القائمة إغلاق

قوّة الأفكار The Power of Thoughts

لابدّ أنك لاحظت أننا كنا نتكلم كثيراً عن الأفكار. وهذا لأنه لا يمكن أن يكون هناك أي حديث أو حوار ذو معنى وأهمية عن الذهن دون أن ننوه باستمرار عن المادة التى يعمل بها – ألا وهى الأفكار.

ففى الفصل الثانى قد عرّفت الأفكار أنها خلق واستدعاء صور وفحصها أى التعامل معها، وذلك لتعطى أو تؤيد معنى وسبباً ولغةً وتعبيراً.

والآن نتعمق أكثر فى الموضوع، وسترى أن الأفكار هى صور ذهنية بإمكانيات بنّاءة أو مُدمرة، تعمل على أو فى المشاعر الإنسانية. وبمعنى آخر، الأفكار لها القدرة على التأثير فى مشاعرك. ففى بعض الأحيان تكون الأفكار عبارة عن تخيلات أو تصورات، ولكنها هى أكثر من ذلك. فالأفكار هى كيانات فكرية واعية لذهنك معتمدة على التخيلات والمعلومات والمؤثرات الخارجية.

وبالتالى، فالأفكار هى مجموعة من الصور التى تخلق معنى. فأنت لا تقدر أن تُفكر بدون أن تعطى معنى، وإن كان كذلك، فهو فقط يعنى أنك لا تفكر. فالتفكير الصحيح هو خلق وثبات ذهن شخص على مجموعة من الصور والتى تخلق أو تتضمن معنى وبالتالى تعطى رسالة.

فيمكن لأفكار الإنسان أن تجعله فى عبودية وتُعيق أو تُعرقل عجلات نجاحه وتقدمه إذا تم توظيفها بطريقة خاطئة. ومن ناحية آخرى، يمكنه أن يختبر حرية مجيدة وذلك نتيجة لأفكاره. ولهذا السبب تنصحنا الكلمة فى فيلبى 4 : 8 أن نختار الأفكار الصحيحة فقط ونفكر فيها.

وأحياناً كثيرة نستخف ونستهين بقوة وإمكانيات أفكارنا. فلا تقدر أن تُغير حياتك، ولا تقدر أن تغير فى وضعك وبالتالى لا تقدر أن تُغير فى منطقة سكنك إلى أن تُغير طريقة تفكيرك. فحياتك تذهب دائماً فى إتّجاه أفكارك. ولن تكون حياتك مختلفة عن طبيعة أفكارك.

فأنت انعكاس لما يدور فى ذهنك من أفكار. فحياتك هى اظهار خارجى لما يدور فى ذهنك داخلياً من عمليات فكرية. ولذلك أن تفهم أهمية أفكارك وكيف تستخدمها بطريقة صحيحة هذا الأمر هام جداً.

من أين تأتى أفكارك؟

والآن أثق أنك قد فهمت القوة الكامنة لذهنك وأهمية أن تنمى طرق تفكيرك وأن تخلق الصور الصحيحة عن كل أمر يهمك. ومتأكداً أنك تعرف أيضاً كيفية توجيه أفكارك بصورة فعالة ومؤثرة وبالطريقة التى يريدك الرب أن تفعلها.

ومن ناحية آخرى، لا يجب أن تكون جاهلاً بحقيقة أن هناك عدو (إبليس) فى الخارج هناك والذى يبتكر باستمرار حيل ليسلب منك بركات الرب. ويصفه الكتاب المقدس كأسد زائراً ساخراً يجول باحثاً عن من يبتلعه (1 بطرس 5 : 8). وأحد الطرق التى سيحاول أن يُسيطر بها عليك هى أن يزرع الأفكار والصور الخاطئة فى ذهنك. فهو سيحاول أن يُضللك وذلك بتصديق الأفكار المُدمرة التى تجعلك فى عبودية. ولهذا السبب، يجب عليك أن تعرف أولاً مصدر المعلومات التى تأتى إليك قبل أن توافق عليها وتزيد التفكير فيها وبالتالى لا تسمح بدخول أى أفكار خاطئة إلى روحك.

فتحتاج أن تعرف كيف تُميز بين الأفكار التى تأتى لك، لأنها تقدر أن تُضللك إن لم تكن واعياً ومنتبهاً من أين تأتى لك تلك الأفكار التى تتعامل معها وتمتحنها فى نور كلمة الرب.

