القائمة إغلاق

رومية 7 لا يتكلم عن المؤمن Romans 7 Isn’t About the Believers

لسماع المقالة على الساوند كلاود أضغط هنا

لم يُـــــــكتب الكتاب المقدس على هيئة إصحاحات ، إنما وضِـــعَ ذلك لـكــــي نستطـــيـــع إيـــــجاد الآيات بسهولة لذا لكي نفــــــــهم ما يعنيه إصحاحٍ ما في الكتاب المقدس ، يجب أن نعود الى بِــــداية الــــــموضوع في الإصحاحات السابقة.

  • رومية 1

 رومية الإصحاح الأول تتـــــــكلم  عن ” البِـر ” .

رومية 1 :  16 فَأَنَا لاَ أَسْتَحِي بِالإِنْجِيلِ، لأَنَّهُ قُدْرَةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ، لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ، لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ عَلَى السَّوَاءِ (17)فَفِيهِ قَدْ أُعْلِنَ الْبِرُّ الَّذِي يَمْنَحُهُ اللهُ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ وَالَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الإِيمَانِ، عَلَى حَدِّ مَا قَدْ كُتِبَ: «أَمَّا مَنْ تَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ، فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا».

يبدأ بولس كلامهُ عن البر  بالطريقة التي يستطيع فيها الإنسان أن يأخذ هذا البــــِر.  وكيف يتم ذلك ؟ عن طريق قبول المسيح بالإيمان بما عمله يسوع من أجل البشر.

إن كنتَ ترغب أن تدرس أكثر عن البـــِر يوجد مقالة مستقلة على الموقع ” أنتَ بـــَار  وبـــِر الله “.  قِرائتك لمقالة ” أنتَ بار وبر الله ” ستساعدك على فهم هذه المقالة “رومية 7 لا يتكلم عن المؤمن“.

بعدها يُـــــكمِل بولس في وصفِ البشر  قبلَ يسوع ، قبلَ البــــِر الذي أتــــىَ به يسوع.

وهذا نجـِــدهُ من إصحاح 1 : 18  إلى رومية 3 : 20

حيث أن حالة البشر كانت كغنمٍ ضالين وفي عوز لمجد الله ، كانوا يبحثون عن مجد الله ولم يكن مُتاح لماذا ؟ لأن هذا فقط كان على يد يسوع.  لذلك حتى مؤمنين العهد القديم لم يكونوا بــــَاريـــِن ، لقد كان يُــــحسب لهم بــــِراً عندما كانوا يسلكون بإيمان مثل إبراهيم في رومية 4

  بعد ذلك يصل بولس إلى سَرد الحَـل وبالتفصيل موضحاً أين كانت المشكلة.  

   يبدأ بالحديث عن الحَل في رومية 3 : 21  ، ويقول أن البـــِر  بالإيمان بيسوع مستقلاً عن الأعمال. وبعد تقديمهِ للحَـــل بالتفصيل يبدأ بشرحهِ لمشكلة الإنسان.

 

لم تكن المشكلة في الشريعة ، ولم تكن أيضاً في إبليس ، بل المشكلة كانت في روح الإنسان ، هذه الروح الخاطئة هي التي ستموت بعدَ قبولها للمسيح ، والتي تُــــــسمى الإنسان العتيق.

أصل الإنسان وحقيقته هو أنهُ ” كائن روحي ” يَــــــمتـــلك نفس ويــَــسكن في جسد.

الإنسان العتيق هو: روح الإنسان قبل يسوع ، أي روح الإنسان المولودة من إبليس.

الإنسان الجديد هو : روح الإنسان المولودة من الله فهي تــنـتـــج البر.

ملحوظة : كثيراً ما نجد مؤمنين يُصَلون بطريقة خاطئة ويَــــجهلون ما تقولهُ كلمة الله. فيقولونيارب أخطأنا وعوجنا المستقيم ليس بار ليس ولا واحد….”

هذا غير صحيح وغير كتابي خطأ ولا يُظهر معرفة حقيقية بمفهوم البـــَر .

لا تَــــخلط حالة الإنسان قبل يسوع بحالتهِ بعدَ يسوع . أي لم يكن الإنسان باراً قبلَ يسوع ( كما شرحنا سابقاً ، كان يُـحسب لهم براً عندما كانوا يسلكون بالإيمان ) ،

لقد تكلمَ بولس عن حالة البشر قبل يسوع ، ولكنه بدأ بسرد الحل الذي صنعه يسوع للإنسان ، لذا بعدَ يسوع صارَ  للإنسان حالة جديدة في حال قبولهِ وإيمانهِ بالرب يسوع عندها يُـــــولد من الله فيصير بـــَاراً  وبـــــِر الله .

لا تقرأ الكتاب المقدس وكأن كل آية مكتوبة فيه هي لكل مستوى روحي ، لا . لأنك ستجد الروح القدس يتكلم في الرسائل الى مستوايات روحية مختلفة ويسرد وضع الإنسان قبل وبعد السقوط ، لذا لا تُوهم نفسك بأنه يتكلم عنك إلا بعد أن تتأكد من ذلك.

هكذا في هذه الآيات يتكلم بولس عن الإنسان قبل وبعد السقوط.

  • رومية 4

بعد رومية 3 يتجه بولس في إثبات أن البـــِر والبـــــراءة ليس بالأعمال منذ البدء وهذا في رومية 4 ، بل قبلَ مَجـــيء الناموس كان البـــِر بـــالإيـــمان ، وهذا نَـــــراه في قصة إبراهيم الذي آمن بالله فحُسب له ذلك شيء صحيح أي بــــِر.

 

  • رومية 5

في رومية 5 يَـــصِل بولس لخــــــلاصة وهي ، بما أن يسوع أتَّـــــم كُـــل شَــــيء ودفــــــعَ الثمن هيا بنا لنعيش ما صِرنا عَــــليه مستخدماً الآيات بصيـــغة الــــمَـاضي.

(1)فَبِمَا أَنَّنَا قَدْ تَبَرَّرْنَا عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ، صِرْنَا فِي سَلاَمٍ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (2)وَبِهِ أَيْضاً تَمَّ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نُقِيمُ فِيهَا الآنَ؛ وَنَحْنُ نَفْتَخِرُ بِرَجَائِنَا فِي التَّمَتُّعِ بِمَجْدِ اللهِ.

ثم يتكلم ويشرح عن آيات مهمة جداً وتـأثيـــرها … كما أثَّـــــــر آدم الأول بعصيانه (أي خطيئته) على كُـــل الذين أتوا بعدهُ من نسلهِ وجعلوا خطاة بسببهِ رغم أنـهم لم يرتكبوا الخطيئة ولكنهم صاروا خطاة، لأنهُ عندما فعل آدم هذا العصيان فعلهُ بالنيابة عن كل الذين آتوا بعده.

هكذا تأثير آدم الآخير أي الرب يسوع المسيح ، الذي أطــــاعَ الآب فجعلَ كُــــــل الذين بعده (أي الذين سيقبلون يسوع ) يصيرون أبراراً ، رغم أنهم لم يُـــــطيِـــعوا ورغم أنهم لم يكونوا موجودين ولكن يسوع قامَ بفعل ذلك بالنيابة عن كل إنسان ، وكل إنسان يقبل المسيح يأخذ كل ما فعلهُ وقدمهُ يسوع لأجلهِ.

