القائمة إغلاق

البار بالإيمان يحيا بالإيمان The Righteous Lives By Faith

يخبرنا رسالة رومية 16:1-17 “لأني لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي أولا ثم اليوناني. لأن فيه معلن بر الله بإيمان كما هو مكتوب أما البار فبالإيمان يحيا”. ذكرنا آنفا أن الإنجيل هو قوة الله للخلاص لكل من يؤمن، وتخبرنا الآية السابقة أن بر الله معلن في الإنجيل وإن “البار بالإيمان يحيا”، وهذا أمر مهم للغاية.

وعلى أية حال فكلمة بر تبدو كلمة غريبة وغير ملموسة بالنسبة لعدد من الناس فتدو لهم تلك الكلمة نظرية جدا حتى أن مجرد سماعهم كافيا ليجعلهم يفقدون تركيزهم ولكن عندما يأتي الروح القدس بحقيقة البر إلى الحياة تصبح تلك الكلمة كلمة شيقة جدا وتطلق قوة هائلة في حياة الشخص المؤمن.

يخبرنا الكتاب المقدس أن البار بالإيمان يحيا، فبمجرد إدراكك لمعنى البر ستستطيع أن تبدأ حياة الإيمان وستستطيع أن ترى النصرة في كل مجال من مجالات حياتك التي فشلت فيها من قبل.

البر قوة عظيمة في حياتك

البر ليس مجرد تعاليم نظرية، ولكنه قوة عظيمة في حياتك. تقول رسالة رومية 21:5 “كما ملكت الخطية في الموت هكذا تلك النعمة بالبر للحياة الأبجية بيسوع المسيح ربنا”. يتحول البر إلى قوة لك عندما تخبأه في روحك وتفهمه، فالبر قوة تملك وتحكم وتسيطر في حياتك حتى تحصل على الحياة الأبدية والحياة الأفضل وتحصل به على النصرة.

لقد رأينا أن الإنجيل هو البشارة المفرحة لنا في كل مجال من مجالات الحياة يحاول الشيطان أن يجعلنا نؤمن بعدم استحقاقنا لأخذ أي شئ من الأشياء التي منحنا الله إياها، لأنه يعلم جيدا بتلك الحقيقة التي سبق ذكرها. تقول رسالة العبرانيين 6:11 “ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤة لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن أنه موجود وأنه يجازي الذين يطلبونه”.

إذا كان الله يقول في كلمته أنه يجب علينا أن نؤمن بأن الله سيجازينا عندما نطلبه فمن السهل أن نصل إلى أن الشيطان سيهاجمنا في هذا المجال، ففي رسالة العبرانيين 16:4 يحضنا الله على أن “نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد عونا في حينه”. يمتلك الإنجيل شيئا ما أن يجازيك، ويعطيك عونا في حينه، ويحثنا الكتاب المقدس على أن نأتي بثقة إلى الله متوقعين أن سيجازي الذين يطلبونه.

يكره الشطيان هذه الجرأة ويحاول بقدر طاقته أن يدمرها، فهو يعلم جيدا أنه لو استطاع أن يحرمك من تلك الجرأة، لن تذهب إلى الله لتجد عونا، ولن تكون قادرا على أن تحيا منتصرا، لهذا السبب لا يريدك الشيطان أن تفهم البر، فهذا الفهم سيمنحك الجرأة التي تحتاجها لتقف أمام الله في أي وقت وتحصل على كل ما يقدمه لك الإنجيل، لهذا السبب يقوم الشيطان بزرع تأنيب الضمير في المؤمنين، ويجعلهم يشعرون دائما بالإدانة والرفض، فيهربون من أمام وجه الله بدلا من أن يأتوا إليه بجرأة ليقصّوا عليه مشاكلهم.

