابِقَ، لِيَضَعَ مَحَلَّهُ نِظَاماً جَدِيداً يَنْسَجِمُ مَعَ إِرَادَةِ اللهِ. (10)بِمُوجِبِ هَذِهِ الإِرَادَةِ الإِلَهِيَّةِ، صِرْنَا مُقَدَّسِينَ إِذْ قَرَّبَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، مَرَّةً وَاحِدَةً، جَسَدَهُ عِوَضاً عَنَّا! (14)إِذْ إِنَّهُ، بِتَقْدِمَةٍ وَحِيدَةٍ جَعَلَ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَدَّسَهُمْ كَامِلِينَ إِلَى الأَبَدِ (15)وَالرُّوحُ الْقُدُسُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ لَنَا بِهَذِهِ الْحَقِيقَةِ. إِذْ قَالَ أَوَّلاً (16)«هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أُبْرِمُهُ مَعَهُمْ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَضَعُ شَرَائِعِي فِي دَاخِلِ قُلُوبِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا فِي عُقُولِهِمْ» (17)ثُمَّ أَضَافَ: «وَلاَ أَعُودُ أَبَداً إِلَى تَذَكُّرِ خَطَايَاهُمْ وَمُخَالَفَاتِهِمْ»

 فى العهد القديم، الكلمة “وصية” تأتى بصيغة الجمع: وصايا. ولكن فى العهد الجديد، الكلمة “وصية” تأتى بصيغة المفرد وذلك لأنه توجد وصية واحدة، وهى قانون المحبة. وتلك الوصية فى أرواحنا التى اُعيد خلقها أو قلوبنا.

تقول الرسالة الى العبرانيين 8: 10، “فَهَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أُبْرِمُهُ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَضَعُ شَرَائِعِي دَاخِلَ ضَمَائِرِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً.”

إذا كان قانون المحبة ذلك قد كُتب على قلبك بينما تسير فى نور محبة الله التى بداخلك، فلن تكسر أياً من الوصايا العشر. ترى، اُعطيت وصايا العهد القديم لتُظهر طبيعة الخطية التى بداخل هؤلاء الذين لم ينالوا الميلاد الجديد. ولكن بما أن طبيعتك تغيرت كمؤمن و أصبحت محبة الله بداخلك و تسير بها، فلن تكسر أياً من وصايا الله.

إن كنت تسير بالمحبة، لن تُنشر أى خبر خاطىء عن أى شخص و لن تسرق أى شخص. هل تستطيع فعل تلك الأشياء بينما تسلك بالمحبة؟ لا! إن كنت تسلك بالمحبة، فلن تقتل أى شخص. و إن كنت تسلك بالمحبة، فلن تتسبب بأى جُرح لمن هم حولك.

لذلك، عندما تسير بالمحبة، ليس عليك أن تُحاول طاعة القوانين و الوصايا التى فى العهد القديم لأنها ستكون فى طبيعتك.. كل ما عليك فعله هو أن تثبت و تنغرس فى القانون الوحيد الذى أعطاه يسوع لنا — قانون المحبة — و تسير به.

يدعو العهد الجديد قانون المحبة أنه “القانون الملكي” لإنه نفس نوع المحبة الإلهية.

يعقوب 2: 8 ، 9

مَا أَحْسَنَ عَمَلَكُمْ حِينَ تُطَبِّقُونَ تِلْكَ الْقَاعِدَةَ الْمُلُوكِيَّةَ الْوَارِدَةَ فِي الْكِتَابِ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ!»

وَلكِنْ عِنْدَمَا تُعَامِلُونَ النَّاسَ بِالانْحِيَازِ وَالتَّمْيِيزِ، تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَةً وَتَحْكُمُ عَلَيْكُمُ الشَّرِيعَةُ بِاعْتِبَارِكُمْ مُخَالِفِينَ لَهَا.

ما هو القانون الملكي حسب الكتاب؟ إنه: “تحب قريبك كما تحب نفسك.” قانون المحبة هو قانون ملكي لأنه مبنى على نوع المحبة الإلهى.

إن كنت تسير بالمحبة، لن تحتاج توصية من احد أن لا تكذب أو لا تسرق. أن كنت تحفظ و تعمل بقانون المحبة للعهد الجديد، فلن تريد سرقة أى شخص أو الكذب بخصوص أى شخص وذلك لأن محبة الله تسكن فى روحك.

 هذا يُذكرنى بالقصة التى ذكرها “دي إل مودى” فى إحدى المرات على طول هذا الخط. أتت شابة لتراه و قالت له، “اريد أن أكون مسيحية مؤمنة، ولكننى لازلت وحسب اُحب الرقص. حاولت الكف عن الرقص لاُصبح مؤمنة، لكننى لم أستطع وحسب.” لقد كانت تتحدث عن رقص العالم بالطبع.

قال لها السيد مودي، “لماذا أيتها السيدة الصغيرة؟ أعطى وحسب قلبك ليسوع و تستطيعين الرقص كيفما تشائين.” إقتنعت الفتاة الشابة بما قاله لها و سلمت قلبها للرب و وُلدت ثانية.  

بعد ذلك الموقف بأيام، قال السيد مودي أن هذه السيدة الصغيرة قابلته فى الطريق. إبتسمت له وقالت، “سيد مودي، أنا أرى الآن ما تعنيه. الرغبة فى الرقص قد ذهبت!”

ربما تواجه صعوبة بين الحين و الآخر فى إخضاع الجسد و ربما تواجه صعوبة فى ضبط أفكارك لجعلها فى الإتجاه الصحيح. ولكن كلما جددت أفكارك من الكلمة و أخذت أوقات شركة مع الرب، كلما أصبحت فى الروح و كلما سيطرت على جسدك و أفكارك.

الشىء المثير الآخر حول محبة الله هو أنها تسكن فى قلب الإنسان وليس فى جسده أو عقله. لماذا تسكن محبة الله فى قلب الإنسان؟ وذلك لأن قلب الإنسان هو المكان الوحيد الذى اُعيد خلقه.

إذهب للعهد القديم و اُنظر ما تنبأه حزقيال بخصوص قلب الإنسان فى العهد الجديد.

حزقيال 11: 19

وَأُعْطِيهِمْ جَمِيعاً قَلْباً وَاحِداً، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِهِمْ رُوحاً (قلب) جَدِيداً، وَأُزِيلُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ. وَأَسْتَبْدِلُهُ بِقَلْبٍ مِنْ لَحْمٍ

ترى، فى العهد القديم، تم التنبوء أن اليوم سيأتى عندما ينتزع الله فيه قلوبنا الحجرية و يستبدلها بقلوب جديدة حساسة ممتلئة بالمحبة.

