القائمة إغلاق

رجاء حيَّ أبدي Living & Eternal Hope

 1 بطرس 1 : 3

لِيَتَبَارَكِ اللهُ، أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ. فَفِي رَحمَتِهِ العَظِيمَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً، لِيَكُونَ لَنَا رَجَاءٌ حَيٌّ بِسَبَبِ قِيَامَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ مِنْ بَينِ الأَموَاتِ

 هل ترجو تحقيق أمر ما؟   هل قد خاب رجائك في وقت من الأوقات؟

من المحتمل أن يحضر إبليس إلى ذهنك صور – ربما تكون حقيقية – لأمور قد خاب رجائك فيها. أشياء كنت ترجو تحقيقها لكنها لم تحدث. بل أكثر من ذلك ربما يكون قد حدث عكسها. أو ربما تكون تنتظر تحقيق أمور معينة في المستقبل, فيخَّيل إلى ذهنك فشلك في نوالها.

ربما تكون قد اختبرت أمور مثل هذه, لكني أريد أن أسألك أمر: ماذا فعلت بتلك التخيلات والصور التي رسمها إبليس في ذهنك أو حتى في الواقع؟ هل قبلتها أم رفضتها؟ هل ارتضيت أن يخيب رجائك وتحيا محطم الرجاء لما كنت تأمل به؟

دعني أقدم لك خبرًا سارًا من كلمة الله:

لقد ولدت من الآب السماوي لتحيا رجاء حي أبدي. إن كنت قد قبلت الرب يسوع مخلصًا شخصيًا فأنت قد صرت خليقة جديدة, قد وضع الله لها أن تعيش رجاء حي.

دعني أوضح لك أمرًا: كل ما سترجوه – بعدما ُولدت ثانيًا – سيحيا ولن يموت. كل ما ترجوه وتأمل فيه قد وُضع له أن يتحقق ولا يفشل.

قد وُلدت من الآب السماوي لتحيا رجاء حي لا يخزى ولا يموت. مهما يقل لك إبليس أو ما يخبرك به العيان من أن أمالك قد تحطمت, ورجائك قد خزى. لا تقبل ذلك. لديك حق وميراث أن لا يخيب رجائك ولا يخزى بل أن يتحقق. لا تقبل ما يخبرك به العيان. تمسَّك بأن رجائك لن يموت ولن يفشل. تذكر أن يسوع جالس عن يمين الآب كرئيس كهنة ليحقق لك أمالك.

الرجاء أساس الإيمان

الرجاء هو الأساس الذي يُبنى عليه الإيمان. دون رجاء لن يكون لديك إيمان. وهذه هي الخطة التي يضعها إبليس ليحطم إيمانك: بأن يخيَّب رجائك من خلال الظروف. يحطم ما كنت ترجوه وتأمل فيه.وإن فعل ذلك, فسيكون قد نجح لأن يوقف إيمانك عن العمل. وبدون إيمان لن تقدر أن تنال ما تريد.

لكني أريدك أن تتمسك بهذا الميراث والحق الكتابي: “رجائي سيحيا الى الأبد ولن يموت”.

 ما الذي يضمن تحقيق رجائك؟

“.. بِسَبَبِ قِيَامَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ مِنْ بَينِ الأَموَاتِ”. قيامة يسوع المسيح من الأموات. ماذا يعني ذلك؟

تخبرنا رسالة كولوسي الأصحاح الثاني  2: 15, “إذْ جَرَّدَ ذَوي القُوَّةِِ وَالسُلطَةِ فِي العَالَمِ الرُّوحِيِّ مِنْ أَسلِحَتِهِمْ، وَأَظهَر هَزيمَتَهُمْ أَمَامَ العَالَمِ، مُنتَصِرَاً عَلَيهِمْ بِالصَّلِيبِ”. عندما قام يسوع من الموت جرَّد الرياسات والسلاطين وقوات الجحيم التي كانت مصطفة ضدنا وأشهر هزيمتهم منتصرًا عليهم.

إنها قوات الشر التي كانت مصطفة ضدك لتحطم رجائك وتخرب حياتك. لقد جردها يسوع من سلطانها وقوتها عليك وعلى حياتك. لهذا السبب بقيامة يسوع صار لنا ضمان أن يحيا رجائنا ولا يموت. ليس ذلك وحسب بل أن يحيا الى الأبد. هذا ليس شيئاً سيفعله يسوع في المستقبل, أنما شيء قد حدث بالفعل وصار ميراث مُعد لك.