لقد ذكرنا سابقا أن إبليس يستخدم الخوف الذي دخل إلى الإنسان بسبب السقوط في تشوية صورة الله وفي التسلط على الإنسان (عب 14:2-15). وقد عاش الإنسان مدركا تماما احتياجاته وأعوازه وعجزه بسبب هذا الخوف والشعور بالإدانة الذي صحبه، واللذان دخلا إلى نفس الإنسان بسبب السقوط.

دخول الخطية والموت

لقد خلق الله الإنسان على صورته ومثاله، وبعدما كساه الله بالمجد أصبح الإنسان مسيطرا على الخليقة كملك خاضعا لملك الملوك، ولكنه فقد كل هذا وأصبح عبدا للخطية والشيطان، وبدأت الخطية تسيطر على الإنسان وتستعبده (رو 21:5)، وكان الأسلوب الذي اتبعه الشيطان في تدمير نفسية الإنسان هو أن يجعله يحتقر نفسه ويجعل الغضب والإدانة اللذان دخلا بسبب طبيعة الإنسان الخاطئة يسيطرا عليه.

أخذ الإنسان طبيعة الشيطان وامتلأ بالموت الروحي وسلك بحسب الروح الذي يعمل فيه (أف 1:2-2)، كان مقيدا بالخطية وعبدا لشهواته، ولم يستطع أن يحرر نفسه، وشهد ضميره عليه، وكان يعلم أن علاقته مع الله لم تكن على ما يرام وتسلطت عليه الإدانة.

على الرغم من رفض العديد من الناس لوجود الله في حياتهم إلا أنهم يبذلون مجهودا حتى يظهر للعيان صلاحهم ونجاحهم، فقد يفعلون أي شئ ليبعدوا عن أنفسهم الشهور بالذنب وليحرروا أنفسهم ومشاعرهم وليشعروا بالرضا عن أنفسهم.

على أية حال فكل هذا بلا فائدة إذ يتساوى مع محاولتك لتفريغ المحيط الأطلنطي مستخدما ملعقة. إذ لا يوجد سبيل لتحرير الإنسان لنفسه من الشعور بالذنب حيث إنه لا يمكن إزالة الشعور الحقيقي بالذنب، هذا الشعور المختبئ في داخلك ولا يمكنك أن تتمتع برضاك عن نفسك طالما هناك الطبيعة الخاطئة والساقطة، فسيبقى هذا الشعور بعدم الرضا وبالإحساس بالذنب وصغر النفس والإدانة لأنك لن تجد تلك تبذل لعلاج هذا الشعور بالذنب.

الوقوف في جراج لن يجعلك سيارة

لن تُجد طرق التفكير الإيجابية، أو حتى الأهداف الطموحة، فسريعا ما تفشل في تحقيق تلك القرارات التي أخذتها على نفسك مع بداية عام جديد، ويزداد شعورك بخيبة الأمل وعدم الرضا عن نفسك، فببساطة لن تتحول إلى سارة لأنك تقف في الجراج وتطلق على نفسك اسم فوافو، ولكن يجب عليك أن تتغير، لهذا السبب يقول يسوع “ينبغي أن تولدوا من فوق” (يو 7:3).

فعندما تولد من فوق إنسانك العتيق الذي هو الطبيعة الخاطئة وتنتقل إليك طبيعة الله بالروح القدس. وتصبح خليقة جديدة في المسيح بطبيعة جديدة تماما وتُعتق من الخطية (رو 18:6،22)، ومن الناموس (رو 5:7-6) الذي يدينك دائما لأنك لا تعمل أعمال صالحة، ولأنك لست صالحا بالدرجة المطلوبة، وتختفي تلك الروح القديمة التي قيدتك بالخوف وتقبل روح التبني (رو 15:8).

الميلاد الذي من فوق يجعلك خليقة جديدة وبارة

ما معنى كل هذا؟ يجب أن تفهم أن هناك أمران يحدثان عندما تقبل يسوع المسيح.

