القائمة إغلاق

سبعة خطوات للحكم على النبوة جزء2 Seven Steps for Judging Prophecy

سادسا : هل تكون النبوات سببا في العبودية أم الحرية؟

الخطوة السادسة المطلوبة في الحكم على النبوة هي أن تسال, “هل تكون النبوات سببا في الحرية أم العبودية؟”

(2كو4: 13) فإذ لنا روح الإيمان عينه، حسب المكتوب «آمنت لذلك تكلمت» — نحن أيضا نؤمن ولذلك نتكلم أيضا “.

لاحظ أول كل شئ, العبارة, “إذ لنا روح الإيمان عينه…” لو أن شئ تم في نفس روح الإيمان الذي نحن في داخله, سوف ينتج هذا حرية. لو العكس, سوف يجلب عبودية.

ينقاد الكثيرين إلى العبودية بدلا من النور والتحرير. لا يريد الله ربط الناس أو حبسهم في عبودية. فالله مهتم بتحرير الناس- إطلاقهم من العتق.

لو أن الناس من نفس الروح, سيعرفون هذا. ما هو هام “نفس الروح”. كما ذكرت, لم اعرف اى شئ عن ثمر هذا المبشر, لكن عندما حضرت خدمته, اكتشفت انه لا يملك “نفس الروح” الذي امتلكه.

سيقول شخص ما, “ربما تكون مخطئا.”   لا, يستطيع المؤمنين إكتشاف إن كان شئ ما خطأ في أرواحهم. فيمكنهم إكتشاف وملاحظة إلتباس؛ وخلل هناك. عندما تلاحظ مثل هذا الشئ, أنصحك بأن تكون في غاية الحرص.

أريدك الآن أن تلاحظ رو8 : 15 , “إِذْ إِنَّكُمْ لَمْ تَنَالُوا رُوحَ عُبُودِيَّةٍ يُعِيدُكُمْ إِلَى الْخَوْفِ، بَلْ نِلْتُمْ رُوحَ بُنُوَّةٍ بِهِ نَصْرُخُ: «أَبَا! أَبَانَا!”.

تتكلم كورنثوس الثانية عن امتلاكنا لـ “نفس الروح” روح الإيمان. لكنه لا يزال روح – الروح القدس- الذي هو روح الإيمان. نرى في رومية إننا لم ننال “روح العبودية”. نتيجة لذلك, “نفس” هذا الروح الذي نمتلكه ليس هو روح العبودية. لا, تقول (رو8: 15) “إذ لم تنالوا روح العبودية أيضا للخوف…”

لن يقودنا الله رجوعا إلى الخوف. فنحن قد تحررنا من روح الخوف هذا. لقد نلنا روح القوة والحرية, مجدا لله!

ستجد أن بعض الخدمات النبوية تجلب العبودية بدلا من الحرية. سمعت رفيق لي, كأمر مُّسلم به بالنسبة له, ادّعى بأنه يكون نبي. افترض انه كان في وقت ما؛ قد استخدمه الله على الأقل. فصلت رفقتي معه بعد حضوري واحدة من اجتماعاته وسماعي له يقول, “يجب عليك فعل ما أقوله, لاننى نبي.” لا, لا يعنى هذا انك مُجبر على فعل ما يقوله شخص ما وإتباع كل فكرة لديه عن أمور غير ضرورية لمجرد انه نبي. بالطبع لم يدّعى بأنه يتكلم حينها تحت وحى من روح الله. لكنه مازال يريد الناس أن تؤمن مثلما فعل هو.

قال, “يجب عليك تصديق هذا مثلما فعلت أنا, ويجب عليك أن تطيعني” لقد حير الشعب وربطهم بدلا من تحريرهم. جاء الىّ البعض منهم وهم تقريبا باكين, قائلين, “أيها الأخ هيجن, اننى مرتبك ومتحير بالكامل. أنا لا افهم.”

قلت, “أنسى هذا. أنساه! انه مخطئ. لم يكن هذا صحيحا. لان ذلك جلب لك العبودية.”

لذلك يمكننا الحكم على تلك الأمور. لو أن النبوة تجلب عبودية, فهي غير سليمة. تقول الكلمة, “… حيث روح الرب, هناك حرية” (2كو3: 17) يتوقف بعض الأشخاص هناك تماما ويأخذون الحرية الخاطئة.

