القائمة إغلاق

السلوك بالمحبة بطريقة عملية: تعلم أن تترك محبة الله تسودك Let Love Rule – Practical Love

السير فقط بمحبة الله سوف يحل كل مشاكلنا فى المنزل. و سوف يحل كل مشاكلنا فى الكنيسة. و فى الحقيقة، سوف يحل أيضاً كل مشاكلنا الزوجية.

لهذا السبب يُخبرنا الكتاب أن ندع محبة الله تكون مُبتغانا الأول فى الحياة. تقول الترجمة الموسعة ( (Amplified : “إسعوا بلهفة لطلب السير (بهذه) المحبة – إجعلوها هدفكم، و مطلبكم العظيم…” (1 كورنثوس 14: 1).

بما أن محبة الله قوية جداً و ثابتة لأنها لا تفشل أبداً، إذن لماذا لا يفعل المزيد من المؤمنين ما يقوله الكتاب بجعل محبة الله مُبتغاهم و هدفهم الأول و مطلبهم العظيم فى هذه الحياة؟ فى الواقع، كم عددنا نحن الذين نستطيع بصدق قول أننا جعلنا محبة الله مطلبنا الأول فى الحياة؟

ومع ذلك فإن محبة الله التى تعمل من خلالنا لتصل للآخرين، تستطيع تغيير أى شخص، حتى أردأ المجرمين، وذلك لأن محبة الله تستطيع تليين أكثر القلوب صلابة. محبة الله تستطيع تحويل أى شخص.

نوع محبة الله تستطيع حتى تحويل و تصحيح مسار أى زواج. فى بعض الأحيان أذكر قصة زوجة خادم قامت بالإتصال بزوجتى طلباً للمساعدة وذلك لأنها كانت على وشك ترك زوجها. كان زوجها موذٍ لها جسدياً و عقلياً.

فأخبرت زوجتى، “حاولى إحضار كلاً منهما لمنزلنا حتى نستطيع التحدث معهما”.

عندما وصلوا، قمت بسؤالهم عدة أسئلة ومن هذه الأسئلة إن كان لديهم الترجمة الموسعة ( (Amplified للكتاب المقدس. وبالفعل كان لديهم. فقلت لهم، “أن يُدونوا على قطعة من الورق أعداد مُعينة من الكتاب المقدس وهى 1 كورنثوس 13: 4-8 . وعندما يذهبوا للنوم كل ليلة، يقوموا بقراءة تلك الاعداد بصوت مسموع. و قراءتها معاً مرة اخرى فى الصباح عندما يستيقظوا”.

بعد مرور بضعة أسابيع، إتصلت تلك الزوجة بزوجتى و قالت، “أتعرفين، لقد كنا نفعل مساءاً و صباحاً ما قاله لنا الأخ هيجن. لقد كنا نقرأ تلك الأعداد التى عن محبة الله بصوت مسموع”.

و بعدها أضافت، “كل يوم منذ بدأنا قراءة تلك الاعداد، كان زوجى يعتزر لى عن تصرفاته السابقة نحوى. قال: لا اُصدق أنى أسأت معاملتك كما فعلت. لا اُصدق أنى قلت تلك الاشياء لك”.

و بدلاً من أن يترك ذلك الرجل جسده يتسيده. بدأ ذلك الرجل يترك روحه تتسيده. و ذلك لأن محبة الله قد إنسكبت بالفعل فى قلبه (روحه) أو إنسانه الداخلى الحقيقى. كل ما كان عليه فعله هو نزع سدادة تلك المحبة.

عندما بدأ ترك نوع محبة الله يسوده، قالت لنا زوجته، “لقد أصبح زوجى شخص مختلف! وليس فقط هو الذى أصبح شخصاً مختلفاً، بل أنا أيضاً.

و أكملت، “لقد أدركت لحد كبير أنى كنت الومه و اصيبه بالإرهاق لأنى كنت دائماً أتذمر. كان لابد لى من البقاء صامتة و إغلاق فمى. ولكننا الإثنان شخصان مختلفان الأن و ذلك لأن محبة الله غيرتنا”. محبة الله لا تفشل أبداً!

لقد كانت تلك القصة منذ عدة سنوات. لقد راينا أنا و زوجتى هذا الثنائى بعد هذا الحدث بسنوات ولا يزالوا سعداء جداً مع بعضهم.

و قد أخبرونا أن خدمتهم مذدهرة و حياتهم أفضل – و ذلك فقط لأنهم تعلموا كيف يدعوا محبة الله تسودهم. نوع محبة الله قام بتغيير هذا الثنائى.

شكراً لله أنهم تعلموا أين هو الحل. حل الكثير جداً من مشاكل الحياة يوجد فى تلك العبارة: محبة الله لا تفشل أبداً!

لذلك، إن تعلمت كيف تسير بتلك المحبة فلن تفشل أنت أيضاً، أليس كذلك؟ أنا أتكلم عن المحبة الإلهية – محبة الله التى بداخلنا – وليس المحبة البشرية.

وإن قام زوج و زوجته بالسير بمحبة الله، فلن يفشل زواجهما أيضاً. سوف يكون ذلك من المستحيل على الإطلاق! أترى، محبة الله هى بداخلنا ولكن الأمر يرجع لنا أن نضعها موضع التطبيق و الممارسة حتى تستطيع النمو و الظهور.

بما أن محبة الله لا تفشل فنحن نحتاج أن نكتشف المزيد عن ذلك النوع من المحبة. و نحتاج إكتشاف كيف نُطور محبة الله و كيف نُسبب نموها و نضوجها.

المحبة هى من ثمار روحك

أنت تحتاج فهم أن المحبة تستطيع النمو و التطور و ذلك لأنها من ثمار روحك، و الثمر ينمو. فعندما يتكلم الكتاب عن ثمر الروح، فهو لا يُشير الى ثمر معمودية الروح القدس.

المحبة هى ثمرة الروح الإنسانية التى اعيد خلقها. و أنت تحصل على هذه الثمرة عندما تنال الميلاد الجديد. فى الحقيقة، المحبة هى اولى ثمار الروح الإنسانية التى ذكرها الكتاب.

غلاطية 5: 22، 23

22 وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: الْمَحَبَّةُ وَالْفَرَحُ وَالسَّلامُ، وَطُولُ الْبَالِ وَاللُّطْفُ وَالصَّلاَحُ، وَالأَمَانَةُ

23 وَالْوَدَاعَةُ وَضَبْطُ النَّفْسِ. وَلَيْسَ مِنْ قَانُونٍ يَمْنَعُ مِثْلَ هَذِهِ الْفَضَائِلِ.

تقول ترجمة (Moffatt) لهذا المقطع: “ولكن حصاد الروح هو المحبة و الفرح و السلام و البال الجيد و العطف و السخاء و الإخلاص و الوداعة و ضبط النفس: – ولا يوجد قانون ضد هؤلاء الذين يسيرون بهذه الأمور”.

و تقول ترجمة (Amplified) “…ولا يوجد قانون ضد هذه الأشياء (من الممكن أن يتهمك).