أولا: تصبح بارا لأنك قبلت بر يسوع، وهو بار تماما، ولم يفعل أي أمر فيه عدم بر، فعندما تقرأ عما فعله في الأناجيل، ترى وتفهم كيف يتصرف البار. كان يسوع أول إنسان بار منذ آدم يسلك في هذه الأرض في شركة كاملة مع الله، وكان يعمل أعمال الآب وأظهر مجد الله فيه. لم يكن يتجول مملوءا بالإدانة والخزي وعدم الأمان والتشويش، وفقد كان يعلم من هو وأين يذهب، وما يجب عليه أن يفعل. لم تسيطر عليه ظروفه ولكنه تحكم في هذه الظروف وملك البر الذي فيه على حياته أينما ذهب. لقد نحي يسوع هذا البر جانبا عندما أصبح خطية ومات عنا لنصير بره (2كو 21:5).

لقد قبلت بر يسوع وأصبحت بارا في نظر الله بسبب موت يسوع، تلك الذبيحة التي قدمها عن خطاياك، وقيامته منتصرا والآن يمكنك أن تأتي إلى الله بجرأة وبدون أي شعور بالذنب أو العار أو العجز أو صغر النفس تماما مثل يسوع. كل هذا يرجع إلى بر يسوع الذي أصبح ملكك عندما أعلنته ربا لك، لقد كساك الله ببر يسوع.

ثانيا: استبدل الله قلبك القديم بقلب جديد عندما وُلدت من فوق وحصلت على طبيعة جديدة ورح جديدة. فقد وُلد في داخلك إنسان جديد لم يكن موجودا من قبل، ذلك الإنسان يكون شريكا لطبيعة الله (2كو 4:1) أصبحت مصادر الله غير المحدودة تحت تصرفه، ومن أجل الروح القدس الذي يسكن في هذا الإنسان، فكما كنت ميتا في خطاياك أصبحت بارا في المسيح.

كانت طبيعتك خاطئة ولكن بيسوع حصلت على طبيعة إلهية جديدة، وأصبحت قدرتك على الغلبة غير محدودة في يسوع، وبر الله, وكلمته، وليس في ذاتك أو قدرتك أو قوتك. تخبرنا رسالة أفسس 10:6 أن نتقوى في الرب وفي شدة قوته. لقد نقل الروح القدس شدة قوته إلى روحك وجعلها في متناول يديك ببر المسيح.

تجعلك كل هذه الأمور تضع أهدافا جديدة لحياتك وتجعل الشيطان يغير خططه، فقبل أن تقبل يسوع حاول الشيطان أن يبعدك عنه قائلا: “أنت لا تحتاج ليسوع، فحياتك تمضي على ما يرام بدونه”. فكان الشيطان يثني على قدراتك ومواهبك وقدرتك الذهنية وهكذا ليتملقك. كل هذا كان يفعله ليبعدك عن أدراك حاجتك ليسوع. وعلى الرغم من ذلك كان ضميرك مدنس وشعرت بمشاعر الإدانة وعدم الرضى. على أية حال أنت الآن مولود من فوق. لقد سُرر الدين، ولك سلام مع الله وطبيعتك جديدة، ولن تكون هناك دينونة فيما بعد.

لا تنصت إلى الإدانة

تخبرنا رسالة رومية 1:8-2 “إذا لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت”. ليس لزاما عليك أن تهرب من الله خائفا وشاعرا بالخزى مثل آدم. بل يمكنك أن تأتي إلى الله بدون شعور بالذنب أو صغر النفس، فالطريق إلى عرش النعمة مفتوح أمامك دائما، والله معك ولك، وكل وعوده هي لأجلك.