كان يحاول هذا الرفيق, على الرغم من انه قد كان لديه تحرك الهي في حياته ذات وقت, أن يبث بعض الأفكار الملتوية التي تخصه بإخبار الناس, “يجب عليكم أن تصدقوا كل شئ أقوله وافعله اوّد أن أخبركم به, أو إنكم لن تفعلونه, لاننى المتكلم بالنيابة عن الله. فهو لا يتكلم من خلال اى جسد إلا أنا.”

(عندما يصبح شخص ما متكبرا, فهو يتجاوز الحدود. يستخدم الله أشخاص كثيرين مختلفين, وليس فقط رجل واحد.)

(2كو 11: 20) “فَإِنَّكُمْ تَحْتَمِلُونَ كُلَّ مَنْ يَسْتَعْبِدُكُمْ، وَيَفْتَرِسُكُمْ، وَيَسْتَغِلُّكُمْ، وَيَتَكَبَّرُ عَلَيْكُمْ، وَيَلْطِمُكُمْ عَلَى وُجُوهِكُمْ”.

لن يفعل الله اى من تلك الأمور. فالإنسان هو من سيفعل كل تلك الأشياء لك. يتحدث هذا الشاهد ببساطة عن استغلال شخص ما لك. يحاول الكثير من الناس أن “يستغلوا” كل شخص في إمكانهم. فانك تتألم وتعانى لو أن شخص ما يستغلك.

لاحظ التعبير “أن كان احد يستعبدك.” أسال نفسك هذا السؤال بخصوص النبوات: هل تكون سببا في جلب الحرية أم العبودية؟ لو إنها تسبب عبودية, فهي تأتى من مجرد رجل أو من الشيطان؛ ليست من الله. اننى أتذكر سماعي لرفيق أطلق على نفسه نبي ويقول, “اننى نبي الله. لو انك تريد الوصول إلى السماء, يجب عليك فعل ما أخبرك به. لو انك تفعل ما أؤمن به- لكن بسبب أن شخص ما آخر قال لك أن تفعل هذا – فانك لا تزال غير قادر على ذهابك للسماء. يجب عليك فعل هذا لاننى أخبرك به. وينبغي أن تحيا مثلما أخبرك أنا, أو انك لن تنجح. ربما تكون بالفعل تعيش بهذه الطريقة الآن, لكن لو انك لا تفعل هذا لاننى أخبرك بهذا, فلن تفلح.”

وأضاف, “يجب عليكن أيتها النساء أن تلبسن مثلما أخبركن به. حتى لو إنكن تلبسن بهذه الطريقة بالفعل, فلن تذهبن إلى السماء ما لم تفعلن هذا لأننى أخبرتكن به. وأنا أقول لكن بألا تلبسن أى شراب حرير. إلبسن شراب من القطن وإلا لن تذهبن إلى السماء!”

إلهي العزيز, أفضل فقط سماعي لحمار ينهق عند منتصف الليل في حظيرة – كما نقول في (تكساس) – عن سماعي لهذا, أليس كذلك ؟ ومع ذلك فهذا هو ما قاله. أتذكر اننى ضحكت عندما سمعته. حقا, كان هذا مُحّرك للعواطف فلم يكن هذا مضحكا, فهذا أمر يدعو الشخص للبكاء.

بالتأكيد لم يدعو هذا الأمر هؤلاء الناس إلى الحرية. بل إلى العبودية! نتيجة لذلك, لم تكن نبوات هذا الرجل صحيحة, اليس كذلك؟ لدينا شواهد كتابية صحيحة للحكم عليهم, اليس كذلك؟ لم يكونوا على صواب.

تعرض لنا الفقرة في (اع20) إن ما حدث في الكنيسة الأولى ما زال يحدث اليوم:

(اع20: 28-30) “فَاسْهَرُوا إِذَنْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَعَلَى جَمِيعِ الْقَطِيعِ الَّذِي عَيَّنَكُمْ بَيْنَهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ نُظَّاراً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اشْتَرَاهَا بِدَمِهِ (29)فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ بَعْدَ رَحِيلِي سَيَنْدَسُّ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ، لاَ تُشْفِقُ عَلَى الْقَطِيعِ (30)بَلْ إِنَّ قَوْماً مِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُونَ وَيُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ مُنْحَرِفَةً، لِيَجُرُّوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ .”.

يتكلم بولس عن أمرين مختلفين هنا: أولا, ستدخل ذئاب خاطفة من خارج الإخوة, لتأكلها وتقسّمها. (لدينا تلك الذئاب الخاطفة اليوم, اليس كذلك؟) ليس لدى هؤلاء الأشخاص اهتمام بخير وسعادة الرعية. فهم مهتمون بأنفسهم فقط؛ وليس “بالإبقاء على الإخوة.