إن كنت تسير بتلك المحبة، لن يكون هناك مخالفة ضدك!

المُترجمين الذين قاموا بترجمة (King James Version) للكتاب المقدس، قاموا بتكبير أول حرف للكلمة (روح) وذلك ليقولوا أنها تُشير للروح القدس.

ولكن قاموس (WE Vine’s Expository) لكلمات العهد الجديد يُشير إلى أن هناك كلمة واحدة في اليونانية للكلمة (روح) والتي هي “pneuma” وتلك الكلمة تعنى: روح أو نفخة.

لذلك، في بعض الأحيان من الصعب قول إذا كان الكتاب يتكلم عن الروح الإنسانية أم الروح القدس في بعض المقاطع، إلا في حالة قول الكتاب بصورة دقيقة أنه “الروح القدس” و ذلك لأن الكلمة اليونانية المُستخدمة “pneuma” تُستخدم في كلاً من الكلمتين.

ولكن من الواضح أن الكتاب يتكلم عن الروح الإنسانية فى ذلك المقطع الذى فى غلاطية 5: 22 وليس على الروح القدس. تقول لى كيف أعرف ذلك؟

حسناً، إسأل نفسك ذلك السؤال: أين تنمو الثمار؟ الحقيقة أن الثمار تنمو على الأغصان وذلك بسبب الحياة التي تأتى إليها من الجِذع أو الكرمة الرئيسية. قال يسوع “أَنَا الْكَرْمَةُ (الجِذع) وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ . مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ، فَذَاكَ يُنْتِجُ ثَمَراً كَثِيراً. فَإِنَّكُمْ بِمَعْزِلٍ عَنِّي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً”. (يوحنا 15: 5).

من هم الأغصان؟ هل هو الروح القدس؟ لا بالطبع، فنحن هم الأغصان. الثمار تنمو على الاغصان و ليس على جِذع الشجرة. لذلك، بما أننا الأغصان، فنحن نعرف أن ثمار الروح تُشير الى ثمار أرواحنا الإنسانية التى اُعيد خلقها.

ثمرة المحبة تُنتج من أرواحنا الإنسانية التى نالت الولادة الجديدة و ذلك بسبب الحياة التى تتدفق لها من الثبات فى الكرمة – الرب يسوع المسيح.

لقد إستخدم يسوع ذلك المثال التوضيحى عن الشجرة حتى يُعلمنا عن ثمار الروح الإنسانية التى اُعيد خلقها.

أعطى يسوع بياناً مُدهشاً فى يوحنا 15: 4 عندما قال، “الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنْتِجَ ثَمَراً إِلاَّ إِذَا ثَبَتَ فِي الْكَرْمَةِ؛”. المحبة هى الثمرة الأولى للروح الإنسانية التى نالت الميلاد الجديد وذلك بسبب الحياة التى تأتى من الثبات فى حياة المسيح التى بداخلها.

لقد كان لدينا شجرة كُمَّثرَى فى الفناء الخلفى لمنزلنا ذو الإطار القصير فى جارلاند، تكساس. وكنا نصنع الكثير من مُعلبات الكُمَّثرَى المحفوظة. عندما كنت أذهب لإلتقاط بعض تلك الكُمَّثرَى لزوجتى لتحفظها فى مُعلبات للمستقبل، لم أجد أبداً ذلك الثمر ينمو فى أى مكان إلا فى الفروع.

الآن، لماذا نمت تلك الثمار على الفروع؟ ذلك لأنها تستقبل شيئاً من الجِذع أو كرمة الشجرة. الحياة التى فى الكرمة تفيض و تتدفق للأغصان.

لذلك، نستطيع رؤية أن ثمار الروح التى فى غلاطية 5: 22 هى ثمار الروح الإنسانية التى اعيد خلقها وذلك بسبب حياة المسيح التى فى أرواحنا.

تلك الحياة تفشيت فى أرواحنا من خلال كلمة الله بواسطة الروح القدس. لذا فإن نوع محبة الله قد كُتب فى قلوبنا (أرواحنا).

إن تركنا فقط تلك المحبة تسود علينا، فيا له من تغيير ذاك الذى ستُحدثه فى حياتنا! وبما أن المحبة هى ثمرة للروح الإنسانية التى اُعيد خلقها، فإن هذه المحبة تستطيع النمو و التطور. وبسبب أن محبة الله قد سُكبت فى قلوبنا، فالأمر يرجع لنا لفعل شىء حيال إظهار تلك المحبة و نموها.

في الحقيقة، حتى إن كان نوع محبة الله قد سُكب في قلوبنا بعد الميلاد الجديد، فلن يعمل أو يتطور إن لم نضعه قيد التصرف. في الحقيقة، يقع عاتق فعل و نمو نوع محبة الله التي بداخلنا علينا .

نستطيع إطعام محبة الله التي في قلوبنا على كلمة الله، و نٌمارسها، و سوف تنمو لأن المحبة هي ثمرة! لذلك نحن نستطيع النمو في المحبة لأن الثمار تنمو و تتطور.

في الواقع، إن فكرت بالأمر ستجد أن الثمار لا تُصبح ناضجة في لحظة; أي لا تجدها للوقت نمت على الفرع و أصبحت ناضجة. ولكنها تتطور في مراحل; في البداية تجدها بُرعم صغير و يصل لمرحلة النضوج بأخذه للحياة من الكرم – جذع الشجرة.

دعني اُلخص لك كيف تنمو و تتطور و يزيد حجم ثمرة المحبة تلك. إني متزوج لأكثر من خمسون عاماً الآن. عندما تزوجت زوجتي في البداية، كنت أعتقد أنى لن أحبها بالدرجة إلى أحببتها بها في ذلك الحين. أما الآن، وبعد أكثر من خمسون عاماً، عندما أنظر الوراء أرى أنى لم أحبها بالقدر الكافي لمحبتي لها الآن.

عندما ارتبطت أنا وزوجتي في البداية، تعهدنا لبعضنا أن نكون دائماً ودودين تجاه أحدنا الآخر. أتعلم أننا لازلنا كذلك حتى اليوم! كمثال، لقد مارسنا طوال كل تلك السنوات أن نُقبل أحدنا الآخر بعد أن نكون أنهينا الصلاة قبل كل وجبة طعام. إننا نمارس محبة الله التي بداخلنا بفعلنا ذلك.

ممارسة المحبة تأتى بمكافآت عظيمة. المحبة دائماً تضع الشخص الآخر أولاً. لقد كنت دائماً أسعى لوضع زوجتي قبلي. طوال كل تلك السنوات، كنت أسعى دائما بفعل ما يسرها.

مثال آخر، عندما أكون متواجداً في المنزل، كنت دائماً أقوم بإعداد وجبة الإفطار. لقد فعلت ذلك طيلة زواجي في تلك الخمسون عاماً. وعندما أقوم بإعداد وجبة الإفطار تلك، كنت دائماً أضع في إناء زوجتي أفضل بيضة و أكبر قطعة جبن و أكبر قطعة خبز و ذلك لأن هذا ما تفعله المحبة.

