القائمة إغلاق

هل خدمة التحرير كتابية؟ Is Deliverance Ministry Rights

ان مؤمنين كثيرين اليوم مخدوعون بحيلة الشيطان فيما يُسمى “بخدمة التحرير”. فكثير مما يحدث اليوم تحت مُسمى “التحرير” هو خطأ ومبالغ فيه. فإن أسس وممارسات أية خدمة للتحرير لابد أن تكون متأصلة بثبات في كلمة الله – وليس على اختبارات بشرية. فكثير مما يجرى اليوم في خدمات التحرير لا يوجد في الكتاب المقدس، بل مؤسس على اختبارات بشرية وأمور مبالغ فيها.

فى الواقع، إن العدو يعمل من خلال بعض من “خدمات التحرير” المشهورة بين جسد المسيح، ليخرج مؤمنين كثيرين عن الطريق الصحيح ويضللهم عما يشتاق الله أن يفعله في العالم من خلال كنيسته.

صار التحرير يخصك الآن

بغض النظر عن الأخطاء التي تعلَّم عن التحرير وعلم الشيطان، فإن التحرير أمر كتابي. إن كنت مؤمنًا، فالشفاء والتحرير هما لك. لكن تحتاج أن تدرك أن كلمة التحرير لا تعنى التحرر من أرواح شريرة وحسب. لكن في الواقع إن الحرية من أي شيء يحاول العالم أن يقيدك به هي جزء من حقوق فدائك الشرعية في المسيح. لهذا لا ينبغي أن تسمح أبدًا لأي شيء من إبليس بأن يقيدك؛ لأن فدائك الكامل من سيادة إبليس قد صار متاحًا لك بالفعل من خلال الرب يسوع المسيح.

لقد اشترى يسوع ثمن فدائنا على صليب الجلجثة، فصار فداء المؤمن يتضمن التحرر من أي قيود شيطانية: روحًا ونفسًا وجسدًا. فالشفاء والتحرير هما جزءان من بنود عهدنا مع الله عندما قبلنا يسوع مخلصًا شخصيًا لنا (متى 8: 17؛ لوقا10: 19؛ 1بطرس 2: 24).

ولأن التحرير متضمنًا في فدائنا، فهو أمر كتابي أن نقدم التحرير لأولئك المرضى والمتسلط عليهم إبليس. لكن علينا في خدمة التحرير أولاً أن نساعد الناس بتقديم كلمة الله لهم حتى يرتفع الإيمان في قلوبهم. فالمؤمنون يمكنهم أن يتحرروا ويشفوا بتطبيقهم لكلمة الله بأنفسهم. وان أراد الله، فأننا نستطيع أن نخدم لأولئك المرضى والمأسورين بإظهارات الروح القدس الخارقة للطبيعة. لكن من الهام أن نعلِّم الناس بما تقوله كلمة الله أولاً، حتى يصبح بإمكانهم أن يستقبلوا شفاءهم أو تحريرهم بأنفسهم ويعرفوا كيف يتمسكوا بما نالوه من الرب. فإيمانهم الشخصي يلعب دورًا هامًا في هذا الأمر. خلاف ذلك لن يعرفوا كيف يتصدوا بأنفسهم لمكائد وحيل الشيطان عندما يحاول أن يسلب منهم ما أخذوه من الرب.

ربما يختار الله أن يتعامل بمواهب الروح الخارقة للطبيعة ليحرر الناس، أو ربما لا يشاء ذلك. لكن كلمته تعمل دائمًا عندما يعرف الناس ما تقوله الكلمة ويطبقونها بأنفسهم (يوحنا 8: 32). لهذا السبب ينبغي أن نعلِّم المؤمنين أن يتكلوا على كلمة الله ليتحرروا من تسلط الشيطان وقيوده –وليس على إظهارات روحية خارقة للطبيعة.

الأخطاء والمبالغات في خدمة التحرير.

توجد زوايا كثيرة على وجه التحديد في خدمة الشفاء اليوم ليس لها أساس كتابي. على سبيل المثال، يوجد تعليم خاطئ يقول أن معظم المؤمنين لديهم شياطين في أرواحهم ينبغي أن نخرجهم. لكنك لن تجد مثالاً واحدًا في العهد الجديد حيث كانت الكنيسة المبتدئة تتعامل مع أرواح شريرة تسكن مؤمنين. فجميع الرسل والمؤمنين في أيام الكنيسة المبتدئة كانوا يخرجون شياطين من خطاةٍ. هذا ينبغي أن يوضح لنا الكثير.

على الرغم من أنه يستحيل لشيطان أن يسكن في روح مؤمن، إلا أن بإمكانه أن يتسلط على ذهنه أو جسده. وسط عدد المؤمنين الهائل الذين خدمتهم لأكثر من خمسين عامًا في الخدمة، كان هناك نسبة قليلة من المؤمنين قد تسلط روح شرير على ذهنهم أو جسدهم. لكن معظم خدام خدمة التحرير يدعون أن أغلبية المؤمنين، وليس كلهم، بهم شياطين يحتاجون أن يخرجوهم بصفة منتظمة. لكن ذلك غير معقول.

حتى عندما اضطرت أن أتعامل مع أرواح شريرة كانت تسكن أشخاص، فإن الطريقة الوحيدة التي أستطعت أن أميز بها وجود الشيطان كان عن طريق الروح القدس. عندما كشف لي ذلك وأخبرني بما ينبغي أن أفعله بشأن الأمر. خلاف ذلك، كنت أخدم للناس بالإيمان في كلمة الله وبمسحة الروح القدس. فتلك هما الطريقتان الكتابيتان.

يمكننا أن نرى مثالاً كتابيًا لهذا الأمر في سفر الأعمال الإصحاح السادس عشر، عندما تعامل بولس مع الرواح الشرير الذي كان في الجارية. فهو لم يحاول أن يُخرج الشيطان منها في الحال، حتى على الرغم من أن الشيطان ظل يضايقه لأيام كثيرة. لكن عندما كشف الروح القدس لبولس ما ينبغي فعله، خدم لتلك الجارية وأخرج منها الشيطان.

بمعنى آخر، إن التحرير ليس مسئولية نضطلع بها بأنفسنا. ليس لنا أن نجول نبحث عن شياطين لنخرجها من الناس أو نقرر من أنفسنا أن نحرر أحدهم. إذ ينبغي بالتحرير أن يكون تحت قيادة الروح القدس. بالطبع نستطيع أن نصلي لأجل أولئك المتسلط عليهم إبليس، ونتحد معهم في انتهار الشيطان. ومع ذلك، ففي نهاية الأمر سوف يحتاج المؤمنون أن يتصدوا لإبليس بأنفسهم.

لكن النقطة التي أريد أن أوضحها هي أنك لا تجول تبحث عن شخص ما، وتقرر أن به شيطانًا لأنه يسلك بطريقة معينة. فهو أمر غير كتابي أن تصنف الشيطان وفقا لإدراكك البشري أو تحدد أن نوعًا ما من الشياطين دائمًا ما يسلك بطريقة معينة. صحيح أن الشيطان يمكن أن يؤثر على  سلوك الفرد. لكن لابد أن يُظهر لك الروح القدس أن روحًا شريرًا هو المتسبب في الأمر –لأنه قد يكون الجسد أيضًا. ولا يمكنك أن تميز الأمر بإدراكك البشرى وحسب. بل لابد أن يكون عن طريق تميز روحي.

بمعنى آخر، إن التحرير الحقيقي ليس مسألة إدعاء أن مشكلة ما أو مرضًا معينًا، سواء عقلي أو جسدي، هو نتيجة دائمة لوجود شيطاني. لا تحاول أن تصنف سلوكيات معينة على أنها شياطين، مثل شيطان الغيرة أو شيطان النهم، الخ، حين قد يكون الأمر في الحقيقة هو أعمال الجسد.

