القائمة إغلاق

مفاتيح لدوافع القلب Keys to Attitude

إن المفتاح الأول للدوافع هو الإستعداد لفعل أيا كان ما يُطلب منك. وهذا هو ما يبحث عنه القادة فى الأشخاص الذين يرغبون أن تخدم معهم . وهذا هو الإتجاه الذى يجب علينا جميعاً أن نطوره فى قلوبنا عندما نخدم فى ملكوت الله. فربما لا تعتقد أن لديك الموهبة أو القدرة لعمل أيا كان ما يُطلب منك، ولكن ستدرب نفسك لفعله لأنه طُلِبَ منك.

ولم يمضِ وقت طويل بعد مجيئى لهذه الكنيسة، طُلب منى أن اتولى مسئولية النشرة الأسبوعية. وأنا لا أملك القدرة. فآخر مرة قد فعلت فيها أى شئ يخص الفن كان لصق بطاقات عيد الحب عندما كنت فى الصف الخامس! ولكنى قلت للراعى كالدويل أننى سأكون سعيدا أن أفعل ذلك. وإستغرق الأمر منى بعض الوقت، ولكنى فعلته بكل قدرتى لأن الكنيسة أحتاجت أن اتمم هذا العمل يُتمم. وفيما بعد، جاء شخص آخر بالموهبة الضروية وتولى هذه الوظيفة.

ومرة أخرى، طلبت مساعدة من شخص ما، ولكن قال هذا الشخص، “أنا أسف، ولكنها لم تكن “موهبتى”.

ربما يكون كذلك، ولكنى كنت طالبا للمساعدة – ولست كلمة من الله. على أى حال، هذا هو نوع الدوافع الذى لدى الكثير من الناس فى الكنائس المحلية، ولهذا السبب هم لا يُستخدموا أبداً. فما هو فى داخل الشخص أكثر أهمية مما هو فى خارجه. فأعظم نعمة بالنسبة لى هى عندما يأتى الناس ويقولون لى أنهم يريدون الإنضمام إلى كنيستنا ويريدون أن يعرفوا أين يمكنهم المساعدة. فهؤلاء هم الأشخاص التى ينتهى بهم المطاف فى المناصب القيادية.

والمفتاح التالى للدافع الصحيحة هو أن لا نغفل عن الأشخاص الذين وراء العمل. وأتت هذه الفكرة من إحدى مُشغلى الكمبيوتر، والتى تجلس يوماً بعد يوم لإدخال معلومات الخدمة فى أجهزة الكمبيوتر. وقالت أن الرب ساعدها ليس فقط فى كتابة اسم بعد اسم ولكن أن تكون مهتمة بهؤلاء الأشخاص وتصلى من أجلهم. يجب أن لا تدع  ما تفعله فى الكنيسة يتحول لمجرد وظيفة أخرى.

يجب على الرعاه في الكنيسة أن يحصلوا على إعلان بخصوص الأشخاص  المُعينين للخدمة. فهم يجب أن يعرفوا أنهم يعملون من أجل الناس، ويحبونهم، ويعطوا حياتهم يومياً لهم، فجميعهم يحبهم الرب. فبدون الناس، لن يكون هناك كنائس، فهم السبب الذى من أجله نحن مدعوون للعمل فى الملكوت.

فعلى سبيل المثال، الإستعداد لإجتماع معسكرنا السنوى يأخذ الكثير من العمل. وأحياناً، يكون أفضل إحساس حول إجتماع المعسكر عندما ينتهى! ولكن، كان هذا إتجاه خاطئ، وأتى عندما سمحت لنفسى أن أكون منشغل فى كل العمل والمسئولية. فلم يكن تركيزى على الناس.

فأنا متأكد أنه كان هناك أوقات عندما فكر التلاميذ بنفس الطريقة، ربما بعد أن أطعم يسوع آلاف الرجال بالأرغفة والسمك، ماعدا النساء والأطفال.وعندما إنتهت تلك الوجبات وجمعوا فضلات (ما تبقى) من الطعام فى سلال، وأتوقع أن التلاميذ كانوا سعداء. لكن مجرد إعتقاد، أنهم لعبوا دوراً فى معجزة رائعة.

وهذا ما يجب أن نفكر فيه دائما: ” أن هناك فرصة لخدمة المزيد من الناس، والرب يسمح لى أن أكون جزءاً في هذا الدور.

إذا أصبحت قلِق على كل العمل الذى عليك القيام به، إذن، فأنت بحاجة للحكم على إتجاه قلبك. وأنت تغفل عن الأشخاص. فكل هذا العمل يُغير مصير الشعب الأبدى، لذلك فهو يستحق كل هذا العناء.

كن شاكراً فى كل الأشياء

المفتاح الثالث لإمتلاك الدوافع الصحيحة هو أن تكون شاكراً علي منصبك والإحتفاظ بفرحك. ويجب علينا أن نكون شاكرين دائما من أجل المكان الذى قد وضعنا الله فيه. كتب الرسول بولس أنه يجب أن نشكر فى كل شئ، لأن هذه هى مشيئة الله من جهتنا. (1تسالونيكى 5 : 18) فربما تريد تغيير ما فى حياتك وفى منصبك، ولكن هذا لن يأتى إلا عندما تتعلم أن تكون شاكراً من أجل المكان الذى أنت فيه. ولا نكون شاكرين فقط فى الأوقات الجيدة، ولكن حتى فى الأوقات الصعبة.

لقد تعملت درساً ثميناً فى أن أكون شاكراً عندما زرت زوجين مرسلين من كنيستنا والذين يعيشون فى شمال رومانيا. فطبيعة الحياة هناك يبدو وكأنه يرجع بالزمن إلى الوراء مائة سنة فى هذه البلاد. وهذان الزوجان يجب عليهم اعداد طعامهم وخبزهم باليد، وهم لديهم خمسة أطفال.

