القائمة إغلاق

دراسة: موهبة الألسنة المتنوعة Diverse Tongues Gift

الفقرة الرئيسية : موهبة الألسنة المتنوعة هي نطق فائق للطبيعي بلغة لم يتعلمها المتكلم من قبل أبداً ولا يفهمها, ولا علاقة بالقدرات اللغوية للفرد أو ثقافته. إنما هي نطق غير معتاد من الروح القدس.

 

1كورنثوس12: 1-12

1 وَأَمَّا بِخُصُوصِ الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَلاَ أُرِيدُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَمْرُهَا. 

7 وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ.

10 .. وَلآخَرُ التَّكَلُّمَ بِلُغَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ..

تقول ترجمة أخرى للعدد العاشر, “..وَلآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ “. لذلك يمكننا أن ندعو هذه الموهبة : أنواع مختلفة من الألسنة.

تُعَّد هذه الموهبة على قدر كبير من الأهمية لأن الألسنة هي الباب نحو الأمور الخارقة للطبيعي. ربما لا يعني هذا أن موهبة الألسنة هي أهم موهبة لمواهب النطق. لأننا كما قلنا سابقاً، إن أهم موهبة لمواهب النطق هي النبوة.

الألسنة: أكثر الموهبة استخداماً

من مواهب النطق الثلاثة، تُعَّد موهبة الألسنة من أكثر المواهب بروزاً واستخداماً. فكثيراً ما نواجه هذا السؤال من أعضاء الطوائف الأخرى الذين لا يؤمنون بالألسنة، لماذا تؤكدون كثيراً على الألسنة وتضخمون منها ؟

هناك بعض الأسباب التي تجعلنا نهتم بموضوع الألسنة كثيراً:

1- إن التكلم بألسنة هو العلامة الأولية للامتلاء بالروح القدس.

2- إن النطق بألسنة في الاجتماعات العامة يُعَّد أكثر مواهب الروح إستعلاناً وسط الجماعة.

3- دائماً ما نواجه تساؤلات كثيرة بشأن الألسنة والتي تقود دائماً إلى نقاش ودراسة.

4- إن موهبتي الألسنة وترجمة الألسنة هما موهبتين تخصان بتدبير الكنيسة عن أي تدبير سابق. لهذا السبب نجد إنهما أكثر موهبتين إستعلاناً في الكنيسة. على سبيل المثال, نلاحظ إستعلان جميع مواهب الروح الأخرى في العهد القديم من كلام علم وحكمة وتميز أرواح وأعمال معجزية وإيمان خاص ومواهب شفاء ونبوة, عدا هاتين الموهبتين.

حتى في خدمة يسوع أيضاً، يمكننا أن نرى عمل جميع مواهب الروح عدا الألسنة وترجمتها. فلم يكن هناك إستعلان لهاتين الموهبتين أثناء خدمته.

5- السبب في إننا نؤكد كثيراً على هذه المواهب هو لأن بولس أعطاها مكانة بارزة في كتاباته. والسبب الذي جعله يفعل ذلك وقتها لا يزال هو ذات السبب اليوم. فالألسنة لم تفقد أهميتها أو وظيفتها في الوقت الحالي مثلما كانت في أيام الكنيسة المبتدئة.  

موهبة الألسنة موهبة فائقة للطبيعة

إن موهبة الألسنة المختلفة هي نطق فائق للطبيعي بلغة لم يتعلمها المتكلم من قبل أبداً ولا يفهمها. (في بعض الأحيان النادرة يكون الشخص الذي يعطي نطقاً بالألسنة يتكلم بلغة أحد الحاضرين فيستطيع أن يفهمه دون الحاجة إلي مترجم, هذا عندما يشاء الروح القدس ذلك).

إن التكلم بألسنة لا علاقة بالقدرات اللغوية للفرد أو ثقافته ولا يعتمد على فكر أو ذهن الإنسان. إنما نطق غير معتاد من الروح القدس.

لكن ربما تتساءل: ما هي أهمية التكلم بألسنة؟

قال يسوع في مرقس 16: 17 “وَأُولئِكَ الَّذِينَ آمَنُوا، تُلاَزِمُهُمْ هَذِهِ الآيَاتُ: .. يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَةٍ عَلَيْهِمْ”. كتب أحد الخدام تفسيراً لهذا الشاهد قائلاً، “إنه يشير إلى أولئك الخطاة الذين اعتادوا على الشتيمة والسب والقذف بألسنتهم، فإنهم عندما يقبلون الخلاص يتوقفون عن جميع هذه الأمور ويتحول لسانهم ليتكلم بأمور الجيدة وحسب. وهذا هو المقصود بلسان جديد“.

لكن هذا التفسير واهن للغاية وينكشف عدم صحته, لأننا عندما نكمل قراءة باقي الشاهد سنكتشف أن جميع الآيات التالية التي قال يسوع إنها ستتبع المؤمنين هي أمور فائقة للطبيعي.

مرقس 16: 15-18

15 وَقَالَ لَهُمْ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ، وَبَشِّرُوا الْخَلِيقَةَ كُلَّهَا بِالإِنْجِيلِ:

16 مَنْ آمَنَ وَتَعَمَّدَ، خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَانُ

17 وَأُولئِكَ الَّذِينَ آمَنُوا، تُلاَزِمُهُمْ هَذِهِ الآيَاتُ: بِاسْمِي يَطْرُدُونَ الشَّيَاطِينَ وَيَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَةٍ عَلَيْهِمْ

18 وَيَقْبِضُونَ عَلَى الْحَيَّاتِ، وَإِنْ شَرِبُوا شَرَاباً قَاتِلاً لاَ يَتَأَذَّوْنَ الْبَتَّةَ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَتَعَافَوْنَ».

أي إنسان عاقل سيدرك إنه إن كانت هذه الآيات الأربعة من إخراج الشياطين، عدم قدرة الثعابين على أذيتنا، عدم قدرة السم على أماتتنا، شفاء المرضى فائقين للطبيعي فلابد أن تكون العلامة الخامسة فائقة للطبيعي أيضاً. لذلك فإنه من أحد الأسباب التي تجعلنا نتكلم بألسنة هو لأن الرب يسوع بنفسه قال إنها ستتبع كل من يؤمن. فالألسنة هي العلامة الكتابية الأولية التي تبرهن على اختبار الامتلاء بالروح القدس.

موهبة الألسنة.. موهبة خاصة لهذا التدبير

كتب أحد الكتَّاب تعليقاً عن موضوع التكلم بألسنة قائلاً، إن يوحنا المعمدان كان ممتلئاً بالروح لكنه لم يكن يتكلم بألسنة. ويسوع نفسه عندما امتلأ بالروح القدس لم يتكلم بألسنة. هذا خلاف أنبياء العهد القديم الذين كان لديهم الروح القدس لكنهم لم كونوا يتكلمون بألسنة. فما احتياجنا إلى التكلم بألسنة؟

لا يجب أن ننسى أن يوحنا المعمدان كان يخدم كنبي تحت ظل العهد القديم. لقد قال يسوع بنفسه عن يوحنا المعمدان, إِنَّهُ لَمْ يَظْهَرْ بَيْنَ مَنْ وَلَدَتْهُمْ النِّسَاءُ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ. وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ” (متى11: 11).