من الحقيقي أنه لو انغمس البعض في أعمال الجسد، فيمكنهم أن يفتحوا بابًا للشيطان. لكن الكتاب المقدس لا يذكر الشيطان بتلك الأسماء. في حين أن الكتاب يعلمنا أن تلك الأفعال هي من سمات أعمال الجسد وميوله الشريرة (غلاطية 5: 19-21).

من السهل جدًا أن نلقي باللوم عن المشاكل على الجسد أو الشيطان، وندفع المسؤولية عن أنفسنا تجاه فعل شيء ما حيال ميولنا الجسدية. حتى عندما يكون روح شرير هو المتدخل في الأمر، فلابد من تمييز وتحديد نوع الروح الشرير الذي يؤثر على الشخص عن طريق إعلان من الروح القدس. بدون الروح القدس، لن يمكنك تمييز نوع الروح الشرير المتدخل في الموقف.

من الأمور الأخرى المبالغ فيها في “خدمات التحرير” المزعومة هو أن المؤمنين يحتاجون أن يمروا بخبرات تحرير متكررة كي ما يتحرروا. لكن لا يوجد مثال واحد في العهد الجديد حيث اضطر يسوع أو مؤمنو الكنيسة المبتدئة أن يخدموا بصورة متكررة للشخص الذي يسيطر عليه إبليس.

لكن عندما تسمع لبعض من أعضاء خدمات التحرير المزعومة اليوم، تجدهم يحتاجون أن يخدموا بصورة مستمرة لذات الأشخاص مرة بعد الأخرى. كما أنهم يطلبون التحرير لأنفسهم من وقت إلى آخر.

إن كان هذا هو الوضع، فلابد أنه يوجد خطأ ما.. فهذا ليس كتابيًا. لاحظ أنه عندما كان يسوع، أو أي من الرسل، يحتاج أن يتعامل مع إنسان به شيطان، كان يتكلم إلى الروح الشرير فيرحل. لم يمضوا ساعات أو أيام أو أسابيع محاولين أن يخرجوا الشيطان.

عندما يقضى البعض ساعات وساعات محاولين أن يتخلصوا من شياطين في إنسان ما، فهذا يعني أنهم يحاولون أن يحرروا الشخص بالجسد. إن قدمت خدمة التحرير بواسطة الروح القدس وتحت قوته ومسحته وإرشاده، فستأتي النتائج ولن يحتاج الشخص أن يختبر تحريرًا متكررًا.

إن كانت خدمات التحرير المزعومة صحيحة ومن الله، فلماذا لا تعمل؟ لماذا يعاني ذات الأشخاص من ذات المشاكل مرة بعد الأخرى، ويحتاجون إلى تحرير متكرر؟ أو لماذا يحصل البعض على “تحرير جزئي” فقط، ويحتاجون إلى العودة باستمرار إلى مزيد من حلقات “التحرير”؟

التحرير لا يتضمن “حلولاً سهلة”

أحد الأسباب في أن معظم خدمات التحرير لا تعمل، هو أن أولئك يحاولون أن يتعاملوا مع شياطين، عندما تكون المشكلة في الأساس لا تتعلق بالشياطين بالمرة. إنها مشكلة الجسد الغير مصلوب، أو النفس الغير متجددة. وكلاهما لا يمكن “طرده”. كم كان الأمر ليكون مريحًا لو كانت تلك المشاكل يمكن طردها وحسب. كان هذا ليوفر لنا حلاً لجميع مشاكلنا.

السبب الأساسي في أن خدمة التحرير صارت مشهورة جدًا هو لأنها طريقة سهلة. الجميع يريدون حلاً سهلاً؛ علاجًا فوريًا واستجابة لحظية. لكن صلب الجسد يتطلب بعض الوقت، ويُعد عملاً أكثر صعوبة. إلا أنه في أغلب الأحيان يكون هو الحل الأكيد، وليس طرد الشيطان.

لقد خصصت فصلاً كاملاً في هذا الكتاب لمناقشة ما يقوله الكتاب للمؤمن عما يجب فعله بشأن جسده ونفسه. لابد أن يقدم جسده لله كذبيحة حية (رومية 12: 1) والذبيحة الحية لا تعود تفعل ما تريده، بل تنكر وتصلب ذاتها والجسد كي تقدر أن تفعل مشيئة الله.

لا يمكن للمؤمن أن يتعلم أن يتحكم ويسيطر على جسده من خلال خدمة التحرير. لأن تلك هي عملية مستمرة من التقديس، وهي مسئولية المؤمن طوال حياته على الأرض.

لقد اكتشفت من خلال سنوات عديدة في خدمتي أن معظم مشاكل المؤمنين لا تنشأ من أرواح شريرة، بل من أذهانهم الغير مجددة. فمؤمنون كثيرون لا يجددون أذهانهم ليفكروا وفقًا لكلمة الله. لذلك يؤمنون ويفكرون ويقولون أمورًا خاطئة؛ فتكون النتيجة أنهم يواجهون مشاكل فكرية وعاطفية، ويعانون من قيود، ويصبحون هدفًا يجذب هجمات العدو بصورة مستمرة.. كل هذا لأنهم تركوا له بابًا مفتوحًا.

عندما كنت أنجح في إقناع الناس بضرورة أن يملئوا أنفسهم بكلمة الله، وكانوا يفعلون ذلك.. كانوا يجدون أن المشاكل التي ظلوا يصارعون معها لسنوات تزول. أولئك الذين كان يعانون من ماضي مؤلم، بدأوا يرون أنفسهم كما يراهم الله، وتعلموا كيف يحيون حياة الله التي تشمل النصرة فوق إبليس.

إن كلمة الله قوية. فرسالة رومية 1: 16 تقول أن الإنجيل هو قوة الله للخلاص. كلمة الخلاص في الأصل اليوناني تعني شفاء وتحرير وحفظ وحماية وكمال. كل تلك القوة هي في الله وفي كلمته. فإن آمن المؤمنون بذلك وقبلوها بالإيمان وسلكوا بموجبها، سيتبقى لدينا مؤمنين قليلين يحتاجون إلى التحرير وإخراج أرواح شريرة من أجسادهم ونفوسهم. وعلى الجانب الآخر فكل مؤمن يتحمل مسئولية تجديد ذهنه وتقديم جسده لله كذبيحة حية، سيقف صامدًا أمام العدو.

التركيز على أمور خاطئة يؤدي إلى الضلال

من المشاكل الأخرى الكبيرة التي تتعلق بخدمات التحرير المزعومة هي أن المؤمنين الذين يشاركون فيها يصبحون مأخوذين للغاية بتحرير بعضهم البعض وإقامة اجتماعات للتحرير. فيفقدون بذلك وصية المسيح الأساسية وهي التبشير للأمم (متى 28: 19؛ مرقس16: 15).

في يومنا هذا يمكنك أن ترى كنائس كاملة وخدمات مشغولة للغاية بما يُسمى “التحرير”. والنتيجة هي أن تلك الكنائس والخدمات لم تربح نفوسًا مثلما اعتادوا قبل أن يبدءوا خدمات التحرير. هذا برهان على أنهم خرجوا عن الطريق السليم. ما هي الثمار التي ينتجوها لمجد الله؟ أين تلك الثمار التي تكلم عنها يسوع في يوحنا 15: 8، “بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي: أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ…”.

كذلك فإن كثير من خدمات التحرير المزعومة تقود الناس ليركزوا انتباههم على الشيطان وما يفعله، وليس على الله وما يفعله. وبهذا التعليم يرى المؤمنون أنفسهم ضحية وفريسة لأي شيطان يرغب في أن يهاجمهم، بدلاً من أن يقبلوا بالإيمان دم يسوع المسيح الكلي القدرة وعمل يسوع المكتمل على الصليب وقوة كلمة الله لتحفظهم من الشرير.