فى حين أنهم هناك، مسئوولون عن نهضة كنيسة ومدرسة الكتاب المقدس. ولمدة الأربع الشهور الأولى، لم يكن لديهم ماء ساخن، وأخيراً عندما حصلوا على خزان المياة الساخنة، إنكسر بعد أن عمل فترة من الوقت. ثم إستغرق الأمر عدة أسابيع لتصليحه.

وبمشاهدة هذه الأشياء التى إستمرت، سألتهم، “كيف تجتازوا هذه؟” فنظروا إلىّ وتكلموا بإعلان لقلبى عندما قالوا، ” لقد تعلمنا أن نكون شاكرين. إذا لم يكن لدينا ماء ساخن، إذا نشكر الله على أى مياه على الأطلاق. ونصلى بالروح (أى الصلاة بألسنة) لمدة ساعة فى اليوم، ثم نشكر الله بإستمرار.”

وهذا هو الإتجاه الذى سيجعلك تنتصر فى أى موقف. فستبدأ النصرة بالشكر.

كتب بولس فى فيلبى 1 : 15-19 عن بعض الناس الذين كانوا يعظوا بقلب غير نقى لغرض إضافة الألام لبولس الذى كان فى السجن فى ذلك الوقت. ولكنه لم ينمى الإتجاه الخاطئ فى المقابل. وبدلاً من ذلك، فهو إبتهج بحقيقة أنه على الأقل يوعظ بالمسيح.

إذا كان لديك مشاكل فى خدمتك أو عملك، إبدأ أفرح. فهذا سيُجلب لك قوة، وستخدم قوتك هذه كل شخص من حولك. ويجب عليك أن تحارب من أجل الإحتفاظ به، ولكنه لك. فالفرح غير متوقف على الظروف .

تعلم بولس هذا الدرس من قبل بسنوات عندما تعرض هو وسيلا للضرب “بجلدات كثيرة” وطرحوا فى السجن وأقدامهم مربوطتيين فى خشبة التعذيب ولكنهم صلوا وسبحوا الله، حتى منتصف الليل، وحدث زلزلة عظيمة والتى هزت أساسات السجن. وفُتحت الأبواب، وإنفكت قيود الجميع. (أعمال 16 : 23-26).

إلق نظرة فاحصة على الإيمان الذى مارسوه.فكانت ظهورهم تنزف، وقد وضعوا فى خشبة التعذيب، وكل هذا من أجل عمل إرادة الرب. يالها من فرصة ذهبية للشكوى والتذمر. فى الطبيعى، إذا أرادوا تقديم شكوى، فكان هذا الوقت المناسب لبدء الشكوى. ولكن، بدلاً من ذلك، بدأوا فى عبادة الرب.

أنا شخصياً أعتقد أن بولس قد نظر إلى سيلا وسأله كيف كان يشعر. ورداً على ذلك، قال سيلا، ” أنا متألم، ولكن سأشارك فى عبادة الرب”.

ثم قال بولس، ” يا سيلا، دعونا نفعل شيئاً والذى ربما يكون أكثر الأشياء مضحكة قد سمعتها على الأطلاق فى وقت مثل هذا الذى نحن فيه الآن. هيا نبدأ بتسبيح الرب.”

فأنا متأكد أن سيلا قال، “يابولس، أنت على حق. فانه أكثر الأشياء مضحكة قد سمعتها على الأطلاق. ولكن دعنا نفعله بإيمان، وأنا معك.”

يمكننى أن أتصور أن يسوع كان ينظر إلى الآب ويقول له، ” هل تسمع خدامنا بولس وسيلا إنهما يسبحاننا؟ أعلم أنهما متألمون، وأعلم أنهم يعانون بسببى، ولكن إستمع إلى إيمانهم.”

وتحرك الله و أرسل زلزال، وإنفكت قيود الجميع. إذا كنت تحتاج أبواب تُفتح لك، إذن إبدأ أعُبد الرب وأشكره ومن نوعية هذا التسبيح ستأتى الحرية (الخلاص – إنقاذ) ، والتى ستؤثر على هؤلاء الذين حولك. تقول رسالة العبرانيين 13 : 15 فلنقدم ذبيحة التسبيح بإستمرار، والتى تكون ثمرة شفاهنا مُعطين الشكر له.

يُظهر قلب الخادم الدوافع الصحيحة

المفتاح التالى لإمتلاك الدوافع الصحيحة هو أن يكون لديك قلب خادم. أخبر يسوع التلاميذ أن، فى ملكوت الله، أولئك الذين هم “قادة” فأولئك هم الذين يخدمون. وأخبرهم أنه كان بينهم كمن خدم. (لوقا 22 : 25-27) فكان يسوع عنده قلب خادم حقيقى. فلن يأتي اليوم ويتخرج المؤمنين من كونهم خدام سيظلون هكذا دائما.

إنظر إلى حياة إليشع، والذى بدأ خدمته بالفعل كخادم لإيليا لعدة سنوات. وعندما سأل يهوشافاط، ملك يهوذا، إذا ما كان هناك نبي فى أمة إسرائيل ليذهب إليه ليسأل مشورة من الرب، فدُعى إليشع. ومع ذلك، لم تكن المعجزات التى فعلها أو مسحته القوية هى التى ذُكِرت (2ملوك 3 : 10-12)

قال خادم ملك إسرائيل، “هذا إليشع بن شافاط، الذى كان يصب ماء على يدى أيليا”

وبمعنى آخر، فكان دوره كخادم لرجل عظيم هو تزكيته. وتزكيته كانت بسبب دوره كخادم لرجل عظيم. فكان إليشع مُساعد إيليا.

أصبحت هذه العبارة ” الذى كان يصب ماء على يد أيليا” حقيقة (واضحة) لى عندما زرت مايك كروسلو، الذى كان واحداً من مبشرينا فى أوغندا. والذى أخذنى فى عليقة (غابة) لكى أبشر فى قرية حيث لم يكن هناك مياه جارية أو كهرباء. ولم تكن هذه نهاية العالم ولكن شعرت أنها كانت مرئية (واضحة) من ذلك المكان!