ثانيا, يحذر بولس بالروح القدس أن مثل هؤلاء الأشخاص سيقومون حتى من داخل الرعية, خالقين تحزب وانقسام و”…. يتكلمون بأمور ملتوية, ليجتذبوا التلاميذ وراءهم.” ( لو أن هذا نابع من الله, فلن يخلق انقسام وتحزب.).

اننى غير مهتم بقيادة التلاميذ وجرهم ورائي. يوجد الكثير من “الأنبياء” وآخرين حول العالم يبنون ممالك لأنفسهم, ويبشرون ويقودون الناس لفعل الخطأ.

يدعى البعض بأنهم “رسل”, لكنهم رسل كذبة.

يدعى آخرون بأنهم “أنبياء”, لكنهم أنبياء كذبة.

نحتاج إلى فهم أن جسد المسيح هو واحد! ونحتاج إلى أن نظل مخلصين و أمناء, سالكين في احترام ووقار اتجاه الله والإنسان, معطين الإكرام للجسد بأكمله.

نفس الأمور التي تنطبق على الأنبياء تظل صحيحة بخصوص المبشرين أو اى موهبة خدمة أخرى. كنت راعيا لمدة 12 سنة, واعتقد أن الكثير من الرفقاء في الحقل التبشيري ينبغي أن يصبحوا رعاه لمدة. بعدئذ لن يودوا فعل بعض الأمور التي كانوا يصنعوها.

من ناحية أخرى, اعتقد انه ينبغي على بعض من هؤلاء الرعاة أن يتم دفعهم خارج عشهم وجعلهم يخرجون ويحتكون لفترة من الزمن. حينها سيعرفون كيف يعاملون المبشر.

غالبا ما تتسلط الأنانية في وسطنا. يجتذب الواعظين التلاميذ ورائهم, غير مبقيين على الرعية. يتحارب الواعظين فيما بينهم في بعض الأحيان, غير معتبرين للحفاظ على الرعية –وغير واضعينهم في الاعتبار.

كنت في وقتا ما متأكدا في روحي أن الله يقودني لأرعى كنيسة معينة. كان راعيها مغادرا في نفس الوقت الذي كنت أغادر فيه كنيستي.

بسبب عدم وجود سيارة لديه, قمت بتوصيله إلى كنائس معينة تبحث عن راعى فبذلك يستطيع المحاولة بالوعظ إليهم. بعد رجوعي لكنيسته, سالنى, “أيها الأخ هيجن, هل أنت مهتم بالمجئ إلى هنا؟ “أجبته, “لو أن الشعب يحب أن يستضيفني, فمن المحتمل أن أكون كذلك.”

قال, “حسنا” لقد ذكر لي البعض هذا.”

ذكر هذا كل الاجتماع, وكان يبدوا عليهم الاستجابة بلطف. لكن جاء ابن عمه حينها, وبدلا من اتخاذ نفس قرار الجماعة, وقف الراعي أمام الشعب وإقترح إبن عمه كراعى جديد.

وأضاف قائلا, “حسنا, إن الأخ هيجن مهتم بالمجئ أيضا.”

نهضت على الفور, متصرفا بمحبة, وقلت, “لا, إننى لا أرفع إسمي أبدا. إنك مخطئ بشأن ذلك. إننى لم أنصّب إسمي, ولو أن أى شخص فعل, إنسحب في الحال.” وركبت سيارتي وغادرت.

همس الرب إلى قلبي, “لا تزعج نفسك بهذا سأنفذ كل شئ. إنهم الوحيدين الذين سيعانون؛ وليس أنت.”

رفضت أن ادخل في نزاع بشان هذا. كنت أفكر فيما هو حسن في الناس. بمجرد أن ذهبت في طريقي. فتح لي الرب باب آخر, وبقيت في ذلك الحقل الرعوي لسنة تحت إرادة السماحية.

لكن لا يزال ابن عم الراعي غير حاصل على كنيسة. فقطعه شخص ما آخر وأخذها, واستمرت في الهبوط إلى أسفل وأسفل وأسفل. ثم غادر ورجعوا ليكونوا في إرادة الله. فدعوني لأكون راعيا لهم, وباركنا الله بمقدار لا يُقاس. لكن يمكنك أن ترى إننا كنا متأخرين سنة. لقد كان يمكن أن يكون الأمر مختلفا. وربما قد استطاعوا أن ينقذوا أنفسهم بكل صعوبة بسماعهم لله منذ البداية.