أتعتقد أنى فعلت ذلك بالمحبة الطبيعية؟ لا! الجسد دائماً يقول “إني أريد اكبر قطعة جبن! إني أريد الأفضل في كل شيء! إني أريد حقوقي و أريدها بطريقتي!”

ولكني أرفض أن أدع جسدي يتسلط علىٌ. تلك الأفكار التي تريدني أحصل على أفضل كل شيء على حساب الآخرين هي أفكار خاطئة و أنا لن أسمح للأفكار الخاطئة أن تسود علىٌ. إني أسمح وحسب لمحبة الله التي بداخلي أن تسودني.

حسناً، بما أن محبة الله تم سكبها في قلوبنا، فلابد لنا أن ندع قلوبنا تسود علينا. وليس رؤوسنا – تفكيرنا الطبيعي.

ولكن، أترى، كلما تكلمت أقل عن محبتك للشخص الآخر و تكاسلت عن توصيل محبة الله التي بداخلك لمن حولك، كلما كنت بمعزل عن النمو وكلما تماديت بفعلك ذلك، فمن الممكن أن تصل للمرحلة التي تتساءل فيها لما تعارفت بذلك الشخص من البداية.

تلك بالطبع هي الحقيقة! ونفس الأمر ينطبق على الأمور الروحية. كلما تكلمت أقل عن الله و كلما قرأت أقل في الكتاب المقدس أو لم تعترف بمحبتك لله، كلما ستجد شركتك مع الله تبدأ في الانحدار و كلما تماديت بفعلك ذلك لن يمر طويلاً حتى تبدأ تتساءل إن كنت خلصت في بداية الأمر أم لا!

ولكن، إن ظللت تعترف عن مقدار محبتك لله و كلمته، كلما ستجد محبتك له تنمو و تتطور. و سيُصبح يسوع أكثر حقيقة لك.

لذا، أطعم بشكل مستمر طبيعة المحبة تلك التي في روحك بمُمارسة نوع المحبة الإلهي ذلك. إن ظللت تمارسها، ستجدها تنمو و تتطور.

ثمرة المحبة تلك، تنمو و تتطور و تزداد! محبة الله التي بداخلك، تزداد بواسطة اعترافك بها و ممارستك لها. المحبة يُعبر عنها بالكلمات و الأفعال. كن على وفاق في تصرفاتك مع نوع محبة الله الذي بداخلك و انظر لحياتك وهى تنمو و تزداد.

شكراً لله إننا نستطيع النمو في المحبة، وذلك لأن الثمار تنمو. محبة الله لن تعمل حقاً معنا إن لم نُطبقها. ولن تنمو و تتطور حتى نفعلها. لذا، يرجع الأمر لكل شخص مؤمن في تصديق أن نوع محبة الله الذي بداخله ينمو بالممارسة.

قال الكتاب، “الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرُدُ الْخَوْفَ خَارِجاً.” (1 يوحنا 4: 18). الآن، لا أعلم إن كان أحدنا بلغ تلك المكانة المثالية في المحبة بعد، ولكن شكراً لله أننا نستطيع النمو و التطور في المحبة! شكراً لله أننا نستطيع أن نكون مثاليين و ناضجين في المحبة.

ربما تأخذ ثمرة المحبة تلك بعض الوقت للنضوج. ربما أيضاً لا نرى الثمرة اكتملت النمو بين ليلة و ضحاها. ولكن على الأقل نستطيع رؤية ذلك البرعم وهو يكبر في الحجم مما يجعلنا نتأكد أن محبتنا تنمو و تتطور.

كنت أعقد اجتماعا في إحدى المرات، وحدث أنه جاءني ثلاثة رعاة لحضور الاجتماع الذي كنت أعقده. وبعد أن انتهى الاجتماع، خرجنا جميعاً لتناول الطعام و للشركة مع بعضنا البعض. وبدأ هؤلاء الرعاة بالحديث عن موضوع محبة الله.

لقد كنت أستمع وحسب للمحادثة الجارية. ولم أكن أتكلم كثيراً. أتعلم، أحياناً تتعلم المزيد لمجرد إصغائك أكثر مما تتعلم بالتكلم.

تحدث هؤلاء الرعاة عن كيف أن المؤمنين يفشلوا في مسيرتهم بالمحبة… و أحد هؤلاء الرعاة قال: “سأقول لك ما هو الحل! إننا نحتاج للصلاة! إننا نحتاج أن نصلى لكي يعطينا الله محبة. وذلك لأنه يبدو أنه ليس لدينا محبة الله كما ينبغي.”

لم أقل أي شيء رداً على ذلك. و لكنى فكرت بداخلي، “بما أن محبة الله قد سُكبت في قلوبنا، لذا، إن كان أحدهم يبدو أنه ليس لديه محبة، فما يحتاجه هو أن يتعلم كيف يسلك في نور ما لديه بالفعل (محبة الله). وتلك هي المشكلة.”

في النهاية، سألنى أحد هؤلاء الرعاة ، “أخ هيجن، ما رأيك في الأمر؟”

فأجبته، “أتريد حقاً معرفة ذلك؟”

فأجابني “نعم أريد”

فقلت، “حسناً، إن كنتم أيها القوم ليس لديكم محبة كما ذكرتم في حديثكم السابق، فأنتم تحتاجون للخلاص!” فنظروا الىٌ في ذهول – كأني قذفتهم بكوب ماء.

و أكملت، “أنتم تقولون أنكم ليس لديكم محبة الله. ولكن كلمة الله تقول، نحن نعرف أننا انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة. و أيضاً تقول أن محبة الله قد سُكبت في قلوبنا بالروح القدس عندما نلنا الميلاد الجديد”. (1 يوحنا 3: 14) (رومية 5: 5)

نظر إلىٌ هذا الراعي الذي سألنى عما أعتقد وهو في روعة مما قلته لهم و قال لي، “أتعلم، أنت على حق!”

و أكمل، “ما نحتاج فعله حقاً هو أن يعطينا الله معمودية للمحبة. دعونا نصلى حتى يُعمدنا الله بمحبته!”

فقلت، “لا يوجد ما يُسمى بمعمودية للمحبة. المحبة ليست معمودية. المحبة هي ثمرة الروح الإنسانية التي أعيد خلقها بعمل الروح القدس في الميلاد الجديد.

“لا يتعلق الأمر بالاحتياج للصلاة ليُرسل الله لنا المحبة، وذلك لأنه أعطى لكل مؤمن بالفعل المقدار من نوع محبة الله (بذرة المحبة). تماماً مثلما أعطى لكل مؤمن بالفعل المقدار من نوع إيمان الله (بذرة الإيمان). ولكن الأمر يتعلق بتنشيط و تنمية و مُمارسة ما لدينا بالفعل في الداخل!”