يغير الشيطان خططه تماما عندما يرى هذا، فبدلا من أن يُشعرك بأنك ناجح بمجهودك كما كان يفعل، يحاول أن شعرك بأنك لا تملك شيئا ولا تفهم شيئا ولن تستطيع أن تقدم أي شئ من أجل الله، فقد أضاع الشيطان حياة أجيال كثيرة من أبناء الله الرائعين بمثل هذه الأكاذيب، فقد يضرب جسدك ليُظهر لك ضعفك وليجعلك تفكر أنك لن تستطيع أن تتغير أبدا.

يخبرنا الكتاب المقدس بأن أحد جوانب حياتنا هو الجانب الجسدي فسيظل جسدك معك طالما أنك حيا في هذا العالم، ولكن عليك ألا تتمم شهوة الجسد (رو 4:8). فأنت لست مديونا للجسد لأنك وُلدت من فوق (رو 12:8)، ولكن عليك أن تمُيت أعمال الجسد بالروح (رو 13:8). يخبرنا الكتاب المقدس أننا إن زرعنا للجسد فسنحصد فسادا، ولكن إن زرعنا للروح فسنحصد حياة (غل 8:6)، وإن سلكنا بالروح لن نكمل شهوة الجسد (غل 16:5).

ما معنى هذا؟ هذا يعنى أنه على الرغم من أن جسدك سيظل معك طوال فترة حياتك على هذه الأرض، وسيقاوم الله ويكون عدوا له (رو 7:8)، ولكن يمكن أن تحصل على النصرة بالروح القدس الذي يعمل في روحك التي ولدت من فوق، فلن تعيش حسب مشيئة الجسد ولن تختبر الهزيمة فيما بعد، بل يمكنك أن تحيا بالروح وتسلك في النصرة.

وعلى نقيض مما يعظه العديد من الناس وما يُعلّموه، يخبرنا الكتاب المقدس بأنه يمكنك أن تسلك بالروح وأن تحيا منتصرا وأن “الخطية لن تسودكم” (رو 14:6)، فهناك نصرة على كل موقف يواجهك! كيف؟ بالإيمان.

عندما تولد من فوق يحاول الشيطان أن يسلبك النصرة، فيجعلك تفكر أن النصرة مستحيلة ويشير إلى أخطائك وظروفك البائسة ليثبت لك عدم استحقاقك. عندما تصل الأمور إلى هذا الحد عليك أن تتخذ قرارا بأن تحيا بالإيمان، فإذا رأيت نفسك بارا ستكون قادرا على أن تحيا بارا، فلم تعد خاطئا بائسا ولم تعد حتى خاطئا يائسا حصل على الخلاص بالنعمة فقد كنت خاطئا تسير بحسب الجسد (رز 8:5، 7:7) لكنك الآن أصبحت مخلصا بالنعمة ببر الله نفسه.

الله ينظر إليك كما لو كنت يسوع

ينظر إليك الله كما لو كنت يسوع أو كما لو كنت آدم قبل السقوط، فلا يرى خطيتك، لكنه يرى برك في المسيح. هل يتضمن هذا أنك كاملا وخاليا تماما من الخطية؟ لا ولكنه يعني أن الله لا يحصي خطاياك بسبب دم يسوع فسترتكب الخطية وتقترف أخطاءا في هذه الحياة، فلهذا السبب قد مُنحت الحق في استخدام دم يسوع، لأن الله يستخدم هذا الدم في تطهيرنا من كل خطايانا عندما نعترف بها (1 يو 9:1). تخبرنا رسالة العبرانيين 17:10 “ولن أذكر خطاياهم وتعدياتهم فيما بعد”.

يغفر الله خطاياك ويمحوها وينساها تماما، وعندما ينظر إليك لا يرى كل الأخطاء التي ارتكبتها، وعندما تعترف بخطاياك لا يرى إلا الدم وبر يسوع الذي أصبح ملكك، فقد أصبحت بارا في عينيه. فإذا كنت في المسيح سينظر الله إليك كما لو كنت آدم وستتمتع بالشركة معه وبحبه وستعمل معه بدون أن تشعر بالإدانة أو الخوف.