إن كان بإمكان الشيطان أن يهجم على المؤمنين في أي وقت يشاء حتى أنهم يحتاجون باستمرار للتحرير، فدم يسوع المسيح إذًا عديم القوة وفداؤنا ليس كاملاً. هذا لا يعني أن المؤمنين لا يمكنهم أن يفتحوا الباب للشيطان بأنفسهم.. إذ بالطبع يمكنهم أن يفعلوا هذا. لكن المؤمنين الذين يسيرون في نور كلمة الله لا يحتاجون أن يخافوا من أن هجوم الأرواح الشريرة عليهم في أي وقت. إذ إن سار المؤمنون في النور وحاول الشيطان أن يهاجمهم، فلديهم السلطان ليقاوموه بنجاح.

معظم المؤمنين يحتاجون أن يقضوا وقتًا كافيًا لدراسة كلمة الله والتأمل فيها حتى تتفق أفكارهم وأجسادهم مع حق كلمة الله. فكلمة الله ممسوحة وتستطيع أن تسدد أي احتياج في حياتهم. لذلك ينبغي أن يتوقفوا عن “الحلول السهلة” من خلال “لقاءات التحرير” المزعومة.

بمجرد أن يعرف المؤمن حقيقة هويته في المسيح والقوة التي جعلها المسيح متاحة لأولئك الذين صاروا فيه، لا يعد ممكنًا لأي شيطان أن يمسك به لأنه يسلك في طاعة لكلمة الله.

ليست خطة الله لشعبه المؤمن أن ينخرط في ممارسات تفرغه من فاعليته وتأثيره الروحي. فباستطاعة المؤمنين أن يخرجوا ويخلِّصوا الناس ويشفوهم، بدلاً من البحث المستمر عن شياطين ليست فيهم أو حتى في الآخرين.

في الحقيقة أن كثير من “معلمي التحرير” الحالين هم مبتدئون في الخدمة، ليس لهم أكثر من عشرة أو خمسة عشر عامًا. لقد كنت في الخدمة لقرابة ستين عامًا. وبفضل كوني في الخدمة لهذه المدة، فقد رأيت نماذج معينة من تلك الخدمات تتكرر من حين إلى آخر في جسد المسيح.

على سبيل المثال، إن تعليم “التحرير” الحالي ليس بعقيدة جديدة أو إعلانًا خاصًا بالأيام الأخيرة كما يدَّعي بعض معلمي التحرير. لقد رأيت خدمات تحرير مزعومة تقوم وتمضي، حتى منذ أن كنت خادمًا شابًا في الثلاثينيات والأربعينيات. يبدو وكأنها تنهض كل خمسة عشر أو عشرين عامًا، وتجذب قطاعًا معينًا من المؤمنين إليها.

عندما ينجرف بعض المؤمنين كثيرًا في هذا التعليم ويميلون إلى المبالغات، يبدأ الآخرون في رؤية أخطاء تلك العقيدة، فتضمحل. عندئذ يثير إبليس بعض “رياح التعليم” ليوقع البعض الآخر في مبالغات في رؤيا أخرى. لكن الكتاب المقدس يخبرنا أننا لا نجهل حيل إبليس.. فطريقه هو الخداع.

التحرير الحقيقي من كل ما يقيد

نعم، يوجد تحرير حقيقي. لكنه ليس ذاك المبنى على اختبارات بشرية كما يعلِّم البعض اليوم. إنما هو تحرير مؤسس بقوة على كلمة الله الممسوحة، ويتحقق تحت قيادة وقوة الروح القدس.

لا يهم نوع ومقدار الاختبارات التي يدَّعي خدام التحرير أنهم نالوها. إن لم تكن تلك الاختبارات مغروسة في كلمة الله، فهم مخدوعون. فكلمة الله هي المقياس الوحيد الذي نحكم به على أية عقيدة أو طقس.

في الحقيقة، لقد ضخم البعض كثيرًا وبالغ في توظيف كلمة التحرير بين جسد المسيح. فالمبالغات في التعليم عن التحرير تترك انطباعًا لدى كثير من المؤمنين الحسني النية أن “التحرير” لا يشتمل إلا على التحرير من الشياطين وحسب.

لكن في الحقيقة أن التحرير الكامل يشمل مجالاً أكبر من الشياطين؛ لأن فداءنا يغطي مدى أكبر بكثير من مجرد التحرير من الشياطين. شكرا لله لأننا تحررنا من الخطية، والمرض، والعادات السيئة، والقيود، وكل ما شابه. شكرًا لله لأنه من خلال يسوع المسيح قد تحررنا من أي شيء يحاول أن يقيدنا، وذلك من خلال كلمة الله والروح القدس.

سوف تواجه مشاكل في كل مرة تحاول أن فيها أن تركز بصورة زائدة على أي حق كتابي. حقًا قد تحررنا من الشياطين، لكن ليس ذلك هو كل ما تحررنا منه. في الواقع، كل مرة نكرز فيها بالإنجيل وينال خطاة الميلاد الجديد، فهم قد تحرروا من قوى الظلمة وانتقلوا إلى ملكوت النور (كولوسي 1: 13).

يعتقد البعض أن التحرير ليس أكثر من مجرد تطبيق لبعض الطقوس وبعض الصياح على إبليس محاولين الحصول على الحرية. لكن هذا ليس صحيحًا. فالحرية الحقيقية صارت لك بالفعل. حتى أنك لا تحتاج أن تجري لتحصل عليها من أحد خدام “التحرير”.. فقط آمن بقوة كلمة الله بنفسك.

إني أؤمن أن بعض من أولئك الذين انحرفوا إلى المبالغات في خدمات التحرير المزعومة هم أشخاص صادقين ومخلصين. ولديهم الكثير من الصفات الجيدة. لكني أعتقد أنهم مخلصون للأمور الخاطئة. كيف يمكنني أن أحكم هكذا؟ لأنني كنت في ذات القارب الذي هم فيه الآن، وكانت هذه هي الطريقة التي تعلمت بها ما أعرفه الآن.

اجتماعاتي الأولى ’للتحرير‘

لقد قبلت الامتلاء بالروح القدس عام 1937 وبدأت أرعى كنيسة إنجيل كامل في عام 1938 حيث تقابلت هناك مع زوجتي المحبوبة أوريثا.

بعدما تزوجنا، قبلت رعوية كنيسة أخرى أكبر من الأولى في بلد صغيرة. كان أكثر من نصف الحضور هم من المزارعين في تكساس. إذ كان القطن في ذلك الوقت محصولاً ذهبيًا.

ظللت أرعى تلك الكنيسة لمدة سنتين ونصف. ولكوني فتى معمدانيًا، فقد تعلمت الكثير من الخمسينيين. كانوا يعقدون جميع أنواع الخدمات التي تخطر على بالك: اجتماعات تحرير، اجتماعات فك، اجتماعات كسر قيود، اجتماعات مسحة مضاعفة.. وكل ما يخطر على بالك.

فبدأت أعلن في اجتماعاتي أننا سنبدأ في إقامة اجتماعات للتحرير بمساء كل سبت. بدأت الاجتماعات بصورة جيدة. كنا نضع أيدينا على الناس، وكان يُفترض أنهم يتحررون. كنا نرى كل أنواع الإظهارات والاستعراضات الجسدية التي يمكن أن تراها، وبعضها قد يتمنى المرء لو لم يراها. ربما تعتقد أن الإظهارات الجسدية التي تحدث اليوم في خدمة التحرير هي أمور جديدة، لكنها ليست كذلك. فقد رأينا إظهارات وأحداث مشابهة آنذاك.