و أكملت، “إن كنت خلُصت، فأنت لديك المقدار من نوع محبة الله. تستطيع الصلاة حتى يتحول وجهك للاحمرار ليُعطيك الله المزيد من المحبة، ولكن الحقيقة هي أن المحبة التي نلتها في الميلاد الجديد لن تزداد حتى تُطعمها على كلمة الله و تُمارسها حتى تتطور.

“إن مارستها ستتطور و تبدأ بالازدياد. إطعام محبة الله التي بداخلك و مُمارستها هي الطرق التي تؤدى إلى نموها. المحبة يجب ممارستها قبل أن تأتى بنتائج وذلك لأن المحبة هي ثمرة الروح الإنسانية. أمانتك في ممارسة محبة الله التي بداخلك كمؤمن ستأتي بمكافآت عظيمة”.

نوع محبة الله هو ثمرة. تقول كلمة الله إننا إن ثبتنا في الكرم، سنأتي بثمر كثير (يوحنا 15: 1-8). لذا، إن كان يبدو لأي مؤمن أنه ليس لديه محبة، فمن الواضح أنه غير ثابت في الكرم ولا يسحب غذائه من الكرم كما يجب.

ما يحدث في كثير من الأوقات هو أن المؤمنين يسيرون وفقاً لعالم الحواس الطبيعي و يعتبرون وحسب ما يستطيعون تمييزه في عالم العيان. لذلك، هم لا يأخذون امتياز استخدام ما بالفعل ينتمي إليهم كما يجب. ولا يقضون الوقت ليتغذوا بواسطة الكرم وذلك يحدث عن طريق الشركة مع الرب يسوع المسيح و كلمته. لذلك لابد أن نضع الأمور الروحية أولاً.

كل ما تحتاجه للنمو في المحبة هو أن تثبت فيه و أن تدعه يثبت فيك وذلك من خلال الصلاة و دراسة الكلمة و الشركة معه. وبعدها ابدأ بممارسة المحبة التي لديك بالداخل.”

لا تُحبط إذا كان كل ما تراه على الغصن ليس إلا براعم صغيرة من ثمرة المحبة. استمر وحسب بالثبات فيه.

اقض وقتاً بالشركة مع الرب و الغذاء على كلمته، وستبدأ تجد تلك البراعم الصغيرة تُزهر إلى تنضج و في النهاية ستأتي بثمار وافرة لمجد الله.

السير بالروح هو السير بالمحبة

أريد أن أوضح نقطة أخرى إليك بخصوص السير بمحبة الله. يتكلم بولس في رسالة غلاطية عن السير في الروح. تلك الرسالة لم تكن مكتوبة لكنيسة واحدة وحسب، بل كانت مكتوبة لتُقرأ لعديد من الكنائس في مقاطعة غلاطية.

غلاطية 5: 16

إِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا فِي الرُّوحِ . وَعِنْدَئِذٍ لن تُتَمِّمُونَ شَهْوَةَ الْجَسَدِ أَبَداً.

في العديد من الأوقات عندما يتحدث المؤمنون عن السير في الروح، تجدهم يفكرون إن السير في الروح هو تجربة ضبابية وانطلاق في الأعالي… ويعتقدون أنها تجربة غامضة حيث يُحلقون هنا و هناك و يُخطفون بالروح القدس.

ولكن الحقيقة هي أن السير في الروح هو أمر بسيط جداً. السير في الروح هو السير بثمار الروح . السير في الروح هو السير بالمحبة .

لاحظ ما قاله بولس بخصوص السير في الروح. في البداية هو يضع قائمة بأعمال الجسد. وبعدها يضع قائمة بثمار الروح.

غلاطية 5: 16 ، 18-25

16 16 إِنَّمَا أَقُولُ : اسْلُكُوا فِي الرُّوحِ . وَعِنْدَئِذٍ لَن تُتَمِّمُونَ شَهْوَةَ الْجَسَدِ أَبَداً.

18 وَلَكِنْ إِذَا كُنْتُمْ خَاضِعِينَ لِقِيَادَةِ الرُّوحِ، فَلَسْتُمْ فِي حَالِ الْعُبُودِيَّةِ لِلشَّرِيعَةِ .

19 أَمَّا أَعْمَالُ الْجَسَدِ فَظَاهِرَةٌ، وَهِيَ: الزِّنَى وَالنَّجَاسَةُ وَالدَّعَارَةُ،

20 وَعِبَادَةُ الأَصْنَامِ وَالسِّحْرُ، وَالْعَدَاوَةُ وَالنِّزَاعُ وَالْغَيْرَةُ وَالْغَضَبُ، وَالتَّحَزُّبُ وَالانْقِسَامُ وَالتَّعَصُّبُ،

21 وَالْحَسَدُ وَالسُّكْرُ وَالْعَرْبَدَةُ، وَمَا يُشْبِهُ هَذِهِ. وَبِالنَّظَرِ إِلَيْهَا، أَقُولُ لَكُمْ الآنَ، كَمَا سَبَقَ أَنْ قُلْتُ أَيْضاً، إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ اللهِ !

22 وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: الْمَحَبَّةُ وَالْفَرَحُ وَالسَّلامُ، وَطُولُ الْبَالِ وَاللُّطْفُ وَالصَّلاَحُ، وَالأَمَانَةُ.

23 وَالْوَدَاعَةُ وَضَبْطُ النَّفْسِ. وَلَيْسَ مِنْ قَانُونٍ يَمْنَعُ مِثْلَ هَذِهِ الْفَضَائِلِ .

24 وَلَكِنَّ الَّذِينَ صَارُوا خَاصَّةً لِلْمَسِيحِ، قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ .

25 إِذَا كُنَّا نَحْيَا بِالرُّوحِ، فَلْنَسْلُكْ أَيْضاً بِالرُّوحِ .

قال بولس، “أعمال الجسد هي ظاهرة…” (ع 19). أو يمكننا قولها بتلك الطريقة: “إن سلكتم بالجسد، حينئذٍ، فأعمال الجسد ستظهر، و ستسيطر عليكم”.

و بعدها أخذ بولس يسرد قائمة بأعمال الجسد: الزِنى والنجاسة والدعارة وعبادة الأَصنام والسحر والعداوة والنِزاع والغيرة والْغضب والتحزُّب والانْقسام والتَّعصب والْحسد والسكْر والْعربدة.

ولكن في عدد 22، تجد بولس يسرد أيضاً ثمار الروح: المحبة و الفرح والسلام وطول البال واللطف والصلاَح والأَمانة والوداعة وضبطُ النفس.

لاحظ ما يقوله بولس بخصوص السير في الروح: ” إِنَّمَا أَقُولُ : اسْلُكُوا فِي الرُّوحِ. وَعِنْدَئِذٍ لَن تُتَمِّمُونَ شَهْوَةَ الْجَسَدِ أَبَداً”. (ع 16).

حسناً، كيف تسير في الروح؟ السير في الروح هو السير بثمار الروح. السير في الروح هو السير بالمحبة! أو بكلمات أخرى، السير في الروح هو السير بالمحبة و الفرح والسلام وطول البال واللطف والصلاَح والأَمانة والوداعة وضبطُ النفس.

