القائمة إغلاق

أعداء الإيمان Enemies of Faith

“أَحْسِنِ الْجِهَادَ فِي مَعْرَكَةِ الإِيمَانِ الْجَمِيلَةِ. تَمَسَّكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي إِلَيْهَا قَدْ دُعِيتَ، وَقَدِ اعْتَرَفْتَ الاعْتِرَافَ الْحَسَنَ (بِالإِيمَانِ) أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ.”

1 تيموثاوس 6: 12 من كتاب الحياة

سنتعامل في هذا الفصل مع بعض معوقات الإيمان. لن توجد حرب للإيمان ما لم يكن هناك أعداء للإيمان. لكن أعداء الإيمان ليسوا كما يعتقدهم معظم المؤمنين. فالأغلبية ينظرون إلى أعداءٍ في العالم الطبيعي، لكن ليس هذا هو المكان الذي يوجدون فيه على الإطلاق.

1) عدم المعرفة بكلمة الله

يقول الكتاب في رومية 10: 17 ” الإيمَانُ يَأْتِي نَتِيجَةً لِسَمَاعِ الرِّسَالَةِ، وَتُسمَعُ الرِّسَالَةُ حِيْنَ يُبَشِّرُ أَحَدُهُمْ بِالمَسِيحِ”. إن أعظم عائق للإيمان هو نقص المعرفة بكلمة الله. وحيث أن الإيمان يأتي بسماع كلمة الله، إذا يرتبط كل أعداء الإيمان بطريقة ما بنقص المعرفة بكلمة الله.

إن كان لديك المعرفة بكلمة الله، فلا شيء يمكنه أن يمنع الإيمان من أن يعمل، لأنه يأتي بالسماع. إن كنت قد سمعت الكلمة، فأنت لديك إيمان.

يصلي الكثيرون لكي يحصلوا على الإيمان، في حين أن الإيمان يأتي بسماع كلمة الله وحسب. إن استطعت أن تحصل عليه بالصلاة، فرومية 10: 17 ليست صادقة. فالذين يصلون لأجل الإيمان يحاولون أن يحصلوا على شيء، كلمه الله وحدها هي القادرة أن تعطيه.

2) الشعور بعدم الاستحقاق

إن أحد أبرز أعداء الإيمان هو الشعور بعدم الاستحقاق. جميعنا واجهنا معركة في هذا الأمر. يسير الشعور بعدم الاستحقاق والإحساس بنقص الإيمان جنبًا إلى جنب. يُعتبر هذان الاثنان من أمكر وأخطر أسلحة إبليس.

نستطيع أن نجد الإجابة لهذه المشاعر في كلمة الله. والإجابة هي: استحقاقك وقيمتك الحقيقية هي يسوع المسيح .

لا يشفي الله جسدك أو يملئك بالروح القدس على أساس استحقاقك الشخصي. إن فعل هذا، لما نال أحد أبدًا هذه البركات من الله، لأنه لا يمكن لأحد أن يكون مستحق في ذاته.

وبعدم معرفة الكلمة، سمح كثير من المؤمنين لمشاعر عدم الاستحقاق أن تهزمهم. أخبرني البعض أنهم متأكدون أنهم لن يمتلئوا بالروح القدس لأنهم ليسوا صالحين بالقدر الكافي ليسوا مستحقين. لقد واجهت ذات الموقف مرات كثيرة أثناء الصلاة للمرضى لأجل الشفاء.

المشكلة هي أن الفرد ينظر إلى نفسه من وجهة النظر الطبيعية. فهو على دراية بكل نقائصه وأخطائه وضعفاته وتقصيره وفشله.. فينظر لنفسه من الواقع الطبيعي بدلاً من رؤية نفسه من وجهة نظر كتابية الطريقة التي يراه الله بها.