نحن وعظنا تحت شجرة لمئات من الناس وكان وقتاً رائعاً. وعندما حان وقت الغذاء، ودخلنا إلى كنيسة صغيرة مصنوعة من الطين وجلسنا حول مائدة، ولم أرى أى أدوات(اواني) لذلك سألت مايك إذا كان هناك أى أدوات.

وقال، ” لا يا أخى، أنت تنال شرف تناول الطعام بيديك.”

ثم أحضر شاب يبلغ من العمرحوالى أربعة عشر عاماً إبريق ماء وصابون. وبإعتبارى ضيف، أتى لى أولا، وأعطانى الصابون وبدأ يصُب الماء على يدىّ. ثم إستمر حول الغرفة إلى كل الخدام الآخرين الذين كانوا هناك. وبعد ذلك، تم تحضير الطعام، وصلينا وأكلنا. وعندما أنتهينا، جاء الشاب مرة أخرى وصب الماء مرة أخرى لنغسل أيدينا.

وبعد تلك التجربة، أنا فهمت بطريقة أفضل ثقافة الشرق الأوسط فى أيام إيليا وإليشع. فكان الرجل الأصغر سناً يعد وجبة النبى، ويحضر الماء ويسكبه على يد إيليا قبل الأكل وبعده. ويرتب منزله، ويطبخ، ويفعل كل المهام الوضيعة الأخرى المطلوبه. فكان إليشع لديه حقاً قلب الخادم.

وعندما تتعلم تخدم، ستزداد مسحة الله على حياتك لتساعد الآخرين. داود أصبح ملك وكان لديه مسحة عظيمة، ولكنه أختبر الله أولاً عندما كان يرعى الغنم. فهو كان على إستعداد أن يضحى بحياته ليحمى غنم أبوه.

فهو كان يحرس ذلك القطيع بقلب خادم وعين يقظة . فانت لم تسمعه يشكو على أنه يجب عليه رعاية بعض الأغنام النتنة (ذو الرائحة الكريهة). ولأنه أجتاز أختبار خدمة الغنم، فهو كان قادراً على إجتياز أختبار جليات عندما أتى.

والآن، ماهو قطيعك؟ هل هو رعاية مجموعة من الأطفال الصغار كل صباح الأحد؟ هل هو توجيه خورس المرتلين فى الكنيسة، أو مجموعة من الشباب أو أطفال الكنيسة؟ هل تشارك فى تنظيف المنزل، تحية الباب، أوخدمة الإداريات؟

قطيعك، أو مجال مسئوليتك هو “أرض إختبارك”. أذا كنت تخدم بشكل جيد كخادم، سيتم ترقيتك.

وهذا يقودنا إلى مفتاح ذات صلة، وهو أن تخدم كما لو كنت تخدم يسوع نفسه. ومن كلمة الله، تستطيع أن ترى بوضوح أن الكتاب المقدس يقول لنا أن نعمل كما لو كنا نعمل ليسوع. وإذا ستجعل عينك بعيدة عن رئيسك فى العمل وتسعى لإرضاء الله أولاً، إذا أنت سترضى رئيسك فى العمل. يجب علينا أن نتعلم أن نرى يسوع كرب (كصاحب) عملنا الأبدى.

فِهم السلطان

أيها العبيد، اطيعوا في كل شيء سادتكم حسب الجسد، لا بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل ببساطة القلب، خائفين الرب.

وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب، كما للرب ليس للناس.  (كولوسى 3 : 22 –23)

إذا طلب منك يسوع تنظيف الحمامات، كيف ستنظفهم؟

إذا طلب منك يسوع قيادة إتوبيس الكنيسة، هل ستكون فى الوقت المُحّدد؟

إذا طلب منك يسوع المساعدة فى حضانة الكنيسة، إلى أى مدى ستقود وتتعامل مع الأطفال بشكل جيد؟

إذا طلب منك يسوع أن تصلى من أجل كنسيتك والقادة، إلى أى مدى ستصلى لهم بحماس وشغف؟

إذا طلب منك يسوع أن تخدم فى كنيستك المحلية، إلى أى مدى ستسجيب بسرعة؟

وعندما تتطوع ويُطلب منك أن تفعل شئ ما، تحتاج أن تتذكر أنه كما لو أن يسوع نفسه يطلب منك، لأنك آيا كان ما تفعله فأفعله له (ليسوع).

وهذا يقودنا إلى دافع الخضوع لسلطان الله المفوض (الموّكل) فى حياتنا. تقول رومية 13 : 1-4 أن السلطان مرتب من الله ومن يقاوم السلطان فهو يقاوم الله.

أسس الله كل السلطة فى تسلسل قيادة تحته. فعلى هذه الأرض، من سلطان العالم إلى سلطان الكنيسة، الطاعة إلى سلطة أعلى هى مرتبة من الرب. فحتى السماء تعمل فى ظل مبدأ السلطان: الله الآب، والله الأبن، والله الروح القدس، ثم رؤساء الملائكة والسيرافيم، الذين هم خاضعين إلى سلطة فوقهم.

والآن ، إذا قال ميخائيل رئيس الملائكة لملاك أن يذهب  ويعتنى بموقف (بأمر ما) على الأرض، فلا يقول هذا الملاك، “ولكنى أخذ الأوامر من جبرائيل فقط.” فهو لا يفعل هذا أبداً، لآنه يتذكر بوضوح جداً ما حدث للمجموعات الأخيرة من الملائكة الذين تصرفوا على هذا النحو .