فَهْم و مَعْرِفَة المصادر المختلفة للأفكار

1-   أفكار من معرفتك الشخصية:

هذه الأفكار تخرج منك وهى معتمدة على المعلومات والمعرفة التى اكتسبتها. ففى كثير من الأحيان، تُحدد هذه المعلومات من الأحداث فى بيئتك: أى ما درسته فى المدرسة، أو قرأته فى الجرائد، أو سمعته فى الراديو، أو شاهدته على التلفاز أو تصفحته على الأنترنت أو سمعته من شخص آخر.

2-   أفكار من الله:

يمكن للأفكار أن تأتى أيضاً لك من الرب. فأحياناً، يوصَّل الرب أفكاره من خلال ذهنك، الذى هو البوابة والمدخل لروحك.

3-    أفكار من إبليس:

يقدر إبليس أن يرمى بالمعلومات والمعرفة والآراء والاقتراحات السلبية أو الشريرة فى ذهنك إذا سمحت له. فكل الأفكار التى يأتى بها هى لكى يلوث ذهنك، ويعميك عن حق الرب، ويسرق الحياة المجيدة منك التى يجب أن تتمتع بها. وغالباً يحدث هذا عن طريق الخيال والصور وأصوات غير مسموعة (2 كورنثوس 4 : 4).

والآن، ربما تتساءل، “كيف إذن أقدر أن أُميز بين الأفكار التى تأتى إلىّ؟” وكيف أعرف الأفكار التى يجب أو لا يجب أن أقبلها؟ فهذا بسيطُ.

إذا كنت قد ولِدتَ ثانية، فيقول الكتاب المقدس عنك أن لديك فكر المسيح: “لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه؟ وأما نحن فلنا فكر المسيح” (1كورنثوس 2 : 16). وعلى الرغم من أنه كان لك طريقة تفكير معينة قبل ذلك، ولكن الآن أنت ابن للرب، وذهنك أصبح مُمَكْن ومُفَوّض ليفكر مثله.

فقال الرب قبل أن تأتى الخليقة الجديدة، “لأن أفكارى ليست أفكاركم، ولا طرقكم طرقى يقول الرب” (أشعياء 55 : 8). ولكن الآن أنت مولود ثانيةً وحياته فيك الآن، وأيضاً صرت شريكه فى طبيعته الإلهية. (2 بطرس 1 :4)، مجداً للرب! فهناك طريقة تفكير واحدة وحيدة وأنت الآن فى هذه الطريقة – فى المسيح.

وقال يسوع، “أنا هو الطريق والحق والحياة” (يوحنا 14 :6). ولذا كل فكرة تكون جيدة عن الرب والناس هى من الملكوت، وملكوت الله عاملا فى قلبك وكل فكرة تجعلك تستاء من شخص آخر أو تحتقره، أو تجعلك تعمل ضد أهداف الرب تكون من إبليس، وليس خارجة منك. وعندما تجد نفسك تفكر أفكاراً تُحبطك أو تتعارض مع خطط الله لك أو للكنيسة التى هى جسده، أفهم أن هذه الأفكار لم تكن خارجة منك أو من الرب، ولكن من الشرير (إبليس). وعندما تأتى مثل هذه الأفكار لك، ميّزهم وارفضهم على الفور.

فأفكارك فى الأساس يجب ان تكون مطابقة لوجهة نظر الرب. فهو قد أعلن أنك رائع ومميز، ولذلك فالأفكار السلبية أو غير الصحية أو الشريرة لا يمكن أن تصدر منك.

أنت المسئول عن أفكارك

يذكر الكتاب المقدس فى تكوين 6 :5 أن الرب نظر إلى حياة الإنسان، والطريقة التى كان يعيش بها، وكيف كان يتعامل مع البشر الذي مثله.

“ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر فى الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم” (تكوين 6 : 5)

أريدك أن تلاحظ هنا كلمة “تصورات”. فبعض الترجمات تترجمها “رغبات”. وبمعنى آخر، “كانت كل رغبات وميول أفكار الإنسان شريرة باستمرار.” وهذا يعنى أنه كان يميل الإنسان إلى التفكير والتخيلات الشريرة بشكل ثابت. فكان الشر فى قلبه باستمرار. لذلك قال الإله، “..امحو عن وجه الأرض الإنسان الذى خلقته، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لأنى حزنت أنى عملتهم.” (تكوين 6 : 7)

فالرب جعل الإنسان مسئولاً عن أفكاره . وإلا لما صدر هذا الحكم عليه.