قضينا أوقات عظيمة في تلك الاجتماعات للتحرير. لكن بعد حوالي ثلاثة أشهر من عقد اجتماعات للتحرير في مساء كل يوم سبت، بدأت روعة هذه الاجتماعات تخبو. فبدأت أعلن أن ليلة السبت القادم ستكون لدينا اجتماعات “للفك”. كل مَن تحرر في اجتماعات التحرير يجب أن يداوم المجيء لكي يُفك ويُحل في اجتماعات الفك. واختبرنا في تلك الاجتماعات من الحل والفك كل أنواع الاضطرابات والاستعراضات الجسدية التي يمكن أن تخطر على بالك أو لا تخطر.

ثم بدأت روعة هذه الاجتماعات تخبو أيضًا. فبدأت أعلن أننا سنعقد في الفترة القادمة اجتماعات للإطلاق في مساء كل يوم سبت. كل مَن واظب على الحضور في الأربعة أو خمسة أو ستة أشهر السابقة وتحرر، ثم حل وفك، فليأتي لكي يطلق. ومضينا في اجتماعات الإطلاق لبعض الحين. لكن روعة هذه الاجتماعات بدأت تخبو أيضًا.

ربما كنت بطيء الإدراك وقتها، لكني في النهاية قلت لنفسي: :هذه الطريقة ليست ناجحة. فهؤلاء الأشخاص لا يزالوا كما هم، يحتاجون إلى التحرير مثلما كانوا قبلما نبدأ هذه الاجتماعات. لقد عشت وسط هؤلاء الأشخاص. كنت راعيًا لهم، ودخلت بيوتهم، وأعلم أنهم لم يتحرروا بعد”.

كنت أذهب إليهم في مزارعهم، وأساعد المزارعين في التقاط القطن بينما كنت أتحدث معهم ذهابًا وإيابًا بين صفوف المحصول. كنا نتبادل الحديث فيما نسير معًا بين صفوف القمح، ونلقي بسنابل القمح في مدرسة القمح. وكان بإمكاني رؤية أن هؤلاء الأشخاص لم يتحرروا من أي شيء. كانوا لا يزالون يواجهون ذات المشاكل والقيود التي عانوا منها سابقًا.

كنت أزورهم في بيوتهم ليلاً، وكان باستطاعتي أن أرى أن هؤلاء الأشخاص لم يتحرروا على الإطلاق، ولم يحلوا، ولم يطلقوا عما كانوا عليه قبل أن نبدأ كل هذه الاجتماعات. ومع ذلك كنا نختبر كل هذه الإظهارات الجسدية. في الحقيقة رأينا جميع الاستعراضات الجسدية التي يمكن أن تخطر على بالك.

بدأت أصوم وأصلي وأطلب الرب لأجل هذا الأمر. قلت له: “لماذا لا تعمل هذه الاجتماعات يا رب؟” لقد عقدت مثل هذه الاجتماعات لأن الآخرين كانوا يعقدونها، لكني عقدتها بكل أمانة وإخلاص. كان ذلك إحدى الطرق التي تعلمت من خلالها أنه يتوجب على الفرد ألا يفعل أمورًا معينة لأن الآخرين يفعلونها وحسب. ولا ينبغي أن يعتمد الفرد على الإظهارات والاستعراضات الجسدية. فكلمة الله هي المقياس والمرشد لنا.. وليس ما يفعله الآخرون، بغض النظر عن مدى شهرته أو إن كان “موضة” تلك الأيام. فبدأت أقول: “يا رب، أين أخفقت في الأمر؟”

الكلمة الممسوحة هي التي تحرر الناس

أجابني الرب قائلاً: “إنك تحاول أن تُنجِح شيئًا من خلال الصلاة ووضع الأيدي، في حين أن كلمتي وحدها هي التي تفعل ذلك”. ثم أعطاني إنجيل يوحنا 8: 32، “وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ”. في الواقع، يمكنك أن تقرأ هذا الشاهد بهذه الطريقة دون أي تحريف في معناه: “وتعرفون كلمة الله، والكلمة تحرركم”. في الواقع، إن المعرفة والسلوك بالكلمة هما اللذان يحرران الشخص ويطلقاه. عندما قال لي الرب ذلك بدأت أرى ضرورة غرس الكلمة في قلوب الناس حتى تقوم معرفة كلمة الله بتحريرهم. عندئذ بدأت أدرك أن الناس يمكنهم أن يقعوا في مشاكل عندما يحاولون أن “يتحرروا” من أمور هي في الأصل أعمال الجسد. فهذا يفتح بابًا لإبليس.

عندما أخبرني الرب بذلك، بدأت أعلِّم الناس كلمة الله. لقد قال يسوع أن الكلام الذي تكلم به هو روح وحياة (يوحنا 6: 63). إن كلمة الله هي إلهام ووحي الله (2تيموثاوس 3: 16). هذا يعنى أن الكلمة ممسوحة وأن تلك المسحة هي التي تكسر نير عبودية الشيطان (إشعياء 10: 27). عندما يعلِّم الشخص بكلمة الله ويكرز بها تحت مسحة وقوة الروح القدس، فالكلمة سوف تحرر كل من يؤمن ويسلك في نور ما سمعه من الكلمة.

هكذا بدأت أضع التعليم والكرازة بكلمة الله أولاً. لم أعد متشوقًا للإظهارات الجسدية. ومع مرور الوقت، عندما بدأت أعلِّم الناس ما تقوله كلمة الله، تحرر كل فرد من هؤلاء الأشخاص وأطلق من قيود ومشاكل. هكذا يتضح أن الحق الذي يسمعه المؤمنون ويسلكون به هو الذي يحررهم. بعدما تركت تلك الكنيسة ومضيت في حقل الخدمة، عدت لأزورهم بعد سنوات لاحقة. وجدت ذات الأشخاص يتمتعون بالحرية ولم تمسك بهم القيود؛ لأنهم كانوا يعرفون الكلمة. عندما نضع كلمة الله أولاً، سوف تعمل.

التصق بالكلمة

يحتاج جسد المسيح أن يقف على أساس كتابي في موضوع التحرير ولا ينحرف إلى أحد جانبي الطريق. التصق بما تقوله الكلمة عن الشفاء والتحرير. بالفعل أن الشياطين حقيقة وعلينا أن نتعامل معهم. وفى بعض الأحيان نحتاج أن نُخرج أرواحًا شريرة من جسد المؤمن أو نفسه. لكن كما قلت سابقًا أنه طوال سنوات خدمتي كلها لم أقابل سوى مؤمنين قليلين جدًا احتاجوا للتحرير فيما يتعلق بإخراج شياطين من أجسادهم أو نفوسهم، عدا بعض حالات الأمراض والأسقام. ونذكر أن الكتاب يدعو الأمراض أنها تسلط شيطاني (أعمال 10: 38).

لكن من زاوية أخرى، لا يجب أن تذهب لتخرج شياطين من كل مريض تقابله. لا تخرج أرواح شريرة من أحد ما لم تنل في الأول إعلانًا من الروح القدس أن روحًا شريرًا هو مسبب المرض في جسد الشخص. فلا يجب أن تخرج شياطين من أناس لأن أحدهم أخبرك بذلك، أو لأنك تعتقد أنك ينبغي أن تفعل هذا. لابد أن تكون تحت قيادة وإرشاد الروح القدس. وبكل يقين يستطيع المؤمنون أن يتصدوا لإبليس بأنفسهم أيضًا. دائمًا ما أحكي عن الخادم الذي أتى إلى مكتبنا منذ عدة سنوات، عندما كان زوج ابنتي بادي هاريسون يعمل معنا. سأل بادي الرجل قائلاً: كيف حالك اليوم؟” فأجاب ذلك الخادم، الذي كان تابعًا لطائفة الإنجيل الكامل: “إني بخير. لقد أخرجت من نفسي سبعة عشر شيطانًا في هذا الصباح”.

