القائمة إغلاق

ما حدث في القيامة ?What Happened At the Resurrection

كانت قيامة يسوع أعظم حدث على الإطلاق سواء في العالم المادي أو في عالم الروح.

لقد هُزم الشيطان، ورأس الخليقة الجديدة صار هو المنتصر. وهو مثال لجميع أعضاء الخليقة الجديدة، إذ يجب أن يكونوا غالبين، وسادة على الظروف وجميع القوى الشيطانية.

قام المسيح إلى المكانة الكاملة لألوهيته أمام وجه الخصم. لقد رمى بعيداً عن نفسه الرياسات والسلاطين، وأشهرهم علناً في حضور كل الجحيم. ثم أخذ الجوائز من يد المهزوم، قائماً من بين الأموات.

يمكنك سماعه يقول: “كُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ” (رؤيا ١: ١٨(.

هذا يُذكرك بالمشهد الذي في (متى ٢٨: ٥-٦)، إذ نزلت النساء إلى القبر، فوجدنه فارغًا، ولكن كان هناك ملاك.

“فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ: «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيه”.

إنه ربٌ على الخطية والمرض والموت والشيطان.

مات كالإنسان يسوع، الحمل. وقام كالرب، الكاهن الأعظم.

انتصر على الموت والقبر.

عندما قابلته مريم، سقطت على قدميه، داعيةً إياه ربها. فقال لها: “لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي”.

كانت آخر صرخة له على الصليب كانت: “إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟”.

لقد دفع عقوبة تعدي الإنسان، ووفى مطالب العدالة.

والآن هو على وشك أن يأخذ دمه، بصفته الكاهن الأعظم، إلى قدس الأقداس السماوية، ليصنع فداءً الأبدية.

قيامة الرب يسوع جعلت الحب ينساب. ومكّنت الله من إعطاء الحياة الأبدية، والفداء التام، والحرية الكاملة، للإنسان المستعبَد من الشيطان.

القيامة جعلت يسوع رأساً للخليقة الجديدة. وجعلت هذا الإنسان المخلوق ثانيةً كائناً مُبدعاً، نفس النوع الإلهي.

من ذلك القبر المظلم جاء نور العصور.

الآن يمكننا أن نفهم (يوحنا ٨: ١٢)؛ “أنا هو نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة”.

خليقة جديدة، نوع جديد من البشر، فصيلة جديدة من الناس، صاروا يمشون على الأرض.

في وقت ما كان هناك عمالقة جسديون على الأرض. والآن هناك عمالقة روحية، مثلما كان هناك عمالقة في عالم المعرفة المحسوسة.

الآن وبعد إعلان بولس، تم الكشف عن عمالقة روحية.

(يوحنا ١: ٤) تتألق بإشراق الآن: “فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس.”

كان يسوع يحتوي الحياة والنور، كان يلمع أثناء سيره الأرض.

الآن هو يعطي تلك الحياة إلى حاملي النور الصغار؛ الخليقة الجديدة.

في خضم ظلام المعرفة الحسية، علينا أن نلمع كأنوار. 

الحياة التي تكلم عنها يسوع كثيراً كانت سُتنتج النور، والحكمة، والقدرة الإبداعية، التي لم يسبق للعالم أن رآها، فمنذ أن سقط الإنسان ولم يوجد عقل مبدع. 

شعت الحياة والنور من القبر، جاء متدفقاً، ليضيء العالم.

إن كان أحد يميل للشعر، فسيتغنى هائماً في ذلك القبر الفارغ كوالد للحياة والنور والحرية والحب والخلقية الجديدة.

لقد ظنوا أنهم تخلصوا من يسوع، ولكن ذلك القبر الفارغ أنجب الملايين من نسل يسوع. سنندهش بحق عندما ندرك ما تعنيه قيامة المسيح للجنس البشري.   

لقد ولد القبر الفارغ الحرية للمرأة. قبلها كانت عبدة، ولكنها ستظل في العبودية ليومنا هذا في أي مكان لم تكتسب فيه قيامة المسيح نفوذاً على أذهان الناس. 