بعدَ ذلكَ يستطرد بولس ويقول أنه كما أثرت الخطيئة في العالم هكذا ستؤثر بشدة طاعة يسوع  بل وأكثر جدا جدا جدا من تأثير الخطيئة في العالم. لأن الرب يسوع قامَ بالحل هنا أثناء وجود الإنسان على الأرض فبالتأكيد سيتم إنتشار تأثيـــر ما فعله يسوع على كل الأرض أكثر من إنتــــشار وتأثيـــر الخطيئة وكِــــلاهما في وجود الإنسان وليس بعد إنتهاء الأرض.

(16)ثُمَّ إِنَّ أَثَرَ خَطِيئَةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ لَيْسَ كَأَثَرِ الْهِبَةِ! فَإِنَّ الْحُكْمَ مِنْ جَرَّاءِ مَعْصِيَةٍ وَاحِدَةٍ يُؤَدِّي إِلَى الدَّيْنُونَةِ. وَأَمَّا فِعْلُ النِّعْمَةِ، مِنْ جَرَّاءِ مَعَاصٍ كَثِيرَةٍ، فَيُؤَدِّي إِلَى التَّبْرِيرِ (17)فَمَا دَامَ الْمَوْتُ بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ، قَدْ مَلَكَ بِذَلِكَ الْوَاحِدِ، فَكَمْ بِالأَحْرَى يَمْلِكُ فِي الْحَيَاةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ الْوَاحِدِ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ  الْمَجَّانِيَّةَ.

أي كل من يقبل يسوع سيَــــملك في هذه الحياة كمَـــــلك ، وستكون سيداً على صحتك وأموالك  وحمايتك وليس لإبليس شيء فيك ، إلا إذا سمحت لهُ بذلكَ عن طريق عدم معرفتك بما تقولهُ الكلمة.

 

  • رومية 6

 

يبدأ بولس بشرح وتفـــسير  عملية البـــر بطريقة رسمية ، أي كيف قامَ الله بجعلنا في البــــِر . ”  إذا متُ معهُ سأقومُ معهُ ” .

أي لماذا أصدق هذا ولا أصدق ذلك !!!

(1)إِذَنْ مَاذَا نَقُولُ؟ أَنَسْتَمِرُّ فِي الْخَطِيئَةِ لِكَيْ تَتَوَافَرَ النِّعْمَةُ؟ (2)حَاشَا! فَنَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطِيئَةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ (3)أَمْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَنَّنَا جَمِيعاً، نَحْنُ الَّذِينَ تَعَمَّدْنَا اتِّحَاداً بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، قَدْ تَعَمَّدْنَا اتِّحَاداً بِمَوْتِهِ؟ (4)وَبِسَبَبِ ذلِكَ دُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ، كَذلِكَ نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي حَيَاةٍ جَدِيدَةٍ. (5)فَمَا دُمْنَا قَدِ اتَّحَدْنَا بِهِ فِي مَا يُشْبِهُ مَوْتَهُ، فَإِنَّنَا سَنَتَّحِدُ بِهِ أَيْضاً فِي قِيَامَتِهِ.

ملحوظة: كثيراً ما ستجد أن هذه الآيات كُـــتِـــبَـــت بصيغة المستقبل في بعض الترجمات و هناك من يستغلون كلام بولس بأنه يتلكم بالتسويف (أي بصيغة المستقبل) وكأن هذا لم يحدث بعد ويجادلون بأن هذا سيحدث في السماء.

ولكن ببساطة ستجد بولس يتكلم في هذه الترجمات عن القيامة أيضاً بالتسويف في حين أنه يقول في رسالة أفسس 2 : 6 أننا قُــمنا معهُ . فهو يتكلم بصيغة الحجة و البرهان أي يقف بعيدا ويبدأ بإستخدام عقله في تحديد الامور.

في عدد 4 يقول كوننا قُـــمنا معهُ في الحياة الجديدة هيا لنعيش ونسلك فيها ، هنا يتكلم عن الطبيعة الجديدة أي الحياة الجديدة ، أي الإنسان الجديد.  وستجد مقالة  ” البــِر ”  تتحدث بإستفاضة عن هذا الموضوع ولكنني أشرح هنا رومية 7 .

ثم يقول بولس في عدد 6 حق كتابي ثمين جداً ، وهو من العجيب عدم فهم هذا الحق الصريح والواضح : ” (6)فَنَحْنُ نَعْلَمُ هَذَا: أَنَّ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ فِينَا قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِكَيْ يُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيئَةِ فَلاَ نَبْقَى عَبِيداً لِلْخَطِيئَةِ فِيمَا بَعْدُ.

الإنسان العتيق ( أي روح الإنسان التي كانت منبع الخطيئة ) قد صُــلـــِب وليس عليه حكمُ الصلب كما يقول البعض الذي يريدون أن يثبتوا أن الإنسان العتيق لا يزال حياً وهذا خطأ.  لكنهم إن أمعنوا بما يفكرون به لأكتشفوا أنهم يقولون بطريقة غير مباشرة أن يسوع لم يمت بل كان عليه حكم الموت لأنه يقول شيء مرتبط بموت يسوع. وهذا طبعاً غير صحيح لأن يسوع قد صُلب ومات وقام وصعد ، وهكذا الإنسان العتيق قد صُلبَ ومَــــات ولم يَـــــعُـــد موجوداً.

 

وما حدثَ معهُ حدثَ معنا. عندما قُـــمنــــَا مع يسوع قُــــمنَــــا بميلاد من الله شخصياً بحياة جديدة ، وكـلمة حياة تأتي في اليوناني ” زوي ” أي نفس نوع حياة الله.

أما بالنسبة للنصف من الآية فهذا لهُ علاقة بـــرومية 7  ، وعندنا نفهمهُ سَـــــنفهم شيئاً هاماً  في إصحاح رومية 7.

نقرأ في الجزء الآخير في رومية 6 : 6  ” (6)فَنَحْنُ نَعْلَمُ هَذَا: أَنَّ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ فِينَا قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِكَيْ يُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيئَةِ فَلاَ نَبْقَى عَبِيداً لِلْخَطِيئَةِ فِيمَا بَعْدُ.

في ترجمات أخرى تُفسر :  مات الإنسان العتيق مع يسوع لكي يصير الجسد غير فعال وغير نشط مع الخطيئة . الإنسان العتيق هو روح الإنسان التي كانت منبع الخطيئة حسب مرقس 7 : 21 ،   والجسد هو الآلة الخارجية أي مثل شاشة الكومبيوتر التي تعرض ما يدور في داخل الجهاز  ولكنها لن تَــــعرُض شيء من ذاتها ، في عدد 13 يقول عن الجسد أنه آلة  ، أي أنهُ ليس له طبيعة في ذاتهِ لأنهُ مُنساق من روحه.

إذاً المشكلة هي في من الذي يعيش في هذا الجسد أي روح الإنسان الخاطيء.