لقد صارعت مع هذه المشكلة من سنوات حينما كنت فتى عاجزًا منذ أكثر من ستين سنة مضت. كنت اعتقد أني متواضع.. لم أكن أعلم أني كنت غبيًا وحسب. كنت أفكر “أنا ضعيف، أنا لست مستحقًا..”. وربما كان هذا من وجهة النظر الواقعية أمرًا صحيحًا. لكنه لم يكن صحيحًا من وجهة النظر الكتابية.

يقول الكتاب: “فَتْحُ (دخول) كَلاَمِكَ يُنِيرُ الذِّهْنَ، وَيَهِبُ الْبُسَطَاءَ فَهْما” (مزمور 119: 130). بمجرد أن يدخل النور روحك، لا يمكن أن يُزال أبدًا، على الرغم من أن إبليس سيحاول أن يفعل ما بوسعه ليربكك. سوف يحاول أن يبعدك عن السلوك في النور، وقد يتمادى ويقول لك: “هذا صحيح وحقيقي بالفعل. صلاة الإيمان تعمل. لكنك لا تستطيع أن تصلي صلاة إيمان لأنك لست صالحًا بالكفاية”. لقد فعل ذلك معي عندما كنت طريح الفراش. ولأني لم أكن أعرف الكثير، وافقته على ذلك وظللت عاجزًا لعدة أشهر أكثر.

لكن مع هذا، وصلت إلى نتيجة مختلفة بينما كنت أقرأ 2 كورنثوس 5: 17 “إِذًَا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي المَسِيحِ، فَهُوَ الآنَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. النِّظَامُ القَدِيمُ قَدِ اِنتَهَى، وَهَا كُلُّ شَيءٍ قَدْ صَارَ جَدِيدًَا”.

قال بولس وهو يكتب إلى كنيسة أفسس: “فَنَحنُ عَمَلُ يَدَيّ اللهِ الَّذِي خَلَقَنَا فِي المَسِيحِ يَسُوعَ…” (أفسس 2: 10). نحن لم نجعل أنفسنا خليقة جديدة، لكنه هو الذي جعلنا خليقة جديدة. ثم يكمل عدد 24 من أفسس 4 “أَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ عَلَى مِثَالِ اللهِ فِي البِرِّ وَالْقَدَاسَةِ بِالْحَقِّ”.

سألت نفسي هذا السؤال: “هل يجعل الله شخص غير مستحق خليقة جديدة؟ هل يجعل خليقة جديدة ليست صالحة بالكفاية تقف في محضره؟”

رأيت عندئذٍ أين كان خطئي. بدلاً من الإيمان بما قاله الكتاب عني أنا الحقيقي، إنساني الذي بالداخل كنت أنظر إلى جسدي الخارجي، إلى تقصيري. كنت أصدر الحكم على الوضع الذي كنت أراه، في الوقت الذي كان يجب فيه أن أقبل تقدير الله لي. وعلمت أنه لا يمكن أن يخلق الله خليقة جديدة غير مستحقة.. فهذا يقلل من شأن عمله.

لقد جعلنا الله خليقة جديدة في المسيح يسوع. واستحقاقنا هو يسوع المسيح. فيه أبدو أفضل بكثير مما أبدو بأية طريقة أخرى. وهذه هي الصورة التي يراني الله بها: يراني فيه. هو لا يراني أنا بالفعل، لكنه ينظر إلى يسوع ويراني في يسوع، كما نقرأ: “إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي المَسِيحِ، فَهُوَ الآنَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. النِّظَامُ القَدِيمُ قَدِ اِنتَهَى، وَهَا كُلُّ شَيءٍ قَدْ صَارَ جَدِيدًَا” (2 كورنثوس 5: 17).

عندما تعلمت ذلك، كانت قفزة عظيمة لإطلاق إيماني لأنال الشفاء الجسدي.

قيمتك هي يسوع المسيح البار. فهو الوحيد البار،  وأنت بر الله فيه. “فَإِنَّ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيئَةً، جَعَلَهُ اللهُ خَطِيئَةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ” (2 كورنثوس 5: 21 من كتاب الحياة) .