فجميع الأنبياء تحت العهد القديم لم يختبر أحد منهم قط الميلاد الثاني, لذلك لم تُخلق أرواحهم من جديد ولم يتذوقوا أبداً الخليقة الجديدة في المسيح (2كورنثوس5: 17). هذا لأن يسوع لم يكن قد مات بعد ودُفن وقام ليصنع فداء البشرية.

حتى يسوع المسيح بنفسه, فمع أنه كان ابن الله إلا إنه خدم كنبي تحت العهد القديم. فقد جاء تحت الناموس العهد القديم حتى يفتدى أولئك الذين تحت الناموس.

لذلك لم يختبر أي من أنبياء العهد القديم الامتلاء بالروح القدس بالطريقة التي يختبرها المؤمنون الممتلئون بالروح في العهد الجديد.

ففي العهد القديم, كان الروح القدس يأتي ليحَّل بصورة مؤقتة على أولئك الذين يشغلون خدمة النبي والكاهن والملك حتى يصبح بإمكانهم أن يتمموا تلك الوظيفة أو الخدمة. لكنه لم يكن يسكن في أي منهم بذات الطريقة التي يملأ بها كل مؤمن ممتلئ بالروح في العهد الجديد.

لم نعد نعيش بعد تحت ظل العهد القديم. فما حدث أثناء هذا التدبير قد كُتب لأجلنا كمثال لنا. لكنه لا يعنى إننا ينبغي أن نحيا بذات الطريقة التي عاش بها هؤلاء, بل علينا أن نعيش وفقاً للتدبير الحالي حيث صارت مواهب وإظهارات روح الله متاحة لنا الآن. لذلك فإن موهبتي الألسنة وترجمة الألسنة هما موهبتين فريدتين وخاصتين لهذا التدبير تدبير الكنيسة.

فعلينا أن نبدأ من سفر أعمال الرسل ولا نعود إلى العهد القديم لأننا لا نعيش بعد تحت ظله. لدينا عهد أفضل مبني على وعود أفضل (عبرانيين8: 6)، وخصوصاً فيما يتعلق بأمور الروح.

الألسنة.. برهان الامتلاء بالروح القدس

هناك استخدام فردي لعطية التكلم بالألسنة في حياة كل مؤمن ممتلئ بالروح القدس والتي تستمر معه طوال حياته, وهذه تختلف عن موهبة الألسنة المذكورة في 1كورنثوس12: 8 حيث تختص هذه الموهبة بالجماعة.

لقد تعلَّمت في الطائفة التي نشأت بها إنه عندما يُولد أحد من جديد فإنه يصبح لديه الروح القدس وهذا هو كل ما يمكن أن يناله من الروح القدس للأبد. لكنني ابتدأ ابحث بنفسي عن هذا الموضوع لأجد صحته في الكتاب المقدس.

عندما بدأت الخدمة كراعٍ معمداني قررت أن كل أبحث عن الأساس الكتابي لكل ما أؤمن به وأستقى كل تعليمي من الرسائل واتبع نماذج العهد الجديد. لذلك ابتدأت بسفر أعمال الرسل لأشبع جوعي.

عندما فحصت الشواهد الكتابية بدقة وجدت في سفر الأعمال خمسة حوادث منفصلة تبين امتلاء مؤمنون بالروح القدس. وهذه النماذج الكتابية الخمسة كافية لتوضح لنا النموذج الكتابي لتعاملات الروح القدس مع الكنيسة المبتدئة. فبعدما يقبل الناس الخلاص كانوا يمتلئون بالروح القدس مع برهان التكلم بألسنة. وهذا ينبغي أن يكون النموذج الكتابي الذي نسلك وفقاً له. فخطة الله لكل مَن نال الميلاد الجديد هو أن يختبر الأمتلاء بالروح القدس مع برهان التكلم بألسنة ليُؤيد بقوة من الأعالي (لوقا24: 49). والآن دعونا نفحص هذه الشواهد الخمسة.

أعمال 2: 1-4

1 وَلَمَّا جَاءَ الْيَوْمُ الْخَمْسُونَ، كَانَ الإِخْوَةُ مُجْتَمِعِينَ مَعاً فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ،

2 وَفَجْأَةً حَدَثَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ كَأَنَّهُ دَوِيُّ رِيحٍ عَاصِفَةٍ، فَمَلَأَ الْبَيْتَ الَّذِي كَانُوا جَالِسِينَ فِيهِ.

3 ثُمَّ ظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ، وَقَدْ تَوَزَّعَتْ وَحَلَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ،

4 فَامْتَلَأُوا جَمِيعاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، مِثْلَمَا مَنَحَهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.

في يوم الخمسين امتلأ مائة وعشرون رجلاً وسيدة بما فيهم مريم أم يسوع بالروح القدس وتكلموا بألسنة وفقاً لما منحهم الروح أن ينطقوا.

أعمال 8: 14- 19

14 وَسَمِعَ الرُّسُلُ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ أَهْلَ السَّامِرَةِ قَبِلُوا كَلِمَةَ اللهِ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا

15 فَصَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَنَالُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ

16 لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ، إِلاَّ أَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ تَعَمَّدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ

17 ثُمَّ وَضَعَا أَيْدِيَهُمَا عَلَيْهِمْ، فَنَالُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ.

18 وَلَمَّا رَأَى سِيمُونُ أَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ قَدْ حَلَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا وَضَعَ الرَّسُولاَنِ أَيْدِيَهُمَا عَلَيْهِمْ، عَرَضَ عَلَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا بَعْضَ الْمَالِ، وَقَالَ لَهُمَا

19 «أَعْطِيَانِي أَنَا أَيْضاً هذِهِ السُّلْطَةَ لِكَيْ يَنَالَ الرُّوحَ الْقُدُسَ مَنْ أَضَعُ عَلَيْهِ يَدِي»

لقد قبل السامريون الخلاص من خلال خدمة فيلبس وامتلئوا بالروح القدس من خلال بطرس ويوحنا, لكن لم يذكر الكتاب أنهم تكلموا بألسنة. لكن سيمون الساحر رأى برهاناً مادياً على قبول أهل السامرة للامتلاء بالروح القدس والذي كان بكل تأكيد هو التكلم بألسنة.

 أعمال9: 3-8

 3 وَفِيمَا هُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى دِمَشْقَ، وَقَدِ اقْتَرَبَ مِنْهَا، لَمَعَ حَوْلَهُ فَجْأَةً نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ،

4 فَوَقَعَ إِلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتاً يَقُولُ لَهُ: «شَاوُلُ! شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟»

5 فَسَأَلَ: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فَجَاءَهُ الْجَوَابُ: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ، صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ الْمَنَاخِسَ».

6 فَقَالَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ؛ «يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟» فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُمْ، وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَهُ».

7 وَأَمَّا مُرَافِقُو شَاوُلَ فَوَقَفُوا مَذْهُولِينَ لاَ يَنْطِقُونَ، فَقَدْ سَمِعُوا الصَّوْتَ وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَرَوْا أَحَداً.