ولا يتساوى هذا مع أن تضع نفسك فوق الله أو الإمتلاء بالكبرياء، لأنك لست إلها بل إمكانك أن تأخذ مكانك المناسب في الخليقة كإنسان خُلق على صورة الله. فمكانتك تحت الله لكن فوق الخليقة حتى تأخذ السلطان وتعمل مع الله.

يخاف الشيطان من هذا الأمر ويرتعب من المسيحيين الذين يدركون من هم في المسيح، فهو يعلم جيدا أننا عندما ندرك من نحن وما الذي نمتلكه وما يمكننا أن نفعله سيزول تأثيره عنا وعن بقية العالم وحينئذ سنتحرر لنربح هذا العالم للرب.

يهاجم الشيطان البر ليمنعك من أن تأخذ بجرأة ما حصلت علين وما هو لك بسبب الفداء، فيكذب عليك عندما يخبرك أنك لا تستحق. لكنك مستحق. كنت غير مستحق ولكن الله أظهر حبه لك على الرغم من هذا “ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا” (رو 8:5). على الرغم من عدم استحقاقك فقد أعطاك الله أفضل شئ عنده، لقد دفع ثمنا غاليا عندما كنت خاطئا، فكم بالحرى مقدار ما سيمنحه لك الآن بعد ما أصبحت بارا؟

أنت وارث مع المسيح

جعلك يسوع مستحقا. ففي المسيح أصبحت إبنا ووارثا وكاهنا وملكا ولم تعد غير مستحق. فأنت ابن في بيت الله لك حقوق الوارث وسلطان ملك. يريد الروح القدس أن ينمى ضمير برّك حتى يصبح أعظم من ضمير الخطية الذي كان لك من قبل، فيريدك أن تعلم أن هناك ضمير خطية طبيعي وضمير خطية مُرضي.

فضمير الخطية الذي يأتي بدينينة الروح القدس ضمير طبيعي (يو 8:16-11)، فهو واضح ومحدد ولا يعطيك فرصة للهروب إذا يُذكرك الروح القدس بزمان خطيتك ومكانها وضحية خطيتك، وفوق كل شئ يقدم لك حلا، ألا وهو الصليب والدم والغفران فهو يستخدم أسلوب الإقناع بدلا من أسلوب الإدانة حتى يحررك.

وعلى الرغم من ذلك فعندما يأتي إليك الشيطان ليدينك ويتهمك لا يقدم لك المعونة بل يخبرك أنه لا رجاء لك. وإن فشل في إتهامك بشئ محدد يُشعرك بوخز الضمير والذنب وازدراء الذات بدون ما يقدم لك المنفذ.

فإذا قاومت ما يأتي من الشيطان بالثبات في الإيمان سيهرب من أمامك (يع 7:4، 1بط9:5) فهو المشتكي الذي لم يعد له حق أن يشتكي، حيث قد تم النطق بعبارة “ليس مذنبا”. بالفعل، فقد تحمل شخص آخر عقابك إذ صار يسوع مذنبا لكي تتحرر أنت، ولم يعد هناك أية إدانة أو حكم بأنك مذنب لأنك قبلت ما فعله يسوع لأجلك.

فلا تعطي لإبليس إنتباهك عندما يأتي ليدينك بالناموس. لماذا؟ لأنك أصبحت ميتا عن الخطية والناموس بكل المعايير (رو 1:7-6، 2:6،7)، فلا يستطيع إبليس أن يستمر في إدانة شخص ميت. تخبرنا رسالة كولوسي 14:2 أن يسوع محي “الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرا إياه بالصليب”.

الأموات لا يجيبوا

إذا اعتبرت نفسك ميتا عن الخطية (رو 11:6 فستبقى محايدا تجاه اتهامات الشيطان عندما تأتي. وليس لزاما عليك أن تجيب، فلم تعد خاضعا لقوانين الشيطان أو في نطاق منطقة نفوذه الفضائي. فأنت تنتمي إلى مملكة أخرى، تلك المملكة التي يقف فيها يسوع كمدافع وشفيع لك.