وطبعاً يوجد الإغراءات والخطايا التي تأتي من الخارج وتجول حولَ الإنسان لتوقعهُ في فخاخها ،  وعندما كانت تُعرض عليه هذه الخطايا من الخارج كان الإنسان يتجاوب معها لأنها طبيعة روحه متماشية معها ، وهذا كلهُ في الإنسان الغير مولود من الله.

يُشدد بولس في الآية ويقول أن الإنسان العتيق – مصدر الخطيئة قد مات ، لكي يكون الجسد غير فعال مع الخطيئة التي تعرض عليه من الخارج.  وهكذا صـَـــارَ  الجسد مُـــــنسَاق من طبيعة جديدة مختلفة وهي روح الإنسان الجديد و لم يَــــعُد القديم موجوداً. نجد هذا في : ”  2 كورونثوس 5 : (17)فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ، فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: إِنَّ الأَشْيَاءَ الْقَدِيمَةَ قَدْ زَالَتْ، وَهَا كُلُّ شَيْءٍ قَدْ صَارَ جَدِيداً (18)وَكُلُّ شَيْءٍ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ الَّذِي صَالَحَنَا مَعَ نَفْسِهِ بِالْمَسِيحِ، ثُمَّ سَلَّمَنَا خِدْمَةَ هَذِهِ الْمُصَالَحَةِ.

 

خليقة جديدة  في اليوناني تأتي مخلوق آخر.

الأشياء القديمة  أي الطبيعة القديمة أي الإنسان القديم أي منبع الخطيئة أي الإنسان العتيق.

قد زالت  في اليوناني تأتي بمعنى المنتهي أو الراحل أي لم يعد موجوداً.

هُوذا الكُــل قد صارَ جديد  أي لم يــَعد هُــــنـــاك ظـــــلف مُـــتَــــبقي للعتيـــق ولا أي تــــأثيـــر لهُ ولا أي طِباع لهُ لأنه ببساطة لم يعد موجوداً ، و الموجود فقط هو شخص آخر جديد ، وهذا الكل قد صار الآن. الكل قد صار جديدا.

نعم يوجد من يقولون أن بداخلك إنسانان جديد وعتيق ، هذا غير كتابـــــــي ، لأنهُ في داخلك  ( أي في داخل جسدك ) الآن إنسان واحد وهو المولود من الله. أين العتيق؟ مات مع يسوع في الصليب (قبل القيامة التي خُــــــلق فيها الجديد).  يقول بولس بعد ذلك في رومية 6 : 12 – 14 (12)إِذَنْ، لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيئَةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ فَتَنْقَادُوا لَهَا فِي شَهَوَاتِهِ (13)وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ لِلْخَطِيئَةِ آلات لِلإِثْمِ، بَلْ قَدِّمُوا أَنْفُسَكُمْ لِلهِ بِاعْتِبَارِكُمْ أُقِمْتُمْ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ أَحْيَاءً، وَأَعْضَاءَكُمْ لِلهِ آلات لِلْبِرِّ (14)فَلَنْ يَكُونَ لِلْخَطِيئَةِ سِيَادَةٌ عَلَيْكُمْ، إِذْ لَسْتُمْ خَاضِعِينَ لِلشَّرِيعَةِ بَلْ لِلنِّعْمَةِ.

ليس للخطيئة سيادة عليك. الإنسان الجديد لا يُـــستعبد لخطيئة البتة ، لأنه طبيعة الله وجوهر الله ذاته ، صارَ هذا الإنسان الجديد بــــِر إلاهِهِ  وليس بـــار  في الله.

إن كنت لا تعيش هذا الحق ويبدو مستحيلاً عليك أن تصدقهُ ، فبكل تأكيد ستتعجب من هذه الآيات ولكن ستجدها مشروحة بإستفاضة في مقالة البر.

يقول الكتاب المقدس  في زكريا 2 : 7   (7)أَمَّا الآنَ، فَحرري نفسك يا صهيون يَا مَنْ أَقَمْتُمْ فِي أَرْضِ بَابِلَ.

هذا في يدكَ وأنتَ لا تحتاج الى من يُــــــحَررك ، فقط عليكَ أن تُـــدرك أنكَ حُر  وتسلك بهذه الحقيقة.

ثم يُـــــكمِل في رومية 6  و يَـــــسرد و يُـــــقارن ثـــــمار طبيعتهم في الحالتين قبل وبعد موت الإنسان الجديد. ولاحظ :  ” أما الآن ” …  ( أي أنكم مختلفون الآن) .

(20)فَإِنَّكُمْ، لَمَّا كُنْتُمْ عَبِيداً لِلْخَطِيئَةِ، كُنْتُمْ أَحْرَاراً مِنَ الْبِرِّ. (21)وَلَكِنْ أَيَّ ثَمَرٍ أَنْتَجْتُمْ حِينَذَاكَ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تَخْجَلُونَ بِهَا الآنَ، وَمَا عَاقِبَتُهَا إِلاَّ الْمَوْتَ (22) أَمَّا الآنَ، وَقَدْ حُرِّرْتُمْ مِنَ الْخَطِيئَةِ وَصِرْتُمْ عَبِيداً لِلهِ، فَإِنَّ لَكُمْ ثَمَرَكُمْ لِلْقَدَاسَةِ، وَالْعَاقِبَةُ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

الجسد قابل للتدريب لأنهُ كان معتادا على العتيق ولكنهُ يمكنه التدرب على الجديد ، وهذا عن طريق السلوك وتنمية الإنسان الجديد.  

قبل الدخول في رومية 7 يجب أن نعرف ان الهدف منه هو توجيه وتحديد المشكلة لإظهار الحل.   أي سيكشف بولس أين كانت المشكلة في ظل الناموس و قبل مجيء يسوع  ، ثم نجدهُ يُــــــــحدد أن المشكلة لم تكن في الناموس بل في روح الإنسان التي تسكن في جسده  ، والمشكلة ليست في جسد الإنسان بل في الساكن الداخلي وهو روح الإنسان الخاطيء . 

  • رومية 7

يتكلم بولس في بداية هذا الأصحاح بجملة واضحة كافية بأن تجعل الشخص يفكر بأن كل الأصحاح ليس للمؤمن. حيث يقول (1)أَيَخْفَى عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَأَنَا أُخَاطِبُ أُنَاساً يَعْرِفُونَ قَوَانِينَ الشَّرِيعَةِ أَنَّ لِلشَّرِيعَةِ سِيَادَةً عَلَى الإِنْسَانِ مَا دَامَ حَيّاً؟

 إذا إصحاح رومية 7 لا يتحدث إلا عن شيء يخص الناموس . والناموس يجب أن يتم فهمهُ جيداً لأنه تم الوعظ به كــثيـــراً لدرجة أنهُ سمحَ لأذهان من لا يراجعون هذا التعليم بالتوهم و التصديق عن طريق الخطأ أن المؤمن عليه أن يعيش بالناموس ، وهذا غير صحيح بتاتاً وعكس عمل المسيح. لقد بدأ يسوع ناموس جديد بعد أن قامَ بــتتـــــميم وإلغـــــاء الناموس القديم.   وهذا الناموس الجديد لا يُـــــشبه لوحة تعليمات تقول لكَ كيف تعيش أو كيف تطيعها ،  هذه الـــمرة صارَ الناموس ” طبيعة  ” ، كل المولودين من الله أصبحَ لديهم طبيعة تسكن فيهم وتخرج منهم بعد تنمية الإنسان الجديد الذي لا يوجد غيره.