يقول عدد 4, “مِيرَاثٌ لاَ يَفنَى وَلاَ يَتَلَوَّثُ وَلاَ يَذبُلُ، مَحفُوظٌ فِي السَّمَاواتِ لَكُمْ”. قد وُلدت لترث ميراث لا يتغير مهما تغيرت الظروف, بغض النظر عما يحث سيظل لا يتغير محفوظ في السماء لأجلك. سيظل هناك – سيظل محفوظ في السماء إلى أن تتقدم وتأخذه. لن يسقط عليك من السماء. أنما أنت الذي تتقدم لتأخذه. إن لم تتقدم, سيظل هناك ولن تتمتع به – مع أنه محفوظ لأجلك.

صدقني أن هذا الرجاء ليس محفوظًا لكي تتمتع به عندما تذهب للسماء. يوجد من يدعون هكذا. لكن الكتاب يعلن صراحة أننا عندما نذهب إلى السماء لن نحتاج إلى رجاء ولا إيمان. نحن نحتاج إلي هذا الرجاء والسلوك بالأيمان في هذا العالم . يعلن الرسول بولس في كورونثوس الأول 13 أن الرجاء سيبطل والإيمان سينتهى بذهابنا إلى السماء. لذا ما أريد أن أقوله هو أن هذا الرجاء المحفوظ لك هو لكي تتمتع به هنا على الأرض. هنا في ظروف الحياة المتقلبة. 

لذا لا عجب أن أن يقول بطرس: “لِهَذَا أَنتُمْ تَفِيضُونَ فَرَحَاً”. تبتهج لأنه لن يفشل ولن يخيب رجائك فيما بعد. تفرح لأن يسوع قد هزم قوات الجحيم المصطفة ضدك.

“إلَى أَنْ تَنَالوا الخَلاَصَ المُعَدَّ لَكُمْ” (ع 5). خلاص من أي شيء؟ بالتأكيد من الخطية. لكن ماذا أيضًا؟ من سلطان مملكة الظلمة على حياتنا. “َاشْكُروا الآبَ الَّذِي جَعَلَكُمْ مُؤَهَّلينَ لِلمُشارَكَةِ فِي مِيرَاثِ المُقَدَّسِينَ الَّذِينَ يَحيَونَ فِي النُّورِ.

الآبَ الَّذِي أَنقَذَنَا مِنْ سُلْطَةِ الظُّلمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مُلكِ ابنِهِ الحَبِيبِ”. (كولوسي 1: 12, 13). قد أخرجنا الآب من دائرة سلطان مملكة الظلمة وأدخلنا إلى دائرة مملكة النور – سلطان يسوع المسيح. هذا يعتبر أيضًا خلاص. أي أنه بقيامة يسوع من الأموات قد أنتهي حق إبليس ومملكته في أن يتسلطوا على حياتنا أو يتدخلوا في شؤوننا بأي شكل من الأشكال.                                                 

ربما تتساءل, “إن كان هذا صحيح, فلماذا وأنا أبن لله قد خاب رجائي في كثير من الأمور. لماذا لا يزال إبليس له حق علي؟”  أولاً: لا تتوقع أن تختبر هذه النصرة تلقائيًا. تحتاج أن تسعى إلى أمور الله لكي تنالها. لن تسقط عليك من السماء. كما أن يوجد دور على الله – وقد أتمه كاملاً, هكذا يوجد دور عليك أيضًا. دورك هو أن تعرف هذه الحقائق وتسعى إليها بالإيمان إلى أن تتحقق في حياتك. “إلَى أَنْ تَنَالوا الخَلاَصَ المُعَدَّ لَكُمْ … وَتَنَالُونَ هَدَفَ إيمَانِكُمُ الَّذِي هُوَ خَلاَصُكُمْ. (ع 5, 8). يتكلم بطرس هنا عن خلاص سينالونه في المستقبل لأشخاص ذكر عنهم في بداية الرسالة أنهم شعب الله. يتكلم الرسول بطرس لأشخاص مولودين ثانيًا, لكنهم لم ينالوا بعد باقي جوانب الخلاص. عندما تقبل يسوع مخلصًا فأنت تنال خلاصًا كاملاً : من الخطية, والمرض, والفقر, وسلطان إبليس. لكن لن تستعلن هذه الحقائق تلقائيًا في العالم المادي حيث تعيش. قد نلتها وهى محفوظة في السماء لأجلك. يوجد شفاء لك في السماء. يوجد ازدهار في السماء.. وسيظل هناك إلى أن تتقدم تأخذه بالإيمان. يمكنك أن تولد ثانيًا وتعيش على هذه الأرض وتموت فقيرًا مريضًا. لماذا؟ لأنك لم تتقدم لتأخذ ما قد أعطى لك في السماء. كما قلت سابقًا أنه يوجد جانب على الله وجانب على الإنسان. دور الله هو أن يجعل هذه البركات متاحة لأي إنسان يقبل المسيح. يأتي دور الإنسان هو أن يتقدم يأخذها. إن لم يأخذها ستظل محفوظة له.