حزقيال 36: 25-28

(25)وَأَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً نَقِيّاً فَتَطْهُرُونَ مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ (26)وَأَهَبُكُمْ قَلْباً جَدِيداً، وَأَضَعُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحاً جَدِيدَةً، وَأَنْتَزِعُ مِنْ لَحْمِكُمْ قَلْبَ الْحَجَرِ وَأُعْطِيكُمْ عِوَضاً عَنْهُ قَلْبَ لَحْمٍ (27)وَأَضَعُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ فَأَجْعَلُكُمْ تُمَارِسُونَ فَرَائِضِي وَتُطِيعُونَ أَحْكَامِي عَامِلِينَ بِهَا (28)وَتَسْتَوْطِنُونَ الأَرْضَ الَّتِي وَهَبْتُهَا لآبَائِكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شَعْباً وَأَنَا أَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً  

تُشير تلك الأعداد بشكل واضح للبركات المُختزنة لشعب إسرائيل (ع 28). وعد الله أنهم سيسكنون الأرض التى وهبها الله لآبائهم. وعدهم أنهم سيكونون شعبه و أنه سيكون إلههم.

ومع ذلك، فهناك تطبيق لتلك الأعداد على كنيسة الرب يسوع المسيح. فتلك الأعداد تتنبأ على العهد الجديد عندما يتغير قلب الإنسان المؤمن و يُعاد خلقه فى الميلاد الجديد.

2 كورنثوس 5: 17

فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ، فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: إِنَّ الأَشْيَاءَ الْقَدِيمَةَ قَدْ زَالَتْ، وَهَا كُلُّ شَيْءٍ قَدْ صَارَ جَدِيداً (فى روحه)

تنبأ إرميا أيضاً على العهد الجديد الذى كان مُقبلاً و على التغيير الذى سيُصاحبه بقلب الإنسان فى الميلاد الجديد.

إرميا 31: 33 ، 34

33 وَلَكِنْ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أُبْرِمُهُ مَعَ ذُرِّيَّةِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ»، يَقُولُ الرَّبُّ: «سَأَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَوَاخِلِهِمْ، وَأُدَوِّنُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً 34 وَلاَ يَحُضُّ فِي مَا بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ إِلَهَكَ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً سَيَعْرِفُونَنِي، مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، لأَنِّي سَأَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ مِنْ بَعْدُ».

تشير تلك الأعداد الى الكنيسة — جسد المسيح. كيف نعرف أنها تنطبق على الكنيسة؟ ذلك لأن كاتب رسالة العبرانيين إقتبس تلك الأعداد فى رسالته للكنيسة.

عبرانيين 8: 10

فَهَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أُبْرِمُهُ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَضَعُ شَرَائِعِي دَاخِلَ ضَمَائِرِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً  

فى ذلك العدد، يستشهد كاتب رسالة العبرانيين بالمقاطع الكتابية الموجودة فى (إرميا 31: 33 ، 34). و كان ينظر قبل الوقت عندما يصنع الله عهداً جديداً بواسطته يمكن لقلب الإنسان أن يُعاد خلقه و بالتالى تغييره. فى العهد الجديد، قلب أو روح الإنسان هى التى يتم تغييرها.   

ولكنى اريدك أن تلاحظ أن الله قال أيضاً، “سوف أضع قوانينى فى عقولهم.” إنها قوانين الله التى فى عقولنا هى التى تستطيع تحويل أو تجديد تفكيرنا.

تقول ترجمة (The Worrell New Testament) للكتاب المقدس، “… سوف أضع قوانينى فى قلوبهم، و سأكتبها أيضاً فى أذهانهم…”. يتوقع الله منا أن نفعل شيئاً حيال تفكيرنا. يجب أن نجدد أذهاننا بالكلمة حتى يتوافق تفكيرنا مع الروح القدس الذى يسكن فينا. و بمجرد أن نجدد أذهاننا بالكلمة، ستكون أذهاننا و قلوبنا فى توافق مع كلمة الله.

لأن قلب الإنسان المؤمن تغير فى العهد الجديد بسبب الولادة الجديدة، فهناك ناموس جديد اُعطى للعهد الجديد. و فى ذلك العهد الجديد، يضع الله بنفسه ذلك الناموس الجديد (نوع محبة الله) فى أرواحنا التى هى قلوبنا.

رومية 5: 5

مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.

إذن، أين إنسكبت محبة الله؟ لقد إنسكبت محبة الله فى قلوبنا. ترى، كتب الله الوصايا العشر على ألواح من الحجارة بأصبعه – إصبع الله (خروح 24: 12 ; 31: 18). عندما يتكلم الله عن إصبع الله، فهو يُشير الى الروح القدس.

فى العهد القديم، لم تكن قلوب الناس مولودة ثانية. لذلك كانت قلوبهم حجرية أو غير مُجددة. لذلك، لم تقدر محبة الله أن تنسكب فى قلوبهم بالروح القدس. ولكن فى العهد الجديد، تم إعادة خلق قلوبنا فى الميلاد الجديد و تحولت من قلوب حجرية الى قلوب حساسة.

فى العهد الجديد، لم يكتب الله ناموسه الجديد الذى هو المحبة على أرواح حجرية. ولكن بإصبع الله – الروح القدس – كتب الله ناموسه الوحيد فى أرواحنا التى اعيد خلقها. و تلك الوصية الوحيدة التى كتبها فى قلوبنا هى أن نحب بعضنا البعض، وذلك لأن تلك الوصية وحدها تستطيع تتميم كل وصايا العهد القديم.

فى العهد القديم، لم يستطع الناموس جعل أى شخص كاملاً. فقد كان دم التيوس و العجول يُغطى وحسب خطايا الإسرائيليين الذين لم ينالوا الميلاد الجديد. 

ولكن لدى يسوع خدمة أفضل بكثير عن تلك التى كانت لموسى. أعطى الله الناموس لموسى، ولكن يسوع أسس عهداً جديداً بدمه. لقد أسس يسوع عهداً أفضل مما كان لموسى وذلك لأن هذا العهد اُسِس على وعود أفضل لأن الذى أقره هو دم يسوع نفسه.

و بدم الرب يسوع المسيح، عندما نلنا الميلاد الجديد و اُعيد خلق قلوبنا، لم يتم وحسب التكفير عن خطايانا و تغطيتها، بل تم غفرانها و محوها و نسيانها. لذلك السبب يستطيع الله الآن كتابة قانونه الجديد فى قلوبنا و ذلك لأن قلوبنا تم تطهيرها و إعادة خلقها.

ما هو إذن نوع هذه المحبة التى سُكبت فى قلوبنا؟ هل هى محبة طبيعية بشرية؟ لا، إنها نفس نوع المحبة التى يسلك بها الله وذلك لأن الله محبة.

يمكن للمؤمن أن يُقاد بقلبه

هناك سبب لأجله يمكن للمؤمن أن يُقاد بروحه. فى الميلاد الجديد، الإنسان الداخلى هى الذى يُعاد خلقه بالروح القدس.

فى الميلاد الجديد، يقول الكتاب لنا، “َالرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا (قلوبنا) بِأَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ” (رومية 8: 16). يقول الكتاب أننا يُمكن أن نُقاد بأرواحنا (قلوبنا) بواسطة الروح القدس الساكن فينا (رومية 8: 14 ; يوحنا 14: 16، 23).