لكنني لم أقف أبدا وأقول, “إنك الآن مخطئ في تباعيتك لله, وستعانى لما فعلته. ليس هذا صحيحا.”   لا, حافظت على فمي مغلقا, مودعا إياهم, وغادرت. أنجح الله الأمر كله.

ينبغي أن نعمل بمحبة سواء أن اى شخص يبادر لنا نفس المحبة أم لا. إننا مسئولين أمام الله. ولاينبغى فقط على الواعظين والمبشرين أن يحيوا بطريقة صحيحة ويتصرفون بطريقة سليمة؛ بل ينبغي على العلمانيين أن يعيشوا باستقامة ويتصرفون بلياقة أيضا. ينبغي علينا جميعا أن نسلك بمحبة – ونقُّدم (نضع) إخوتنا الآخرين أولا. لقد حظينا بالعديد من الاختبارات طوال تلك الخطوط في الخدمة. أتذكر الوقت الذي كنت اعقد فيه أنا وزوجتي اجتماع لبعض الإخوة, ولا اعرف لماذا دعونا في العالم للتبشير لهم, لكن حدث وأخذت أسبوع حر, لذلك ذهبنا إلى هناك. (كانوا يعيشون في ولاية أخرى.)

ظللنا في منزل الراعي معهم. كنا ضيوفهم. لم نذهب إلى هناك من قبل. لم يقولوا شيئا عن الأكل, ولم يحددوا لنا اى شئ لنأكله. كانوا ينهضون في الصباح ويغادروا المنزل. كنا ننبش من حولنا لنرى إن كنا نستطيع أن نجد شئ ما. كان لدينا القليل جدا لنأكله.

شك واحد من الشمامسة في شئ ما. كان يعيش في شارعهم, وجاء وسالنى كيف حالنا, أجبته, “ياه, إننا بخير جميعا, أيا الأخ.” لم انوي أن اسبب اى مشكلة للراعي. (عرفت أشخاص مثلهم كانوا سيقعون فى مشكلة سريعا بدون تّدخل في ذلك!)

قال الشماس, “يوجد ثلاجة الآن في الخلف بمنزلي, وهى ممتلئة لحمة. تعالى فقط واحصل على اى شئ تريده.”

ثم سالنى, “أين الرعاة؟”

فكرت في التغطية لمصلحتهم. فقلت , “حسنا, لديهم بعض المكالمات ليأخذوها”. (والتي كنت متأكدا إنهم يفعلون ذلك.)

في الأحد الأخير كُنا هناك, رجعنا إلى منزل الراعي بعد خدمة الصباح بينما كنت أشاهد الأخبار في التلفاز حوالي 12.30 مر الرعاة بى. ولم يقولوا أبدا, “وداعا؛ سوف نراك” أو اى شئ. بل بمجرد إنهم غادروا ولم يعودوا أبدا.

كنا جالسين هناك بدون اى شئ لنأكله. في النهاية, خرجت زوجتي, التي كانت في غرفة أخرى, وقالت, “إلى أين ذهبوا؟ “فقلت, “أنا لا اعرف. اننى افترض إنهم ذهبوا ليجلبوا شئ ما للأكل. “كنت اعرف انه لم يوجد الكثير في الثلاجة.

عند الساعة 2 لم يكونوا قد رجعوا, وبدأنا أن نصبح جوعي. نظرنا في الثلاجة ووجدنا شريحة (Bologna) وبيضتين. فسلقنا البيض.

قلت, “سأصعد إلى الركن واجلب المقلاة من ثلاجة هذا الرفيق فنستطيع أن نذيبها بسرعة في الماء ونقليها.”

ثم قلت, “لا, استطيع فعل ذلك, لأنه لو اننى ذهبت هناك, فسيسالنى, أين الرعاة؟” وسأكون مضطرا لأقول, أنا لا اعرف وسيقول, ” حسنا, الم يأخذونك للخارج ويطعمونك؟ وسأضطر للرد قائلا, حسنا, لا. وسيتعجب ما هي نوعية الرعوية التي يمتلكونها. لذلك لا يمكنني أن اذهب إلى منزل هذا الشماس, لان ذلك سيوقع الرعاة في مشكلة معه.”

حينئذ نهض جسدي. ( لا تخبرني الآن أن جسدك لا يقوم ويظهر أبدا.) بدأت في أن أكون غاضبا قليلا. ذهبت إلى التليفون وفى الواقع رفعت السماعة. قلت, “سأتصل لمسافة طويلة بملاحظ المقاطعة. سوف أساله, “ما هو نوع المبشرين الموجودين هنا, على أية حال؟ اننى تعبت من هذا!”

