القائمة إغلاق

مقامون مع المسيح Raised with Christ

في رسالة إلى أهل كنيسة كولوسي، يشرح الرسول بولس خطة الله للفداء بنفس الطريقة التي شرحها لأهل كنيسة أفسس. قد تختلف الكلمات قليلاً إلا أن الرسالة تبقى واحدة إلى هاتين الكنيستين: “الذي هو (المسيح) صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أمسلاطين. الكل به وله قدخلق. الذي هو قبل كل شئ وفيه يقوم الكل وهو رأس الجسد الكنيسة الذي هو البداءة بكر من الأموات لكي يكون هو متقدماً في كل شئ. لأنه فيه سر أن يحل كل الملء. وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما في السموات” (كولوسي 15:1-20).

نرى في الإصحاح لثاني أن المسيح أقيم بواسطة الله الآب:

مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات. وإذ كنتم أمواتاً في الخطايا وغلف جسدكم أحياكم معه مسامحاً لكم بجميع الخطايا. إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه بالصليب إذ جرد الرياسات السلاطين أشهرهم جهاراً ظافرا بهم فيه” (كولوسي 12:2-15).

يقول العدد الثاني عشر بأننا أقمنا أيضاً معه “بإيمان عمل الله” لاحظ أن الآب هو الذي أتم هذا العمل. ويخبرنا العدد الثالث عشر بأن الله لم يُقمنا حسب، في نفس الوقت الذي أقام المسيح، ولكنه أيضاً غفر خطايانا.

عندما خضع المسيح البار للموت رفع إلنزام الناموس ضدنا. ومن ثم محا الآب النواميس والوصايا المنتهكة والتي وقفت حائلاً بينه وبيننا، لقد سمّر هذا الإلتزام الملغى إلى صليب ابنه.

يقول الرسول بولس هنا في الرسالة إلى أهل كولوسي أن الله هو الذي صاغ خطة الفداء ودبرها، الله هو الذي أقام المسيح من الأموات، الله هو الذي أعطاه اسماً فوق كل اسم آخر، والله هو الذي جرد الرياسات والسلاطين الذين عارضوا قيامة المسيح.

الموت هو أجرة الخطية. لهذا، عندما حمل المسيح خطايا العالم على الصليب، سعت قوات الهواء الشيطانية أن تمارس حقوقها وتُبقيه تحت قوتها ونفوذها.

مفاتيح السلطان

يقول الإنجيل أن للشيطان، سلطان الموت – ولكن المسيح هزمه. ويقول المسيح في رؤيا 18:1: أنا “الحي وكنت ميتاً، وها أنا حي إلى أبد الآخرين، آمين، ولي مفاتيح الهاوية والموت“. لقد انتزع المسيح المفاتيح من الشيطان، والمجد لله! فالمفاتيح ملك الذي له التفويض. إنها مفاتيح السلطان.

علينا أن نذكر أن الموت الجسدي ليس من الله بل من العدو. فالموت مازال عدواً. ويقول الإنجيل بأنه آخر عدو يبطل – يُداس تحت الأقدام. نشكر الله، لأن ذلك اليوم آت. ولكنك لم تحصل بعد على جسدك الجديد. ستقابل أناس يعتقدون إنهم سيعيشون إلى الأبد هنا في الجسد، ولكن لاحظ أن أحداً منهم لا يعيش هكذا إلى الأبد.

تجادل معي أحدهم حول هذا المعتقد، فأجبته قائلاً: “إذا كان الرسول بولس لم يعش في الجسد إلى الآن فالأفضل لك أن تنسى هذا المعتقد”.

لا مكنني أن أفهم كيف يكون إنسان بهذه البساطة بحيث يعتقد أنه سيحيا إلى الأبد في الجسد – جسده الراهن. كلا، فهذا الجسد ينبغي أن يتغير إذ لا يمكنك أن تحيا إلى الأبد في هذا الجسد الراهم. ويخبرنا الإنجيل متى يحدث هذا التغيير: عندما يأتي المسيح. ففي لحظة، في طرفة عين تتغير أجسادنا نحن الذين نكون بعد أحياء وتصبح خالدة. ولكننا حتى ذلك الحين لا نمتلك سوى قوة محدودة على الموت.

بعد أن جرد المسيح القوات الشيطانية من السلطان الذي كان لهم “أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه” (كولوسي 15:2). وتشير عبارة الرسول هنا إلى حقيقة كون المسيح قد رُفع عالياً فوق أعدائه إلى يمين الآب. وهو موضوع كتب عنه الرسول بولس في الرسالة إلى أهل أفسس، كما سبق ورأينا. فركز الرسول بولس مرة أخرى على عمل الآب في الإطاحة بالقوات الشيطانة وهزيمة الشيطان نفسه.