يحتاج كل مؤمن أن يتعلم كيف يستمع لقلبه (روحه) وذلك لأن هذا هو المكان الذى إنسكب فيه قانون المحبة! قال الله، “سوف أضع قانونى فى قلوبهم.”

لقد إنسكبت محبة الله فى قلوبنا — الإنسان الداخلى! لذلك السبب نستطيع أن نُقاد بالروح القدس من قلوبنا — المكان الذى أصبح خليقة جديدة.

لم يقل الله أن محبته إنسكبت فى أذهاننا. يعتقد بعض المؤمنين ذلك. وبتلك الطريقة، يقعون فى مشاكل. يحاولون أن يُقادوا بأذهانهم الجسدية الغير مجددة و بالتالى تقودهم أذهانهم الى حيث لا يريدون.

بعض الأوقات تجد أفكار المؤمنين مليئة بالفوضى و عدم الترتيب بسبب التدين و التفكير الجسدى و ذلك لأنهم لم يستغلوا أوقاتاً لتجديد أذهانهم بكلمة الله و محاولة إدراكها بأنفسهم. يعتمدون فى فهمهم للكلمة على أفكار من حولهم. و فى الواقع، فى الكثير من المرات، تُعانى قلوب المؤمنين (أرواحهم) بسبب تفكيرهم الغير متجدد بحقائق كلمة الله. هذا هو السبب الذى نحتاج لأجله لدراسة الكلمة بأنفسنا و برمجة أذهاننا بها.

نفس الأمر ينطبق على الجسد. ينبغى أن نُخضع أجسادنا لنا من خلال تجديد أذهاننا. لا يمكن أن نُقاد بأجسادنا وذلك لأن محبة الله لم تنسكب فى أجسادنا بل فى أرواحنا. لذلك السبب قال لنا الكتاب أن نستمر بإخضاع أجسادنا تحت سلطة أرواحنا من خلال معرفة هويتنا من كلمة الله.

الحقيقة هى إن إستمعنا لقلوبنا، سنعرف بداخلنا ما يجب فعله بكل موقف نواجهه. و لكن فى الكثير من المرات تمتلىء أذهاننا بالفوضى بسبب التعاليم المتدينة الغير كتابية والتى لها صورة الحكمة ولكنها بلا نتيجة حقيقية. وبسبب تلك الفوضى، يُعاق إيماننا. يجب أن يكون مصدر تجديد أذهاننا هو المعرفة الشخصية بكلمة الله حتى يعمل إيماننا و يأتى بنتائج.

أتتساءل لماذا؟ ذلك لأن الإيمان هو من القلب وليس من الذهن. نوع إيمان الله يأتى من قلب أو روح الإنسان حيث سُكبت محبة الله.

كيف إذن يمكن تفعيل محبة الله تلك التى بداخلنا لتعمل بكامل سعتها؟ ذلك يحدث بجعل محبة الله تمتلكك و تُسيطر عليك حتى يستطيع إيمانك النمو و يصل لأقصى قدراته. فى الواقع و لأقول لك الحقيقة بخصوص هذا الأمر، فهمك لكيفية السير بنوع محبة الله هو واحد من أهم الأمور التى يجب أن تتعلمها لتجعل إيمانك يأتى بنتائج. 

بعض الأوقات، تجد الناس تُركز كل تفكيرها و مجهودها لتسير بالإيمان لتنال وعود الكلمة ولكن بلا نتيجة. ربما لا يوجد ما هو خاطىء فى إيمانهم. و يُمكن لإيمانهم التطور ولكنه أيضاً يمكن أن يكون غير مُفعل ولا يعمل. الإيمان لا يعمل إن كان هناك خطاً فى السير بالمحبة.

المشكلة مع العديد من القوم هى أنهم يريدون إستبدال السير بمحبة الله بالسير بالمحبة البشرية الطبيعية. بالطبع هما مختلفين كل الإختلاف. وبعد ذلك إيمانهم لا يعمل ولا يعرفون لماذا.

فى الحقيقة، لا يُمكنك حقاً التعليم عن إيمان الله بدون التعليم عن محبة الله وذلك لأن الإيمان يعمل وحسب بالمحبة.

يحب العديد من القوم السماع عن الإيمان، ولكنهم لا يهتمون كثيرا بالسماع عن السلوك بمحبة الله. فى الكثير من الأحيان، عدم السلوك بالمحبة هو الذى يعيق إيمانهم عن العمل.

المحبة هى قوة الإيمان

دعنى أعطيك مثالاً لما أعنيه. إن كان لديك أوركسترا بالآلات الموسيقية و نظام صوتى ولكن ليس لديك أى طاقة كهربائية، فلن يتم تضخيم الصوت. سيُصبح الصوت غير نافع.

نفس الأمر ينطبق على الإيمان و الإعترافات الإيمانية. ربما يكون إيمانك و إعترافاتك الكتابية فى أماكنها الصحيحة، ولكن الإيمان لن يعمل وحسب عندما لا توجد قوة تتدفق إليه. نوع محبة الله هو قوة الإيمان.

جاءت لي سيدة بعد سلسلة إجتماعات منذ عدة سنوات مضت. قالت، “أخ هيجن، أريدك أن تعدني بشىء.” أجبتها، “حسناً، لن أعدك بأى شىء ما لم تقولى لي أعدك بماذا.”

قالت، “أنا أرملة ولدى إبن بعمر خمسة عشر عاماً. لم ينمو فى أى كنيسة وذلك لأنى مؤمنة منذ آخر ثلاث سنوات فقط.

إنه شقي و قمت بفعل كل شىء فى العالم معه ولكن بلا تغيير. يكون خارج البيت لساعات متأخرة من الليل تصل للثالثة و الرابعة صباحاً.

أكملت، “أستلقى وحسب على السرير منتظرة أن يرن الهاتف من الشرطة ليقولوا لي أنهم قاموا بالقبض عليه لتعاطيه المخدرات أو أى شىء آخر. أريدك أن تعدنى يا أخ هيجن أنك ستصلى له كل يوم.”

قلت لها، “لن أفعل ذلك! لن أعدك بشىء مثل هذا لأننى ببساطة لن اتذكر أن اصلى له كل يوم.”

فقالت، “حسناً، صلى له عندما تتذكره.” فقلت لها، “لن اصلى له مطلقاً.” قلت لها ذلك لأجذب إنتباهها لي.

فنظرت لي بغضب وهى لا تفهم ما احاول قوله لها. وسألتنى، “ألن تصلى له؟”

فأجبتها، “لا لن أفعل ذلك. لن اصلى له ولا صلوة واحدة.”

فسألتنى مرة اخرى، “ألن تصلى له ولا صلوة واحدة؟”

فأجبتها، “لا لن أفعل ذلك.” و أكملت، “لن تأتى الصلاة بأى فائدة طالما ستستمرى بفعل ما تفعلين.”   

فقالت، “ماذا تعنى بفعل ما أفعله؟”

قلت لها، “طالما ستستمرين بإدانته، فلن تأتى صلاتى بأى فائدة. أعتقد أنك عليه دائماً و تحاولين بإستمرار فرض الإيمان عليه كما أنك تحاولين دفع يسوع عليه.”

