القائمة إغلاق

تغير في نظام العبادة Change in the Worship System

كما قلت سابقاً, إن الله يريدنا أن نتقدم باستمرار. وخطته لنا متطورة وفى تزايد مستمر. وعندما ندرس كلمة الله نكتشف أن خطة الله تتضح للإنسان بصورة تدريجية, بدءاً من العهد القديم ثم تزداد وضوحاً كلما اقتربنا من العهد الجديد حتى تصل إلى وضوحها الكامل بنهاية العهد الجديد. هذه الحقيقة يتفق عليها معظم معلمو الكتاب المقدس.

على سبيل المثال، نرى نماذج وأمثلة للفداء الموعود به خلال العهد القديم. مع ذلك, فهو لا تتضح بصورة كافية حتى مجيء يسوع الناصري. فبمجيئه كشف خطة الله وأكمل جميع أمثلة وظلال العهد القديم. إلا إننا لا يمكننا أن ندرك أبعاد موته وقيامته بالكامل حتى نصل إلى الرسائل.

لقد ذكرت هذه المقدمة تمهيداً لما قاله لي الرب يسوع في زيارته لي عام 1987. فقد اظهر لي شيئاً يتعلق بتطور وتقدم نظام العبادة من العهد القديم إلى الجديد. ثم لفت انتباهي إلى إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع.

يوحنا 4: 23، 24

23 َلَكِنْ سَيَأْتِي وَقْتٌ، بَلْ أَتَى الآنَ، حِيْنَ يَعْبُدُ العَابِدُوْنَ الحَقِيْقِيُّوْنَ الآبَ عِبَادَةً رُوْحِيَّةً وَحَقِيْقِيَّةً. فَهَكَذَا يُرِيْدُ الآبُ أَنْ يَكُوْنَ عَابِدُوْهُ.

24 اللهُ رُوْحٌ، وَالَّذِيْنَ يَعْبُدُوْنَهُ يَنبَغِي أَنْ يَعْبُدُوْهُ بِالرُّوْحِ وَالحَقِّ.

كان هناك بعض الاختلافات بين اليهود والسامريين فيما يتعلق بعبادة الله. فكلاهما كان يعبدان الله لكن في أماكن مختلفة. ففي حديث السامرية مع الرب يسوع سألته عن موضوع يختلف فيه السامريون عن اليهود في عبادتهم: ” قَالَتِ المَرأَةُ: يَا سَيِّدُ، لاَ بُدَّ أَنَّكَ نَبِيٌّ. لَقَدْ عَبَدَ آبَاؤُنَا السَّامِرِيُّوْنَ اللهَ عَلَى هَذَا الجَبَـلِ.. أَمَّا أَنتُمُ اليَهُوْدَ فَتَقُوْلُوْنَ إنَّهُ يَنْبَغِي لِلنَّاسِ أَنْ يَعبُدُوا اللهَ فِي مَدينَةِ القُدْسِ” (ع 19، 20).

كانت المرأة تشير إلى جبل جيرازيم الذي كان متميزاً بعبادة الله في جميع الأسفار الخمسة للعهد القديم. كانت تلك المرأة السامرية تؤمن بأن جبل جيرازيم هو المكان الصحيح للعبادة.

أما اليهود فكانوا قد اختاروا أورشليم لتكون مكان العبادة لله. وقد جاء هذا الاختيار بعد إقامة الهيكل هناك وحلول مجد الله “شاكينا” (بالعبري) فيه. لذلك، فإنه إثناء خدمة يسوع الأرضية كان اليهود يعبدون الله في أورشليم.

ولأن المرأة أدركت أن يسوع شخص غير عادى أرادت أن تعرف منه المكان الصحيح للعبادة. فأجابها يسوع أنه لا السامريون أو اليهود يعبدون بطريقة صحيحة, لأن نظام العبادة كان على وشك التغير.

يوحنا 4: 21، 24

21 فَقَالَ لَهَا يَسُوْعُ: يَا امرَأَةُ، صَدِّقِيْنِي أَنَّهُ سَيَأْتِي الوَقْتُ حِيْنَ سَتَعْبُدُوْنَ الآبَ لاَ عَلَى هَذَا الجَبَلِ وَلاَ فِي مَدينَةِ القُدْسِ.

24 اللهُ رُوْحٌ، وَالَّذِيْنَ يَعْبُدُوْنَهُ يَنبَغِي أَنْ يَعْبُدُوْهُ بِالرُّوْحِ وَالحَقِّ.

قال لي يسوع إثناء تلك الزيارة، “في الحقيقة، لقد سألتني تلك المرأة بعبارات مختلفة ‘أي من الاثنين صحيح؟ السامريون أم اليهود؟’ وبكلمات عديدة أجبتها, “ليس أي منهما، لأنه قد جاء الوقت وهو الآن حين يسجد العابدون الحقيقيون للرب بالروح والحق”.