 الناموس الجديد هو الذي يَـــــخُص الخليقة الجديدة أي المولودين من الله أي الأبرار.

 الناموس الجديد هو : الإيمان .

وهذا الإيمان يَعمَـــــل ويأخذ طاقته من المحبة.

رومية 3 : 20 – 21  (21)أَمَّا الآنَ، فَقَدْ أُعْلِنَ الْبِرُّ الَّذِي يَمْنَحُهُ اللهُ ، مُسْتَقِلاً عَنِ الناموس،  وَمَشْهُوداً لَهُ مِنَ الشَّرِيعَةِ وَالأَنْبِيَاءِ  (22)ذَلِكَ الْبِرُّ الَّذِي يَمْنَحُهُ اللهُ عَلَى أَسَاسِ ناموس الإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ.

 

غلاطية 5 : 6 الإيمان الذي يعمل ويزود بطاقة المحبة.

يوحنا 13 : 34 وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً، كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا، تُحِبُّونَ بَعْضُكُمْ.

عندما يسلك الشخص بالمحبة سيكمل كل الناموس لأن الناموس القديم قواعده المحبة.

رومية 13 : 8 لاَ تَكُونُوا فِي دَيْنٍ لأَحَدٍ، إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً. فَإِنَّ مَنْ يُحِبُّ غَيْرَهُ، يَكُونُ قَدْ تَمَّمَ الشَّرِيعَةَ، (9)لأَنَّ الْوَصَايَا «لاَ تَزْنِ، لاَ تَقْتُلْ، لاَ تَسْرِقْ، لاَ تَشْهَدْ زُوراً، لاَ تَشْتَهِ….» وَبَاقِي الْوَصَايَا، تَتَلَخَّصُ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ: «أَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ!» (10)فَالْمَحَبَّةُ لاَ تَعْمَلُ سُوءاً لِلْقَرِيبِ. وَهَكَذَا تَكُونُ الْمَحَبَّةُ إِتْمَاماً لِلشَّرِيعَةِ كُلِّهَا.

غلاطية 5 : 14 فَإِنَّ الشَّرِيعَةَ كُلَّهَا تَتِمُّ فِي وَصِيَّةٍ وَاحِدَةٍ: «أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ»

إذاً لنـــُلخِص ما يقوله الكتاب المقدس عن ” الناموس” الذي يـــشرحه بولس في رومية 7 ويُــــوَجِه نظرهم على المشكلة التي ليست في الناموس بل في روح الإنسان:

أولاً:   أعطِـــيَ الناموس لشعب إسرائيل وليس للأمم.   مزمور 147 : 20 لذا فهو لا يَـــخُصنا نحن بل يَـــــخص شعب إسرائيل.

وأقوم بشرح رومية 7 ليس لأنه يَــــخصنا نحن الأمم ، بل لأن كثيرون وكثيرات من المؤمنون يريدون إجابة وإثبات أن رومية 7  لا يتكلم عن المؤمن ، وأيضاً من الأساس لا يتكلم عنا نحن الأمم.

 

ثانياً:   أعطـــــِيَ الناموس في العهد القديم ليحمي ويحرس شعب الله من الإختلاط مع الأمم حتى يستطيع أن يأتي يسوع من نسلهم. فلو إختــــلطوا بالأمم لــمـــا تَـــّمَ الوعد ، أقصد الوعد الذي أعطاه الرب لإبراهيم . فقال له بنسلك ستتبارك جميع الأمم .  غلاطية 3 : (22)وَلَكِنَّ الْكِتَابَ حَبَسَ الْجَمِيعَ تَحْتَ الْخَطِيئَةِ، حَتَّى إِنَّ الْوَعْدَ، عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، يُوهَبُ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ  (23)فَقَبْلَ مَجِيءِ الإِيمَانِ، كُنَّا تَحْتَ حِرَاسَةِ الشَّرِيعَةِ، مُحْتَجَزِينَ إِلَى أَنْ يُعْلَنَ الإِيمَانُ الَّذِي كَانَ إِعْلاَنُهُ مُنْتَظَراً (24)إِذَنْ، كَانَتِ الشَّرِيعَةُ هِيَ مُؤَدِّبُنَا حَتَّى مَجِيءِ الْمَسِيحِ، لِكَيْ نُبَرَّرَ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ (25)وَلَكِنْ بَعْدَمَا جَاءَ الإِيمَانُ، تَحَرَّرْنَا مِنْ سُلْطَةِ الْمُؤَدِّبِ (26)فَإِنَّكُمْ جَمِيعاً أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ.

و كان الناموس أيضاً قائداً وموجهاً لهم لكي يعرفوا يسوع الذي سيأتي في نظرهم في ذلك الوقت. ولكن أتى في نظرنا. 

ثالثاً:  كان الناموس يعمل من الخارج أي يتعامل مع الإنسان الذي آخذ طبيعة الظلمة في روحه ويحاول أن يمنعه من إنتاج ثمره الطبيعي وهي الخطيئة ، طبيعة الخطيئة كانت هي طبيعته ، روح الإنسان (الإنسان العتيق) كانت تثمر الخطيئة وتنتجها لأنها مولودة من إبليس….    أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا …. يوحنا 8 : 44

لقد كانت تخرج طبيعياً من أرواحهم ، والناموس لم يكن حلاً بل كان كاشفاً للخطيئة ،  ولكن لاحظ لقد وضع حداً لتدخل إبليس في حياة هؤلاء الذين سلكوا به على الأرض.  ملك الموت من آدم إلى موسى ولم يقل يسوع.    رومية 5 : (14)أَمَّا الْمَوْتُ، فَقَدْ مَلَكَ مُنْذُ آدَمَ إِلَى مُوسَى، حَتَّى عَلَى الَّذِينَ لَمْ يَرْتَكِبُوا خَطِيئَةً شَبِيهَةً بِمُخَالَفَةِ آدَمَ، الَّذِي هُوَ رَمْزٌ لِلآتِي بَعْدَهُ.

إرميا 31 : 33 يَقُولُ الرَّبُّ: «سَأَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَوَاخِلِهِمْ، وَأُدَوِّنُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً (34)وَلاَ يَحُثُّ فِي مَا بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ إِلَهَكَ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً سَيَعْرِفُونَنِي، مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، لأَنِّي سَأَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ مِنْ بَعْدُ».

أي أن الله سيضع الشريعة فيهم ولن تكون شيء دخيل على طبيعة الخطيئة التي فيهم بل ستكون طبيعتهم الأساسية. وكون الله يقول أنني سأضعها في قلوبهم بمعنى آخر يقول أنها لم تكن في طبيعتهم.

 في العهد القديم كان الناموس يحاول أن يمنع الطبيعة التي بداخل مؤمني العهد القديم (الغير مولودين من الله) ليس فيهم طبيعة البر.

في العهد الجديد صار المؤمنون مولودين من الله وبهم طبيعة تنتج البر – أي ما هو صحيح فقط. فهم لا يحتاجون إلى شيء من الخارج ليمنعهم عن الخطيئة لأن الذي في داخلهم كله صحيح.