فقالت، “كيف تعرف أنى أفعل ذلك؟”

أجبتها، “بسبب الطريقة التى يُعاملك بها.” و أكملت، “أنت تريدين التخلص منه بإعطائه لله دون أن تفعلى دورك. الآن، أنا أريدك أن تعدينى بشىء. من اليوم فصاعداً. لا تقولى له ولا كلمة واحدة بخصوص يسوع. لا تظلى خلفه بكلماتك دائماً.”

و أكملت، “لا تقولى له حتى أن يذهب للكنيسة. لا تقولى له ولا كلمة عن الدين أو الكتاب المقدس أو الكنيسة أو يسوع. اسلكى وحسب بالمحبة تجاهه.”

وبعد ذلك قلت لها، “وعندما يكون متأخراً عن الرجوع للمنزل فى المساء، لا تستلقى على الفراش و أنت فى حالة قلق. بل على العكس، قولي وحسب، “يا إلهى، إنى أحيطه بالمحبة و الإيمان.”

ترى، الإيمان لا يعمل بدون المحبة. كانت تلك السيدة تعيق إيمانها بعدم سلوكها بالمحبة تجاه إبنها. كانت تتكلم كلمات سلبية فقط عنه; لم تتكلم أى كلمات إيجابية تجاهه لم تتكلم ما تريده بالحدوث بل تكلمت الواقع. كما أنها لم تتكلم أى شىء يعكس محبة الله التى بداخلها تجاهه.

قلت لها، “قولي وحسب، أنا أحيطه بالمحبة و الإيمان. أنا لا اؤمن أنه سينتهى به الأمر بالسجن. أنا اؤمن أنه سيصبح خادماً لله.”

 فقالت، “أنا لست أعلم إن كنت أصدق هذا حقاً أم لا.”

فقلت لها، “إبدأى بتصديق تلك الكلمات الآن! و إن بدأتى بقولها ستجدين نفسك تصدقيها. وبعد ذلك توقفى عن القلق و إذهبى للنوم و إنسى الأمر. إتركيه وحسب دون تدخل.”

فقالت، “حسناً، سأحاول فعل ذلك.”

قلت لها، “لن ينجح الأمر بالمحاولة، ينجح الأمر وحسب بفعله و تطبيقه!”

فقالت، “حسناً، سأفعل ذلك. ولكنك ستُصلى له رغم ذلك، أليس كذلك؟”

قلت لها، “لا، لن أقوم بالصلاة لأجله. أنت من ستقومين بفعل ذلك.”

ترى، مشكلة تلك المرأة هى أنها لم تأخذ أى خطوة إيمانية لتنال ما تريده بل ظلت وحسب تقول ما تراه من عيان، و بالطبع ليس للإيمان أى علاقة بالعيان. بسبب إيمانها بأمور خاطئة تجاه إبنها و تفكيرها بطريقة خاطئة تجاهه و أيضاً تكلمها بطريقة خاطئة عنه، تعطل إيمانها. المحبة هى السلوك الذى يُحفز الإيمان. تعطى المحبة قوة للإيمان.

بعد ذلك الموقف بخمسة عشر شهراً، كنت فى نفس المنطقة أعظ فى مؤتمر. أتت الىٌ إمرأة بعد الخدمة. قالت لي، “أتتذكرنى؟”

أجبتها، “لا يا سيدتى، لا أتذكرك. فأنا أرى العديد من القوم فى المؤتمرات.”

فقالت، “حسناً، لقد جئت اليك منذ عام ونصف مضوا و طلبت منك أن تصلى كل يوم لإبنى.”

“نعم، بدأت أتذكر الآن. و لكنى لم أعرفك! أنت تبدين مختلفة.” لقد كانت تبدو أصغر فى السن.

فقالت، “لقد رجعت للبيت بعدما تقابلنا و فعلت تماماً كما قلت لى. اريد أن أقول لك — لقد بدا الأمر صعباً! و لكننى فعلت ما نصحتنى به. و سألتنى، أتدرى ما حدث؟

فقلت لها، “ماذا حدث؟”

أجابت، “قبل حوالي ستة أشهر، رجع إبنى للبيت فى فجر يوم سبت. فإستيقظت فى ذلك الصباح كعادتى و بدأت بإعداد الفطور لأننى كنت ذاهبة لمدارس الأحد و للكنيسة. فنهض إبنى و أكل فطوراً معى و قال، “أعتقد أنى سأذهب معك الى مدرسة الأحد و للكنيسة هذا الصباح.”

“عندما سمعت منه تلك الكلمات، كدت أطير من الفرح. ولكننى قلت له وحسب، لقد رجعت للمنزل باكراً هذا الصباح و تحتاج للراحة لتستطيع الذهاب للمدرسة غداً.”

ولكنه قال، “لا، إنى اريد الذهاب.” و أكملت، “لقد تصرفت و كأنى لا اهتم أن يذهب معي للكنيسة أم لا. ولكنه ذهب بالفعل معي للكنيسة.”

و بعدها قالت، “فى فجر السبت الذى يليه حدث نفس الأمر. رجع للمنزل حوالي الساعة الرابعة صباحاً.

و لكنه نهض من الفراش صباحاً ليتناول الإفطار معي. وبعدها قال، “أمى، أعتقد أنى سأذهب معك الى مدرسة الأحد و للكنيسة هذا الصباح.”

“فقلت له، ولكن يا بني أنت تحتاج للراحة لتذهب للمدرسة غداً.” فقال، إنى أريد الذهاب. وذهب معي بالفعل.”

“وفى نفس اليوم مساءاً قال: أعتقد أنى سأذهب للكنيسة معك هذا المساء.” و بالفعل ذهب معى و فى نهاية العظة كانت هناك دعوة للناس أن تنال الخلاص فتقدم و نال الخلاص.”

و أكملت، “أتعلم، قبل أن ينال الخلاص، كان يعيش للشيطان مئة بالمئة. ولكن الآن كونه نال الميلاد الجديد، فإنه يعيش مئة و عشرون بالمئة للرب! أعتقد أنه سيُصبح واعظاً!”

و تابعت، “إنى فى غاية السعادة لأنى أحظى بإبن جديد! إنى ممتنة لكل ما نصحتنى بفعله.” و بعدها شكرتنى و إستدارت و تركتنى.

و لكنها رجعت مرة اخرى و قالت، “أتدرى ماذا أيضاً حدث؟ ليس وحسب أحظى الآن بإبن جديد، ولكنه هو أيضاً يحظى الآن باُم جديدة.”

و أنهت حديثها بقولها، “أتعلم، لم أعد أقلق بخصوصه بعد الآن. لقد تعلمت كيف اصلى بإيمان و أسلك بالمحبة. عادتاً أكاد لا اُصدق أنه أنا و ذلك لأنى افكر بطريقة مختلفة كلياً الآن.”

يا أصدقائى، عندما تسيرون بالمحبة، يحدث تغييراً كبيراً. عندما تسيرون بالمحبة، سيعمل إيمانكم.