ثم وضعت السماعة. قال قلبي, “لا, لا يمكنك التصرف بهذه الطريقة. ليست هذه محبة. ستورطهم في مشكلة مع ملاحظ المقاطعة لو انك فعلت ذلك – وسيقعون في مشكلة سريعا.”

لم استطع اكتشاف اى شئ آخر لأفعله فيما عدا أكل تلك القطعة من (Bologne) والبيضة ومجرد نسيان ذلك. فكرت في هذا للحظة, وقررت أخيرا أن اسخن السيارة وأغادر؛ لم ابقي حتى خدمة المساء. وعندما لم اظهر, سيضع ذلك الرعاة تحت المنظار!

سيسال أعضاء كنيستهم, “أين الأخ هيجن؟” وسيضطرون للقول, “لا نعرف, فهو قد غادر بينما كنا في الخارج.” سيتعجب الشعب, “ما الذي جعله يغادر؟”

لكننا لم نفعل ذلك, أيضا بل استمرينا, عقدنا الاجتماع, وتصرفنا وكان شيئا لم يحدث. بذلنا ما في وسعنا.

لماذا احتملت كل ذلك؟ لأبقى على الرعية موحدين على الأغلب. ما هو الاختلاف الذي سنصنعه في كثير من الجيران – المبشرين والعلماء على السواء – لو إننا نقدم أخونا الأخر أولا في الكرامة ونعطى اعتبار لكنيسة الرب يسوع المسيح في تصرفاتنا.

سابعا : المسحة تسكن (ثابتة) في داخلك

الخطوة السابعة والأخيرة للحكم على النبوة موجودة في يوحنا الأولى:

(1يو2: 20, 27) “أَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ، وَجَمِيعُكُمْ تَعْرِفُونَ الْحَقَّ (21)فَأَنَا أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ لَيْسَ لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْحَقَّ، بَلْ لأَنَّكُمْ تَعْرِفُونَهُ وَتُدْرِكُونَ أَنَّ كُلَّ مَا هُوَ كَذِبٌ لاَ يَأْتِي مِنَ الْحَقِّ (22)وَمَنْ هُوَ الْكَذَّابُ؟ إِنَّهُ الَّذِي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ حَقّاً. إِنَّهُ ضِدٌّ لِلْمَسِيحِ يُنْكِرُ الآبَ وَالابْنَ مَعاً (23)وَكُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الابْنَ، لاَ يَكُونُ الآبُ أَيْضاً مِنْ نَصِيبِهِ. وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالابْنِ، فَلَهُ الآبُ أَيْضاً. (24)أَمَّا أَنْتُمْ، فَالْكَلاَمُ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مُنْذُ الْبَدَايَةِ، فَلْيَكُنْ رَاسِخاً فِيكُمْ. فَحِينَ يَتَرَسَّخُ ذَلِكَ الْكَلاَمُ فِي دَاخِلِكُمْ، تَتَوَطَّدُ صِلَتُكُمْ بِالابْنِ، وَبِالآبِ (25)فَإِنَّ اللهَ نَفْسَهُ قَدْ وَعَدَنَا بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ (26)كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ هَذَا مُشِيراً إِلَى الَّذِينَ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُضَلِّلُوكُمْ (27)أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ نِلْتُمْ مِنَ اللهِ مَسْحَةً تَبْقَى فِيكُمْ دَائِماً. وَلِذلِكَ، لَسْتُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يُعَلِّمُكُمُ الْحَقَّ. فَتِلْكَ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا هِيَ الَّتِي تُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ. وَهِيَ حَقٌّ وَلَيْسَتْ كَذِباً. فَكَمَا عَلَّمَتْكُمُ اثْبُتُوا فِي الْمَسِيحِ. ”

الكلمات المذكورة في العددين السابقين “مسحة” تعنى نفس الشئ “أما انتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم …” أترى, عندما لا تكون الأمور على ما يرام, يخبرك شئ ما في داخلك – المسحة التي من الرب, المسحة الثابتة فيك – بذلك. فالروح القدس موجود ليخبرك أن كانت الأمور ليست على ما ينبغي أن تصبح عليه, وستعرف فورا.

(لو إننا مارسنا النظر إلى أرواحنا بهذه الطريقة, سيمنع هذا الكثير من الخطأ الذي يحدث في الاجتماعات.)