على سبيل المثال: يتكلم معهم بداية من عدد 14 عن السلوك بالقداسة. مع أنهم تطهروا وصاروا قديسين ألا أنه كان عليه دورًا وهو أن يظهروا هذه القداسة في حياتهم العملية. ينطبق ذات الشيء على الشفاء, والازدهار, والتحرير من سلطان الظلمة. قد نلتهم لكنك تحتاج أن تظهرهم عمليًا في حياتك.

ألم تفكر ذات مرة ماذا يحدث لو لم يعد إبليس يتدخل في شئون حياتك وبيتك؟ كيف ستبدو حياتك؟ بالتأكيد رائعة. هل تعلم أن هذا قد حدث بالفعل.لم تعد تحت سلطان وسيادة مملكة الظلمة. لم تعد قوات الظلمة لها حق في أن تتدخل في شئون حياتك وتحطم أمالك. وإن فعلوا ذلك فسوف يكون بجهل منك. طالما تجهل شيء فإبليس له حق عليك. تذكر دائمًا أن إبليس سينتهز أي شيء ليس لديك معرفة عنه. ولأنك قد انتقلت إلى ملكوت النور – ملكوت يسوع المسيح – فكل ما ترجوه وتأمل فيه سيتحقق. لن يوجد شيء يمكن أن يحطم أمالك. فيسوع المسيح هو رئيس هذه المملكة هو الذي سيضمن لك تحقيق رجائك. 

يا من تتكلم عن قوة إبليس وما يفعله في حياتك. ربما يكون ذلك صحيحًا, لأن إبليس هو سيد وله مملكة وسلطان.  لكنى أريد أن الفت انتباهك إلى هذه الحقيقة: أن يسوع المسيح هو سيد أيضًا وله مملكة ولديه سلطان وسيادة. إن كنت قد اختبرت قوة إبليس التدميرية في حياتك وسلطانه المفسد وسيادته المحطمة, فالكتاب يخبرك أن يسوع المسيح هو رب أيضًا له قوة للخير والنجاح , وسلطان بالشفاء والازدهار. يسوع هو رئيس مملكة أسمها مملكة النور. من يحيا فيها يعيش حياة فائضة. يسوع لن يملك على حياتك دون أرادتك, لكن إبليس يفعل ذلك. لذلك كل ما تحتاج أن تفعله هو أن تعترف بسيادة وسلطان يسوع على حياتك بدلاً من سلطان وسيادة إبليس.

“.. إذْ أَعلَنَ لَهُمُ الرُّوحُ القُدُسُ مُسبَقَاً آلامَ المَسِيحِ وَالأَمجَادَ الَّتِي سَتَلِيهَا”. بموت يسوع وقيامته صارت الأمجاد تتوالى على حياتنا. هاليلويا. من هذا اليوم فصاعدًا لا تقبل سوى المجد على حياتك. لا تقبل ما هو أدنى من المجد. قد مات يسوع وقام لتعيش حياة مجيدة وتختبر تحقيق أمالك ورجائك.

” ..أمور قد ُأعلنت صراحة لأجلكم من خلال أولئك الذين بشروكم بالأخبار السارة بالروح القدس..”. (الترجمة الموسعة). ألا ترى أهمية الإعلان والكرازة عن هذه الأمجاد بوضوح حتى نستطيع أن نتمتع بما لنا. إن لم تسمع عن هذه الأخبار السارة التي ُذكرت سابقاً – أي إن لم تعرف عنها شيء – فلا تتوقع أن تحيا حياة المجد. لكنه يمكن أن تعيش حياة الهزيمة والفشل والخزي. لأن الإيمان يأتي بالسماع والسماع بكلمة الله. هل أدركت الآن لماذا قد خاب رجائك في بعض الأمور مع أنك أبن لله؟ بسبب الجهل بالأخبار السارة.