يعتقد المؤمنون بعض الأحيان أنهم يصدقون الله بينما إيمانهم معاق بسبب غياب السير بالمحبة.

دعنى أقل لك شىء بينما أتحدث عن هذه الدائرة: يمكنك أن تعيق أطفالك من السير مع الله بتربيتهم فى بيت تغيب عنه المحبة.

من حق الأطفال النمو و النشوء حيث يسود نوع محبة الله. لا يحتاجون وحسب لرؤية إيمانك وهو يعمل و يأتى بنتائج، إنهم يحتاجون لرؤيتك تسلك بالمحبة. بعد ذلك سينطلقون للحياة ويكونوا منتصرين.

لقد حافظنا انا وزوجتى على هذا الجو فى البيت. لذلك السبب لم يكن لدينا أى عقبات او مشاكل مع أبناءنا.

أنا لا أعنى أنهم لم يكونوا أطفالاً فى بعض الأوقات. بالطبع كانوا أطفالاً و تصرفوا كالأطفال. ولكننا كنا نصدق الأفضل بشأنهم، و تكلمنا الأفضل عليهم.

عندما ترى الأسوأ فى أطفالك و دائماً تخبرهم به، لن يبلغوا أى شىء. و سيعيشون حسبما تقول.

سيخطىء الأطفال أحياناً وذلك لأنهم أطفال; لا يمكنك معاملة طفل كما تعامل شخصاً راشداً. ولكن عندما ترى الأفضل فيهم و تحبهم ستجلب الأفضل من داخلهم و سيريدون بلوغ شيئاً فى الحياة. سيعيشون حسب نوع محبة الله الذى غرسته فيهم.

نوع محبة الله يتمم الشريعة

دعنا ننظر لمقطع كتابى آخر من الرسالة الى أهل غلاطية. لقد كان بولس يكتب رسالة الى أهل غلاطية الذين كانوا من الأمم قبلاً. لم تكن تلك الرسالة مكتوبة لكنيسة واحدة وحسب. لقد كانت مكتوبة لتُقرأ للكنائس فى مقاطعة غلاطية الرومانية و هى لكل المؤمنين فى كل مكان.

غلاطية 5: 14

فَإِنَّ الشَّرِيعَةَ كُلَّهَا تَتِمُّ فِي وَصِيَّةٍ وَاحِدَةٍ: «أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ»  

يقول هذا المقطع الكتابى أن الشريعة كلها تتم فى كلمة واحدة — المحبة! إن الشريعة تتم ببساطة عندما نحب القريبين كأنفسنا. ما هو المقدار الذى يتم من الشريعة عندما نسير بالمحبة؟ كل الشريعة!

عندما تسير بنوع محبة الله، ليس من الضرورى أن تقلق إن كنت لم تطع جزءاً من الشريعة. عندما تُتمم قانون المحبة، ليس عليك القلق بخصوص تتميم الكثير من القواعد و التعليمات و القوانين التى تملكها الشريعة.

يخوض بعض الناس الهجوم بشأن طاعة الوصايا العشر أم لا. فى الحقيقة الأمر فى غاية البساطة. قانون المحبة يضم بداخله الوصايا العشر. يواجه الناس صعوبة بتصديق بساطة ما يقوله الكتاب المقدس، و يفقدون ما تحاول كلمة الله قوله لهم.   

أبناء الله هم أبناء المحبة

لاحظ ما قاله يوحنا فى رسالته الأولى. إنه يخبرنا أمراً عميقاً بخصوص نوع محبة الله. أبناء الله — الذين أعاد الله خلقهم — يجب أن يسيروا بنوع محبة الله.

1 يوحنا 3: 1، 2

تَأَمَّلُوا مَا أَعْظَمَ الْمَحَبَّةَ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا الآبُ حَتَّى صِرْنَا نُدْعَى «أَوْلاَدَ اللهِ»، وَنَحْنُ أَوْلاَدُهُ حَقّاً. وَلَكِنْ، بِمَا أَنَّ أَهْلَ الْعَالَمِ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ، فَهُمْ لاَ يَعْرِفُونَنَا. (2)أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، نَحْنُ الآنَ أَوْلاَدُ اللهِ...

نحن لن نُصبح أبناء الله عندما نذهب للسماء كما يعتقد البعض. إن كنا نلنا الميلاد الجديد، فنحن أبناء الله الآن و بالتالى نحن أبناء المحبة لآن الله محبة، وتم خلقنا على صورته.

بما أن الله محبة و أننا أبناء الله، إذن نحن أبناء المحبة. عندما نلنا الميلاد الجديد، تفشت حياة الله (زوي) فى أرواحنا.

يجب على المؤمنين أن يدعوا محبة و حياة الله أن تسودهم بالكامل. لذلك السبب يجب أن نفعل شيئاً حيال أذهاننا و أجسادنا و ذلك لأن المحبة الإلهية لم تُسكب فى أذهاننا و أجسادنا. إن لم نفعل شيئاً حيالهم، فسيمنعونا عن السير بالمحبة.

أذهاننا الغير مجددة و أجسادنا الغير مُخضَعة سيحاولوا السيطرة على إنساننا الداخلى —  الروح التى بالداخل التى هى أنت!

رومية 12: 1، 2

لِذَلِكَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، نَظَراً لِمَرَاحِمِ اللهِ، أَنْ تُقَدِّمُوا لَهُ أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً مُقَدَّسَةً مَقْبُولَةً عِنْدَهُ، وَهِيَ عِبَادَتُكُمْ بِعَقْلٍ. (2)وَلاَ تَتَكَيَّفُوا مَعَ هَذَا الْعَالَمِ، بَلْ تَغَيَّرُوا (كيف؟) بِتَجْدِيدِ الذِّهْنِ، لِتُمَيِّزُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَقْبُولَةُ الْكَامِلَةُ.

نحتاج أن نجدد أذهاننا بمحبة الله! لم يجدد جسد المسيح حقاً ذهنه بمحبة الله كما ينبغى. ولكن لدى الكتاب المقدس الكثير ليقوله عن تجديد الذهن. نحتاج أن نجدد أذهاننا بإستمرار إن كنا نريد السير بمحبة تجاه الآخرين.

ترى، فى العديد من الأوقات، بدلاً من قبول مسئوليتنا كمؤمنين، نريد من الله القيام بكل شىء تجاه نمونا الروحى و تطويرنا. نتوقع منه أن يزودنا بشىء قام بتزويده لنا بالفعل، بينما فى الحقيقة إنها مسئوليتنا فى نمو محبة الله التى بداخلنا لتكبر و تزداد.

العديد من المؤمنين هم مثل الرجل ذو الموهبة الواحدة الذى أغلق على موهبته فى منديل و أخفاها . العديد منا أخفى محبة الله التى تم سكبها بالفعل فى قلوبنا. العديد من المؤمنين أيضاً القوا مسئولية السير بالمحبة على الله. فى حين أنها مسئوليتهم أن يأخذوا خطوة و يُظهروا محبة الله التى لا تفشل التى بداخلهم تجاه من حولهم. لقد أخفينا محبة الله بدلاً من إستخدامها و ممارستها و تطويرها لصالحنا.  