ولأننا فيه، فقد صرنا بر الله. لذا فالشعور بعدم الاستحقاق من جانبنا هو إنكار لذبيحة يسوع المسيح الكفارية، وإنكار لمكانتنا في المسيح يسوع، وأيضًا لبر المسيح أمام الله الآب الذي وهبه لنا.

ستساعدك كلمة الله في أن تخلص نفسك من هذا الشعور بعدم الاستحقاق. وعندما تتخلص منه، سيرحل الشعور بنقص الإيمان أيضًا. فهاتان هما وسيلتا التعذيب الثنائية اللتان يستخدمهما العدو ليسلبك بركات المسيح التي ضمنها لك.

3) بدائل الإيمان

العدو الآخر للإيمان وهو السبب في هزيمة الكثيرين في حياة إيمانهم هو لأنهم يقبلون بديلاً آخر للإيمان. فتجدهم يحاولون أن يستبدلوا الإيمان بالرجاء أو التوافق العقلاني.

عادة ما يقول الناس: “حسنًا، إنني أرجو وأصلي”. علّق شخص ذات مرة عندما قام صديق له برحلة وقال: “أرجو وأصلي أن تتمتع برحلة آمنة”. لكن صلاته بلا فائدة لأنها في “الرجاء. لا يوجد موضع في الكتاب يُذكر فيه أن الله يستمع إلى صلاة الرجاء. إنما يتكلم الكتاب عن صلاة الإيمان: “الصَّلاَةُ الَّتِي تُرفَعُ بِإيمَانٍ، سَتُشفِي المَرِيضَ…” (يعقوب 5: 15). (لو كان يعقوب قد قال أن صلاة الرجاء ستعمل، فسنحصل جميعنا على نتائج تلقائيًا، لأن الرجاء هو شيء طبيعي يفعله الإنسان.)

علمّنا يسوع: “كُلُّ مَا تَطلُبُونَهُ وَأَنْتُمْ تُصَلُّونَ، آمِنوا بِأَنَّهُ لَكُمْ، فَيَكونَ لَكُمْ” (مرقس 11: 24). آمن لا ترجو أنك تنال.

يجب أن نُذكّر الناس دائمًا بهذه الأشياء، لأنه من السهل جدًا أن ننزلق إلى الطبيعي ونسير بالفطرة. كتب بطرس: “قَدْ حَاوَلْتُ أَنْ أُنَبِّهَ عُقُولِكُمُ النَّقِيَّةَ بِتَذكِيْرِكُمْ بِهَذِهِ الأُمُوْرِ” (2 بطرس 3: 1). كان يستدعى إلى ذاكرتهم الأمور التي سبق وأخبرهم بها، لأنه كان يعلم احتياج المؤمنين للتنبيه دائمًا، لأننا نحيا في العالم، والرجاء هو رد الفعل الطبيعي للإنسان. ربما تُطلق عليه لقب “إيمان”، لكن هذا لا يجعله إيمانًا.. تمامًَا كما لو حاولت أن تطلق على سيارة أنها طائرة، إلا أن هذا لن يجعلها طائرة أبدًا.

ربما تقول: “أؤمن أن الله سوف يفعل لي شيئًا. أؤمن أنه سيشفيني.. أؤمن أنه سيسمع ويجيب صلاتي يومًا ما”. هذا رجاء.. ليس إيمانًا على الإطلاق. ربما تطلق عليه إيمانًا، لكنه ما زال رجاء، لأنك تنسبه إلى المستقبل.

إن الإيمان هو زمن حاضر. يخبرنا الكتاب أن الله سبق وفعل لنا شيء وهو جاهز لأن نناله الآن: “تَبَارَكَ اللهُ، أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي الأَمَاكِنِ السَّمَاوِيَّةِ” (أفسس 1: 3 من كتاب الحياة). قد أُتيحت لنا البركات بالفعل في المسيح يسوع. ليس على الله أن يفعل شيئًا واحدًا آخر، إذ قد تم بالفعل.