8 وَعِنْدَمَا نَهَضَ شَاوُلُ عَنِ الأَرْضِ، فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَوَجَدَ أَنَّهُ لاَ يُبْصِرُ، فَاقْتَادُوهُ بِيَدِهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى دِمَشْقَ،

عندما وضع حنانيا يديه على شاول استقبل الروح القدس, لكن الكتاب لم يذكر وقتها أن بولس تكلم بألسنة. لكننا نعلم أن ذلك حدث لأن بولس بنفسه يقول في رسالة كورنثوس الأولى 14: 18, “أَشْكُرُ اللهَ لأَنِّي أَتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ مَجْهُولَةٍ أَكْثَرَ مِنْكُمْ جَمِيعاً”. 

أعمال 10: 44-46

44 وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا الْكَلاَمِ، حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ

45 فَدُهِشَ الْمُؤْمِنُونَ الْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا بِرِفْقَةِ بُطْرُسَ، لأَنَّ هِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ فَاضَتْ أَيْضاً عَلَى غَيْرِ الْيَهُودِ

46 إِذْ سَمِعُوهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ، وَيُسَبِّحُونَ اللهَ .

قد وقعت هذه الحادثة بعد عدة سنوات من يوم الخمسين. فبينما كان بطرس يكرز لكرنيليوس وأهل بيته بالإنجيل خلصوا جميعاً وامتلئوا بالروح القدس وابتدءا يتكلمون بالألسنة.

أعمال 19: 1-6

1 فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ

2 سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ».

3 فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا».

4 فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ».

5 فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.

6 وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.

وقعت هذه الحادثة بعد سنوات كثيرة من يوم الخمسين. كان هؤلاء التلاميذ قد خلصوا واعتمدوا بمعمودية يوحنا. لكن عندما وضع بولس يديه عليهم امتلئوا بالروح القدس وتكلموا بألسنة.

من خلال هذه الأحداث المذكورة في سفر الأعمال وعلى مدار سنوات كثيرة نرى ثلاثة نماذج حيث امتلأ مؤمنون بالروح القدس وتكلموا بألسنة. ونموذجين حيث امتلأ مؤمنون بالروح القدس لكنه أُشير ضمنياً إلى حقيقة تكلمهم بألسنة. لذلك علينا أن نتوقع حدوث ذات الشيء في كل مرة يقبل مؤمن الامتلاء بالروح القدس.

الغرض من التكلم بألسنة

هناك أغراض مختلفة للتكلم بألسنة سواء على مستوى الفرد أو مستوى الجماعة.

سنتكلم باختصار عن فوائد التكلم بألسنة في حياة صلاة المؤمن الشخصية والتي هي اختبار يظل معه دائماً:

1 كورنثوس 14: 18

18 أَشْكُرُ اللهَ لأَنِّي أَتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ مَجْهُولَةٍ أَكْثَرَ مِنْكُمْ جَمِيعاً

أريد أن أقول أيضاً مع بولس, “أشكر إلهي لأني أتكلم بألسنة”. إن كان بولس يتكلم بألسنة أكثر من جميع أهل كورنثوس, فلابد أنه كان يستيقظ في الصباح وهو يتكلم بألسنة ويذهب إلى الفراش ليلاً يتكلم بألسنة ويقضي الوقت بين وجبات الطعام يتكلم بألسنة.. بكل يقين, قد صنع بولس قدراً كبيراً من التكلم بالألسنة.   والآن سأعطي عشرة أسباب لضرورة أن يتكلم كل مؤمن بالألسنة:

أولاً: الألسنة هي العلامة الأولية للامتلاء بالروح القدس

أعمال 4:2

4 فَامْتَلَأُوا جَمِيعاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، مِثْلَمَا مَنَحَهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.     

تعلمنا كلمة الله أنه عندما نمتلئ بالروح القدس نتكلم بألسنة مختلفة كما يعطينا الروح أن ننطق. فالألسنة هي العلامة الأولية أو البرهان للامتلاء بالروح القدس. لذلك فأن السبب الأول لضرورة أن يتكلم المؤمن بألسنة هو لأنها علامة خارقة للطبيعة على حلول الروح القدس فيه.

قال هاورد كارتر- المشرف العام لكنائس جماعة الله في بريطانيا, “لا ينبغي أن ننسى أن التكلم بألسنة ليس علامة أولية للامتلاء بالروح القدس وحسب, لكنه اختبار يدوم لبقية حياة الفرد”. لأي غرض؟ ليساعد المؤمن في تقديم عبادة للرب. فالتكلم بألسنة نهر متدفق لا ينضب أبداً, بل فهو يثري حياة المؤمن الروحية. هذا يتفق مع ما قاله بولس في أن التكلم بألسنة يثقف ويبني المؤمن.

نقرأ في سفر الأعمال الإصحاح العاشر أن اليهود المؤمنين الذين رافقوا بطرس إلى بيت كرنليوس تعجبوا عندما رأوا أن موهبة الروح القدس قد انسكبت على الأمم أيضاً- تماماً كما حدث مع اليهود.

لكن كيف عرف اليهود أن أهل بيت كرنليوس قد قبلوا موهبة الروح القدس؟ “.. إِذْ سَمِعُوهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ، وَيُسَبِّحُونَ اللهَ”. (أعمال 46:10). فالتكلم بألسنه كان العلامة خارقة للطبيعي التي أقنعت اليهود أن الأمم قبلوا ذات العطية التي نالوها بالفعل.  

ثانياً:  الألسنة لأجل البنيان والتثقيف الروحي

1كورنثوس 4:14

4 فَالَّذِي يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ يَبْنِي (يثقف) نَفْسَهُ.

عندما كتب الرسول بولس لأهل كونثوس, كان يحثهم على التكلم بألسنة أثناء صلاتهم وعبادتهم للرب بهدف التثقيف والبناء الروحي. إن الأصل اليوناني لكلمة يثقف هو “يشحن charge” وهى الكلمة التي تُستخدم لشحن البطارية. لذلك يمكننا أن نقول: “مَن يتكلم بلسان يثقف ويبنى ويشحن نفسه”.

“ذَلِكَ لأَنَّ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ يُخَاطِبُ لاَ النَّاسَ بَلِ اللهَ. إِذْ لاَ أَحَدَ يَفْهَمُهُ، وَلكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَلْغَازٍ”. (1 كورنثوس 14: 2). تقول ترجمة أخرى, “..لكنه في الروح يتكلم بأسرار إلهية”. كان بولس يقول لأهل كورنثوس أن الله قد أعطى الكنيسة وسائل خارقة للطبيعي للتواصل معه. مجداً للرب.

يقول بولس في عدد 14, “فَإِنِّي إِنْ صَلَّيْتُ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ، فَرُوحِي تُصَلِّي، وَلَكِنَّ عَقْلِي عَدِيمُ الثَّمَر”ِ. تقول الترجمة الموسعة  Amplified , “.. فروحي [بمساعدة  الروح القدس] تصلى”.

 قال يسوع, “الله روح”, هكذا يتضح أنه عندما نصلى بألسنة فأرواحنا تكون في تواصل مباشر مع الله الروح. فنحن نتكلم معه بلغة إلهية خارقة للطبيعي.

