القائمة إغلاق

إخلق الأمور وتنبأ بحدوثها Create Things & Prophecy for Their Occurance

أناس النبوة

إن شعب الله هو شعب نبوة. لقد خلقنا الله بالنبوة، وقام ببنائنا بالنبوة، وأرسلنا بالنبوة وباركنا جدًا من خلال النبوة. لذا تعد النبوة موضوع هام في مملكة الله.

سوف أعلِّمك من خلال هذا الكتاب كيف تؤثر النبوة على حياتك.. كيف قد أثرت على حياتك حتى هذه اللحظة، كما تشكِّل مستقبلك كذلك. سوف اُريك كيف تستطيع أن تأخذ امتياز استخدام هبة النبوة تلك التي أعطاك إياها الله لتخلق نوع المستقبل الذي دومًا أردته.

سوف تتعلم من هذا الكتاب أن مستقبلك ليس فقط في يدك، ولكن في فمك؛ ويرجع إليك أن تنطق به ليتحقق. سوف تكتشف أن الله صمم فمك ليكون بوصلة حياتك.. يمكنك أن تستخدمها بطريقة صحيحة لتصل إلى مستقبل أحلامك.

أتمنى ألا تقرأ محتويات هذا الكتاب وحسب، بل وتستقبل في روحك كل ما أشاركك به عن النبوة، وتبدأ بقصد وثبات في توجيه حياتك والمستقبل الذي تحلم به إلى الاتجاه الذي تريده من خلال قوة التنبؤ..

إخلق الأمور وتنبأ بحدوثها

قلت في المقدمة أن شعب الله هو شعب نبوة. لقد خُلقنا بالنبوة، ولكن الكثير منا لا يفهم ما هي النبوة. عندما أقول أننا أناس نبوة، فهذا كقولي أننا أناس وعدٍ. في رومية 9: 8 يقول بولس، “أَيْ أَنَّ أَوْلاَدَ الْجَسَدِ لَيْسُوا هُمْ أَوْلاَدَ اللهِ، بَلْ أَوْلاَدُ الْوَعْدِ يُحْسَبُونَ نَسْلاً”. يشير “الوعد” هنا إلى كلمة الله. النبوة التي أتكلم عنها هي النبوة بكلمة الله، وهى تشمل جانبين: التنبؤ والإخبار.

“التنبؤ” لا يعني قراءة الكف أو التصديق بالأبراج أو “حظك اليوم”. إنما التنبؤ كتابيًا يعني أن تخبر مسبقًا بأشياء بفكر الله تجاه شخص أو شعب أو أماكن أو أحداث معينة. من ناحية أخرى فإن “الإخبار” يعني أن تنطق أو تخبر بما في فكر الله. إنه إعلان عن أحداث في فكر الله، أو إعلان عن كلمة محددة من الله تجاه شخص أو شعب أو مكان أو حدث، لوقت محدد.

إذًا هناك جانبان للنبوة. الأول هو خدمة النبي، في حين أن الآخر هو استخدام موهبة النبوة المعطاة لأي مؤمن نال الروح القدس.

موهبة النبوة

يتكلم بولس الرسول بالتفصيل عن موهبة النبوة وخدمة النبي في كورنثوس الأولى الإصحاح الرابع عشر. في عدد 29 يقول: “وَلْيَتَكَلَّمْ أَيْضًا اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْمُتَنَبِّئِينَ وَلْيَحْكـُمِ الآخَـرُونَ”. وقـال فـي العـدد الـذي يـليـه, “وَإِنْ أُوحِـيَ إِلَـى أَحَـدٍ مِـنَ

الْجَالِسِينَ، فَلْيَسْكُتِ الْمُتَكَلِّمُ الأَوَّلُ” بمعنى: “دعوه ينتهي من كلامه”.

كان هنا يتكلم عن الأنبياء تحديدًا، ولكن في العدد الذي يليه يقول: “فَإِنَّكُمْ جَمِيعًا تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَنَبَّأُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، حَتَّى يَتَعَلَّمَ الْجَمِيعُ وَيَتَشَجَّعَ الْجَمِيعُ” (1 كورنثوس 14: 31). إنه يُعلمنا أن كل شخص فينا يستطيع التنبؤ. ولكن ليس كل شخص يتنبأ هو نبي. وحتى تكون نبيًا، يجب أن تكون مدعوًا لهذه الخدمة.