مهمة يسوع التشفع في كل حين للقديسين، فعندما تعترف بخطاياك تعطيه الحق في الترافع عن قضيتك، ولكن أن لم تعترف بما اقترفته فلن يملك يسوع شيئا ليدافع له عنك وسيكون عليك أن تحل مشاكلك بنفسك وأن تدافع عن نفسك وهذا لن تكون له نتائج مجدية بأي حال من الأحوال ولكن إن أعترفت بخطاياك سيحامي يسوع عنك وسيتشفع فيك أمام الآب وليس أمام الشيطان وسيسمع الله بالطبع وسينطق بعبارة ليس مذنبا وبالتالي ستمضي في طريقك حرا.

تقول رسالة رومية 33:8-34 “من سيشتكي على مختار الله. الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين. المسيح هو الذي مات بل بالحرى قام أيضا الذي هو أيضا عن يمين الله الذي أيضا شفع فينا”. إذا كان الله معك فمن عليك؟ فمكانتك كابن لله مكانة مرموقة. فعندما نسلك بالإيمان وتؤمن بما فعله يسوع لأجلك اليوم وهو على يمين الآب لن يكون هناك أي مجال للإدانة، وستنتهي أيام عذابك.

لم يعد عليك أن تتجول مستمعا لكذب إبليس واتهاماته فيما بعد ولم يعد، عليك أن تمضي حائرا ومضغوطا ومملوءا وبالشعور بالإدانة ووخز الضمير، فقد رأيت ما فعله يسوع لأجلك على الصليب فهذا هو كل ما تحتاج إليه. وعليك أن تدرك أنك لم تعد إنسانا خاطئا ولكنك أصبحت بارا في المسيح، فأنت ابن لله ووارثا له. عليك أن تقف وتأخذ مكانا المناسب وتتمتع ببركات الله بدون خجل وعليك أن تمتع بها الآخرين.

دع البر يتسلط فهذا سيجلب لك النصرة

ستملك النعمة بالبر الآن بنفس الأسلوب الذي تسلطت به الخطية في حياتك وامتلأت بسببها بالخوف (رو 20:5-21). لم تعد عبدا لكنك ابنا حرا لله، ولك علاقة رائعة معه، وتسرى حياته فيك لتبارك الآخرين.

يريدك الله أن يتسلط علينا ضمير برنا بدلا من تسلط ضمير الخطايا فقد كان ملك الخطية سلطان كامل في حياتنا ليتحكم في كلا من أفكارنا وتصرفاتنا، لكننا الآن أبرار فحيثما كثرت الخطية ستزداد نعمة الله جدا وسيتسلط علينا البر بدرجة آكبر من تسلط الخطية علينا.

عندما يحاول الشيطان أن يذكرك بعجزك وفشلك، تخبرك رسالة كولوسي 2:3 “اهتموا بما فوق لا بما على الأرض”. ما معنى هذه الآية؟ معناها أن الله يريدنا أن نركز أفكارنا على ما في السماء: الكنوز والمصادر المتاحة لنا وخدمة يسوع في الوقت الحالي ألا وهي التشفع فينا والبر الذي حصلنا عليه. ويجب أن نكون شاعرين ببرنا أكثر من إحساسنا بضمير الخطية.