وبعدها يقول بولس، “… وَلَيْسَ مِنْ قَانُونٍ يَمْنَعُ مِثْلَ هَذِهِ الْفَضَائِلِ ” . أو بكلمات أخرى، عندما تسير بثمار الروح، لا يوجد أي قانون يستطيع أن يشهد ضدك وذلك لأنك ستكون مُتمماً لكل متطلبات الشريعة.

الأمر ببساطة هو أننا نستطيع قول أن السير في الروح هو السير بالتسعة ثمار للروح الإنسانية التي أُعيد خلقها. وهذا هو الجوهر لما هو السير في الروح.

المحبة لا تصنع السوء لآي شخص

الآن انظر لرومية 13: 10 لأنه هناك حق لابد أن نراه في تلك الأعداد بخصوص نوع محبة الله.

رومية 13: 10

10 فَالْمَحَبَّةُ لاَ تَعْمَلُ سُوءاً لِلْقَرِيبِ. وَهَكَذَا تَكُونُ الْمَحَبَّةُ إِتْمَاماً لِلشَّرِيعَةِ كُلِّهَا.

خاصية أخرى لنوع محبة الله أنها ” لاَ تَعْمَلُ سُوءاً لِلْقَرِيبِ “. (رومية 13: 10). حسناً، يُمكنك قراءة تلك الأعداد هكذا: “المحبة لا تصنع سوءاً لأي شخص”.

عبر السنين، كان لدينا أنا و زوجتي العديد من الفرص في الخدمة لممارسة نوع محبة الله الذي بداخلنا حتى ينمو و يتطور.

كمثال، ذهبنا لنعظ لبعض القوم، وكان لدينا بالكاد الثمن لشراء الجاز للسيارة للوصل لكنيستهم. وصلنا هناك في المساء في موعد العظة. بعد العظة، كنا أنا و زوجتي جائعين لأننا كنا في رحلة سفر طويلة للوصول هناك مع القليل جداً من الطعام.

كنا سنقيم مع الراعي و زوجته في منزلهم، لذا قلنا أنهم بالتأكيد سيعطوننا شيئاً لنتناوله بعد العظة.

ولكنهم لم يأخذونا خارجاً لأي مطعم أو حتى أعطونا شيئاً لنأكله في منزلهم. ذهبوا وحسب للنوم و تركونا نذهب للنوم جائعين. في الصباح التالي، استيقظنا جائعين ولكنهم كانوا استيقظوا قبلنا و غادروا مبكراً.

قالت زوجتي، “ربما استيقظوا باكراً ليبتاعوا شيئاً لإعداده للإفطار”. ولكن ما حدث أنهم لم يرجعوا. وبعدها قالت زوجتي “ربما يرجعوا و يصطحبونا خارجاً لتناول وجبة الغداء”.

حسنا، ما حدث هو أنهم لم يرجعوا أيضاً في وقت الغداء. لم يكن لدينا ولا سنتاً في جيوبنا لنبتاع أي طعام لأن كل ما لدينا أنفقناه على شراء الغاز للسفر للوصل لذلك المكان للوعظ.

في النهاية، رجعوا للمنزل قبل وقت الخدمة بقليل و استعدوا للذهاب للكنيسة ولكنهم لم يذكروا أي شيء بخصوص الغداء أو بشأن إطعامنا. ولم يسألونا على الإطلاق إن كنا نريد أي شيء للأكل أو إن كنا جائعين.

لقد مر يوم و نصف اليوم بعد أن أكلنا آخر وجبة لنا أنا و زوجتي، وكنا جائعين. أن تكون صائماً وتطلب الرب بذلك أنت تكون متوقعاً لإنكار الجسد! ولكننا لم نكن صائمين. لقد كنا جائعين وحسب لأنه لم يوجد أي شيء للأكل.

بعد أن أنهينا الخدمة في الليلة الثانية، فكرنا أنهم ربما يعرضوا علينا شيئاً للأكل، ولكنهم لم يقولوا كلمة بخصوص الأمر. وعندما ذهبنا للبيت، ذهبوا للنوم وذهبنا نحن أيضاً للنوم.

استيقظنا في الصباح التالي، وكانوا غادروا بالفعل. وفكرنا أنهم ربما يرجعوا في وقت الظهيرة لأخذنا لتناول الطعام خارجاً أو على الأقل يُقدموا لنا أي شيء لنأكله. ولكنهم لم يرجعوا للمنزل.

في النهاية، ذهبنا للمطبخ أملاً أن نجد أي شيء نتناوله لكوننا في قمة الجوع. فوجدنا شريحة لحم واحدة و بيضة واحدة و قطعة خبز قديمة. فقمنا بطهي البيضة و أخذ كلاً منا نصف قطعة خبز و نصف شريحة لحم و نصف بيضة وكوب من الماء لكل منا.

قلت لزوجتي، “أنا أعرف ما سأقوم بفعله تجاه هذا الراعي وزوجته!” أترى، يستطيع جسدك و عقلك الهياج و الاستثارة عندما يصنع بك الآخرون شراً. لهذا السبب يقول الكتاب لنا أن نخضعهم لأرواحنا.

قلت، “سوف أتصل بالمراقب العام، واسأله، “ما نوع الخدام التى لديك فى تلك المنطقة على أى حال؟ لم يكن لدينا ما نتناوله لمدة يومين!” ذلك ما كنت اريد قوله. ولكن أتعلم، إن لم تكن حريصاً فى موقف كهذا، سيريد جسدك إمساك زمام الأمور.

لذا، ذهبت للتليفون للإتصال بمراقب المنطقة، ولكن شيئاً من الداخل حثنى على التوقف. لقد كان ذلك هو محبة المسيح التى بداخلى.

رجعت لزوجتى وقلت لها، “لا أستطيع فعل ذلك. ولم أتصل بالفعل بالمراقب. الناس التى تتصرف مثل هذا القس وزوجته بارك الله قلوبهم، لن ينموا روحياً على أى حال. ولكنى لن اشارك فى سقوطهم ولن أكون الشخص المسئول عن تعثرهم.

“لا أهتم إن كانوا صنعوا بى شراً. يجب علىٌ أن أسير بالمحبة سواء ساروا هم بها أم لا وذلك لأن الكتاب يقول أن المحبة لا تصنع السوء للقريبين”.

حسناً، رجع هذا الراعى وزوجته قبل ميعاد الكنيسة فى اليوم الثالث ولم يذكروا على الإطلاق أى شىء بخصوص الطعام ولم يسألوا حتى إن كنا جائعين أم لا. ذهبنا للكنيسة، وبعدها أحضرونا للمنزل ولم يعرضوا علينا أى نوع من الطعام. ولم يعطونا حتى تقدمة مالية لنشترى أى شىء لنأكله.