 

 رابعاً:   لم يُـــعطــَى الناموس للذين يريدون أن يسلكوا ويفعلوا الأمور الصحيحة. 1 تيموثاوس 1 : (6)هَذِهِ الْفَضَائِلُ قَدْ زَاغَ عَنْهَا بَعْضُهُمْ، فَانْحَرَفُوا إِلَى الْمُجَادَلاَتِ الْبَاطِلَةِ، (7)رَاغِبِينَ فِي أَنْ يَكُونُوا أَسَاتِذَةً فِي الشَّرِيعَةِ، وَهُمْ لاَ يَفْهَمُونَ مَا يَقُولُونَ وَلاَ مَا يُقَرِّرُونَ! (8)إِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ الشَّرِيعَةَ جَيِّدَةٌ فِي ذَاتِهَا، إِذَا اسْتُعْمِلَتِ اسْتِعْمَالاً شَرْعِيّاً. (9)إِذْ نُدْرِكُ أَنَّ الشَّرِيعَةَ لاَ تُطَبَّقُ عَلَى مَنْ كَانَ بَارّاً، بَلْ عَلَى الأَشْرَارِ وَالْمُتَمَرِّدِينَ، عَلَى الْفَاجِرِينَ وَالْخَاطِئِينَ، وَالنَّجِسِينَ وَالدَّنِسِينَ، وَقَاتِلِي آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، وَقَاتِلِي النَّاسِ، (10)وَالزُّنَاةِ وَمُضَاجِعِي الذُّكُورِ، وَخَطَّافِي النَّاسِ وَالْكَذَّابِينَ وَشَاهِدِي الزُّورِ.

 

تــَشبيه:   عندما أقود سيارتي وأقف عندما تضيء الإشارة باللون الأحمر ، أبقى واقفاً الى أن  تضيء الإشارة باللون الأخضر ، هل أستحق المدح على هذا الموقف ؟ أم هذا شيء طبيعي ؟ طبعاً ! هذا هو الطبيعي …  وعندما أقود السيارة ولا أصدم أحداً من الــــمَـــارة أو الـــمُــــشاة بل أتخذُ حذري وأسعى لسلامتهم دون حتى لمسهم بالسيارة ، هل أستحق مكافأة على هذا الموقف ؟ أم هذا شيء طبيعي ؟

  هل سيأتي ورائي ضابط المرور ليشكرني بأنني لا أصدم أحداً ؟ بالطبع لا.     لأن هذا هو الشيء الطبيعي المتوقع من أي شخص صالح.   ولكن متى يأتي ضابط المرور ( لنَـــعتبـــرهُ وكأنهُ الـــمُــــمَـــثِــــل للناموس ) ليُـــوقف أحد السائقين ؟ عندما يبدأ هذا الشخص بالإصطدام بأحد الـــمَارة أو الـــمُــــــشاة أو بكسر إشارة المرور أو عندما يَـــتعدى أي من القوانين.

 

إذا الناموس ليس للصالحين ، لأن الصالحين لا يفعلون الشيء الصحيح بسبب الناموس بل لأنهم إختاروا القيام بالفعل الصحيح. ولكن الناموس وضِــعَ للمُـــتَــــعدين الذين يحتاجون لمن يوقفهم عن شرهموهذا ما يقوله الكتاب المقدس عن الناموس في الشاهد الأعلى عن مؤمني العهد القديم.

 مثلاً :  أيوب و إبراهيم وإسحق ويعقوب و يوسف كانوا قبل الناموس ، ولكنهم فعلوا الصواب دون الناموس . ورغم عدم وجود الطبيعة الجديدة فيهم ، لكنهم أحبوا الله وسمعوا وصاياه وفعلوا الصواب بدون قانون ليلجمهم ، والناموس جاءَ بعدهم .

 

خامساً:  كانت نهاية الناموس على يد يسوع ، لقد أتمهُ و بدأ بنوع آخر  ” وهو الخليقة الجديدة ” التي تصنع البـــِر كطبيعتها .   لم يَـــعُـــد هناك قانون ضد المؤمن لأن يسوع أنهىَ على الناموس.   رومية 10 : 4 “فَإِنَّ غَايَةَ (أي مكان وصولها ونهايتها) الشَّرِيعَةِ هِيَ الْمَسِيحُ لِتَبْرِيرِ كُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ.”  أحد الترجمات تقول : ” لأن بيسوع نهاية الناموس…”

 

أي أن عَمَل الناموس كان الى حين وجود يسوع وبعدها ينتهي العمل بهِ ، لقد كان يحمل الأصل ولكنهُ لم يكن هو الأصل … هدف الناموس كان توصيل يسوع للأرض وبعدها يتوقف دوره ،   ويستلم يسوع الذي هو الأصل لينقذ الأرض.

أتعجب لماذا يعظ الناس عن الناموس ويطلبوا من المؤمنين أن يلتزموا به.   لقد وضعَ يسوع حلاً آخر  وهو أن يكون طبيعتهِ فيك عن طريق أن تولد منه ، فتنتج البِــــر من ذاتك وتكون شهادة وكلمة حية ، ” أنتم رسالة الله الحية” .   2 كورونثوس 3 : 3 وَهَكَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّكُمْ رِسَالَةٌ الْمَسِيحِ

هناك ملحوظة هامة جداً:   عندما يقول أحداً ما : ” إن يسوع حمل الدينونة”  فبهذا كأنه يقول أن يسوع لم يسلك قانونياً  ( أي بحسب الناموس) وإســـــتثـــــنـــى الناس الـــمُذنـــِبين و الـــــمُدانِيــــن لكي يصلح الأمر. هذا القول هو خرق للناموس ، لأن يسوع أتـــــَى وعَــاشَ القانون بالكامل ثم أتــَمهُ  وحملَ عُقوبته بدلاً عن كل الذين تَــــعدوه ، وبعد ذلك قــــَامَ بإلغاءهِ ووضعَ قانوناً آخر.

هناك من يحاول أن يعطي تشبيه ليَمثلوا مشهد الصليب في قصة فيقولون :

يُــــشبه الإنسان الخاطي شخصاً يغرق في المياه وجاءَ الرب يسوع وأنقذهُ من الغرق بإنتشالهِ لهُ من المياه أي من الخطيئة.  وهذا غير صحيح !!!  إن أردتَ أن تُـــمثل هذا المشهد وتضعهُ في قصة إليكَ ما يجب أن تقولهُ:  يُـــشبه الإنسان الخاطي إنسان غارق في الخطية يحتاج لمن ينقذهُ ، فجاءَ الرب يسوع وأخذَ مكانهُ وغرقَ بدلاً منهُ وبهذه الطريقة إنتشلهُ وأنقذهُ.  