رأينا أيضاً في الرسالة إلى أهل أفسس أن الابن قد أجلس فوق تلك القوات وأصبح له سلطان عرش الله. ولكن هذا هو ذات المجال الذي أخفقت فيه الكنيسة ككل. لقد أدركت الكنيسة أن المسيح يسوع هو رأسها الأوحد، ولكنها فشلت في إدركت أن الرأس يعتمد على الجسد إعتماداً تماماً لإنجاز خططه، وبأننا قد أجلسنا مع المسيح في السماويات، وأن سلطانه الممارس على قوات الهواء لا يتم إلا من خلال الجسد – الكنيسة.

نستطيع الآن أن نفهم أكثر من أي وقت مضى ما قصده المسيح عندما قال: “…كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء” (متى 18:18). هكذا يستخدم المسيح سلطانه على الأرض.

بنال عدد قليل منا المحات خاطفة من السلطان بين الحين والآخر، وبعضنا تعثر حول هذا الأمر فمارسنا السلطان دون أن ندرك تماماً ما نحن فاعلون. أما الشيء الذي جعلني أبدأ دراستي حول هذا الموضوع هو عندما طرحت على نفسي السؤال التالي: “هل تمتلك سلطاناً نجهل وجوده معنا؟”

ولدى دراستي لهذا الموضوع اكتشفت أننا نمتلك بالفعل سلطاناً والشكر لله. كما وجدت أيضاً أن السماء ستؤازرنا وتعضدنا في الأمور التي نرفضها والتي نسمح بها. لقد سمحنا بالعديد من الأمور دون ممارسة سلطاننا. لهذا السبب تبقى الأمور على ما هي عليه في كثير من الأحيان، لأننا لم نفعل شيئاً بخصوص تلك الأمور. نحن ننتظر ليبدأ لله، وهو ينتظر لنبدأ نحن. ولن يفعل الله شيئاً ما لم نبدأ نحن أولاً بممارسة مالنا من سلطان.

كانت هناك أوقات كنت أصلي فيها من أجل شخص حبيب وهو يشرف على الموت. وقد قال لي الرب:
سأفعل كل ما تطلبه مني”. وفي إحدى هذه المناسبات طلبت من الله أن يمنح الشخص المحتضر سنتين أو ثلاث سنوات إضافية فقال الله إنه سيفعل ذلك فقط لأني طلبت منه. ثم أضاف قائلاً: “لا يرغب أي أب أرضي أن يفعل لأولاده أكثر مما أريد أن أفعل، فقط لو أن أولادي يسمحون لي بذلك…”.

يعتقد بعض الناس أن الله طاغية يجلس على عرشه ماسكاً بعصا ضخمة في يده. وفي اللحظة التي تخطئ فيها يكون هو مستعداً لأن يسحقنا ويصيرنا أشلاء. ولكن هذه ليست هي الصورة الحقيقية عن الأب السماوي.

كثيراً ما يُعاق الرب في خططه لأننا نحن جسده، الكنيسة، قد فشلنا في تقدير معنى سمو المسيح وفشلنا أيضاً في فهم حقيقة جلوسنا معه عن يمين الآب السماوي. إن لنا دوراً نلعبه في هذا الأمر، إذ علينا أن نتعاون مع الرب بالإيمان.

 قال المسيح إن الروح القدس الذي يأتي ليسكن فينا عندما نولد ثانية، سيرشدنا إلى كل الحق. أمسك أحد الكارزين مرة الإنجيل وألقاه أرضاً معلناً أنه ما عاد بحاجة إليه لأن عنده الروح القدس. ولكن هذا ليس بصحيح لأن هذا الكارز يحتاج إلى الإنجيل. ولا يستطيع أحد أن يتبع الروح في كل الحق بمعزل عن الإنجيل.

عندما تذهب إلى ما هو أبعد من كلمة الله المكتوبة، فإنك تنحرف بعيداً جداً إذاً تقيد بكلمة الله.

جاءت كلمة الله بواسطة روح الله: فقد كتبها رجال مقدسون منذ القديم. إن لكلمة الله أهمية بالغة. ولكنك لا تستطيع فهمها بعقلك أبداً وإنما لا تضع الروح فوق كلمة الله، بل ضع كلمة الله أولاً والروح ثانياً، ومن ثم تكون في آمان.

أظهر المؤلف الخمسيني المعروف ستانلي فرود شام، الذي ألف كتاب سيرة حياة سميث وجلزورث ، حقيقة أن وجلزورث هذا كان قبل كل شئ رجل يتبع كلمة الله، وثانياً، كان رجلاً ممتلئاً من روح الله. وذلك مزيج رائع.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$