الآن، نحتاج أن نكتشف ما تقوله كلمة الله عن المحبة و نجدد أذهاننا بما تقوله. و بعد ذلك، نحتاج أن نمارس و نطور ما أعطاه الله لنا بالفعل.

نحن نحتاج أن نتخلل جداً فى كلمة الله لنستطيع النمو فى محبته. وبالتالى، التصرف حسب محبة الله التى بداخلنا ستكون أول فكرة تأتى لأذهاننا فى مواجهة مواقف الحياة وفى مواجهة أى شخص مهما فعل لنا.

نوع محبة الله دائماً يسأل هذا السؤال: “كيف سيؤثر ما أنا على وشك قوله او فعله على الشخص الآخر؟”

سيطلب منا الله السلوك بالمحبة حتى عندما لا يسير هؤلاء الذين حولنا بالمحبة تجاهنا. سيكون لدينا الكثير من المناسبات فى الحياة لنمارس محبة الله عندما لا يسلك الآخرون بالمحبة تجاهنا.

لقد كان لدي العديد من هذه الفرص فى خدمتى. كمثال، فى مناسبة ما، تكلم الله الى قلبى بقوة لأكون راعى لكنيسة معينة. لقد أرادنى أعضاء تلك الكنيسة أن أكون راعيهم القادم. ولكن الراعى السابق أراد لإبن عمه أن يكون الراعى القادم لتلك الكنيسة، لذا بدأ تسييساً فى الكنيسة لجعل الأعضاء ينتخبوه بدلاً منى.  

نوع محبة الله لا يقسم كنيسة الى نصفين. كان بإمكانى أخذ على الأقل نصف أعضاء تلك الكنيسة و بدء كنيسة اخرى وذلك لأن العديد من هؤلاء القوم أرادونى راعيهم التالي. ولكننى لا يمكن أن أتسبب فى إنقسام كنيسة و أظل أسير بالمحبة.

الذى يدهشنى هو أن هناك بعض المؤمنين الممتلئين بالروح القدس يمكن أن يكونوا لصوص خراف و يسرقوا كنيسة شخص آخر، ولا يزعجهم الأمر بالمرة.

وفى النهاية يلقون بالأمر على الله ويقولون، “لقد أخبرنى الله بفعل ذلك”. ولكن الحقيقة هى أن الله لا يعمل بتلك الطريقة! إما الله يكذب وهذا لا يحدث. إما هم الذين يكذبون. وذلك لأن الله قال، “المحبة لا تصنع الشر لقريبها.”

على أية حال، كان من الممكن أن أقسم تلك الكنيسة و أبدأ كنيستى وبها نصف أعضاء راعى الكنيسة السابق. ولكننى إخترت الإستماع لإنسانى الداخلى بدلأ من الجسد.

لقد إستمعت لمحبة الله التى بداخلى، وقال الروح القدس لي، “إذهب وحسب فى طريقك ولا تقسم تلك الكنيسة.” بالرغم أنى أعلم أن الله تكلم الى قلبى بشأن رعوية تلك الكنيسة، قمت بسحب إسمى من المرشحين لرعوية تلك الكنيسة و تركت البلدة.

لاحقاً، قلت للرب، “ماذا بشأن تلك الكنيسة؟ ماذا سيحدث لهؤلاء الناس؟” فأجابنى الرب بقوله، “هم سيعانون لأنهم ليسوا فى مشيئتى المثالية. لقد إستمعوا للناس الخطأ ووضعوا الشخص الخطأ ليكون راعيهم. أما بالنسبة لك، سأعتني بك لأنك تصرفت بالمحبة.”

شكراً لله، لقد إعتنى بى بشكل رائع! فى غضون عام واحد، نصّبَني الله كراعي لتلك الكنيسة. ولم يكن لي أى يد فى هذا الأمر. لقد رتب الله الأمر برمته.

أحياناً تكون مشكلة الناس هى أنه عندما يكلمهم الله بشأن أمر ما، يقومون بدَهس الآخرين ليحاولوا تتميم ما قاله الله لهم. بالتالى يخرجوا خارج المحبة و لن يستطيع الله أن يباركهم لأن إيمانهم الذى ينال و يستقبل من الله لا يعمل بدون السير بالمحبة.

يريد الله أن يباركنا بقدر ما يستطيع. ولكنه لا يستطيع ذلك عندما لا نسير فى خطته. ترى، خطة الله هى أن نسير بالمحبة تجاه الآخرين. لا أعرف كيف تفكر أنت فى الأمر، ولكننى قررت منذ زمن طويل أنى سأسير بالمحبة سواء سار بها الآخرين أم لا!

أثناء الخدمة، سيكون لديك العديد من الفرص للسير بالمحبة بدلاً من السير بالجسد! كمثال، كل كنيسة خمسينية كنت راعي لها، كنت أصبح الراعي بالسير بالمحبة وذلك لأن كل كنيسة منهم كانت لها سمعة أنها كنيسة مزعجة.

ولكن فى كل موقف، علمني الله كيف أحل الكثير من مشاكل تلك الكنائس بالسير وحسب بالمحبة و تعليم الناس عن نوع محبة الله. وعلمنى الله كيف أحب الخراف ولا أضربهم.

كنيسة واحدة بشكل خاص كان لديها الكثير من المشاكل. كانت تلك الكنيسة مؤسسة لها ثلاث و عشرون سنة، و أنا كنت وحسب بسن واحد وعشرون عاماً عندما أصبحت راعياً لها.

خلال تلك الثلاث وعشرون سنة على إنشاء تلك الكنيسة، الكثير من العائلات الموجودة فيها زوجت أبنائها من داخل العائلات فى تلك الكنيسة. لذلك، أصبحت تلك الكنيسة مكونة كلها من أقرباء بسبب الزواج، وكانت هناك مشجارات عائلية مستمرة. حتى أقوم برعاية تلك الكنيسة، كان يجب أن أتعلم كيف أصلب الجسد و أخضعه لي.

كان هناك بعض أيام الأحد صباحاً بشكل خاص كان كل ما يمكننى فعله هو إخضاع جسدى. أحياناً كانت تأتنى أفكار أن أصعد على المنبر و أقوم بتسميرهم على الحائط! لقد أردت فعل ذلك مع الشمامسة و معلمي مدارس الأحد و بعدهم أعضاء الكنيسة كلها!

ولكن بدلاً من تسليم زمام الأمور لجسدي، كنت أعظ يوم أحد عن المحبة و الأحد الذى يليه عن الحياة الأبدية (زوي). بدلاً من تسليم الأمر لجسدى و إستخدام كلمة الله لتوبيخهم جميعاً، كنت أعظ من كورنثوس الأولى 13 – إصحاح المحبة.

إن إستطعت جعل المؤمنين يمارسوا محبة الله التى بداخلهم تجاه بعضهم البعض، فالعديد من ظروف العيان التى تبدو صعبة، ستتعدل و تصبح سبب راحة و سعادة.

