القائمة إغلاق

قوة القلب الشاكر The Power of a Grateful Heart

 كنت مستاءً من رجلي. و كنت غاضبًا على إبليس وعلى أي شخص يقترب منى.

لم تغمض عينّي طوال هذه الأيام. كان هذا بعد عيد العمال عام 2004. كنت في مركز واحدة من أشد المعارك التي واجهتها لأجل الشفاء. فمنذ أيام قليلة, إنكسرت إحدى فقرات ظهري. كان وجع- مثل ألم الأسنان- يمتد من أعلى فخذى حتى أصابع قدمي.

طوال حياتي, تعرضت لأصابات كثيرة في الرياضة, وقعت كثيراً من على خيل, دخلت حوادث كثيرة بالسيارات .. لكن في كل هذه المرات, لم أصب بصورة أسوأ من التي أصبت بها هذه المرة.

كل ما كنت أركز عليه هو الألم وكيف أتخلص منه. تعامل الله معي في هذه النقطة, لكن بطريقة مختلفة تماما عما كنت أتخيله.

 في وسط كل هذه الآلام

وضع روح الله في روحي أن أصرخ من كل قلبي في إمتنان وشكر لأبى السماوي لأجل كل ما فعله لأجلى.

 تسبيح في الشرفة الخلفية

كنت جالسًا هناك أواجه ليلة أخرى مستيقظاً فيها حتى الصباح. فقد كانت إحدى الوسائد الحرارية ملفوفة حول رجلي من أسفل وأخرى تلف فخذى. (الوسائد الحرارية: هي وسادة من طبقة رقيقة تمتلئ بسائل وتوصل بسخان كهربي لتدفئة السائل وتستخدم في حالة كسور العظام). كانت درجة حرارة هذه الوسائد مرتفعة على قدر ما أستطيع, لكن لم يبدو أن أي شئ قد آتى بنتيجة- فقد كنت مستلقياً على ظهري وأبكى. لم أشعر أبداً بأي امتنان أو شكر. لم أبدو أبداً في حالة شاكرة.

في وسط كل هذه الآلام وضع روح الله في روحي أن أصرخ من كل قلبي في إمتنان وشكر عميق لأبى السماوي لأجل كل ما فعله لأجلى. وبدأت أصلي وأتكلم في قلبي.

“أبى السماوي! كم أنا ممتن لك بالشكر. أشكرك لأن رجلي الأخرى لم تصب بأذى, أصابعي كلها تعمل جيداً, ورأسي لا يوجد بها أي أذى.” في وسط كل هذا الألم, ومن قلب مطيع عبّرت عن شكري وامتناني لله, بإيمان.

  تسبيح أكثر- أم أقل

ظللت أشكر بإيمان ليس بالمشاعر أو بالمزاج لكن بإرادة متعمدة نابعة من إيمان. لقد فعلت في هذه الليلة شئ, فعلته مرات كثيرة من قبل. قررت من هذه اللحظة أنى لن أعود أتكلم بالطريقة التي أشعر بها, أو بحال جسدي أو بظروفي, فبدلاً من التركيز على الألم والجرح, ملأت أفكاري وفمي بشكر وإمتنان لأجل حياتي وعائلتي. ولأجل كل تلك السنين التي قضيتها في الخدمة ولأجل كل الأشياءالصالحة  التي تذكرتها في روحي.

بدأت أشكر وأسبح الله وكلما شكرته أكثر كلما قل الألم الذي أشعر به في رجلي. وبينما أعبر عن شكري وإمتناني بدأ الله يتكلم إلى قلبي,و كلما تكلم أكثر كلما شعرت بتحسن, كل يوم كنت أتحسن. لم يكن يوماً واحداً أسوأ من الأيام التي سبقته.

توجد عدة أمور كانت السبب الذي أوصلنى إلى المكان الذي ظهر فيه الشفاء الكامل في جسدي. آلاف من شركائي في الخدمة, وكثير من المؤمنين الممتلئين بالروح القدس الذين يتكلمون كلمات الإيمان, وكثير من الأطباء الذين يؤمنون بالشفاء الإلهي, وأصدقائي وعائلتي. جميعهم قاموا بتوحيد إيمانهم بإيماني.