القيامة أعطت للإنسان نوع جديد من الحب، إنه النوع الوحيد من الحب الذي عرفه الإنسان ليس مشوباً بالأنانية.

الإنسان الطبيعي ليس له حب حقيقي، بل ممتلئ بالأنانية الصافية. فإذا أحب شخصاً وكتب له كلمات شعر وتغنى به، لكن متى شعر أن حبه مرفوض والآخر يحب غيره، عندها يتبدل حبه للكراهية والقتل.

لا يوجد حل لمشكلة البشرية خارج قيامة المسيح. (رومية ٤: ٢٥) “الذي أُسلم من أجل تعدياتنا، وأُقيم عندما تم تبريرنا”.

الحروب الأهلية التي زحفت عبر العصور والآن تبتلي العالم، لم تكن لتحدث أبداً لو كان هذا النوع الجديد من الحب -الذي جلبه يسوع للعالم- قد ساد وسيطر.

نتحدث عن الوطنية!، غالباً هي أصل المذابح.

عندما قام السيد من القبر الذي في أورشليم، أعطى للعالم نوعًا جديدًا من الحب، نوعًا جديدًا من الحياة، منه تنبع الأنواع الجديدة من الأخلاق ومستوى المعيشة الجديد والذي من شأنه أن يدمر الحرب والكراهية والغيرة والمرارة والأنانية في كل أشكالها.

هذا الحب عاشه يسوع، وأعلنه لنا بولس، إذ يقول عنه: “الحب لا يهتم بما هو لنفسه، ولكن دائماً يهتم بخير أخيه”.

هذا الشيء الجديد الذي خرج من القبر الفارغ هو الشيء الأكثر ثورية، الذي تلامس مع الإنسان أكثر من أي وقتٍ مضى.

الحب لا يسعى لإرضاء نفسه، ولا يفعل أي شيء فظ. وهو ليس أبداً السبب في الطغيان أو سفك دماء.

الحب هو من يلد الإنسان مخلوقاً جديداً بحياة الله، وليس فقط أن تُعطى طبيعة الله للإنسان، ولكن في الواقع لقد أتى إليهم وجعل جسدهم هيكلاً له.

هذا النوع الجديد من الحياة يمنح الإنسان القدرة على الوقوف في حضرة الله بدون الشعور بالذنب أو الإدانة أو الدونية. لقد أخرج الإنسان من الخوف من الظروف وفزع الشيخوخة، ورعب الضعيف أمام القوي.

لقد جعل جميع البشر متساوون، جعل القوي يتحمل الضعيف. جعل العالم مكانا آمنا أن يولد الأطفال ويُربوا.

لقد بزغ يوم غريب. كان اليوم الذي لا مثيل له للخليقة الجديدة. لقد كان يوم عجيب عندما وُلد يسوع في المذود، لكنه كان يوم أعظم عندما وُلد من الله كخليقة جديدة.

من صباح القيامة حتى يوم الخمسين، كانت تلك الأربعين أو الخمسين يومًا مليئة بخطط الله لولادة الكنيسة.

كان يوم القيامة هو الصباح الأعظم، فهو بداية حقبة جديدة، حيث نوع من الحب يجب أن يسيطر على الكراهية التي تسود أعمال الشغب.

إن قيامة يسوع تعني هزيمة الشيطان؛ وعبيده سيصبحون سادة. فكل مخلوق جديد سيصبح غالباً، فقد أعطاه إحساسه الجديد بالبر هيمنة حيث سيطر الخوف.

والآن السيادة التي بلا خوف تهيمن. فقد صارت الخليقة الجديدة هي السيد.

“من هو الذي يغلب العالم؟ كل من هو مولود من الله” (١يو ٥: ٤-٥).

_______

نشرت بإذن من مؤسسة كينيون لنشر الإنجيل Kenyon’s Gospel Publishing Society وموقعها www.kenyons.org.    

جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية بإذن من خدمة كينيون.

Taken by permission from Kenyon Gospel Publishing Society, site www.kenyons.org. All rights reserved to Life Changing Truth.

                      

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$