رومية 7 : 1 – 6

 (1)أَيَخْفَى عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَأَنَا أُخَاطِبُ أُنَاساً يَعْرِفُونَ قَوَانِينَ الشَّرِيعَةِ أَنَّ لِلشَّرِيعَةِ سِيَادَةً عَلَى الإِنْسَانِ مَا دَامَ حَيّاً؟ (2)فَالْمَرْأَةُ الْمُتَزَوِّجَةُ تَرْبِطُهَا الشَّرِيعَةُ بِزَوْجِهَا مَا دَامَ حَيّاً. وَلكِنْ، إِنْ مَاتَ الزَّوْجُ، فَالشَّرِيعَةُ تَحُلُّهَا مِنَ الارْتِبَاطِ بِهِ. (3)وَلِذَلِكَ، فَمَا دَامَ الزَّوْجُ حَيّاً،  تُعْتَبَرُ زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ الزَّوْجُ تَتَحَرَّرُ مِنَ الشَّرِيعَةِ، حَتَّى إِنَّهَا لاَ تَكُونُ زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ. (4)وَهَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً يَا إِخْوَتِي،  فَإِنَّكُمْ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ الَّذِي مَاتَ، قَدْ صِرْتُمْ أَمْوَاتاً بِالنِّسْبَةِ لِلشَّرِيعَةِ، لِكَيْ تَصِيرُوا لآخَرَ، إِلَى الْمَسِيحِ نَفْسِهِ الَّذِي أُقِيمَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، مِنْ أَجْلِ أَنْ نُثْمِرَ لِلهِ. (5)فَعِنْدَمَا كُنَّا فِي الْجَسَدِ، كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الْمُعْلَنَةِ فِي الشَّرِيعَةِ عَامِلَةً فِي أَعْضَائِنَا لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ. (6)أَمَّا الآنَ، فَنَحْنُ قَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ الشَّرِيعَةِ، إِذْ مُتْنَا بِالنِّسْبَةِ لِمَا كَانَ يُقَيِّدُنَا، حَتَّى نَكُونَ عَبِيداً يَخْدِمُونَ وَفْقاً لِلنِّظَامِ الرُّوحِيِّ الْجَدِيدِ، لاَ لِلنِّظَامِ الْحَرْفِيِّ الْعَتِيقِ.

يُشَـــبِـــه الروح القدس من خلال بولس علاقة الخاطي (قبل الميلاد الثاني)  كأنهُ مثل المرأة التي كانت مرتبطة برجل ( أي الشريعة) ثم مات زوجها  فصارت حرة لترتبط بشخص آخر.

عدد 5 يقول أننا عندما كنا في الجسد أي حِسِــــيين و نَـــــسلك بحسب الحواس الخمسة أي الطبيعة القديمة المتصفة بالحواس الخمسة كانت روح الإنسان خاطئة وليس فيها طبيعة الله.   (5)فَعِنْدَمَا كُنَّا فِي الْجَسَدِ، كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الْمُعْلَنَةِ فِي الشَّرِيعَةِ عَامِلَةً فِي أَعْضَائِنَا لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ.

ما معنى الخطايا المعلنة في الشريعة :    كأنك تتكلم مع شخصٍ مدمن على الخمر  وأنتَ تُـــمسك بيدكَ كأس خمر  وتـَـــقول لهُ لا تـــــشرب الخمر. هذا الشخص مدمن وأنتَ لا تُـــــــريد أن تـــــجعلهُ يـــَــشرب أكثـــــر ، ولكنهُ في نفس الوقت أنتَ تُــــذكرهُ بالشيء الذي يُـــــحاول نِسيانه ولا يستطيع.

هكذا كانت الشريعة ، تقول للإنسان لا تزنِ ، في حين أن الشخص الغير مولود ثانية يُريد فعل ذلك،  وخاصةً أن الخطية كانت تُـــعرض عليه ، فكلاهما الشريعة والخطية كـــانــَتا تُــــــذكرهُ بها فيسعى لفعلها ليس لأن الشريعة سيئة بل لأن طبيعتهِ الخاطئة تنتج من الداخل أي روح الإنسان. 

ولكنه يقول أننا الآن لسنا كذلك في عدد 6

(6) أَمَّا الآنَ، فَنَحْنُ قَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ الشَّرِيعَةِ، إِذْ مُتْنَا بِالنِّسْبَةِ لِمَا كَانَ يُقَيِّدُنَا، حَتَّى نَكُونَ عَبِيداً يَخْدِمُونَ وَفْقاً لِلنِّظَامِ الرُّوحِيِّ الْجَدِيدِ، لاَ لِلنِّظَامِ الْحَرْفِيِّ الْعَتِيقِ.

ملحوظة : يتكلم بولس بصيغة الشخص الذي يعيش القصة ، تماماً مثلما تَـــسرُد أنتَ موقفاً قد عبرتَ فيه وتَـــــقوم بسردِه لشخص آخر ، فتبدأ بالكلام وتتكلم بصيغة الـمُــتضارع القصصي, لتعيش الدور والأحداث كما كانت ، فتقول ” أقول له كذا فيقول لي كذا ” ، في حين أن الحدث الذي تسرده قد مَـــــرَّ عليه شهور أو سنين.

(7)إِذَنْ، مَاذَا نَقُولُ؟ هَلِ الشَّرِيعَةُ خَاطِئَةٌ؟ حَاشَا! وَلكِنِّي مَا عَرَفْتُ الْخَطِيئَةَ إِلاَّ بِالشَّرِيعَةِ. فَمَا كُنْتُ لأَعْرِفَ الشَّهْوَةَ لَوْلاَ قَولُ الشَّرِيعَةِ: «لاَ تَشْتَهِ!» (8)وَلَكِنَّ الْخَطِيئَةَ اسْتَغَلَّتْ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ فَأَثَارَتْ فِيَّ كُلَّ شَهْوَةٍ. فَإِنَّ الْخَطِيئَةَ، لَوْلاَ الشَّرِيعَةُ، مَيِّتَةٌ.

الشريعة ليست سيئة بل الخطيئة التي في روح الإنسان إستغلت الفرصة .  يقول بولس لولا الشريعة لما إكتشفت الخطيئة من الغير خطيئة.   (9)أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ مِنْ قَبْلُ عَائِشاً بِمَعْزِلٍ عَنِ الشَّرِيعَةِ؛ وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَتِ الشَّرِيعَةُ عَاشَتِ الْخَطِيئَةُ، (10)فَمُتُّ أَنَا. وَالْوَصِيَّةُ الْهَادِفَةُ إِلَى الْحَيَاةِ، صَارَتْ لِي مُؤَدِّيَةً إِلَى الْمَوْتِ.

كان بولس عائشا بعد الشريعة بمئات السنين لذلك فالشريعة موجودة قبل بولس ،  ولكنهُ يتكلم أنه عندما كان طفلاً غير مدركاً للشريعة والخطيئة كان غير مُدان من أي شيء ، ولكن عندما بدأ يَـــكبـــُر وبــــَدأ يـــُدرك ، بدأ يعرف أنه أخطأ بسبب وجود الشريعة فمات.

فهنا يتكلم عن سن الطفولة، فعندما كان طفلاً لم يعرف انه خاطئ حتى جاءت الشريعة وأخبرته. فالطبيعة القديمة تشبه فيروس كان موجود في الأصل وتم تنشيطه بواسطة الشريعه. تتواجد بعض الفيروسات في الجسم وتكون خاملة لكنها تنشط بعوامل معينة، وهكذا الطبيعة القديمة (طبيعة الخطية) استغلت الشريعة لتنشط.