بالرغم من أن الشفاء يُستعلن في العالم المادي، لكنه في الواقع بركة روحية، لأنه شفاء روحي. لن يشفي الله جسدك.. لن يفعل شيئًا واحدًا تجاه شفائك. فقد أتم بالفعل كل ما قد فعله أبدًا بخصوص شفائك، إذ وضع كل أسقامك وأمراضك على يسوع. وقد حملها يسوع بالفعل لأجلك،  وبجلدته “تَمَّ لك الشِّفَاءُ”.

اجعل إيمانك يتوافق مع ما تقوله كلمة الله. توقف عن الرجاء.. ابدأ في أن تؤمن أنك بجلداته قد شُفيت ليس لأنك تشعر بهذا أو تراه، لكن لأن كلمته تقول هذا. ابدأ في قول: “وفقًا لكلمة الله، أنا قد شُفيت”.

إن سألك أحد كيف تشعر، أجبه وفقًا للكلمة، لا وفقًا للواقع. فنحن نسير بالإيمان، لا بالعيان.

هذه هي الطريقة التي هزمت بها إبليس ونلت شفائي عندما كنت فتى عاجزًا. قلت: “وفقًا لكلمة الله، أنا قد شُفيت”. لم أقل كلمة واحدة أبدًا عما شعرت به. كانت الناس تقول: “تبدو وكأنك تستطيع أن تحرك رجليك بصعوبة”. ربما لم يعرفوا ذلك، لكني كنت أنا أيضًا أشعر بذلك! مع هذا، أصبح الشفاء حقيقة في جسدي، اُستعلن عمليًا بسبب إيماني.

أفضّل الترجمة التي تقرأ عبرانين 11: 1، “الآن، الإيمان يجسِّد الأمور المرّجوة”.  الرجاء ليس لديه وجود مادي، وحده الإيمان هو الذي يجسِّد ما ترجوه. بكلمات أخرى، إنه الإيمان الذي يجسِّد الشفاء الذي تحتاجه في حياتك. الشفاء موجود بالفعل في عالم الروح، لكنك تحتاجه هنا في عالم المادة حيث يمكن أن تراه وتشعر به. إيمانك هو الذي يجسِّد هذا. 

من الأمثلة المدهشة لهذا النوع من الإيمان الذي يقف على كلمة الله في وجه كل الظروف المضادة، كان شفاء طفل في التاسعة من عمره. ثلاث أطباء، اثنان منهم كانا أخصائيين، وجدوا حالته ميئوس منها. قالوا: “لقد فعلنا كل ما نقدر عليه. لا يوجد لدينا أي شيء يمكن فعله طبيًا. لقد توقفت كليتا الصبي عن العمل. وهى مسألة وقت وحسب، وسيرحل بعدها”.

عندما لم يبُدي أي من والديّ الطفل أي انفعال أو ينطقا بكلمة، ظن الطبيب أنهم صُدموا من الكلام، فأعاد عليهما ما قاله ولخصه بالقول: “سيموت ابنكما قريبًا”.

أجابا بهدوء: “لا يا دكتور.. لن يموت ابننا. تقول كلمة الله في متى 8: 17 ’هُوَ أَخَذَ اعتِلاَلاَتِنَا، وَحَمَلَ أَمرَاضَنَا. سيعيش ابننا.”

كان الطفل في العناية المركزة. واستطاعت والدته أن تراه لـمدة عشر دقائق في الصباح، ووالده لفترة بسيطة في المساء.

أخبر الأب الولد: “يا عزيزي، إن لم تكن نائمًا، ردد طوال الليل هذا الشاهد الذي في متى 8: 17، قل: ’هو أخذ أسقامي وحمل أمراضي. هو أخذ أسقامي وحمل أمراضي. هو أخذ أسقامي وحمل أمراضي. بجلداته أنا قد شُفيت“. بعد ثلاث ليالي من تكرار ذلك، شُفى الولد ورجع إلى المنزل.