هذه مبالغة شديدة في موضوع الشياطين. من وجهة نظر هؤلاء الأشخاص، فكل شيء خطأ هو نتيجة مباشرة لشيطان أو روح شرير. ونسوا أنه عليهم أن يتعاملوا مع الجسد. وتجاهلوا القوة التي في كلمة الله. فهم يتحدثون عن الشيطان أكثر مما يتحدثون عن الله. ويعظمون من الشيطان أكثر من يسوع ومن عمله الكامل في الصليب. وبهذه الطريقة ينحرفون إلى أحد جانبي الطريق ويعطون إبليس مدخلاً إليهم.

كل هذه المبالغات ليست أمرًا جديدًا. لقد ظللت في الخدمة لسنوات عديدة ولاحظت هذه الأخطاء تتفشى في بعض دوائر المؤمنين. لقد واجهنا في الأربعينيات والخمسينيات أيام نهضة صوت الشفاء انتشار هذا التعليم المبالغ فيه عن التحرير كما يحدث اليوم. ثم حدث انتشار آخر لبعض المبالغات في خدمة التحرير في السبعينيات.

والآن ألاحظ انتشارًا ثالثًا لهذا التعليم منذ أن بدأت خدمتي منذ قرابة ستين عامًا. فهذا التعليم ينتشر سريعًا جدًا ثم يضمحل؛ لأنه ليس كتابيًا ولا يعمل. لذا أعارض أي تعليم مبالغ وأي ممارسات زائدة في أية زاوية وناحية.

خدمة التحرير في أيام نهضة صوت الشفاء

كانت هناك نهضة شفاء قوية في أمريكا من عام 1947 إلى عام 1958. ثم بدأت نهضة الشفاء تضمحل. وحدث أثناء تلك النهضة أن البعض انحرفوا إلى المبالغات فيما يتعلق بأمر التحرير.

فى الحقيقة عندما وقع البعض في مبالغات عن موضوع التحرير، امتنعت عن استخدام كلمة “تحرير” في اجتماعاتي وتوقفت عن الخدمة لصفوف التحرير أو التعليم عن هذا الأمر. تراجعت عن هذا الموضوع كلية؛ لأنني لم أرد أن أُحسب ضمن أولئك الجانحين والمخطئين في العقيدة.

لم أمرض إطلاقًا طيلة الخمسة وستين عاما الماضية ما لم أخفق. عندما تراجعت عن التعليم عن موضوع الشياطين تمامًا، مرضت. بدأت أردد كل اعترافات الإيمان وأقف على كلمة الله لأجل شفائي، لكن لم يحدث شيء.

ينبغي أن يكون لدينا تمييز كافي لندرك أننا عندما نعترف بكلمة الله ونصلي ونقف على الكلمة لفترة من الوقت ولا يحدث شيء، فلابد أن هناك خطئًا ما.

لذلك يستحسن أن نفحص أنفسنا ونكتشف ما المشكلة لأنها لا يمكن أن تكون من ناحية الله فهو لا يتغير أبدًا (ملاخي 3: 6؛ عبرانيين 13: 8).

لذلك عندما لم أُشف بوقوفي على كلمة الله، علمت أن اتصالي مع الله كان مقطوعًا. فسألت الرب في النهاية، أين أخفقت؟ في اللحظة التي سألته فيها، بدا أن الرب يتحدث إليَّ. وأخبرني بالتحديد أين أخفقت.

قال لي يسوع: “لقد أخفقت بتراجعك عن خدمة التحرير وعن التعامل مع الشياطين بسبب أولئك المبالغين في تعليمهم عن التحرير”.

ثم أكمل: “لقد انحرف أولئك الذين يبالغون عن موضوع الشياطين بتعليمهم أن كل مؤمن به شيطان، وينبغي على كل فرد أن يتقيأ أو يسعل لكي يخرج الشيطان. وقد جنحوا إلى أحد جانبي الطريق في تعصب ومبالغات، فحاولتَ أنت أن تبتعد عن هذا الأمر. وعندما فعلتَ ذلك وتوقفتَ كلية عن التعامل مع الشياطين، انحرفتَ إلى الجانب الآخر. وهكذا دخلت في مشاكل”.

عندما قال لي يسوع ذلك، تبت وفى الحال شُفيت. فبدأت أكرز بما تقوله الكلمة عن موضوع الشياطين وخدمة التحرير.

هكذا ترى أن ذات المبالغات التي يعلِّم بها البعض اليوم كانت منتشرة في أيام نهضة الشفاء. على سبيل المثال، رأيت أحد خدام الشفاء يحمل برطمان به ضفدعة ويقول للجميع: “هذا شيطان خرج من فم امرأة، عندما طردتُ منها الشيطان”. بالطبع لم أصدق قول ذلك الخادم أبدًا. فلا يمكنك أن تحبس شيطانًا، وهو كائن روحي، في برطمان.

لكن من ناحية أخرى، عندما تعمل موهبة تمييز الأرواح ويستطيع الشخص أن يرى في عالم الروح، فأحيانًا ما تبدو الشياطين بصور وهيئات مختلفة. تحتاج أن تدرك هذا الأمر. وفي كل الأحوال، لا يمكنك أن تبني عقيدة على ما رأيته في عالم الروح، بل تكلم بما تقوله كلمة الله عن الشياطين وخدمة التحرير. ففي بعض الأحيان يكون الخط الفاصل بين الحقيقة والزيف رفيعًا جدًا مثل شعرة.

التعاليم المبالغ فيها تسبب ضررًا لجسد المسيح

دائمًا ما يسبب التعليم المبالغ فيه عن خدمة التحرير، كما هو الحال اليوم، نتائج سلبية. فكثيرًا ما يتعثر البعض من هذا التعليم، فيرتدوا عن التعليم الكتابي بالمرة. أو يحمسهم بصورة مبالغة، فيروا “الشياطين” في كل شخص وفى كل مكان. وفى كلا الحالتين، فإن ذلك يؤدي إلى ضرر وإعاقة جسد المسيح.

من أحد المبالغات الإدعاء بأنه لا يوجد شياطين. على سبيل المثال، أعرف راعيًا اختبر مواجهة مع روح شرير. لكن مؤمنين كثيرين عارضوا اختباره ونقضوه، لأنهم لا يؤمنون بوجود أرواح شريرة.

كان الراعي واقعًا تحت ضغط لوقت طويل، لأن زوجته كانت مريضة بشدة وماتت في النهاية. فقرر أن يذهب في جولة وتوقف عند مدينة دينفر بولاية كولورادو. كان يتمشى في يوم الأحد في وسط المدينة.

ثم قال لي ذلك الراعي: “رأيت لافتة على مدخل مسرح تقول: ’الخدمة اليوم الساعة السابعة والنصف‘، فاعتقدت أن كنيسة إنجيل كامل أو خمسينية تعقد اجتماعاتها في ذلك المسرح. فقررت أن أعود مرة أخرى لأحضر خدمة المساء. ذهبت في تلك الليلة وجلست على آخر مقعد في المسرح. كان يوجد على المسرح بيانو كبير. وفجأة انطفأت الأضواء من على المسرح، وأنير كشاف نور على سيدة كانت ترتدي فستان قصير، فعلمت أنه لم يكن اجتماعًا للخمسينيين. جلست تلك السيدة على البيانو، وبدأت تعزف ’صخرة الدهور‘

وبينما كانت ترنم، أنير كشاف نور آخر على رجل يرتدي بذلة فاخرة وقبعة، وابتدأ يرنم عددًا من ترنيمة صخرة الدهور. كان صوته جميلاً. كانت المنصة مضاءة بكشاف موجه على هذا الرجل، وكشاف آخر على السيدة. وفجأة اختفت المرأة، وظل الرجل يرنم. واستمر البيانو في العزف حتى على الرغم من اختفاء المرأة. ثم توقف الرجل عن الترنيم ونزل من على المنبر وسار في الممر حتى نهايته حيث كنتُ جالسًا. وكانت الإضاءة تتبعه بينما كان يسير فى الممر.