(11)فَإِنَّ الْخَطِيئَةَ، إِذِ اسْتَغَلَّتِ الْوَصِيَّةَ، خَدَعَتْنِي وَقَتَلَتْنِي بِهَا (12)فَالشَّرِيعَةُ إِذَنْ مُقَدَّسَةٌ، وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ

الخطيئة هنا ليست التي في الخارج بل في الداخل – في روحه قبل الميلاد الثاني.   المشكلة ليست في الشريعة وهذه هي الخلاصة التي يريد إيصالها في كل كلامه.   يريد أن يوضح أن المشكلة تكمن في روح الإنسان وهو يتكلم عنها هنا بإسم الخطيئة التي فِيّ أي في جسدي.

وهنا السؤال: من هو الذي في جسده؟   روحِهِ الإنسانية.

لذلكَ هو يُـــــشِـــير لروحه الإنسانية وليس لحمهِ وعظمهِ، وإلا لقَـــالَ جسدي دون إضافة في جسدي.  (13)فَهَلْ صَارَ مَا هُوَ صَالِحٌ مَوْتاً لِي؟ حَاشَا ! وَلَكِنَّ الْخَطِيئَةَ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَنَّهَا خَطِيئَةٌ، أَنْتَجَتْ لِيَ الْمَوْتَ بِمَا هُوَ صَالِحٌ، حَتَّى تَصِيرَ الْخَطِيئَةُ خَاطِئَةً جِدّاً بِسَبَبِ الْوَصِيَّةِ.

 هذه وظيفة الشريعة. كشفت حياة الإنسان قبل الميلاد الثاني.  (14)فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ الشَّرِيعَةَ رُوحِيَّةٌ؛ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ بِيعَ عَبْداً لِلْخَطِيئَةِ

الشريعة هي روحية ولكن المشكلة أن الإنسان (قبل الميلاد الثاني) لا يَــقبــَل ما لروح الله ، 1 كورونثوس 2  ، لأنهُ حِـــــسِـــي أي يَـــــسلك بحواسه الخمسة ، وليس لهُ القُــــدرة على السلوك بِـــروحِه ولا حتى التواصل مع عَـــالم الروح.

 أما نحن المؤمنون أي المولودون ثانيةً يتكلمُ عَنَــــا الكتاب المُقدس أننا إفتُـــدِينا من السلوك بالحواس الخمسة ، فصارَ  الإنسان المولود من الله لهُ السلطة الكاملة لإخضاع الجسد والسيطرة عليه. رومية 8 : 9 وَأَمَّا أَنْتُمْ، فَلَسْتُمْ تَحْتَ سُلْطَةِ الْجَسَدِ بَلْ تَحْتَ سُلْطَةِ الرُّوحِ، إِذَا كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِناً فِي دَاخِلِكُمْ حَقّاً.

يتكلم بولس أن جسده مَبـــيـــع تحت الخطيئة التي في روحه ، وهذه هي النتيجة:

 (15)فَإِنَّ مَا أَفْعَلُهُ لاَ أَمْلِكُ السَّيْطَرَةَ عَلَيْهِ: إِذْ لاَ أُمَارِسُ مَا أُرِيدُهُ، وَإِنَّ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَعْمَلُ (16)فَمَا دُمْتُ أَعْمَلُ مَا لاَ أُرِيدُهُ، فَإِنِّي أُصَادِقُ عَلَى صَوَابِ الشَّرِيعَةِ (17)فَالآنَ، إِذَنْ، لَيْسَ بَعْدُ أَنَا مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ، بَلِ الْخَطِيئَةُ الَّتِي تَسْكُنُ فِيَّ (18)لأَنَّنِي أَعْلَمُ أَنَّهُ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، لاَ يَسْكُنُ الصَّلاَحُ: فَأَنْ أُرِيدَ الصَّلاَحَ ذَلِكَ مُتَوَفِّرٌ لَدَيَّ؛ وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَهُ، فَذَلِكَ لاَ أَسْتَطِيعُهُ (19)فَأَنَا لاَ أَعْمَلُ الصَّلاَحَ الَّذِي أُرِيدُهُ؛ وَإِنَّمَا الشَّرُّ الَّذِي لاَ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أُمَارِسُ (20)وَلكِنْ، إِنْ كَانَ مَا لاَ أُرِيدُهُ أَنَا إِيَّاهُ أَعْمَلُ، فَلَيْسَ بَعْدُ أَنَا مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ، بَلِ الْخَطِيئَةُ الَّتِي تَسْكُنُ فِيَّ.

 والنتيجة هي أن الخطيئة التي في روحهِ ستسود والجسد لا يسيطر عليه ، فتكون النتيجة أنه يُــــريد أن يفعل ما تقوله الشريعة ولكنه لا يستطيع ، لماذا ؟ لأن الطبيعة التي فيه أي التي في روحه والتي تسكن في جسده هي التي تعطيه قوة للسقوط في الخطيئة ، رغم أنه يرى الشريعة ويُريد أن يحياها ولكنه يعجز عن طاعة ما يُريد فعلهُ والذي يتوافق مع ذهنهِ على أنه صحيح ولكن عند الفعل لا يستطيع.

 

تأتي في ترجمات أخرى أنه : ” أريد أن أفعل الصواب و لكنه لا توجد القوة لفعلهِ “.

 (21)إِذَنْ، أَجِدُ نَفْسِي، أَنَا الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ مَا هُوَ صَالِحٌ، خَاضِعاً لِهَذَا النَّامُوسِ (22)أَنَّ لَدَيَّ الشَّرَّ. فَإِنَّنِي، وَفْقاً لِلإِنْسَانِ الْبَاطِنِ فِيَّ، أَبْتَهِجُ بِشَرِيعَةِ اللهِ (23)وَلكِنَّنِي أَرَى فِي أَعْضَائِي نَامُوساً آخَرَ يُحَارِبُ الشَّرِيعَةَ الَّتِي يُرِيدُهَا عَقْلِي، وَيَجْعَلُنِي أَسِيراً لِنَامُوسِ الْخَطِيئَةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي (24)فَيَا لِي مِنْ إِنْسَانٍ تَعِيسٍ ! مَنْ يُحَرِّرُنِي مِنْ جَسَدِ الْمَوْتِ هَذَا.

 الناموس الذي يتكلم عنه هو ناموس الخطيئة والموت أي طبيعة الخطيئة التي تعمل كالقانون الذي يسيطر على كل شيء فيه ، أي في روحه يوجد قوة للسقوط والخطأ.

أشبهها وكأننا نحاول أن نجعل الحصان يَــــمشي على قدمين إثنين ويتكلم ويأكل كالبشر ، ولكن هذا مستحيل ، لأن في داخلهِ قوة وصفات وجينات تدفعه لكي يسلك كحصان.

ولكن إن حاول الإنسان أن يتدنى ويـَــسلك كحصان فهذا ممكن ، يستطيع أن يمشي على أطرافه الاربع ويقلد الحصان….. هذا ممكن …  ولكن هذا تَــــدني من مكانتهِ وصفاتهِ الحقيقية.

 يقول بولس: أرى في أعضائي أي في داخل جسدي حيث تسكن روحي وهي في كل خلية من خلايا جسدي طبيعة تعطيني الطبيعة الشريرة.