شهد والداه مؤخرًا وقالا: “لولا تعليم الكلمة في اجتماعاتك، لما قدرنا أن نفعل هذا. لكنا قد فقدناه. لكن شكرًا لله لأننا عرفنا كيف نقف على كلمته في أحلك أوقات حياتنا”.

عندما أتت الأزمات، كان هذان الزوجان قد استعدا لها. كانا محصنين جيدًا بالكلمة. كان إيمانهما في موضعه الصحيح: ليس فيما أخبرتهما به حواسهما الجسدية ولا في الظروف المحيطة بهما بل في ما قالته كلمة الله.

4) التردد

التردد هو عدو آخر للإيمان. تحذرنا رسالة يعقوب 1: 6، 7 (من كتاب الحياة) “وَإِنَّمَا، عَلَيْهِ أَنْ يَطْلُبَ ذَلِكَ بِإِيمَانٍ، دُونَ أَيِّ تَرَدُّدٍ أَوْ شَكٍّ. فَإِنَّ الْمُتَرَدِّدَ كَمَوْجَةِ الْبَحْرِ تَتَلاَعَبُ بِهَا الرِّيَاحُ فَتَقْذِفُهَا وَتَرُدُّهَا! فَلاَ يَتَوَهَّمِ الْمُتَرَدِّدُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنَ الرَّبِّ”.

إن الإيمان المتردد لن يجدي. بمجرد أن تتخذ موقفك، لا تتردد. لقد تعلمت في سن مبكرة أن آخذ قرارًا بقول: “أؤمن أني أنال”. ولم أرجع أبدًا عن هذا القرار.. كنت أتمسك بهذا الاعتراف.

إن أضخم المعارك التي دارت، لم تقع في الجو ولا في البحر ولا في ساحة قتالٍ في هذا العالم، إنما دارت في ذهن الإنسان ( انظر 2 كورنثوس 10: 3- 5).

بعدما نلت شفائي، عاودتني بعض أعراض القلب المؤلمة. جلب إبليس إلى ذهني كل ما قاله لي الأطباء عن حالة قلبي. كنت أعلم أن هذه الأعراض تعني الموت، لكنى لم أتزحزح بوصة واحدة. لم أتناقش مع أي شخص عن المشكلة. ظل إبليس يقول لي: “لن تنجح هذه المرة.. ستموت. تذكر ما قاله لك الأطباء!”

اختليت بنفسي، ووضعت كتابي على الأرض، وقفت عليه وقلت: “يا رب، أعلم أن وقوفي على الكتاب حرفيًا لا يفيد بأي شيء، لكنى أردت أن أوضح شيئًا، أني واقف على كلمتك، ولن أتأرجح أو أتردد، أنا لن أتحرك من عليها. أنا واقف على الكلمة حرفيًا بجسدي لأوضح حقيقة روحية في داخلي.. أنا واقف على كلمتك.

تقول كلمتك: ’… كُلُّ مَا تَطلُبُونَهُ وَأَنْتُمْ تُصَلُّونَ، آمِنوا بِأَنَّهُ لَكُمْ، فَيَكونَ لَكُمْ (مرقس 11: 24). أؤمن أني أنال. أقول هذا اليوم كما قلته الأمس وسأقوله غدًا. أقولها في محضر إبليس وكل قوات الجحيم. أؤمن أني أنال. أقولها في محضر الله الآب، والله الابن، والله الروح القدس، وفى محضر كل الملائكة القديسين. أؤمن أني أنال. مكتوب: ’للأبد، قد ثبّت كلمتك في السماوات. الله لا يمكن أن يفشل”.

بعد ذلك التقطت كتابي ووضعته تحت ذراعي، وإذ بكل الأعراض قد اختفت من جسدي. لقد رفضت أن أتردد. إن الإيمان المتردد عدو يمكن أن يهزمك في معارك الحياة.