فى ذلك الوقت، بدأت أشعر أن معدتى تحتك بعظام ظهرى! عندما تكون بلا طعام لعدة أيام، سترى أن جسدك يكاد يصرخ من الالم! فقلت لزوجتى مرة اخرى، “سوف أتصل بالمراقب العام، واسأله، “ما نوع الخدام التى لديك فى تلك المنطقة على أى حال؟” أترى، إن أعطيت إنتباهك لما يقوله ذهنك و جسدك، ستدخل فى متاعب.

فذهبت للتليفون للإتصال به، ولكن مرة اخرى، شيئاً من الداخل لم يدعنى أفعل ذلك. محبة المسيح أعاقتنى عن فعل ذلك.

قلت لزوجتى، “لا، لا استطيع فعل ذلك”. وجاءتنى فكرة أن نرحل بالسيارة تلك الليلة عقب إنتهاء الخدمة. ولكنى لم أستطع حتى فعل ذلك.

من جانب، سوف يسأل الجمع الراعى، “أين الأخ هيجن؟” وبعدها سوف يتساءلون لماذا غادرت، وذلك سيكون سىء للراعى”.

فلم اغادر. وفى اليوم التالى، كنا فى زروة الجوع! فذهبت للإتصال مرة اخرى بالمراقب ولكنى أيضاً لم استطع.

ولكنى قلت لزوجتى، “لا أستطيع فعل ذلك. فهذا الثنائى بارك الله قلوبهم العزيزة، لن يستطيعوا الإستمرار فى الخدمة بالتصرف بتلك الطريقة. ولكنى لن أكون مشاركاً فى سقوطهم بإتصالى بالمراقب أو بالمغادرة. سوف أبقى ليوم الأحد وسوف أفعل ما هو صحيح سواء فعله هذا الثنائى ام لا”.

هؤلاء الناس الذين ليس لديهم مراعاة لغيرهم أو إحساس بمن حولهم بل كل ما يهمهم هو أنفسهم، لن يستطيعوا الإستمرار فى اى إتجاه وبالاخص فى الخدمة.

فى الواقع، هذا الثنائى لم يكن من الصحيح أبداً وجودهم فى الخدمة من البداية. ولكنى لن اشارك فى سقوطهم، لأن ذلك سوف يؤذينى روحياً. عاجلاً أم آجلاً سوف يجنى هذا الثنائى ما زرعه ولكنى لن أكون مشاركاً فى ذلك.

وبجانب ذلك، المحبة لا تصنع الشر لمن حولها. المحبة لا تأخذ فى الحسبان للأخطاء التى تجعلها تعانى. الْمَحَبَّةُ (محبة الله) تصمُد طَوِيلاً وَهِيَ صَبُورَة و لَطِيفَةٌ.

فى النهاية، واحد من شمامسة الكنيسة أتى لزيارتنا، وبدأ يسألنى أسئلة. رأيت انه يعلم ان هناك أمراً غير صحيح يحدث. ولكنى لم أكن اريد أن أجرح الراعى أمام واحد من شمامسته. المحبة لا تصنع السوء لقريبها. لذا فعلت كل ما بوسعى لعدم ذكر أى شىء من الممكن أن يجرح الراعى.

فى النهاية، قال هذا الشماس لى و لزوجتى، “احضروا لزيارتى”. و أخذنا لمنزله حيث توجد ثلاجة مليئة باللحم و الخضروات الطازجة.

قال لنا، “خذوا كل ما تريدونه”. فأخذنا الأكل للمنزل و أعددناه بانفسنا. لم يعطنا هذا القس وزوجته أى شىء كطعام طوال الفترة التى أقمنا فيها بمنزلهم.

أخذوا تقدمات كل ليلة ولكنهم لم يعطونا ابداً أى منها، لذلك لم نستطع الذهاب لشراء أى شىء للأكل. فى النهاية و بآخر ليلة بها إجتماع، قاموا بإعطائنا تقدمة صغيرة وهى مبلغ 43 دولاراً للأسبوع باكمله.

لقد اغرينا بكل تاكيد على الخروج عن المحبة. ولكنى لم اشكو أو أتذمر على الأمر. كان لابد لى أن استمر بالسير بالمحبة إن كنت اريد الإستمرار فى صحة. إنى افضل أن استمر فى صحة عن أن اطالب بحقوقى. لذا وضعنا انا وزوجتى إيماننا بالله. كنا نعرف جيداً أن الله يسدد كل إحتياجاتنا. فغادرنا لطريقنا للمنزل.

ما الذى حدث لهذا الراعى وزوجته؟ بعد ذلك ليس بكثير، إتصل بى المراقب لهذه المنطقة وسألنى، “هل قمت بالوعظ لهؤلاء القوم؟” فقلت له أننى أقمت سلسلة من الإجتماعات فى كنيستهم.

فسألنى، “هل إلتقطت اى شىء فى روحك بينما كنت تقيم هناك؟” لم يكن هناك داعى لألتقط شيئاً فى روحى! أعنى، طوال تلك الفترة بلا طعام. بالأحرى أن اسأل معدتى وهى ستجيبنى أن هناك شيئاً غير صحيحاً هناك!

قال، “علينا التعامل مع هؤلاء القوم. علينا ببساطة أن نأخذ تلك الكنيسة منهم”.

لقد لاحظت أن تلك هى آخر كنيسة قام برعايتها هذا الثنائى. لقد قام المراقب العام للكنائس بطردهم من عضوية الكنائس. لم يسمع أحد عنهم مرة اخرى, فى الواقع إنهم إختفوا من الساحة بالكامل.

نحن فى جسد المسيح نحتاج أن نعامل أحدنا الآخر بالمحبة! فالمحلة لا تصنع السوء للقريبين! لا يمكننا أن نسىء معاملة الناس و نعتقد أنه يمكننا التقدم و النجاح فى امور الله.

ذهبت لعقد سلسلة من الإجتماعات لأخ هنا فى ولاية اوكلاهوما، وكنت مسروراً أنى ذهبت بمفردى وذلك لأن الاطفال كانوا لا يزالوا صغاراً و زوجتى لم تستطع السفر معى طيلة الوقت.

لقد كان يعيش هذا الراعى فى منزل رعوية رائع. وكنيسته كانت من افضل الكنائس فى التصميم و المحتوى فى تلك المنطقة.

فى ذلك الوقت، لم تكن مبانى كنائس الانجيل الكامل ذات تكلفة عالية مثل تلك الكنيسة. لقد كانت الكنيسة ذات تكلفة عالية و كذلك بيت الرعوية.

حسناً، بينما كنت أعظ فى تلك الكنيسة، كان أمامى فرصة اخرى لعدم صنع السوء لقريبى. لقد أعطانى هذا الراعى مكاناً لأمكث فيه وهو خلف بيت رعويته. لقد جعلنى أمكث حيت يتم تربية الدواجن!

إنه حتى لم يقم بتنظيف المكان جيداً; لقد كان هناك طعام دواجن متبعثر بالأرض. ما فعله هو انه احضر سريراً و وضعه هناك حيث مكثت.