في ضوء هذه الشواهد, يدهشك أن تجد كثيرين يتساءلون, “ما فائدة التكلم بألسنة؟”. أعزائي, توجد فائدة عظيمة من التكلم بألسنة. وإن لم يرى الشخص أهمية هذا الأمر, فلابد أن هناك شيء ما ليس على صواب. لقد رأيت ما تقوله كلمة الله عن هذا الأمر  قبل أن أقبل الامتلاء بالروح القدس وأنا لا أزال خادم معمداني.

 إن كان الله يقول أن التكلم بألسنة ضروري, إذاً فهو كذلك. إن كان الله يقول أن وسيلة خارقة للطبيعي للتواصل معه, فهو كذلك. إن كان الله يقول أن التكلم بألسنة يثقف ويبني المؤمن, فهو كذلك. وإن كان الله يقول أن كل مؤمن ينبغي أن يتكلم بألسنة, فلابد لكل مؤمن أن يتكلم بألسنة.

 لم يقل يسوع أن البعض سوف يتكلمون بألسنة, لكنه قال, “..وَأُولئِكَ الَّذِينَ آمَنُوا، تُلاَزِمُهُمْ هَذِهِ الآيَاتُ..”. إن كلمة “أولئك” تأتي بصيغة الجمع, لذلك فهي تعني الكل وليس بعضاً وحسب. ومن أحدى هذه الآيات : “بِاسْمِي ..َيَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَةٍ عَلَيْهِمْ”. (مرقس 16: 17)

ثالثاً: التكلم بألسنة يذكرنا بحلول الروح القدس فينا

يوحنا 14: 16, 17

16 وَسَوْفَ أَطْلُبُ مِنَ الآبِ أَنْ يُعْطِيَكُمْ مُعِيناً آخَرَ يَبْقَى مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ

17 وَهُوَ رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يَتَقَبَّلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ فِي وَسَطِكُمْ، وَسَيَكُونُ فِي دَاخِلِكُمْ.

الصلاة والعبادة المستمرة بالألسنة لله يساعدنا أن نكون مدركين دائماً لحضور الروح القدس في داخلك. وعندما نصبح مدركين تماماً لحضور الله في داخلنا كل يوم, فسوف يؤثر ذلك على حياتنا بصورة كبيرة.

كان أحد المبشرين يزور بيت أحد الخدام عندما فقدت أبنه هذا الخادم البالغة من العمر أثني عشر عاماً صوابها وتكلمت بأسلوب غير لائق مع والدتها. عندما نظرت الفتاة لهذا المبشر الزائر وأدركت أنه شهد ثورة غضبها, تضايقت بشدة وأخذت في البكاء.

فسألها المبشر إن كانت ممتلئة بالروح القدس. وعندما أجابته أنها ممتلئة, بدأ يذكرها أن الروح القدس يسكن فيها.  ثم صلى معها المبشر وطلبت الفتاة الغفران من الرب, وأبتدئا يعبدا الرب بألسنة.

عندما انتهيا من الصلاة قال لها المبشر, “سأخبرك بسَّر سيساعدك في أن تتحكمي في صوابك: إن بدأتي تصلى وتعبدي الرب بالأسنة كل يوم, فهذا سوف يساعدك هذا أن تكوني مدركة لحضور الروح القدس فيك. وعندما تتذكري أنه فيك فلن هكذا مرة أخرى”.

مضت سنوات عندما رجع هذا المبشر مرة أخرى ليكرز في تلك الكنيسة. فجاءته هذه الفتاة قائلة: “لم أنسى أبدأ ما قلته لي. كل يوم كنت أصلى وأعبد الله بالأسنة طوال الفترة الماضية ولم أفقد صوابي مرة أخرى أبداً”.

للأسف, يوجد مؤمنون كثيرون ممتلئون بالروح القدس لكنهم لا يزالوا يفقدون صوابهم ويتكلمون ويفعلون أموراً لا تليق. هذا لأنهم لم يتعلمون كيف يسلكون بالروح كما ينبغي.

عندما نحيا غير مدركين لحلول الروح القدس فينا, يصبح من السهل أن نستثار ونفقد صوابنا سريعاً. لكن عندما نقضى وقت كل يوم نعبد ونتواصل مع الله بألسنة ونصلي, سنصبح مدركين لحضوره فينا ولن نقول أو نفعل أموراً سوف نندم عليها لاحقاً.                                                         

رابعاً: الصلاة بألسنة هي صلاة وفقاً لمشيئة الله الكاملة

رومية 8: 24

24وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضاً يُمِدُّنَا بِالْعَوْنِ لِنَقْهَرَ ضَعْفَنَا. فَإِنَّنَا لاَ نَعْلَمُ مَا يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ لأَجْلِهِ كَمَا يَلِيقُ، وَلَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يُؤَدِّي الشَّفَاعَةَ عَنَّا بِأَنَّاتٍ تَفُوقُ التَّعْبِيرَ.

إن الصلاة بألسنة تحفظنا من الأنانية ومن التركيز على أنفسنا في الصلاة. فعندما نصلى من أذهاننا ومن أفكارنا ربما تصبح صلواتنا أنانية وغير كتابية. فكثيراً جداً ما تشبه صلواتنا العقلية صلاة هذا المزارع البسيط الذي كان يصلي دائماً: “يا رب باركني وبارك زوجتي وبارك أبني جون وزوجته.. نحن الأربعة ولا أحد آخر”.   

ففي الشاهد  السابق, لم يقل بولس أننا لا نعرف كيف نصلى, لأننا نعلم الطريقة. فنحن نصلى للأب في اسم الرب يسوع. فهذه طريقة صحيحة في الصلاة. لكن ليس لأنني أعرف كيف أصلي, فهذا يعني أنني أعرف أن أصلي كما ينبغي. فبولس يقول, ”                   “.

يقول نيلسون- مؤسس هيئة الكتاب المقدس الشرقية وهو معلَّم يوناني- أن الأصل اليوناني لهذا الشاهد ينبغي أن يُقرأ هكذا: “لكن الروح القدس يؤدي الشفاعة عنا بأنات لا يمكن وضعها في لغة منطوق”. (اللغة المنطوقة هي اللغة المعتادة في التكلم). فهو يوضح أن الأصل اليوناني لا يحمل معنى مجرد “أنات” نخرجها في الصلاة وحسب, لكنه يعني أيضاً التكلم بألسنة.

هذا يتفق مع ما قاله بولس في رسالة كورنثوس الأولى 14: 14, “فَإِنِّي إِنْ صَلَّيْتُ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ، فَرُوحِي تُصَلِّي، وَلَكِنَّ عَقْلِي عَدِيمُ الثَّمَر”ِ (تقول الترجمة الموسعة ِAmplified فأن روحي [بمساعدة الروح القدس] تصلي..). عندما تصلي بألسنه, فروحك هي التي تصلى بالروح القدس الحاَّل فيك. فالروح القدس الساكن فيك هو الذي يعطيك النطق, أنت تتكلم به من روحك. فالروح القدس يعطي النطق, لكن أنت تقوم بالكلام.