عادة ما نتساءل: “لماذا يبدو من الصعب أن نؤمن بالله ونجاهد “جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ” التي كتب عنها بولس في 1 تيموثاوس 6: 12؟ السبب هو أننا محاطون بجو معاد في هذا العالم الذي يرأسه إبليس الذي هو عدو كل بر. يدعوه بولس أنه إله هذا العالم ورئيس سلطان الهواء. نحن نحيا في عالم إبليس الغير حقيقي، المحاط بتيارات خادعة من عدم الإيمان يمكن أن تسود علينا قبل أن ندرك ماذا يحدث.

هذه التيارات من عدم الإيمان مثابرة جدًا حتى أن قليلين فقط يمكنهم أن يرتفعوا فوقها. مثلاً، فالإيمان بالله لأجل أمور مالية هو صراع مستمر ضد تيار الماديات الذي يقاومنا. والإيمان بالمسيح لأجل نصرة على الخطية قد يكون معركة لا تنتهي مع قوات الظلمة الروحية. والإيمان بالله لأجل شفاء جسدي هو الدخول في معركة ضد قرون من الاعتماد على الطب وحده.

لذا، فالحياة في هذا العالم تجعل من السهل أن نبني إيماننا على البرهان المادي بدلاً من كلمة الله. وهذا هو عدو للإيمان. إن بناء إيماننا على ما يمكن أن نراه أو نشعر به يعني أن نكون مثل توما.

الإيمان الكتابي هو إيمان إبراهيم، كما نرى في غلاطية 3: 7، “أَنَّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ هُمْ فِعْلاً أَبنَاءُ إِبْرَاهِيمَ”.

يُصدّق الإيمان الأمور التي لا تُرى. قال يسوع لتوما: “… هَلْ تُؤْمِنُ يَا تُوْمَا لأَِنَّكَ رَأَيْتَنِي؟ هَنِيْئًَا لِلَّذِيْنَ يُؤمِنُوْنَ دُوْنَ أَنْ يَرَوا” (يوحنا 20: 29).

إن الإيمان يُجسِّد الأمور التي لا تُرى. تقول إحدى ترجمات عبرانين 11: 1، “الإيمان هو الاقتناع بحقيقة الأشياء التي لا نراها”. تقول الترجمة الموسعةAmplified : “الإيمان يرى كحقيقة أكيدة الأمور الغير مُعلنة للحواس”.

يُحوِّل الإيمان الرجاء إلى حقيقة. ويعمل الإيمان في وجه البراهين المضادة. سوف تعلن الحواس الجسدية، والإنسان الخارجي، وعقلك الطبيعي (إذا كان غير مُجدد بكلمة الله) أن هذا لا يمكن أن يكون.. أنه ليس حقيقيًا.

لكن سيصرخ الإيمان فوق كل ذلك ويقول: “بل هو حقيقي”. الإيمان يعتبر الأمر قد تم قبل أن يفعله الله.

يقول الكتاب بخصوص إبراهيم: “… الَّذِي آمَنَ بِهِ، اللهِ الَّذي يُحيِي المَوتَى، وَيَتَحَدَّثُ عَنْ أَشيَاءَ غَيرِ مَوجُودَةٍ بَعدُ، وَكَأَنَّهَا مَوجُودَةٌ” (رومية 4: 17). إن اعتبار الأمر قد تم قبل أن يفعله الله، يُحرك عمل الله. الله هو إله إيمان، وهو يعمل بمبدأ الإيمان. ونحن أولاد إيمان أيضًا لأننا مولودين من الله، ونحيا بالإيمان. وننال أيضًا من الله بالإيمان.

قال يسوع في مرقس 11: 24 –أعظم نص عن الإيمان “كُلُّ مَا تَطلُبُونَهُ وَأَنْتُمْ تُصَلُّونَ، آمِنوا بِأَنَّهُ لَكُمْ، فَيَكونَ لَكُمْ”.

 

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$