تم تعيين كل مناصب السلطة من الله، ويعتمد السلطان على المنصب وليس الإنسان. فنحن نُخضِع أنفسنا للمنصب، سواء كنا نحب الرجل الذى فى هذا المنصب أم لا. وإذا كان يُسئ إلى منصبه، نستطيع أن نصلى من أجله لكى يتغير أو نصلى من أجل خروجه. (مغادرته للمنصب).

ولكى تخضع للسلطة بشكل صحيح، يجب أن يكون لديك فهم واضح أن السلطة تعتمد على المنصب وليس الإنسان. إذا تم التصويت للرئيس بالخروج من منصبه فى هذه البلد، فهو لم يعد لديه سلطة فى ما يجرى او يحدث. فلا يستطيع الرئيس السابق مجرد الإقتراب من البيت الأبيض والدخول إلى المكتب الرسمى لرئيس الولايات المتحدة بدون المرورعبر البروتوكول الأمنى السليم أكثر مما يمكن للمواطن العادى. لماذا؟ هذا لأنه لم يعد فى السلطة.

عندما قال الله لموسى أن يتكلم إلى الصخرة فى سفر العدد 20: 8-29، نرى كلا من موسى وهارون فى تمرد ضد ما قد أمر به الله. وضرب موسى الصخرة بغضب بدلاً من أن يتكلم إليها، ووقف هارون معه فى هذا التمرد. حسناً، فقال الله لموسى أن يُحضر هارون وإبنه ألعازار إلى جبل هور. وهناك، قد كلف الله موسى بأن يأخذ رداء رئيس الكهنة من هارون ويضعه على العازار. وعندما حدث هذا، مات هارون. وهذا يبين لنا ما حدث عندما نسئ تمثيل الله أمام الناس. فسلطة وظيفة رئيس الكهنة لا تزال قائمة، ولكنها الآن كانت على اليعازار.

عندما نخضع للناس وللسلطة، فنحن نخضع للمنصب (الوظيفة). الحق الوحيد الذى لا يجب أن نخضع للسلطة فيه هو عندما تخالف او تتعدى تلك السلطة على كلمة الله. وعندما يُطلب منا أن نفعل شيئاً ما والذى يكون إنتهاك مباشر لكلمة الله، إذن لا نخضع له، لأننا لدينا سلطة أعلى.

ولكن، دعونا نكون صادقون حقيقيون، فلم يكن الحال هكذا عادة، فعادة يبدأ التمرد عندما يجب أن تخضع لقواعد حضانة أطفال كنيستك. فذلك هو المكان حيث يبدأ فيه التمرد. إذاً فهذا يوضح متطلبات الإلتحاق بالكنيسة، وفى النهاية عندما تجتاز فى هذا، فأنت قد تقابلت مع ما يذهب بك إلى أن تكون مُساعِد، مُرحِب باب، مدبر منزل، الغناء فى الكورال، تعزف فى فرقة، ُتعلم فى مدارس الأحد وهكذا.

هناك نوع من السلطة والتى تلعب دوراً رئيسياً فى الكثير من الكنائس المحلية وهو: الطريقة التى نفعل بها الأمور هنا. وأينما ذهبت، ستتواجه (ستتقابل) مع هذه “السلطة”. ولا يهم إذا كنت تتفق مع الطريقة التى تجرى بها الأمور أم لا، فيجب عليك أن تخضع إذا كنت تعرف أن الله يريدك أن تكون جزءاً من هذه الكنيسة أو الخدمة.                                

إذا كنت تستاء وتبدأ بالكلام ضد الراعى والقادة، إذاً أنت فى التمرد. وعندما تصبح ضد هؤلاء الأشخاص الذين فى المناصب، فأنت أصبحت ضد الله. وإذا كان لديك مشكلة فى أمر ما، خذ وقتك وإبذل مجهود لكى تذهب وتتحدث مع القيادة فى أتجاه محبة والسماح لهم بشرح لماذا يعملون بهذه الطريقة التى يتصرفون بها.

خمس هياكل للسلطة

يوجد خمس هياكل للسلطة والتى يجب علينا أن نخضع لهم:

1-   الله وكلمته ( 1 يوحنا 2 : 3-4)

يجب علينا أن نحفظ كلمة الله فى قلوبنا ونخضع بالكامل إلى القوانيين المحددة (المنصوص عليها) فى كلمة الله. والسبب هو أننا سنحاكم وفقاً للكتاب المقدس، لذلك يجب أن حياتنا تتماشى و تنسجم مع الكتاب المقدس لأنه كلمة الله.

2-   الحكومة الوطنية والمحلية (1 بطرس 2 : 13-14).

كتب الرسول بولس أنه يجب على المسيحيين أن يخضعوا  لكل ترتيب بشرى إكراماً للرب. على سبيل المثال، إذا كنت تعمل، فيجب عليك دفع الضرائب وتخضع لمصلحة الضرائب. وخلاف ذلك، ربما قد تذهب للسجن. فربما لا تحب هذا، ولكن يجب عليك فعله، لأن هذا هو القانون. وإذا تمردنا ضد دفع تلك الضرائب، ففى الحقيقة نحن نتمرد على الله وليس الإنسان. ومن ناحية أخرى، وإذا أصُدِرت القوانيين لتمنعنا من التبشير أذاً فالقوانيين الوطنية تمردت على الرب، فنحن لدينا سلطة أعلى لنطيعها .

3-   الكنيسة

وذات يوم فى عام 1980، كنت جالساً فى مكتبى فى الكنيسة لقراءة كتابى المقدس، عندما سمعت روح الرب يقول، “هل لديك يوم لتقدير (لتكريم) الراعى”

لم أسمع أبداً عن شئ من هذا القبيل. فلقد نشأت فى الكنيسة، ولكن لم نفعل أبداً شئ مثل هذا. ولذلك أخبرت باقى الخدام، وفعلنا هذا بقصارى جهدنا.