بهذه الطريقة يساعدك الروح القدس لتصلى وفقاً لمشيئة الله.. تصلى كما ينبغي. فالتكلم بألسنة ليس شيئاً يفعله الروح القدس بالانفصال عنك. حقاً أن الروح القدس هو شفيع ومعين, لكنه لا يصلى أو يتشفع بدونك.. فهو يعطي تلك الأنات والكلمات, وهذه تخرج من داخلك وتنطقها على شفتيك.

لن يؤدي الروح القدس الصلاة بالنيابة عنا. فقد أُرسل ليسكن فينا ويكون عون لنا وشفيع. لذلك فأن الروح القدس ليس مسئولاً عن حياة صلواتنا, بل أُرسل ليساعدنا في الصلاة. فالتكلم بألسنة هو صلاة كما يعطي الروح القدس النطق؛صلاة موجهة من الروح القدس. لذلك فهي ترفع الأنانية من صلواتنا.

أحيان كثيرة عندما يصلي البعض صلوات نابعة من عقولهم يحصلون على أشياء ليست مشيئة الله لهم. وإن كنت لا تصدق ذلك, فأنت لا تعرف ما تقوله كلمة الله. إن أراد المؤمنين أن يحصلوا على أمور معينة, فحتى لو لم تكن مشيئة الله لهم, فسوف يدعهم الله يحصلون عليها. وسوف أثبت لك ذلك من كلمة الله.

لم يرد الله لشعب إسرائيل أن يكون لهم ملك. فقد أخبرهم بذلك لكنهم أصروا, فسمح لهم بملك. مع أنه لم يكن مشيئة الله الكاملة لهم.

كنت أصلي بألسنة ذات مرة لثلاثة ساعات متواصلة وكفة يدي مثنية على الكفة الأخرى. بعدما انتهيت من الصلاة حاولت بكل قوتي أن أجعل معصمي يستقيما كالأول, لكنهما كانا يرجعا وينثنيان على بعض. حدث ذلك ثلاثة مرات. ثم تكلم إلي الروح القدس قائلاً, “إن شعبي بسبب صلواتهم الخاطئة ينحرفون عن الهدف”. بالصلاة بطريقة خاطئة والتفكير الخاطئ يجعل المؤمنين ينحرفون عن مشيئة الله لهم, فلا ينالوا قصده الكامل لحياتهم.

عندما أدركت ذلك جيداً, كان إعلان بالنسبة لي. لم أكن أعرف أبعاده كاملاً وقتها, فلم أكن أرى ضرورة الصلاة بألسنة كما أراها الآن. لكن شيء واحد يمكن أن تتأكد منه: عندما تصلي بألسنة فيمكنك أن تصيب الهدف لأنك تصلي وفقاً لمشيئة الله لكل شيء.  

خامساً: الصلاة بألسنة تحفز الإيمان

يهوذا 20

20 وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، وَصَلُّوا دَائِماً فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ.

الصلاة بألسنة تحفز الأيمان وتساعدنا أن نثق في الله بصورة أكبر. إنها لا تهبنا إيماناً لكنها تحفز وتساعد إيماننا.

ولأن الروح القدس يوجه الكلمات التي أنطقها بطريقة خارقة للطبيعي, لذا فأنا أمارس أيماني لأتكلم بألسنه. فأنا لا اعرف ماذا سأتكلم به, لذلك أثق في الله لأجل الكلمات القادمة. وعندما أؤمن بالله لأجل هذا الأمر, فهذا يمهد لي الإيمان به في باقي الأمور الأخرى.

عندما كنت خادماً معمدانياً شاباً, كنت أرعى جمعية مسيحية حيث يحضرها مؤمنين من كل الطوائف. مكثت مع زوجين مشيخيين. كانت الزوجة تعانى من قرحه معدية وقد توقع الأطباء أن تتحول هذه القرحة إلى سرطان. مع أن زوجها كان لديه أموالاً كثيرة إلا أنه أنفقها كلها على الأطباء والأدوية. كنت أعلم أن الله يستطيع أن يشفيها ويريد ذلك, لكني لم استطع أن أرتفع بإيمانها لهذه المرحلة. كانت تأكل طعام الأطفال وتعتمد على الألبان, وعلى الرغم من ذلك لم تستطع أن تحتفظ بهذه الأطعمة في معدتها.

ذات يوم, امتلأت هذه السيدة بالروح القدس. فعندما زرت هذين الزوجين مرة ثانية وجدت الزوجة تأكل ما تريد. على الرغم من أنها لم تستطع الاحتفاظ بهذه الأطعمة في معدتها من قبل.

ثم أخبرتني قائلة, “لم أنل الامتلاء بالروح القدس مع التكلم بألسنه وحسب, بل نلت أيضاً شفائي. لقد شُفيت تماماً”.

لقد رأيت هذه الحادثة تتكرر كثيراً. فما الارتباط بين هذا الأمر؟. نعلم أن الامتلاء بالروح القدس لا يشفي. لكن مع هذا, فالتكلم بألسنه يساعدنا أن نثق في الله بدرجة أكبر. فعندما تتكلم بألسنة فهي تساعدك أن تؤمن بالله لأجل باقي الأمور, لأنها تحفز وتبني أيماننا.

سادساً: إن الصلاة بألسنة يحفظنا من الفساد العالمي

1 كورنثوس 28:14

28 فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَكُمْ مُتَرْجِمٌ، فَعَلَى الْمُتَكَلِّمِ أَلاَّ يَقُولَ شَيْئاً أَمَامَ الْجَمَاعَةِ، بَلْ أَنْ يَتَحَدَّثَ سِرّاً مَعَ نَفْسِهِ وَمَعَ اللهِ.

يُعتبر التكلم بألسنة من أحدى الوسائل التي تحفظنا من التلوث بالأحاديث الفاسدة والكلام الرديء الذي يحيط بنا في عملنا وحياتنا العامة.

نلاحظ من الشاهد السابق أننا نستطيع أن نتكلم بألسنة لأنفسنا. لكن هذا يختلف عن التكلم بالألسنة في الاجتماع العام. فبولس يقول بخصوص التكلم بألسنة في الاجتماع العام: “فَإِذَا صَارَ تَكَلُّمٌ بِلُغَةٍ، فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ، أَوْ ثَلاَثَةٌ عَلَى الأَكْثَرِ، كُلٌّ فِي دَوْرِهِ وَلْيُتَرْجِمْ أَحَدُكُمْ”.

إن كنا نستطيع أن نتكلم إلى أنفسنا بألسنة في الكنيسة فيمكننا أن نفعل ذلك في العمل أيضاً ولن نزعج أحداً. على سبيل المثال, عندما اذهب لمصفف الشعر واسمع هناك المتواجدين يتكلمون بنكت سخيفة لا تبني حياتي الروحية, كنت اجلس هناك وأتكلم إلى نفسي وإلى الله بألسنة. كذلك أيضاً بينما أقود السيارة أو استقل الأتوبيس أو الطائرة أتكلم إلى نفسي وإلى الله بألسنة.

بغض النظر عن المكان الذي تتواجد فيه, يمكنك أن تتكلم إلى نفسك وإلى الله لتحفظ نفسك من التلوث بالفساد العالمي.