لا اسمح أبدا بان يتم سوء استخدام مواهب الروح في اجتماعاتي. كنت أعظ في كنيسة ما, وأشارت زوجة الراعي إلى زوجها, منذ مجئ الأخ هيجن إلى هنا, لم نعانى اى مشكلة مع الأخت الفلانية والعلانية ومع الأخريات.”

قلت, “لماذا, لا, لم يكن لدى مشكلة معهم.”

قالت زوجة الراعي, “أنت تلاحظ إنهم لا يعلنون كل ما يدعون امتلاكه في خدمات الأخ هيجن. فيظلوا ساكتين.”

استمر هذا الراعي وزوجته في شرح أن تلك النساء مزقوا بعض من خدماتهم بما يطلقون عليه “النبوات” وترجمات الرسائل بالألسنة. كانت تلك “النبوات” خاطئة. لم تكن متوافقة مع كلمة الله. لم تكن تعليمية أو بنائية, وكانت تقود إلى العبودية.

كانوا الرعاة متعجبين من السلوك الحسن لهؤلاء النساء في خدماتي صاحوا, “لماذا,انتن صامتين كالفئران.”

أجبتهم, “أنا متعجب لماذا ؟ لم اقل لهن اى شئ, لكن لو انحرفن عن المسار, ساصحّحن وأقيمهن بمحبة.”

قالت زوجة الراعي, “حسنا, أيها الأخ هيجن, لك كم التصرف في الخدمة. وهناك شئ بشان هذا الأمر – إنهن يعرفن انك القائم بالخدمة, وهن خائفات منك.”

عندما تجرى الأمور على غير ما يرام في الاجتماع – عندما يسئ شخص ما استخدام المواهب – فانا لا اعتقد إننا مضطرين للتورط في هذا ومجرد ابتلاع الطُعم. لو إننا فعلنا هذا, يعتقد الشعب (وخاصة الشباب منهم) إننا لا نعرف الفرق بين عمل المواهب الصادق والمُّزيف؛ بين الحقيقي والكاذب. ينبغي أن نعلم الشعب بمحبة. لو أنهم لن يقبلوا التصحيح والتقويم – ولو أصروا على موقفهم الخاطئ – سيكون علينا أن ننتهرهم بمحبته من على المنبر. اننى افعل ذلك في اجتماعاتي. اننى أسعى مجتهدا لفعل هذا بمحبة. ربما تكون قد سمعتني أنادى طالبا لأشخاص في بعض الأوقات. فأقول, “عليك أن تنتظرني الآن للحظة هنا …”

لا يعنى هذا أن ذلك الشخص بعيدا تماما عن المسار الصحيح؛ لكن هذا يعنى أنهم يسيئون استخدام المواهب وغير متوافقين في بعض الأمور.

يريد الأشخاص الذين يمتلكون قلوب صحيحة ونقية أن يتم تعليمهم. الأشخاص الذين لا يريدون أن يتعلموا, ليس من السليم البدء معهم. لو اننى ابتعدت, كنت اوّد أن أريد للناس التعلّق بى. واتخذ التعليم. وأكون في مساري كنت لأقر باننى كنت على خطا.

يكون لدينا في كثير من الأحيان افتخار زائف بشان أنفسنا. ولا نريد أن نقر بذلك لو إننا قد ارتكبنا خطأ. لكن لو انك تقول انك لم تخطئ أبدا في الحياة, ستكون كاذبا. لذلك ربما تتقدم أيضا وتعترف بأنك قد ارتكبت أخطاء.

دعونا نتخذ مسار التصحيح والتقويم أن كنّا نريد ذلك. ودعونا ندرك أن تلك المسحة موجودة في داخلنا, مجدا لله. وهو قد قال انه بتلك المسحة نعرف كل شئ. هذا ما قاله الكتاب المقدس. أما أن يكون هذا هو الحق أو الكذب.

يقول بعض الناس, “أنا لا اعرف.” لو انك لا تعرف, فهذا بسبب انك لا تسمع للمسحة التي بداخلك , لان الروح فيك ليُّعلمك ويخبرك بامورا. ويمكنك أن تعرف فورا عندما يكون شئ ما في غير مساره.

من المذهل لي كيف سيعرف الأطفال الصغار عندما تكون الأمور خاطئة في حين أن البالغين يجهلون الفرق. أتذكر في وقت ما عندما كان عمر ابني حوالي 9 سنوات وكان حاضرا معي في الخدمة.