حسناً، لك أن تتخيل ما ستشعر به فى محلى. و بالطبع كان لابد لى أن أتعامل مع جسدى و ذهنى مثلما تفعل أنت. بدأ جسدى يفكر و يقول، ” ليس علىٌ إحتمال ذلك! سوف اغادر وحسب “.

ولكن عندها ادركت أنى لا أستطيع الرحيل لأنى بذلك قد اجرح قطيع الله فى تلك الكنيسة. ربما يتساءلون لماذا غادرت وربما ايضاً يشكون فى راعيهم.

أترى، المحبة لا تصنع السوء لقريبها، ومحبة الله التى بداخلنا لا تاخذ فى الحسبان الشر المصنوع تجاهها والذى يجعلها تعانى. لذا لم أستطع المغادرة. فقررت السير بالمحبة و المكوث لمدة اسبوع حتى لا يظهر الراعى بشكل سىء.

قلت للرب، “يارب، سوف أقول لك ما سأفعله. أنا اعرف أن سلسلة الإجتماعات هذه طويلة ولكنى ساُكمل اسبوع منها وحسب”. فى الإجتماع الأول، أعلنت أنى سأعظ حتى مساء الأحد، جعلت الأمر يبدو جيداً للراعى بقدر إستطاعتى، وغادرت بالفعل مساء الأحد.

ما الذى حدث له؟ لقد مات فى سن 39 بسرطان فى الرئة. وكانت هذه الكنيسة هى آخر كنيسة قام برعايتها. وقبل موته، لم يكن حتى يرعى كنيسة، لقد كان يعمل بمحل بقالة.

أترون، إن لم تسيروا بالمحبة، يا اصدقائى الأعزاء، فأنتم بذلك تلقون بأنفسكم بالكامل لهجمات إبليس.

سوف تكتشفون أن السبب فى وجود الكثير من الأمراض فى جسد المسيح حتى فى وسط الوعاظ هو أن المؤمنين لا يسلكوا بالمحبة تجاه أحدهم الآخر. وبعدها لا يستطيعوا الشفاء حتى يقوموا بضبط قلوبهم ويبدءوا بالسير بالمحبة بعضهم نحو بعض.

السير بمحبة الله هو الطريقة للنجاح و التقدم فى الحياة. نوع محبة الله سوف يجلبكم حيث النصرة فى كل دائرة من دوائر حياتكم. إسعى وحسب بفعل ما يقوله الكتاب ومارس محبة الله التى بداخلك. لن تستطيع النجاح فى الله إن لم تعامل الآخرين بطريقة صحيحة أو إن كنت تحتفظ بضغائن فى قلبك.

لقد دربت نفسى عبر السنين أن افكر هكذا: “كيف سيؤثر ما سأقوله او افعله على الشخص الآخر؟ المحبة لا تصنع السوء لأى شخص. هل ما أنا على وشك قوله أو فعله سوف يجرح الشخص الآخر؟ إن كان هكذا، إذن لن أقول ذلك أو أفعل ذلك”.

الآن لا تسىء فهمى، لقد أخطأت بالسير بالمحبة أحياناً ولكنى حين أدرك ذلك، أتوب بسرعة و ارجع أسير بمحبة الله التى بداخلى.

المحبة لا تصنع السوء فى الزواج

نوع محبة الله لا تصنع السوء لقريبها. حسناً، هذا ينطبق على الأزواج و الزوجات أيضاً. لذا إن كنت متزوجاً، فهذا يشمل أن لا تصنع سوءاً لقرينك. أليس كذلك؟ لذلك، إن كنت ستسلك بنوع محبة الله فهذا يعنى أنك لن تستطيع صنع أى سوء تجاه زوجتك أو تجاه زوجك.

عندما يواجه الزوجان عقبات فى زواجهم، يحتاج الأزواج سؤال أنفسهم هذا السؤال، “ماذا كانت المحبة لتفعل؟” وتحتاج الزوجات سؤال أنفسهم، “ماذا كانت المحبة لتفعل؟”

أنا أتكلم عن المحبة الإلهية، وليس المحبة البشرية. المحبة البشرية متقلبة. لن تستطيع السير بالمحبة البشرية و تصبح مؤمناً ناجحاً. المحبة البشرية هى أكثر بقليل وحسب من الجاذبية المادية.

سألتنى سيدة فى احدى المرات أن تتحدث الىٌ. قالت، “يبدو أنى لا احب زوجى بعد الآن”.

“ماذا تعنى،” سألتها، “أنك لا تحبين زوجك بعد الآن؟”

فأجابت، “آه، إنه رجل جيد، وهو ملائم لى. فى الواقع، إنه شخص رائع. ولكن لا يبدو وحسب انى احبه بعد الآن”.

أترى، لقد إحتاجت تلك السيدة تجديد ذهنها بكلمة الله. فبدأت اكلمها عن محبة الله لكى اعلمها كيف تُطور محبة الله تلك التى بداخلها حتى تنمو وتزداد.

فى النهاية قلت، “لماذا لا تدعي محبة الله تسودك؟ محبة الله ستحل كل مشكلة من الممكن أن تأتى”.

أترى، إن سرت حسب نوع محبة الله، سوف تنجح فى كل موقف وذلك لأن محبة الله تحتمل أى شىء وكل شىء من الممكن أن يعترضها. نحن لدينا نوع محبة الله بداخلنا ! ونستطيع أن نحب مثلما يحب الله.

إن إستمعنا وحسب للكتاب وتركنا محبة الله تكون مبتغانا الأول لتتطور، سننجح فى كل دائرة من دوائر الحياة.

يحتاج الأزواج والزوجات ترك محبة الله تسود عليهم وليس فقط المحبة الطبيعية.

طبيعياً، لدى الأزواج و الزوجات كمية محدودة من العواطف و الجاذبية المادية نحو بعضهم البعض. ولكن المحبة الطبيعية سطحية جداً. وتستطيع التحول الى كراهية بين ليلة وضحاها.

محبة الله لن تفعل ذلك. وذلك إمتياز للمؤمنين عن غيرهم من الناس للسلوك بهذا النوع من المحبة.

ليس فقط يستطيع المؤمنين حب زوجاتهم و أزواجهم بإستخدام المشاعر الطبيعية، ولكنهم ايضاً يستطيعوا إضافة نوع المحبة الإلهى للمحبة الطبيعية التى لديهم نحو بعضهم البعض. يستطيعوا محبة بعضهم البعض بنوع محبة الله التى لا تطلب ما لنفسها على حساب الآخرين ولكنها دائماً تطلب الخير للشخص الآخر.

يحتاج الأزواج ممارسة البحث عن راحة و سعادة الشريك الآخر قبل راحتهم. الأزواج الذين يمارسون ذلك سيختبرون السماء على الأرض فى زواجهم.

حتى فى الزواج، ضع القرين الآخر اولاً. فكر فى نفسك، كيف اصبح بركة لقرينى؟ فكر فى سعادة الشخص الآخر قبل سعادتك الشخصية.