لا تستمع لأولئك الذين يكرزون أن إبليس أقوى من الله وأن له سلطان على حياتنا بالمرض والفقر.. هذه ليست كرازة بالروح القدس. يؤكد الرسول بطرس على الكرازة بالروح. تستمع لأشخاص ممسوحين بالروح حتى تبنى إيمانًا صحيحًا.

“لِذلِكَ مَنْطِقُوا أَحْقَاءَ ذِهْنِكُمْ صَاحِينَ” (ع 13). تعنى كلمة يمنطق أن يربط أو يطوق بشيء. طوَّق ذهنك بهذا الحق. أربط عصابة على تفكيرك حتى لا يذهب يميناً أو يسارًا عن هذه الأخبار السارة. عندما يهاجمك بظروف مضادة, لا تسمح له أن يخترق ذهنك لتفكر ضد كلمة الله. أي تفكر في المشكلة, في المرض… لا تجعله حتى يشكك في صدق الكلمة أو فشلك في تطبيقها. تحتاج أن تمنطق ذهنك حتى لا يذهب مع العيان, أنما أحصره في أن يفكر في هذا الحق الكتابي. أجبره أن يفكر بهذه الطريقة. أحصره في النصرة التي أتمها يسوع لأجلك وفى الخلاص الذي أتيح لك.

إن فعلت ذلك فلن تقبل العيان وسترفض الواقع وتتمسك باعترافات إيمانك بما ترجوه. هنا يأتي دور الإيمان في تحقيق ما ترجوه. أعترف في وجه الظروف بما ترجوه وتأمل به في قلبك. تمسك بأن

رجائك لن يخيب وأمانيك لن تموت وأحلامك لن ُتدفن. استمر في ذلك إلى أن يخضع العيان أمامك, لأنه وفقًا لكلمة الله لابد أن يخضع.

سيهمس إبليس في ذهنك, “لن يتحقق هذا الشيء (ما ترجوه).. لن تنال ما تأمل فيه..” حان الوقت الآن أن لا تدع ذهنك ينساب مع كلام إبليس وتفكر في أكاذيبه. إنما هو يتكلم بالكذب لأنه كاذب وأبو كل كذب. حان الوقت كي تطوَّق تفكيرك بكلمة الله. وبينما تفعل ذلك متمسكًا باعترافات فمك فأن ما ترجوه لابد أن يتحقق.  

هل تتذكر ما يقوله عبرانيين 11: 1دعنى أقتبسها من الترجمة الموسعة , “الإيمان هو الثقة بأن ما نرجوه لابد أن يتحقق والإثبات لأمور لا نراها والاقتناع بحقيقة وجودها”. تمسك باعترافات فمك بأن ما ترجوه سوف يتحقق ولن يموت أو يُخزى.

أخيرًا أريد أن أخبرك بأنك لم ُتولد ثانيًا ولم تصبح أبناً لله لرجاء معرض للموت والخزى. أنت أبن لله وما ترجوه سيحيا إلى الأبد ولن توجد قوة في الوجود تقدر أن تقتل رجائك. هذا هو ميراث كل أولاد الله أن يعيشوا وأمالهم مُحققه وأحلامهم مُكمله. هلليلويا. 

يسوع مصدر الرجاء

أود أخيرًا أن أخبرك أن يسوع هو مصدر الرجاء, لأنه أله الرجاء. يوضح الشاهد التالي السر في أن تحيا ممتلئ بالرجاء بغض النظر عما تواجه في الحياة.

رومية 15: 12, 13     الترجمة العربية الموسعة

أله الرجاء سيملئكم بكل فرح وسلام بالإيمان حتى تزدادون وتفيضون بالرجاء بقوة الروح القدس.

1 بطرس 3:

15َإِنَّمَا كَرِّسُوا الْمَسِيحَ رَبّاً فِي قُلُوبِكُمْ. وَكُونُوا دَائِماً مُسْتَعِدِّينَ لأَنْ تُقَدِّمُوا جَوَاباً مُقْنِعاً لِكُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِي دَاخِلِكُم.