لكن مع هذا, لا شئ كان له تأثير أكبر من القرار الذي إتخذته في تلك الليلة وأنا في الشرفة الخلفية. في اللحظة التي بدأت أشكر الله فيها لأجل كل شئ يسير حسناً في حياتي, كنت في طريقي للخروج من المشكلة.

إن لم تعيد توجيه نظرك, فستبتلعك المشكلة.

 إذن أعد توجيه أنظارك

 إن كنت ستفكر في هذا الأمر, ستجد أنه لا يوجد لدينا سوى اختيارين في هذه الأوقات التي نواجه فيها ضغوط شديدة. هذان الاختياران هما: إما أن نوجه أنظارنا وتركيزنا على المشكلة أو على ما فعله الله لنا في شكر وإمتنان. إذ يستحيل أن تجمع بين الاختيارين في وقت واحد.

 مثال: ماذا تفعل إن كان لديك قرح في أحد أصابعك؟ ربما يكون لديك 9 أصابع  أخرى, وعشرة أصابع قدم, ويدان, وأذنان, وكثير من أعضاء الجسم السليمة. لكن ليسوا هم محور تركيزك.لكن كل ما تفكر فيه هو كيف تجعل هذا الإصبع صحيحاً مشفياً. لذا تبدأ في ترديد اعترافات الأيمان المتعلقة بالشفاء.

ثم تبدأ تفكر في أي شئ أخر يجب أن تفعله لتوقف الألم. لكن إن لم تروى هذه الاعترافات بالتسبيح والشكر, فتركيزك على هذا الإصبع المصاب- أو مهما تكن المشكلة- سيظل يسود على تفكيرك.

 لذا, إن لم تعيد توجيه أنظارك, فستبتلعك المشكلة. لذا, إبدأ أعط الله شكر لأجل كل شئ يعمل بصورة صحية في حياتك. أشكره لأجل كل شئ صالح في حياتك. وبينما تفعل هذا, ستصل إلى نقطة تستطيع فيها أن تطلق إيمانك وتنال الاستجابة.

.. نعم.. لكنك لا تعلم ماذا حدث لي يا أخ كوبلاند؟

هذا صحيح.. أنا لا أعرف. لكنى أعلم أنك تتنفس بعد وعلى قيد الحياة ولم تمت. لذا إبدأ أشكر الله لأجل حياتك. وذّكر نفسك أنه مهما تكن الظروف التي تواجهها- فلن تكون أسوأ شئ في الوجود. فأنت لم تمت بعد.

هذا المبدأ ينطبق على ما هو أكثر من الحصول على الشفاء وحسب. التعبير عن الشكر والامتنان, سيغير كل شئ حولك. سيغير كل التعقيدات التي في حياتك.

 الهتاف يصمت إبليس

 أنا لا أقول أن التحديات ستنتهي عندما تملأ الجو المحيط بك بهتاف التسبيح والشكر. في الواقع, عندما تبدأ تسبح الله بإرادة وتصميم, ستصبح أنت الهدف الأول لإبليس.. لماذا؟ لأنك عندما تبدأ تعمل في جو التسبيح, فأنت تفزع إبليس في ضوء النهار! لذا سيحاول أن يوقفك.

سيستعمل معك الخطة الوحيدة التي يملكها, سيحاول أن يسلب منك الكلمة بأن يهيج جسدك ضدك. يخبرنا مرقص 4: 16-17 وَكَذلِكَ هؤُلاَءِ الَّذِينَ تُزْرَعُ فِيهِمِ الكَلِمَةُ عَلَى أَرْضٍ صَخْرِيَّةٍ، وَهُمُ الَّذِينَ حَالَمَا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ يَقْبَلُونَهَا بِفَرَحٍ، وَلاَ أَصْلَ لَهُمْ فِي ذَوَاتِهِمْ، وَإِنَّمَا هُمْ إِلَى حِينٍ. فَحَالَمَا يَحْدُثُ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ، يَتَعَثَّرُونَ..”