فيقول بعض الناس، “حسناً، أنت تعرف جيداً أن تلك الأفكار السلبية تأتى إلى ذهنى؛ ولا أعرف كيف تأتي.” حسناً، فالرب حمّلك مسئولية التعامل مع مثل هذه الأفكار.

تذكر أننا عرّفنا “الفكر أو التفكير” أنه خلق واستدعاء صور وفحصها والتعامل معها لتعطى أو تؤيد معنى. إذن فالخلق والاستدعاء والفحص والتعامل مع الصور هو كله أمر تحت مسئوليتك. فالأمر يعود إليك أن تتعامل أو لا تتعامل مع الصور التى تحصل عليها. وإن كنت لا تتعامل معهم لتحصل على معنى، فهم لا يقدروا أن يعطوك معنى من أنفسهم. ويجب عليك أن تعطيهم معني، تماماً مثلما أعطى التلاميذ معني للأشباح فى لوقا 24 : 37). (راجع القصة فى الفصل الثانى).

فهم لم يروا أبداً أى شخص تم الهجوم عليه أو تدميره من الأشباح، ولكنهم قد سمعوا قصص، وقد أصبح الخوف من الأشباح ساكناً فى أذهانهم. لذلك عندما رأوا يسوع – شافى القلب المجروح – وهو تعبير عن محبة الله ولطفه – خافوا منه، لأنهم اعتقدوا أنه شبحاً.

تخيل لو أن يسوع لم يقُل لهم أى شئ يُهدئ أو يُخفف من مخاوفهم؟ فكّر ما كان سيحدث إذا عبّس بوجه فيهم. ربما كان سيُغمى عليهم ويفقدون الوعى أو حتى يموتون من الخوف. ثم كانت انتشرت الأخبار أن الشبح قتلهم، مع أن فى الحقيقة، هم ماتوا من الخوف.

لذلك نحن من نعطى بأذهاننا معنى، وتفسير وسبب للصور التى نستقبلها ونتعامل معها. وأيا كان ما تخلقه فى ذهنك، تقدر أن تعطيه سبب ومُبَرَّر، وتقوله بلغه لتعبر عنه.

غَيّر طريقة تفكيرك

قلت لكم من قليل أن الرب حمّلك مسئولية أفكارك. ويقول أرميا 17 : 9،

“القلب أخدع الأشياء وهو نجيس للغاية: فمن يقدر أن يعرفه؟”

 وحتى يُولَد الإنسان الولادة الثانية، يكون هذا هو وصف لحالة إنسانه الداخلى. لا عجب أن يسوع قال يجب ان تُولد ثانية، لأن قلب الإنسان الطبيعى هو شرير للغاية.

يقول أيضاً اشعياء 55 : 7،

ليترك الشرير طريقه، ورجل الأثم أفكاره، وليرجع إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يُكثر الغفران.”

وهذه كلها تُبين أن الرب يُحمّل كل إنسان مسئوليته حتى غير البار وغير المُخلّص. إذن ماذا يجب أن يفعله الإنسان غير البار تجاه حالته، بما أن وطبقاً لأرميا 17 : 9 وتكوين 6 : 5-6، هو قلبه شرير للغاية وأفكاره باستمرار شر فقط؟ يُعطى يسوع الإجابة فى يوحنا 3 : 3. ويقول أنه يجب أن يُعاد خلقته من جديد، ويجب أن يُولد ثانية ويأخذ طبيعة جديدة وقلب جديد.

ولكن تظل مسألة أفكاره السلبية والشريرة كما هى، حتى بعد أن يأخذ مباشرة قلباً جديداً بمعجزة الخلاص. ولا يزال الرب يُحملّه مسئولية أفكاره، بالرغم من طبيعته الجديدة. ولهذا السبب يقول أشعياء 55 : 7، “ليترك الشرير طريقه، ورجل الإثم أفكاره: وليرجع إلى الرب وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران.” وبمعنى آخر، غيّر طريقة تفكيرك. نعم فالرب يجعلك مسئولاً عن أفكارك ويتوقع منك أن تُغير طريقة تفكيرك لتتطابق مع كلمته.