ربما يتعارك المؤمنون مع العيان وبذلك يقعون فى مشاكل، ولكن ما يحتاجونه حقاً هو أن يرتفعوا فوق تلك الظروف حيث يريدهم الله أن يكونوا. و سيساعدهم ليصلوا لكامل إمكانياتهم إذا أخبرتهم كيف يراهم الله بدلاً من كيف يراهم الشيطان. محبة الله التى تعمل فينا ومن خلالنا لا تفشل أبداً.

لا تكونوا فى دين إلا المحبة

رومية 13: 8

لاَ تَكُونُوا فِي دَيْنٍ لأَحَدٍ، إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً. فَإِنَّ مَنْ يُحِبُّ غَيْرَهُ، يَكُونُ قَدْ تَمَّمَ الشَّرِيعَةَ،

أحياناً يُخرج الناس تلك الآية من سياق النص التى كُتبت فيه. ويجعلونها تقول شيئاً هى لا تقوله. العديد من الناس عانوا كنتيجة لفعلهم ذلك.

كمثال، يستخدم بعض الناس ذلك المقطع الكتابى ليقولوا أننا لا يمكن أن نشترى أى شىء كدين.

لا يمكننا الدخول فى دين لأحد حتى لا ندفع فواتيرنا. ولكن هذا العدد الكتابى لا يعنى أننا لا يمكن أن نشترى على الحساب. بالطبع يجب أن تدفع فواتيرك. وإن كنت لا تعرف كيف تستخدم بطاقة الإئتمان بطريقة جيدة، ستصبح دائماً مديون. ومن الممكن أن تتوقف عن إستخدامه ولا تستفيد من مزاياه.

على أية حال، يُعلم بعض الناس أننا ليس من المفترض أن نشترى على الحساب. ولكن فكر فى الأمر. أنت تشترى على الحساب كل يوم! أتقول لى كيف؟ ألديك كهرباء فى المنزل؟ ألا تدين بفاتورة الكهرباء آخر الشهر؟ ألا تستخدم المياه فى منزلك؟ ألا تستخدم المياه كيفما تشاء و تدفع فاتورة ما إستخدمته فى وقت التحصيل؟ أليس كذلك؟

إن كنت تستأجر بيت، فأنت أيضاً مديون بفاتورته. جميعنا فى دين بطريقة أو بأخرى. ولكن إن كان لديك الوعى و تستخدم طريقة الإئتمان بحكمة، فلا يوجد أى خطأ بالشراء على الحساب.

يعتقد بعض الناس بتفكيرهم المتدين أنهم يطيعون الكتاب بفعلهم ذلك فى حين أنهم لا يستمعون لما يقوله الكتاب على الإطلاق.

ترى، لا يمكنك أخذ جزء كتابي خارج سياق النص و تحاول إثبات شيئاً به. بفعلك ذلك، دائماً أقول ذلك كدعابة، من الممكن أن تُثبت أنك يجب أن تذهب و تشنق نفسك. هناك مقطع كتابى يقول، “…ثُمَّ ذَهَبَ وَشَنَقَ نَفْسَهُ.” (متى 27: 5). وبعدها تذهب للمقطع الكتابى الذى يقول، “…«اذْهَبْ، وَاعْمَلْ أَنْتَ هَكَذَا! »” (لوقا 10: 37).

عندما تقوم بدمج المقطعين السابقين، يمكننا أن نقول، ذهب يهوذا وشنق نفسه، إذهب و إفعل أنت هكذا!

قد نسخر من ذلك و نعتقد أنه مضحك، ولكن هذا ليس أكثر سخرية من إخراج جزء من النص الكتابى الموجود فى رومية 13: 8 خارج النص المكتوب فيه وجعله يقول شيئاً هو لا يقوله.

لقد سمعت مرة عن خادم قام تماماً بفعل ذلك. فى بلدة هذا الخادم، كان هناك مبنى للكنيسة المعمدانية. أراد قس تلك الكنيسة بيعها، ولكنه أراد بيعها لأشخاص مؤمنين حتى يمكن أن تُستخدم ككنيسة.

هذا الخادم الآخر الذى كان هو أيضاً قس يقطن نفس المدينة، فبدأ عدد شعب كنيسته فى الإزدياد. فأراد شراء هذا المبنى. فقابله القس المعمدانى الذي يريد بيع الكنيسة، وقال له، “لقد وضع الناس الذين إنتقلوا للسماء الآن أموالهم فى هذه الكنيسة حتى تُصبح مكاناً لربح النفوس للمسيح. بالطبع أنت تطلب خلاص الناس، لذا، نحن نود عرضه للبيع لك.” راعى الكنيسة المعمدانية عرض بيع المبنى بسعر منخفض للغاية وذلك لأنه أراد للمبنى أن يظل كنيسة.

فقالت واحدة من أعضاء الكنيسة المعمدانية ذلك لزوجها. لقد كان يعمل محامياً، ولكنه لم ينل الخلاص، ولكنه كان يأتى للكنيسة عادتاً بصحبة زوجته. فذهب هذا الرجل لمقابلة القس الذى يريد شراء الكنيسة، وقال له، “إن كنت تريد شراء هذا المبنى، سأقرضك المال بعائد نسبته 2 بالمئة. ولن آخذ منك أى مصاريف إضافية كأتعاب محاماة. وبعد عام سوف أخفض نسبة العائد الى 1 بالمئة.”

فقال القس الذى يريد شراء الكنيسة، “لا، لن نشترى مبنى الكنيسة. أنا أعرف أنك تبيعها بسعر منخفض جداً. ولكن الكتاب يقول، “لا تكونوا فى دين لأحد.” لذلك، لن أكون فى أى دين لأحد.” وبالتالى، رفض هذا القس الصفقة. وقام بتأجير مبنى له ولشعب كنيسته.

عندما سمعت عن هذا، فكرت فى نفسى، “ها هم يدفعون إيجار شهرى للمبنى الذى يقطنوه الآن. وهذه الدفعات الشهرية لا تسمح لهم حتى بإمتلاك المبنى فى النهاية. فما الفرق إن كانوا أخذوا قرض و إمتلكوا المبنى و سددوا أقساط إمتلاكه بعد ذلك.

أتعرف أنه خلال عام ونصف، لم يتبقى سوى 30 شخصاً فى كنيسة هذا القس! وفى النهاية كان لابد لهم أن يغلقوا الكنيسة و بعدها غادر هذا القس المدينة.

ترى، هذا ليس ما يعنيه هذا المقطع الكتابى. إن الأمر فى غاية الخطورة عندما تأخذ جزء كتابى خارج سياق الكلام الذى كُتب فيه و تبنى عليه عقيدة.

بدأ قس آخر هو وزوجته كنيسة فى بيتهم، فبدأ عدد الحاضرين بالإزدياد. فقاموا بتأجير مبنى. فقاموا بجمع تبرعات لشراء مبنى دائم للكنيسة. وصلت التبرعات الى 1.5 مليون دولار. فقاموا بوضع ذلك المبلغ كمقدم لشراء المبنى. وقاموا بترميم المبنى. وبعد عامين تقريباً، دفعوا مبلغ 4 مليون دولار لكل المبنى. وإمتلكوه بالكامل.