سيحاول العدو أن يجعلك تتعثر. وسيحدث هذا فقط إن لم يكن لك أصل – إن لم تكن مؤسس وراسخ في محبة الله, لكن إن كنت أَحِبّ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَكُلِّ نَفْسِكَ وَكُلِّ فِكْرِكَ! (متى 22: 37) وتعبر عن محبتك وإمتنانك لأجل كل ما فعله, ستصبح متأصل وراسخ في محبة الله. هذا ما كتبه بولس لأجل أفسس عندما قال:

17 لِيَسْكُنَ الْمَسِيحُ فِي قُلُوبِكُمْ بِالإِيمَانِ؛ حَتَّى إِذَا تَأَصَّلْتُمْ وَتَأَسَّسْتُمْ فِي الْمَحَبَّةِ،. 18 تَصِيرُونَ قَادِرِينَ تَمَاماً أَنْ تُدْرِكُوا، مَعَ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعاً، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُلْوُ وَالْعُمْقُ،

19وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الَّتِي تَفُوقُ الْمَعْرِفَةَ، فَتَمْتَلِئُوا حَتَّى تَبْلُغُوا مِلْءَ اللهِ كُلَّهُ.

(أفسس3: 17-19)

  كن ممتلئاً بمحبته الإلهية حتى أن العثرة لا تقدر أن تقترب منك. سبح الرب لأجل محبته العجيبة. سبحه, لأنك بينما تفعل هذا سيتوقف إبليس صامتاً أمام التسبيح ” َإِسْكَاتِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ. ٍ. (مز 8: 2).

 إملأ فمك والجو المحيط بك بالشكر والامتنان. أشكر الله لأجل ذاته ولأجل كل ما فعله وكل ما سيفعله في حياتك, لأنك عندئذ ستتغير أنت والعالم الذى حولك.

  تستطيع  أن تملأ طريقك إلى النصرة, بالتسبيح والحمد

 تستطيع أن تصلى هذه الصلاة:

 أبى السماوي,لا يهمني كم تبدو أموري الأرضية سيئة, لا يهمني ما يقولونه علىً أو ما يهددوني به. قال يسوع أنك تحبنى كما تحب يسوع, وحبك بداخلي لا يمكن أن يفشل.

 أنا شاكراً وممتناً إليك يا رب. أتذكر الأوقات التي كانت فيها الأمور عسرة جداً والظروف تبدو مستحيلة, لكنك تحركت وأخرجتني مما أنا فيه. أنت حررتني مراراً كثيرة.

 أنا شاكراً لك جداً يا رب. أعبدك وأحمدك كثيرا جدا. لا شئ يمكن أن يعيقني عن هذا. أنا متعطش ليكون لدىً قلب ممتن وقلب يفيض بالحمد لك.

 أشكرك من أجل النسمة التي في رئتيّ ولأجل كل شئ منحتني إياه. أنا شاكرا لك

وأول الكل, أنا أشكرك جداً لأجل يسوع الذي ذهب إلى الصليب ودفع ثمن تحريري من الموت, والجحيم والقبر. أنا أشكرك جداً لأجل الدم الذي سفكه لأجل خطاياي, ولأجل امتياز أن اُدعى لاستعمل سلطان إسم يسوع. أشكرك لأنك حي. سأحيا ولن أموت وأخبر بعظمة عجائبك.

أحمدك وأسبحك بقلب فرح وسعيد.. هليللويا.

  أخذت بإذن من خدمات كينيث كوبلاند www.kcm.org & www.kcm.org.uk   .
هذه المقالة بعنوان “قوة القلب الشاكر” تأليف : كينيث كوبلاند من المجلة الشهرية BVOV  نوفمبر 2005
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث كوبلاند.

Used by permission from Kenneth Copeland Ministries www.kcm.org  &  www.kcm.org.uk.

This article entitled “The power of a grateful heart” is written by Kenneth Copeland , taken from the the monthly magazine BVOV Nov. 2005.

©  2005 Eagle Mountain International Church, Inc.: aka: Kenneth Copeland Ministries.  All Rights Reserved.

This work Translated by: Life Changing Truth Ministry

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$