تؤثّر أفكارك على الأشياء من حولك

هل عرفت أنه يمكن لأفكارك أيضاً أن تؤثر على الأشياء من حولك؟ وذلك لأن أفكارك تُطلق إشارات. ويمكن لتلك الإشارات أن يتم استقبالها من قبل الأشياء من حولك والأشخاص الذين لهم علاقة بك.

وربما تكون قد اختبرت هذا حيث كنت تفكر فى شخص ما ثم ظهر هذا الشخص فجأة، أو اتصل بك، أو ارسل لك رسالة. أو ربما كنت تُفكر فى أمر معين وعلى الرغم من أنك لم تقل شيئاً عنه لأى شخص، تجد شخصاً ما بالقرب منك بدأ أن يفكر فى نفس الشئ وبالفعل يتفوه بهذه الفكرة. ويُسمى العلم هذه الظاهرة بالتخاطر: أى نقل أو انتقال فكرة من ذهن شخص إلى آخر بطريقة خارجة عن الإدراك أو الحواس. ولكن إذا فهمت المبادئ الروحية وراء العلم، ستكون دائمًا حَذِراً بشأن الأفكار التى تسمح لها.

فأنا لا أسمح لأى فكرة أن تستقر فى ذهنى، فلو أردت أن لا أخلق أفكاراً معينة فى ذهن شخص ما بالقرب منى، علىّ أن لا أفكر فى هذه الأفكار، لأنى أعلم أنه يمكننى نقل تلك الأفكار إليه.

فكلنا نُرسل ننقل أفكاراً، وأحيانا ننقل أفكاراً سلبية بدون قصد إلى بيئتنا المحيطة بنا والتى تتسبب فى أن تُعادينا وتؤذينا. وعلى سبيل المثال، هل تعرف أن غرفتك لديها أفكار منك؟ فكل ما فى غرفتك من جدران، وآثاث وملابس وما إلى ذلك مصنوع من مواد لها ذاكرة ويمكن أن تستقبل وتحصل على معلومات منك، وأيا كان ما قد حصلت عليه منك يُمكن أن يظل فيها. ولهذا السبب عليك أن تكون حَذِراً تجاه أنواع الأفكار التى تسمح لها بالمرور إلى ذهنك، وبالتالى لا تتسبب فى أن يحدث لك شيئاً لا ترغبه.

لا تخافوا

تعتقد لماذا كان الرب يقول لنا كثيراً “لا تخافوا”؟ لأنك إذا سمحت لأفكار الخوف أن تتسلل إلى ذهنك، ستؤثر عليك وتُعيق قوة الله من التدفق تجاهك.

ويجب عليك أن تضبط ذهنك وبذلك تتمكن من استخدامه بطريقة صحيحة. وابدأ أن تتعلم أن تُفكر الأفكار المُبهجة. درّب نفسك فى هذا الأمر حتى تصبح جيداً فيه، بحيث أنه كلما تأتى لك أفكار سلبية من الإنزعاج وعدم الراحة والإحباط والغضب والضيق والمرارة أو ما شبه ذلك، يمكنك بسهولة أن تقول لهم “لا” وتُغير ذهنك.

غيّر طريقة تفكيرك؛ وابدأ بقول الأشياء الصحيحة، ونُطق كلمات الإمتنان والشكر، وغنّى أغنيات التسبيح والحمد للرب.

هذه هى الطريقة التى يمكنك أن تستخدم ذهنك بها لتجعل الأمور الجيدة والرائعة أن تتدفق فى طريقك وتعيق وتوقف الأمور السلبية أو الشريرة من أن تحدث حولك.

نشرت بإذن من كنيسة سفارة المسيح  Christ Embassy Church والمعروفة أيضا بإسم عالم المؤمنين للحب و خدمات القس كريس أوياكيلومي – بنيجيرياBeliever’s Love World – Nigeria – Pastor Chris Oyakhilome  والموقع www.ChristEmbassy.org  .

جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات القس كريس أوياكيلومي.

Taken by permission from Christ Embassy Church , aka Believer’s Love World &  Pastor Chris Oyakhilome  Ministries  , Nigeria. www.ChristEmbassy.org .
All rights reserved to Life Changing Truth..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$