ومع ذلك، تستطيع نطق كلمات نبوية دون أن تكون نبيًا. لكن هذا أمر في يد الرب؛ أي شخص يستطيع التكلم بالنيابة عنه عندما يمكِّنه الرب من هذا. فالله قد جعل حمارًا يتكلم لأجل مقصده. لذلك فإن موهبة النبوة هي للنصح والتشجيع والتعزية. وعلى عكس خدمة النبي، فموهبة النبوة ليست بالضرورة إعلانًا.

في رومية 12: 6 يقول بولس: “وَلكِنْ، بِمَا أَنَّ الْمَوَاهِبَ مُوَزَّعَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمَوْهُوبَةِ لَنَا، (فَلْنُمَارِسْهَا): فَمَنْ وُهِبَ النُّبُوءَةَ، فَلْيَتَنَبَّأْ بِحَسَبِ مِقْدَارِ الإِيمَانِ”. هذا يعنى أن الشخص الذي يتنبأ يجب أن يفعل هذا حسب مقدار الإيمان. هذا النوع من النبوة هو نطق كلمات إيمانية؛ وهذا مختلف بشكل كبير عن الكلمات التي أساسها إعلان بواسطة النبي.

من الممكن أن يقول لك أحد الإخوة كلمات نبوية مثل هذه: “هكذا يقول الروح القدس: إني معك؛ لذا تشجع يا ابني”. لا يحتاج هذا الأخ بالضرورة أن يحظى برؤية أو إعلان خاص عن موقفك ليفعل ذلك. لكنه كان يملك كلمات إيمان، وبالإيمان قام بإعلان تلك الكلمات لك. وبينما يفعل هذا، ليس عليه أن يتصرف كأن شيئًا انتابه، وأنه لا يدري ماذا يحدث له أو ماذا ينطق.

عندما تستخدم موهبة النبوة، فإنك تتكلم حسب مقدار الإيمان الذي لـك. لهـذا قد تجد خادمًا أثناء أحد الاجتماعات يقول: “سوف تستقبلون بركات خاصة هذا الأسبوع”. ثم يدرك أنه نطق هذه الكلمات بالإيمان، فيقول: “هذه نبوة.. سوف تنالونها”. لا يحتاج بالضرورة أن ينال إعلانًا خاصًا ليقول هذا.

خدمة النبي

تختلف خدمة النبي عن موهبة النبوة. حتى يصبح الشخص نبيًا، يجب أن يدعوه الله لذلك المنصب. وهذه هي الخدمة التي أشار إليها بولس في أفسس 4: 11 “وَهُوَ نَفسُهُ أَعطَى بَعضَ المُؤمِنينَ أَنْ ِيَكُونُوا رُسُلاً، وَآخَرِينَ أَنبِيَاءَ، وَآخَرِينَ مُبَشِّرِينَ، وَآخَرِينَ رُعَاةً مُعَلِّمِينَ”. تعد خدمة النبي هي إحدى مواهب الخدمة الخمس التي منحها الله للكنيسة لتكميل القديسين ولعمل الخدمة ولبنيان جسد المسيح (أفسس 4: 12).

الأنبياء لديهم إعلانات وآيات وعجائب. إنهم أناس يستمعون لما يقوله الله ويُبلغون بما سمعوه، وما يقولونه يحدث. ففي العهد القديم، إن تكلم أحد كلمات مسوقة وممسوحة بروح الله، وتحققت، كان يُعرف أن هذا الشخص نبي. إذ كانوا مدركين أن فقط الذين أرسلهم روح الله، يمكنهم أن يفعلوا هذه الأمور.

مع ذلك، ليست خدمة النبي هي محور الكتاب الذي بين يديك. ولكننا سنتعامل مع إظهارات روح الله في حياتنا كمؤمنين حين نتكلم كلمات الإيمان والقوة.

كلمات القوة

هذه هي ناحية أخرى هامة بخصوص النبوة: النبوة هي كلمات قوة تنبئ بأمور ستحدث أو تعلن كلمة الله لموقف حالي. لذا فأن تتنبأ يعني أن تتكلم كلمات القوة.. كلمات ممتلئة بقدرة الله على إحداث تغيير وجعل الأمور تحدث.