“توقف الرجل عند موضعي وقال: ’سيدي، قد ماتت زوجتك منذ ثلاثين يومًا، لكنها هنا الآن ولديَّ رسالة منها إليك‘.

فأجبت ذلك الرجل: ’حقًا قد ماتت زوجتي منذ ثلاثين يومًا. لكنها كانت مؤمنة، وهي الآن مع يسوع. إنها ليست هنا‘.

كان الرجل في البذلة الفاخرة يتصرف وكأني لم أقل شيئًا. في الواقع، كان يسلك كأنه في غيبة أو في عالم آخر. مرتين كرر هذا الرجل: ’سيدي قد ماتت زوجتك منذ ثلاثين يومًا وهي هنا. لديَّ رسالة منها إليك‘. وفي المرتين كان الراعي يجيبه: ’حقًا قد ماتت زوجتي منذ ثلاثين يومًا. لكنها كانت مؤمنة، وهي ليست هنا. إنها في السماء مع يسوع‘”.

فأجاب ذلك الرجل في النهاية: “إذًا أنت ترفض أن تقبل الرسالة”.

فأجاب الراعي: “حتمًا”، وترك الراعي المبنى.

لو كان الراعي قد تجاوب مع هذا الرجل وقبل تلك الرسالة، لكان هذا الرجل قد أخبر الراعي عن شيء لا يعرفه أحد سوى الراعي وزوجته. هكذا يُخدع الناس. حقًا كانت ستعتبر ظاهرة خارقة للطبيعة، لكنها كانت من روح عرافة. ولو كان ذلك الراعي قد سمح لروح العرافة بالعمل، وذلك من خلال قبوله لرسالة الرجل، لفتح ذلك الراعي بابًا لتأثيرات شيطانية في حياته.

لم يكن الرجل الذي يرتدى البذلة الفاخرة يتلقى أية معلومات من زوجة الراعي؛ فهي في السماء. إذ يخبرنا الكتاب المقدس أنه عندما يرقد المؤمن، فإنه يذهب ليكون مع المسيح في السماء (2كورنثوس 5: 8). إنما كانت تلك المعلومات من مصدر خاطئ. كانت عمل روح عرافة. علينا ألا نجهل مكائد إبليس (2كورنثوس 2: 11).

دائمًا ما يتفوق الله على ما يمكن لإبليس أن يفعله. لذلك لا ينبغي أن نذهب لإبليس لنسمع ما لديه ليقوله. لا نحتاج أن نذهب للعرافين والمنجمين والدجالين أو أي شخص آخر لأجل هذا الأمر. فلدينا كلمة الله والروح القدس. والله سوف يكشف لنا ما يريدنا أن نعرفه.

لقد وقعت تلك الحادثة أثناء نهضة صوت الشفاء، وقد أخبرني ذلك الراعي شخصيًا بها. وذاعت حادثة الراعي بين كنائس الإنجيل الكامل ودوائر الخمسينيين، وتحدث عنها الخدام آنذاك. لكن بعضهم أنكر وقوع هذه الحادثة. ومالوا إلى المبالغات بإنكارهم وجود الشياطين والأرواح الشريرة. لا ينبغي أن نُخفي رؤوسنا في الرمال وندَّعي أن الأرواح الشريرة والشياطين لم يعودوا موجودين. كما ينبغي ألا ننحرف إلى الجانب الآخر من الطريق، ونرى الشياطين في كل شيء وكل شخص.

يخطئ البعض عندما يركزون كثيرًا على إبليس، مستنفذين كل وقتهم في التعامل معه. فعندما يفكر الناس بإبليس وما يفعله وحسب، يصبحون شديدي الإدراك لإبليس وبذلك يعطونه مكانًا. وعندما يصبح الناس مدركين للشياطين، يبدأ يتسلط عليهم ويُظهر عن نفسه.

لكن عندما نمجِّد الله ونعظِّم من كلمته، فروح الله يقدر أن يعلن عن نفسه. وإن خضع الناس للروح القدس، سيقدر أن يعلن عن نفسه ويعظم الله.

الإظهارات الجسدية ليست ضرورية للتحرير

من التعاليم الأخرى المبالغ فيها عن خدمة التحرير هو أن إبليس لابد أن يعلن عن نفسه حتى يمكن طرده. لذا يريد البعض دائمًا أن يروا إظهارات. حتى أن بعض المؤمنين صاروا أكثر إهتمامًا بإظهارات الشياطين أكثر من إظهارات الروح القدس.

يعلِّم بعض الخدام أنه لابد أن يسعل الشخص أو يتقيأ أو يفعل بعض الإظهارات الجسدية المعينة لكي يتخلص من روح شرير. يعتقد البعض أن ذلك التعليم جديد، لكننا رأينا انتشاره منذ أيام نهضة صوت الشفاء. وكما قلت سابقًا أن تلك الأخطاء والمكائد لا تزال تتفشى في دوائر مسيحية؛ لأن الشيطان هو ذات المخادع القديم.

لا تسيء فهمي. في بعض الأحيان يُظهر الشيطان نفسه بينما يترك الشخص. على سبيل المثال، يقول الكتاب المقدس أن الشيطان استعلن بينما كان يخرج من الصبي الذي كان به روح أصم. “فَصَرَخَ وَصَرَعَهُ شَدِيداً وَخَرَجَ. فَصَارَ كَمَيْتٍ، حَتَّى قَالَ كَثِيرُونَ: إِنَّهُ مَاتَ” (مرقس 9: 26).

مع ذلك، فعندما ظهر لي يسوع في رؤيا عام 1952 تكلم إليَّ بالتحديد قائلاً: “عندما تتعامل مع الشيطان، لا تخبر أحدًا أن يسعل أو يتقيأ الشيطان. قد يخرج الشيطان أحيانًا من خلال السعال أو القيء. إن حدث ذلك فحسنًا، لكن لا تخبر أحدًا أبدًا أن ينفذ أي نوع من الإظهارات الجسدية لكي يتحرر من روح شرير. فإن أخبرت الناس أنه سوف تحدث بعض الإظهارات الجسدية المعينة، فسيحاولون أن يُحدثوا إظهارات جسدية. وبدلاً من أن يتخلصوا من شيطان، يلازمهم واحد”.

هكذا ترى أين يخفق البعض. فبمجرد أن تحدث إظهارات جسدية ذات مرة عندما يترك شيطان جسد شخص أو عقله، تجد البعض يقولون: “حتمًا هذه هي الطريقة التي ينبغي أن يحدث بها الأمر دومًا”. فيبدءون في إخبار الآخرين أنه عليهم أن يسعلوا أو يتقيئوا ليتخلصوا من الأرواح الشريرة.

لقد رأيت خدامًا يفعلون ذلك. على سبيل المثال، كنت في اجتماع عندما بدأ أحد الخدام يعلن لجميع الحاضرين: “ليحضر كل فرد منكم كيس بلاستيكي في الاجتماع القادم”. كان يريد من الحاضرين أن يحضروا أكياس بلاستيكية ليتقيئوا فيها الأرواح الشريرة.