 ويصرخ بولس قائلاً : أريد حلاً من هذه المشكلة. روحي الإنسانية مقتنعة بأن ما أفعله خطأ ولكن ليس هناك قوة لفعل ما هو صواب ، ويحي ، من ينقذني من هذا البيت الذي صارَ سِجنـــي.   لأن روح الإنسان تسكن في هذا الجسد فهو أرادَ الرحيل لأنهُ رفضَ أن يعيش هكذا ، الموت أفضل. 

ثم يَرد ويَــــقول: لكن شكراً ليسوع . (25)أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا!    كلمة ” لكن” تأتي في اليوناني بمعنى : يُعتَــبـــر كل ما سبقَ صِفر  . أي ما سيأتي شيء أفضل مما سبق ويستعيضه أي بدلاً منه. لقد وجدَ الحل في يسوع.                                               ولكنه تَــــكلمَ بلمحة عن الحل ولم يستفيض فِيه ، لكنهُ قامَ بتلخيص المشكلة لكي يبدأ في التكلم عن الحل بتفصيلهِ.

 

وهنا أتعجب إن كان بولس وجد الحل…    لأنهُ إن كان الشخص لم يسمع تفسير رومية إصحاح 7 قبلاً ، كان ليستنتج أن كل ما كان يعاني منهُ وجدَ لهُ الحل في يسوع .   ولكن بولس لم يَـــذكر  ” يسوع ”  في كل الإصحاح السابع ، من العدد 7 إلى نهايتهِ.    هذا يَـــدل أنهُ كان يتكلم عن الناموس وعن حياتهِ أثناء الناموس.

يُـــــلخص بولس المشكلة قبلَ ان يستفيض في الحل الذي في يسوع ، والذي قد لــــمحَ عنه في عدد 24 ، فهو كأي واعظ يُــمكنهُ أن يتطرق إلى أمور جانبية لها علاقة بالموضوع الأساسي ثم يعود ويُـــــــلخص النقطة السابقة وبعدها يعود ليــــــذكر الحل بإستفاضة.

(25) إِذَنْ، أَنَا نَفْسِي مِنْ حَيْثُ الْعَقْلِ، أَخْدِمُ شَرِيعَةَ اللهِ عَبْداً لَهَا؛ وَلَكِنَّنِي مِنْ حَيْثُ الْجَسَدِ، أَخْدِمُ نَامُوسَ الْخَطِيئَةِ عَبْداً لَهُبمعنى ، إني أوافق على الناموس بذهني وروحي تتفق ان الشريعة هي الصحيحة ولكنني في النهاية لا أخدم إلا ناموس الخطيئة ، أي أنني عبد للخطيئة التي في روحي والتي تسكن في جسدي ،  وهذه هي المشكلة الاساسية.

ثم يبدأ بذكر الحل بإستفاضة في رومية الإصحاح  8 ، ولو تَـــرقبته ستجد أنه ذكرَ أن الحل الجذري قد حدث في يسوع. في رومية 8 : 2 – 3  تَــــخلص من جذور المشكلة وهي الناموس أي طبيعة الخطيئة التي كانت في داخلهِ وجاءَ ناموس آخر  أي طبيعة أخرى وهي ناموس روح الحياة ،   وكلمة ” الحياة ” في اليوناني تعني هنا  ” نفس نوع حياة الله ”   ” زوي ”  أي طبيعة الله ، وهذه الحياة هي فقط من حررتهُ من طبيعة الخطيئة والموت التي كانت فيه: (2)لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ حَرَّرَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيئَةِ وَمِنَ الْمَوْتِ. (3)فَإِنَّ مَا عَجَزَتِ الشَّرِيعَةُ عَنْهُ، لِكَوْنِ الْجَسَدِ قَدْ جَعَلَهَا قَاصِرَةً عَنْ تَحْقِيقِهِ، أَتَمَّهُ اللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ، مُتَّخِذاً مَا يُشْبِهُ جَسَدَ الْخَطِيئَةِ وَمُكَفِّراً عَنِ الْخَطِيئَةِ فَدَانَ الْخَطِيئَةَ فِي الْجَسَدِ.

 

لا دينونة على الذين صاروا في المسيح أي قبلوا المسيح.   (1)فَالآنَ إِذاً لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيَّةُ دَيْنُونَةٍ بَعْدُ. السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح.

أي الذين أدركوا ما صاروا عليه. وهذا قد أدركوه في الروح أنهم أبرار وبدأوا بالسلوك به.

وهذا يوضح أن ليس كل المؤمنين يسلكون بحقيقتهم ، لماذا ؟  لأنهم لا يعرفون هذا الحق.   معظم المؤمنين يعتقدون بوجود طبيعتان في داخلهم ، في حين أن العكس قد تَـــمَ الآن ، لأنهُ أصبحَ فينا طبيعة أخرى وصارَ بإمكاننا القول:

كُــــلما أريد أن أفعل الحُسنى أجد القوة لفعلها هللويا!   وهذه هي الطبيعة الجديدة التي صِرتُ عليها .

هذه حقيقتك إكتشف من أنت من كلمة الله.

المقالة علي اليوتيوب 

 

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

2 Comments

  1. زكريا Khalil

    إرميا 31 : 33 يَقُولُ الرَّبُّ: «سَأَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَوَاخِلِهِمْ، وَأُدَوِّنُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً (34)وَلاَ يَحُثُّ فِي مَا بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ إِلَهَكَ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً سَيَعْرِفُونَنِي، مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، لأَنِّي سَأَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ مِنْ بَعْدُ».
    أي أن الله سيضع الشريعة فيهم ولن تكون شيء دخيل على طبيعة الخطيئة التي فيهم بل ستكون طبيعتهم الأساسية. وكون الله يقول أنني سأضعها في قلوبهم بمعنى آخر يقول أنها لم تكن في طبيعتهم.
    في العهد القديم كان الناموس يحاول أن يمنع الطبيعة التي بداخل مؤمني العهد القديم (الغير مولودين من الله) ليس فيهم طبيعة البر.

    كنت كثيرا أتسأل في نفسي لماذا يكون بداخلي طبيعتين واحدة شريرة تريد فعل الخطية و واحدة خيرة تريد تعمل الخير
    وكنت أقول إيه بقى فايدة مجيء المسيح وموته وقيامته مادام أنا زي ما أنا مش عارف انتصر على الخطية . مفرتش حاجة عن أي إنسان لا يؤمن بالمسيح.
    إلى أن أفتقدتني نعمة الله بهذا الحق الموجود في موقع الحق المُغير للحياة ، وأدركت إنني بار وأمتلك طبيعة البر التي تصنع البر ، وأن طبيعة الخطيئة ماتت ولا تتواجد في روحي . هللوياااااااا . وعلمت إنني أملك وأسود على الخطية والجسد والعالم وشهواته . وغير هذا الحق حياتي بطريقة لا توصف .
    شكراً للرب ولفريق الحق المغير للحياة
    هذا المقال هو مقال أنت بار وبر الله ، أقوم بقرأتهم من وقت لأخر لأنه حق ثمين وينبغي أن يتوخل في إدراكي وفهمي حتى ما يصير نظام تفكيري الذي أحيا به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$