صباح يوم الأحد، مشيت إلى المنبر، وكان الراعى كالدويل يتساءل عن ما يجرى فى العالم، ثم أعلنت أنه كان يوم تقدير الراعى، ونحن باركناه ماليا بتقديم شئ خاص له. وأيضاً، قد أتت الناس لتشارك ماذا يعنى لهم الراعى كالدويل.

وكل عام منذ ذلك الحين، ونحن نقوم بهذا لنسمح للراعى و زوجته أن يعرفوا أننا نحبهم ونقدّرهم. ومع ذلك، منذ عدة سنوات، أتى لى شخص ما والذى شعر بأننا نرفع الإنسان ولم نمجد يسوع. ففتشت فى قلبى وفى الكتاب المقدس ووجدت فى 1 تيموثاوس 5 : 17-18

أما الشيوخ المدبرون حسنا فليحسبوا أهلا لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتعبون فى الكلمة والتعليم.

لأن الكتاب يقول لا تكم دارساً. و الفاعل مستحق أجرته.  

وعندما أدركت أن الكتاب المقدس قال أن الرعاة يستحقون كرامة مضاعفة، أدركت أننا كنا على حق. فالرعاة لديهم سلطة ويجب أن تعطى حساب لتلك السلطة. فهم يستحقوا التقدير. تقول رسالة العبرانيين 13 : 17 

أطيعوا مرشديكم وإخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا لكى يفعلوا ذلك بفرح لا أنيين لأن هذا غير نافع لكم.

أريد أن أحفز وأشجع كل موظف وكل عضو كنسى الذى يقرأ هذا الكتاب لكى تجتمعوا مع الأخرين فى كنيستكم وتحرصوا على تخصيص يوم لكى لتظهروا للرعاة أنكم تحبونهم. صلى واسال الرب ما الذى لديه لتقوم به، ثم باركهم بأفضل ما تستطيع. وإفعل هذا مرة واحدة فى السنة لتشجيعهم. وستجد الرب يُكرم هذا وستتدفق محبة الرب فى كنيستك.

4-   العائلة

كتب بولس فى أفسس 6 : 1 للأولاد أن يطيعوا والديهم فى الرب، لأن هذا حق . وطالما أنت تعيش تحت سقف والديك، فعليك أن تخضع لهم. وإذا كنت أكثر من أربعين سنة ولازلت تعيش مع أمك وأباك، إذا سيجب عليك أن تخضع لهم فى مناطق كثيرة من حياتك. وإقتراحى هو أن تخرج من سلطتهم بمجرد أنك لا تعيش فى منزلهم، فأنت لم تعد تحت سلطتهم. ومع ذلك، تذكر أن الكتاب المقدس يقول أنك تكرمهم دائماً.

5-   أصحاب العمل

كتب بطرس يجب على الخدام أن يكونوا خاضعين للسادة وليس فقط لأولئك السادة الذين هم ” صالحين ومترفقين” (1بطرس 2 : 18). وذلك يجعله واضحاً جداً بأننا يجب علينا أن نخضع فى وظائفنا لمن هو فى السلطة فوقنا. وهذا يعنى أنك تصلى لرئيسك فى العمل، وإذا كان قاسياً أو كثير المطالب، صلى أن الرب يتوصل إليهم ويحولهم إلى “سادة لطفاء”.

ُكف عن الشكوى وإبدأ فى الصلاة. ثم تأكد إنك فى الوقت الصحيح وتقوم بالوظيفة الصحيحة. وبذلك فأنت تخدمهم بمثابرتك. وإذا تفعل ذلك، سيفتح لك الرب أكثر من باب مناسب لتشارك المسيح معهم.

فهم قائد المئة الذى قال ليسوع ” قل كلمة” السلطان وشُفى خادمه. فكان رجل قائد المئة فى سلطة. وهو أيضاً كان تحت سلطان. وقال يسوع أنه لم يجد أى شخص فى إسرائيل بهذا النوع من الإيمان. لماذا كان قائد المئة الرومانى لديه هذا الإيمان؟ لأنه فهم السلطان. (متى 8 : 9) فهو قال أن الشياطين والمرض كانت تخضع لسلطان يسوع.

وفى الختام: فالسلطان هنا يستمر. فنحن لن تخرج أبداً من تحت السلطة. وعندما نصل إلى السماء، سنظل نخضع للسلطان. فهؤلاء الذين يصعدوا سلم الرب فى السلطة الروحية ويصنعون امورا مجيدة هم الذين يعرفون كيفية الخضوع والانسياب مع السلطان. فلن يرفعك الله إلى مكان أعظم فى السلطان إلى أن تتعلم كيفية الخضوع إلى السلطة.

توبيخ الأدب هو طريق الحياة

المفتاح الأخير للمحافظة على الدوافع الجيدة هو كونك ناضحاً بما يكفى لكى تُوبّخ وتُصَحّح. تقول أمثال 6 : 23 أن “توبيخات الأدب” هى طريق الحياة. سنوبّخ ونُصَحح فى الحياة، أننا بشر ونخطئ. وإذا كنت تريد أن تنضج، فيجب عليك أن تظل قابلاً للتعليم.

لا توبخ مستهزئا لئلا يبغضك. وبخ حكيما فيحبك.

أعط حكيما فيكون أوفر حكمة. علم صديقا فيزداد علما.

(أمثال 9 : 8-9)

إذا كنت واحداً من الذين ستوبّخ، إذا كن حكيماً بما فيه الكفاية لكى تُوجَّه وُتعلم. فلقد رأيت أشخاص والذين شعروا بما يُسمى “بالتوبيخ”، لكن لم يكن هناك تدريس أو تعليم. وهذا النوع من التوبيخ يصل إلى إنتقادات ولا يؤدى إلى شئ سوى النزاعات فالله لا يعين شخصاً لجرح روح شخص. فيجب أن نوبِخ بوداعة ومحبة ونأخذ الوقت الكافى لتعليم الشخص كيف يفعل الصواب وما قد يفعله خطأ.