لكنك لا تستطيع أن تبني عقيدة على اختبار أو إظهار ما، وتتوقع أنه سيحدث بذات الطريقة في كل مرة. فبدراسة العهد الجديد لن تجد مثالا واحدا لشخص تقيأ أرواحًا شريرة. ولن تجد أي مبادئ كتابية أو عقيدة تدعم هذا الاعتقاد.

أولئك الذين يرون شياطين في مؤمنين آخرين يحدثون دمارًا في جسد الكنيسة المحلي. لقد تعاملت مع بعض ممَن أصبحوا شديدي الإدراك لإبليس بسبب مبالغة في التعليم في هذه الزاوية، حتى دخل فيهم روح شرير بالفعل في حين أنه لم يكن فيهم من قبل. عندما يتعلم البعض أن المؤمنين بهم أرواح شريرة يحتاجون أن يخرجوها باستمرار، ولا بد أن يكون هناك إظهار جسدي عندما يغادر الشيطان، فهذا يفتح بالفعل بابًا لدخول إبليس.

فكما تعلم أن إبليس هو إله هذا العالم (2كورنثوس 4: 4). لذلك فهو يستطيع أن يُظهر نفسه في العالم المادي. يمكنه أن يعمل في نطاق الجسد من خلال ما يختبره الناس بحواسهم الجسدية. بمعنى آخر، يعتمد مجال إبليس على ما يراه الناس ويشعرون به ويختبرونه في العالم الطبيعي. لكن الإيمان لا يعتمد على ما يمكن أن تراه، إنما يتعمد على ما تقوله كلمة الله. يخبرنا الكتاب المقدس أن يسوع أخرج الأرواح الشريرة بكلمته (متى 8: 16).

لذلك، إن أخبرت الناس أنه ستحدث لهم بعض الاظهارات الجسدية لكي يتخلصوا من روح شرير، فأنت بذلك تعلِّمهم كيف يخضعون بالفعل للشيطان؛ لأن الشيطان يعمل في نطاق العالم الجسدي.

وبدلاً من محاولة تقليد إظهارات جسدية للتخلص من أرواح شريرة، فلتعلِّم الناس ما تقوله كلمة الله حتى يمكنهم أن يخضعوا للروح القدس. وعندما يخضعون لروح الله، يصبح بإمكانه أن يعلن عن نفسه. لذلك دعونا نلزم منتصف الطريق فيما يتعلق بالأرواح الشريرة ونلتصق بكلمة الله.

راقب أين تذهب

دعني أشاركك بشيء ما حدث مع إحدى الأشخاص لأظهر لك خطورة الذهاب لاجتماعات يقدم فيها تعليم مبالغ عن خدمة التحرير. كنت أعقد مع زوجتي اجتماعًا في إحدى المدن، عندما طلبت سيدة أن تتحدث إلينا. أخبرتنا بقصتها قائلة: “ذهبت إلى احد الأماكن حيث كان بعض الخدام يعقدون ’اجتماع تحرير‘ وكانوا يخرجون شياطين من الناس. لم يكن لديَّ أية مشكلة من قبل، لكن هؤلاء الخدام قالوا: ’يوجد بك شيطان لذلك دعينا نخرجه منك‘.

ثم طلبوا مني أن أتقيأ وأسعل ذلك الشيطان. وقالوا لي أنه سيخرج مني بهذه الطريقة. وفجأة بدأت رغوة بيضاء تخرج من فمي. فأخبروني أن هذا هو استعلان لروح شرير، وقالوا: ’قد خرج منك ذلك الشيطان الآن‘”.

لقد طلب هؤلاء الخدام من هذه السيدة أن تفعل شيئًا غير كتابي لم يخبرنا يسوع بفعله. طلبوا منها أن تحاول أن تصطنع إظهارًا معينًا بالجسد، ففتح هذا بابًا للشيطان ليدخل إليها ويتسلط عليها. قالت لنا تلك السيدة: “لقد مضى شهور منذ أن ذهبت لاجتماع التحرير هذا، لكن تلك الرغوة البيضاء لم تتوقف عن السيلان من فمي. لقد مكثت هناك أيام عديدة وحاولت معهم لكي يساعدوني، لكنهم قالوا لي: ’لا تستطيع فعل أي شيء‘. أخ هيجن، هل باستطاعتك أن تساعدني؟”

كنت قد لاحظت تلك السيدة وهي تغطي فمها بمنديل ورقي أثناء فترة الاجتماع. كانت تحتاج لعلبة مناديل كاملة أثناء الخدمة الواحدة. فقد أخبرتنا أنه كان عليها أن تغطى فمها بمناديل في مكان تذهب إليه لأن تلك الرغوة البيضاء تسيل باستمرار من فمها. عندما سألتني إن كنت استطيع مساعدتها قلت: “بالتأكيد أستطيع. إنه مظهر من مظاهر استعلان إبليس. لكن لم يكن فيك شيطان من البداية. لقد دخل فيك روح شرير لأنك ذهبت إلى مكان خطأ ودخلت لمجال إبليس. لقد سمحت لهؤلاء الأشخاص الذين يعلِّمون ويمارسون أمورًا غير كتابية أن يخدموا لك. لقد أخبروك أن تفعلي شيئًا غير كتابي. بل وأخبروك كيف تخضعين للشيطان بالفعل. وبفعلك هذا، فتحت بابًا للشيطان ليسود عليك”.

لا تطع تعليم أي شخص. لا يهمني مَن هم أو ما يدعونه، إلا إن استطاعوا أن يثبتوا لي أن ما يعلمونه ويمارسونه ويكرزون به هو من الكتاب المقدس. لا يوجد موضع في كل الأناجيل أخبر فيه يسوع أي شخص أن يحاول أن يصنع أي مظهر جسدي لكي يتخلص من روح شرير. ولن تجد أحدًا في أي موضع في العهد الجديد يمارس هذه الأمور.

هكذا قلت لتلك السيدة: “حتمًا أستطيع أن أساعدك. لكني لن أفعل شيئًا تجاه الأمر ما لم تعديني بفعل شيء”.

قالت: “ماذا أفعل؟”

قلت: “لا تذهبي إلى أية ’مدرسة تحرير‘ أو ’اجتماع تحرير‘ مجددًا. ابتعدي عن الأماكن المتطرفة في تعاليمها. تجنبي التعاليم والممارسات المتطرفة كما تتجنبين السموم؛ لأنها ستأتيك بأرواح شريرة بدلاً من أن تخلِّصك منهم”.

قالت: “لن أذهب لأي من هذه الاجتماعات مجددًا”، ثم سألتني: “حين توبخ هذا الشيطان، هل ستظهر أية إظهارات جسدية؟”

أجبت: “لا، على الإطلاق. فقط ستتوقف الرغوة البيضاء من السيلان من فمك في اللحظة التي سأوبخ بها الروح الشرير الذي يتسبب بها”.

سألت: “إذًا هل أجلس بدون عمل شيء؟”

قلت: “لا تحتاجين لفعل شيء. فقط لازمي مكانك”.

كنت أجلس مع زوجتي بجانب من الحجرة، وكانت تلك السيدة تجلي أمامنا. لم نقم من مكاننا. كل ما فعلته هو أنني وجهت إصبعي نحوها، وخاطبت الروح الشرير بهدوء: “أيها الروح الشرير، في اسم يسوع اخرج منها”. وفي لمح البصر توقفت الرغوة. كانت تلك الرغوة تسيل بصورة متواصلة لمدة ثلاثة أو أربعة شهور. لكنها توقفت في اللحظة التي أمرت فيها بهذا في اسم يسوع. ولم تعان تلك السيدة من أية متاعب مع الشيطان مجددًا.