سابعاً: الصلاة بألسنة تساعدنا أن نصلي لأجل الأمور الغير معلومة

من الأسباب الحيوية لضرورة التكلم بألسنة هو لأنها تساعد المؤمن أن يصلي لأجل أمور لا تخطر على باله أو حتى على دراية بها. فقد عرفنا أن الروح القدس يساعدنا أن نصلى لأجل أمور “لاَ نَعْلَمُ مَا يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ  كَمَا يَلِيقُ”. وعلى الجانب الأخر, فإن الروح القدس, وهو يعلم كل شيء, يستطيع أن يصلى من خلالنا لأجل أمور لا يعرف العقل البشري عنها شيء.

ترك زوجان من جماعة الله موطنهما الأصلي في انجلترا وذهبا كمرسلين إلى أفريقيا. بعد مرور عدة سنوات وبينما كانا يقضيان أجازتهما في موطنهما بريطانيا, تقدمت سيدة شابة إلى الزوج المرسل وسألته إن كان يحتفظ بيوميات. فأجابها أنه يفعل.

فقالت له, “منذ سنتين مضتا, استيقظت في الليل بإلحاح شديد للصلاة. فبدأت أصلى بألسنة لمدة ساعة تقريباً. ثم بعد ذلك رأيتك في رؤيا وأنت ملقى على الأرض وجمع من أهل البلد كان ملتف حولك, ثم رأيتك تموت بعد ذلك. فابتدأ الجميع يبكون ويصرخون عليك وبدئوا يغطونك ثم تركوك. لكن فجأة, قمت وانتصبت على رجليك في الوسط فأندهش أهل القرية جميعاً وأبتدءوا يفرحون”.

فسألت هذه السيدة المرسل إن كان قد حدث معه شيء كهذا أم لا. فأكد لها حدوث ذلك. وعندما راجع يومياته عن الوقت والتاريخ لهذه الحادثة وبعد حساب فرق التوقيت بين أوروبا وأفريقيا, اكتشفا كلاهما أن هذه السيدة كانت تصلي له في ذات الساعة التي أصيب فيها بشدة حتى ظن مَن حوله أنه مات. لكن الروح القدس أعد طريقة ليصلي أحدهم لهذا المرسل الذي كان في احتياج للصلاة, هذا لأن الروح القدس يعلم كل شيء.

في سنة 1956 بينما كنت مع زوجتي في كاليفورنيا استيقظت فجأة في منتصف الليل, وكأن شخص قد وضع يده عليَّ وأيقظني. فجلست على الفراش وقلبي ينبض بشدة.

فقلت : “يا رب, ما الأمر؟ أعلم أنه هناك شيء ما ليس على ما يرام. إن روحك القدوس بداخلي وهو يعرف كل شيء. فأنت حال في كل مكان كما في داخلي أيضاً. فمهما كان الأمر, فلتعطني نطقاً بألسنة”.

فصليت بألسنة لحوالي ساعة ثم بدأت بعدها أضحك وأرنم بالروح. (عندما تشعر بإلحاح لأجل الصلاة, فاستمر في الصلاة حتى تشعر بلحن النصرة. عندئذٍ فسوف تدرك أن ما تصلي لأجله قد تم).

أدركت حينئذٍ أن ما أصلي لأجله قد حدث, وأني قد نلت الاستجابة. فعدت إلى النوم مرة أخرى.

حلمت في هذه الليلة ورأيت أخي الأصغر وهو مريض جداً في لويزيانا. رأيتهم يأخذونه في عربة إسعاف إلى المستشفى. رأيت الطبيب يخرج من غرفة المستشفي ويغلق الباب خلفه ويخبرني أن أخي قد مات. فقلت للطبيب: “كلا أيها الطبيب. إن أخي لم يمت. لقد أخبرني الرب أنه سيحيا ولن يموت”.

رأيت في الحلم أن الطبيب غضب جداً لأني شككت في كلامه. فأخذني إلى الغرفة – حيث كان أخي- وقال لي, “سأريك بنفسك مات بالفعل”. بمجرد أنه رفع الغطاء من على وجهه وجد أخي يتنفس وعينيه مفتوحتين. فتعجب جداً وقال, “كيف حدث ذلك؟ لقد عرفت شيئاً لم أعرفه أنا. أنه حي”. ثم رأيت أخي ينهض صحيحاً وانقطع الحلم. عندئذٍ أدركت أنه لأجل هذا كنت أصلي.

بعد مرور ثلاثة شهور رأيت أخي وقال لي, “قد مت تقريباً بينما كنت غائباً في كاليفورنيا”. فقلت له, “أعرف كل شيء. أعلم بأمر الجلطة التي أصبتك أثناء الليل وكيف نقلوك إلى المستشفى.

 فقال لي, “كيف عرفت هذا؟” فأخبرته عن الإلحاح القوي الذي جاءني للصلاة وعن الحلم الذي رأيته. فقال لي, “هذا بالضبط ما حدث. لقد أخبروني أني فارقت الحياة لأكثر من أربيعين دقيقة”.

أخوتي, لم يكن لدي أي وسيلة اتصال وقتها أو حتى هاتف نقال. لكن مجداً للرب لأجل وسيلة الإلهية للاتصال. إنها وسيلة كتابية وضعها الله في الأصل!

إن الصلاة بألسنة هي الطريقة الوحيدة المتاحة للصلاة لأجل أمور لا نعرف عنها شيء من الناحية الطبيعية. لكن شكراً لله لأجل الروح القدس لأنه يعرف كل شيء.

ثامناً: الصلاة بألسنة تعطى انتعاشاً روحياً

أشعياء 11:28-12

11 سَيُخَاطِبُ الرَّبُّ هَذَا الشَّعْبَ بِلِسَانٍ غَرِيبٍ أَعْجَمِيّ

12 وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُمْ: «هَذِهِ هِيَ أَرْضُ الرَّاحَةِ، فَأَرِيحُوا الْمُنْهَكَ؛ وَهُنَا مَكَانُ السَّكِينَةِ (مكان الانتعاش). وَلَكِنَّهُمْ أَبَوْا أَنْ يُطِيعُوهُ”.

ما هي الراحة التي يتكلم عنها الكتاب في الشاهد السابق وما هو مكان الانتعاش الذي يقصده؟ إنه التكلم بألسنة.

أحياناً ينصحنا الأطباء بقضاء إجازة لأجل الراحة, لكني سأخبرك عن أفضل طريقة تحصل بها على الراحة: إنها الصلاة بألسنة.

فحتماً سوف تنتهي الإجازة ولابد أن ترجع مرة أخرى لعملك. لكن ألا يُعتبر شيئاً رائعاً أننا نستطيع أن نأخذ هذه الراحة يومياً؟ “هَذِهِ هِيَ الرَّاحَةِ.. وَهُنَا مَكَانُ السَّكِينَةِ (مكان الانتعاش)..”. نحتاج لمثل هذا الانتعاش الروحي في هذه الأيام التي تمتلئ بالمشاكل والمتاعب والقلق.