سواء كنت تتنبأ بحدوث مواقف أو تتكلم عن فكر الله بخصوص أمور أو أشخاص أو أحداث.. طالما أنها تحدث، فهي كلمات قوة. ولكي تتمكن من الإخبار بأمور قبل وقت حدوثها، فلابد لكلماتك أن تمتلك قدرة الله، لابد أن تُدعم القوة كلماتك لتجعلها تحدث. هذا يعني أن تحتوي كلماتك على قدرة إلهية تتسبب في حدوث الأمور. لابد أن تكون تلك الكلمات من الله ومصدر إلهامها هو الروح القدس. هذه هي النبوة، وذلك لأنك تكلمت مسبقًا وحدثت تلك الأمور فعلاً!

النبوة في الأيام الأخيرة

في سفر يوئيل الفصل الثاني والعدد 28، تنبأ النبي يوئيل عن فكر الله تجاه شعب الله في الأيام الأخيرة: “ثُمَّ أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ أَبْنَاؤُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلامًا وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤى”.

حدث أمر في غاية الأهمية يوم الخمسين في سفر الأعمال الإصحاح الثاني، وأعلن عن تحقق النبوة التي قالها يوئيل. كان 120 شخص من تلاميذ يسوع مجتمعين معًا بنفس واحدة، حين حل فجأة الروح القدس عليهم وملأهم. وبعدها بدأوا في التكلم بألسنة والتنبؤ. فغنوا ورقصوا وتمايلوا وهم في حالة من السُكر في المعبد حيث اجتمعوا. وأحدثوا ضوضاء شديدة حتى ظن مَنْ رأوهم أنهم سكارى وهزأوا بهم. حينئذ، وقف بطرس وخاطب الجمع:

“أَيُّهَا الإخوَةُ اليَهُودُ، وَيَا كُلَّ المُقِيمِينَ فِي القُدسِ، اعْلَمُوا هَذَا الَّذَي سَأُخْبِرُكُمْ بِهِ، وَأَصغُوا إلَى كَلاَمِي جَيِّدًا. مَا هَؤُلاَءِ بِسَكَارَى كَمَا تَعتَقِدونَ، فَالوَقتُ لاَ يَتَجَاوَزُ التَّاسِعَةَ صَبَاحًا. لَكِنْ هَذَا هُوَ مَا تَحَدَّثَ عَنهُ النَّبِيُّ يُوئِيلُ: يَقُولُ اللهُ: فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَأَسكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ النَّاسِ. وَسَيَتَنَبَّأُ أَولاَدُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ. وَسَيَرَى شُبَّانُكُمْ رُؤَىً. وَسَيحلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحلاَمًا. فِي تِلكَ الأَيَّامِ، سَأَسكُبُ رُوحِي عَلَى عَبِيدِي، رِجَالاً وَنِسَاءً، وَسَيَتَنَبَّأُونَ” (أعمال 2: 14-18).

لقد وعد الله أنه سيسكب من روحه على كل بني البشر، فيتنبأون. لقد تم ما تنبأ به يوئيل النبي في الأعداد السابقة. نفس الروح القدس الذي سُكب على الـ 120 تلميذ الأوائل ليسوع، قد سُكب علينا اليوم ليجعلنا نتمكن من التنبؤ.

وعندما نتنبأ، فنحن نتكلم كلمات القوة والتي بدورها تؤثر على أجسادنا وعائلاتنا وأمورنا المادية. كلمات ترتب وتنظم حياتنا وتُشكل مستقبلنا.

نشرت بإذن من كنيسة سفارة المسيح  Christ Embassy Church والمعروفة أيضا بإسم عالم المؤمنين للحب و خدمات القس كريس أوياكيلومي – بنيجيرياBeliever’s LoveWorld  – Nigeria – Pastor Chris Oyakhilome  والموقع www.ChristEmbassy.org  .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات القس كريس أوياكيلومي.

Taken by permission from Christ Embassy Church , aka Believer’s Love World &  Pastor Chris Oyakhilome  Ministries  , Nigeria. www.ChristEmbassy.org .
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$