لم يكن الوقت قد حان لعبادة الله بالروح قبل مجيء يسوع. فمؤمني العهد القديم لم يقدروا أن يعبدوا الرب بالروح لأنهم لم يعرفوا الروح القدس كما نعرفه نحن اليوم. فقد كان الملك والنبي والكاهن هم وحدهم الذي كان الروح القدس وحضور الله يحل عليهم. فقد كانوا ممسوحين ليقفوا في تلك الوظائف. أما الشعب الباقي -الذين نطلق عليهم علمانيون- فلم يكن يحل عليهم روح الله أو حتى يسكن فيهم. فجميع الذين آمنوا بالله في العهد القديم لم يسكن بداخلهم الروح القدس. لذلك كان عليهم أن يأتوا إلى الهيكل حيث حضور الله “شاكينا” ليظهروا أنفسهم للرب. فقد كان الهيكل في أورشليم هو موضع حضور الله. أما في العهد الجديد، فقد صرنا نحن – كأفراد – بيت لله وكلنا مجتمعين ككنيسة نمثل هيكل الله. فروح الله يسكن في داخلنا كأفراد ووسطنا كجماعة وجسد المسيح.

لذلك ابتدأ يسوع يوجه نظر السامرية إلى عهد جديد يتضمن نظام جديد للعبادة. إنه وقت حيث يعبد القديسون الله بالروح والحق, لأن روح الله سوف يسكن في داخلهم. فكان يسوع يشير إلى نظام جديد للعبادة. لذلك كانت إجابته للمرأة السامرية توضح ما كان يريده الله لتلك الساعة وإنه لم يعد يوافق على أي من طريقتي عبادة اليهود أو السامريون.

نتكلم روحياً، قد حان الوقت ليحدث تغير في الطريقة التي يعبد بها شعب الله. فقد جاء الوقت الذي يسكن فيه الروح القدس بداخل الإنسان حتى يمكنه أن يعبد الله بالروح. قال يسوع للمرأة السامرية، “اللهُ رُوْحٌ، وَالَّذِيْنَ يَعْبُدُوْنَهُ يَنبَغِي أَنْ يَعْبُدُوْهُ بِالرُّوْحِ وَالحَقِّ” (يوحنا4: 23). إن الله يطلب عابدون حقيقيون في هذا التدبير.

لا يمكننا أن نعود للعهد القديم ونعبد الله بالطريقة التي كان الشعب القديم يعبد بها الله ونكون “عابدون حقيقيون”. لا يمكننا أن نعود إلى العهد القديم ونقيم اجتماعاتنا بذات الطريقة التي كانوا يفعلونها سابقاً ونكون عابدون حقيقيون.

لهذا السبب نجد الشعب في العهد القديم يعبدون الرب بكل قدراتهم وإمكانياتهم الجسدية. أما نحن في العهد الجديد فنعبد الله بالروح والحق. ففي العهد القديم, كان الشعب يعبدون أمام الرب بكل قوتهم وكانوا يفعلون ذلك على حساب الجسد – لأن روح الله لم يكن ساكناً فيهم. لذلك لم يقدروا أن يعبدوا الرب “في الروح”. بل كانوا يعبدون “أمام” الرب وفي الجسد. لم يقدروا أن يعبدوا الله بقوة الروح القدس, بل قدرتهم.

أما نحن، فتحت ظل العهد الجديد ينبغي أن يكون كل ما نفعله في عبادتنا لله “في الروح”. دعونا ألا نعود للعهد السابق لنعبد بالطريقة التي كانوا يعبدون بها. فالشعب تحت العهد القديم كان ميتاً روحياً, لأنه لم يختبر الميلاد الجديد. فالخلاص الذي كان ينتظرونه لم يكتمل إلا بموت يسوع ودفنه وقيامته. أما نحن الذين اختبرنا الميلاد الجديد فينبغي أن نعبد الله كمَن يليق بأولئك قد أصبحوا أحياءً لله.

كان يسوع يقول للمرأة عند البئر، “لا تعبدون الله بالطريقـة التـي يعبـد بهـا أبائـكم علـى هـذا

الجبل. ولا تعبدونه بالطريقة التي يعبد بها اليهود في أورشليم. فقد حان الوقت الآن للعابدين الحقيقيين الذين يعبدون الله بالروح والحق”. لقد تغير نظام العبادة من العهد القديم إلى العهد الجديد. ولكي نكون عابدين حقيقيين ينبغي أن نعبد وفقاً لنظام العهد الجديد: أن نعبد في الروح.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$