تاسعاً: مَن يصلي بلسان يقدم شكراً بطريقة أفضل

1 كورنثوس 16:14-17

15 فَمَا الْعَمَلُ إِذَنْ؟ سَأُصَلِّي بِالرُّوحِ، وَلكِنْ سَأُصَلِّي بِالْعَقْلِ أَيْضاً. سَأُرَنِّمُ بِالرُّوحِ، وَلكِنْ سَأُرَنِّمُ بِالْعَقْلِ أَيْضاً

16 وَإِلاَّ، فَإِنْ كُنْتَ تَحْمَدُ اللهَ بِالرُّوحِ فَقَطْ، فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ قَلِيلُ الْخِبْرَةِ أَنْ يَقُولَ: «آمِين» لَدَى تَقْدِيمِكَ الشُّكْرَ مَا دَامَ لاَ يَفْهَمُ مَا تَقُولُ

17 طَبْعاً، أَنْتَ تُقَدِّمُ الشُّكْرَ بِطَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ، وَلَكِنَّ غَيْرَكَ لاَ يُبْنَى.

إن الصلاة بألسنة تساعدنا أن نقدم شكراً وحمداً للرب بطريقة أفضل.

إن دعوتني للغذاء وقلت لي, “قدم الشكر يا أخ هيجن”, وبدأت أصلي بألسنة فلن تفهم ما أقول ولن تستفيد شيئاً. لذلك قال بولس أنه من الأفضل في هذه حالات أن أقدم شكراً بالذهن. أو أن أصلي بلسان وأترجم ما أقوله حتى يفهم الشخص قليل الخبرة بالأمور الروحية.

لكن بولس يكمل ويقول أن الصلاة بألسنة تساعدنا أن نقدم شكراً لله في حياة صلاتنا الشخصية بطريقة أفضل. لذلك يقول, “طَبْعاً، أَنْتَ تُقَدِّمُ الشُّكْرَ بِطَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ..”. لكن في حضور أشخاص قليلي الخبرة بالأمور الروحية يقول الكتاب أنه ينبغي علينا أن نصلي بالذهن حتى يستفيد الآخرون ويفهموا ما نقول. 

عاشراً: الصلاة بألسنة تخضع اللسان وتضعه تحت سيطرتنا

يعقوب 3: 2, 8

2 .. لَكِنْ إنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُخطِئُ بِالكَلاَمِ، فَهُوَ شَخصٌ كَامِلٌ يَستَطِيعُ أَنْ يُسَيطِرَ عَلَى جَسَدِهِ كُلِّهِ.

8 لَكِنْ لاَ يَستَطِيْعُ أَحَدٌ أَنْ يُرَوِّضَ اللِّسَانَ. فَاللِّسَانُ شَرٌّ لاَ يُمكِنُ السَّيطَرَةُ عَلَيهِ، وَهُوَ مَملُوءٌ سُمَّاً مُمِيْتَاً.

عندما نسلم ألسنتنا إلي الروح القدس بينما نتكلم بألسنة فهذه خطوة عظيمة نحو إخضاع كل أعضاء جسدنا إلى الله. لأنه إن استطعت أن نخضع هذا العضو الجامح, فيمكننا أن نخضع الجسد بأكمله.

الألسنة في الأساس موهبة شخصية

بينما نتناول موضوع الألسنة بوجه عام فإني أريد أن أؤكد في النهاية على أن الألسنة في الأساس هي موهبة بغرض الاستخدام الشخصي . لذا ينبغي أن نركز ونؤكد على استخدام الألسنة في الجانب الأكبر  عن الاستخدام وسط الجماعة. هذا ما أكد عليه بولس في حديثه إلى أهل كرونثوس عندما قال لهم, “————” (1كورنثوس14: 18).

كان بولس يتكلم عن الغرض الأساسي للتكلم بألسنة وما ستفعله الصلاة بألسنة في حياتهم الشخصية. فالألسنة هي في الأساس موهبة فردية تستخدم في حياة صلاة الشخص الفردية لأجل التسبيح والعبادة لله ولأجل التكلم بأسرار إلهية ولكي نبني أنفسنا على إيماننا الأقدس.

لا ينبغي أن نهتم أو نركز على التكلم بألسنة وترجمتها وسط الجماعة بقدر ما نهتم ونركز على استخدامها الأساسي في حياة صلاتنا شخصية, وخصوصاً عندما تكون مصحوبة بالترجمة.

فعندما نحرص على الصلاة باستمرار في حياتنا الشخصية فإننا نجعل أنفسنا أكثر حساسية للروح القدس. وعندئذٍ يصبح بإمكانه أن يستخدمنا في خدمة الألسنة وترجمتها في كنائسنا المحلية.

تكلم هاور كارتر عن هذه البركة المستمرة التي يحملها التكلم بألسنة في حياة صلاة المؤمن الشخصية قائلاً, “لا ينبغي أن ننسى أن التكلم بألسنة ليس هو العلامة الأولية للامتلاء بالروح القدس وحسب, لكنه اختبار يستمر لبقية حياة الفرد يساعده في تقديم عبادة صحيحة ولائقة للرب. فالألسنة هي نبع متدفق لا ينضب أبداً يغنى حياة الفرد وينميها روحياً.

موهبة الألسنة في الخدمة الجماعية

هناك تطبيق آخر-وهو الأقل شيوعاً- لموهبة الألسنة وهو التكلم بألسنة وسط الجماعة. يخبرنا الكتاب المقدس إن الروح القدس لن يستخدم كل مؤمن في خدمة الألسنة العامة. فهو يعمل هذه الموهبة- مثل باقي مواهب الروح- كيفما يشاء: “————” (1كورنثوس12: 30).

إن الإجابة لهذا التساؤل هي بالنفي لأن الاستخدام العامة لموهبة تنوع الألسنة يعُتبر موهبة خدمة ترتبط أساساً بخدمة النبي, وليست موهبة التكلم بألسنة الفردية.

هناك من يقتطعون العدد السابق من نصه ويقولون, “يقول الكتاب المقدس أن التكلم بألسنة ليس لكل مؤمن. يمكنك أن تمتلئ بالروح القدس دون أن تتكلم بألسنة.

لكننا لا ينبغي أن ننسى أن بولس كان يتكلم هنا عن موهبة الألسنة باعتبارها موهبة خدمة- ولا يقصد الاستخدام الشخصي للألسنة. فهو يذكر قبلها, “قَدْ رَتَّبَ اللهُ فِي الْكَنِيسَةِ أَشْخَاصاً مَخْصُوصِينَ: أَوَّلاً الرُّسُلَ، ثَانِياً الأَنْبِيَاءَ، ثَالِثاً الْمُعَلِّمِينَ ..” (1 كورنثوس12: 28). فهؤلاء الأشخاص قد دُعوا لمواهب الخدمة الخمس.

ثم يتساءل بولس في عدد 29، “فَهَلْ هُمْ جَمِيعاً رُسُلٌ؟ أَجَمِيعُهُمْ أَنْبِيَاءُ؟ أَجَمِيعُهُمْ مُعَلِّمُونَ؟..”. كلا. ثم يكمل ويقول, “أَجَمِيعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ؟ أَجَمِيعُهُمْ يُتَرْجِمُونَ” (ع30). الإجابة واضحة: لا. فهو يتكلم هنا عن مواهب الخدمة الخمس: الرسول والنبي والمعلم والمبشر والراعي. وعندما وضع موهبة الألسنة معهم كان يتكلم عن الخدمة العلنية لهذه الموهبة.