كانت هناك أمورا تجرى بالسنة وترجمة وهى غير متوافقة, لكنني لم اقل كلمة واحدة أبدا, لان ذلك لم يحدث في الجزء الخاص بخدمتي فحدث بينما كان الراعي يعظ, لذلك لم تكن مسئوليتي.

أثناء قيادتي إلى المنزل في تلك الليلة, صاح (كين) وقال, “يا أبى, لم يكن ذلك من الله, اليس كذلك؟”

قلت, “ماذا, يا بني؟”

قال, “ياه, ما كان يحدث هناك تلك الألسنة والترجمة. لم يكن هذا نابعا من الله. لم يكن هذا مصدره الروح. كان هذا مجرد صنعهم, اليس كذلك؟”

اعتقدت في نفسي, إبتلع هذا الراعي المسكين الطُعم. أستطيع أن أؤكد ذلك بالطريقة التي كان يتصرف بها. كان يبدو مثل القطة التي التهمت الكناريا. كان يعتقد أن ما كان يفعله الله رائعا – ولم يفعل الله شيئا!

كانوا مجرد بعض الأشخاص الذين يتصرفون بالجسد, ويتصنعون مظاهر. وأدرك طفل ذات 9 أعوام أنه هناك إختلاف!

لا عجب في إننا نفقد الشباب والأصدقاء. فهم يريدون الحقيقة ! ويؤمنون بالحق. عندما نجلس وتبتلع كل شئ ونتصرف كأننا لا نعرف الاختلاف بين الحقيقي والكاذب, سامحين لمجرد اى شئ يحدث, فنفقدهم.

لقد جئت إلى المكان حيث أؤمن أنها مسئوليتي بالنسبة للشباب في التعامل مع ما هو كاذب. سبب واحد جعل الحركة Hippie تخرج إلى حيز الوجود بسبب أن الشباب كانوا مرضى وتعابي من الخداع والتضليل. كانوا يبحثون عن الأصل والحقيقي, وعلى الرغم من ذلك كان يبحثون في المكان الخاطئ لو إننا ككنيسة لن نمنحهم الحقيقة, من سيفعل؟

ينبغي علينا أن نشجع الناس ليحبوا الله والآخرين ويحبون المؤمنين الآخرين ولا يفرقون بين الإخوة. يقضى بعض الأشخاص كل وقتهم في الصراع مع بعض الكنائس الأخرى التي لا يتوافقون معها.

كنت سابقا معمدانى من جنوب الولايات المتحدة. ونلت شفائي على فراش المرض عندما كنت مراهقا, نلت الامتلاء بالروح القدس, وكبرت خلاف صغير مع المعمدانيين. لقد نلت شفائي ورأيت الشفاء في الكتاب المقدس, وفكرت في إنهم سيصبحون سعداء لمعرفة أن هذا كان صحيحا. ولم يكونوا كذلك.

كان بالأولى لهم أن أكون ميتا على أن أنال شفائي, لان هذا الموت كان سيثبت إنهم على صواب – أي أن الشفاء ليس لنا. عندما نلت شفائي, كان هذا مصدر إحراج لهم. فكنت معمدانى أذهب هنا وهناك شاهدا بكوني شفيت!

أقر طبيبي الخاص, الذي كان ينتمي لنفس الكنيسة المعمدانية التي كنت فيها, بأن هذه معجزة. لم يستطع إنكار ذلك. قالها بهذه الطريقة, “أنا قلت طوال الوقت ما لم تتدخل قوة عليا, إنك لن تحيا.”

لقد صدّقت وعد الله. حصلت على الكتاب المقدس الخاص بجدتي, وذاكرته, مارست الإيمان. فحدث شفائي كنتيجة لاتحاد الأمور مع بعضها. فلم يكن مجرد ما فعله الله لي؛ بل اشترك ايمانى بالله. فاستجاب لايمانى وصلواتي.

قال راعىّ المعمدانى, على اى حال, “ظل الولد المسكين في السرير لمدة طويلة إلى أن فقد عقله. فالشفاء لا يخصنا اليوم.” لقد عّلم بهذه الطريقة. لذلك لم يقبلوا المعمدانيين الجنوبيين شهادتي. من السهل أن تجعل شوكة صغيرة من المجادلة تكبر نحو الأشخاص الذين لن يقبلون شهادتك.

إسترجعت نفسي قليلا. وإستمريت في التبشير بالشفاء, لكنني لم أعقد خدمات عامة للشفاء. صليت من اجل الناس على انفراد.