ضع رجائك في يسوع. لا تضعه في الظروف. كل ما هو حولك يتغير, لكن يوع لا يتغير إنما يغير. يسوع هو الرجاء لكل شخص ولأي شيء. يوجد رجاء لظروفك. يوجد رجاء لعلاقاتك المحطمة. يوجد رجاء لجسك المريض. يوجد رجاء لكل ما يسود به إبليس على حياتك. يوجد رجاء في يسوع. رجاء للشفاء, رجاء للازدهار, رجاء للزيادة, رجاء للتعويض.

يوجد من يقرأون هذه الرسالة وهم ممتلئون بيأس وإحباط, سواء من تسلط شيطاني أو مرض أو ضيق مادي أو أي شيء يسلب فرحك. ربما تنظر حولك ولا ترى أي مصدر للأمل. ربما لا تجد أمل عند الأطباء, أو أمل في الاقتصاد, أو أمل في علاقاتك بالآخرين. لكني أريد أن أخبرك: يسوع هو مصدر الرجاء. ينبع رجاء لأي شيء. يبعث فيك الرجاء بأنه يستطيع أن يغير أي شيء. هو يقول لك:

” أريد أن أغير ظروفك. أريدك أن تتمتع ببركاتي. أريدك أن تحيا حياة مليئة بالأمل والرجاء والفرح والسرور. أريدك أن تعيش حياة إلهية على هذه الأرض. تعيش إلى أن تفيض. أريدك أن تفيض بالرجاء لهذا العالم اليائس. لهذا العالم المائت بالإحباط والفشل. أريدك أن تكون مصدر رجاء للمائتين.

أنني تركتك في هذا العالم لتلمس الآخرين بالرجاء الذي بداخلك. ليروا في حياتك شيء مختلف. أريدهم أن يروا فيك رجاء وسعادة بغض النظر عن الظروف التي تواجهها أو عما يحدث حولك. ربما ظروف هذا العالم تتغير من سيء إلى أسوأ. ربما يزداد اقتصاد هذا العالم انحدارًا. ربما تنتشر الأمراض وتزداد. فيسير هذا العالم من إحباط إلى يأس ومن ضيق إلى فشل.

لكني تركتك في هذا العالم لتنبع وتفيض بالرجاء لهؤلاء الأموات. تركتك لتكون شهادة عن أمجاد السماء. لتكون شاهد عن أمجاد أبى الذي فى السماوات والغنى المُذخر عنده. فعندما يرونك وأنت تزداد فرحًا ورجاء – في حين أن كل الظروف حولك تزداد سوءًا – سيرون فيك شيئاً مختلف. سيعرفون أن لك مصادر أخرى مختلفة عن مصادرهم. سيدركون أن الذي بداخلك عظيم. عندئذٍ سيسألونك عن سبب الرجاء الذي فيك فيعرفون أني أنا الذي بداخلك نبع هذا الرجاء- أنا يسوع المسيح.

العالم المريض ينتظرك لتبعث فيه أملاً بالشفاء. العالم الفقير ينتظرك لتبعث فيه أملاً بالازدهار. العالم حولك يموت بالأمراض وقبل ذلك يموت باليأس.لكني تركتك فيه لكي أتدخل في هذا العالم. نعم, أريد أن أتدخل مرة أخرى وأرجع وأسير في شوارعكم وأدخل بيوتكم كما فعلت منذ ألفى عام وأكون مصدرًا للرجاء لكل حزين القلب. عندما أتيت لهذا العالم كنت له نبعًا للرجاء. أتيت لأبشر الفقراء بالأخبار السارة. لأحرر المأسورين والمقيدين. لأعيد البصر للعميان وأشفى المذلولين والمنكسري القلوب بسبب تسلط إبليس.         

أتيت لأبعث الرجاء لكل من مات رجائه. لكل من فقد الأمل. لكني تركت هذا العالم ورجعت إلى أبي. لكنك أنت موجود في هذا العالم لتحل محلي. لقد تركتك هناك لتأخذ مكاني. لم أعد موجودًا على الأرض هنا اليوم. لكني موجود فيك الآن. نعم أنا أله الرجاء موجود بداخلك. لذا دعني أظهر من خلالك. دعني أفيض بالرجاء والأمل والفرح والبهجة من خلالك. أريد أن أبشر الفقراء بالأخبار السارة مرة أخرى. أريد أن أحرر المذلولين من تسلط إبليس على حياتهم. أريد أن أعصب منكسري القلوب مرة أخرى. أنني أضع ثقتي بك أن لتفعل ذلك.