ومن ناحيه أخرى، إذا كنت أنت الشخص الذى تم توبيخه، فلا ُتجرح مشاعرك. وكن ناضجاً بما يكفى لكى تقبل التوبيخ واستمر بدون حَمِل أى كره وتكون دفاعياً. وهذا واضح جداً من كلمة الرب أن الرجل الحكيم سيقبل التصحيح والتقويم ويحاكم نفسه. (أمثال 13 : 1) والأحمق يحتقر التأديب (التعليم)

طريق الجاهل مستقيم في عينيه أما سامع المشورة فهو حكيم.

(أمثال 12 : 15)

من يرفض التأديب يرذل نفسه ومن يسمع للتوبيخ يقتني فهما.

(أمثال 15 : 32)

اضرب المستهزئ فيتذكى الأحمق ووبخ فهيما فيفهم معرفة.

(أمثال 19 : 25)

يجب أن أعترف أننى إلتقيت ببعض الحمقى فى حياتى. والذين لا يقبلون أى تصحيح. وكانت عيوبهم ومشاكلهم دائماً خطأ. وإنهم دائماً على حق. ماذا تفعل مع أشخاصاً من هذا النوع؟ يمكنك البقاء بعيداً عنهم ومشاهدة  ما يحدث لهم. فهم لن يحققوا إرادة الله، لأنهم لن يعترفوا بالأخطاء.

وكما قيل لنا فى الكتاب المقدس أن نحاسب أنفسنا ونصحح أنفسنا إذا كنا بحاجة  إلى تغيير. وإذا كنت ترفض أن تحاكم نفسك، فستواجه حكم على الخطية التى تعيش فيها.

وأعتقد أنه من الهام جداً أن يكون لدينا أناس حولنا ونحن مسئوولون أمام الذين يتحدثون إلى حياتنا. ولهذا السبب يقول الكتاب المقدس أنه علينا أن نخضع للقيادة المدعوة من الرب، حتى يمكنهم مساعدتنا عندما نبدأ أن نفقد الهدف. فنحن لا نستطيع أن نتحمل أن نفقد إرادة الله فى حياتنا.

إبق َمتواضع أمام الرب، وعندما تُصحح أو تُوبّخ، إستقبل هذا وتعلم منه. وبعد ذلك ستنمو لتصبح فى المكان الذى يقصده الله لك أن تكون فيه. فليس هناك نمو بدون بعض التهذيب                       . فيريد الله أن يُثمر فى حياتك ويدوم هذا الثمر.

المفتاح الرئيسى للإلتزام هو الإخلاص والأمانة والذى يتجاوز كل المشاعر الشخصية. جاء تعريف كلمة “إخلاص” فى القاموس على إنها الولاء لأمير أو زعيم أو التفانى تجاه عقيدة أو واجب أو محبة قد تعهد له بها سواء بقسم أو إلتزام” . بينما جاء تعريف كلمة الأمانة على إنها “الإلتزام التام تجاه واجب وفي ومخلص لطاعة شخص ما، أو بمعنى آخر أن يكون الإنسان “تابعاً مخلصا”.

تُبين هذه التعريفات قلب مساعد الخادم

. بإنه شخص على إستعداد أن يضع نفسه من أجل الآخرين. فهو شخص جدير بالثقة ووفى لقادته ويمكن الوثوق به فى المهمات الصعبة. وبالطبع يكون الولاء والإخلاص للرب أولاً ثم للإنسان.

رفض النبى دانيال والثلاث فتيه العبرانيين الأكل من الطعام الدَسِم والذى عادةً يُقدم على مائدة الملك عندما أُخذوا  كأسرى إلى بابل. فإن كثير من الطعام كان ضد القوانين الغذائية تماماً والتى أعطاها الله لموسى. ولقد تساءلت متعجباً لماذا الأسرى من الشباب الأخر لم يقتدوا بهم.

وعندما تفكر فى ذلك من الصعب ألامتهم. لقد تدمرت بلدتهم، وربما تم قتل كل أفراد أسرهم أو على الأقل تم أسرهم أيضاً، وهم كانوا سجناء فى مدينة غريبة. فربما فكروا أن الرب قد تخلى عنهم وإنه لم يعد هناك سبب للتمسك بوصاياه. ولكن ظل دانيال أميناً، ونتيجة لذلك، فهو قد تمجد بقوة فى وسط أمه شريرة .

واليوم، كعضو فى كنيسة أو خدمة، عندما يسألك الراعى أو قائد الكنيسة لتفعل أو تُغير شيئاً، فأنت لست أسير فى أرض غريبة كما كان دانيال. فموقفك من هؤلاء الذين هم فى سلطة هو بمثابة إختبار لولائك للرب.

ودائماً يُمتحَن الإخلاص حينما يتعلق الأمر بالرب. وإذا كنت لا تحب شئ ما يطلبه القائد منك لتفعله، فربما تفكر أن هذه المسألة بينك وبين القائد. ولكن هى فى الحقيقة بينك وبين الرب، إذا كنت موجوداً حيث وضعك الرب. قم بتغييرات فى اتجاهك وفى طاعتك للرب، ثم القيام بما يُطلب منك لن يزعجك.

فيجب أن تُوضع جانباً دائرة المشاعر الشخصية عندما تتخذ قراراً بخدمة الرب فى أى خدمة يضعك  فيها الرب أيا كانت. لأن الرب يعرف كل مبادئ وقوانين هذه الخدمة قبل أن يضعك هناك.

الإخلاص هو الشئ الذى يجب أن تصل إليه، وفقاً لما جاء فى 1 كورنثوس 4 : 2. يقول الكتاب المقدس ذلك لكى تُميز هؤلاء الذين يتعبون بينكم. ولهذا السبب ينتبه راعيك وقادة كنيستك للإخلاص. وعندما يجدون شخص ما قد أثبت نفسه جدير بالثقة ويُعتمد عليه فى المواقف الصعبة والقاسية، عندئذ يعرفوا أن ذلك الشخص ناضج وقادر على التعامل مع مسئوليات أكثر.