ثم يؤكد مرة أخرى على الاستخدام العلني للتكلم بألسنة في رسالة كورنثوس الاولى14: 27، 28, “إنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَوْ عَلَى الأَكْثَرِ ثَلاَثَةً ثَلاَثَةً وَبِتَرْتِيبٍ وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ. وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُتَرْجِمٌ فَلْيَصْمُتْ فِي الْكَنِيسَةِ وَلْيُكَلِّمْ نَفْسَهُ وَاللهَ”. ثم يقول في العدد التالي: “أَمَّا الأَنْبِيَاءُ فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ وَلْيَحْكُمِ الآخَرُونَ”, مشيراً إلى الأنبياء عندما يكون هناك أكثر من واحد في الاجتماع. لذلك أعطى توجيهات ليمنع التنافس والتسابق في استخدام المواهب. لذلك قدم هذه التوجيهات بشأن الخدمة وسط الجماعة حتى يكون إستعلان المواهب المنطوقة “لْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ” (ع40).

النبوة تكافئ الألسنة وترجمتها

تنال الكنيسة بنياناً عندما تكون الألسنة التي يتكلم بها أحدهم في الاجتماع العام مصاحب بترجمة. ثم يذكر بولس صراحة أن النبوة تكافئ الألسنة مع الترجمة, بغرض التكلم إلى الناس “بِكَلاَمِ الْبُنْيَانِ وَالتَّشْجِيعِ وَالتَّعْزِيَةِ” (14: 3).

عندما قال بولس, “إِنِّي أَرْغَبُ فِي أَنْ تَتَكَلَّمُوا جَمِيعاً بِلُغَاتٍ مَجْهُولَةٍ، وَلَكِنْ بِالأَحْرَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. فَإِنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَفْضَلُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِاللُّغَاتِ إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ (مَا يَقُولُهُ) لِتَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَاناً” (14: 5) كان يقصد إنه عندما يترجم أحد ما يُقال بالألسنة فإنه لن يكون في مستوى أقل من الشخص الذي يتنبأ.

يمكننا أن نوضح هذا من خلال المثال التالي: إذا كان لديك عملتين فضيتان قيمة كل منهما خمسة قروش. فهما يكافئان عملة واحدة قيمتها عشرة قروش. لذلك فإن بولس كان يقول أن النبوة تمثل عملة قيمتها عشرة قروش. لذلك فأنه من الأفضل أن يكون معك عملة قيمتها عشرة قروش من أن يكون معك عملة واحدة قيمتها خمسة قروش (التكلم بالألسنة). لكن إن كانت الترجمة تصاحب الألسنة فهما يكافئان النبوة.

هل التكلم بألسنة يحتاج إلى دراسة؟

الاقتباس من كتاب الامتلاء بالروح القدس

الإستعلان الفردي مقابل الإستعلان الجماعي لموهبة الألسنة

1كورنثوس14: 18، 19

18 أَشْكُرُ اللهَ لأَنِّي أَتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ مَجْهُولَةٍ أَكْثَرَ مِنْكُمْ جَمِيعاً

19 وَلكِنْ، حَيْثُ أَكُونُ فِي الْكَنِيسَةِ، أُفَضِّلُ أَنْ أَقُولَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِعَقْلِي، لِكَيْ أُعَلِّمَ بِهَا الآخَرِينَ أَيْضاً، عَلَى أَنْ أَقُولَ عَشَرَةَ آلافِ كَلِمَةٍ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ.

يوضح بولس في الفقرة السابقة الفرق بين استخدام الألسنة كموهبة فردية (ع18) وبين استخدامها وسط الجماعة (ع19).

إن موهبة الألسنة ليست لأجل التعليم أو الكرازة، فليس هذا هو الغرض منها. على سبيل المثال، إن تكلمت بألسنة من فوق المنبر بدلاً من التعليم أو الكرازة فلن يستفيد أي شخص من الحضور إطلاقاً. سوف ينال الشخص المتكلم بلسان فائدة, لكن لن يستفاد أي من السامعين. لذلك يكون من الأفضل جداً أن أن يكون التعليم بلغة معتادة عن التكلم بلسان غير معروف.

لم يكن بولس في عدد19 يقلل من أهمية الألسنة كما يظن البعض. إنما كان يضع كل شيء في موضعه الصحيح. لذلك قال, “حَيْثُ أَكُونُ فِي الْكَنِيسَةِ ” (ع19). بمعنى آخر, إن الجماعة تنال استفادة من خمس كلمات بلغة معتادة عن عشرة آلاف كلمة بلغة غير معتادة.

شيء آخر وهو أن كل مؤمن يستطيع أن يصلى ليترجم الألسنة التي يتكلمها أثناء خلوته الشخصية (ع13). مع ذلك, لن يستخدم الله كل مؤمن في موهبة ترجمة الألسنة في الاجتماعات العامة, لأن هذه الموهبة -كما هو الحال مع باقي المواهب الروحية الأخرى يعملها الروح القدس كيفما يشاء هو وليس وفقاً لإرادتنا.

لذلك لا ينبغي أن يحاول أحد أن يعمل هذه الموهبة في الاجتماع العام بدون مسحة الروح القدس. فهذه من واحدة من الأخطاء التي وقع فيها أهل كورنثوس، ولا يزال مؤمنون كثيرون يقعون فيها.

وكما رأينا سابقاً أن الله قد وضع توجيهات محددة بشأن استخدام هذه الموهبة وعملها وسط الجماعة. لكن كل واحد منا ينبغي أن يمارس الألسنة الفردية على مستوى صلاته الشخصية وبصورة مستمرة, لأنه بذلك يبني نفسه ويثقف روحه ويتكلم بإسرار إلهية.

ونحن كجماعة من المؤمنين جسد المسيح نحتاج أن نشتاق إلى المواهب الروحية الأهم.

 

 

أسئلة للدراسة

1-    ما هي أكثر مواهب النطق الثلاثة استخداماً؟

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

2-   اذكر خمسة أسباب في هذا الفصل تجعل الألسنة من أثر المواضيع محل نقاش.

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

3-   اذكر المقصود بـ”أنواع مختلفة من الألسنة”.

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

4-    اذكر خمسة حوادث في سفر الأعمال تتحدث عن الامتلاء بالروح القدس.

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

 

5-    اذكر خمسة أسباب ضرورية للتكلم بألسنة.

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

6-   هل يوجد أنواع لموهبة الألسنة؟ اذكر الاستخدام الأساسي لهذه الموهبة.

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

7-   هل يصح التكلم بألسنة لمدة طويلة في الاجتماع العام؟ ولماذا؟

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

8-    على أي شيء يمكن للتكلم بألسنة مع الترجمة أن يبكت غير المؤمنين الحاضرين؟

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

9-   الألسنة ليست موهبة …………………… أو موهبة ……………………

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

10- وفقاً لرسالة كورنثوس الاولى12: 11, كيف تعمل موهبة الألسنة.

…………………………………………………………………………………………………………………………………………

 

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة  الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$