العالم يحتاجني. العالم يصرخ حولك بحثاً عن أمل. وأنا مصدر الأمل. أنا مصدر الأمل للمرضى والفقراء والمأسورين والمكسورين ولمن مات رجائهم. أحزر من أن تنجرف في تيار هذا العالم نحو اليأس والإحباط. لا تنس أنك شخص مختلف عنهم. أنني أسكن بداخلك. أنت هيكل لي. إن روحي القدوس بداخلك.

أريدك أن تزداد من يوم إلى يوم في الرجاء وتفيض بالفرح من لحظة إلى الأخرى. أريدك أن تكون شهادة عن أمجاد السماء. كل من ينظر إليك يمجد أبى الذي في السماوات. لا تنس أني موجود بداخلك وأريد أن أظهر من خلالك. لا أريدك أن تمتلئ بالرجاء وحسب بل أن تفيض أيضاً لمن حولك. أريد أن يعرف هذا العالم أن لا يزال هناك رجاء. مازال يوجد أمل. لن يجدوه في الطب أو الاقتصاد أو حتى موارد هذا العالم. هذا الرجاء لا يوجد إلا في أنا يسوع المسيح. لقد أتى إبليس ليدمر ويخرب حياة الناس , لكني أتيت لتكون لهم حياة إلهية وتكون لهم إلى حد الفيضان.

عندما كنت على الأرض كنت أنقل لهم بركات السماء. كنت أنقل لهم أمجاد أبى الذي في السماء. كنت القناة التي تصل السماء بهذه الأرض. أريدك أن تكون أنت أيضاً قناة أرسل من خلالها بركات السماء لهذا العالم. أنني أحب هذا العالم. لقد مت لهذا العالم. لقد سفكت دمي لأجله. هذا العالم ثمين عليّ جدًا. أنني اشتريته بدمي. لقد سفكت دمي لأخلصه من اللعنة. لأخلصه من تسلط إبليس ومملكة الظلمة. أتيت لأرد المسلوب.

أذهب وأخبرهم أني قد دفعت ثمن شفائهم. قد افتقرت لأغنيهم. أذهب وأخبرهم أن بركات هذا السماء قد صارت مجانية. أذهب وأبعث فيهم الأمل. كما أرسلني الآب أنا أرسلك. لا تصمت. لا تسكت. أذهب وأخبرهم عما فعلت. لقد دفعت ثمناً غاليًا جدًا – دمي – لأعيد البسمة والبهجة لهذا العالم. أخبرهم أني كما تحننت قديمًا على المرضى والفقراء, فلا يزال قلبي ينبض بالحنان. كما شفقت على المساكين والمكسورين لا أزال أشفق وأتحنن. لازلت أتحنن على المذلولين بالأمراض والذين تسلط إبليس على حياتهم.  أذهب وأخبرهم أني كسرت سيادة إبليس من على حياتهم. لقد قمت من الموت وجردت إبليس من قوته وسلطانه. أذهب وأخبرهم انه لا داعي أن يعانوا الأمراض والأوبئة والفقر والضعف. لا داعي أن يعيشوا مقيدين بقوى الظلمة.

أخبرهم أن يؤمنوا بي. أنة ستنحني لي كل ركبة ممن ف السماء وعل الأرض وتحت الأرض. أنه لي ستجثو كل قوة وسلطان. أخبرهم أن يؤمنوا باسمي. إن أسمي عظيم وقدير. أنه فوق كل اسم يسمى في هذا الدهر وفى الدهر الآتي.

أخبرهم أن يدخلوا تحت سيادتي والى مملكتي. سأسود عليهم بالشفاء والازدهار والبركة والحرية. سأغير حياتهم. سأحول نوحهم إلى فرح وحزنهم إلى رقص. أخبرهم

‘أنا هو الأمل لمن فشل الأطباء في علاجهم.

أنا هو الأمل لمن تسلًّط إبليس عليهم وأذلهم.

أنا هو الأمل لمن تحطمت علاقاتهم وارتباطاتهم.

أنا هو الأمل لهذا العالم. أنا هو نور هذا العالم. أتيت لأبعث رجاءًا وأملاً جديدًا‘. “  أميــن.

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$