         والآن نلقى نظرة على أربع صفات للشخص الأمين.

1-   يعرف الشخص الأمين كيف يٌبقى فمه مُغلقاً. (أمثال 11 : 13 ).

2-   يخدم الشخص الأمين راعيه وكنيسته بقوة. (أمثال 13 : 17 ).

3-   سيقول الشخص الأمين الحق دائماً. (أمثال 14 : 5 ).

4-   الشخص الأمين هو شخص متواضع. (أمثال 20 : 6 ).

لا أحد يخدم أو يكون عضو فى كنيسة مثالية. ولا حتى الرعاة هم كاملين. فإنه من الصعب أن تكون أميناُ فى أوقات عندما تعمل مع أشخاص غير كاملين. ومن ناحية أخرى، إذا فحصت حياتك الشخصية، ربما تجد نفسك لست كاملاً كما إعتقدت. ولكن مات يسوع على الصليب لأجل الأشخاص غير الكاملين، ولذا نحن لدينا كل الحياة الإلهية به. وإن أردنا فلنعطى أنفسنا بنفس طريقة الله لكى نأتى  بأُناساً إلى المملكة الكاملة، التى هى مملكة الله.

لا تكن كبيراً جداً أو صغيراً جداً

مفتاح آخر للإلتزام وهو: لا تكن كبيراً جدا على فِعل الأمور الصغيرة، ولا تكن صغيراً جداً على فعل الأمور الكبيرة أيضاً. وأثناء تدريس هذا لموظفينا فى ذلك اليوم، أتت هذه النقطة من خادم أطفالنا. وعندما إنضم إلى الخدمة، فهو دُعىَّّ لخدمة الأطفال. فهو كان راضى وسعيد جداً بما كان يفعله. ولكن ذات يوم، طُلبَ منه أن يكون فى برنامج تليفزيونى للأطفال والذى يُدعى “Kids Like You” . 

والآن كل هذا كان جديد بالنسبة له. وإعتقد إنه، “لا يوجد وسيلة لأستطيع أن أظهر على التليفزيون وألعب دوراً كواحد من الشخصيات الرئيسية”.

ولكن الله حاول أن يمتد به إلى منطقة جديدة بهدف الوصول إلى أطفال أكثر. ودائماً فى خطة الله لك أنه يُرقيك، ولكن ستجد نفسك ستضطر إلى التوسع. فهو لم يسبق له أنه فكر أو رغب فى عمل ذلك ولو لمرة واحدة ، ولكن الله كان لديه خطة. وأحياناً نشعر بغياب الله  بسبب إننا نرى أن المسئولية أكبر منا، ونخاف إننا لا نستطيع التعامل معها.

الآن، ومن ناحية أخرى، لا نستطيع الوصول للمكان الذى فيه نكون أكبر جداً على فعل الأمور الصغيرة. فهناك إتجاه قلبي فى بعض القادة بسبب مكانتهم والذى يعطيهم العذر بفعل وقول ما يحلوا لهم ايا كان . ولكن الكتاب المقدس واضح جداً فى هذا الأمر بأنه لديهم قاضى أيضاً.

فهناك قانون يعمل مع الأسياد والعبيد على حد سواء. وهو أن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد(غلاطية 6 : 7). إذا أصبحت متشامخ الروح بالكبرياء، إذاً فأنت مُعّد لك السقوط. (أمثال 16 : 18 ). وإذا كنت غير قابل للتعليم، فبذلك تفتح ثغرة للخداع والتضليل. كتب بولس بأنه لا ينبغى أن نفكر فى أنفسنا أكثر مما يجب. (رومية 12 : 3).

وبمجرد أن نبدأ بالتفكير بأننا أفضل من أخرين، فهنا تبدأ المشكلة.  يجب أن تقرر أن تحتفظ بقلب متواضع وأن تفكر عن نفسك بطريقة مُتزنة، وسيُمجدك الله.

مفتاح آخر للإلتزام وهو أن تتعهد بـ بالخدمة كما أنت مُتعهد فى زواجك. بالطبع، فإن زواجك يأتى قبل منصبك فى الكنيسة، على أى حال، فيجب عليك أن تقترب من الخدمة لأجل الرب بنفس الحماسة التى تقترب بها فى زواجك.

وفيما يتعلق بالإلتزام، سمعت قصة مزارع مع دجاجة وخنزير الذين أحبوه بسبب أنه كان صالح جداً معهم.

وفى يوم عيد ميلاد المزارع، ذهبت الدجاجة إلى الخنزير وقالت له، “دعونا نفعل شيئاً خاصاً له (للمزارع)!” فقال الخنزير، “هذا يبدو رائعاً، ولكن ماذا نستطيع أن نفعل له؟”

فقالت الدجاجة، “دعنا نقدم له وجبة الإفطار، فأنا سأعطيه البيض، وأنت تستطيع أن تُقدم له لحم الخنزير المُملح.”

فقال الخنزير، ” إنتظرى لحظة، أنتِ تقدمى العرض فقط ولكن تطلبى إلتزام كامل منى!”

أن تكون أميناً وتفعل ما أنت مدعو لتفعله فهذا سيتطلب الإلتزام الكامل. فالتواصل هو أقوى المفاتيح لوجود زواج ناجح. وبالمثل، فى العمل مع راعيك وقادتك، التواصل مهم ولابد منه. والسبب فى حالات سوء الفهم هو نقص التواصل. فكان يسوع دائماً يأخد الوقت لكى يتواصل مع تلاميذه. فيسوع عرف ان استمرارية خدمته تعتمد على التواصل.