ثم بدأت في رفقة مع شعب الإنجيل الكامل. وقد حذرونى المعمدانيين منهم, قائلين أن تلك الألسنة كانت من إبليس. لكن امنوا هؤلاء الأشخاص بالشفاء مثلما فعلت أنا, لذلك رافقتهم. ومثلما قال رفيق في شرق (تكساس), إنها مثل ضفة وادي ضيق منزلق. لو انك استمررت في الدوران حوله, ستقع فيه.”

لذلك وقعت ونلت الامتلاء بالروح القدس.

بدون وعى, بدأت في النزاع مع المعمدانيين. ولم أربح أبدا واحدا منهم لطريقة تفكيري, ولم اجعل واحدا منهم يمتلئ بالروح القدس أبدا. لم أغير واحدا منهم أبدا. لا يمكنك عمل ذلك بهذه الطريقة لو أن بعضا منهم جاء إلى خدماتي وعرفت إنهم موجودين, سأتركهم يحصلون على هذا! لكن الله صحح طريقة تفكيري. فروح الله سيفعل ذلك, لكنه سيفعل هذا بمحبة. حدث وبينما كنت أصلى بالسنة ذات يوم. كنت اعتقد اننى قد كنت أصلى لمدة 15 دقيقة. اكتشفت لاحقا اننى كنت أصلى لمدة 4ساعات ونصف. بينما كنت أصلى بالسنة, ترجم روح الله الألسنة واخذنى إلى الإصحاحات الثلاثة الأولى في كورنثوس الأولى.

كانت هذه المجموعة من الكورنثوسيين جسدية. كان يوجد حسد وغيرة وتحزب وانقسام ومجادلة فيما بينهم. كانوا يسلكون وكأنهم “مجرد رجال.” ومع ذلك بدا بولس بتذكيرهم بكينونتهم, وألم الجرح بقوله, “وَأَنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، وَالْمَسِيحُ لِلهِ.” (1كو3: 23).

قال لي الرب, “لو انك في نفس هذا الموقف مع بعض المبشرين الذين تعرفهم وتكتب لهذه المجموعة, فبالأحرى ستقول, ينبغي عليكم أيتها المجموعة المرتدي الحمقى أن تخترقوا في الصلاة وتكونوا متوافقين مع الله. وحتى تلك اللحظة, كان هذا بالضبط ما كنت سأقوله. لكن الرب قال, “يا بولس لا تفعل ذلك؛ فروح الله لم يفعل ذلك. فوجد بولس مكانا حيث يمكنه متابعتهم وتشجيعهم لينمو. اخبرهم, إنكم للمسيح والمسيح لله. كل الأشياء ملكا لكم. هيا – انهضوا إلى المستوى الذي يخصّكم!”

وقال لي الرب, “لو انك ستجد المكان حيث تستطيع رمى الصنارة بين المعمدانيين وتتوقف عن المجادلة, ستنالهم.”

توقفت عن الصراع معهم منذ تلك الدقيقة. ومجرد اننى مررت ملقيا الصنارة فيما بينهم – وبين الكنائس الأخرى, أيضا – مجدا لله. كان يوجد دائما مكانا ما يمكننا أن نلقى فيه الصنارة لنصطاد.

في اللحظة التي فعلت فيها هذا, بدءوا الرعاة وزوجاتهم بالامتلاء من الروح القدس. عندما تبدأ في محبة الناس بدلا من المجادلة معهم فيمكنك بذلك مساعدتهم.

لذلك ينبغي علينا أن نحكم على أنفسنا في بعض الأحيان عندما نفعل ذلك, دعونا نصحح أنفسنا. تذكر, ليس من العار أن نكون مخطئين؛ بل من الخزي أن نظل مخطئين. لو إننا مخطئين, شكرا لله, فيمكننا أن نستقيم ونعّدل أنفسنا ونفعل الصواب, لا يهم من نكون.

أن تلك المسحة في داخلك. فالكتاب المقدس يعلن. ينبغي أن يكون لدينا إدراك واعي بالكفاية لنعرف متى تخرج الأمور عن مسارها ونعّدل ونقّيم من ذلك. يظل نفس الأمر صحيحا بالنسبة للأنبياء والنبوات. عندما يأتوا هؤلاء الرفقاء مجتذبين التلاميذ ورائهم قائلين أن جميع الآخرين مخطئين فيما عدا هم, ولا يهم ما هو نوع الإعلان الذي يحدث, فلتظل بعيدا عنهم, وستكون بذلك صانعا الأمر الصحيح والسليم.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$