لم يكن هناك شيطان يسكن في تلك السيدة؛ لأنها كانت مؤمنة. لكنها خضعت لروح شرير، وهذا الشيطان تسلط عليها مظهرًا عن نفسه من خلال جسدها. ولأنها قبلت هذا التعليم المتطرف –أن كل مؤمن به شيطان– تولد لديها إدراك لإبليس وفتحت بابًا للشيطان ليعلن عن نفسه من خلال جسدها. بعدما تحررت تلك السيدة صارت ممتنة لنا كثيرًا. وعادت لاجتماعاتنا بعد ذلك، وكانت لا تزال تتمتع بحرية كاملة.

هناك شيء آخر أريدك أن تلاحظه.. كي أحرر هذه السيدة لم ألجأ إلى الصراخ ضد إبليس لساعات. لا يمكنك أن تجد شاهدًا كتابيًا واحدًا حيث استمر يسوع يصرخ لساعات ضد إبليس، أو استغرق الأمر منه أيامًا ليخرج شيطانًا من شخص. لكنه أخرج الشيطان بكلمته.. بكلمة الله.

تحتاج أن تكون حريصًا بشان الاجتماعات التي تذهب إليها. لا تشترك في اجتماعات يرغب فيها الناس أن يروا إبليس يُعلن عن نفسه من خلال إظهارات جسدية. ولا تذهب إلى أماكن يعلِّم فيها الخدام أن كل مؤمن به شيطان لابد من إخراجه.

لا يهمني من يكون هذا الخادم. إن كان يخبرك أنه عليك أن تصطنع إظهارًا جسديًا لكي تتحرر، فلا تصغي إليه. إن بدأت في اصطناع شيء بالجسد عن طريق التقيؤ أو السعال لكي تتحرر، فربما يدخل فيك شيطان.

لا تبني عقيدة على اختبارات

في الحقيقة، في كل سنوات خدمتي لم يكن هناك سوى ثلاث مرات يحدث فيها إظهار جسدي، مثل التقيؤ أو السعال، بينما كان الشيطان يغادر شخص. كنت أصلي ذات يوم للبعض في صفوف الصلاة عندما علمت عن طريق موهبة كلمة العلم أن سيدة ما بها شيطان في جسدها.

فى حالة تلك السيدة، علمت في روحي أنه سيحدث إظهار جسدي بينما يغادر الروح الشرير جسد السيدة. فطلبت من زوجتي أن تصطحبها إلى الاستراحة. طردت هذه السيدة الروح الشرير عن طريق التقيؤ. لكن في مثل هذه الحالة، وجَّهني الروح القدس لأتعامل مع الروح الشرير بهذه الطريقة. فأخرجت الشيطان على انفراد بحيث لا أخلق اضطرابًا وسط الجمع.

يحتاج الخادم أن يستخدم الحكمة بينما يتعامل مع الأرواح الشريرة في شخص ما. فحتى إن كان المؤمن به شيطان في جسده أو نفسه، فلا تحتاج بالضرورة أن تخرجه علانية أمام أطفال روحيًا وأشخاص لن يتفهموا الموقف، أو حيث قد يخلق هذا الحدث خوفًا وسط الجمع.

حدث موقف مشابه مرتين في خدمتي، عندما علمت بالروح القدس أنه سيكون هناك إظهار جسدي. لكن كان هذا استثناء، وليس القاعدة.

كما ترى، لا نستطيع أن نضع قواعد ثابتة من جهة هذه الأمور. فلماذا نحتاج إلى الروح القدس إن كان يمكننا أن تتبع قواعد ثابتة؟ لكن هذه الأمور تحتاج إلى تمييز روحي، والاتكال على الروح القدس. لذلك لا يمكنك أن تعتمد على التفكير البشري.

تلقي ’كلمة‘ من عند الرب

توجد ظاهرة أخرى مبالغ فيها بين جسد المسيح اليوم وتتعلق بالتحرير. إذ يقوم بعض المؤمنين بتقديم بعض كلمات النبوة الشخصية، ليخبروا الآخرين عن نوع الأرواح الشريرة التي لديهم.

أخبرني ذات مرة راعي كنيسة عن حادثة توضح خطورة “كلمات النبوة الشخصية”. قال هذا الراعي أنه كان هناك ضيف متكلم أتى إلى كنيسته، وابتدأ يدعو بعض الأشخاص من الحضور ليصلي لأجلهم.

قال لي الراعي: “أخذنا هؤلاء الأشخاص إلى حجرة جانبية لنصلي لأجلهم. وضع هذا الخادم الضيف يده على سيدة معينة وقال لها: ’أراني الرب أنه لديك روح شذوذ. كما أراني أنك دخلت في علاقات مع سيدات أخريات قبل أن تتزوجي، ثم حدث أنك تزوجت بعد ذلك‘. ثم أراد الخادم أن يخرج منها الروح الشرير.

كانت هذه السيدة تتمتع بزواج سعيد دام لسنوات عديدة، وكان لديها طفلين. ولم تشترك في شذوذ جنسي أبدًا في حياتها.

بعدما قال لها هذا الخادم هذا الكلام، بدأت الأفكار تعذبها. ’ربما يوجد في أعماقي شر كامن في داخلي لا أعرف عنه شيء. في النهاية، هو رجل الله وقد قال: ’هكذا قال الرب‘”.

قال لي الراعي: ” لقد فقدت هذه السيدة المسكينة عقلها بالفعل بسبب ما قاله هذا الخادم عنها. لأنها فتحت الباب للشيطان ليعذبها. كانت قد قالت لي: ’لم أدخل أبدًا في أية علاقة جنسية مع أي شخص خلاف زوجي. ولم يكن لديَّ أية رغبة في علاقة مع أي شخص آخر، كم بالأقل رغبة في علاقة شاذة‘”.

لا يهم من يكون هذا الخادم أو ماذا يدعي عن نفسه. فإن كان ما يقوله لا يتوافق مع كلمة الله ولا يشهد مع روحك، فلتنس الأمر.

يسعى إبليس ليعذب الناس. ويمكنه أن ينجح في ذلك عندما يجهل المؤمنون حقوقهم وامتيازاتهم في المسيح، ولا يعلمون بمشورة كلمة الله الكاملة.

لقد تحطمت هذه السيدة بما يُدعى “كلمة من عند الرب”، واعتقدت أنه ينبغي عليها أن تقبل هذا الكلام كحق كلمة الله.

إن أولئك الذين ليسوا متعمقين جيدًا في كلمة الله يمكنهم أن يسيئوا استخدام المواهب الروحية، فيحدثون دمارًا في جسد المسيح. بعض المؤمنين الذين يحاولون أن يعملوا في المواهب الروحية يشبهون الأطفال الذين يلعبون بألعاب ودمى.

المؤمنون المضلَّلون يمكنهم أن يسيئوا استخدام عمل مواهب الروح، فيتكلمون من عقولهم الشخصية. والأدهى من ذلك أنهم قد يخضعوا لأرواح ما. هذا قد يُحدث أذى للمؤمنين الأبرياء، ويعطي لإبليس الفرصة ليستغل موقفهم.

ومن خلال مثل هذه التعاليم والممارسات المغلوطة يصير كثيرون خائفين من الأرواح الشريرة والشياطين. في حين أنه لو تلقى المؤمنون تعليمًا كتابيًا قويًا في هذه الزاوية، لما كان هذا ليحدث.

لا يحتاج المؤمنون أن يخافوا من إبليس؛ لأن يسوع قد هزمه بالفعل في صليب الجلجثة. وجسد المسيح ليس كنيسة مهزومة، تهرب دائمًا من إبليس في خوف. إنما نحن جالسون مع المسيح في السماويات، ولنا أن نمارس سلطاننا في اسم يسوع. نحن مؤمنون منتصرون، أعضاء كنيسة منتصرة.     

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$