وبطبيعة الحال، فإن هذه الحاجة للتواصل تعمل فى كلا الإتجاهين, فيحتاج العُمال أن يسمحوا للرعاة والقادة يعرفون المشاكل المحتملة، وعلى الرعاة أن يأخذوا وقتاً لتكريس قلوبهم للأشخاص الذين يتعاملون معهم. فإذا تواصل الراعى بصدق مع قطيعه كراعى، فستميز الخراف صوته. فطائفة من الناس تصرخ من أجل الأمن. وهذا يأتى من الإلتزام للراعى وأن الراعى يجعل الإلتزام يعود إلى الناس.

دائما قدم أفضل ما لديك

إن تقديم أفضل ما لديك هو مفتاح آخر للإلتزام. فالراعى دائماً لابد ان يهتم ويشعر بموظفيه وشعبه بالكنيسة بنفس الطريقة التى يشعر بها هو. وبإعتبارك مساعد الخادم فالطريقة التى تخدمه بها بسلام، هى دائما أن تفعل أفضل ما لديك.

وفى صباح أحد الأيام دخلت زائرة إلى كنيستنا بطفل يبكى على ذراعيها. وكان يبدو على هذه السيدة إنها مضطربة، لذا أخذت الطفل واحدة من عاملات بيت الحضانة وأخبرتها بأن تواصل الإجتماع. وقبلت المرأة يسوع رب وسيد على حياتها فى نهاية الخدمة. ورأت عاملة الحضانة الموقف وعملت ما بوسعها لمساعدة السيدة. وعندما تقف (عاملة الحضانة) أمام يسوع، فهى لديها مكافأة خدمة عظيمة.

تقول رسالة كولوسى 3 : 23-24 أن أيا كان ما تفعلوه فإفعلوه من القلب كما للرب وليس للناس لكى تأخذوا جزاء الميراث.

        المفتاحان النهائيان للإلتزام:-

1-   البقاء فى الشئ حتى يتم إنجاز المهمة.

2-   لا تتوقف ولا تستلم أبداً.

وإذا كنت تخدم فى أى قسم فى الكنيسة، وأُعطىَّ لك وظيفة لتفعلها ـــــ فقط إفعلها! ثم تأكد إنها إنتهت تماماً. فإننا كثير من الأوقات نريد أن نبدأ مهمة جديدة قبل أن تكون المهمة الأخيرة إنتهت.

سيكون لديك فرص كثيرة لترك الخدمة. فهذه الفرص يقدمون أنفسهم فى أغلب الأحيان. وأن تستقيل عن الخدمة فهذا لا يتطلب منك أى مجهود، فذلك الطريق سهل الخروج. وعندما أخبرنى الرب لأكون مُساعد الراعىّ، فكان هذا لا يتضمن أى استثناءات.

وعندما بدأنا فى بناء مبنى الكنيسة الحالى، قال الرب أن نبنيه “بدون ديون”. وإتخاذ قرار مثل هذا يعنى أن الكثير من العمل يعتمد على الجهود التطوعية من الموظفين والرعايا الكنسية. ويعنى أن أيام العمل كل يوم سبت (الإجازات). وعندما إنتقلنا من مركز التسوق أمام الكنيسة إلى المبنى الجديد، كان بدون سقف، ولا سجاد، والمشكلة الأكبر وجود صدى صوت كثيرا في هذا المكن. 

فيجب أن تنصب الكراسى قبل كل خدمة، ويتم فكّها بعد ذلك، بالإضافة إلى كل الأجهزة الصوتية للفريق ويُسبب فوضى كبيرة. وتُغطى الأرضيات بالغبار، لذلك لا بد أن تٌنظف قبل كل خدمة. وفى بعض الأحيان، نبدو كما لو كنا مُغطاة “بسحابة مجد” ولكنها فى الحقيقة هى غبار من الصخور.

وعندما بدأنا العمل، كان لدينا الكثير من المتطوعين، ولكن حينما مرت الأسابيع والشهور، كان يبدو أن القليل تبقوا للمساعدة.  فكان من مسئوليتى أن أتأكد أن تم القيام بالعمل. وفى هذا الوقت، لم تكن أيام كثيرة لمجرد الاسترخاء. ليست أيام أحب أن أستعيدها ولكن حينما أنظر لها أجد أنها أخرجت أمورا رائعة في. فالبعض كان جيداً ولم يكن البعض الأخر جيد جداً. ولكن من خلال هذا، تعلمت أن الطريق الوحيد للنجاح هو أنه لا تتوقف أبداً.

وعندما وُضِعَت السجادة أخيراً، ركعت عليها وقبلتها! وكان هذا من أكثر المشاهد جمالاً التى أعتقد أننى لم أرى مثلها من قبل.

فإذا كنت ملتزم بالكنيسة والراعى حيث أرسلك الرب، إذاً فلا تتوقف عندما تواجه أوقاتاً صعبة. والحقيقة هى إنك ستواجه تحديات فى نمو كنيستك والتى ستختبر مدى إلتزامك، سواء كنت عضواً أو راعى.

سيكون لديك الإمتياز للتعامل مع الكبرياء والغضب والمرارة والأنانية، وكل الأمور المدمرة التى فى الدافع البشرى. ولكن، عندما تتعلم كيف تتعامل مع هذه الأمور، ستتغلب عليهم، وتسمح للرب بأن يبدأ العمل فيك، فتصير أكثر شبهاً به.

فالرب يُعدك للقيادة. والمفتاح لذلك هو أن تبقى ملتزم للرب، ولدعوتك، وللقادة الذين وُضعوا فوقك.

نشرت بإذن من خدمات التركيز على الحصاد  Focus On The Harvest المعروفة بإسم خدمات تيري نانس, بولاية أريزونا – الولايات المتحدة الأمريكية www.GodsArmorbearer.com .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from Focus On The Harvest , aka Terry Nance Ministries ,Sherwood ,AR ,USA. www.GodsArmorbearer.com.
All rights reserved to Life Changing Truth.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$