عندما يصبح الإيمان هو الإيقان بأمور لا تُرى فسينظر ذلك الإيمان إلى ما وراء الظروف وهجمات إبليس وسيري مكانته في المسيح ويرى أننا أعظم من منتصرين وجالسين في السماويات مع يسوع الذي تخضع له كل السلاطين والقوات في العالم الروحي. يدرك الإيمان حقيقة هذا البر حتى عندما لا نشعر بأننا أبرار وتبدو الظروف مناقضة لذلك الإيمان، فهذه هي الطريقة التي يتسلط بها البر بالنعمة في الحياة وتتدفق حياة الله من خلالنا ولا يعوقنا الشعور بالإدانة أو عدم الأمان، فنعلم أننا سمعنا من الله ولهذا لا يجب أن يستمر شعورنا بالشك والارتباك.

تخبرنا رسالة العبرانيين 13:5-14 أنه من خلال ممارسة كلمة البر تلك الكلمة التي ستساعدنا على تدريب حواسنا حتى نستطيع أن نميز بين الخير والشر، فلن يكون الأمر سهلا على إبليس أن يدين هؤلاء الثابتين في بر الله أو يشعرهم بالارتباك حيث أنهم يمتلكون القدرة على فضح أكاذيب الشيطان وخططه (2كو 11:2) ويمكنهم التمييز بين كل من الخير والشر.

كان هناك كما كبيرا من الحيرة في هذا المجال، وكان عسيرا على كثير من المسيحيين التمييز بين الخير الشر بسبب إدانة الشيطان للمؤمنين واتهاماته لهم، الله صالح ولا يعطي إلا العطايا الصالحة (يع 17:1) والشيطان شرير وهو “لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك” (يو 10:10). ولسوء الحظ نقاوم عطايا الله عندما نفكر أن هذه العطايا ليست لنا وأننا لا نستحقها. وفي نفس الوقت نقبل ما يأتي من الشيطان لأنه يجعلنا نعتقد أن مثل هذه الأشياء قد أتت من الله ليخدم هدف لا يمكننا إدراكه وفهمه الآن. لقد آمنا بأنه لا بد وأن يكون هناك هدف وراء كل هذا. فعندما تدرك معنى البر بالنسبة لك لن تعود مثل هذه الأيام المحيرة مرة أخرى.

البر يجعلك وسيط جرئ عن حياة الله

يعلن سفر هوشع 6:4 أن شعب الله هلك من عدم المعرفة وعلى أية حال يتدفق روح الإعلان من كلمة الله، وينحى جانبا كل الأفكار والتعاليم التقليدية التي لا يوجد لها أي أساس في الكتاب المقدس، فيضئ نور الإنجيل وتظهر أهميته الحقيقة.

يمكننا أن نرى أننا أبرار في المسيح وأن مكاننا فيه ومعه عن يمين الآب، وأن ندرك أن الصلاة المألوفة والمعروفة “لتكن مشيئتك على الأرض. كما في السماء” تعني أن يأتي إلينا الله بكل مل يملكه في السماء ليعمل هنا على الأرض. يمكننا أن نرى أننا لا نحتاج إلى تسول النعمة عندما نكون قد قبلناها بالفعل ويمكننا أن نستخدمها كأبناء وورثة لله (رو 3:2).

ونسمع الله يخبرنا بما أخبر به الآب ابنه البكر في لو 31:15 “يا ابني (لأننا الآن أبناء حقا)، أنت معي في كل حين (بسبب دم يسوع نتقدم دائما إلى الآب)، وكل ما لي فهو لك (ففي يسوع وضع الآب كل شئ تحت تصرفه)”، فلنا ميراث وفير أكثر جدا من كفايتا ليسدد كل احتياجاتنا. تخبرنا رسالة فيلبي 19:4 “فيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع”. الله صالح ويحبنا جدا. وقد أعاد لنا شركتنا معه، ويخبرنا أن نتقدم بثقة إلى عرش النعمة (عب 16:4).

إن إدراكنا لوضعنا في البر سينتج عنه جرأة شديدة لنحصل على كل وعد من وعود الله، ولننقل حياته وقوته إلى إحتياجاتنا، بهذا سنحصل ثمار كثيرا وسيتمجد الآب (يو 8:15).

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$