بعض القوم لا يفعلون ذلك، وذلك يخلق عوائق فى زيجاتهم. كمثال، بعض السيدات الأعزاء يُصبحوا “روحيين” ويفكرون أنهم قديسين أكثر من اللازم ليكونوا فى علاقات جنسية مع أزواجهم. ولكن هذا العدد، “المحبة لا تصنع السوء لأى شخص” ينطبق عليهم ايضاً.

بفعلهم ذلك، هم لا يطبقون تلك الأعداد الكتابية. هل يفعلن أى سوء بعدم كونهن زوجات لأزواجهن؟ بالطبع هن يفعلن ذلك! أنهن مسئولون عن تعثره و سقوطه فى الخطية، وعندها سيتشاركن فى اللوم على ذلك.

بعضهن يقول، “نعم، ولكن قال لى الله أن لا يكون لى علاقات مادية مع زوجى”.

إن فعل ذلك، فهذا يعنى أنه كذب فى كلمته وذلك لأن كلمته تقول لا يجب على الأزواج و الزوجات الإمتناع عن بعضهم.

1 كورنثوس 7: 5

فَلاَ يَمْنَعْ أَحَدُكُمَا الآخَرَ عَنْ نَفْسِهِ إِلاَّ حِينَ تَتَّفِقَانِ مَعاً عَلَى ذَلِكَ، وَلِفَتْرَةٍ مُعَيَّنَةٍ، بِقَصْدِ التَّفَرُّغِ لِلصَّلاَةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ عُودَا إِلَى عَلاَقَتِكُمَا السَّابِقَةِ، لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمَا الشَّيْطَانُ لِعَدَمِ ضَبْطِ النَّفْسِ.

يقول الكتاب المقدس أن لا يمتنع الأزواج و الزوجات عن بعضهم. ماذا يعنى ذلك؟ تقول ترجمة ( Moffatt ) لهذا المقطع: “لا تمنعوا العلاقة الجنسية من بعضكم البعض إلا فى حالة إتفاقكم على ذلك لبعض الوقت…”.

بكلمات اخرى، إن إتفق الزوج و الزوجة على ذلك، يستطيعوا الإمتناع عن العلاقة الجنسية لبعض الوقت بغرض “التفرغ للصلاة و الصوم”.

ولكن ترجمة ( Moffatt ) تقول بعدها، “إجتمعوا مرة اخرى”. وهذا يعنى الرجوع وإعادة العلاقات السابقة مرة اخرى. أترى، السير بالمحبة يتعلق بكل دائرة من دوائر حياتنا، حتى فى الحياة الزوجية.

يقول الكتاب للناس للمتزوجين كيف يعاملون بعضهم البعض تماماً. ما أعنيه هو أن الكتاب يغطى كل دائرة من دوائر حياتنا.

كنت أعقد انا وزوجتى سلسلة من الإجتماعات لراعى منذ عدة سنوات، وعندما نسأله اى سؤال، كان يجاوب، “سيتوجب علىٌ سؤال زوجتى”. يبدو وحسب انها لديها سلطة عليه فى كل دائرة.

لقد عقدنا سلسلة من الإجتماعات مدتها ثلاثة اسابيع لهذا الراعى وبعدها أخذنا اسبوعاً كراحة.

قال هذا الراعى لى، “أخ هيجن، سنذهب انا وزوجتى للجبال. لماذا لا تأتى أنت وزوجتك لتنضموا إلينا؟” لقد كان لدينا بعض الوقت الفارغ، فذهبنا معهم.

أثناء ذلك الوقت، قال لى هذا الراعى، “أخ هيجن، فى بعض المرات تمر أربعة أشهر لعدم مشاركتى لزوجتى الفراش وذلك لأنها لا تسمح لى بذلك. إنها تحب الذهاب للجبال، لذا فالطريقة الوحيدة التى أستطيع بها جعل زوجتى تحظى بعلاقة جنسية معى هى أخذها للجبال”.

هذا الأخ كان أكبر منى سناً وقتها و أنا كنت فى الثلاثين من عمرى.

بمنع زوجة هذا الراعى العلاقات الجسدية عن زوجها، فهى بذلك تعرضه للتعثر و السقوط. وعندها ستجد الناس تقول عن هذا الراعى “انظر ما فعل هذا الراعى القذر!”.

إن كان هذا الراعى تعثر وسقط، فسيقع على عاتق زوجته معظم اللوم. المحبة لا تعمل سوءاً او شراً لأى شخص. وتلك المرأة صنعت شراً لزوجها.

فى الواقع، لقد إنتهكت تلك المرأة كلمة الله. لا يُمكن أن يكون الله الذى قال لها أن لا يكون لها علاقات جنسية مع زوجها، وذلك لأن الكلمة تقول، “لاَ يَمْنَعْ أَحَدُكُمَا الآخَرَ عَنْ نَفْسِهِ”. 1 كورنثوس 7: 5

محبة الله تعمل فى كل جانب من جوانب الحياة، متضمنة العلاقة الزوجية. يحتاج الأزواج و الزوجات سؤال أنفسهم ذلك السؤال، ماذا كانت المحبة لتفعل؟

و إن كان كل شخص فينا يريد النمو و التطور فى نوع محبة الله، فقبل الجواب على الناس، يجب سؤال أنفسنا هذه الأسئلة، كيف كانت لتتصرف محبة الله؟ ماذا كانت محبة الله لتفعل؟

تلك هى الطريقة التى نجعل بها نوع محبة الله يسود على حياتنا! محبة الله لا تفشل ابداً، لذا، فعندما تضع محبة الله لتعمل فى حياتك، فلن تفشل ابداً.

تكلم هذا الإعتراف من قلبك:

محبة الله سُكبت فى قلبى بالروح القدس. أنا لدى طبيعة محبة الله فى قلبى – فى روحى. أنا أسعى لجعل طبيعة المحبة تلك التى بداخلى أن تسودنى.

لذلك، لن أدع السببية البشرية الطبيعية تسودنى. أنا أرفض أن أدع الجسد يتسلط علىٌ.

سأسلك بروحى بواسطة السلوك بالمحبة. أنا احب ولا أكره.

سوف امارس و ادرب ثمرة المحبة التى بداخلى حتى تنمو و تزداد.

طريقة من الطرق التى امارس بها نوع محبة الله هى أن لا آخذ فى الإعتبار أخطاء الآخرين الجارحة.

سوف امارس ايضاً التفكير الإيجابى عن كل شخص حتى تستطيع محبتى النمو و التطور وحتى أستطيع أن أكون بركة للكثيرين.

سوف أجعل محبة الله مطلبى الأعظم فى الحياة، وعندها محبتى ستسود و يحصد الله المجد.

نشرت بإذن من كنيسة ريما Rhema بولاية تولسا – أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية  www.rhema.org .
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية من خدمات كينيث هيجين.

Taken by permission from RHEMA Bible Church , aka Kenneth Hagin Ministries  ,Tulsa ,OK ,USA. www.rhema.org.
All rights reserved to Life Changing Truth.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$