ماذا لو لم يأخذوا هذه الخطوة الإيمانية بدفعهم 1.5 مليون دولار كمقدم شراء للمبنى؟

ترى، لقد باركهم الله لأنهم وضعوا أيديهم فى شىء. وبعد ذلك، إزداد أعضاء تلك الكنيسة ليصل الى 3500 عضو. المقطع الكتابى “لا تكونوا فى دين لأحد” لا ينطبق على شراء الإئتمان. ولكن ما يعنيه هو أن لا نكون فى عبودية للناس. وأيضاً تعنى أننا ندين بالمحبة لكل شخص، بدون مقابل. يتوجب علينا السير وحسب بالمحبة.

تقول ترجمة  Weymouth)) للكتاب المقدس لمقطع رومية 13: 8 “لا تتركوا أى دين غير مدفوع عدا الدين الثابت للمحبة المتبادلة.”

يقول الكتاب أن الله سيُبارك كل ما نضع أيدينا فيه (تثنية 28: 12). إن لم نضع أيدينا فى شيئاً لله، فلن يكون لديه شيئاً ليباركه. يريد بعض القوم أن يتباركون، ولكن سيتوجب عليهم أن يأخذوا خطوة بالإيمان بدون خوف ويفعلوا شيئاً ليتباركوا.

سيبارك الله هؤلاء القوم الذين أخذوا خطوة بالإيمان وذلك لأنهم رفضوا الخوف وتصرفوا بالإيمان. لقد عقدوا العزم على فعل شيئاً لله. خطوة الإيمان هى التى تأتى بالبركة.

مثال الكنيسة الأولى التى ذكرتها، لم تتبارك. لقد تراجعوا عن بركة الرب، لذلك لم ينجحوا. وفى غضون عامين، اُغلقت تلك الكنيسة. لم يتبقى فيها ولا شخص وذلك لأن الراعى لم يطع قيادة الله.

ترى، إن بدأت تخرج عن المسار ولو قليلاً فى البداية ولم تصحح نفسك، كلما ستخرج أكثر عن المسار الصحيح. كلما إبتعدت بتفكيرك عن ما تقوله الكلمة حقاً. وفى النهاية، ستعطى للشيطان مكاناً فى تفكيرك وبعد ذلك ستُصبح فى حالة من الفوضى ومن الممكن أن تتساءل بعد ذلك إن كنت خلصت من بداية الأمر أم لا.

كنت أعرف خادم آخر بكونه مُبشر. قام بشراء قطعة أرض بمبلغ منخفض جداً. كان لديه ثمن الأرض متوفر لديه. فدفعه مقابل الأرض. فقام بتحويلها لمكاتب، وذلك لأنها لم تكن مصممة أن تكون مكاتب.

ولكن بمرور الوقت، إتسع نشاط تلك المكاتب. فأراد شراء بعض الأراضى الأخرى ليتمكن من توسيع نشاطه التجارى.

أتى شخص إليه وعرض عليه ثلاثة أضعاف المبلغ الذى دفعه فى البداية كثمن للأرض. لقد دفع هذا الشخص فى البداية مبلغ 125،000 دولار للأرض وبناء المكاتب التى فوقها، ولكن المبلغ المعروض عليه كان 600،000 دولار للأرض و المكاتب التى فوقها.

بالفعل أخذ المبلغ ولكنه أخطأ و فكر بطريقة غير كتابية. كان من الممكن لهذا الخادم أن يأخذ المبلغ المعروض عليه و يشترى قطعة ارض أكبر ويبنى عليها ما يريده. ولكن لكى يبنى عليها، كان لابد له أن يقترض المزيد ليُكمل بناء المبنى. لقد قرر هذا الخادم ألا يشترى أى أرض جديدة. لقد قال، “يقول الكتاب: لا تكونوا فى دين لأحد. وسيتوجب علينا الإقتراض إن كنا سنبنى على الأرض الجديدة. وبالتالى، لا يمكننى فعل ذلك.” وبالفعل لم يشترى قطعة الأرض الأكبر.

وبدلاً من ذلك، أخذ مبلغ 600,000 دولار التى ربحها من الأرض السابقة، وقام بتأجير الأرضية الكاملة لمبنى مكاتب. أراد أن يزيد عائد العمل هناك لأنه وجد أرض جديدة أراد شرائها. ولكن فى نفس الوقت، إتسع عمله، و أراد تأجير الطابق الثانى أيضاً.

لقد دفع كل المبلغ الذى كان لديه فى إيجار الطابقين وحسب. ولم يأتى بأى ثمار من عمله فى النهاية. فى الحقيقة، وفى غضون عدة سنوات، قام بدفع مبلغ 800,000 دولار للإيجار وحسب!

كان من الممكن أن يأخذ تلك ال 600,000 دولار التى أخذها مقابل الأرض ويدفعها فى قطعة أرض أكبر، و يقترض ما يحتاجه ليستطيع البناء. وفى الحقيقة، ما كان يحتاجه ليبنى المبنى لن يزيد عن المبلغ الذى دفعه كإيجار للطابقين الذين قام بتأجيرهم. وعلى الأقل، سيملك أرض و مبنى فى النهاية.

ولكنه أخذ المقطع الكتابى، “لا تكونوا فى دين لأحد إلا بالمحبة.” خارج النص الذى كُتب فيه. و قرر، “لا يمكننا بناء مبنى مكاتب لأننا لا يمكن أن نكون فى دين لأحد.”

عندما يقول الكتاب، “لا تكونوا فى دين لأحد إلا بالمحبة.” فهو يعنى أن المحبة هى دين علينا للجميع ولا ننتظر أن يتم رده إلينا.

المحبة هى ديننا طويل الأجل نحو كل شخص. وسنظل ندفع هذا الدين طالما حيينا. سيتوجب علينا الإستمرار بالسير بالمحبة لأن هذه هى طبيعتنا و تلك هى الطريقة للنصرة فى الحياة.

لذا، لنبدأ الآن! دعنا نتعلم كيف نسير بقانون العهد الجديد الذى هو محبة الله. هذا هو القانون الملكي للحياة لأبناء الله.

دعنا نسير بهذا القانون لنحيا و نستغل مزاياه!

إعتراف:

محبة الله، نوع محبة الله، قد سُكب فى قلبى بالروح القدس. لذلك، أنا أحب فقط. تماماً كما أن أبى السماوى هو إله مُحب. أنا لست كارهاً لأى شخص.

لذلك، سوف أدع هذه المحبة — طبيعة المحبة لله — تهيمن على كل كياني.

سوف أسير بالقانون الملكي الإلهى. سوف أتكلم بنوع محبة الله. سوف أتصرف حسب نوع محبة الله، وذلك لأننى مخلوق جديد فى المسيح يسوع.

فى العهد الجديد، أنا أسير فى قوانين ووصايا الله لأننى أسير بقانون العهد الجديد، والذى هو السير بقانون المحبة الملكي.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$